المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( الغربةُ والهمّ ))



ربيع بن المدني السملالي
29-09-2011, 03:36 PM
الغربةُ والهمّ

بقلم / ربيع بن المدني السملالي

في خِضَمّ بحر هائج من الهموم والغموم والأحزان ،
حيث تهبّ رياحُ الصّمت القاتل
في هذه الوحدة المضنية واللّيل الطّويل
بما لا تشتهي نفسه التي ألِفَتْ ضجيج وضوضاء العائلة والأصدقاء ..
بدأ أبو مرام يعيد شريطَ ذِكرياتِ تلك الأيام الرّمضانية الذّاهبة
التي قضاها بقرب أمّه وزوجه وابنته الصّغيرة ،
والتي مرّت كوميض برق لاح في الأفق فجأةً ..
ليجدَ نفسَه غريبا وحيدًا منقطعا عن عالمه ..
إنّه يذكر كلّ شيء الآن وهو مُنْزَوٍ في غربته القَاتمة وغرفته السّوداوية ..
يذكر أمّه وهي على سجّادتها تصلي قاعدةً
ثمّ يذكر عندما ودّعها وهي تدعو له والعَبَرات تسكب على وجنتيها بدون انقطاع ،
ويذكر ابنته الصّغيرة التي زارت الدّنيا منذ عام
وهي تضحك له ببراءة الملائكة
وتتعلّق بأهدابه ولا تفهم من هذا الرّحيل الصّعب شيئاً ..
يحاول عبثا قراءة لغة أعينها الجميلة وهي ترنو إليه بكليتها ..
ويذكر زوجَه وهي تعانقه عناقًا حارّا وقد علا وجهُها البؤس والشّقاء ،
لقد تبدّدت تلك الابتسامة الهادئة التي كانت تُرسمُ على شفتيها وهي تجاذبه أطراف الحديث في الأيّام الخوالي ...
يا ألله أمن أجل لُعَاعَة من الدّنيا يَترك أهله وأحبابه وأصحابَه ويَقبعُ تحت رحمة (( أوربا )) يقاسي ويُعاني بصمتٍ كصمتِ أصحاب القبور ..


كتبتُ هذه القّصة القصيرة في ( عصارة أفكار وخواطر ) فعنّ لي أن أنشرها مستقلة هنا ..

كاملة بدارنه
29-09-2011, 06:01 PM
ربّما لا يدرك جحيم الغربة والمعاناة سوى من تلظّى بتلك النّار
قصّة تعكس حجم المعاناة ومن يعانون عذاب الاغتراب والغربة
لكن، ألا يرى الأستاذ ربيع أنّ بيت الشّعر الذي اختتم به قصّته فيه ذمّ واحتقار لشعوب أعطت من وطنها ملجأ للمغتربين؟!
طالما كانوا سفلة وأوغادا، لم نترك أوطاننا، ونلجأ إليهم؟
أرى أنّه من الأفضل لو خلت القصّة من هذه النّهاية، والرّأي لكم
تقديري وتحيّتي

ربيع بن المدني السملالي
29-09-2011, 07:10 PM
ربّما لا يدرك جحيم الغربة والمعاناة سوى من تلظّى بتلك النّار
قصّة تعكس حجم المعاناة ومن يعانون عذاب الاغتراب والغربة
لكن، ألا يرى الأستاذ ربيع أنّ بيت الشّعر الذي اختتم به قصّته فيه ذمّ واحتقار لشعوب أعطت من وطنها ملجأ للمغتربين؟!
طالما كانوا سفلة وأوغادا، لم نترك أوطاننا، ونلجأ إليهم؟
أرى أنّه من الأفضل لو خلت القصّة من هذه النّهاية، والرّأي لكم
تقديري وتحيّتي
بارك الله فيك أختي الفاضلة ( كاملة ) أنت فهمتني خطأ ، أنا قصدتُ الوطن الأصلي لذلك المغترب لا البلد الذي هو يرزح تحت رحمته ( أوربا ) ، لأنه كما لا يخفى لو وجد المغتربون وظائف في وطنهم لما فكّروا في الهجرة إلى بلاد نائية كهذه من أجل لقمة العيش ، وأنا قصدت بالبيت الشعري الحكّام والرؤساء الرابضين في أوطاننا الذين أحوجوا كثيرا من المواطنين إلى الهجرة بسبب التضييق في الوظائف والأعمال ...وتدبري قولي قبل البيت :
((فلا رحمَ الرّحمنُ منْ يحوجه إلى هذه الهجرة البغيضة))
حيّاك الله أستاذتي

آمال المصري
30-09-2011, 10:41 AM
للغربة مذاق مرير من الشقاء والعذاب والحرمان من الأحبة
ليست فقط لمن ابتعد عن وطنه ولكن أيضا لمن ابتعدت عنهم
قصة معبرة بلغة جميلة ولكن أؤيد الأستاذة كاملة في رأيها
كان من الأفضل أن تنتهي القصة بالعبارة :

يا ألله أمن أجل لُعَاعَة من الدّنيا يَترك أهله وأحبابه وأصحابَه ويَقبعُ تحت رحمة (( أوربا )) يقاسي ويُعاني بصمتٍ كصمتِ أصحاب القبور ..
تقديري الكبير

ربيع بن المدني السملالي
30-09-2011, 12:52 PM
للغربة مذاق مرير من الشقاء والعذاب والحرمان من الأحبة
ليست فقط لمن ابتعد عن وطنه ولكن أيضا لمن ابتعدت عنهم
قصة معبرة بلغة جميلة ولكن أؤيد الأستاذة كاملة في رأيها
كان من الأفضل أن تنتهي القصة بالعبارة :

تقديري الكبير

بارك الله في سعيك أختنا الفاضلة رنيم ..
أرجو أن تحذفي تلك العبارة الأخيرة مع البيت الشعري ، وجزاكما الله خيرا أخواتي الفضليات ...

صفاء الزرقان
30-09-2011, 11:06 PM
قصة جميلة
كم سرق الاغتراب منا!!!!!!
يخرج الشباب من أوطانهم طالبين حياةً كريمة
حرمتهم أوطانهم منها .
الاغتراب بشعٌ على جميع أشكاله و صوره عافانا الله منه .
بوركت تحيتي و تقديري

ربيع بن المدني السملالي
01-10-2011, 01:04 AM
قصة جميلة
كم سرق الاغتراب منا!!!!!!
يخرج الشباب من أوطانهم طالبين حياةً كريمة
حرمتهم أوطانهم منها .
الاغتراب بشعٌ على جميع أشكاله و صوره عافانا الله منه .
بوركت تحيتي و تقديري

بارك الله فيك أستاذتي الكريمة ( صفاء) على هذه الإطلالة اللطيفة التي تضفي الشرعية والشّرف على هذا الصّفحة ،
بورك في سعيك

آمال المصري
01-10-2011, 06:03 PM
بارك الله في سعيك أختنا الفاضلة رنيم ..
أرجو أن تحذفي تلك العبارة الأخيرة مع البيت الشعري ، وجزاكما الله خيرا أخواتي الفضليات ...

تم الحذف أديبنا الرائع
دمت بتلك الروعة والألق
خالص التحايا

ربيحة الرفاعي
02-10-2011, 01:47 AM
قرأت القصة قبل حذف بيت الشعر الذي اختتمت به القصة ابتداء، وفهمتها وقتها كما أراد الكاتب، فدولةٌ هنا جاءت بمعنى حكم وليست بمعنى بلد، وهو يتمنى لو لم يطل به عمره ليرى حكم الأوغاد، فيلجأ لمغادرة البلاد، وعندما قرأت رد المبدعة كاملة بدارنة وجدت أن من المقبول أيضا إسقاط بيت الشعر بالمعنى الذي ذكرت.
والرأي عندي والذي قد لا يماشي الروح الطاهرة والنفسية الراقية لمبدعتنا كاملة، أن أوروبا دولة أوغاد وسفلة، وهم لا يجعلون أوطانهم ملجأ للمغتربين إلا أن يكون لهم في استقبالهم تحقيق عمالة أو خدمة لمشروع استعماري قائم أو قادم، ونحن إذ نترك أوطاننا ونلجأ إليهم فإنما لما تخلق الأنظمة الرابضة على الصدور في أوطاننا من قهر وعوز وضيق حال ، خلقها هو مهمتهم والدور المنوط بهم ضمن مخططات أولئك الأوغاد باتجاه مشاريعهم الاستعمارية.

لست أعارض هنا حذف بيت الشعر ذاك لأن عبارة
يا ألله أمن أجل لُعَاعَة من الدّنيا يَترك أهله وأحبابه وأصحابَه ويَقبعُ تحت رحمة (( أوربا )) يقاسي ويُعاني بصمتٍ كصمتِ أصحاب القبور .. جاءت قفلة كافية تستكمل بها الفكرة، لكني - في نفس الوقت- لم أتحمس للحذف انطلاقا من روعة الاسقاط المزدوج للبيت بتوظيفه في هذه القصة


تحيتي

ربيع بن المدني السملالي
02-10-2011, 05:08 PM
قرأت القصة قبل حذف بيت الشعر الذي اختتمت به القصة ابتداء، وفهمتها وقتها كما أراد الكاتب، فدولةٌ هنا جاءت بمعنى حكم وليست بمعنى بلد، وهو يتمنى لو لم يطل به عمره ليرى حكم الأوغاد، فيلجأ لمغادرة البلاد، وعندما قرأت رد المبدعة كاملة بدارنة وجدت أن من المقبول أيضا إسقاط بيت الشعر بالمعنى الذي ذكرت.
والرأي عندي والذي قد لا يماشي الروح الطاهرة والنفسية الراقية لمبدعتنا كاملة، أن أوروبا دولة أوغاد وسفلة، وهم لا يجعلون أوطانهم ملجأ للمغتربين إلا أن يكون لهم في استقبالهم تحقيق عمالة أو خدمة لمشروع استعماري قائم أو قادم، ونحن إذ نترك أوطاننا ونلجأ إليهم فإنما لما تخلق الأنظمة الرابضة على الصدور في أوطاننا من قهر وعوز وضيق حال ، خلقها هو مهمتهم والدور المنوط بهم ضمن مخططات أولئك الأوغاد باتجاه مشاريعهم الاستعمارية.

لست أعارض هنا حذف بيت الشعر ذاك لأن عبارة جاءت قفلة كافية تستكمل بها الفكرة، لكني - في نفس الوقت- لم أتحمس للحذف انطلاقا من روعة الاسقاط المزدوج للبيت بتوظيفه في هذه القصة


تحيتي

نعم بارك الله فيك أستاذتنا الكبيرة ( ربيحة ) ، صراحة كل كلامك منطقي جميل وهو منقول من أرض الواقع وكأنك شاهدت بلاد الكفار من إخوان القردة والخنازير الذين لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ...ومعك حق أنا قصدت بالبيت البلاد الأصلي للمغترب كما قلت سابقا .. ولكل وجهة هو مولّيها ، وأنا أحترم كلّ وجهات النّظر بارك الله في الجميع ...
تحيتي وتقديري

لطيفة أسير
25-03-2012, 05:26 PM
هذا حال الكثير ممن استهواه العيش بالضفة الأخرى
يشترون عرض الحياة الدنيا ولا ينتبهوا إلى حجم خساراتهم في الضفة الأم
دمت بخير اخي الكريم ربيع السملالي
تحيتي وتقديري

ربيع بن المدني السملالي
31-03-2012, 01:26 PM
هذا حال الكثير ممن استهواه العيش بالضفة الأخرى
يشترون عرض الحياة الدنيا ولا ينتبهوا إلى حجم خساراتهم في الضفة الأم
دمت بخير اخي الكريم ربيع السملالي
تحيتي وتقديري

بارك الله فيك أستاذة بلابل السلام ، وشكرا لك على إحيائك لهذه النّصوص
دمتِ بخير وعافية
تحياتي

نداء غريب صبري
13-02-2013, 02:01 PM
الغربة وحدة وعذاب واحتراق قلوب وصبر وألم
وقد كتبت عنها كأنك عشتها
أنت كاتب رائع أخي

شكرا لك

براءة الجودي
13-02-2013, 02:28 PM
جميلة هذه القصة وهي حال كثير من المغتربين يُجبرون على الاغتراب بحثا عن لقمة العيش ورفع المستوى المعيشي
ليتك كتبت العبارات بجانب بعضها البعض مع علامات الترقيم
دمت بود

ناديه محمد الجابي
21-05-2023, 05:40 PM
قال علي بن الجهم:
وارحمتا للغريب في البلد ** النازح ماذا بنفسه صنعا
فارق أحبابه فما انتفعوا ** بالعيش من بعده ولا انتفعا
كان عزيزا بقرب دارهم ** حتى إذا ما تباعدوا خشعا
يقول في نأيه وغربته ** عدل من الله كل ما صنعا


للغربة ألم ووجع لا يعرفه إلا من عاناه وعاشه
قصة عميقة ومعبرة وقد رسمت المشهد ببراعة.
دام ألقك.
:0014::0014:

أسيل أحمد
10-06-2023, 11:58 AM
وفي غربتنا.. نحمل أوطاننا في حقائبنا.. نخبئ فيها أغلى ما عندنا.. أحبة، وأهل، وذكريات طفولتنا..
ونمضي في سفرنا.. ننشد العودة لحيَنا... ويمضي قطار غربتنا سريعًا... يأكل رزنامة أيامنا...
لنتفاجأ ذات يوم بأننا نسنيا هناك روحنا... وبأننا ما حيينا عمرنا.
قصة أشرقت بالحكمة في وصف ألم الغربة في نسج محكم ..
سلمت ودامت حروفك.