المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمعةٌ على ضريحِ الطفولة



ياسين عبدالعزيزسيف
28-09-2011, 09:49 AM
دمعةٌ على ضريح الطفولة
في وداع الطفل الشهيد/أنس السعيدي(1)


مَلَكَاً أتيتَ إلى الحياةِ مُسَالماً
تهفو إلى اليمنِ السعيدْ ..

أغراكَ باليُمنِ اسمُها
فأتيتَ حُرَّاً
طامعاً بالعيشِ في كنَفِ السعيدةِ
في ظلالِ الجنتينِ
ترِفُّ شوقاً للسعاةِ
طامحاً للحُبِّ منها بالمزيدْ ..

قبَّلتَ طيب َ ترابِها
وسجدتَ للرحمنِ شكراً
أنْ حَلَلتَ بها وليدْ ..

أغراكَ طيبُ هوائها
كالمسكِ تنشِقُهُ
وتعطسُ باكياً
والأهلُ حولَكَ يضحكونَ
وأنتَ مشدوهاً بعالمِكَ الجديدْ ..

فمَلَئتَ دُنياهمْ بأُنسٍ
صافحوا فيكَ الحياةَ سعادةً
وَسَمُوكَ بالـ أنَسِ السعيدْ ..

***
مَلَكَاً أتيتَ إلى الحياةِ
معانقاً بالحُبِّ موطِنَكَ الوسيعْ ..

كالوردِ في أكمامِهِ
عانقتَ بالأملِ الربيعْ ..

كالطيرِ تشدو بالسلامِ
وبالمحبَّةِ للجميعْ ..

بنقاءِ قلبٍ طاهرٍ
ترنو إلى الكونِ البديعْ ..

وترى الوجودَ بكلِّ ما فيهِ جميلاً
مثلَ روحِكَ في الجمالِ
لأنَّ عينَكَ مثلُ روحِكَ
لا ترى شيئاً قبيحاً أو مُرِيعْ ..

آهٍ أيا أنَسُ الحبيبْ
آهٍ أتيتَ إلى الحياةِ كصفحةٍ بيضاءَ
تلهو ضاحكاً في مركِبِ الأقدارِ
فاغتالتْكَ أيدي الحقدِ
واغتالتْ بموطنِكَ الطفولةَ والمحبَّةَ والنشيدْ ..

***
آهٍ أيا طفلي الرضيعْ
أنسُ الحبيبُ
تُرى ماذا اقترفتَ بحقِّ جيشِ عصابةِ الإرهابِ
كي يَتَرَصَّدوكْ ؟!!

لمْ تروِهمْ سيلُ الدماءِ بساحةِ التغييرِ
لمْ تُشبِعْهمُ الأشلاءُ في طولِ البلادِ وعرضها
حتى أتوكَ وَصَوَّبوا حقدَ الطغاةِ ليقنصوكْ ؟!!

عجباً تُرى ما أفزعَ (الفرعونَ) يا (موسى)
وقد خُتِمَتْ رسالاتُ السماءِ
فأطلقَ الخفَرَ اللئامَ ليقتلوكْ ؟!!

عذراً أيا قلبَ الملاكِ وطهرِهِ
أُصدقْ أباكَ وأُمَّكَ الثكلى وخفِّفْ حزنَهمْ
هلْ كنتَ تنوي _ مثلما زعمَ(الكذوبُ) _
بأنْ تقودَ كتائبَ الثوَّارِ
تبغي الفوزَ بالذهبِ المكدَّسِ في المتاجرِ والبُنوكْ ؟!!

عذراً أيا طفلي الحبيبْ
أُصدقْ شعوبَ الأرضِ قولاً .. لا تخفْ
هلْ كنتَ تنوي مثلما زعمَ الطغاةُ
بأن تقودَ كتائبَ الإرهابِ نحوَ القصرِ
بالرضَّاعةِ الجوعى
لكي تُقصي الفسادَ
فأعدموكْ ؟!!

ماذا اقترفتَ إذاً ؟؟
.. لا شيءَ يا أبتي
أجلْ لا شيءَ
إلا أنَّني ككتائبِ الأحرارِ كنتُ على جرائمِ ذلكَ الطاغي
شهيدْ ..

***
أبتي
أتذكرُ يومَ ألقى ذلكَ الطاغي على (النوَّابِ والشورى) خطاباً
ذمَّ في العلمَ في الأحرارِ
يندُبُ حظَّهُ ؛
فسياسةُ التجهيلِ لمْ تنجح تماماً
وهو يطمحُ أنْ يرانا في مؤخِرةِ الأممْ ؟!!

من يومِها اتُخِذَ القرارُ
قضى بأنْ يُجتَثَّ من وطني الشبابُ الطامحونَ
الثائرونَ على جهالتِهِ ..
.. رآهُ الشعبُ يقتلُهمْ ويحرقُهمْ
ويستحيي الخدمْ ..

أبتي
رآكَ المجرمونَ جوارَ أُمِّي
تشتري لأخي الحقيبةَ والقلمْ ..

فسرى عليهِ الحُكمُ
لكنِّي افتديتُ أخي
عسى بالعلمِ أنْ يحيا
ويحيا الشعبُ في عِزٍّ
فيبني ما انهدمْ ..

***
كفكِفْ دموعَكَ يا أبي
وافرحْ
أنا حيٌّ
فما ماتَ الشهيدْ ..
***

شعر:أ/ياسين عبد العزيز
26/9/2011م


ـــــــــــــ
(1)الطفل أنس السعيدي لم يتجاوز عمره عشرة أشهر، استشهد برصاصة في جبينه من أحد قناصة نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في الوقت الذي تركه أبوه وأمه برفقة أخيه داخل السيارة ودخلا أحد المتاجر لشراء المستلزمات المدرسية لأخيه بشارع هائل وسط العاصمة صنعاء .

عمار الزريقي
28-09-2011, 12:17 PM
قاتلهم الله
حتى الطفولة لم تسلم من شرورهم

تحية لهذا الألق الشعري والحس الوطني والإنساني

مودتي

ماجد الغامدي
28-09-2011, 08:58 PM
عجباً تُرى ما أفزعَ (الفرعونَ) يا (موسى)
وقد خُتِمَتْ رسالاتُ السماءِ
فأطلقَ الخفَرَ اللئامَ ليقتلوكْ ؟!!


قاتلهم الله ورد كيدهم في نحورهم ورحم الله شهداء اليمن وشهداء الحرية في كل أرض

رحم الله أنس وجعله شفيعاً لأهله وشاهداً على ظلم الطغاة

أحييك شاعرنا الكبير على قلبك الكبير وشعورك الإنساني

د عثمان قدري مكانسي
28-09-2011, 11:20 PM
ألا لعنة الله على الظالمين ،
وأرانا فيهم يوماً كأيام عاد وثمود
إن القلب ليحزن والعين لتدمع ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله

ربيحة الرفاعي
29-09-2011, 12:55 AM
عذراً أيا طفلي الحبيبْ
أُصدقْ شعوبَ الأرضِ قولاً .. لا تخفْ
هلْ كنتَ تنوي مثلما زعمَ الطغاةُ
بأن تقودَ كتائبَ الإرهابِ نحوَ القصرِ
بالرضَّاعةِ الجوعى
لكي تُقصي الفسادَ
فأعدموكْ ؟!!

ليس بالرضاعة الجوعى بل بصحوة تحققت وما لهم منها من خلاص
وهل الطفولة إلا غراس بيد الواقع يرسم بها الغد الحلم
ويعلم أولئك الأوغاد أنهم مجتثون قبل ذلك الغد
فليس إلا ان يمنعوا حلوله

قصيدة دامعة فاضت شعورا وتألقت شعرا

تحيتي

ياسين عبدالعزيزسيف
03-10-2011, 10:34 AM
قاتلهم الله
حتى الطفولة لم تسلم من شرورهم

تحية لهذا الألق الشعري والحس الوطني والإنساني

مودتي



أسأل الله تعالى أن يخلص البلاد والعباد من شرورهم عاجلاً غير آجل

أخي الحبيب
كل الشكر لك على حضورك وعلى ما تفضلت به

مودتي وتقديري

ياسين عبدالعزيزسيف
03-10-2011, 10:39 AM
عجباً تُرى ما أفزعَ (الفرعونَ) يا (موسى)
وقد خُتِمَتْ رسالاتُ السماءِ
فأطلقَ الخفَرَ اللئامَ ليقتلوكْ ؟!!


قاتلهم الله ورد كيدهم في نحورهم ورحم الله شهداء اليمن وشهداء الحرية في كل أرض

رحم الله أنس وجعله شفيعاً لأهله وشاهداً على ظلم الطغاة

أحييك شاعرنا الكبير على قلبك الكبير وشعورك الإنساني



تقبل الله منك الدعاء
وشكر لك حسن العزاء

أخي الحبيب
تقبل تحياتي
وخالص مودتي

ياسين عبدالعزيزسيف
03-10-2011, 10:42 AM
ألا لعنة الله على الظالمين ،
وأرانا فيهم يوماً كأيام عاد وثمود
إن القلب ليحزن والعين لتدمع ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله



أسأل الله تعالى أن يزيل كل الظالمين عن اليمن وسائر بلاد المسلمين

تحياتي لك ومودتي

ياسين عبدالعزيزسيف
03-10-2011, 10:47 AM
عذراً أيا طفلي الحبيبْ
أُصدقْ شعوبَ الأرضِ قولاً .. لا تخفْ
هلْ كنتَ تنوي مثلما زعمَ الطغاةُ
بأن تقودَ كتائبَ الإرهابِ نحوَ القصرِ
بالرضَّاعةِ الجوعى
لكي تُقصي الفسادَ
فأعدموكْ ؟!!

ليس بالرضاعة الجوعى بل بصحوة تحققت وما لهم منها من خلاص
وهل الطفولة إلا غراس بيد الواقع يرسم بها الغد الحلم
ويعلم أولئك الأوغاد أنهم مجتثون قبل ذلك الغد
فليس إلا ان يمنعوا حلوله

قصيدة دامعة فاضت شعورا وتألقت شعرا

تحيتي


صدقت أختي الكريمة
إنها صحوة تحققت وما لهم منها من خلاص
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

تقبلي تحياتي وخالض مودتي

د. سمير العمري
28-02-2012, 08:34 PM
قاتلهم الله بما قتلوا ، واقتص الله من هذا الذي فعل كل محرم وأجرم ثم أجرم ثم تنعم.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نادية بوغرارة
27-03-2012, 08:45 PM
رحم الله الشهداء ،

و خلص الأرض الطيبة من الطغاة القتلة .

الشاعر ياسين سيف .

كنتَ صوتا بليغا ، لآلام الوطن و أنين ضحايا القهر .