المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسلم والإيجابية



فريد البيدق
26-09-2011, 08:04 PM
جزء أعجبني من كتاب "هدي الإسلام .. فتاوى معاصرة" للدكتور يوسف القرضاوي، الجزء الأول ص755-757، ط المكتب الإسلامي، ط1 1421-2000- فأردت نقله إلى الإخوة والأخوات.
***
من الفرائض الأساسية في الإسلام فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الفريضة التي جعلها اللّه تعالى أحد عنصرين رئيسين في تفضيل هذه الأمة وخيريتها (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه) (آل عمران: 110).
ومن الصفات الأساسية للمؤمنين في نظر القرآن (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود اللّه) (التوبة: 112).
وكما مدح القرآن الآمرين الناهين ذم الذين لا يأمرون بالمعروف، ولا يتناهون عن المنكر كما قال تعالى: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه . لبئس ما كانوا يفعلون). (المائدة: 78، 79).
والمسلم بهذا ليس مجرد إنسان صالح في نفسه يفعل الخير ويدع الشر ويعيش في دائرته الخاصة، لا يبالي بالخير، وهو يراه ينزوي ويتحطم أمامه، ولا بالشر وهو يراه يُعشِّش ويفرخ من حوله، بل المسلم كل مسلم إنسان صالح في نفسه حريص على أن يصلح غيره، وهو الذي صورته تلك السورة الموجزة من القرآن، سورة العصر (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (سورة العصر).
فلا نجاة للمسلم من خسر الدنيا والآخرة إلا بهذا التواصي بالحق والصبر الذي قد يعبر عنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو حارس من حراس الحق والخير في الأمة.
فكل منكر يقع في المجتمع المسلم لا يقع إلا في غفلة من المجتمع المسلم، أو ضعف وتفكك منه، ولهذا لا يستقر ولا يستمر ولا يشعر بالأمان، ولا يتمتع بالشرعية بحال.
المنكر أي منكر يعيش "مطاردا" في البيئة المسلمة، كالمجرم المحكوم عليه بالإعدام أو السجن المؤبد، إنه قد يعيش ويتنقل ولكن من وراء ظهر العدالة، وبالرغم من المجتمع.
والمسلم إذن مطالب بمقاومة المنكر ومطاردته، حتى لا يكتب له البقاء بغير حق في أرض ليست أرضه، ودار ليست داره، وقوم ليسوا أهله.
من هنا جاء الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد الخدري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". (رواه مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عن أبي سعيد الخدري).
والحديث واضح الدلالة في أن تغيير المنكر من حق كل من رآه من المسلمين بل من واجبه، ودليل ذلك أن "من" في الحديث "من رأى" من ألفاظ العموم كما يقول الأصوليون، فهي عامة تشمل كل من رأى المنكر حاكمًا كان أو محكومًا، وقد خاطب الرسول الكريم بها المسلمين كافة (من رأى منكم) لم يستثن منهم أحدًا ابتداء من الصحابة فمن بعدهم من أجيال الأمة إلى يوم القيامة.
وقد كان هو الإمام والرئيس والحاكم للأمة، ومع هذا أمر من رأى منهم وهم المحكومون منكرًا أن يغيروه بأيديهم، متى استطاعوا حين قال: "من رأى منكم منكرًا".
كل ما هو مطلوب من الفرد المسلم أو الفئة المسلمة عند التغيير أن يراعي الشروط التي لابد منها، والتي تدل عليها ألفاظ الحديث.

ربيحة الرفاعي
26-09-2011, 11:59 PM
ولكن خيار "بقلبه" أعطانا هامشا واسعا للإفلات من هذه المسؤولية الكبيرة، فإذا كانت قولة الحق والأمر بالمعروف يعنيان قمع السلطان وجوْر أزلامه، ووقوع ظلمه علينا، وكان لنا أن نفر هنا الى الخيار الثالث " بقلبه" فهل ثمة من لا يفعل ...
وأذكر هنا أن المنكر كل المنكر الذي بات ينتشر حولنا ويستشري، مرعي ومحمي من سلاطين ولاهم الله أمورنا فآلوا بنا إلى ما وصلنا من تردٍ وهوان

فهل يعفينا هذا الخيار فعلا ؟؟

شكرا لهذا الاقتناص المميز لجزء قيّم من كتاب "هدي الإسلام .. فتاوى معاصرة" للدكتور يوسف وكل ما في الكتاب قيّم .

تحيتي

خليل حلاوجي
29-09-2011, 05:06 PM
المسلم الايجابي لااريده آمرا غيره بمعروف او ناهيا لغيره بمنكر

عليه ان يامر نفسه ويلتزم بهذا الامر التزام الصادق المحاسب نفسه

مشكلتنا تكمن في الزام الاخرين بما لم نلتزم به نحن على الاغلب

مع الاخذ بنظر الاعتبار ان امة الاسلام امة مجتمعية لاتؤمن بالفردية

لعل الله يحدث بعد ذلك امرا

عبدالصمد حسن زيبار
06-10-2011, 12:45 PM
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر آلية لبناء الرؤية القويمة للأشياء من حولنا ...
و لصناعة الانفعال أو الدهشة كما يقول الفلاسفة ...
و هو آلية لإزالة الشوائب من المجتمع ...
و هي الثورة على الطغيان و الفساد و الظلم كل حسب مقدرته و وسعه ....

كاملة بدارنه
06-10-2011, 01:57 PM
نحتاج أوّلامجتمعا يميّز أفراده بين المعروف والمنكر... فقد غدا المنكر معروفا، "ومعروف زماننا منكر زمان مضى"
اختلطت الأمور ولا نستطيع أن ننهى أو نأمر؛ لأنّنا لا نجد الذي ينصاع للأمر ومن نأمره... ما من أحد يستسيغ كلمة(أمر)، فقد يعتبرها إهانة!
الغالبيّة العظمى تريد تقبيل الأيدي، (والمسح على الجوخ)، ولا تلاقي من يعتبر نفسه بحاجة إلى تنبيه أو نصيحة.
والأغرب أن غالبيّة النّاس تتذمّر من كثرة المنكرات، وسوء الحال... فإذا كان الأمر كذلك، فمن المسؤول عن تفشّيها، ومن مرتكبوها؟!
الوضع صعب ومؤلم... اختلطت الأمور، وتاهت العقول، وتعب ما في الصّدور، وتساوت أمور كثيرة بين أهل الدّنيا وأهل القبور...
نحتاج صحوة ضميريّة فرديّة أوّلا، وأمر ذاتيّ بالمعروف قبل التّوجّه إلى ذوات الآخرين وإرشادها ومحاسبتها؛ كي نحظى بمجتمع يميّز بين المعروف والمنكر لينهى عنه، ويرسّخ قواعد المعروف، ويشّد أزر أصحابه.
شكرا لك أستاذ فريد
تقديري وتحيّتي

فريد البيدق
07-10-2011, 03:38 PM
بوركتم وأكرمتم ودام حرفكم دافعا!

نداء غريب صبري
25-10-2011, 09:46 AM
المسلم الايجابي لااريده آمرا غيره بمعروف او ناهيا لغيره بمنكر

عليه ان يامر نفسه ويلتزم بهذا الامر التزام الصادق المحاسب نفسه

مشكلتنا تكمن في الزام الاخرين بما لم نلتزم به نحن على الاغلب

مع الاخذ بنظر الاعتبار ان امة الاسلام امة مجتمعية لاتؤمن بالفردية

لعل الله يحدث بعد ذلك امرا

نعم أخي
يجب ان يأمر نفسه ويلتزم بهذا الأمر التزام الصادق المحاسب نفسه
ولكنه أيضا مامور من الله بأن يامر غيره بالمعروف وينهى غيره عن المنكر
فهل نخالف أمر الله في هذا؟

بوركت

فريد البيدق
17-01-2012, 07:47 PM
أكرمت وبوركت، وجزاكم الله تعالى خيرا!