المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غربة ,, 3



فاطمه عبد القادر
23-09-2011, 12:05 AM
في قلبِ مدينةِ ((M ))السويديَّة ,توقَّفت الحافلةُ التي تقلّني ,إنَّها الحافلة الثَّانية التي أقلَّتنِي اليوم , وعليَّ أن أنتظر الثالثة على التَّوالي ,,فالمعهدُ الذي أتلقَّى بهِ مراحلَ اللغةِ الأعلى ,يقعُ في مدينةٍ مجاورة, تبعدُ مدَّة ساعةٍ بالحافلةِ التي تخصِّص للمنتسبين إليه رحلة ذهابٍ في السَّابعةِ صباحاً, وأخرَى إيابٍ في الرابعةِ مساء .ولكنَّ اليوم هو الجمعة ,ودوام الدَّرسِ ينتهي في الحاديةِ عشرَ ظهراً ,ولا طاقة عندي لانتظارِ موعد الحافلةِ العاديَّة لمدة ساعات . يكفي أنَّني أهدرُ من وقتي ثلاثَ ساعاتٍ كلّ يوم , ساعة للذَّهاب ,ونصفَ ساعةٍ في انتظارِ الدَّرس الأوَّل ,ثمَّ نصفَ ساعةٍ أخرى في انتظارِ الحافلة مساءً , وساعة للإياب .
هبطْت على عجل
بعضُ نسماتٍ قويَّةٍ باردةٍ لفحَت وجهي ويديَّ ,فأسرعتُ (للسَّرادق) المخصَّصةِ للإحتماءِ من بعض البرد والمطر .نظرتُ في السَّاعة نظرةً سريعة ,ثمَّ نظرة أخرى للوحةِ المواعيد المنصوبةِ هناك ~~رقم الحافلة (445 ) وموعدها بعد عشر دقائق ~~.
جلستُ على المقعدِ الخشبِّي بينما كنتُ أتحرَّر من حقائبي وأكرِّرُ الرَّقم مرَّات عديدة ,لا أريدُ أن أنساه !!,يكفي أنَّني أنساه دائماً من جمعةٍ لجمعة .
يا الله ,,,كلُّ شيءٍ حولِي جميلٌ ,مرتَّب ,ملوَّن ,مغسولٌ بالمطر ,ولامع ,,,,لكنَّه بارد ,,بارد ,~ قلت لنفسي~ البردُ يعشِّشُ في كلِّ شيء ,حتَّى في قلبي ,وأعصابي, ورأسي . أين منِّي تلكَ الأيَّام الدَّافئة التي قضيتُها هناك أيام َدراستي مع صديقاتي ؟؟ كنَّا بلباسِنا الموحَّد كالعصافيرِ الزَّرقاء التي تحملُ على رؤوسِها زهوراً بيضاء أو ورديَّةً أو صفراء ,وكنَّا نتأبَّطُ كتبنا كأنَّنا نتأبطُ أغماراً من القمحِ الطَّازج السَّاخن.
كانت ألحانُ الحياةِ ترافقُنا في كلِّ وقتٍ وفي كلِّ حركة ,ألحانٌ دافئةٌ بطعمٍ آخر لنْ أنساه ما حييت ,اليوم ,,لا اسمعُ سوى صوتِ الرِّياح الباردة, ولا أرى إلا الأرقام المختلفة .حتى النَّاس الذين أراهُم كلَّ يوم ,هم مجرَّد أخيلةٍ وظلالٍ لا علاقة لها بالواقع .
ما لعقاربِ السَّاعة صامتةً هي الأخرى ,ولا تتحرَّك ؟!!. آه ,,,كم أحسُّ بالجوعِ ,والبَّردِ والإرهاق ,,كم أودُّ أن أدخل الآن تحتَ المياهِ السَّاخنة ,وأخرجُ للأجد سفرةً صغيرةً بانتظاري ,آكل ,,,ثمَّ أدخلُ تحتَ لُحُفِي في غيبوبةٍ طويلة ,,,كمْ أود,,, !,ولكن أنَّى لي ذلك ,؟ فاليومُ هو الجمعَة ,يومُ الخبيز ,يجبُ عليَّ عجْن كميَّة تكفي عائلتي حتى الجمعةِ القادمة ,وكيف سأخبز ؟؟على فرنٍ كهربائيٍ غيرُ مصمَّمٍ للخبز العربيّ الذي يحتاجُ لحرارةٍ قُصوى ,وعليَّ انتظار كلّ رغيفٍ انتظاراً قاهراً, ثم يجبُ عليَّ تنظيف البيت كلِّه كالعادة ,ويجبُ أن أُعدَّ الطَّعام ,وغداً يوم الغسيلِ والكيّ الطويل المرْهق ,يجبُ عليَّ أن أصعدَ وأهبِطَ السَّلالمَ إلى,, ومنَ الغسَّالات مراتٍ عديدة ,ويومَ الأحد لدينا زوار طولَ اليوم ,وصباحَ الإثنينِ سيبدأ الأسبوع ثانيةً.
ما الذي جاءَ بنا لهذهِ البلاد يا ترى ؟؟؟ أيَّةُ رياحٍ حملتنا كحبَّاتِ رملٍ ناشفة, وبعثرَتنا هكذا ؟؟
قديماً ,,,لمْ يخطرْ بِبالي رحيلاً البتَّة إلا إلى تلك القريةِ القديمةِ الرَّابضة على أرض الجَليل ,لا أتذكَّر أنَّه قد كبَّلَنِي أيُّ شوقٍ أو حميميةٍ لأيِّ بقعةٍ في العالم إلا لها ,حيثُ بستانِ الرُّمَّانِ المزيَّنِ بالأزهارِ الحمْراء كحباَّتِ ياقوتٍ تشتعلُ معَ الشَّمس ,فتبدو مثلَ شعلات نارٍ قدسيَّة ,وقدْ كانَ هذا البستانُ لأمِّي ,حيثُ قضت طفولتَها فيهِ تلاحقُ الغزلانَ الصغيرةَ البريَّة, وتلعبُ معها .منذ نعومةِ أظفارِي وهي تحدثُني عنهُ بسعادةٍ ومرارَة ,حتى كبُر في خيالِي وأصبحَ أعرض من الدُّنيا بأسرِها بالنِّسبةِ لي .
أيُّ موتٍ تمَلّكنا حتى رَكبنَا أمواجَ اليأس هاربين من كلِّ شيء ؟؟ ~~لكنَّه الحلّ الأمثل ,,بلادٌ تُغتالُ فيها طفولَتُك وإنسانيَّتُك, ويَستشهدُ فيها شبابُك ,وتُشنقُ فيها أحلامُك ,لا مكانَ لكَ فيها ~أرض الله واسعة~ ,لا قدرةَ لي على البقاءِ في مكانٍ لا يترعرعُ فيه سوى المختمرينَ بعشقِ الجاهليَّة ,, جاهليَّة الدِّينِ ,وجاهليَّة الوطنِ, وجاهليَّة الحياةِ كلِّها .كنَّا قبائلَ متناحرة ,فأصبحنا طوائفاً متناحرَة ,وأحزاباً متنافرة ,لا مكانَ لي هناك ,فأنا لا أقدرُ على اعتناقِ الجاهليَّة ,ولا عبادةِ أصنامِها ~~.
جاءت الحافلة ,,
نفسُ اللونِ ,ونفسُ الشَّكلِ ,ونفسُ الرُّكاب ,لا شيءَ يميِّزُها سوى رقمها ,أسرعتُ لقراءة الرَّقم ,هذا هو ((454 )).
صعدتُ واثقةً مثلَ كلِّ مرَّة , رفعتُ البطاقة الشهريَّة أمامَ السَّائق ,فأشارَ لي بالدُّخول, وابتسامة معتادة على وجهِه .الحافلةُ مليئةٌ بالطلابِ والطالباتِ الشَّباب ,كالورودِ المتفتِّحةِ حديثاً, عيونُهم زرقاء ملوَّنة لامعة كعيونِ القططِ الناعمة,يضحكونَ ,يمزحونَ يتضاربونَ برفق ,أصواتُهم وضحكاتُهم تملأُ المكان ,جوُّهم السعيدُ قد أدخلَ بعضَ البهجةِ في صدرِي المغْلق ,لقد اعتدتُ أن أرى هذا المشهدَ كلَّ يومِ جمْعة .جلستُ في مقعدِي لا ألوِي على شيء , أسندْتُ رأسيَ المتعب, وأغمضتُ عينيّ .
صغيرَتي ,,,حبيبَتي ,وضعتُك في الحضانةِ قبلَ أن تكمِلي عامَك الثالث ,أنا مضظرَّة ,سامِحيني,,.يظلُّ صراخُك يضرِبُ سمْعي أكثرَ من نصفِ ساعةٍ كلَّما تركتُك صباحاً ,وفي المساء, تهربينَ منِّي فوقَ الطَّاولاتِ والكراسي , وتحتَها,وفي كلِّ مكانٍ في الحضانة ,وعليَّ أن أطاردَك كما أطاردُ عصفورة شقيَّة ,يجبُ أن آخذَك معي في الخامسةِ بالضبط يا غالية ,كلُّ شيءٍ محسوب بدقَّة .
أعرفُ يا صغيرتي أنَّني أضعُك في أيادٍ أمينة ,,أمينة على حياتِك وسلامتِك ,ولكن ,,هلْ هي أمينة على أفكارِك ؟؟منذ اليوم, بدأتِ ترفضينَ بعضَ طلباتي قائلةً ((يا ثُمْ بِثْتِيمَّ ))وهي ((يا سُم بِيسْتِيمَّ)) يعني أنا التي أقرِّرْ ,,,
يا إلهي,,, هل سيصنعونَ منكِ فتاةً مفتَّحةِ الأبوابِ والنَّوافذِ على مصراعيها مثلَ هؤلاء ؟؟ أنا لا أريدُك مغلقةً مثْلي !!أنا اتفهّم أنَّني من جيلٍ آخر ,ولكن ,,ليسَ متفتِّحة بلا حدودٍ مثلهم .
شعرتُ بألمِ وخزٍ في صدرِي ,ضغطتُّ على ألمي بشدَّة ~~ والله ,,أدفنُ نفسي حيةً لو استشعرتُ منكِ خللاً ولو بسيطاً !! ~~
متى سأزرعُ فيكِ قيمَنا ودينَنا وأخلاقياتَنا يا صغيرة ؟؟,ألتقي بكِ في الخامسةِ مساءً, وفي السابعةِ تنامين ,وتكونين في الحضانة في السادسةِ والنصف صباحاً مرةً أخرى.
لابد أن أبذُلَ معك جهداً مربَّعاً ,ومكعَّباً ,,حتى لو أوقفتُ الساعةَ عن الدوران ,, واالحياةَ كلِّها على كعبٍ واحد,, لن أسمحَ للأفكارِ الغريبةِ أن تنمو في عقلِِك ,لن أسمحَ أبداً.
لن أسمح ,,,,قلتُها هذة المرَّة بصوتٍ مسموع ,وتفتَّحت عينايَ مخترقةً زجاجَ النَّافذة.
ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟ أراضٍ واسعةٍ لا نهايةَ لها, ليسَ بِها أيّ بشر, سوى آلاتٍ للزراعة متوقفةٍ هنا وهناك ,كذلك الجانب الآخر .للوهلةِ الأولى ظننتُ أنَّني في حلم ,فهذة المناظر لم أرَها من قبل في طرُقاتي .في اللحظةِ الثانية شعرتُ بغثيانٍ شديد .في اللحظةِ الثالثة أطلقتُ صوتاً مدوِّياً لا أدري كم كانَ مداه ,,ولا بماذا تفوَّهت ,وانطلقتُ نحوَ السائقِ بطريقةٍ هجوميةٍ غاضبةٍ صارخةٍ باكية, وكأنَّه هو المسؤول, ولستُ أنا ,,,فخيّم سكونٌ شامل .
~أعترفُ أنَّهم مهذبون ~ لقد كانَ السائقُ متفهِّما وكأنَّه عرفَ كلَّ شيءٍ بلحظة ,كان هادئاً للغاية وهو يقول بصوتٍ خفيض ~~أخطأتِ رقمَ الحافلة ,نحنُ نعتذر لأنَّها متشابهة ,لكن لا خطر ,اهدئِي واجلسِي مكانك ,عند وصولِنا للمحطةِ الأخيرةِ سنعود ,وهي ليست بعيدة,,سوف أعود حالا للمدينة (M ) هذا هو خطّ الحافلةِ اليومي ,هناك ستكون حافلة متأهبة للإنطلاق فوراً إلى المنطقة (B ) مكان اقامتك ,,إجلسي الآن من فضلك , شكراً ~~
قال السائقُ هذا ,,فانتهى كلُّ شيء . وعدتُ لمكاني بهدوء .
الحمد لله ,, الحافلة مليئةٌ بالرُّكاب ,هذا يمنحُني بعضَ الإطمئنان ,بل الكثيرَ منه في هذا المكانِ الغريبِ الموحش ,سيكون في المحطة الأخيرة من ينتظرها أيضا .
الحمد لله ,,,ليتني قادرة على الإتِّصال بأولادي كي لا يصيبُهم أيُّ ذعرٍ بسبب تأخري ,لكن لا وقتَ لدي ,ولا محمولاً معي ~لم يكن المحمول منتشراً يومها مع الناس ~
في الساعةِ الخامسةِ مساءً, وصلتُ البيت مثلَ كلِّ يومٍ آخر عدا الجمعة ,وكانت رحلتي الطويلة فاشلةً للغاية.
لا عجين اليوم,, ولا خبيز ,لكنِّي سهرتُ مع أبنائي سهرةً لذيذة ,يقصُّون عليَّ ما فعلوا ,وأقصُّ عليهم تفاصيلَ ما جرى ,وهم يضحكون من الأعماق .
لن أنسى هذا اليوم أبداً.

كنت طول النهار أنطلق بالحافلات ,كما ينطلق جوّالُ الغابة* بالغابات

ماسة
:os:


جوّال الغابة *هو طير يشبه الدجاجة لكنه طويل السيقان ,غير قادر على الطيران لكنه يمشي بسرعة , ودائما للأمام ولا ينظر للخلف .
منظره مثير للضحك,,وقد جعلوا منه مادة لأفلام كرتون مضحكة لللأطفال

خليل حلاوجي
24-09-2011, 03:16 AM
سفينة تغرق
كان هذا عنوان مقالة د.خالص جلبي وهو يكتب ماساتنا هذه


عندما تلفظنا اوطاننا لانجد سوى الريح بيتا لاوجاعنا ولامفر

نص سردي جميل
وواقع ينزف أسى

فاطمه عبد القادر
27-09-2011, 11:12 PM
سفينة تغرق
كان هذا عنوان مقالة د.خالص جلبي وهو يكتب ماساتنا هذه


عندما تلفظنا اوطاننا لانجد سوى الريح بيتا لاوجاعنا ولامفر

نص سردي جميل
وواقع ينزف أسى




وعليكم السلام أخي العزيز خليل حلاوجي ,
شكرا لمرورك يا صديقي
شكرا لرأيك
ماسة

ربيحة الرفاعي
28-09-2011, 03:08 AM
لا أدري لما أعجز عندما أقرأ نصوصك الجميلة في الغربة عن الحديث في أدبيات النص، بل إني لا ألاحظها أصلا خلال قراءتي، فلديك نسق في السرد يأسرني ويجعلني أستسلم للكلمات تحملني إلى حيث أعايش البطلة وأشاركها انفعالها أحزن معها وأخاف وأشتاق وأقلق ..

تغوصين في دخيلتها بمهارة وسلاسة فلا تفرضين على المتلقي اختناقا بضغط الأعماق ولا تسطحين القص فيفقد معانيه وجماليات عمقه

تشدنا بقوة سلسلة غربة هذه
فواصلي الهطول أيتها المبدعة

تحيتي

فاطمه عبد القادر
08-10-2011, 12:27 PM
سفينة تغرق
كان هذا عنوان مقالة د.خالص جلبي وهو يكتب ماساتنا هذه


عندما تلفظنا اوطاننا لانجد سوى الريح بيتا لاوجاعنا ولامفر

نص سردي جميل
وواقع ينزف أسى




وعليكم السلام أيها الصديق العزيز خليل
شكرا لك كثيرا على تواجدك العزيز على صفحاتنا المتواضعة

عندما تلفظنا اوطاننا لانجد سوى الريح بيتا لاوجاعنا ولامفر



هذة هي الحقيقة بعينها
نحن المطرودون من بلادنا أولاً ,ثم ثانياً, لا مكان لنا سوى الريح بيوتا نلجأ إليها
ولكن نقدر أن نقول أن الثلج والريح أرحم .
هكذا يبدو في الظاهر
شكرا لك جزيلا أخي لتفاعلك من النص
دام دفعك
ماسة

ياسر ميمو
08-10-2011, 01:00 PM
أستاذتي الفاضلة فاطمة


ما أعجبني في هذا النص


هي القدرة المذهلة على الوصف


الوصف الذي يجعلك تشعر و كأنك ترى ما تقرأ



قرأت واستمتعت وتعلمت





شكراً جزيلاً لك

فاطمه عبد القادر
21-10-2011, 12:29 AM
لا أدري لما أعجز عندما أقرأ نصوصك الجميلة في الغربة عن الحديث في أدبيات النص، بل إني لا ألاحظها أصلا خلال قراءتي، فلديك نسق في السرد يأسرني ويجعلني أستسلم للكلمات تحملني إلى حيث أعايش البطلة وأشاركها انفعالها أحزن معها وأخاف وأشتاق وأقلق ..

تغوصين في دخيلتها بمهارة وسلاسة فلا تفرضين على المتلقي اختناقا بضغط الأعماق ولا تسطحين القص فيفقد معانيه وجماليات عمقه

تشدنا بقوة سلسلة غربة هذه
فواصلي الهطول أيتها المبدعة

تحيتي


وعليكم السلام ورحمة الله يا صديقتي ربيحة


نسق في السرد يأسرني ويجعلني أستسلم للكلمات تحملني إلى حيث أعايش البطلة وأشاركها انفعالها أحزن معها وأخاف وأشتاق وأقلق ..

شكرا لك /هذا ما أريده بالضبط ,,,أن يشعر القارىء أنه يعايش بطل أو بطلة القصة ويشاركه انفعالاته ويضع نفسه مكانه

دائما تشيرين إلى ما أنتظره عزيزتي
شكرا لمرورك الرائع يا ربيحة العزيزة
الإبداع في قراءتك صديقتي
رأيك يهمني للغاية
ماسة

فاطمه عبد القادر
03-11-2011, 06:13 AM
أستاذتي الفاضلة فاطمة
ما أعجبني في هذا النص
هي القدرة المذهلة على الوصف
الوصف الذي يجعلك تشعر و كأنك ترى ما تقرأ
قرأت واستمتعت وتعلمت

شكراً جزيلاً لك


وعليكم السلام أخي العزيز ياسر ميمو
أشكر مرورك الكريم أخي ,وأشكر إعجابك ورأيك
أهلا بك دائما على صفحاتنا المتواضعة
وجودك يسعدني ورأيك يهمني
دام دفعك
شكرا جزيلا لك
ماسة

ناديه محمد الجابي
06-02-2013, 01:22 AM
كم هى جميلة فاطمة قصصك فى الغربة ..
عندما يرحل الإنسان حاملا معه فى أسفاره عين الناقد , وقلب الفنان , وفكر الكاتب ..
وحنين الوطن وحبه والشوق له .. لابد أن يثمر هذا كله أعمالا أدبية قيمة .
استمتعت بما قرأت .. تحياتى وتقديرى وودى .

براءة الجودي
06-02-2013, 02:32 AM
الأستاذة العزيزة / فاطمة
ربما لأول مرة اقرأ لكِ قصة والله أعلم , لديكِ غمكانيات كثيرة سلوبك رائع في النثر وجميل في السرد أيضا , أعجبتني القصة وحكايا الغربة رغم الألم بها إلا أنها تبقى ذكرى جميلة بكل ماتحتويه وأضحكني جدا الموقف هذا الذي قد يحدث كثيرا في الواقع ^^
دمتِ بارعة

محمد ذيب سليمان
07-02-2013, 06:17 PM
سيدتي ..
قرأت لككثيرا ولا ادري لماذا هذه هزتني وجعلت دمعة تترقرق في عيني
ألأن الصدق والعفوية كانتا شعرا لها أم لأن احلامنا هنا في بلادنا ان
نغادر لنرى الحياة الجميلة في بلاد الغربة والتي جردتها من جماليات ارتبطت بأحلامنا
من خلال منمنمات صغيرة كشفت عن زيف جمال الغربة
منذ الحرف الأول حتى آخر نزف في حكايتك " سرديتك " كنت اعيش معك صوتا وصورة بمنتهى الوضوح
مودي ايها الراقية

محمد الشرادي
08-02-2013, 09:05 PM
في قلبِ مدينةِ ((M ))السويديَّة ,توقَّفت الحافلةُ التي تقلّني ,إنَّها الحافلة الثَّانية التي أقلَّتنِي اليوم , وعليَّ أن أنتظر الثالثة على التَّوالي ,,فالمعهدُ الذي أتلقَّى بهِ مراحلَ اللغةِ الأعلى ,يقعُ في مدينةٍ مجاورة, تبعدُ مدَّة ساعةٍ بالحافلةِ التي تخصِّص للمنتسبين إليه رحلة ذهابٍ في السَّابعةِ صباحاً, وأخرَى إيابٍ في الرابعةِ مساء .ولكنَّ اليوم هو الجمعة ,ودوام الدَّرسِ ينتهي في الحاديةِ عشرَ ظهراً ,ولا طاقة عندي لانتظارِ موعد الحافلةِ العاديَّة لمدة ساعات . يكفي أنَّني أهدرُ من وقتي ثلاثَ ساعاتٍ كلّ يوم , ساعة للذَّهاب ,ونصفَ ساعةٍ في انتظارِ الدَّرس الأوَّل ,ثمَّ نصفَ ساعةٍ أخرى في انتظارِ الحافلة مساءً , وساعة للإياب .
هبطْت على عجل
بعضُ نسماتٍ قويَّةٍ باردةٍ لفحَت وجهي ويديَّ ,فأسرعتُ (للسَّرادق) المخصَّصةِ للإحتماءِ من بعض البرد والمطر .نظرتُ في السَّاعة نظرةً سريعة ,ثمَّ نظرة أخرى للوحةِ المواعيد المنصوبةِ هناك ~~رقم الحافلة (445 ) وموعدها بعد عشر دقائق ~~.
جلستُ على المقعدِ الخشبِّي بينما كنتُ أتحرَّر من حقائبي وأكرِّرُ الرَّقم مرَّات عديدة ,لا أريدُ أن أنساه !!,يكفي أنَّني أنساه دائماً من جمعةٍ لجمعة .
يا الله ,,,كلُّ شيءٍ حولِي جميلٌ ,مرتَّب ,ملوَّن ,مغسولٌ بالمطر ,ولامع ,,,,لكنَّه بارد ,,بارد ,~ قلت لنفسي~ البردُ يعشِّشُ في كلِّ شيء ,حتَّى في قلبي ,وأعصابي, ورأسي . أين منِّي تلكَ الأيَّام الدَّافئة التي قضيتُها هناك أيام َدراستي مع صديقاتي ؟؟ كنَّا بلباسِنا الموحَّد كالعصافيرِ الزَّرقاء التي تحملُ على رؤوسِها زهوراً بيضاء أو ورديَّةً أو صفراء ,وكنَّا نتأبَّطُ كتبنا كأنَّنا نتأبطُ أغماراً من القمحِ الطَّازج السَّاخن.
كانت ألحانُ الحياةِ ترافقُنا في كلِّ وقتٍ وفي كلِّ حركة ,ألحانٌ دافئةٌ بطعمٍ آخر لنْ أنساه ما حييت ,اليوم ,,لا اسمعُ سوى صوتِ الرِّياح الباردة, ولا أرى إلا الأرقام المختلفة .حتى النَّاس الذين أراهُم كلَّ يوم ,هم مجرَّد أخيلةٍ وظلالٍ لا علاقة لها بالواقع .
ما لعقاربِ السَّاعة صامتةً هي الأخرى ,ولا تتحرَّك ؟!!. آه ,,,كم أحسُّ بالجوعِ ,والبَّردِ والإرهاق ,,كم أودُّ أن أدخل الآن تحتَ المياهِ السَّاخنة ,وأخرجُ للأجد سفرةً صغيرةً بانتظاري ,آكل ,,,ثمَّ أدخلُ تحتَ لُحُفِي في غيبوبةٍ طويلة ,,,كمْ أود,,, !,ولكن أنَّى لي ذلك ,؟ فاليومُ هو الجمعَة ,يومُ الخبيز ,يجبُ عليَّ عجْن كميَّة تكفي عائلتي حتى الجمعةِ القادمة ,وكيف سأخبز ؟؟على فرنٍ كهربائيٍ غيرُ مصمَّمٍ للخبز العربيّ الذي يحتاجُ لحرارةٍ قُصوى ,وعليَّ انتظار كلّ رغيفٍ انتظاراً قاهراً, ثم يجبُ عليَّ تنظيف البيت كلِّه كالعادة ,ويجبُ أن أُعدَّ الطَّعام ,وغداً يوم الغسيلِ والكيّ الطويل المرْهق ,يجبُ عليَّ أن أصعدَ وأهبِطَ السَّلالمَ إلى,, ومنَ الغسَّالات مراتٍ عديدة ,ويومَ الأحد لدينا زوار طولَ اليوم ,وصباحَ الإثنينِ سيبدأ الأسبوع ثانيةً.
ما الذي جاءَ بنا لهذهِ البلاد يا ترى ؟؟؟ أيَّةُ رياحٍ حملتنا كحبَّاتِ رملٍ ناشفة, وبعثرَتنا هكذا ؟؟
قديماً ,,,لمْ يخطرْ بِبالي رحيلاً البتَّة إلا إلى تلك القريةِ القديمةِ الرَّابضة على أرض الجَليل ,لا أتذكَّر أنَّه قد كبَّلَنِي أيُّ شوقٍ أو حميميةٍ لأيِّ بقعةٍ في العالم إلا لها ,حيثُ بستانِ الرُّمَّانِ المزيَّنِ بالأزهارِ الحمْراء كحباَّتِ ياقوتٍ تشتعلُ معَ الشَّمس ,فتبدو مثلَ شعلات نارٍ قدسيَّة ,وقدْ كانَ هذا البستانُ لأمِّي ,حيثُ قضت طفولتَها فيهِ تلاحقُ الغزلانَ الصغيرةَ البريَّة, وتلعبُ معها .منذ نعومةِ أظفارِي وهي تحدثُني عنهُ بسعادةٍ ومرارَة ,حتى كبُر في خيالِي وأصبحَ أعرض من الدُّنيا بأسرِها بالنِّسبةِ لي .
أيُّ موتٍ تمَلّكنا حتى رَكبنَا أمواجَ اليأس هاربين من كلِّ شيء ؟؟ ~~لكنَّه الحلّ الأمثل ,,بلادٌ تُغتالُ فيها طفولَتُك وإنسانيَّتُك, ويَستشهدُ فيها شبابُك ,وتُشنقُ فيها أحلامُك ,لا مكانَ لكَ فيها ~أرض الله واسعة~ ,لا قدرةَ لي على البقاءِ في مكانٍ لا يترعرعُ فيه سوى المختمرينَ بعشقِ الجاهليَّة ,, جاهليَّة الدِّينِ ,وجاهليَّة الوطنِ, وجاهليَّة الحياةِ كلِّها .كنَّا قبائلَ متناحرة ,فأصبحنا طوائفاً متناحرَة ,وأحزاباً متنافرة ,لا مكانَ لي هناك ,فأنا لا أقدرُ على اعتناقِ الجاهليَّة ,ولا عبادةِ أصنامِها ~~.
جاءت الحافلة ,,
نفسُ اللونِ ,ونفسُ الشَّكلِ ,ونفسُ الرُّكاب ,لا شيءَ يميِّزُها سوى رقمها ,أسرعتُ لقراءة الرَّقم ,هذا هو ((454 )).
صعدتُ واثقةً مثلَ كلِّ مرَّة , رفعتُ البطاقة الشهريَّة أمامَ السَّائق ,فأشارَ لي بالدُّخول, وابتسامة معتادة على وجهِه .الحافلةُ مليئةٌ بالطلابِ والطالباتِ الشَّباب ,كالورودِ المتفتِّحةِ حديثاً, عيونُهم زرقاء ملوَّنة لامعة كعيونِ القططِ الناعمة,يضحكونَ ,يمزحونَ يتضاربونَ برفق ,أصواتُهم وضحكاتُهم تملأُ المكان ,جوُّهم السعيدُ قد أدخلَ بعضَ البهجةِ في صدرِي المغْلق ,لقد اعتدتُ أن أرى هذا المشهدَ كلَّ يومِ جمْعة .جلستُ في مقعدِي لا ألوِي على شيء , أسندْتُ رأسيَ المتعب, وأغمضتُ عينيّ .
صغيرَتي ,,,حبيبَتي ,وضعتُك في الحضانةِ قبلَ أن تكمِلي عامَك الثالث ,أنا مضظرَّة ,سامِحيني,,.يظلُّ صراخُك يضرِبُ سمْعي أكثرَ من نصفِ ساعةٍ كلَّما تركتُك صباحاً ,وفي المساء, تهربينَ منِّي فوقَ الطَّاولاتِ والكراسي , وتحتَها,وفي كلِّ مكانٍ في الحضانة ,وعليَّ أن أطاردَك كما أطاردُ عصفورة شقيَّة ,يجبُ أن آخذَك معي في الخامسةِ بالضبط يا غالية ,كلُّ شيءٍ محسوب بدقَّة .
أعرفُ يا صغيرتي أنَّني أضعُك في أيادٍ أمينة ,,أمينة على حياتِك وسلامتِك ,ولكن ,,هلْ هي أمينة على أفكارِك ؟؟منذ اليوم, بدأتِ ترفضينَ بعضَ طلباتي قائلةً ((يا ثُمْ بِثْتِيمَّ ))وهي ((يا سُم بِيسْتِيمَّ)) يعني أنا التي أقرِّرْ ,,,
يا إلهي,,, هل سيصنعونَ منكِ فتاةً مفتَّحةِ الأبوابِ والنَّوافذِ على مصراعيها مثلَ هؤلاء ؟؟ أنا لا أريدُك مغلقةً مثْلي !!أنا اتفهّم أنَّني من جيلٍ آخر ,ولكن ,,ليسَ متفتِّحة بلا حدودٍ مثلهم .
شعرتُ بألمِ وخزٍ في صدرِي ,ضغطتُّ على ألمي بشدَّة ~~ والله ,,أدفنُ نفسي حيةً لو استشعرتُ منكِ خللاً ولو بسيطاً !! ~~
متى سأزرعُ فيكِ قيمَنا ودينَنا وأخلاقياتَنا يا صغيرة ؟؟,ألتقي بكِ في الخامسةِ مساءً, وفي السابعةِ تنامين ,وتكونين في الحضانة في السادسةِ والنصف صباحاً مرةً أخرى.
لابد أن أبذُلَ معك جهداً مربَّعاً ,ومكعَّباً ,,حتى لو أوقفتُ الساعةَ عن الدوران ,, واالحياةَ كلِّها على كعبٍ واحد,, لن أسمحَ للأفكارِ الغريبةِ أن تنمو في عقلِِك ,لن أسمحَ أبداً.
لن أسمح ,,,,قلتُها هذة المرَّة بصوتٍ مسموع ,وتفتَّحت عينايَ مخترقةً زجاجَ النَّافذة.
ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟ أراضٍ واسعةٍ لا نهايةَ لها, ليسَ بِها أيّ بشر, سوى آلاتٍ للزراعة متوقفةٍ هنا وهناك ,كذلك الجانب الآخر .للوهلةِ الأولى ظننتُ أنَّني في حلم ,فهذة المناظر لم أرَها من قبل في طرُقاتي .في اللحظةِ الثانية شعرتُ بغثيانٍ شديد .في اللحظةِ الثالثة أطلقتُ صوتاً مدوِّياً لا أدري كم كانَ مداه ,,ولا بماذا تفوَّهت ,وانطلقتُ نحوَ السائقِ بطريقةٍ هجوميةٍ غاضبةٍ صارخةٍ باكية, وكأنَّه هو المسؤول, ولستُ أنا ,,,فخيّم سكونٌ شامل .
~أعترفُ أنَّهم مهذبون ~ لقد كانَ السائقُ متفهِّما وكأنَّه عرفَ كلَّ شيءٍ بلحظة ,كان هادئاً للغاية وهو يقول بصوتٍ خفيض ~~أخطأتِ رقمَ الحافلة ,نحنُ نعتذر لأنَّها متشابهة ,لكن لا خطر ,اهدئِي واجلسِي مكانك ,عند وصولِنا للمحطةِ الأخيرةِ سنعود ,وهي ليست بعيدة,,سوف أعود حالا للمدينة (M ) هذا هو خطّ الحافلةِ اليومي ,هناك ستكون حافلة متأهبة للإنطلاق فوراً إلى المنطقة (B ) مكان اقامتك ,,إجلسي الآن من فضلك , شكراً ~~
قال السائقُ هذا ,,فانتهى كلُّ شيء . وعدتُ لمكاني بهدوء .
الحمد لله ,, الحافلة مليئةٌ بالرُّكاب ,هذا يمنحُني بعضَ الإطمئنان ,بل الكثيرَ منه في هذا المكانِ الغريبِ الموحش ,سيكون في المحطة الأخيرة من ينتظرها أيضا .
الحمد لله ,,,ليتني قادرة على الإتِّصال بأولادي كي لا يصيبُهم أيُّ ذعرٍ بسبب تأخري ,لكن لا وقتَ لدي ,ولا محمولاً معي ~لم يكن المحمول منتشراً يومها مع الناس ~
في الساعةِ الخامسةِ مساءً, وصلتُ البيت مثلَ كلِّ يومٍ آخر عدا الجمعة ,وكانت رحلتي الطويلة فاشلةً للغاية.
لا عجين اليوم,, ولا خبيز ,لكنِّي سهرتُ مع أبنائي سهرةً لذيذة ,يقصُّون عليَّ ما فعلوا ,وأقصُّ عليهم تفاصيلَ ما جرى ,وهم يضحكون من الأعماق .
لن أنسى هذا اليوم أبداً.

كنت طول النهار أنطلق بالحافلات ,كما ينطلق جوّالُ الغابة* بالغابات

ماسة
:os:


جوّال الغابة *هو طير يشبه الدجاجة لكنه طويل السيقان ,غير قادر على الطيران لكنه يمشي بسرعة , ودائما للأمام ولا ينظر للخلف .
منظره مثير للضحك,,وقد جعلوا منه مادة لأفلام كرتون مضحكة لللأطفال

أخت فاطمة

ماذا عساني أقول؟
يكفي ان أقول أنه نص مائز أختي. فكرة...صياغة...لغة.
تحياتي

فاطمه عبد القادر
13-02-2013, 08:18 AM
كم هى جميلة فاطمة قصصك فى الغربة ..
عندما يرحل الإنسان حاملا معه فى أسفاره عين الناقد , وقلب الفنان , وفكر الكاتب ..
وحنين الوطن وحبه والشوق له .. لابد أن يثمر هذا كله أعمالا أدبية قيمة .
استمتعت بما قرأت .. تحياتى وتقديرى وودى .


وعليكم السلام صديقتي العزيزة ناديا
صدقت يا عزيزتي
الترحال يثري الفكر والمشاعر ,ويشعل نار الحب والشوق للوطن وللأهل والجيران والذكريات
شكرا لرأيك الإيجابي عن النص
شكرا لأنه أعجبك
لك تحياتي وكل الود والورد
:0014:
ماسة

فاطمه عبد القادر
04-03-2013, 01:22 AM
الأستاذة العزيزة / فاطمة
ربما لأول مرة اقرأ لكِ قصة والله أعلم , لديكِ غمكانيات كثيرة سلوبك رائع في النثر وجميل في السرد أيضا , أعجبتني القصة وحكايا الغربة رغم الألم بها إلا أنها تبقى ذكرى جميلة بكل ماتحتويه وأضحكني جدا الموقف هذا الذي قد يحدث كثيرا في الواقع ^^
دمتِ بارعة


وعليكم السلام صديقتي العزيزة براءة
شكرا لرأيك ولإعجابك يا صديقتي
جل ما أتمناه أن يعجبكم ما أقدمه لكم أيها الأأصدقاء
البراعة في قراءتك يا براءة العزيزة
لك شكري الجزيل
ماسة
:0014:

عبد السلام هلالي
04-03-2013, 09:46 AM
يا الله ,,,كلُّ شيءٍ حولِي جميلٌ ,مرتَّب ,ملوَّن ,مغسولٌ بالمطر ,ولامع ,,,,لكنَّه بارد ,,بارد ,~ قلت لنفسي~ البردُ يعشِّشُ في كلِّ شيء ,حتَّى في قلبي ,وأعصابي, ورأسي . أين منِّي تلكَ الأيَّام الدَّافئة التي قضيتُها هناك أيام َدراستي مع صديقاتي ؟؟

أحببت اقتباس هذه العبارات الدالة، وجدتها تختزل عمق النص و رسالته.
للغربة ثمن لا يخفيه بريقها و مرارة لا يذهبها طعم الحلاوة الزائف.
راقني ماقرأت هنا أدبا و إحساسا.
تحيتي سيدتي الكريمة.

لانا عبد الستار
05-04-2013, 11:30 PM
سردك مشوق وموضوعك مؤثر ولغتك تعجبني
أشكرك

فاتن دراوشة
06-04-2013, 07:11 AM
فلسطين لم تضق على أحد بما رَحُبَت يا غالية

ومن بقي على أرضها لم يسجد لصنم

هي الجنّة التي لن نفرّط بها مهما فعل الغاصب ليجبرنا على ذلك

نصّ بهيّ رائع السّرد

دمت مبدعة

مودّتي

فاطمه عبد القادر
18-04-2013, 12:24 AM
سيدتي ..
قرأت لككثيرا ولا ادري لماذا هذه هزتني وجعلت دمعة تترقرق في عيني
ألأن الصدق والعفوية كانتا شعرا لها أم لأن احلامنا هنا في بلادنا ان
نغادر لنرى الحياة الجميلة في بلاد الغربة والتي جردتها من جماليات ارتبطت بأحلامنا
من خلال منمنمات صغيرة كشفت عن زيف جمال الغربة
منذ الحرف الأول حتى آخر نزف في حكايتك " سرديتك " كنت اعيش معك صوتا وصورة بمنتهى الوضوح
مودي ايها الراقية



وعليكم السلام أخي العزيز محمد ذيب
الوطن ,,هو الأم والأب والعائلة والهوية والأولاد والحب والكرامة
من يفقد كل هذا ,ماذا يظل له في حياته؟؟
أعتقد أن الحياة تتوقف فورا عند الخطوة الأولى لعتبة الغربة بالنسبة للكبار
أما من يولد فيها ,,أو يأتي إليها صغيرا ,فالوضع يختلف تماما بالنسبة له
ويقول المثل ((ما الذي أجبرك على شرب المُر ؟؟هو الأمَرّ))
في بلادنا نعاني الكثير ,ونعتنق أراء نقاتل من أجلها ونعتقد أنها الخلاص ,ولكن النتيجة كما ترى !!
ليت بلادنا لها ربع ما في هذة الغربة من نظام ,وحفظ الحقوق ,واحترام الإنسان .
شكرا لمرورك أخي ,شكرا لرأيك
كن بألف خير
ماسة

فاطمه عبد القادر
24-04-2013, 11:36 PM
أخت فاطمة

ماذا عساني أقول؟
يكفي ان أقول أنه نص مائز أختي. فكرة...صياغة...لغة.
تحياتي


وعليكم السلام
لقد قلت الكثير أخي العزيز في كلمتين
أشكر رأيك الجميل ,أشكر مداخلتك اللطيفة يا صديقي
لك كل تحية ومودة
ماسة

فاطمه عبد القادر
30-04-2013, 01:44 PM
يا الله ,,,كلُّ شيءٍ حولِي جميلٌ ,مرتَّب ,ملوَّن ,مغسولٌ بالمطر ,ولامع ,,,,لكنَّه بارد ,,بارد ,~ قلت لنفسي~ البردُ يعشِّشُ في كلِّ شيء ,حتَّى في قلبي ,وأعصابي, ورأسي . أين منِّي تلكَ الأيَّام الدَّافئة التي قضيتُها هناك أيام َدراستي مع صديقاتي ؟؟

أحببت اقتباس هذه العبارات الدالة، وجدتها تختزل عمق النص و رسالته.
للغربة ثمن لا يخفيه بريقها و مرارة لا يذهبها طعم الحلاوة الزائف.
راقني ماقرأت هنا أدبا و إحساسا.
تحيتي سيدتي الكريمة.



وعليكم السلام أخي العزيز عبد السلام هلالي

للغربة ثمن لا يخفيه بريقها و مرارة لا يذهبها طعم الحلاوة الزائف.

هناك مثل يقول ((الغربة تربة ))
وهي بالفعل هكذا ,,,لمن جاءها كبيرا ,أما الصغار فلا ,,
والحمد لله على هذا ,فقد توخينا الغربة في الأصل طمعا بأمان الصغار وأمان مستقبلهم ,وهربا بهم من أهوال حروبنا التي لا تنتهي ,
شكرا لمداخلتك الكريمة أخي ,
شكرا لرأيك
وكل حياة في الدنيا ,في أي مكان بالعالم ,لها قرفها الذي لا يطاق ,ولها إيجابياتها أيضا ,الكمال لله وحده .
الكرم في إحساسك يا صديقي
كن بخير
ماسة

فاطمه عبد القادر
25-05-2013, 12:39 AM
سردك مشوق وموضوعك مؤثر ولغتك تعجبني
أشكرك



وعليكم السلام صديقتي العزيزة لانا
شكرا لمداخلتك
ألف شكر لرأيك العزيز
وأهلا بك دائما
أضأت المكان يا لانا العزيزة
ماسة

نداء غريب صبري
11-06-2013, 06:25 AM
لماذا نهجر أوطاننا وهي أحن علينا وأرفق بنا حتى لو كانت قاسية
بردهم لا يشبه أعماقنا الدافئة

قصة رائعة أختي فاطمة، واقعية جدا
كأنك كنت هناك وعشتها

شكرا لك

بوركت

فاطمه عبد القادر
21-06-2013, 11:13 AM
فلسطين لم تضق على أحد بما رَحُبَت يا غالية
ومن بقي على أرضها لم يسجد لصنم
هي الجنّة التي لن نفرّط بها مهما فعل الغاصب ليجبرنا على ذلك
نصّ بهيّ رائع السّرد
دمت مبدعة
مودّتي


وعليكم السلام أختي العزيزة فاتن
أنت من سكان فلسطين ,أليس كذلك ؟؟
يا إلهي كم تركت فلسطين جراحا ومرارة في قلوب أهلنا اللذين ولدوا فيها وعاشوا قسطا فيها ,
ثم تركوها ليعودوا بعد يوم أو اثنين, أو بعد اسبوع على الأكثر ,
وها قد مر من الزمن ستة عقود ونصف ولم يعودوا بعد.
أما أنا فقد ولدت في غربة ,وعشت في غربة ,واليوم تغرّبت أكثر .
لا شيء في حياتي سوى الغربة ,
كيف يعيش الناس في أوطانهم !؟هذا شعور مجهول بالنسبة لي .
شكرا لمداخلتك يا فاتن
البهاء في عينيك وقراءتك
دمت بكل الخير
ماسة

مُنتظر السوادي
21-06-2013, 12:08 PM
سرد شيق ، فكرة الغربة ومن العنوان نفهم مرارتها، لكن الأسلوب كان رائعا .
القصة فيها إطناب في كثير من المواضع .
الحدث المتنامي يحتاج إلى تطوير ، لهذا فهي أقرب للخاطرة .
لدينا ملاحظات لغوية :
ما لعقاربِ السَّاعة صامتةً . ما سبب نصب صامتة ؟
لمْ يخطرْ بِبالي رحيلاً البتَّة . ما سبب نصب رحيل ؟
لأيِّ بقعةٍ في العالم . لأَيَّةِ .
حيثُ بستانِ الرُّمَّانِ المزيَّنِ بالأزهارِ . بستانُ ؛ لأنّ " حيث " ثضاف إلى جملة .
لا اسمعُ سوى صوتِ الرِّياح الباردة . أَسمعُ .
أنا مضظرَّة ,سامِحيني . مضطرة .
أنا اتفهّم أنَّني من جيلٍ آخر . أَتفهمُ .
واالحياةَ كلِّها على كعبٍ واحد . والحياة .
مكان اقامتك ,,إجلسي الآن من فضلك . إِقامتك ، اجلسي .
بورك حرفك
لك التحية والتقدير

فاطمه عبد القادر
01-07-2013, 02:12 AM
لماذا نهجر أوطاننا وهي أحن علينا وأرفق بنا حتى لو كانت قاسية
بردهم لا يشبه أعماقنا الدافئة

قصة رائعة أختي فاطمة، واقعية جدا
كأنك كنت هناك وعشتها

شكرا لك

بوركت


وعليكم السلام صديقتي العزيزة نداء
أما لماذا نهجر أوطاننا ؟فالجواب يحتاج شرحا طويلا عريضا لا أعتقد أن مثلك يجهله .
وقد قالوا (ما الذي أجبرك على المرّ ؟فقال الأمرّ منه )
أما أن البلاد الغريبة لا تشبهنا,,,
فهذا صحيح
لا تشبهنا ,ولا نشبهها ,ولن يحصل التشابه بيننا أبدا
شكرا لمداخلتك الجميلة يا نداء العزيزة
الروعة في قراءتك صديقتي
:0014:
ماسة

د. سمير العمري
12-12-2013, 10:31 AM
الإسهاب في السرد في القصة القصيرة هو مما يصقلها ويضعفها ، لكنه هنا راق لي كثيرا ووجدته يقوي القصة التي شدتني لأعيش لحظاتها ليس كحروف وأحداث بل كحياة ومعاصرة ، وشعرت بدفء السرد رغم برد الطقس ، وابتسمت جدا بمجرد ما قرأت رقم الحافلة وأدركت ما بعده ، وهنا أشيد بالذكاء في طرح الأمر بشكل مميز ومؤصر من حيث شرح نسيانك للرقم في كل مرة وحرصك على حفظه جيدا ... ثم وبعد سرد طويل كان وصفك مقتضبا بحضور الحافلة رقم كذا وكأن الأمر عادي. كان هذا مما راق لي كثيرا.

لكن أكثر ما راق لي هنا هو "دي إي يا سم بستمر" وأعلم يقينا كم فيها من الألم والخطر وكم تحتاج من الحيطة والجهد والحذر.

قصة سردية واقعية لكنها حملت الكثير من معاني الغربة والحنين ومشاعر الأمومة والمسؤولية ولم تخل من طرفة وابتسامة.

تقديري

فاطمه عبد القادر
04-01-2014, 02:29 AM
سرد شيق ، فكرة الغربة ومن العنوان نفهم مرارتها، لكن الأسلوب كان رائعا .
القصة فيها إطناب في كثير من المواضع .
الحدث المتنامي يحتاج إلى تطوير ، لهذا فهي أقرب للخاطرة .
لدينا ملاحظات لغوية :
ما لعقاربِ السَّاعة صامتةً . ما سبب نصب صامتة ؟
لمْ يخطرْ بِبالي رحيلاً البتَّة . ما سبب نصب رحيل ؟
لأيِّ بقعةٍ في العالم . لأَيَّةِ .
حيثُ بستانِ الرُّمَّانِ المزيَّنِ بالأزهارِ . بستانُ ؛ لأنّ " حيث " ثضاف إلى جملة .
لا اسمعُ سوى صوتِ الرِّياح الباردة . أَسمعُ .
أنا مضظرَّة ,سامِحيني . مضطرة .
أنا اتفهّم أنَّني من جيلٍ آخر . أَتفهمُ .
واالحياةَ كلِّها على كعبٍ واحد . والحياة .
مكان اقامتك ,,إجلسي الآن من فضلك . إِقامتك ، اجلسي .
بورك حرفك
لك التحية والتقدير


وعليكم السلام أخي منتظر ,
وشكرا جزيلا على الملاحظات الواردة
هل تعتقد أنها خاطرة ؟؟أو هي أقرب للخاطرة ؟؟
هي سردية على كلٍ وليست قصة قصيرة ,
صامتةً أليست حال ؟؟
رحيلا ,هي هنا فاعل ويجب أن تكون مرفوعة //معك حق,, رحيلٌ
لأي //لأية كما قلت صحيح
بستان ,؟؟ألا تجر (حيث) ما بعدها ؟
أسمع,, نسيت الهمزة وهذا خطأ نعم
مضظرة ,,كلمة غريبة ,لقد كانت خطأ مطبعي ,
أتفهم,, أيضا الهمزة منسية
واالحياة ,, خطأ طباعة وزيادة ألف
اقامتك وإجلسي كانت المشكلة في الهمزة //ومعك حق ,
لا يسعني إلا أن أشكر مجهوداتك
سلمت يدك ودمت بخير
شكرا لموافاتك
ماسة

آمال المصري
10-01-2014, 06:51 PM
للغربة برودة تقشعر منها الروح ولفقدان الوطن لون قاتم أعان الله من تطلعت إليه نواظره
لك أسلوب مائز ماسة وأنت تنكئين مرارة الغربة وترسمين معالم الحياة معها
كنت حاضرة معك الأماكن والشعور والتجوال
شكرا لك صديقتي
تحاياي

فاطمه عبد القادر
31-01-2014, 12:49 PM
الإسهاب في السرد في القصة القصيرة هو مما يصقلها ويضعفها ، لكنه هنا راق لي كثيرا ووجدته يقوي القصة التي شدتني لأعيش لحظاتها ليس كحروف وأحداث بل كحياة ومعاصرة ، وشعرت بدفء السرد رغم برد الطقس ، وابتسمت جدا بمجرد ما قرأت رقم الحافلة وأدركت ما بعده ، وهنا أشيد بالذكاء في طرح الأمر بشكل مميز ومؤصر من حيث شرح نسيانك للرقم في كل مرة وحرصك على حفظه جيدا ... ثم وبعد سرد طويل كان وصفك مقتضبا بحضور الحافلة رقم كذا وكأن الأمر عادي. كان هذا مما راق لي كثيرا.

لكن أكثر ما راق لي هنا هو "دي إي يا سم بستمر" وأعلم يقينا كم فيها من الألم والخطر وكم تحتاج من الحيطة والجهد والحذر.

قصة سردية واقعية لكنها حملت الكثير من معاني الغربة والحنين ومشاعر الأمومة والمسؤولية ولم تخل من طرفة وابتسامة.

تقديري





وعليكم السلام أخي العزيز د.سمير
ألف شكر لموافاتك يا صديقي ولردك الشافي ,حقا سررت بكلماتك ,
في الحقيقة أخي ,انا في هذه السرديات (غربة) لا أعتمد تقنية القصة القصيرة ,لكن أحب أن أقدم شيئا أحسّه ,
ولهذا ,,أتوخى الإسهاب ,وأحب أن يكون السرد دافئا كما ذكرت مشكورا ,لأنها شهادة تمنيتها,

أما ما ذكرته بخصوص ( يا سم بستمر) فهو صحيح
فهي كلمة مرعبة بالنسبة للكبار عندما يقولها طفل صغير ,وتحتاج الكثير من المسؤولية تجاهها ,
إذ يجب أن يفهم الطفل من البداية أنه حقا من يقرر,, ولكن عليه أن يرضي الله ربه أولا بكل قراراته ,
وذلك لكي نرضى عنه نحن الكبار,
في النهاية الإتكال على الله ,وعلينا أن نبذل معهم جهدا كبيرا جدا ,لأننا وحدنا من يربي ,
في بلادنا ,,الأهل يربون مع الأم ,والمدرسة تربي ,والمجتمع يساهم ,غير الغربة تماما ,
كل مكان في الدنيا له السلبيات وله الإيجابيات ,وهذا واقع
في (سكونه) لا تلفظ الراء في الكلام فيقولون (بستمَّ)بدل (بستمر).غير الشمال .
أشكرك أخي ,وأتمنى لك العافية الدائمة
ماسة

خلود محمد جمعة
03-02-2014, 01:02 AM
ربما لنزف الغربة الوجع نفسه
ولصقيع الروح اليتم نفسه
تأخذبنا حيث أنت
نبكي بعينك ونتنفس غربتك
لمدادك قوة مغناطيس يمسكنا حتى الحرف الأخير
ويلعن أبو الغربة
جوري للروح النقية
مودتي وتقديري