الحسين المسعودي
02-10-2011, 11:20 PM
مقبرة الغرباء
أحس بلدغات البرد تلسع أصابع رجليه،تحسس غطاءه ثم تلحف من جديد. تقلب ذات اليمين و ذات الشمال ،الأرق يقض عليه مضجعه. قام متمايلا يفرك عينيه بإبهميه، تفقد ولديه الصغيرين في غرفتهما:
"-الحمل ثقيل ، ليت والدتكما معنا اليوم لنتقاسم همكما و نوصلكما إلى شط الأمان."
خاطبهما بحسرة و هما في غفلة من الدنيا ، ثم عاد يتحسس في الظلام طريقه إلى غرفته.
مضى الليل إلا أقله و هو يتقلب في فراشه، صورة زوجته تظيئ سماء الغرفة، وذكريات لقائهما – بلسم أحزانه و آلامه- تحاصره .
كوى ملابسه ،و لمع حذاءه،تحسس جيبه :
-" المبلغ كاف لمشروبين في مقهى تليق بها، فهي ابنة أستاذه القديم ."همس لنفسه."
وصل قبلها بزمن و نيف،استحضركلمات الحب تأهبا لأي طارئ قد يلجم لسانه، فحياؤه و خجله قد يمنعانه من البوح بمكنون قلبه.
دخلت إلى المقهى ثم جالت ببصرها بين الرواد،رمقته ، فتقدمت نحوه بخطوات مرتبكة،حمرة الخجل زادتها جمالا،جلبابها الأسود المزركش بوريدات حمراء و وجنتاها الملتهبتان خجلا أثارا رواد المقهى...
حيته بابتسامة ممزوجة بالخجل و الخوف من اللقاء، ثم قالت وهو يعد لها كرسي الجلوس:
-" أعتذر عن التأخر. "
تحجر في مكانه ،وألجم لسانه ، أجابها مختزلا كل عبارات المحبين بصوت مبحوح يكاد يكون مسموعا:
-" أتقبلين بي زوجا ؟ " .
-" ...ماذا قلت ؟ ".
عب كأس الماء دفعة، ساح معظمه من بين شفتيه على الطاولة:
-" أتقبلين بي زوجا؟. "
كان أول لقاء خارج علم أسرتيهما و آخر لقاء.
كانت حياة قصيرة أثمرت توأما "زيد و زياد" ، لكن حبهما جعلها حياة طويلة لازالت ترفرف في كل أركان المنزل.
استفاق " با حمادي" من نومه أو ذكرياته ، نظر في المرآة، ضباب يجثم على انعكاسه ، تلمس نظارته على مكتبه ، بدا له الرأس اشتعل بياضا،و العينان غائرتين،و والوجه يحكي سنوات من الجفاف و الإهمال ... خلع نظارته هاربا من الحقيقة ، ثم دلف إلى غرفة ولديه لإيقاضهما و تحضيرهما للمدرسة...
سبع سنوات عجاف مرت ، التهمت فيها سنوات سمانا في المنزل ، فتح "با حمادي"باب غرفة "زيد و زياد " نظر إلى سريريهما الخاويين ، و إلى لعب الطفولة المنتشرة هنا و هناك و إلى الصور تحكي عالم البراءة على الجدران... فانسابت من بين مقلتيه دمعة حرى ، ثم عاد إلى سريره يتلظى شوقا ، حاضنا صورة حبيبيه بين ضلوعه.
كانت"الوحمة"خلف أذن"زيد" هي التي تميزه عن أخيه التوأم
"زياد"وما عداها لايمكن لأي أن يميز بينهما غيروالدهما.
كبرا في كنفه ،فحضيا بعطف و حنان مضاعفين تعويضا عن الأم التي قايضت حياتها بحياة "زيد و زياد"، ولم يكن "با حمادي" ذو الستين خريفا تطمئن نفسه قبل الإطمئنان على ولديه،فيظل واقفا في شرفة منزله ينتظر عودتهما من المدرسة، فقد كان شديد الحرص على تنفيذ وصية زوجتـــــــــه يوم وداعها :
-"كن لهما أبا كما كنت لهما أما . كن هما معا . واحرص ألا يفقدا من شخصي غير صورتي ."
غاب جسد الزوجة عن البيت ، وظلت روحها ترفرف في المكان .
اعتاد "با حمادي" بعد رحيل ولديه لاستكمال دراستهما بفرنسا منذ سبع سنين ،أن يقف في شرفة المنزل ، يترقب الأطفال العائدين من مدارسهم ، فيزداد الشوق إلى لقاء الغائبين الحاضرين.
وفي غياهب سرحانه كعادته، سمع "با حمادي" رنين الجرس ، قام بخطوات متثاقلة متوجها نحو الباب، رنين الجرس لا يتوقف :
-"تفضل رسالتك "با حمادي" ،إنها من ولديك." ابتسم ساعي البريد و هو ينتظر إكرامية ألفها في مناسبة كهذه.
ضم الأب الرسالة إلى صدره كما يضم الحبيب حبيبه بعد غياب بعيد، ثم فتحها :
" بعد التحية و السلام:
والدنا العزيز : لقد حصلنا على شهادة الدكتوراه و سنعود قريبا إلى أرض الوطن فور الانتهاء من ترتيب بعض الأمور.
و في انتظار اللقاء ،تقبل حب ولديك اللذين يتشوقان إلى رؤيتك و الارتماء في أحضانك.
ولداك:"زيد و زياد"
قرأ الرسالة مرات ،اشتم كل كلمة فيها،ثم وضعها إلى جنب الرسالات الأخر في درج مكتبه.
ازداد قلب "با حمادي" تعلقا بموعد وصول ولديه ، فكان يجلس على كرسيه المصنوع من خشب العرعارفي شرفة منزله مع شروق الشمس، منتظرا عودتهما إلى غروبها ، ولا يبارح مجلسه إلا لقضاء بعض حوائجه.
مر الشهر بطيئا وهو يترقب.
سمع صوت سيارة تركن تحت الشرفة ، أطل، ازداد خفقان قلبه،فهرول مسرعا نحو الباب،ضمهما إليه ضم المشتاق العاجز،قدماه لا تقويان على تحمل لحظات العناق التي عوضت لغة الكلام ، أمده "زيد" بكرسي في بهو المنزل، كفكف عبراته ، فانتبه إلى وجود سيدتين غريبتين وطفلين صغيرين في منزله، . نظر إلى ولديه نظرات انتبه لها "زيد"، فبدد حيرة والده مخاطبا إياه:
-" كريستين" زوجتي يا أبي ، و هذا " ستيفان" ولدي، وهذه " هيلين" زوجة أخي "زياد" و ابنته "لورا".
بقي "با حمادي" مشدوها ،مسح بقايا دموع من على وجنتيه ،ثم أومأ برأسه إلى زوجتي ولديه مصطنعا بعض الابتسام و مرحبا.
bonjour ba allal"-"
ثم مدتا يديهما لمصافحته.
-" ماشاء الله و ما قدر فعل" همس لنفسه ، ثم أخذ إليه حفيديه ، قبلهما وضمهما إلى صدره كما كان يضم من قبل "زيدا و زياد".
مرت شهور خمس و "با حمادي" غريب في منزله ،كان يفني نهاره في دكان جاره و صديقه "لحسن البقال" الذي حمله في كبره و آنسه في وحدته الطويلة.
تخلى الأب عن غرفة نومه التي شهدت عذابات السنين الخوالي، وانتقل إلى صالة الضيوف ، تاركا سريره لابنه "زياد" بعدما استقر "زيد" في غرفة الصبا مع "كريستين".
غابت رائحة الطاجين الذي مهر "با حمادي" في إعداده داخل المنزل بعد تفضيل أسرته الجديدة لأكل الفرنسيين و عاداتهم ،كما غاب الحياء ، فالزوجتان الجديدتان لا تتحملا قيظ الصيف ، فكانتا تتجولان في البيت شبه عاريتين ،، روائح السيجارة تزكم الأنوف و حتى صلاته فإنه كان يتحرج من إقامتها أمامهما بحجة نجاسة منزله الذي كان طاهرا قبل خمسة أشهر.
خرج" با حمادي" صباحا متوجها نحو صديقه البقال ليخفف من وطأة حياته الجديدة،ولكن سرعان ما غير وجهته نحو المدينة ليتلاشى فيها و يذوب في دروبها.
حل المساء و لم يعد "با حمادي " إلى المنزل...
و مرت الأيام و "زيد و زياد" لم يكلفا نفسيهما بالبحث عنه، فقد اعتادا ألا يرياه في الأيام الأخيرة إلا لماما ، فاستغلا غياب والدهما عن المنزل ، وبدآ في تحضير الأوراق لإيداعه دار العجزة بعد أن وسوست الزوجتان في أذن زوجيهما، فالمنزل لا يتسع كل أفراد الأسرة.
غادر " زيد و زياد" المنزل قاصدين دار العجزة،دخلا مكتب مدير الدار،وضعا الملف بين يديه،و ضربا له موعدا لإيداع والدهما فور عودته من زيارته لبعض أقاربه.
وقبل أن يهما بمغادرة المكتب ، راعت مدير الدار صورة "با حمادي"بين أوراق الملف، فتنهد متعجبا من صروف الحياة:
-" البقاء لله .إنا لله و إنا إليه راجعون. لقد قصد صاحب الصورة هذه الدارمنذ أكثر من شهر،و طوال مدة إقامته معنا كان حزينا و منطويا،و قد فارق الحياة البارحة، ود فن بحضور السلطة في مقبرة الغرباء.
أحس بلدغات البرد تلسع أصابع رجليه،تحسس غطاءه ثم تلحف من جديد. تقلب ذات اليمين و ذات الشمال ،الأرق يقض عليه مضجعه. قام متمايلا يفرك عينيه بإبهميه، تفقد ولديه الصغيرين في غرفتهما:
"-الحمل ثقيل ، ليت والدتكما معنا اليوم لنتقاسم همكما و نوصلكما إلى شط الأمان."
خاطبهما بحسرة و هما في غفلة من الدنيا ، ثم عاد يتحسس في الظلام طريقه إلى غرفته.
مضى الليل إلا أقله و هو يتقلب في فراشه، صورة زوجته تظيئ سماء الغرفة، وذكريات لقائهما – بلسم أحزانه و آلامه- تحاصره .
كوى ملابسه ،و لمع حذاءه،تحسس جيبه :
-" المبلغ كاف لمشروبين في مقهى تليق بها، فهي ابنة أستاذه القديم ."همس لنفسه."
وصل قبلها بزمن و نيف،استحضركلمات الحب تأهبا لأي طارئ قد يلجم لسانه، فحياؤه و خجله قد يمنعانه من البوح بمكنون قلبه.
دخلت إلى المقهى ثم جالت ببصرها بين الرواد،رمقته ، فتقدمت نحوه بخطوات مرتبكة،حمرة الخجل زادتها جمالا،جلبابها الأسود المزركش بوريدات حمراء و وجنتاها الملتهبتان خجلا أثارا رواد المقهى...
حيته بابتسامة ممزوجة بالخجل و الخوف من اللقاء، ثم قالت وهو يعد لها كرسي الجلوس:
-" أعتذر عن التأخر. "
تحجر في مكانه ،وألجم لسانه ، أجابها مختزلا كل عبارات المحبين بصوت مبحوح يكاد يكون مسموعا:
-" أتقبلين بي زوجا ؟ " .
-" ...ماذا قلت ؟ ".
عب كأس الماء دفعة، ساح معظمه من بين شفتيه على الطاولة:
-" أتقبلين بي زوجا؟. "
كان أول لقاء خارج علم أسرتيهما و آخر لقاء.
كانت حياة قصيرة أثمرت توأما "زيد و زياد" ، لكن حبهما جعلها حياة طويلة لازالت ترفرف في كل أركان المنزل.
استفاق " با حمادي" من نومه أو ذكرياته ، نظر في المرآة، ضباب يجثم على انعكاسه ، تلمس نظارته على مكتبه ، بدا له الرأس اشتعل بياضا،و العينان غائرتين،و والوجه يحكي سنوات من الجفاف و الإهمال ... خلع نظارته هاربا من الحقيقة ، ثم دلف إلى غرفة ولديه لإيقاضهما و تحضيرهما للمدرسة...
سبع سنوات عجاف مرت ، التهمت فيها سنوات سمانا في المنزل ، فتح "با حمادي"باب غرفة "زيد و زياد " نظر إلى سريريهما الخاويين ، و إلى لعب الطفولة المنتشرة هنا و هناك و إلى الصور تحكي عالم البراءة على الجدران... فانسابت من بين مقلتيه دمعة حرى ، ثم عاد إلى سريره يتلظى شوقا ، حاضنا صورة حبيبيه بين ضلوعه.
كانت"الوحمة"خلف أذن"زيد" هي التي تميزه عن أخيه التوأم
"زياد"وما عداها لايمكن لأي أن يميز بينهما غيروالدهما.
كبرا في كنفه ،فحضيا بعطف و حنان مضاعفين تعويضا عن الأم التي قايضت حياتها بحياة "زيد و زياد"، ولم يكن "با حمادي" ذو الستين خريفا تطمئن نفسه قبل الإطمئنان على ولديه،فيظل واقفا في شرفة منزله ينتظر عودتهما من المدرسة، فقد كان شديد الحرص على تنفيذ وصية زوجتـــــــــه يوم وداعها :
-"كن لهما أبا كما كنت لهما أما . كن هما معا . واحرص ألا يفقدا من شخصي غير صورتي ."
غاب جسد الزوجة عن البيت ، وظلت روحها ترفرف في المكان .
اعتاد "با حمادي" بعد رحيل ولديه لاستكمال دراستهما بفرنسا منذ سبع سنين ،أن يقف في شرفة المنزل ، يترقب الأطفال العائدين من مدارسهم ، فيزداد الشوق إلى لقاء الغائبين الحاضرين.
وفي غياهب سرحانه كعادته، سمع "با حمادي" رنين الجرس ، قام بخطوات متثاقلة متوجها نحو الباب، رنين الجرس لا يتوقف :
-"تفضل رسالتك "با حمادي" ،إنها من ولديك." ابتسم ساعي البريد و هو ينتظر إكرامية ألفها في مناسبة كهذه.
ضم الأب الرسالة إلى صدره كما يضم الحبيب حبيبه بعد غياب بعيد، ثم فتحها :
" بعد التحية و السلام:
والدنا العزيز : لقد حصلنا على شهادة الدكتوراه و سنعود قريبا إلى أرض الوطن فور الانتهاء من ترتيب بعض الأمور.
و في انتظار اللقاء ،تقبل حب ولديك اللذين يتشوقان إلى رؤيتك و الارتماء في أحضانك.
ولداك:"زيد و زياد"
قرأ الرسالة مرات ،اشتم كل كلمة فيها،ثم وضعها إلى جنب الرسالات الأخر في درج مكتبه.
ازداد قلب "با حمادي" تعلقا بموعد وصول ولديه ، فكان يجلس على كرسيه المصنوع من خشب العرعارفي شرفة منزله مع شروق الشمس، منتظرا عودتهما إلى غروبها ، ولا يبارح مجلسه إلا لقضاء بعض حوائجه.
مر الشهر بطيئا وهو يترقب.
سمع صوت سيارة تركن تحت الشرفة ، أطل، ازداد خفقان قلبه،فهرول مسرعا نحو الباب،ضمهما إليه ضم المشتاق العاجز،قدماه لا تقويان على تحمل لحظات العناق التي عوضت لغة الكلام ، أمده "زيد" بكرسي في بهو المنزل، كفكف عبراته ، فانتبه إلى وجود سيدتين غريبتين وطفلين صغيرين في منزله، . نظر إلى ولديه نظرات انتبه لها "زيد"، فبدد حيرة والده مخاطبا إياه:
-" كريستين" زوجتي يا أبي ، و هذا " ستيفان" ولدي، وهذه " هيلين" زوجة أخي "زياد" و ابنته "لورا".
بقي "با حمادي" مشدوها ،مسح بقايا دموع من على وجنتيه ،ثم أومأ برأسه إلى زوجتي ولديه مصطنعا بعض الابتسام و مرحبا.
bonjour ba allal"-"
ثم مدتا يديهما لمصافحته.
-" ماشاء الله و ما قدر فعل" همس لنفسه ، ثم أخذ إليه حفيديه ، قبلهما وضمهما إلى صدره كما كان يضم من قبل "زيدا و زياد".
مرت شهور خمس و "با حمادي" غريب في منزله ،كان يفني نهاره في دكان جاره و صديقه "لحسن البقال" الذي حمله في كبره و آنسه في وحدته الطويلة.
تخلى الأب عن غرفة نومه التي شهدت عذابات السنين الخوالي، وانتقل إلى صالة الضيوف ، تاركا سريره لابنه "زياد" بعدما استقر "زيد" في غرفة الصبا مع "كريستين".
غابت رائحة الطاجين الذي مهر "با حمادي" في إعداده داخل المنزل بعد تفضيل أسرته الجديدة لأكل الفرنسيين و عاداتهم ،كما غاب الحياء ، فالزوجتان الجديدتان لا تتحملا قيظ الصيف ، فكانتا تتجولان في البيت شبه عاريتين ،، روائح السيجارة تزكم الأنوف و حتى صلاته فإنه كان يتحرج من إقامتها أمامهما بحجة نجاسة منزله الذي كان طاهرا قبل خمسة أشهر.
خرج" با حمادي" صباحا متوجها نحو صديقه البقال ليخفف من وطأة حياته الجديدة،ولكن سرعان ما غير وجهته نحو المدينة ليتلاشى فيها و يذوب في دروبها.
حل المساء و لم يعد "با حمادي " إلى المنزل...
و مرت الأيام و "زيد و زياد" لم يكلفا نفسيهما بالبحث عنه، فقد اعتادا ألا يرياه في الأيام الأخيرة إلا لماما ، فاستغلا غياب والدهما عن المنزل ، وبدآ في تحضير الأوراق لإيداعه دار العجزة بعد أن وسوست الزوجتان في أذن زوجيهما، فالمنزل لا يتسع كل أفراد الأسرة.
غادر " زيد و زياد" المنزل قاصدين دار العجزة،دخلا مكتب مدير الدار،وضعا الملف بين يديه،و ضربا له موعدا لإيداع والدهما فور عودته من زيارته لبعض أقاربه.
وقبل أن يهما بمغادرة المكتب ، راعت مدير الدار صورة "با حمادي"بين أوراق الملف، فتنهد متعجبا من صروف الحياة:
-" البقاء لله .إنا لله و إنا إليه راجعون. لقد قصد صاحب الصورة هذه الدارمنذ أكثر من شهر،و طوال مدة إقامته معنا كان حزينا و منطويا،و قد فارق الحياة البارحة، ود فن بحضور السلطة في مقبرة الغرباء.