تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر د. مختار محرم



د. مختار محرم
20-02-2011, 12:40 PM
حَنِينُ المَسَافَة
تَائِهٌ أَتَخَبَّطُ بَينَ الْحُرُوف أُفَتِّشُ عَنِّي فَأَلْقَاكِ أَنْتِ
مُتْعَبٌ مِنْ رَحِيْلِي إِليَّ وَرُوحِي هُنالِكَ تَسْكُنُ حَيْثُ سَكَنْتِ
أَنَا أَنْتِ وَأَنْتِ أَنَا فِي الْمَحَبَّةِ مَا كُنْتُ إِلَّا إِذَا أَنْتِ كُنْتِ
أَنْتِ مُلْهِمَتِي لِلْيَقِينِ ولِلشَّكِّ .. ظَنِّي مِسَاحَاتُهُ .. مَا ظَنَنْتِ
...
كُلَّما سَكَن اللَّيلُ فِي عَالَمي وَسَبَتْني نُسَيماتُهُ الْحَانِيَة
وَاقْتَرَفْتُ بِذِكْرَاكِ ذَنْبَ الْهَوَى وَاشْتِيَاقِي لِأَيَّامِهِ الْخَالِيَة
أَجِدُ الْكَوْنَ حَوْلِي يُلَمْلِمُ أَبْيَاتَ شِعْرٍ لِتَكْتُبَنِي ثَانِيَة
والزَّمَانُ الَّذِيْ غِبْتِ فِيهِ يَعُودُ يُغَيِّبُهَا فِيكِ أَوطَانِيَه
...
يَا حَنِينَ الْمَسَافَةِ تَقْطَعُنِي فِي اشْتِيَاقٍ لِلَحظَةِ لُقْيَا الْوُرُود
يَا سَمَاءَ الْغَرَامِ تُبَعْثِرُنِي كَرَمَادٍ يَحِنُّ إِلَيهِ الْوُجُود
أَنْتِ جَنَّةُ عَدْنٍ أَتُوقُ إِلَيْهَا وأَبْحَثُ فِي ظِلِّهَا عَن خُلُود
كُلَّمَا قُلتُ إنِّي سَأَهْجُرُ نَفْسِي أَرَانِي إِلَى الأُمْنِيَاتِ أَعُود
...
يَاسَمِينًا تَنَفَّسَ قَلْبِي إِذَا مَرَّ يَوْمًا أَمَامِي خَيَالُ القَمَر
فَإِذَا بِالسَّمَاءِ تُدَثِّرُنِي بِعُيُونِ النُّجُومِ وَحُلْمِ السَّهَر
وَإِذَا بِي أَشُدُّ الرِّحَالَ إِلَيْكِ فَيَهْرُبُ مِنْ خُطُوَاتِي السَّفَر
سَوْفَ أَنْتَظِرُ الْقُربَ سَيِّدَتِي وَأَعِيشُ عَلَى وَعْدِكِ الْمُنْتَظَر
...
إِنَّنِي الْيَوْمَ أَبْحَث عَنْكِ وَأَسْأَلُ دُوْنَ مُجِيبٍ سِواهُ الصَّدَى
أَيْنَ أَنْتِ ؟ وَأَيْنَ الْجَمَالُ الَّذِي كَانَ يَغْسِلُ قَلْبِي بِطُهْرِ النَّدَى؟
أَيْنَ أَنْتِ ؟ وَأَينَ الًّليَالِي الَّتِي هَرَبَتْ مِنْ حَيَاتِي وَرَاءَ الْمَدَى؟
هَاأَنَا الْيَومَ وَحْدِي أُنَادِيكِ يَا مَن لِظُلْمَةِ دُنْيَايَ كُنْتِ الْهُدَى
...
بَيْنَ حُلْمِ الهَوَى واجْتِرَارِ النَّوَى وَانْتِظَارِ الدَّوا واسْتِرَاقِ الْقُبَلْ
كُنْتُ أَمْضِي إِلَيكِ وأحْيَا عَلَيْكِ وَفِي نَاظِرَيكِ تَحَارُ الْجُمَلْ
عِشْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ أَرْكُضُ دُوْنَ قُنُوطٍ وَزَادِي حُرُوفُ الْغَزَلْ
كُنْتُ فِيكِ أَهِيمُ وَإِنْ ضَاقَتِ الْأَرضُ حَولِي أَقُولُ ( وَيَبْقَى الْأَمَلْ)
...
آَهِ يَا لَيْلُ طَالَتْ ثَوَانِيكَ دَهْرًا وَطَالَ وُقُوْفِي بِبَابِ صَبَاحِي
عِشْتُ فِيْكَ أُلَمْلِمُ شَعْثِي أُدَاوِي بِصَمْتِ نَسِيْمِكَ نَزْفَ جِرَاحِي
كُلُّ مَا فِيْكَ يَمْلَؤُنِي بِالْأَسَى وَسُكُوْنُ النَّدَامَى يُكَدِّرُ رَاحِي
فَانْطَفِئْ وَاتْرُكِ الْفَجْرَ يُحْيِيْ ابْتِسَامَ اللَّيَالِكِ يَنْشُرُ عِطْرَ الْأَقَاحِ
...
إِنَّهُ الْحُبُّ ذَاكَ الْمُحِيْطُ الَّذِي فِيْهِ أَبْحَرْتُ وَحْدِيْ بِغَيْرِ قُلُوعْ
وَهُوَ الْحُبُّ ذَاكَ السُّكُونُ الَّذِيْ فَرَشَ اللَّيْلَ حَوْلِي بِصَمْتِ الْوُلُوع
وَهُوَ الْحٌبُّ ذَاكَ الْوَحِيْدُ الَّذِي يَسْتَفِزُّ بِعَيْنَيَّ بَوْحَ الدُّمُوع
كَيْفَ أَهْرُبُ مِنْهُ وَقَدْ صَارَ دِيْنًا تَدِيْنُ بِهِ خُطُوَاتُ الرُّجُوع
...
حِيْنَ كَفُّ الْقَضَاءِ هَوَتْ فَوْقَ عُمْرِي لِتَصْفَعَهُ بِقَضَاءِ النَّوَى
ثُمَّ حِيْنَ اسْتَفَاقَ الْهَوَى مِنْ سُبَاتٍ طَوِيلٍ أَفَقْتُ عَلَى الَّلاهَوَى
وَاسْتَحَمَّتْ جِرَاحِي بِنَهْرِ الْقُنُوطِ قَضَيْتُ غَرِيْقًا بِبَحْرِ الْجَوَى
لَمْ أَجِدْ فِيْ مَتَاهَاتِ دَرْبِي مُعِيْنًا سِوَى الله رَبِّيْ .. شَدِيْد الْقِوَى
...
قُلْتُ يَارَبِّ إِنِّي لَجَأْتُ إِلَيْكَ لِتُرْجِعَ نَبْضَ فُؤَادِي إِلَيَّ
إِنْ كَتَبْتَ عَلَى مَنْ أُحِبُّ كِتَابًا فَحَوِّلْهُ يَاذَا الْجَلَالِ عَلَيَّ
فَإِذَا بِمَلَائِكَةِ الْحُبِّ جَاءَتْ وَأَلْقَتْ سَلَامًا عَلَى نَاظِرَيَّ
حِيْنَ عَادَتْ إِلَيَّ جِنَانُ الخُلُودِ رَأَيْتُ هَوَى الرُّوحِ يُبْعَثُ حَيَّا

د. مختار محرم
20-02-2011, 01:00 PM
أهزوجة لعودة القَمَر

حِينَ عَاد الْقَمَر..
مُشْرِقًا
يَمْسَحُ الدَّمْعَ وَالْحُزْنَ إِشْراقُهُ عَن خُدودِ الشَّجَر ...
مُرْسِلًا نُوْرَهُ الْمُسْتَفِيقَ إِلَى جَنَبَاتِ السَّهَرْ
أَزْهَرَ الْحُبُّ فِي وَجَنَّةِ اللَّيْلِ وَانْزَاحَ
عَنْ أُفُقِ الصَّمْت صَوْتُ الضَّجَر
وَتَنَاءَتْ نُجُومُ الْعِتَابِ وَغَابَتْ وَلَمْ يَبْقَ لِلْيَأْسِ فِي ظُلُمَاتِ النُّفُوسِ أَثَرْ
كُلُّ مَا فِي الْحَيَاةِ تَهَلَّلَ مُبْتَسِمًا لِلْحَيَاةِ وَمُبْتَهِجًا بِاللِّقَا
وَاسْتَرَاحَ الْهَوَى مِنْ عَنَاءِ السَّفَر
حِيْنَ عَادَ الْقَمَر
...
مُنْذُ دَهْرٍ أُسَائِلُ عَنْهُ الظَّلَامَ الْكَئِيبْ..
وَصَمْتَ السَّمَاءِ الرَّهِيبْ..
وَمَا مِن رُدُودٍ سِوَى مَا تُرَدِّدُ عَينُ السَّحَابْ..
مُنْذُ دَهْرٍ وَقَلبِي
يُعِيْدُ الْنِدَاءَ، وَصَمْتٌ يُجِيْبْ..
مُنْذُ دَهْرٍ وَرُوحِي تُحَدِّثُ عَنْهُ طُيُورَ الْغِيَاب
تَبَارِيحُ ذِكْرَاهُ تَسْكُنُ جُرْحِي
تُضَمِّدُهُ بِسِيَاطِ الْعَذَابْ
وَأُسَائِلُ عَنْهُ الظَّلَامَ الْكَئِيبْ
وَصَمْتَ السَّمَاءِ الرَّهِيبْ
وَمَا مِنْ مُجِيبْ
سِوَى مَا يُخَبِّئُ مَكْرُ السَّحَابْ
لَيْتَ حُزْنِي مَتَى سَيَعُودُ الْقَمَرْ؟؟
...
أَيُّهَا الْمُتَمَايِلُ فِي دَرْبِنَا
بِأَشَعَّةِ أَحْلَامِنَا الثَّائِرَة
أَنْتَ يَا سَاكِنًا بِخُطَانَا الَّتِي
نَحْوَ لَاشَيءِ حَيْرَتِنَا سَائِرَة
أَيُّهَا الْمُسْتَفِيقُ مِنَ الصَّمْت
مِنْ لَحَظَاتِ مَسَاءَاتِنَا السَّاهِرَة
أَيُّهَا السَّافِرُ الْوَجْه مُرْتَدِيًا
خَجَلَ الْحُسْنِ
أَرْهَقْتَ بِالْبُعْدِ نَزْفَ جِرَاحَاتِنَا الْغَائِرَة
حِيْنَ عُدتَ إِلَى هَمَسَاتِ قَصِيدِي
جَعَلْتَ الْحَيَاةَ سُطُورًا لِأَوْرَاقِكَ الحَائِرَة
فَاسْتَقَرَّت بِأَعْمَاقِ قَلْبِي وَلَمَّا تَعُدْ عَابِرَة
...
إِيهِ يَا بَدْرُ
طَالَ غِيَابُكَ عَنْ أُمْسِيَاتِي
وَطَالَ الْخُسُوف..
عِشْتُ بَعْدَكَ عُمْرِي
أُطَارِدُ بِالْكَلِمَاتِ الطُّيُوف
حِينَ عُدتَ حَبِيبِي إِلَى عَالَمِي
جَاءَنِي هَيْلَمَانُ الْقَصِيدِ عَلَى غَيْرِ عَادَتِهِ
فَرِحًا بِالْحُرُوف
وَالْخَفَافِيشُ أَعْلَنَتِ الصَّمْتَ
وَاسْتَسْلَمَتْ لِلْحُتُوف
آَهِ كَمْ سِرْتُ فِيْكَ إِلَيْكَ
وَفِي لَهْفَتِي وَاصْطِبَارِي عَلَيْكَ
أَطَلْتُ الْوُقُوف
...
وَأَخِيرًا أَتَيْت؟!
سَاكِنَ اللَّيلِ
قَلْبِي يُفَتِّشُ عَنْكَ فَأَيْنَ اخْتَفَيْت؟
طُفْتُ كُلَّ الأَمَاكِنِ أَبْحَثُ
أَسْأَلْ فِي كُلِّ وَهْمٍ
وَفِي كُلِّ حُزْنٍ
وَفِي كُلِّ أَرْضٍ
وَحَيٍّ.. وَبَيْت
فَإِذَا بِالدِّيَار تُنَادِيكَ مِثْلِي
وَتَبْكِيكَ مِثلِي..
وَتَحْيَا عَلَى ذِكْرَيَاتِكَ مِثْلِي ..
حِيْنَ عُدتَ إِلَيْهَا اسْتَعَادَتْ
حِكَايَاتِ نَشْوَتِهَا الْغَافِيَة
وَاخْتِلَاجَاتِهَا الْحَانِيَة
وَلَيَالِي الْوِصَالِ
كَدِفْءِ الْخُلُودِ بِجَنَّة عَدْنٍ
بَسَاتِيْن عِشْقٍ
تَجُودُ لِعُشَّاقِهَا بِشَهِيِّ الْقُطُوف
جَنَّةُ الْحُبِّ أَغْصَانُهَا دَانِيَة
أَيُّهَا الْقَمَرُ الْمُتَحَكِّمُ بِي
لَا تَغِبْ ثَانِيَة
لَا تَغِبْ ثَانِيَة.

د. مختار محرم
22-02-2011, 01:54 PM
كتبت هذه القصيدة يوم انتصار ثورة الشعب التونسي..
ما يثير سروري اليوم أن توقعاتي فيها حدثت وبنفس الترتيب
فقد سقط مبارك بعد بن علي
ومعمر بعد مبارك
أتمنى أن يكتمل عقد تحقق توقعاتي بسقوط علي..



ثورة الياسمين


ثورة الياسمين أعادت إلى البسطاء الأمل
عصفت بقصور الطغاة هوت فوقها في عجل
واستباحت دموع المساكين عرشا دهته العلل
أيها الظالمون رويدا ومهما يطول الأجل
كل شعب أراد الحياة سيعتقل المعتقل
***
أيها السائرون على نهجها في ظلام الدروب
اعلموا أنما النصر آت لكم باتحاد الشعوب
وحدة الصف خير سلاح به نتحدى الخطوب
نحن في الغرب والشرق تجمعنا أمنيات القلوب
فاحذروا أن تقولوا بأنّا شمالٌ وأنّا جنوب
***
قام شعبك يا تونس الخير من كل صوبٍ وهبّ
يرفض الظلم يعلن أن الكفاح عليه وجب
يهب الأرض من دمه ساقيا أمنيات الغضب
كاتبا بحروف النضال فأكرم به ما كتب
ثورة البوعزيزي ستشعل في كل قطر لهب
***
أنت يا أمل البسطاء أيا ثورة الياسمين
أنت يا ثورة الحق جاءت معززة باليقين
املأي الكون بالنور ولتشرقي حولنا كل حين
واستبيحي زمانا يذكرنا حزنه بالأنين
واجعلي العدل منهاج حكم وثوري على الظالمين
***
[COLOR=blue]ثلة من طغاة تبث الظلام بمستقبلي
لم أزل في أساي بلفحة نيرانها أصطلي
مثلما راح صدام يوما ومن بعده بن علي
سوف يلحق حسني معمر في الدرب أيضا علي
حين تنوي الشعوب فلابد لليل أن ينجلي

د. مختار محرم
23-02-2011, 05:29 PM
إقـرأينـــي في خطاب
شعر / مختار محرم

إجمعي في الليل تيهي *** واسكبي دمعاً عليه
وخذي شوقي وحزني *** وأسى عمري خذيه
من بقايا ذكرياتي *** نبض قلبي لملميه
واصنعي منه حريقاً *** بلهيبي أشعليه
وإذا جاء خطابي *** فأنا مايحتويه
إنني أكتب نفسي *** في خطابي فاقرئيه
فيه روح من رضاها *** غسل الدهر يديه
فيه قلب يتمنى *** منك ألا تهجريه
وعلى دربك يحبو *** راجيا أن تسمعيه
يتمنى منك يوما *** واحدا أن تقبليه
فيه إنسان ضعيف *** واهن ( لاتتركيه )
فيه بوحي وبياني *** فيه صمتي أنطقيه
فيه إنسان تمنى *** موته لاتقتليه
هاأنا في كل سطر *** منه كي لا تهمليه
ألمٌ يسكن قلبي *** وأنا أسكن فيه
ودموعٌ تحتويني *** وبكائي أحتويه
تائه أتبع ظلا *** قد تعودت عليه
من جحيم الحب أبدو *** هاربا أمضي إليه
قدري أن أتأسَّى *** بأسى صار شبيهي
وأنادي ذكريات *** تملأ الكون بتيهي
مبحر وحدي وزادي *** أملٌ لا أرتجيه
أين أمضي وأنيسي *** كأس تيه أحتسيه
تائه الدرب كطفل *** هارب من أبويه
وجراحي تحجب النو **** ر بليلٍ أصطليه
وعلى وديان خدي *** أصبح الدمع بديهي
كل ذنبي أن خوفي *** خائفٌ أن أعتريه
أنني أملك قلباً *** قدرٌ أن تسكنيه
أنني أرجع أرجو *** منك عفواً أعلنيه
ها أنا عدت أسيرا *** راجيا أن تطلقيه
طائر الشعر سفيري *** ورسولي أكرميه
حبره فيض دموعي *** ودمي لاتسفكيه
وبقايا من غرامٍ *** أتمنى أن تريه
فتشي بين حروفي *** كلها كي تجديه
فإذا لم تقبليني **** حاولي أن تقبليه
وإذا قررت قتلي *** بعد موتي مزقيه

أنتظر نقدكم لأرتقي
مختار

د. مختار محرم
05-03-2011, 08:26 AM
رسَالةُ شَوقٍ لعيونِ القدس

قُدْسِي نَزَعْتِ الْحَرْفَ مِنْ أَعْمَاقِي=وَنَثَرْتِ أَحْزَانِي عَلَى أَوْرَاقِي
أُهْدِي إِلَيْكِ تَحِيَّةً مِنْ عَاشِقٍ=يَصْبُو إِلَى لقياكِ بَعْدَ فِرَاقِ
أُهْدِي إِلَيْكِ تَحِيَّةً قُدْسِيَّةً=تَحْكِي صَبَابَةَ وَامقٍ مُشْتَاقِ
قَدْ هَدَّنِي الْبَيْنُ الطَّوِيْلُ وَأَحْكَمَتْ=بَلْوَاكِ فِيْ دُنْيَا الشَّقَاءِ وِثَاقِي
أَهْوَاكِ يَا شَامِيَّةَ الأَنْسَامِ يَا=شَرْقِيَّةَ الأَجفَانِ وَالْأَحْدَاقِ
أَهْوَاكِ أُوْلَى القِبْلَتَيْنِ وَثَالِثَ الــ=حَرَمَيْنِ مَسْرَى أَحْمَدٍ بِبُرَاقِ
أَهْوَاكِ يَا مَهْدَ الْمَسِيْحِ هَوَاكِ فِيْ=قَلْبِي يَفُوقُ مَشَاعِرَ الْعُشَّاقِ
عَيْنَاكِ بَحْرٌ خُضْتُ فِيْهِ مُسَافِرًا=وَالرِّيحُ حَوْلَكِ تَشْتَهِي إِغْرَاقِي
فِيْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تَئِنُّ حَمَائِمٌ=مِنْ قَهْرِ صَوتِ الْحَقِّ وَالْأَخْلَاقِ
وَشُرُورُ صَهْيُونَ الْخَبِيثَةُ لَمْ تَزَلْ=تَسْقِيهِ صَابَ الهَدْمِ وَالْإِحْرَاقِ
ثَكْلَى تَنُوحُ وَنَوحُهَا قَدْ غَابَ فِيْ=صَخَبِ الْجُنُودِ وَضَجَّةِ الْأَبْوَاقِ
طِفْلُ الْمُقَاوَمَةِ المُرَابِطِ صَامِدٌ=كَالطَّوْدِ لَا يَرْقَى إِلَيْهِ الرَّاقِي
طِفْلٌ أَحَسَّ بِضَعْفِ أُمَّتِهِ الَّتِي=هَانَتْ فَثَارَ كَمَارِدٍ عِمْلَاقِ
وَمَضَى يُقَوِّضُ بِالْكِفَاحِ مَعَاقِلَ الـــ=ــبَاغِي وَيَأْنَفُ نَظْرَةَ الْإِشْفَاقِ
وَعَلا شَهِيدًا بَعْدَ أَنْ ضَاقَتْ بِهِ=مِنْ جَوْرِ ظُلْمٍ فُسْحَةُ الْآفَاقِ
أَهدَى الضُحى دَمَهُ فَأَصْبَحَ دُرَّةً=مَلَأَ الوُجُوْدَ بِنُورِهِ البَرَّاقِ
دَمْعُ الْيَتَامِى وَالْأرَامِلِ سَالَ مِنْ=أَحْدَاقِهِم لِيَصُبَّ فِي أَعْمَاقِي
فِيْ الزَّمْهَرِيْرِ وَفِيْ الْظَّلَامِ يَعِيْشُ شَعْـ=ـبٌ باسلٌ وأعيش في إملاقي
شَعْبٌ يُضَمِّدُ بِالصُّمُودِ جِرَاحَهُ=وَالْعَزْمُ صَارَ لَهُ اللبُوسَ الوَاقِي
شَعْبٌ مُقِيمٌ فِي الْخِيَامِ وَفِي السُّجُو=نِ وَفِي بِقَاعِ الْأَرْضِ تَاهَ البَاقِي
هُدِمَتْ مَسَاكِنُهُمْ أُبِيْحَتْ أَرْضُهُمْ=وَحَيَاتُهُمْ فِيْ قَبضَةِ الإِزْهَاقِ
غَدْرُ الْيَهُودِ يَلُوْحُ فِيْ أَحْزَانِهِمْ=ثَأْرًا وَعَجْزِي زَادَ مِن إِرْهَاقِي
وَوُلَاةُ أَمْرِ المُسْلِمِيْنَ قُلُوبُهُمْ=فِيْ فُرْقَةٍ وَعَدَاوَةٍ وَشِقَاقِ
يُبْدُونَ فِيْ وَجْهِ الْمَجَازِرِ حُزْنَهُمْ=بِالشَّجْبِ وَالْتَّنْدِيْدِ وَالْإِطْرَاقِ
وَأَمَامَ أَمْرِيْكَا تَسِيرُ جُمُوعُهُمْ=نَحْوَ اليَهُودِ بِذِلَّةٍ وَنِفَاقِ
يَتَسَابَقُونَ لِفَتْحِ أَبْوَابِ الدُّجَى=وَيُوَاجِهُونَ النُّورَ بِالْإِغْلَاقِ
لَمْ يَعْلَمُوا أَنْ لَيْسَ يُرْجِعُ قُدْسَنَا=إِلَّا دِمَاءٌ لِلتُّرَابِ سَوَاقِ
قُدْسَاهُ مَا زَالَتْ جِرَاحُ الْأَمْسِ فِي=قَلْبِي نِدَاءً يَسْتَحِثُّ رِفَاقِي
كَيْ يُعْلِنُوا أَنَّ الْجِهَادَ طَرِيْقَنَا=لِخَلَاصِنَا مِنْ ظُلْمَةِ الْأَنْفَاقِ
يَا قُدْسُ يَا أُنْشُوْدَةً مَكْتُوْبَةً=بِدَمِ الشَّهِيْدِ بِدَمْعِنَا التَّوَّاقِ
يَا قُدْسُ يَا تَرْنِيْمَةَ الْإِلْهَامِ يَا=مَعْشُوْقَةَ الْأَقْلَامِ وَالْأَوْرَاقِ
يَا قُدْسِ يَا مَحْبُوبَتِي وَأَمِيْرَتِي=يَا مَسْكَنِي وَحَدِيْقَتِي وَرُوَاقِي
يَا قُدْسُ يَا صَمْتِي وَبَوْحَ مَشَاعِرِي=وَخَوَاطِرِي وَالْصِّدْقَ فِيْ إِنْطَاقِي
يَا وَرْدَةً نَبَتَتْ بِأَرْضٍ شَوْكُهَا=مُتَبَايِنُ الْأَجْنَاسِ وَالْأَعْرَاقِ
يَا دَمْعَةً حَكَمَ الْزَّمَانُ بِمَوْتِهَا=فِيْ أَعْيُنٍ تَشْكُو جَفَافَ مَآقِ
صَبْرًا جَمِيْلًا مَا هَجَرْتُكِ طَائِعًا=فِسِيَاسَةُ الْتَّطْوِيْعِ شَلَّتْ سَاقِي
أَنَاْ كُلَّمَا مِنْكِ اقْتَرَبْتُ يَرُدُّنِي=عَنْكِ الْحِصَارُ وَكَثْرَةُ الْأَطْوَاقِ
مَوْجُ الْتَّكَالُبِ هَائِجٌ وَسَفِيْنَتِي=تَشْكُو الشُّرُوخَ وقِلَةَ الْأَخْرَاقِ
أَبْكِي وَتَذْرِفُ رِيْشَتِي حَرْفَ الْأَسَى=أَقْضِي وَلَيْسَ لِعِلَّتِي مِنْ رَاقِ
وَأَعِيْشُ فِيْ وَهْمِ الْسَّلَامِ وَحَوْلِيَ الــ=أَوْضَاعُ تَحْكِي ذِلَّةَ الْأَعْنَاقِ
لَا تَحْسَبِي أَنِّيْ نَسِيْتُكِ لَحْظَةً=نِسْيَانُ أَمْرِكِ لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِي
كُلُّ الْمَلَايِيْنِ الَّذِيْنَ تَرَيْنَهُمْ=فِيْ أُمَّتِي مِنْ مَغْرِبٍ لِعِراقِ
يَتَنَافَسُونَ لِكَيْ يَرَوْكِ عَزِيْزَةً=وَيُسَارِعُونَ لِخَوْضِ خَيْرِ سِبَاقِ
سَأُلَمْلِمُ الْأَشْوَاقَ مِنْ أَحْدَاقِهِمْ=وَأُلَمْلِم الْأَحْلَامَ مِنْ أَحْدَاقِي
لَا بُدَّ مِنْ عَودٍ إِلَيْكِ مُتّوَّجًا=بِالنَّصْرِ وَالتَّوْفِيْقِ وَالْإِشْرَاقِ
حَتَّى وَإِنْ قَطَعُوا إِلَيْكِ شَوَارِعِي=حَتَّى وَإِنْ سَدُّوا إِلَيْكِ زُقَاقِي
حَتَّى وَإِنْ زَادَ الْحِصَارُ وَأَغْلَقُوا=كُلَّ الْدٌّرُوبِ وَهَدَّمُوا أَنْفَاقِي
سَأَجِيْءُ مِنْ صَنْعّاء مِن قُرْطَاج مِنْ=كُلِّ الجِهَاتِ مُحَمَّلًا أَشْوَاقِي
هَيَّا احْضُنِيْنِي وَاحْتَوِيْنِي إِنَّنِي=مِنْ دُوْنِ وَصْلِكِ لَيْسَ لِيْ مِنْ بَاقِ
لَا بُدَّ أَنْ آوِي إِلَيكِ مُعَانِقًا=وَمُقَدَّرٌ لِلْطَّالبِينَ تَلَاقِ
فَأُعَالِجُ الشَّوْقَ الَّذِي يَجْتَاحُنِي=بِصَلَاةِ شُكْرٍ فِيْكِ يَا تِرْيَاقِي

د. مختار محرم
11-03-2011, 09:30 AM
اسْتِغَاثَة مِنَ الْمَشْرِق

سَيِّدَتِي إِيْزِيسْ ..
فِيْ عَالَمِ الْأَمْوَاتِ وَالنِّيَامْ
فِي شَرْقِنَا التَّعِيْس
قَدْ أُنْهِكَتْ أَفْوَاهُنَا مِنْ كَثْرَة الْكَلَام
وَفِي مَناَمِنَا مَلَلْنَا شِدَّةَ الْمَسِيْر
نَعِيْشُ فِي قُبُورِنَا
نَعْتَلِفُ الْأَحْلَامَ كَالْحَمِيْر
وَلَمْ يَعُدْ يَشْغَلُنَا شَيْءٌ سِوَى
نُعُوْمَةِ اللَّحْدِ أَوِ السَّرِير!!!
...
سَيِّدَتِي إِيْزِيْس ..
جِرَاحُناَ الَّتِي تُثَارُ لَا تَثُور
والْبَرْزَخُ الَّذِي
نَحْيَاهُ فِي الْقُبُورْ ..
عَذَابُهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ جَنَّةٍ
يَمْلَؤُهَا السَّرَابُ بالْحُبُور
وَصَارَتِ الْمَذَلَّةُ الَّتِي
يَخَافُ جَوْرَهَا الْأَحْيَاءُ فِي حَيَاتِهِمْ
تَمْنَحُنَا السُّرُور !!
وَ فِي زُقَاقِنَا الْفَسِيْح
نَسْجُدُ بِالْأُلُوف
لِصَاحِبِ السُّلْطَان
زَعِيْمِنَا فِي عَالَمِ الْبُهْتَان
مُضِلِّنَا إِبْلِيْس
نَقْصِدُهُ مِنْ كُلِّ أَرْجَاءِ الدُّنَا
وَبَعْدَ أَنْ نَطُوفْ
تَذْبُلُ كُلُّ فِكْرَةٍ بَاقِيَةٍ فِيْ فِكْرِنا وتَنْتَحِرْ
لِأَنَّنَا نَشْرَبُ مَعْ عَدُوِّنَا
نَخْبَ انْتِصَارِهِ عَلَى فُرْسَانِنِا فَنَخْتَمِرْ
وَنُسْكِرُ السُيُوف
وَنَقْرَعُ الْأَجْرَاسَ والدُّفُوْف
وَنَنْحَرُ الْأَحْلَامَ والصُّوَر
وَنَذْبَحُ الْبَشَرْ
أُضْحِيَةً لِيَسلَمَ الْخَرُوف
...

وَفِي الظَّلَام
يَجْلِسُ شَاعِرٌ جَرِيحْ ..
يُشْعِلُ فِي مَنْزِلِهِ الْحَقِيْر
بَقِيَّةَ الشَّيْء الَّذِي يَدْعُونَه (الضَّمِيْر)
لِتَسْتَنِيرَ رُوحُه
- إِذْ أَنَّ جِسْمَهُ الْقَرِيحْ
أَوْصَالُهُ غَارِقَةٌ فِي نَوْمِه
وَمَوْتِهِ وَقَبْرِهِ الْمُرِيحْ –
وَتَحْتَ ضَوْئِهِ يَدْعُوِكِ .. يَسْتَجِيْر ..
قَدْ أَوْدَعَتْهُ قَسْوَةُ الْأَيَّامِ سِجْنَهُ الْصَّغِيْر
يُرِيْدُ أَنْ يَهْتِفَ .. أَنْ يَصِيْح
لَكِنَّه يَعْرِفُ أَنَّ مَا يُرِيْدُهُ.. حَرَام
مَاذَا يُقَالُ عَنْهُ يَوْمًا
لَوْ يُرَى يَرْتَكِبُ الْحَرَامْ ؟!!
فَيُطْلِقُ العِنَانَ لِلْقِدِّيْس..
وَأَنْتِ تَعْرِفِيْنَهُ حَقًّا
فَكَمْ نَادَاكَ يَا إِيْزِيْس ..
بِنَبْرَةٍ مَكْتُوْمَةٍ يَسْمَعُهَا الْأَصَمّ
تَسْمَعُهَا آَذَانُنُا سِرًّا فَلَا نَفْهَمْ
تُبْصِرُهَا عُيُوْنُنَا حِبْرًا بِلَوْنِ الدَّم
لَكِنَّنَا مَوْتَى فَلَا نُدْرِكُ أَوْ نَهْتَم
فَيُطْلِقُ العِنَانَ لِلْقَلَم !
يَقُوْلُ يَا سَيِّدَتِي إِيْزِيْس
يَا رَبَّةَ الْإِلْهَامِ يَاأُسْطُوْرَةً
جَلِيْلَةَ التَّقْدِيْس
فَلْتُعْلِنِي الشُّرُوقْ
وَلْتُرْجِعِي الْحَيَاةَ وَالصَّحْوَ إِلَى الْعُرُوقْ
هَيَّا ازْرَعِي تُرَابَنَا
بِالْوَرْدِ .. بِالشَّقِيْقِ .. بِالْعَبَّاد !!
وَلتَمْلَئِي السَّمَاء مِنْ رَمَادِ مَوْتِنَا الْمَحْرُوق
فَكُلُّنَا يَا رَبَّةَ الْإِلْهَام
حَبِيْبُكِ الْمُنْتَظِرِ الْمَشٌوقْ
أُوْزِيْرِيْس !!

د. مختار محرم
14-03-2011, 11:21 PM
تُعَاتِبُنِي
تُعَاتِبُنِي وَتَنْصِبُ ظِلَّ مَشْنَقَتِي وَتَصْلِبُنِي
تُحَاصِرُنِي بِأَمْوَاجٍ أُغَالِبُهَا فَتَغْلِبُنِي
تُعَاتِبُنِي وَتَنْسَى أَنَّ سُوءَ الظَّنِ يُتْعِبُنِي
وَتَنْسَى أَنَّهَا صَارَتْ حَيَاتِي أَصْبَحَتْ وَطَنِي
وَأَنَّ مَدَامِعِي تُحْيي اِبْتِسَامَتَهَا وَتَسْلِبُنِي
تُعَاتِبُنِي وَتَنْسَى أَنَّنِي فِي عَتْمَةِ الزَّمَنِ
زَرَعْتُ الشَمْسَ أَلْوانًا وَأَسْكَنْتُ الهَوَى مُدُنِي
جَمَعْتُ الشَّوقَ أَطْوَاقًا مِنْ الآلَامِ تَعْصرُنِي
وَبَعْدَ الصَّبْرِ وَالْأَحْزَانِ وَالآلامِ تَسْكُنُنِي
إِذَا لَاحَتْ ثَوَانٍ مِنْ تَلَاقَيْنَا .. تُعَاتِبُنِي
...
تَنَاسَتْ أَنَّنِي حَارَبْتُ كَي أَحْظَى بِهَا قَسْرَا
وَأَنِّي فِي اِنْتِظَارِ الْوَصْلِ أَرْهَقْتُ الْهَوَى صَبْرَا
حَمَلْتُ غَرَامَهَا قَيْدًا يُكَبِلُ مُهْجَتِي دَهْرَا
وَطُفْتُ بِحُبِهَا الأَمْصَارَ .. صُغْتُ عَوَاطِفِي شِعْرَا
وَعِشْتُ أُسَابِقُ الأَحْلَامَ أَرْقُبُ فِي الْمَدَى نَصْرا
أَرَاهَا نَبْضَ أَوْرِدَةٍ بِهَا أَسْتَلْهِمُ البُشْرَى
أَرَاهَا فِي دَمِي شَمْسًا تَبُثُّ جَوَانِحِي فَجْرَا
أَرَى أُسْطُورَةً لِلحُسْنِ تَنْثِرُ مُهْجَتِي نَثْرَا
أَلَاحِقُ بَعْدَهَا الْغَايَاتِ مِنْ دُنْيَا إِلَى أُخْرَى
تُعَاتِبُنِي.. وَتَنْسَى أَنَّنِي أَحْيَا عَلَى الذِّكْرَى
...
خُلُودِي فِي دُرُوبِ الْحُبِ عُنْوَانُ اِحْتِضَارَاتِي
أَعَيْشُ عَلَى رَنِينِ الْوَعْدِ قَالَتْ: رُبَّمَا آتِي
جَمَعْتُ مَشَاعِرَ الْعُشَاقِ فِي بَوحِ اِنْكِسَارَاتِي
تَرَكْتُ الْكَونَ مِنْ خَلْفِي وَجِئْتُ إِلَيكِ مَولَاتِي
أَدْثِرُ فِي سَمَاءِ الصَّمْت وَالذِّكْرَى مُعَانَاتِي
تُصَاحِبُنِي نُجُومُ السُّهْدِ كَمْ تَهْوَى مُوَاسَاتِي
تُحَدِثُنِي عَن الْعُشَّاقِ مِنْ قَبْلِي وَعَنْ ذَاتِي
وَأَسْمَعُ هَمْسَ لَهْفَتِهَا وَتَسْمَعُهَا حِكَايَاتِي
وَأُشْعِلُ مِنْ أَشِعَّتِهَا تَرَاتِيلَ انْطِفَاءَاتِي
فَكَيْفَ أَتُوهُ فِي الدُّنْيَا وَتُرْشِدُنِي مَتَاهَاتِي
...
هِيَ الشَّمْسُ الَّتِي دَومًا عَلَى أَنْوَارِهَا أَحْيَا
هِيَ الفَرْحُ الَّذِي يَجْتَاحُنِي شَوقًا إِلَى لُقْيَا
دَوَامُ النُّورِ فِي عُمْرِي.. خُلُودُ الْحُبِ فِي الدُّنْيَا
هِيَ الْأَنْهَارُ وَالْأَزْهَارُ وَالْغَيْمَاتُ وَالسُّقْيَا
هِيَ الْمَنْفَى الَّذِي مِنْ حُسْنِهِ أَسْتَعْذِبُ النَّفْيَا
حَقِيْقَةُ لَهْفَتِي لِلْحُلْمِ .. حُلْمٌ صَادِقُ الرُّؤيَا
حَمَلْتُ الشَّوقَ أُغْنِيَةً قَصَدْتُ دِيَارَهَا مَشْيَا
دُرُوبُ الشَّوقِ تَطْوِي أُمْسِيَاتِ مَلَامِحِي طَيَّا
أُنَادِي يَا مُعَذِبَتِي وَأَسْمَعُ فِي صَدَاهَا .. يَا
وَأَنْقُشُ بِالْخُطَى رَسْمَا لَقَدْ ذَابَ الَهَوَى سَعْيَا..

د. مختار محرم
20-03-2011, 09:02 PM
حُضُور
حَضَرَ الَّذِيْن أُحِبُّهُم أَمْ غَابُوا
مَا عَادَ يَعْنِيْنِي فَهُمْ أَحْبَابُ
فَلَقَدْ أَتَوْا فِي كُلِّ طَيْفٍ زَارَنِي
وَلَقَدْ أَقَامُوا فِي الْقَصِيدِ وَذَابُوا
وَاسْتَوْطَنُوا بِخَوَاطِرِي وَنَوَافِذِي
لَحْنًا يَهِيْمُ بِسِحْرِهِ زِرْيَابُ
أَنَا فِي هَوَاهُمْ قِصَّةٌ أَحْدَاثُها
لَا يَحْتَوِيْهَا فِي الزَّمَانِ كِتَابُ
فَهُمُ الْخُلُودُ وَكُلُّ حَيٍّ زَائِلٌ
وَهُمُ الْوُجُودُ وَإن أَلَمَّ غِيَابُ
وَهُمُ اشْتِيَاقِي لِلِّقَاءِ وَلَهْفَتِي
وَهُمُ الْحَيَاةُ وَغَيْرُهُمْ أَغْرَابُ
سَأَعِيْشُ فِي الذِّكْرَى أُلَمْلِمُ فَرْحَتِي
وَبِهَا سَأَلْقَاهُمْ إِذَا مَا آبُوا
يَا لَائِمِي فِي الْحُبِّ خَلِّ مَلَامَتِي
فِي بَعْضِ حُبٍّ لَا يُفِيدُ عِتَابُ
لَو ذُقْتَ مِنْ قَبْلِي هَوًى لَعَذَرْتَنِي
إِنَّ الْهًوَى يَا صَاحِبِي غَلَّابُ!

د. مختار محرم
23-03-2011, 12:55 AM
عِشْقُ الْخَيَال
مَالَ الْفُؤَادُ عَلَى الْأَقْدَاحِ نَشْوَانَا
كَأَنَّهُ عَاشَ طُولَ الْعُمْرِ ظَمْآَنَا
يَحْكِيْ وَيَحْسَبُ كُلَّ النَّاسِ تَسْمَعُهُ
كَأَنَّهُ مَا رَأَى مِنْ قَبْلُ نُدْمَانَا
تَلَوَّنَتْ فِي ظَلَامِ اللَّيلِ أَخْيِلَتِي
وَلَوَّنَتْ مِنْ خَيَالِ الصُّبْحِ أَلْوَانَا
كَأَنَّنِي فِي رِيَاضِ الْحُبِّ طَائِرُهَا
أَشْدُو وَأَخْتَارُ لِلْأَنْغَامِ أَغْصَانَا
بَلَابِلُ الرَّوْضِ فِي حبٍ تِشَارِكُنِي
شَوْقِي فَنَعْزِفُ لِلْأَحْلَامِ ألحانا
وأَنْجُمُ اللَّيْلِ نَادَتْنِي أَشِعَّتُهَا:
عُدْ مِنْ ضَيَاعِكَ قَدْ تَهْدِيكَ إِحْدَانَا
عُدْ أَيُّهَا التَّائِهُ الْمِسْكِينُ عَالَمْنَا
كَمِ اشْتَكَيْتَ لَنَا فَاسْمَعْ لِشَكْوَانَا
أَجَبْتُ يَا رِفْقَتِي بِالْأَمْسِ غَادَرَنِي
تِيْهِي وَمَا عُدتُ بَعْدَ الْيَومِ هَيْمَانَا
إِنِّي اهْتَدَيْتُ إِلَى الدُّنْيَا وَرَوْعَتِهَا
وَصِرْتُ وَالشَّوقُ والْأَحْلَامُ جِيْرَانَا
صَوتٌ مِنَ الْجَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَيْقَظَنِي
هَمْسًا حُوَيْرِيَّةٌ جَاءَتْ لِدُنْيَانَا
رَسَمْتُ مِنْ صَوْتِهَا الْفَتَّانِ صُوْرَتَها
كَخَيْرِ مَا أَبْدعَ الْخَلَّاقُ مَوْلَانَا
الشَّمْسُ مِنْ نُّوْرِهَا تَخْبُو وَعَيناهَا
بَحرٌ تَلُوحُ لَهُ الْأَجْفَانُ شُطْآنَا
رُمُوشُ مُقْلَتِهَا النَّجْلاءَ قَاتِلَةٌ
تَرْمِي السِّهَام وَتُصْلِي المَوتَ فُرْسَانَا
وَلَو أَطَلَّتْ عَلَى الدُّنْيَا بِطَلْعَتِهَا
لَأَطْرَقَ النَّاسُ إِكْبَارًا وَإِذْعَانَا
لَطِيْفَةٌ عَذْبَةُ الْأَنْفَاسِ فَاتِنَةٌ
سَحَابَةٌ غَيْثُهَا بِالْحُبِّ دَاوَانَا
غَزَالَةٌ مِنْ صَنِيْعِ الْحُلْمِ هِمْتُ بِهَا
وَرُحْتُ أَرْسُمُهَا شِعْرًا وَأَوْزَانَا
سَبَتْ فُؤَادِي بِسِحْرِ الصَّوتِ فَانْطَلَقَتْ
رُوحِي وَمَا كَانَ مِنْ أَحْلَامِهَا كَانَا
وَغَادَرَ الْقَلْبُ صَدْرِيْ قَاصِدًا وَطَنًا
وَمَا عَلِمْتُ لَهُ مِنْ قَبْلُ أَوْطَانَا
كَمْ حَاوَلَ الْعَقْلُ أَنْ يَثْنِي رَوَاحِلُهُ
فَلَمْ يُطِعْهُ وَقَالَ: الْوَقْتُ قَدْ حَانَا
فَقَالَ عَقْلِي: جُنُونُ الْعِشْقِ يَقْتُلُنِي
وَلَيتَ لِي فِي دُرُوبِ الْعِشقِ سُلْطَانَا
صَدَّقْتُ قَلْبِي لِأَنَّ الْحُبَّ يَأْمُرُنِي
مَنْ يَسْتَطِيعُ لِأَمْرِ الْحُبِّ عِصْيَانَا؟!
أُحَدِّثُ النَّفْسَ عَنْ صَمْتٍ أَلَمَّ بِهَا
قَدْ صِرْتَ يَا أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ إِنْسَانَا
تَبْكِي وَتَضْحَكُ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ فَرَحٍ
وَتَمْلَأُ الْكَوْنَ آَمَالاً وَأَشْجَانَا
وَحِيْنَمَا صَارَتِ الْأَحْلَامُ تَحْكُمُنِي
أَدْرَكْتُ قَوْلًا بِهِ "بَشَّارُ" دَاوَانَا
فَالصَّوتُ يُعْشَقُ حِيْنًا قَبْلَ صَاحِبِهِ
(وَالْأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ الْعَينِ أَحْيَانَا)

د. مختار محرم
29-04-2011, 11:57 PM
رَسَائِلُ هَجْرٍ فِي عِيدِ مِيلادٍ
(1)
عِيدُكِ عَادْ
جَاءَ الْيَوم عَلَى المِيعَادْ
فَتَجَمَّعْتُ مِنْ الأَغْمَاد
وَتَخَلَّصْتُ مِنْ الأَصْفَاد
وَنَثَرْتُ النَّشْوَةَ وَالبَهجَةَ كَرَمَادٍ
فِي كُلِّ بِلادْ
عَشْرُ تَرَاتِيلٍ أَذْرِفُهَا
عِنْدَكِ فِي عِيدِ المِيلَادْ.

( 2 )
تَارِيخُ اليَومْ
ذَكَّرَنِي بِزَمَانٍ حَرَّمْتُ عَلَى أَجْفَانِي فِيهِ النَّوم
هُوَ تَارِيخٌ أَقْتَصُّ بِهِ
مِنْ كُلِّ ظَلَامِكِ سَيِّدَتِي
هُوَ تَارِيخٌ أَدْفِنُ فِيهِ تَرَانِيمِي ..
أُفْنِي أَزْمِنَتِي
هُوَ تَارِيخٌ أَتَمَزَّقُ فِيهِ
أُعَاتِبُنِي وَأَزِيدُ اللَّوم
كَمْ أَحْفَظُهُ فِي كُلِّ سِنِيِّ الحُبِّ
وَكَمْ أَنْسَاهُ اليَوم
تَارِيخُ اليَوم

( 3 )
بُثِّي أَحْزَانِي يَا أَقْلام
مَحْبُوبِي غَادَرَ ذَاتَ ظَلام
فِي عُمْرِي تَتَهَاوَى الأَحْلَام
أَتَفَتَّقُ مِنْ رَحْمِ الآلام
وأنادي في صمت الأيام
مَنْ سَأُهَنِّئُ فِي هَذَا العام

( 4 )
فِي عِيدِ مِيلادِكِ لَنْ تَسْعَدِي
فَلَنْ أَقُولَ اليَومَ ( ( happy birth day


( 5 )
بِاسْمِ الحُبِّ
كُنَّا نَخْدَعُ أَنْفُسَنَا
بِاسْمِ الحُبِّ
كُنَّا نَجْلِدُ كُلَّ مَعَاِني الحُبِّ وَنَجْلِدُنَا مَعَنَا
ضِعْنَا فِيهِ وَضَيَّعْنَاهْ
ْتهُنْاَ بَحْثًا عَنْ مَعْنَاهْ
وَنَسِينَاه
لَكِنَّ الحُبَّ المِسْكِينَ لَا يَنْسَانَا
فِي ذِكْرَى مِيلادِكِ صَمَّمَ أَنْ يَذْكُرَنَا
جَاءَ يُلَمْلِمُ كُلَّ حُرُوفٍ ضَاعَتْ فِي أَوْهَامِ هَوَاكِ
وَيُذَكِّرُنِي أَنْ أنْسَاكِ

(6)
كُلُّ عَامٍ وَأَنْتِ بَعِيدَة
وَالفِرَاقُ يُلَمْلِمُ عِيدَه
وَالغَرَامُ الِّذِي غَابَ عَنَّا
لا نُحَاوِل أَنْ نَسْتَعِيدَه
وَهَوَىً عَاشَ دَهْرًا بِقَلْبِي
قَدْ قَطَعْتُ بِكَفِّيْ وَرِيدَه
كُلُّ عَامٍ وَقَلْبِي يُفَتِشُ
عَنْ َمَعَالِمِ حُبٍّ جَدِيدَة
لا أُجِيدُ البُكَاءَ وَحَرْفِي
بِتَحَدٍّ نَوَى أَنْ يُجِيدَه
إِنَّنِي أَلْفِظُ اليومَ حُبِّي
فِي مَسَاءَاتِ تِلْكَ العَنِيدَة
فِي اِحْتِفَالاتِ عِيدِكِ أَهْذِي
كُلُّ عَامٍ وَأَنْتِ بَعِيدَة

(7)
بَينَ آلامٍ وَغَصَّة
وَابْتهَالاتِ فُؤادٍ جَاهِلٍ ضَيَّعَ حِرْصَه
لَمْ يَعُدْ لِي فِي زَوَايَا العِشْقِ حِصَّة
رَقَصَ الحُبُّ عَلَى بَابِ النَّوَى
آخِرَ رَقْصَة
اِذْهَبِي أَيَّ مَكَانٍ
وَارْتَقِي أَيَّ مَنَصَة
وَاَزْرَعِي فِي عُمْرِكِ الذَّاهِبِ غَيرِي
عَلَّهُ يُكْمِّلُ نَقْصَه
وَابْحَثِي بَينَ قَوَامِيسِ الهَوَى
عَنْ عَالِمٍ لِلحُبِّ
قَدْ يَعْطِيكِ لِلنِّسْيَانِ رُخْصَة
لَمْ يَعُدْ لِلحُبِّ فِي قَلْبِي بَرِيقْ
لَمْ يَعُدْ لِلشَّوقِ
فِي سَاعَاتِنَا أَيَّ طَرِيقْ
عِيدُ مِيلادِك كَانَ اليَومَ
لَكَنِّي تَعَمَّدْتُ بَأَنْ أَنْسَاهُ يَذْوِي
بَينَ آلامٍ وَغَصَّة
عِنْدَمَا ضَيَّعْتِ يَا سَيِّدَتِي ..
آخِرَ فُرْصَة


(8)
أَعَوامٌ مَرَتْ لَسْتِ مَعِي
ذِكَرَى مِيلادِكِ سَوفَ تمَرُّ اليومَ
وَلَنْ أُهْدِيَكِ بِهَا إِلا وَجَعِي
اِسْتَمِعِي إِنْ شِئْتِ لِقَولِي
سَيِّدَتِي أَو لا تَسْتَمِعِي
إِنِّي أَحْبَبْتُكِ حُبًّا مَا سَاوَانِي فِيهِ
جمِيلُ بُثَينٍ وَلا المَجْنُونُ
وَلَسْتُ دَعِي
وَنَسِيتُ النَّومَ لأعوامٍ
وَزَرَعَتُ الشوكَ بِمُضْطَجَعِي
لَمْ أَتَوَقَعْ فِي ذَاتِ جُحُودٍ مِنْ حُبِّي أَنْ تَقْتَنِعِي
أَعَوامٌ مَرَّتْ .. لَسْتِ مَعِي
ذِكَرَى مِيلادِكِ سَيِّدَتِي سَتَمُرُّ اليومَ عَلَى أَشْلائِي
قَدْ تَتَذَكَّرُهَا قِطَعِي
لَكِنِّي حَتْمًا لَنْ أَحْضُرْ..
سَأَقُولُ كَمَا قُلْتِ بِذِكْرَى مِيلادِي ..
عَفْواً لَمْ أَذْكُرْ
مَعْذِرَة حَقًا لَمْ أَذْكَرْ
-أَوَ أُذْكُرُ مِيلادَكِ وَجَعِي؟؟!!!

(9)
فِي عِيدِ مِيلادِ جَرحِي ... هَنَّأْتُ كُلَّ جِرَاحِي
لَبِسْتُ حُزْنِي وَصَمْتِي ... خَلَعْتُ ثَوبَ صَبَاحِي
وَصِرْتُ كَالطَّير أَشْدُو ... قَصَّ الزَّمَانُ جِنَاحِي
أَهْذِي بِصَوتٍ كَسِيرٍ ... يا ليلُ أَطْلِقْ سَرَاحِي
إِنَّكِ سَكِرْتِ بِدَمْعٍ ... مُرٍّ يُكِدِرُ رِاحِي
وَكْنْتُ فِي كُلِّ يَومٍ ... أُهْدِيكِ ذُلَّ اِكْتِسَاحِي
وَكَمْ بَكَتْنِي اللَّيالِي ... دَمْعًا بِلَوْنِ الْاَقَاحِ
وَحِيْنَ خُضْتْ حُرُوبَ الْـ ... هَوَى رَمَيْتُ سِلَاحِي
وَحَيرَتِي لَمْ تَذَرْنِي ... وَلَمْ تَذَرْ لِي صَبَاحِي
فِي عِيدِ مِيلادِ جَرحِي ... أُهْدِي إِلَيْكَ اِقْتِرَاحِي
تَعَالَ فِي كُلِّ عَامٍ ... يَا جُرْحُ وَانْكَأْ جِرَاحِي

(10)
يَا ليالٍ مَحَوتُهَا مِنْ حَيَاتِي ... مِنْ أَسَاهَا تَطَهَّرَتْ ذِكْرَيِاتِي
كَمْ ذَرَفَتُ الجِراحَ بُشْرًا بِمَوتِي... وَنَثَرْتُ الورودَ عِنْدَ رفَاتِي
عِيدُ مِيلادِكِ اِسْتَفَزَّ دُمُوعِي ... كُلُّ عَامٍ وَأَنْتِ لَسْتِ فَتَاتِي

د. مختار محرم
07-05-2011, 01:26 AM
يوميّات الحبّ

حُوْرِيَّةٌ فِي ثَغْرِهَا الْوَضَّاءِ تَخْتَالُ ابْتِسَامةْ
فِي كُلِّ حُسْنٍ لَاحَ لِي يَوْمًا أَرَى مِنْهَا عَلَامَة
هَيْفَا كَغُصْنِ الْبَانِ بَلْ فَاقَتْ بِقَامَتِهَا قَوَامَهْ
وَجْهٌ لَهَا كَالسِّفْرِ تُتْلَى فِيْهِ آَيَاتُ الْوَسَامَة
وَجْهٌ وَرَاءَ خِمَارِهَا كَالْبَدْرِ تُخْفِيهِ الْغَمَامَة
وَإِذَا بَدَتْ فِي الَّليْلِ يَمْحُو نُوْرُ طَلْعَتِهَا ظَلَامَهْ
مِنْ حُبِّهَا كَمْ كُنْتُ أَدْعُو اللهَ أَرْجُوهُ السَّلَامَة
لَكِنَّهَا سَبَت الْفُؤَادَ بِلَحْظِهَا مَلَكَتْ زِمَامَه
فَغَدَا يَهِيمُ بِحُبِّهَا لَمْ يَسْتَمِعْ فِيْهَا مَلَامَة
مَلَّكْتُهَا عُمْرِي وَأَرْجُو قُرْبَهَا يَوْمَ الْقِيَامَة
...

أَنَا فِي هَوَاهَا تَائِهٌ إِنْ فَكَّرَتْ فِي الْبُعْدِ عَنِّي
صَارَتْ حَيَاتِي سَاعَةَ اللُّقْيَا وَأَيَّامَ التَّمَنِّي
إِنْ وَاعَدَتْنِي خِلْتُ دُنْيَايَ ارْتَوَتْ مِنْ كُلِّ فَنِّ
أَنْسَى إِذَا قَابَلْتُهَا كَرْبِي وَآَلَامِي وَحُزْنِي
وَأَقُولُ إِنِّي مَثْلَهَا فِي الْحُسْنِ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي
أُصْغِي لِحُلْوِ كَلَامِهَا تَحْكِي كَعُصْفُورٍ يُغَنِّي
وَأَغَارُ مِنْ قَدَحٍ يُصَافِحُ ثَغْرَها وَيَغَارُ مِنِّي
وَإِذَا سَأَلْتُ لِمَ الْحَيَاةُ بِقُرْبِهَا كَجِنَانِ عَدْنِ؟؟
قَالَتْ بِصَوْتٍ سَاحِرِ الْأَنْغَامِ أَخَّاذٍ لِأَنِّي
أَنَا يَا حَبِيْبِي حِيْنَ جِئْتُ وَهَبْتُهَا مِنْ بَعْضِ حُسْنِي
...
حَاوَلْتُ ذَاتَ قَصِيْدَةٍ وَصْفًا لِدُنْيَاهَا الْجَمِيْلَة
فَكَتَبْتُ شِعْرًا صَامِتًا لَمْ يَرْوِ فِي قَلْبِي غَلِيْلَه
أًدْرَكْتُ أَنَّ بَلَاغَةَ الشُّعَرَاءِ مَا زَالَتْ ضَئِيلَة
كُلُّ الْقَصَائِدِ وَالْحُرُوفِ أَمَامَهَا تَبْقَى قَلِيْلَة
أَحْيَا أُنَاجِي طَيْفَهَا شِعْرًا وَنَثْرًا أَشْتَكِي لَه
وَأَبُثُّ فِي صَمْتِ الْمَسَاءِ مَشَاعِرًا حَرَّى عَلِيْلَة
يَا مَنْ مَلَأْتِ دَفَاتِرِي دَمْعًا وَأَشْوَاقًا طَوِيْلَة
وَسَكَنْتِ قَلْبًا مَا لَهُ يَوْمًا عَلَى الْهُجْرَانِ حِيْلَة
مُنِّي عَلَيَّ بِبَسْمَةٍ أَغْفُو بِهَا فِي كُلِّ لَيْلَة
تَبْقَى حَيَاتِي دُوْنَ وَعْدٍ بِالتَّلَاقِي مُسْتَحِيْلَة
...
أَشْكُو هُمُومِي لِلْمَسَاءِ بِلَهْجَةٍ تُشْجِي الْخَوَاطِر
وَأَبُوحُ لِلْكَلِمَاتِ وَالْأَوْرَاقِ عَنْهَا وَالدَّفَاتِر
تِلْكَ اللَّطِيْفَةُ كَيْفَ صَادَتْنِي؟ يَظَلُّ الْقَلْب حَائِر
خَمْرِيَّةُ الْأحْدَاقِ فِي آَفَاقِ مُقْلَتِهَا أُسَافِر
مَمْشُوقَةُ الْقَدِّ النَّحِيْلِ جَمِيْلَةٌ تَسْبِي السَّرَائِر
أَشْتَاقُ للثَّغْرِ النَّدِيِّ وَلِلْخُدُودِ وَلِلضَّفَائِر
أَنْسَى بِلُقْيَاهَا جِرَاحَ الْبُعْدِ فِي دِفْءِ الْمَشَاعِر
وَأُعَانِقُ الْحُسْنَ الَّذِي فِي رَوْعَةِ الْعَيْنَيْنِ ظَاهِر
لَوْلَا ضِيَاؤُكِ يَا هُدَايَ لَمَا نَوَيْتُ بِأَنْ أُغَامِر
لَوْلَاكِ يَا عِطْرَ الْقَصِيْدِ لَمَا دُعِيْتُ هُنَا بِشَاعِر
...
شَرْقِيَّةُ الْأَوْصَافِ صَنْعَانِيَّةُ الْفَمِ وَالْمَآَقِي
عَنْ وَصْفِهَا وَعَنِ اسْمِها دَوْمًا يُسَائِلُنِي رِفَاقِي
فَأَقُولُ تِلْكَ مُغِيْرَةُ الْوَرْدِ المُزُيِّنِ لِلسَّوَاقِي
وَأَقُولُ تِلْكَ غَزَالَةٌ لَمْ تُبْقِ مِنْ سَلْوَايَ بَاقِي
وَأَقُولُ تِلْكَ فَنَارُ طُهْرٍ فِي مَتَاهَاتِ النِّفَاقِ
أَدْمَنْتُ طِيْبَ وِصَالَهَا فَهَتَفْتُ فِي لَيْلِ الْفُرَاقِ
أَحْكَمْتِ بِالْأَلْحَاظِ يَا فَتَّانَةَ الْوَادِي وَثَاقِي
قَدْ صِرْتُ أَهْذِي فِيْ بُعَادِكِ أَرْتَجِي يَوْمَ التَّلَاقِي
وَأَعِيْشُ أَيَّامِي أُضِيءُ الدَّرْبَ مِنْ نَارِ احْتِرَاقِي
رُدِّيْ فُؤَادِي إِنَّنِي قَدْ تُهْتُ فِي بَحْرِ اشْتِيَاقِي
...
إِنْ خَاصَمَتْنِي صَارَتِ الْأَفْكَارُ مِنْ حَوْلِي سُجُونِي
وَخَيَالُهَا يَبْدُو يُعَابِثُ عَبْرَةً تَكْوِي جُفُونِي
يُشْجِي الْمَسَا قِيْثَارُ قَلْبِي يُزْعِجُ الدُّنْيَا سُكُونِي
وَيَصِيْحُ صَمْتِي قَائِلًا لِطُيُوفِهَا لَا لَمْ تَخُونِي
إِنِّي كُثيِّرُ أَوْ جَمِيْلُ فَعَزِّةً أّوْ بُثْنَ كُوْنِي
وَأَنَا الْمُعَذَّبُ قَيْسُ يَا لَيْلَايَ فِي دَرْبِ الْجُنُونِ
إِنِّي أُوتِيلُّوْ فَاغْمُرِي قَلْبِي بِحُبٍّ دَيْدَمُونِي
وَتَذَكَّرِي إِنْ غَابَ طَيْفِي عَنْكِ إِنْ لَمْ تَذْكُرِيْنِي
أَحْزَانَ مَجْدُوْلِيْنَ إِذْ أَبْكَتْ ظِلَالَ الزَّيْزَفُونِ
لَا تَرْحَلِي عَنِّي وَعُوْدِي لِي فَلَنْ تَحْيَيْ بِدُونِي

د. مختار محرم
12-05-2011, 08:38 PM
هَبَاءْ
خَابَ ظَنِّي
وَبَدَا مِنْكِ التَّجَنِّي
هَذِهِ الْأَشْعَارُ لَمْ تَشْفَعْ لِأَشْوَاقِي
وَلَمْ تُنْبِئْكِ عَنِّي
لَمْ يُؤَثِّرْ فِيْكِ إِحْسَاسِي وَفَنِّي
ضَاعَتِ الْأَوْرَاقُ والْأَسْطُرُ
وَالْأَحْرُفُ
وَالْأَحْلَامُ فِي أَمْوَاجِ حُزْنِي
وَتَلَاشَتْ فِي مَتَاهَاتِك أَشْعَارِي
وَأَعْيَيْتِ شَيَاطِيْنِي وَجِنِّي
وَالدَّوَاوِينَ الَّتِي أَبْحَثُ فِيْهَا عَنْكِ
أَو أَبْحَثُ عَنِّي
وَلَيَالٍ غَادَرَتْ عُمْرِي وَسِنِّي
وَزَمَانًا عِشْتُ فِيْهِ حَوْلَ دُنْيَاكِ أُغَنِّي
هَكَذَا !! .. خَيَّبْتِ ظَنِّي؟؟
أَنْتِ لَا تَدْرِيْنَ أَنِّي
عِنْدَمَا أَكْتُبُ شِعْرًا لِفَتَاةٍ
ذَاكَ إِعْلَانٌ صَرِيحٌ
أَنَّهَا قَدْ مَلَكَتْنِي..
جَرِّبِي ذَاتَ مَسَاءٍ
غَازِلِيْنِي
وِاكْتُبِي لِي شَطْرَ بَيْتٍ
وَخُذِي مَا شِئْتِ مِنِّي

د. مختار محرم
05-06-2011, 12:58 AM
قصيدة للشاعر الحر عمار الزريقي
هل تعلم ؟!


استبسلي يا نقطة (الأزرقين )
ذوبي دفاعاً عن (أبي خصيتين)
جلّّ اسمُه – سبحانه - حاكماً
يمتازُ عن أترابِهِ مرّتين
إذ حارةُ السبعينَ في عهدِهِ
تمدّ ساقَيها إلى (الحيمتين)
صنعاءُ من آياته دولةٌ
في إبطها ما يشبه الدولتين
من شاء أن يحيا كريماً بها
آتاهُ من رشاشِهِ طلقتين
يميتُ لا يُحيي ، ومن فضلِهِ
في اليوم يلقي نحوكم كذبتين
****
بل عجبوا أن جاءهم شاهدٌ
من أهلِهِ يلغي له الفترتين
ويقلعُ العدّاد من أصلِهِ
ليستقيمَ الأمرُ في الجنّتين
كنا مشينا قبله خطوةً
فردّنا أعقابنا خُطوتين
وأمّهُ سبعون أزواجُها
ومِثْلُهم عُشّاقُها مرّتين
يُرَفْرِفُ التّوحيدُ في سِرّها
تحتَ شعارِ السّيفِ والنّخلتين
****



عمار الزريقي.. صنعاء – 1 يونيو 2011م


هوامش:
• نقطة (الأزرقين ): المدخل الشمالي لمدينة صنعاء الذي انتشرت فيه عشرات الجثث في اليومين الماضيين جراء القتال الشرس بين الحرس الجمهوري و القبائل المناصرة للشيخ الأحمر والتي تحاول دخول صنعاء لنصرة الأحمر.
• (أبي خصيتين): أقرب كنية للحاكم قياسا على (ذي القرنين)
• حارةُ السبعينَ: مقر إقامة الرئيس صالح
• (الحيمتين): الحيمة الداخلية والخارجية : من ضواحي صنعاء


وقد كان هذا ردي عليها




استبسلي يا نقطة (الأزرقين )


ذوبي دفاعاً عن (أبي خصيتين)
عفاش سلطان الحروب الذي
يجيد مضغ القات في الجانبين
ذاك الذي في حكمه لم نعش
إلا عذاباً واغتراباً و دَين
ترون يا أصحاب إعجازه
يلوح بين السر والركبتين
وخير إنجازاته أنها
تزداد فقرا دولة الجنتين
والنفط والغاز الذي لم نجد
شيكاته إلا له قد أتين
* * *
يقول : هذا الشعب خبزي أنا
عجنته يا عالمي باليدين
أنا الذي علمته أن يلوك
القات في أيامه مرتين
ساويتهم بالفقر حتى بدا
أهل (المُكّلا) مثل أهل (العُدَين)
خصصت للجمهور من أنعمي
لكل بيت منه دبابتين
فالعرش موهوب من الحظ لي
عوذته بالحرب من كل عين
رأيت كرسيا هنا فارغا
ولم أشارك قط في الثورتين
ألم تروا أني ملأت المدى
بعتمة البارود في ساعتين؟!!
ألم تروني كيف أغنيت من
جاؤوا إلى السبعين في جمعتين؟!
فسبحوا باسمي و صلُّوا إلى القُلَّيْس
كي أبقى لكم ركعتين
د. مختار محرم - 1/يونيه/2011م
هوامش:
المكلا والعدين منطقتان متباينتان ديموغرافيا فالمكلا منطقة في حضرموت وأهلها من كبار التجار في اليمن والخليج أما العُدين فمنطقة في إب وأهلها غالبيتهم من بسطاء الفلاحين
القليس هس الكنيسة التي بناها أبرهة الحبشي في صنعاء ليحج العرب إليها بدلا عن الكعبة ولاتزال آثارها موجودة في صنعاء القديمة

د. مختار محرم
07-06-2011, 11:23 AM
النَّــايُ الـحَزِيـنُ وأَنـا
أَنَا وَالنَّايُ الْحَزِيْن
أَصْدِقَاءٌ مُنْذُ آَلَافِ السِّنِيْن
رِفْقَةٌ يَجْمَعُنَا حُبُّ الْأَنِيْن
صَوْتُهُ فِيْ كُلِّ حِيْن
عَيْنُ مَاءٍ
تَرْتَوِي مِنْهَا قُلُوبُ التَّائِهِين
وَحُرُوفِي تَسْكُبُ الْحُزْنَ دُمُوعًا
فِي عُيُونِ الْعَاشِقِيْن
...
أَنَا والنَّايُ الْحَزِين
قَدْ خُلِقْنَا.. وَتَرَبَّيْنَا مَعَا..
وَتَعَلَّمْنَا أُصُولَ الْبَوْحِ وَالشِّعْرِ مَعَا..
وَبَكَيْنَا جَزَعَا..
وَتَقَطَّعْنَا مِنَ الْآلامِ أَيْضًا قِطَعا..
وَزَرَعْنَا جَنَبَاتِ الْكَوْنِ حُزْنًا ..
وَجَنَيْنَا وَجَعَا !!
...
أَنَا وَالنَّاي الْحَزِين
أَصْدِقَاءُ الْبُؤَسَاءْ..
مَا بِأَيْدِيْنَا زَرَعْنَا الْحُزْنَ فِيْنَا..
إِنَّهُ حُكْمُ السَّمَاء..
دَائِمًا نَمْشِي سَوِيًّا فِي دُرُوْبِ الْأَشْقِيَاء..
كَمْ لَقِيْنَا مِنْ عَنَاء!!
كَمْ تَعَذَّبْنَا وَعَذَّبْنَا الدُّمُوع..
وَمَضَيْنَا فِي بِحَارِ الْيَأْسِ
مِنْ غَيْرِ قُلُوعْ
كَمْ جُرِحْنَا وَتَدَاوَيْنَا
وَدَاوَيْنَا جِرَاحَ الضُّعَفَاء
...
أَنَا والنَّاي حِكَايَةْ...
عَاشِقَانِ.. أ
َصْبَحَا لِلْعِشْقِ آَيَة!!
لَا نَرَى الْأَحْزَانَ لِلدُّنْيَا نِهَايَة..
بَلْ نَرَى الدَّمْعَ بِدَايَة!
وَنَرَى الْآَلَامَ لِلْأَرْوَاحِ غَايَة
أَنَا والنَّاي الْتَقَيْنَا
قَبْلَ أَنْ يُوْلَدَ ظِلِّي
فَأَبِي قَدْ كَانَ قَبْلِي
يَعْشَقُ الْأَحْزِانَ والنَّايَاتِ مِثْلِي
أَيُّهَا الْعُشَّاقُ فِي كُلِّ رِوَايَة...
أَيُّهَا الْأَحْيَاءَ فِي قَلْبِي وَعَقْلِي..
غَيْرَ هَذَا النَّاي مَنْ لي؟
حِيْن يُطْوى فِي ثَنَايَا الدَّهْرِ فَصْلِي
فَاقْرَؤُوا فِي صَمْتِهِ مَعْنَى سُكُونِي
وادْفِنُونِي..
أَنَا والنَّاي الْحَزِيْن!!

د. مختار محرم
14-06-2011, 12:16 AM
http://www.hajeen.org/frson/vb/15_228557_1305949206.gif



بعد تعديل القافية وتوحيدها .. الطبعة الثانية
إلى الراحل غير مأسوف عليه
شعر د. مختار محرم


غاب ليل الأسى وغادر تيهي * * * واحتفلنا بنور فجر يليه


أشرق الصبح في السعيدة يهدي * * * قبلة للجموع من ملء فيه


واستعادت جموعنا بعض حبٍّ * * * كل تلك القلوب لا تحتويه


ومضى الشر عن دياري ودربي * * * جاد حبا على خطى سائريه


أيها الراحل الطريد وحيدا * * * أي بيت ترى سترتاح فيه


في قفار النسيان صرت سرابا * * * وهباءً يفر من جامعيه


لا تفاوض على البقاء ولا أز *** لامك اليوم فالرحيل بديهي


قد أطلت صنعاء بالحب تهدي * * * (للمكلا) بشرى سقوط السفيه


(عدنٌ) ألقت السواد بعيدا * * * أقسمت بالإله لا ترتديه


و(تعزٌّ) الأحرار بالفخر قامت * * * ترسم المجد صهوة تعتليه


وعلى شاطئ (الحديدة) غنى الـ* * * طير لحنا قلوبنا تنتشيه


وإلى (إب) سافر الفرح يهدي الـ * * * أرض سحرا قصيدة قلت فيه


وبساتين (لحج) تجمع أحلا * * * م بلادي بكأسها تحتسيه


واستفاقت آمال أرضٍ تنادي * * * وطن النصر يحتفي ببنيه


هاهو الشعب في حزيران يصحو * * * بانتصار وماله من شبيه


يمن الخير بعد طول انتظار * * * هاهو المجد طائعا يصطفيه


أيها الفاسد الكبير وداعا * * * لم يعد في السماء ما ترتجيه


أوصد الشعب كل باب لصفح * * * وبدا الحكم قاصدا مانحيه


لا تقل من سيحكم الناس بعدي * * * ذاك قولٌ قد مل من قائليه


سوف يصحو من تحت أنقاض ليل الـ * * * حرب فينا النزيه تلو النزيه


نحن شعب البناء من عهد سام * * * نجعل المجد سلما نرتقيه


بتداعي قلوبنا سوف نبني * * * وطنا للإخاء نسكن فيه

د. مختار محرم
30-06-2011, 12:31 AM
انْتِظار ميلاد..
تُحِسِّين بِي؟؟
تَعَالَي إِلَي وَلَا تَذْهَبِي
وَقُوْلِي أُحِبُّك ..
قَوْلِي ..
إِذَا قُلْتِ لَن تَكذِبِي
لَقَد جِئْتُ مِن أَزَل الْحَرْفِ ....
أَقْصِدُ قَصْركِ مُمْتَطِيَا صَهْوَةَ الْفَرَسِ الْمُتْعَب
أَتَيْتُكِ أُهْدِيْكِ بَيْضَاء وَرْدٍ ..
تَفِيْضُ نَقَاءً كَقَلْبِ الْنَّبِي
رَجَوْتُكِ أَن تَقْبَلِيهْا
وَأَن تَزْرعيهَا بِقَلْبِكِ إِن كُنْتِ حَقّا
تُحسِّين بِي...
...
تُحسِّين بِي؟
بِحَرِّ احْتِرَاقِي عَلَى عَتَبَاتِ الْحُرُوفِ الَّتِي تَكْتُبِيْن؟
بِمُرِّ انْطِفَائِي عَلَى ذِكْرَيَاتِ زَمَان مَضَى
لَم تَكُوْنِي مَعِي فِيْهِ هَلْ تَذْكُرِيْن؟
أنُورِيّةَ الْخَلْقِ هَلَّا تَكَرَّمْتِ
فِيضِي حَنَانًا عَلَى كَائِنٍ خَلْقُهُ مِن سَرَابٍ وَطِيْن
أُحِبُّكِ .. فَاتِنَتِي كَم أُحِبُّك لَو تَعْلَمِيْن!!
أُحِبُّ بَقَائِي هُنَا مِثْلَ طِفْلٍ
تُهَدْهِدُهُ كَلِمَاتُكِ فِي كُلِّ حِيْنٍ وَحِيْن
أُحِبُّك رَبَّةَ عُمْرِي وَرُوْحِي
وَأَرْجُو بِقُرْبِك أَن أبْلُغ الْمُنْتَهَى فِي الْمَحَبَّةِ
يا نَفْحَةً مِن شَذَا الْيَاسَمِين
أُحِبُّك .. أَصْبَح قُرْبُك عُمْرِي
وَبُعْدُك عَنِّي كَقَطْعِ الْوَتِيْن
...
تُحسِّين بِي؟؟
أَنَا الْعَاشِقُ الْمُسْتَجِيْر بِحُلْم كَلوْن الْشَفَق
أَنَا مَن رَكِبْتُ بِبَحْرِك سَيِّدَتِي لَا أَخَافُ الْغَرَق
أَنَا مِن سَكَنَتُ بِآَفَاقِ وَعْدِك حِيْن غَفَا فِي الْسَّمَاءِ الْأَرَق
أَنَا مَنْ أَتَيْتُك دُوْنَ اتِّفَاق
لِأَقْطِفَ مِن نُورِ عِشْقِكِ يَا وَرْدَتِي مَا اتَّفَق..
أقَدَمُنِي لَك مُعْتَلِيًا زَوْرَقًا مِن وَرَق
وَأطَرَحُنِي فِي كِتَابِ احْتِرَاقِي بَقَايَا أَلْق
وَحَرْفَ غَرَامٍ تَسَلَّلَ فِي أَسْطُر الْحُبِّ ثَانِيَةً وَاحْتَرَق
...
وَنَادَيْتُ: يا رِيم لَو تُصْبِحِيْنَ بِعُمْرِي حَقِيْقَة؟؟
فَجَاء سُؤَالك: كَيْفَ تُرَانِي أَصِيْرُ حَقِيْقَة؟
أَجَبْت : تَقُوْلِيْنَهَا
تَنْطِقِيْن بِهَا.. وَتَنَامِينَ أَيْضًا
وَتَسْتَيَقِظِين عَلَى لَحْنِهَا
وَإِذ تَفْتَحِيْن عُيُوْنَكِ كُلَّ صَبَاحٍ
تَقُوْلِيْن عِمْتَ صَبَاحا حَبِيْبِي
فَأَسْمَعُهَا وَأُغَنِّي بِهَا
وَحِيْنَ تَنَامِيْنَ تَأْتِي طِيِوُفُك نَحْوِي تَقُوْل:
غَفَوْتُ عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ نَوْمِي حَبِيْبِي
وقولي أُحِبُّكَ جِدًّا لأني
سَأَولَدُ حِيْنَ تَقُوْلِيْنَهَا..
أَصَعْبٌ عَلَيْكِ بِأَنْ تُصْبِحِي مسْكَنًا لِغَرِيْبٍ
أَضَاعَ طَرِيْقَه؟؟
...
أَتَيْتُ إِلَيْكِ بِكُلِّ اخْتِيَارِي
أُطَارِدُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيلِ وَالْتِّيْهِ
ضَوْءَ فَنَارِي
يَشُقُّ عَلَيَّ بِأَلَا يَكُوْن فُؤَادُك لِي
غَرَامُكِ لِي أَمَلٌ أَرْتَجِيْه
أَعِيْش بِه وَأَسَافِرُ فِيْه
إِلَى أَن وَصَلْتُ إِلَيْكِ
فَصَار فُؤَادُك دَارِي..
لِمَاذَا ابْتَعَدْتِ ؟
سَأُشْعِل فِي عَتْمَة الْبُعْد نَارِي
لِكَي تَهْتَدِي نَجْمَتِي
وَتَعُودِي
لِدِفْءِ مَدَارِي
هُنَا مُهْجَتِي أَصْبَحَت وَادِيًا لِلْغَرَامِ الْمُقَدَّسِ..
فَلْتَخْلَعِي نَعْلَكِ الْذَّهَبِيَّ عَلَى عَتَبَاتِ نَهَارِي
ضَعِي بَيْن طَيَّاتِ عُمْرِي يَدَيْكِ
سَتَخْرُجُ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءِ
سِوَى الْحُبِّ لَوَّنْتُهُ باصْطِبَارِي
تَعَالَي إِلَي فَتَاتِي لِأَنِّي
أَمُوْتُ وَأُهْدِي رِضَاكِ احْتِضَارِي...
تُحسِّين بِي؟

د. مختار محرم
04-07-2011, 03:09 AM
ردا على رائعتها التي تحمل اسم رؤيا.. كتبت بعض الأبيات ..
وبناء على توصية أستاذي القدير محمد البياسي
أقوم بنشر الرد في موضوع مستقل مع بعض التنقيح
خالص تحياتي وأرقها إليك شمس الواحة التي لا تغيب
الأستاذة وضحة غوانمة
أخوك .. مختار




إذا تناوبتك الطّعنات من مختلف الجهاتِ في وقتٍ واحد


فاعلم أنّ المسألة ليست مسألة شخوص
بل مسألة توقيت!

والخطاب في هذه الأبيات للوقت الغادر، إذ في يقيني ليس ثمّة شخوص غادرون!
************


رؤيـا


آمَنْتُ بالرُؤْيَا التي سَتُرِيْنِي=فَاشْحَذْ جَفَاكَ، وَتُلَّنِي لِجَبِينِي
مَا أنتَ أوَّلُ مَنْ يَخُونُ مَوَدَّتِي=كلَّا، ولَسْتَ خِتَامَ مَنْ يُؤْذِينِي
إِمَّا كَفَرْتَ بِأَنْعُمِي وَفَضَائِلِي=فَاهْجُ السَّمَاحَةَ بِي وَذُمَّ يَمِيْنِي
مَا تِلكَ آخِرُ طَعْنَةٍ أُمنَى بِهَا= إذْ قَد تَرَكْتُ لِمَنْ أُحِبُّ عَرِيْنِي
مَا كَانَ فِي ظَنِّي اسْتِبَاحَةُ خاَطِرِي=حتَّى أَثَرْتَ زَوَابِعاً بِحُزُونِي
وَلَقَد أَرَى رُوحِي عَلَيْكَ تَنَزَّلَتْ= فَيْضاً، وَتَرْفَعُ أَنتَ مَنْ هُوَ دُونِي
وترَكْتَنِي، الأَرْيَاحُ تَعْصِفُ فِي دَمِي=فَيَئِنُّ تَحْتَ سِيَاطِهِنَّ وَتِيْنِي
حتّى انْحَنَيْتُ عَلى الطّرِيقُ كَأنَّ فِي=سَطْرِ الطّرِيقِ صَحَائِفِي وَمُتُونِي
فَتَذَكَّرَنْ: تِلْكَ انْحِنَاءةُ عَاقِلٍ=لِلعَاصِفَاتِ؛ وَمَا كَسَرْنَ غُصُونِي
قَدَرِي مُواعَدَةُ المَرَاكِبِ دَرْبَهَا=قَلْبِي يَسِيْرُ، وَلَا تَسِيْرُ ظُعُوْنِي
حُلمِي شِرَاعِي عَقّنِي فِي غُرْبَتِي= فَحَزَمْتُ جُرْحِي وَامْتَطَيْتُ شُجُونِي
تَسّابَقُ الأيْدِي لِحَصْدِ سَنَابِلِي= وَالحُبُّ وَيْحَكَ وَحْدَهُ يَجْنِيْنِي
لَهُمُ الغِلالُ وَلِي تُرَابُ بَيَادِرِي=مَا قَلَّ مِمَّا لَمْ يَرَوْا يَكْفِينِي
لا يَستَطِيعُ اللّيلُ خَنْقَ ذُبَالَتِي=قِنْدِيلُ صَبْرِي مُسْرَجٌ بِيَقِيني
سَأمُرُّ فِي خَلَدِ الزمَانِ سَحَابَةً=وَالقَلبُ مِنِّي مُثْقَلٌ بِمُزُونِ
وَأَعِيشُ دَهْرِي فِي ازْدِحَامِ مَوَاجِعِي=أَحْيَا الرِّضَى، وَأَنَامُ مِلْءَ جُفُونِي
إِنْ كُنْتَ نَهْرَاً كَدَّرَتْهُ وُحُولُهُ=فَالبَحْرُ قَلْبِي، والسّمَاحُ سَفِيْنِي!



وضحة غوانمة
حزيران/ 2011


هَمْس الّشُمُوخ يَغُوْصُ فِيْ تِكْويِنْي *** وَحُرُوْفُهُ بِسِهَامِهَا تِكْويِني
مِنْ كُلِّ بُسْتَانٍ سَّأَجْنِيَ رِقَّةٌ الّـ *** أَشْعَار فِيْ صَمْتِيْ وَفِيْ تَلْحيْنِي
فَإِذَا رَأَيْتُ الْشِّعْرَ أَرْكُضُ نَحْوَهُ *** وَيَقُوْلُ لِي أَقْبلْ فَأَنْتَ سَجِيْني
يّاوضْحَةَ الأدب الْقَدِيرَة إِنَّ فِيْ *** فَيْض الْبَلاغَةِ مِنْك مَا يَسْبيْنِي
حَارَتْ قَوَافِيْ الْشِّعْر فِيْك فَلَمْ أَجِد *** مِنْ حَيْرَتَيْ مَا قَدْ يَخُطُّ يَمِيْنِي
عَبَثا أُحَاوِلُ أَنْ أَجَارِي رَوْعَةً الّـ *** نَهْرِ افْتتنْتُ بِهِ وَجَفَّ مَعِيْنِي
وَبَدَوْتُ مَذْهُولا أُحَاوِلُ جَاهِدا *** أَنَّ أَجْتَنِيْ بِالْصَّمْتِ مَا يَكْفِيْنِي
وَتَسَاقَطَتْ كُلِّ الْحُرُوْف ضَعِيْفَة *** تَحْكِيْ انْهِزَام الْشَّاعِر الْمِسْكِيْنِ
قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ أَحْسَبُ أَنَّ لِيَ *** تَاج الْبَيَانِ يُضِيَءُ فَوْقَ جَبِيْنِي
فَبَدَتْ عَلَىَ عَرْشِ الْبَدِيْع مَليْكَةَ *** سُلْطَانهَا يَجْتَاحُ كُلَّ يَقِيْنِي
إِلْيَاذَةُ الأَلَقِ الْمُنَضَّد حَرْفُهَا *** تَهْدِيْ بِسِحْرٍ الْقَوْلِ تِيْه سِنِيْنِي
فَأَرَىَ الْعَرُوضِ تَعَارَضَتْ فِيْ بَحْرِهَا *** إِذْ رَوَّضَتْ أَمْوَاجَهَا بِسَفِيْنِِ
وَتَأَلَّقَتْ فِيْهَا الْمَعَانِيْ وَاكْتَسَى *** سِحْر الْكَلامِ بِرَوّعَة الْتَّلْحِيْنِ
يَا وَاحَةَ الْخَيْرِ الْجَمِيْلَة إِنَّنِيْ *** تِلْمِيْذٌ هَام الْشِعر فَانْتَظِرِيْنِي
إِنَّ تُهْتُ فِيْ بَحْرِ الْقَرِيْضِ فَهَاهُنَا *** بِنْت الْغَوانم نَجْمَةً تَهْدِيْنِي

د. مختار محرم
31-07-2011, 01:12 AM
كل عام وأنا أهواك أكثر

هَذِهِ ليلَةُ عِيدْ..
نَسَمَاتُ الْحُبِّ تَجْتَاحُ الْحَوَارِي وَالْأَزِقَّة
تَمْلَأُ الْأَكْوَانَ رِقَّة
تُشْرِقُ الرُّوحُ تُغَنِّي لِلْهَوَى أَحْلَى نَشِيْد
دَقَّتِ السَّاعَةُ فِي كُلِّ مَيَادِينِ هَوَانَا
اثْنَتَي عَشْرَةَ دَقَّة
بَدَأَ الْعَامُ الْجَدِيد
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا أَهْوَاكِ يَا حُبِّي الْوَحِيد
كُلُّ عَامٍ وَاشْتِيَاقِي لَكِ يَا عُمْرِي يَزِيد
كُلُّ عَامٍ وَالْهَوَى يَمخُرُ دُنْيانَا
وَيَحيَا فِي حَنَايَانَا
وَيَسْرِي فِي الْوَرِيدْ
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا أَهْوَاكِ أَكْثَرْ
وَالْهَوَى يَقْطُرُ شَهْدًا واللِّقا نجنيه سُكَّر
وَدُنَانَا مِن هَوَانَا تَسْتَزِيد

...
هَذِهِ لَيْلَةُ عِيْدٍ يَا مَلَاكِي
غُرْفَتِي تَسرَحُ أَطيَافُكِ فِيهَا
مِثلَ أَمْوَاجٍ لَهَا أَلْقَيتُ نَفسِي وَشِبَاكِي
عَالَمِي يَزْدَانُ حُسنًا بِهَوَاكِ
وَضَجِيجُ الذِّكْرَيَاتِ اليَومَ يَقْتَاتُ عَلَى صَمْتِ حِرَاكِي
جَنَّةٌ دُنْيَايَ فِيهَا فَاحَ وَرْدٌ بِشَذَاكِ
فَامْنَحِي عُمْرِي حَنِينًا مِنْ مَسَافَاتٍ تَلَاشَتْ بِلِقَاكِ
أَسْكِرِينِي بِكُؤُوسِ الشَّوقِ فِي لَيلَةِ حُبٍّ
عَتِّقِيهَا بِسَنَاكِ
بِاشْتِياقِي فِي مَحَارِيبِكِ أَبْدُو خَاشِعًا أَرْجُو رِضَاكِ
لَمْ أَعُد أُبصِرُ فِي الدُّنْيَا سِوَاكِ
أَمْلِكُ الدُّنْيَا وَتَاجِي أَنَّنِي وَحْدِي أَرَاكِ
أَنَّنِي وَحدِي أُغَنِّي فِي سَمَاكِ
...
هُوَ ذَا عَامٌ جديدٌ
قَادِمٌ بِالْحُبِّ مِنْ كُلِّ حُدُودِي
بَعْدَ عَامٍ عِشْتُ فِيهِ الْعُمرَ جَنَّاتِ وُرُودِ
بَعْدَ عَامٍ فِيهِ أَوْفَيتُ بِعَهْدِي لَكِ
يَا أَغْلَى عُهُودِي
انْثُرِي حُسْنَك بَاقَاتٍ مِن اللَّيْلَكِ فِي لَيلِ وُجُودي
وَاجْمَعِي أَطْيَافَكِ التَّائِهةَ اليْوَمَ بِدَرْبِي
وَاصْنَعِي مِنْهَا سَرِيرًا دَافِئًا فِي دِفْءِ قَلْبِي
وَاخْلُدِي فِيهِ خُلُودَ الْحُبِّ
فِي حُبَّ الْخُلُودِ
...
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا وَحْدِي عَلَى عَرْشِ غَرَامِي
وَابْتِسَامِي .. يُخْبِرُ الْآَفَاقَ عَنْ صِدْقِ هِيَامِي
وَحُرُوفِي تُسْكِرُ الْأَوْرَاقَ وَالْأَقْلَامَ وَالْأَسْطُرَ
مِنْ خَمْرِ كَلَامِي
كُلُّ عَامٍ وَعُيُونِي فُرِشَتْ وَرْدًا وَدِفْئًا
لَكِ يَا قُرَّةَ عَيْنِي كَيْ تَنَامِي
...
كُلُّ عَامٍ
وَأَنَا أَنْتِ
وَأَنْتِ الْحُبُّ مَسْكُوبٌ بِحَرْفَيْنِ أَحَبَّا شَفَتَيْكِ
كُلُّ عَامٍ وَفُؤَادِي خَاتَمٌ فِي إِصْبَعَيْكِ
وَأَنَا أَطْوِي دُرُوبًا
- تَاهَ فِيْهَا الْخَطْوُ-
مِنْ مَخْدَعِ أَحْلَامِي إِلَيكِ
وَأَنَا آَتِي وَحِيدًا
حَامِلًا شَوقِي وَخَوفِي
مِن جُنُونِ الشَّوقِ يَا عُمرِي عَلَيْكِ
وَأَنَا آَتِي بِغَيمٍ
غَيْثُهُ دَمْعَةُ فَقْدٍ ذُرِفَتْ مِنْ مُقْلَتَيْكِ
بِقَصِيدٍ يَعْزِفُ الشَّوقَ لَدَيكِ
بِيَدٍ تَبْحَثُ عَنْ شَعْرِكِ
عَنْ دِفءِ يَدَيكِ
...
كُلُّ عَامٍ وَحَيَاتِي
لَكِ أُهْدِيهَا مَسَاءًا نَرْجِسِي الْأُمْنِيَاتِ
وَنَسِيْمًا مُفْعَمًا بِالْقُبُلاتِ
وَأَنَاشِيدَ فَرَاشَاتِ الرَّبِيعِ الْحَائِرَاتِ
وَحُرُوفًا فِي سَنَاهَا تَتَلَاشَى أُغْنِيَاتِي
أَرْتَوِي مِنهَا أُغَنِّيهَا بِلَحْنٍ
سَرْمَدِيِّ الْهَمَسَاتِ
لَكِ يَا شَمْسَ غَرَامٍ أَشْرَقَتْ فِي أُمْسِيَاتِي
أَنْتِ يَا جَنَّةَ أَحْلَامِي وَصَحْوِي وَسُبَاتِي
أَنْتِ يَا خَاطِرَةً تَخْتَالُ فِيْهَا كَلِمَاتِي
أَنْتِ يَا مَمْلَكَةً أَحْيَا بِهَا مِنْ قَبْلِ مِيْلَادِي
لِمَا بَعْدَ مَمَاتِي
أَنْتِ يَا مَنْ أَنْتِ أَغْلَى مِنْ جَمِيعِ الْأُمْنِيَاتِ
كُلُّ عَامٍ وَأَنَا الْحُبُّ
وَقَلْبِي.. لَكِ يُهْدِي نَبَضَاتِي. 

د. مختار محرم
03-08-2011, 04:18 AM
سوء ظن

بَيْنَ حُزْنِي وَدَوَاعِي أَرَقِي
رَسَمَ الْقَلْبُ حُدُودَ الْأُفُقِ
وَمَحَا آَثَارَ حَرْفٍ نَازِفٍ
يَتَلَوَّى فِي فَضَاءِ الْوَرَقِ
وَبَدَا مُسْتَغْرِقًا فِي لَحْظَةٍ
جَمَعَتْ حُزْنِي وَأَدْمَتْ وَدَقِي
سُوْءُ ظَنٍّ عَصَفَتْ ضَوْضَاؤُه
بِصَبَاحِي وَأَدَامَتْ غَسَقِي
سُوْءُ ظَنٍّ هَدَّ أَحْلَامِي الَّتِي
بُنِيَتْ وَاسْتَوْطَنَتْ فِي أَلَقِي
إِنَّهُ الْجُرْحُ الَّذِي فِي دَاخِلِي
يَتَحَدَّى شَارِدَاتُ الزَّنْبَقِ
أَنْتِ يا مَزْرُوعَةً فِي عَتَبِي
أَنْتِ يا سَاكِنَةً فِي قَلَقِي
اِجْمَعِي دَمْعِي بِكَأْسٍ ظَامِئٍ
وَاشْرَبِي مَا فَاضَ كَيْ تَأْتَلِقِي
وَاتْرُكِي مِنْ هَجْرِكِ الْقَاسِيْ بِدَقّـ
ـاتِ قَلْبِي لَوْعَةَ الْمُحْتَرِقِ
وَاسْحَبِيْنِي مِنْ يَدِ الْمَوْتِ الَّتِي
أَنْهَكَتْ قَلْبِي وَأَعْيَت رَمَقِي
أَنَا فِي الْبَحْرِ وَحِيْدٌ تَائِهٌ
فِي دُجَى الْأَمْوَاجِ كُوْنِي زَوْرَقِي
وَاهْجُرِي سَاعَاتِ صَمْتٍ هَدَّنِي
وَتَعَالَيْ ذَاتَ وَصْلٍ أَشْرقِي
أَنْتِ فِي الْأَياَّمِ دَرْبٌ شَائِكٌ
شَقَّهُ قَلْبِي لِكَيْ تَنْطَلِقِي
كُلَّمَا حَاوَلْتُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْ
أُمْنِيَاتِ الْحُبِّ سُدَّتْ طُرُقِي
لَيْتَ شَوْقَ الْقُرْبِ يَغْزُوكِ لِكَيْ
تُنْقِذِيْنِي بِاللِّقا مِنْ غَرَقِي

عِنْدَمَا تَأْتِيْنَ يَا سَيِّدَتِي
سَوْفَ أَنْسَى ذِكْرَيَاتِ النَّزَقِ
سّوْفَ أَبْدُو كَسَرَابٍ مُزْهِرٍ
أَظْمِئِيْنِي وَارْتَوِي مِنْ عَبَقِي
وَاسْكُبِي دَمْعَكِ فِي الخَدِّ الَّذِي
لَاحَ مَحْرُوقًا بِلَوْنِ الشَّفَقِ
وَاقْرَئِي (يَس~) أرْقِي بِاللِّقَا
جُنَّةَ الْقَلْبِ الَّذِي لَمْ يَرْتَقِ
هُوَ مَسْكُونٌ بِحُبٍّ يَائِسٍ
بِهَوَى مَنْ بِالْهَوَى لَمْ تَنْطِقِ
عَانِقِي بِالنُّورِ عُمْرًا ضَاقَ بِي
وَإِلَى دُنْيَا الْغَرَامِ انْطَلِقِي
وَصِلِيْنِي مَرَّةً وَاحِدَةً
وَارْحَمِينِي مِنْ جِرَاحِ الْغَسَقِ.

د. مختار محرم
03-09-2011, 10:30 AM
أبجدية الفجر ... د. مختار محرم (http://www.yemenadab.com/vb/showthread.php?t=76)


http://www.hajeen.org/frson/vb/15_228557_1305949206.gif



أبجدية الفجر ... د. مختار محرم (http://www.yemenadab.com/vb/showthread.php?t=76)


... عبارة عن ثمانية وعشرين بيت مرتبة كل بيت يبدأ بحرف من حروف الهجاء
أنا لا أحب الصناعة الشعرية ولكنني وجدتني هنا أستخدمها بتلقائية ...
أيها العشق لا تسل عن فؤادي

فلقد ذاب في غرام بلادي

بت في دربها أهيم وحسبي

أن من حبها شرابي وزادي

تائهٌ أذرف الحروف دواويـ

ــن اشتياقٍ لكل سفحٍ ووادي

ثلث قرن ونحن نجتر موتا

وشقاءً وفاقةً في ازدياد

جار حكامنا علينا وأضحى

حالنا يستثير عطف الأعادي

حاصرتنا آلامنا فانتفضنا

نزرع الحلم في انتظار الحصادِ

خوفنا كان سمتنا غير أن الـ

عزم نارٌ تظل تحت الرمادِ

دمعنا جف حين سالت دمانا

وأجبنا إلى الفداء المنادي

ذلة الأمس لن تعود .. لأنَّا

قد وضعنا الخطى بدرب الرشادِ

رحل الظلم عن دياري بعيدا

وأزلنا عنها عروش الفسادِ

زيفوا بالخداع تأريخ شعبٍ

خصه بالثناء رب العباد

سبأ الخير عادت اليوم فينا

حبها صار مذهبي واعتقادي

شاء من شاء أو أبى سوف نمضي

قد خلعنا عنا ثياب الحِدادِ

صمت صنعاء صار صوت نشيدٍ

وصدى لحنه روى كل صادِ

ضعفنا صار قوةً وأسانا

صار بِشْرا وفرحة في ازدياد

طاردتنا الدجى ففزنا لأنا

أمة النور والهدى والسداد

ظنه خاب كل من ظن أنا

سوف نفني الحصاد خوف الجراد

عندما ثارت الكواكب ألقت

خلف أنوارها ذيول السواد

غردت فرحة الصباح بأغصان

ربيعٍ أطل ينهي رقادي

فإذا بالحروف تنساب شعرا

يسكر السطر من رحيق المداد

قدّم الشعب من دماه قرابيـ

ـن وفاءٍ تفدي تراب بلادي

كلما سال في ثراها دمٌ أحـ

ــيا بأحلامنا رياض اعتداد

لا يزال النضال يولد فينا

إن قضى ( زيد ) جاء ألف ( حُمادي )

من دروب الجهاد والسلم جئنا

بيدٍ حكمتي وأخرى عنادي

نملأ الكون رفعةً وجميلٌ

عفونا والكريم بالعفو بادي

هذه شمسنا أضاءت قفار الـ

ـصمت واستوطنت نهار البوادي

وطن الفجر (http://www.yemenadab.com/vb/showthread.php?t=76)سوف نهديه مجدا

وسنبنيه باتحاد الأيادي

يمن الطيبات يسكن قلبي

فامض يا عشق لا تسل عن فؤادي

د. مختار (http://www.yemenadab.com/vb/showthread.php?t=76)محرم
2سبتمبر 2011م

د. مختار محرم
09-09-2011, 01:21 AM
هذيان
دَقـَّاتُ قَلْبِي تَسْتَفِزُّ السُّكُوتْ
وَخَاطِرُ الذِّكْرَى بِهِ لاَ يَفوتْ
بَحَثْتُ عَنِّي داخِلي لَمْ أجِدْ
إلّا سَرابًا في شَتاتِ الْخُبُوت
مَاذا أَقولُ اليَوْمَ يَا طِفْلَتي
وَالدَّهْرُ يَرْجُو مِنْ سُكوتِي السُّكُوتْ؟
أَهْوَاكِ يَا مَزْرُوعَةً فِي دَمِي
وَفِي ظَلامِي.. فِي سَوَادِ النُّعُوتْ
قَصائِدي تَغْتالُني بَعْدَ أنْ
بَنَى عَليْها بَيتَهُ العَنْكَبوتْ
فشَرِّدِي أَحْلَامَ رُوحٍ ذَوَتْ
وَبَعْثِريهَا مِثْلَ أَوْرَاقِ تُوتْ
ضَيَّعْتُ بَيْتي فِيكِ وَاحَسْرَتا
أَبَعْدَ ذَاكَ القَلْبِ تُرْجَى بُيُوتْ؟
إِنْ كُنْتِ لَا تَدْرِينَ عَنْ حَاجَتِي
فَسَائِلِي عَنِّي دُعَاءَ القُنُوتْ
أَوْ كُنْتِ لَا تَدْرينَ عَنْ لَوْعَتِي
فَلْتَصْنَعِي مِنْ جُوعِ بَلْوَايِ قُوتْ
أَوْ كُنْتِ لَا تَدْرِينَ مَا قِصَّتي
فَغَادِرِي عُمْرِي دَعِينِي أَمُوتْ.

د. مختار محرم
21-11-2011, 04:57 PM
على وزن وبنفس إيقاع وموسيقى قصيدة الطلاسم لإيليا أبي ماضي..
الاهتداء إلى أخطائنا في الحبِّ والبعد عنها قصة تتكرر في حياتنا

هـــداية .. شعر / مختار محرم

بِاعْتِذَارٍ مِلْءَ عَيْنَيْكِ أَمَامِي لَا تَلُوحِي
هَذِهِ النَّظْرَةُ مَا عَادَتْ تَهُزُّ الْيَومَ رُوحِي
أَطْفِئِي كُلَّ نِدَاءٍ فِيْهِ أَلْحَاظُكِ تُوْحِي
إِنَّنِي دَاوَيْتُ مِنْ طَعْنَتِكِ الْأُولَى جُرُوحِي
لَمْ يَعُدْ فِي الْحُبِّ مَا يَرْوِي غَلِيلِي وَطُمُوحِي
سَوْفَ أَهْجُو ذِكْرَيَاتِ الْعِشْقِ فِي صَمْتِي وَبَوْحِي
وَسَأَبْدُو سَاخِرًا مِنْهُ وَمِنْكِ.. فَلْتَنُوحِي
فَلَقَدْ مَاتَ الَّذِي عَاشَ زَمَانًا لَيْسَ يَدْرِي
...
إِبْكِ إِنْ شِئْتِ.. وَإِنْ شِئْتِ مِنَ الْفَرْحَةِ غَنِّي
لَمْ يَعُدْ يَشْغَلُنِي قُرْبُكِ أَوْ بُعْدُكِ عَنِّي
ذَهَبَ الَّليْلُ بِآَهَاتِي وَأَوهَامِي وَحُزْنِي
إِنَّنِي أَحْرَقْتُكِ الْيَوْمَ بِأَشْعَارِي وَفَنِّي
وَبَقَايَاكِ سَأُلْقِيْهَا رَمَادًا دُوْنَ دَفْنِ
لَا تَقُولِي لَيْتَ.. لَنْ يَنْفَعَكِ الْيَومَ التَّمَنِّى
قَدْ نَعَتْكِ الْيَوْمَ أَبْيَاتِي إِلَيَّ .. غَيْرَ أَنِّي
لَمْ أَجِدْ دَمْعًا عَلَى فَقْدِكِ مِنْ عَيْنَيَّ يَجْرِي
...
صِرْتُ حُرًّا بَعْدَ أَنْ مَزَّقْتُ قَيْدِي وَحِبَالِي
طَرَدَتْ عَيْنَايَ مِنْ جَفْنَيْهِمَا سُهْدَ الَّليَالِي
لَمْ أَعُدْ بِالْغَزَلِ الْكَاذِبِ وَالْعِشْقِ أُبَالِي
وَلِسَانِي نَسِيَ الْيَومَ.. (أَجِيْبِي) ، وَ(تَعَالِي)
لَمْ يَعُدْ طَيْفُكِ إِنْ غِبْتِ يُنَاجِيهِ خَيَالِي
وَلَيَالِي الْبُعْدِ قَدْ صَارَتْ كَأَيَّامِ وصَالِي
سَئِمَ الْقَلْبُ أَغَانٍ طَالَمَا غَنَّيْتِهَا لِي
فَارْحَلِي مَا شِئْتِ عَنْ قَلْبِي إِلَى مَا لَسْتُ أَدْرِي
...
سَقَطَتْ كُلُّ قِنَاعَاتِ الْهَوَى فِي شَرِّ مَسْقَطْ
وَبَدَا الْحُبُّ عَجُوزًا أَحْدَبَ الْكَاهِلِ أَشْمَطْ
لَا تُثِيْرِيْنِي بِغَيرِي لَمْ أَعُدْ بِالْغَيْرِ أُحْبَطْ
لَنْ يُثِيْرَ النَّارَ فِي صَدْرِيَ ذُو وَجْهٍ مُنَقَّطْ
فَافْعَلِي مَا سَأُسَمِّيهِ مِنَ الْآَنَ بِمُنْحَط
صَاحِبِي أَلْفَ عَشِيقٍ وَارْسُمِي أَلْفَ مُخَطَّط
وَاصْنَعِي مَا شِئْتِ بَعْدِي فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ أَبْسَط
وَلَقَدْ أَصْبَحْتُ أَدْرِي أَنَّنِي مَا كُنْتُ أَدْرِي
...
أَيْنَ أَوْجَاعُ فُؤَادِي وَمَآَسِي ذِكْرَيَاتِي؟
وَخَيَالَاتِي وَأَوْهَامِي وَزَيْفُ الْأُمْنِيَاتِ
أَيْنَ مِنِّي غَفْلَةُ الْأَمْسِ وَآَلَامُ حَيَاتِي
وَحَنِينٌ عِشْتُ فِيْهِ تَائِهًا قَبْلَ وَفَاتِي
وَسَوَادُ الْبَيْنِ إِذْ زَادَ ظَلَامَ الْأُمْسِيَاتِ
أَيْنَ لَيْلُ الشَّكِّ وَالْحَيْرَةِ فِي مَاضٍ وَآَتِ؟
كُلُّهَا ضَاعَتْ.. تَوَارَتْ يَوْمَ وَارَيْتُ رُفَاتِي
كَيْفَ جَاءَتْ لِحَيَاتِي؟ كَيفَ ضَاعَتْ؟؟ لّسْتُ أَدْرِي
...
أَخْبِرِي عَنّيِ بِأَنِّي سَيِّءُ الطَّبْعِ وُصُولِي
حَدِّثِي كُلَّ رَفِيْقَاتِكِ عَنْ سُوءِ مُيُولِي
عَنْ حَيَاتِي وَمَمَاتِي.. عَن بُزُوغِي وَأُفُولِي
وَإِذَا مَا زِدْتِ شَيْئًا عَنْ خِيَانَاتِي فَقُولِي
لَمْ يَعُدْ قَوْلُ مَثِيْلَاتِكِ يَسْتَدْعِي ذُهُولِي
بَعْدَ أَنْ كُنْتُ أَعِيْشُ الشَّكَّ فِي عَرْضِي وَطُولِي
وِلِمَنْ يَسْأَلُ يَوْمًا: كَيفَ أَحْبَبتِ فُضُولِي؟
فَلْتُجِيبِي: كُلُّ عُذْرِي أَنَّنِي مَا كُنْتُ أَدْرِي
...
لَاتَظُنِّي أَنَّ هَجْرِي لَكِ سَاقَتْهُ وشَايَة
لَاحَ مِنْكِ الْغَدْرُ لَاحَتْ لَهُ عِنْدِي أَلْفُ آَيَة
عَنْ ضَلالِ الْأَمْسِ قَدْ تُبْتُ وَأَعْلَنْتُ الْهِدَايَة
صَارَتِ النَّارُ رَمَادًا.. أَصْبَحَ الْحُبُّ حِكَايَة
لَا تَقُولِي لَيْسَ لِلْأشْوَاقِ وَالْعِشقِ نِهَايَة
وَدَّعَ الْقَلْبُ تَرَانِيْمَ هَوَى الْأَمْسِ وَنَايَه
بَعْدَ أَنْ شَاهَدَ مِنْ غَدْرِكِ مَافِيهِ الْكِفَايَة
لَنْ أَعُودَ الْيَومَ لِلْأَسْرِ لِأَنِّي صِرْتُ أَدْرِي
...
كَيْفَ أَنْسَى طَعْنَةَ الْغَدْرِ بِسِكِّيْنِ الْخِيَانَة
طَعْنَةٌ أَوْدَتْ بِقَلْبِي حِيْنَ بَدَّلْتِ مَكَانَه
كَيْفَ أَمْحُو ذَنْبَ مَنْ أَخْلَصْتُهُ الْعَهْدَ فَخَانَه
سَنَوَاتٌ كَانَ فِيْهَا الْعِشْقُ لِلْأَفْكَارِ حَانَة
أَسْكَرَتْنِي رِقَّةٌ مِنْكِ، أَذَابَتْنِي اسْتِكَانَة
لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَنِّي كُنْتُ أَهْوَى (دُونْ جُوَانَة)
تُبْتُ أَدْرَكْتُ أَخِيْرًا أَنَّ فِي الْعِشْقِ مَهَانَة
إِنْ أَكُنْ بِالْحُبِّ آَمَنْتُ.. فَهَاكِ الْيَومَ كُفْرِي
....
قَسْوَةُ الدَّهْرِ أَعَادَتْنِي وَلَا أَنْوِي الذَّهَابْ
عَلَّمَتْنِي أَنَّ دُنْيَا الْحُبِّ قَفْرٌ وَيَبَاب
أَنَّنِي تُهْتُ بِدَرْبٍ فِيْهِ شَوْكٌ وَضَبَاب
أَنَّ عَهْدَ الْحُبِّ يَبْلَى ثُمَّ يُرْمَى كَالثِّيَاب
عَلَّمَتْنِي أنَّ ذَاكَ الطَّيْفَ وَهْمٌ وَسَرَاب
وَسُؤَالٌ مَاتَ فِي عَيْنَيَّ بَحْثًا عَنْ جَوَاب
مُخْطِئٌ مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْحُبَّ عَذْبٌ .. بَلْ عَذَاب
فَلِمَاذَا يَعْشَقُ الْإِنْسَانُ يَوْمًا؟ لَسْتُ أَدْرِي
...
إِنَّمَا الْحُبُّ أُوَارٌ وَلَهِيْبٌ فِي الضُّلُوع
وَاغْتِرابٌ وَاشْتِياقٌ وَبُكاَءٌ وَدُمُوع
وَلُهَاثٌ خَلْفَ أَوْهَامٍ وَقَهْرٌ وَخُضُوع
يَأْخُذُ الْأَقْدَامَ لِلتِّيهِ وَيُنْسِيهَا الرُّجُوْع
فَيَصِيرُ الْعُمْرُ لَيْلًا لَا تُرَى فِيْهِ شُمُوع
قَدْ نَأَى عَنْهُ فُؤَادِي وَرمَى عَنْهُ الْخُنُوع
بَعْدَ أنْ ذَاقَ بِدُنْيَا الْغَدْرِ آَلَامَ الْوُلُوع
وَمِنَ الْآَنَ فَلَنْ أَبْدُوَ يَومًا ... لَسْتُ أَدْرِي

د. مختار محرم
25-02-2012, 07:59 PM
بعد أن لفظته كل البلاد .. ذهب لإحدى سلطنات الأرض بدورها لفظته كغيرها ..

طق طق .. من؟!!! افتح يا هذا ! = لا تسألني من .. ولماذا
جئت إليك أخبئ ضعفي = غادرت رجالا أفذاذا
دار الكون ولم أتوقع = أني قد أصبح شحاذا
كنت كفرعون في وطني = وملكت الأرض استحواذا
كنت الآمر كنت الناهي .. = كنت الأميَّ الأستاذا
كنت أظن العالم ملكي = وأظن دم الشعب رذاذا
لكني .. قوبلت بقومٍ = كسروا بالعزم الفولاذا
فارحم ضعفي واجبر عجزي ..=واجعل لي في البيت ملاذا!!
فُتِحَ الباب .. وَ رُدَّ سريعا:= غادرنا حالا يا هذا ..
رباه اصرف عنا شرًّا=كم شرَّد شعبا .. كم آذى !!
أَبْعِدهُ إلهي عن داري=واجعل هذا الدار معاذا

د. مختار محرم
20-09-2012, 02:21 PM
سفر .. د. مختار محرم


مَحْبُوبَتِي مَازِلتُ أَنْتَظِرُ=أَتُرَاهُ يَصْدُقُ وَعدَهُ الْقَمَرُ؟؟
فِي لَيلِ عُمرِي بِتُّ أَرقُبُهُ=حَتَّى تَعِبْتُ وَأُرهِقَ الخَفَرُ
طَيفٌ مِنَ الْأَحلَامِ يَصْحَبُنِي=دَومًا إِلَيكِ وَدَمْعَتِي أَثَرُ
وَحدِي أَعبُّ اللَّحنَ مِن وَتَرٍ=يَبكِي وَمُوسِيقَاهُ تَحتَضِرُ
ناَدَيتُ فِي الأَحْيَاءِ مُبْتَهِلًا=مَا لِلْأَحِبَّةِ دَارَنَا هَجَرُوا
فَأَجَابَنِي صَوتٌ يُحَاصِرُنِي=لَا تَسأَلِ النِّسيَانَ مَا الْخَبَرُ
قَد غَابَ عَنكَ الأُنسُ مُذْ رَحَلُوا=ولَسَوفَ يَحضُرُ إِنْ هُمُو حَضَرُوا
مَا لِلقَصِيدِ يَفِرُّ مِن قَلَمِي=وَيَكَادُ يَكْسِرُ صَمتَهُ الحَجَرُ؟
تَحْتَارُ فِي أَلْفَاظِهَا لُغَتِي=وَتَفِرُّ مِن أَوْصَافِهَا الصُّوَرُ
حَاوَلْتُ أَنْ آتِيكِ فَانطَفَأَتْ=كُلُّ الشُّمُوعِ وَمسْلَكي وَعَرُ
هَا قَدْ رَكِبتُ الصَّعبَ سَيِّدَتِي=أَمضِي وَيَرْكَبُ خُطْوَتِي الْخَطَرُ
أَيَّامُكِ الصَّفْرَاءُ تَمْلَؤنِي=عُقْمًا فَيَنْسَى لَونَهُ الشَّجَرُ
ويَحِنُّ مُشْتُاقًا إِلَى زَمَنِ الْـ=لُقْيَا مَتَى يَسَّاقَطُ المَطَرُ
عَجزِي وجُرحُ الحَرفِ فِي شَفَتِي=وَالهَمٌّ واَلأَحزَانُ والسَّهَرُ
وَالدَّمْعُ يَكْوِينِي وَأَذْرِفُهُ=نَارًا مِنَ الأَحْدَاقِ تَنْهَمِر
وَالصَّمتُ مَيْدَانِي أُرِيْقُ بِهِ=حِبْرِي فَيَهرَم فِي فَمِي الضَّجَرُ
وَهَواجِسِي تَحْتَل أَورِدَتِي=وَدَمي تَنَكَّر مثل مَنْ غَدَرُوا
كُلُ الّذِينَ ذَكَرتُهُمْ رُسُلِي=جَاؤُوك عِندَ مُقَامِكِ اعْتَذَرُوا
مَا بَينَ أُمْسِيَتِي وَأُمنِيَتِي=تَاهَ الْحَدِيثُ وَضَاعَت الفِكَرُ
أَشتَاتُ أَحْلَامِي تُعَلِّقُنِي=فِي زَيفِهَا وَدَقَائِقِي حُفَرٌ
عِيْشِي مَعِي في الحُبِّ وَاعتَرِفِي=أَنَّ اللِّقَاءَ حَـبِـيـبـتِي قَدَرُ
أَوَ مَا تَرَينَ بِأَنَّ قَافِيَتِي=كَلّتْ وَأَوْهَى حَرْفَهَا الخَدَرُ؟!!
لِلشَّوقِ فِي الأَعْمَاقِ نَارُ جَوًى=تُضْرَى فَلَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ
خَوفِي مِن الوَاشِينَ يَدْفَعُنِي=لِقَصَائدٍ يَغْتَالُهَا الْحَذَرُ
وَعَلَى جَنَاحِ الهجْرِ يَحْمِلُنِي=فَمَتَى بِحُضْنِكِ يَنْتَهِي السَّفَر
18 سبتمبر 2012

د. مختار محرم
26-11-2012, 04:52 PM
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/598488_487877867919336_931521178_n.jpg

انتصار ... شعر د/ مختار محرم
19/11/2012 م
كتبتها قبل الانتصار الصمودي الذي حققه أهلونا في غزة ..
وكنت قد كتبتها ارتجالا في موضوع أخبار حجارة السجيل في ملتقى نصرة فلسطين لكنني آثرت الآن نشرها كموضوع مستقل للحفظ
وفي انتظار الانتصار الأكبر الذي تتحرر فيه القدس وكل فلسطين من دنس الصهاينة ..
*****************
رغم كل التكالب
رغم العمالة
رغم الحصار
رغم أدخنة الموت تعلو بأحيائنا
وتحاول حجب النهار
رغم أن السماء خلت من أماني الصبايا
ومن ثرثرات العجائز.. شدو العصافير ..
من أغنيات الصغار..
رغم غفوة نخوتنا وكرامتنا
تحت أقدام جيش التتار
رغم ذلك يا سادتي
أيها القابضون على الجمر
ما زال في الأفق متسعٌ لانتصار
*****************
لملموا بعض أحلامنا
وانثروها على الأرصفة
وادفعوا من عذاباتكم ثمنا
لبقايا ضمائرنا المكلفة
واجمعوا تيه أيامنا
عتقوها بكاسات دمعٍ يطالبُ أحداقنا اليوم أن تذرفه!!
ضمدوا بضحاياكم اليوم بعض جراحاتنا النازفة
أخبروا الغد عن أمسنا
ذكِّروه بما كان فيه من الصبر كي يعرفه
مزقونا .. ضعوا في قبور الأسى
كل أشلاء غفوتنا المجحفة!
*****************
جحفل الغدر عاد
أيها الصابرون بطول البلاء وعرض البلاد
أهملونا ولا تركنوا لصباحاتنا ..
فدقائقنا ترتدي بالسكوت ثياب الحداد
نحن غرس الخيانة والعجز في عرصات الفساد
فاقصفونا كما تقصفون مخابئهم
أمطروا خوفنا صواريخ (قسامْ)
أو (فجرْ خمسه) ..
قذائف (هاوِن) .. (غراد)..
حررونا من الصمت ولتجعلوه بقايا رماد
فإذا لم نفق أشعلوا كربلاء حريقا علينا
فنحن يزيد
ونحن ابن سعدْ..
وابن ذي جوشن نحن وابن زياد
*****************
بعد طول انتظار
أشرق الفجر يا غزة الحق فلتقبلي من دجاي اعتذار
وبدا النصر ممتطيا فرس الصبر .. عاد الفخار..
يزرع النور في كل درب .. وفي كل حيٍّ ..
وفي كل دار.
أشرقي الآن غزة ولتعلني
ملء صبحك .. ملء ابتسامة طفلك ..
ملء عطور زهورك ..
عاد النهار ..
أيها القابضون على الجمر بشراكم اليوم
قد لاح فوق جبين الصباح هلال انتصار
*****************

د. مختار محرم
09-12-2012, 11:37 PM
قتيل العشق


لَوَاعِجُ نَارٍ فِي الْجَوَانِحِ تُضْرَمُ=أَحَسَّ بِهَا قَلبِي فَبَاحَ بِها الْفَمُ
وَنَاحَ لَهَا حَرْفي فَأَبْكَى قَصَائِدِي=وَسَالَ بِهَا طَرْفِي فَدَمْعِي مُعَلْقَمُ
أَيَا لَائِمِي فِي الْعِشقِ لَو خَافَ خَافِقِي=بَوَارِقَ حُبٍّ فَالتَّصَخُرُ أَسْلَمُ
إِذَا الْمَرءُ لَمْ يَسْتَوطِن الحُبُّ رُوحَهُ=فَكُلُّ ضُحًى فِي أفْقِ عَيْنَيهِ مُظْلِمُ
سَيَحْيَا بِلَا قَلْبٍ وَيَرجِعُ خَائِبًا=وَيَقْتَلُهُ مِنْ بَعْدِ عُمرٍ تَنَدُّمُ
أَنَا الْعَاشِقُ الْمَأْسُورُ أَهْوَى أَمِيرَةً=يهيم بها قَلْبِي وَلَا يَتَكَتَّمُ
رَمَى هَجْرُهَا قَلْبِي فَأَصْمَى حشَاشَتِي=فَرُحتُ بِما أَمْلَى الْهَوَى أَتَكَلَّم
شَكَوتُ لَهَا مِن طُولِ وَجْدِي فَأَعْرَضَتْ=وَلَمْ يُجْدِنِي عِنْدَ الفُرَاقِ التَّظَلُّمَ
فَقُلتُ لِأَصْحَابِي هُوَ الْحُبُّ غَالِبٌ=أَلَا فَاسْمَعُوا مَا قَالَ يَوْمًا مُحرَّمُ
إِذَا الْمَرءُ لَمْ يَنْهَل مِنَ الْحُبِّ قَلْبُهُ=وَلَمْ يُطْلِق الْآَهَاتِ وَالنَّاسُ نُوَّمُ
فَذَاكَ عَن الدُّنْيَا غَرِيبٌ وَتَائِهٌ=جَمَادٌ فَلَا يهنا وَلَا يَتَأَلَّمُ
بُلِيتُ بِحُبٍّ لَمْ أَفُزْ فِيهِ بِالِّلقَا=كَأَنِّي بِحَبْلِ الشَّوقِ لِلْوَصْلِ أُعْدَمُ
نَهَارِي حَنِينٌ لِلِّقَاءِ وَلَوْعَةٌ=وَإِنْ جَنَّ لَيلٌ بِتُّ بِالْقُربِ أَحْلُمُ
أُلَمْلِمُ أَشْوَاقِي بِسُهدٍ يَعِيشُنِي=تُشَارِكُنِي حُزنِي عَلَى الْبَدرِ أَنْجُمُ
فَإِن لَم أَجِدْ فِي دَرْبِ حُبِّي سَفِينَةً=أَخُوضُ بِحَارَ الْهَجرِ أَو أَتَقَدَّمُ
قَضَيتُ بِضَعْفِي وَاحْتَرَقتُ بِلَهْفَتِي=كَأَنَّ حَدِيثِي عَن هَوَايَ تَوَهُّمُ
فّمّا قِيْمًةُ الْأَحلَامِ لَو لَمْ نَعِشْ بِهَا؟=وَأَيُّ غَرَامٍ لَيسَ حِنَّاءَه دَمُ؟!!
وَلَا ثَأْرَ لِي إِن مِتُّ لِلْحُبِّ ظَامِئًا=لِأنِّي قَتِيلُ الْعِشقِ يَا قَومُ فَاعْلَمُوا
إِذَا لَمْ أَصِل بِالْقُربِ غَايَةَ مَطْلَبِي=فَخَيرٌ لِحُلمِي لو يَمُوتُ وَأَهْرَمُ
وَخَيرٌ لِمَنْ يَحْيَونَ بِالْهَجرِ وَالأَسَى=إِذَا لَاحَ طَيفُ المَوتِ أَنْ يَتَقَدَّمُوا
أُرِيدُ حَيَاةً بينَ أَضلَاعِ ظَبْيَةٍ=بِهَا الْقَلبُ مِن طُولِ الصَّبَابَةِ مُغْرَمُ
وَأَشْتَاقُهَا حضْنًا أَلُوذُ بِدِفْئِهِ=مِنَ الْبَردِ .. لَو فَارَقْتُ نُعمَاهُ أَندَمُ
وَإِنِّي وَإِيَّاهَا يَبَابٌ وَغَيْمَةٌ=تَجُودُ بِغَيثٍ سَاعَةً وَتُدَمْدِمُ
أَحِنُّ إِلَيْهَا كُلَّ لَيلٍ وبُكرَةٍ=وَلَكِنَّهَا دَوْمًا عَنِ الْوَصْلِ تُحْجِمُ
وَحينًا أَرَاهَا تُمْسِكُ الْوَصلَ عُنْوَةً=فَأُرْسِلُ مِنْ طَيْفِي رسولًا يُسَلِّمُ
وَأَشْتَاقُهَا حِينًا فَتَحْنُو بِوَصلِهَا=وَحِينًا أُنَاجِيهَا فَلَا تَتَكَلَّمُ
إِذَا زَادَ شَوقُ القَلْبِ زَادَ مِطَالُهَا=أَلَمْ تَدْرِ أَنِّي فِي هَوَاهَا مُتَيَّمُ
أَرَى الْهَجْرَ مَوتًا وَالْمِطَالَ مُصِيْبَة=فَأَيُّهُمَا يَا قَومُ بِالقَلْبِ أَرْحَمُ؟


د. مختار محرم
8 ديسمبر 2012 م

د. مختار محرم
01-01-2013, 04:26 AM
http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/v/542110_506532736053849_908807399_n.jpg?oh=5822bc77 f935aafd22b4e544363449c5&oe=50E3B351&__gda__=1357155936_e2daa64ef742f407a33668408fb395d 0
غربة
شعر د. مختار محرم

وحده الله يعلم مابي
من جراح وطول عذابِ

وحده أشتكيه هموما
أثقلت تائهات السحابِ

فمضت تنشر المزن دمعا
يتحدى جفاف اليباب

بارق الأمل المتهاوي
تحت خطوي أراد عقابي

فتحنى بنازف جرح
كنت ضمدته بترابي

لم يعد يتحمل قلبي
طَرَقات الدجى فوق بابي

ليتني اليوم انفض حزني
ليتني اليوم أنسى مصابي

ليت فرحي الذي غاب عني
يتفقدني في غيابي

ليت جرحي .. متى سوف أنسى
بعض ليلي وطول اغترابي

أيها الفجر فلتتمهل
أرهق الصبح شد الركاب

ولتدعني وشأن الليالي
تتسلى ببعض اكتئابي

هاهو الأمس يلفظ روحي
وأطارده باضطرابي

لم أجدني سوى بعض طيف
هائم في قبور التصابي

سكن الليل أفكار عشقي
ثم فيها أحل اغتصابي

والسماء تفتش عني
وتسائل صمت الهضاب

والغباء الذي في بلادي
يتخبَّر عني التغابي

ياخلود الجراح بعمري
هل من الهجر ألقى ثوابي؟!!

هل يصير التشرد زادي
وانسكاب الظنون شرابي؟؟

صار ناي الظلام صديقي
بعد أن ضاع صوت الرباب

كلما رمت في الحب نأيا
أصطلي بأوار اقترابي

أصبح اليأس والصمت أهلي
ودموعي جميع صحابي

تاهت الخطوات اشتياقا
وانتظارا ليوم إيابي
31 ديسمبر 2012م
أتمنى أن أجد نقدا عروضيا لهذا النص وأتوقع الكثير

د. مختار محرم
14-01-2013, 01:43 AM
شيطان شعري
د. مختار محرم

مِنْ أَيْنَ يَرْتَجِلُ الْقَوَافِي ... وَيَرَاعُهُ فِي السَطْرِ حَافِي

فِي وَجْهِهِ ارْتَسَمَ الشَّقَاءُ ... تَشَاءَمَتْ مِنْهُ المَنَافِي

وَتَبَعثَرَتْ فِي دَربِهِ الوِدْيَانُ وَالْتَقَت الفَيَافِي

غَفَت الحَيَاةُ وَمَا غَفَى ... وَافَى الحِمَامُ وَلَم يُوَافِ

حِينًا يَلُوحُ مُدَجَّجًا ... بِالصَّمتِ يَعتَزِل احْتِرَافِي

وَإِذَا نَوَى بَوحًا لَعَمْرِيَ تِلْكَ ثَالِثَةُ الأَثَافِي

يَسْتَنْهِضُ الْآَلَامَ وَالْأَحْزَانَ والدُّنْيَا عَوَافِ

أُخفِي وَيَكْشِفُ كُلَّ أَسْرَارِ الْهَوَى وَهُوَ اكْتِشَافِي

فِيَ رَأْسِهِ شَابَ (الضِّمَارُ) ...وَبَعثَرَ الدَّهْرُ (التَّوَافِي)

يَبْدُو طَرِيدًا عَاطِلًا ... ضَاقَتْ بِجَلْسَتِه (الْبَوَافِي)

يَحْتَارُ فِيهِ الْعُمْرُ تَخْتَلِطُ الظَّوَاهِر بِالْخَوَافِي

مِنْ أَيْنَ يَنْهَلُ شِعْرَهُ ... وَيَخُطُّ حَرْفًا بِارْتِجَافِ

وَيُسِيلُ فِي الْوِجْدَانِ أَبْيَاتًا وَيُزْهِرُ فِي الضِّفَافِ

حَاوَلتُ مِنْهُ تَمَلُّصًا ... يَوْمًا فَلَمْ يُجْدِ التَّلَافِي

يَمْضِي يُبَعْثِرُ مَالَهُ المَسْرُوقَ أَصْلًا مِن (حِرَافِي)

يَحَيَى عَلَى الْقَاتِ المُدَمَّسِ وَالسَّجَائِر والسَّنَافِي

قَزْمٌ يَمُدُّ الشِّعْرَ سَاقًا مِن (شُعُوب) إِلَى (الْجِرَافِ)

حِينًا يَظُنُّ لِخُبْثِهِ ... عَطْفِي بِدَايَاتِ انْعِطَافِي

حِيْنًا كَطِفْلٍ لَا يُفْرِّقُ بِينَ حَيْضٍ أَو رُعَافِ

حِينًا أَكُونُ غِطَاءَهُ ... حِينًا يُفَكِّرُ بِالْتِحَافِي

لَا خَيرَ مِنْهُ فَلَا لِحَلْبِ النُّوقِ أَو رَعْيِ الْخِرَافِ

إِنْ رُمْتُ مِنْهُ حُضُورَ أَفْكَارِي يَهُمُّ بِالِانْصِرَافِ

هَلْ نَظْمُهُ أَبْيَاتَهُ ... يَا سَادَتِي شُغْلٌ إِضَافِي

أَعْوَامُهُ الْخَمْسُونَ تَشْحَذُ جُوعَهُ وَيَرُدُّ : (مَا فِي)

لَوْ أَنَّهُ يَأْوِي إِلَى السَّبْعِ السِّمَانِ مِنَ الْعِجَافِ

لَأَتّيْتُهُ فِي الْحَالِ أَنْوِي فِي صَوَامِعِهِ اعْتِكَافِي

هُو قَبلَ مِيْلَادِي تَفَتَّقَ .. هَل سيَذْبُلُ بِاقْتِطَافِي؟؟

فَإِذَا اعْتَرَفْتُ بِهِ يَعِيشُ .. أَمُوتُ لَوْ سَحَبَ اعْتِرَافِي

12 يناير 2013م

د. مختار محرم
08-02-2013, 01:17 AM
http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/251878_424145417625915_280383606_n.jpg

في شدة حيرتي وتيهي لمحت بعوضة تحط على ذراعي..
يبدو من شكلها أن الطوى قد تمكن منها فهي هزيلة باهتة ابتسمت من شدة حزني وقلت لها...,.

قَدْ طَالَ وُقُوفُكِ فَوقَ يَدِي
تَغتَالين بَقَايا جَلَدي

أَتَأَمَّلُ فِيْكِ مَدَى وَجَعِي
فِي وَجْهِكِ أَلْقاهَا عُقَدِي

اِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ طَعَامًا
فَاقْتَنِعِي مِنّي.. لَنْ تَجِدِي

أَوَ مَا تَدْرِينَ بِأَنَّ دَمِي
قَد تَاهَ بِقَلْبِيَ مِنْ كَمَدِي

وَشَرَايِينِي يَجْرِي فِيْهَا
حُزْنِي وَالشَّوقُ إِلَى بَلَدِي

وَاقِعُنَا قَدْ أَنْضَبَ دَمْعِي
وَدِمَايَ وَأَنْهَى قُوتَ غَدِي

وَرَمَانِي خَارِجَ أّزْمِنَتِي
أَبْحَثُ عَنْ مُسْتَقْبَلِ وَلَدِي

لَنْ تَجِدِي دَاخِلَ أَوْرِدَتِي
إِلَّا طَعْمَ الْجُوعِ الأَبَدِي

أَوْهَامُ الْأَمسِ تُلَاحِقُنِي
وَجِرَاحُ الْيَومِ بِلَا عَدَدِ

مِخْلَبُكِ الوَاهِنُ يُضْحِكُنِي
فَاجْتَهِدِي أَو لَا تَجْتَهِدِي

وَادَّخِرِي وَقْتَكِ قَارِصَتِي
وَخُذِيهَا مِنِّي (بِالْبَلَدِي)

إِنْ كُنْتِ تُرِيْدِينَ حَيَاةً
فَعَن اليَمَنِيِّينَ ابْتَعِدِي

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:49 PM
ميلاد لا
بَقَايَا أَلَمْ
وَقِطْعَةُ قَلْبٍ.. وَكَفٍّ .. وَفَمْ ..
وَذَاكِرَةٌ يَعْتَرِيهَا السَّأَمْ
وَأَشْلَاءُ فِكْرٍ.. وَنَبْضُ خَيَالٍ
وَأَقْدَاحُ دَمْ ..
وَحِبْرٌ.. وَحُزْنُ سُطُورٍ.. وُ هَمّ
بَقَايَا كَيَانٍ تَجَمَّعْتُ مِنْهَا
تَجَمَّعْتُ أَعْلَنْتُ مَوْتَ الشَّتَاتِ
وَفَاةَ الْعَدَمْ ..
وَأَشْعَلْتُ مِنْ بَوْحِ لَيْلِي شُمُوعًا تُزِيْلُ الظُّلَمْ
وَقُلْتُ لَكُمْ : لَا ..
بِصَوتٍ تَحَرَّرَ مِنْ أَسْرِ قَيْدِ الْأَسَى والسَّقَمْ ..
لِمَاذَا؟, وَأَنَّى ؟ وَكَيْفَ ؟ وَكَمْ ؟؟
صَبَرْتُ عَلَيْكُمْ ..
تَحَمَّلْتُ مَا لَا أُطِيقُ وَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ : لَا ..
فَقَدْ أَتْعَبَتْنِي .. حُرُوفُ .... نَ عَ مْ !!!!

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:49 PM
إلى صنعــــــــــاء
لمدينة حبي الأول كتبت هذه الحروف شوقاً وحزنا..

فِي طُرقٍ تُضِيئُهَا الْآَمَالُ والشُّمُوعْ
أَبْحَثُ عَنْ مَدِينَتِي بِخَاطِرٍ مَوْجُوعْ
مَدِينَتِي أَمِيْرَةٌ يَقْهَرُهَا الخُضُوع
تَضَاءَلَتْ فِي صَمْتِهَا
عَزَائِمُ الْجُمُوعْ
تُبْحِرُ فِي هَوَاجِسِي دَوْمًا بِلَا قُلُوع
وَفِي مَدَى قَصَائِدِي
تَبْحَثُ عَنْ مَرَافِئ الرُّجُوع
مَدِينَتِي.. أَرْصِفَةٌ مَزْرُوعَةٌ بِالْجُوع
إِنْ حَاوَلَتْ أَنْ تَبتَسِم..
قِيْلَ لَهَا مَمْنُوع!!!
شَوَارِعٌ تَدْنِيسُهَا مَشْرُوع
وَقَتْلُهَا مَشْرُوع
هَا أنَا ذَا أَبْكِي عَلَيْهَا فِي دُرُوبِ غَائِبٍ عَنْهَا بِلَا رُجُوع
ثَانِيَةٌ فِي الْبُعدِ عَنْ مَدِينَتِي
تَمُرُّ كَالْأُسْبُوع!!

***
مَدِيْنَتِي عَاصِمَةُ الْجِرَاحِ وَالْأَحْزَان
وَمَرْفَأ الْوِجْدَان
فِيْهَا الغَلَاءُ يَمْلَأ الْأَجْوَاءَ بِالدُّخَان
وَالْمَوتُ بِالْمَجَّان
شُجَيرَةٌ جَمِيْلَةٌ أَغْصَانُها
تَبْكِي بِهَا غِرْبَان
أَمِيْرَةٌ فَاتِنَةٌ زُفَّتْ إِلَى سَجَّانْ!!
عَاصِمَةٌ شَامِخَةٌ يَحْكُمُهَا شَيْطَان
الْخَيْرُ عَنْهَا غَائِبٌ
وَالشرُّ مِنْهَا دَان
نَهَارُهَا أَخْبَارُهُ فِي كَانَ يَامَا كَان!!
***
مَدِينَتِي مُلْهِمَةٌ فِي سِحْرِهَا
يُسَافِر الْخَيَال
حَاضِرَةٌ فِي حُبِّهَا تَعَاقَبَتْ أَجْيَال
تَحَكَّمَ الظُّلمُ بِهَا وَالْعَدْلُ عَنْهَا مَال
كَانُوا يُلَقِّبُونَهَا
فِي مَا مَضَى آَزَالْ
لَكِنَّ دَمْعَهَا عَلَى خُدُودِهَا.. مَا زَال!!
يَتْبَعُنِي فِي غُرْبَتِي وَيَرْسِمُ الظِّلَال
كُلُّ الْمَلَايِين الَّذِينَ يَسْكُنُونَ سَفْحَهَا..
تَسْكُنُهُم أَطْلَال!!!!
***
حَبِيْبَتِي صَنْعَاء..
قَصِيْدَةٌ حَزِينَةٌ أَدْمَنَتِ الْبُكَاء..
عَلَى رَنِيْنِ حُزْنِها تُقِيمُ كَرْبَلَاء
وَفِي صَدَى جِرَاحِهَا يُدَنْدِنُ الشَّقَاء..
سَمِعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي غُرْبَتِي
لُغْزًا يُقَالُ عَنْهُ مِن أَسْئِلَةِ الذَّكَاء..
(مَدِينَةٌ حَمْرَاء.. أَسْوَارُهَا خَضْرَاء..
سُكَّانُهَا عَبِيْدْ.. تُحْكَمُ بِالْحَدِيدْ)
قُلْتُ لَهُم: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُونَهَا!!؟؟
بِهَذِهِ الصِّفَاتِ يَا أَحِبَّتِي
لَيْسَتْ سِوَى صَنْعَاء..
مَدِيْنَةُ الْحُبِّ الَّذِي جَادَتْ بِهِ السَّمَاء
وَقَلْعَةُ التَّارِيخِ وَالْأَمْجَادِ وَالضِّيَاء
لَكِنَّهَا كَوَرْدَةٍ
وَدَهْرُهَا يَا رِفْقَتِي جَمِيْعُهُ شِتَـاء
تَعَجَّبُوا لِمَا أَقُولُ أَجْمَعُوا بِأَنَّنِي
أُصِبْتُ بِالْغَبَاء!!
لَمْ يَعْلَمُوا بِأَنَّ مَا ذَكَرْتُهُ حَقِيْقَةٌ..
شَدِيْدَةُ الْجَلَاء 

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:50 PM
أنثى لا تعرفونها..
أَعْرِفُ أُنْثَى ..
أَبْحَثُ عَنْهَا كُلَّ مَسَاءْ
أَسْأَلُ عَنْهَا كُلَّ نِدَاءْ
أَنْثُرُهَا عِطْرًا أَزَلِيًّا
يَمْلَأُ بِالْحُبِّ الْأَجْوَاء
...
أَعْرِفُ أُنْثَى
فِيْهَا كُلُّ نِسَاءِ الْكَون
كُلُّ صَبَاحٍ وَلَهَا وَجْهٌ
كُلُّ مَسَاءٍ وَلَهَا لَوْن
أَعْرِفُ مِنْ وَطَنِي سَيِّدَةٌ
تَغْلِبُ
كُلَّ نِسَاءِ الْكَون
...
أَعْرِفُ أُنْثَى
سَلَّمتُ لَهَا طَوْعًا نَفْسِي
وَنَسِيتُ بِلُقْيَاهَا يَأْسِي
صِرَتُ لَهَا مَمْلُوكًا أَعْشَقُ
فِي دُنْيَاهَا رَوْعَةَ حَبْسِي
حِيْنَ أَرَاهَا أَنْسَى وَجَعِي
وَإِذَا غَابَتْ أَذْكُرُ بُؤْسِي
كُنْتُ أُنَاجِيْهَا فِي هَمْسِي ..
وَتُكَلِّمُنِي
لَكِنِّي فِي سَاعَة نَحْس
ضَيَّعْتُ طَرِيقِي هَا أَنَا ذَا
أَبْحَثُ عَنْهَا
فِي يَوْمِي
أَبْحَثُ فِي أَمْسِي
...
أَعْرِفُ مِنْ بَلَدِي سَاحِرَةً
تَبْدُو مِثْلَ الْغَجَرِيَّاتْ
تَسْكُنُ فِي أَقْصَى الْغَابَات
فِي الْآَفَاقِ
وَفِي الْأَرْصِفَةِ وَفِي الطُّرُقَاتْ
فِي الْأَيَّامِ وَفِي الْأَحْلَام وَفَوقَ جِبَالِ البُنِّ
الْمُزهِرِ عِشْقًا.. فِي وِديَانِ الْقَات
فِي الصَّمْتِ النَّاطِقِ فِي لُغَتِي
فِي حَرْفٍ يَصْنَعُ أَبْيَات
جَعَلَتْنِي فِي بَحْثِي عَنْهَا
أَسْبُرُ أَغْوَارَ النَّجْمَات
وَأُحَيِّرُهَا بِكِتَابَاتِي
وَأُحَيِّرُ فِيْهَا الْكَلِمَات
أَعْرِفُ سَاحِرَةً مِن وَطَنِي
تَجْعَلُنِي أَرْحَلُ فِي الْمَاضِي
وَأُسَافِرُ وَحْدِي فِي الْآَت
وَأَمُوتُ وَفِي قَلْبِي ظَمَاٌ
لِلحُبِّ
لِأَحْلَى اللَحَظَات..
أَعْرِفُ سَيِّدَةً فِي بَلَدِي
جَمَعَت أَوْصَافَ الْمَلِكَات
لَبِسَت إِبْهَارَ الْمَلِكَات
أَخَذَتنِي فِي لَحْظَةِ حُبٍّ
زَرَعَتْنِي فَوْقَ الْغَيْمَات
قَطَفَتْ مِنْ أَشْعَارِي وَرْدًا
أَهْدَتْنِي بَاقَةَ آَهَات
أَنْسَتْنِي نَفْسِي وَحياتي..
فَنَسِيتُ مَعَانِي الكَلِمَات
أَعْرِفُهَا لَكِنِّي حَقًّا
لَا أَعْرِفُهَا
يَبْدُو أَنَّ القَلْبَ الصَّابِرَ
فِي رِحْلَةِ أَحْزَانِي مَاتْ

أَعْرِفُ أُنْثَى
أَتَلَاشَى بَيْنَ ثَنَايَاهَا
أَتَكَسَّرُ شَوْقًا وَحَنِينًا حِيْنَ أَرَاهَا
لَمْ يَعْرِفْ قَلْبِي إِلَّاهَا
لَمْ يَعْرِفْ دَمْعِي إِلَّاهَا
لَمْ أَحْلُمْ يَوْمًا بِسِوَاهَا
أُنْثَى.. لَا أَتَذَكَّرُ أَنِّي رَجُلٌ إِلَّا عِنْدَ لِقَاهَا
سَأَعِيشُ أُلَمْلِمُ أَحْزَانِي
لِأَخُطَّ قَصَائِدَ سَلْوَاهَا
وَأَعِيشُ أُمَازِجُ أَلْوَانِي
كَي أَصْنَعَ تَاجًا فِضِيًّا
يَمْلَأُ بِالرَّوعَةِ دُنْيَاهَا
وَأَعِيشُ أُلَمْلِمُ آَهَاتِي
كَيْ تُصْبِحَ لَحْنًا سِحْرِيًّا
تُنْشِدُهُ فَرَحًا شَفَتَاهَا
غَايَةُ أَحْلَامِي لُقْيَاهَا
لِأَقُول لَهَا
أَنِّي مُنْذُ ولِدتُّ وَحَتَّى
يَوْمِي وَمَمَاتِي
أَهْوَاهَا

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:51 PM
هَزِيْمة
يَهْزِمُنِي هَمْسُكِ
عَالَمُكِ الْمَرْوِيُّ بِعِطْرٍ مُسْتَنْدَى
يَسْقِي بِالْبَهْجَةِ سِحْرَ الكَوْن
يحَمْلِنُي لِفَضَاءِ الْكَلِمَةِ يَنْثُرُنِي فِي أَبْعَادِ اللَّون
فَأُسَافِرُ فِي مَوْجِكِ أَبْحَثُ عَنْ جَبَلِ الثَّلْجِ لِيَشْطُرَنِي
وَأُفَتِّشُ عَنْكِ وَفِيْكِ
لِأَجْلِكِ أَبْلُغُهَا أَطْرَافَ الْكَوْن
لِأُشَاهِدَ شَمْسًا تُشْرِقُ مِنْ عَيْنٍ حَمِئَة
وَفُؤَادِي لَا يَمْلِكُ أَبَدًا
مِنْ دُوْنِ أَشِعَّتِهَا سِتْرًا

فَأُحَلِّقُ فِي آَفَاقِ النَّشْوَةِ
بِجَنَاحَيْنِ كَشَطْرَي بَيْت..
وَأَعُودُ إِلَى أَحْدَاقِ الْحُزْنِ
أُلَمْلِمُ مِنْ دَمْعَاتِ النَّرْجِسِ
مُجْتَمَعِي
وَأَهِيْمُ أُدَثِّرُهُ وَجَعِي
وَأُشَاهِدُ حِبْرَكِ يُسْكِرُنِي
بِكُؤُوسٍ عَتَّقَهَا دَمْعِي
أَرْحَلُ نَحْوَكِ
وَأَعُودُ..
أَعُودُ..
وَلَسْتِ مَعِي

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:52 PM
كَيْفَ أَنْسَاكِ؟..
بِالله كَيْفَ حَبِيْبَتِي أَنْسَاكِ
كُلُّ الدُّرُوبِ تَقُودُنِي لِهَوَاكِ

أَوَ مَا عَلِمْتِ بِرَغْم نَأْيِكِ أَنَّنِي
فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي الْحَيَاةِ أَرَاكِ

فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي الْوُجُودِ عَلَامةٌ
تَمْضِي بِأَحْلَامِي إِلَى ذِكْرَاكِ

ذِكْرَاكِ صَارَتْ دَوْحَةً في ظِلِّهَا
أَحْيَا وَأَمْضِي قَاصِدًا دُنْيَاكِ

مَا بَيْنَ رُوْحَيْنَا خَبَايَا مَوْعِدٍ
وَحِكَايَةٌ يَحْتَارُ فِيْهَا الْحَاكِي

تَبْكِيْ عَلَيْنَا ذِكْرَيَاتٌ نَجْمُهَا
يَهْدِي بِبَحْرِ مَتَاهَتِي أَفْلَاكِي

أَلْقَاكِ فِي كُلِّ الْأَمَاكِنِ كَيْفَ لِي
يَا رَبَّةَ الْإِلْهَامِ أَنْ أَلْقَاكِ

أَنَا فِيْكِ مَوْلُوْدٌ وَفِيْك مسافرٌ
وَحْدِي وَ زَادِي أَدْمُعٌ تَهْوَاكِ

وَالشَّوقُ لِي صَارَ الرَّفِيقَ وَطُرْقَتِي
دَرْبٌ مِنَ الْآلَامِ وَالْأَشْوَاكِ

يَا أَنْتِ يَا سِحْرَ الْأُنُوْثَةِ إِنَّنِي
مَا عُدْتُ أُبْصِرُ فِي النِّسَاءِ سِوَاكِ

يَا أَنْتِ يَا مَهْدَ الطُّفُولَةِ والصِّبَا
مَاذَا أَكُوْنُ حَبِيْبَتِي لَوْلَاكِ

مَاذَا أَكُونُ سِوَى فُؤَادٍ عَاشِقٍ
يَأْوِي إِلَيْكِ وَيَحْتَمِي بِحِمَاكِ
كَيْفَ الْخَلَاصُ وَلَا خَلَاصَ وَلَا نَجَاةَ
لِمَنْ غَدَا فِي الْحُبِّ مِنْ أَسْرَاكِ

كَمْ وَرْدَةٌ زُرِعَتْ لِتَبْقَى فِي دَمِي
وَتَفُوحُ مِنْ قَلْبِي بِعِطْرِ شَذَاكِ

يَا مَنْ مَلَكْتِ مَشَاعِرِي وَجَوَانِحِي
وَتَأَلُّمِي شَوْقًا إِلَى رُؤْيَاكِ

وَحَنِيْنَ قَلْبِي للِّقاءِ وَلَوْعَتِي
فِيْ وَحْدَتِي وَالسُّهْدَ فِي نَجْوَاكِ

مَابَيْنَ خَوْفِي مِنْكِ أَوْ خَوْفِي عَلَيْـ
ـكِ أَعِيْشُ مَحْكُومًا بِقَلْبي البَاكِي

رُدِّيْ مُعَذِّبَتِي بَقَايَا فَرْحَتِي
وَهُيَامَ رُوْحِيْ فِي نَعِيْمِ رِضَاكِ

جُودِي عَلَيَّ بِنَظْرَةٍ أَحْيَا بِهَا
أَنْسَى أَسَى لَيْلِي وَنَارَ جَفَاكِ

وَلْتَبْعَثِينِي بِالْوِصَالِ لِأَنَّنِي
مَيْتٌ وَلَا أَحْيَا بِلَا لُقْيَاكِ.

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:53 PM
جَنَازَة مِيْلَاد..
ثَلْجٌ وَ نَار..
وَمَغَارَةٌ فِيْهَا تَوَارَى أَلْفُ غَار..
وَ عَجَائِزٌ يَحْكِيْنَ لِلدُّنْيَا
لِأَطْفَالٍ صِغَارْ
عَنْ مَوْسِمٍ قَدْ كَانَ فِي أَيَّامِنَا يُدْعَى نَهَارْ
وَمَوَاكِبٌ تَمْضِي تَزُفُّ جُمُوعُهَا
بِالدَّمْعِ جُثْمَانَ انْتِصَار
وَأَرَى عَلَى تِلْكَ الْجُمُوعِ كَآَبَةً
وَأَرَى مَلَامِحَ ذِلَّةٍ
قَسَمَاتِ بُؤْسٍ وَانْكِسَارْ
وَأَرَى غَرِيْبًا وَجْهُهُ لِلنَّاسِ مَأْلُوْفٌ
أُرَاقِبُهُ بِصَمْتٍ وَاحْتِقَار
يَبْنِي بخبثٍ بَيْنَ أَجْدَادِي وَأَحْفَادِي
عهودا من جِدَارْ
وَيَبُثُّ فِي أَعْمَارِنَا
أَنْبَاءَ مِيْلَادِ احْتِضَارْ
...
سَقَطَتْ قِلَاعُ النُّورِ
مِنْ طُوْلِ الَّليَالِي وَالْحِصَار
عَزَلَ الزَّمَانُ عَنِ الْعُرُوشِ هُنَا حُمَاةَ الْأَبْرِيَاء
وَمَضَى مُلُوكُ الْحَقِّ
وَاسْتَوْلَى عَلَى الدُّنْيَا عَبِيْدٌ أَدْعِيَاءْ
سَادَ الظَّلامُ فَآثرَ الْفَجْرُ الْوَلِيدُ الِانْتِحَار
بُؤْسًا لِقَوْمٍ سَادَ فِيْهِمْ أَشْقِيَاء
...
فِي الْأُفْقِ يَبْدُو جَيْشُ أَبْرَهةٍ المدجج بالمشقة والعناء
قد جاء تُسنِدُهُ أَبَابِيْلُ السَّمَاء
بِمَعَاوِلِ الْكُفْرِ الْبَغِيضِ يَهُدُّ كَعْبَتَنَا
وَيَنْبِشُ فِي قُبُورِ الْأَنْبِيَاء
تَمْضِي جَحَافِلُهُ يُرَفْرِفُ فَوْقَهَا عَلَمُ الْيَهُود..
وَجُنُودُه
إِنْ جَازَ يَوْمًا أَنْ يُنَادَوا بِالْجُنُود
كَأْسٌ.. وَغَانِيَةٌ.. وَعُود..
أَشْلَاؤُنَا تَبْكِي.. تُغَنِّي..
هَاهِي انْطَفَأَتْ لَيَالِينَا
وَنَحْمِلُ بَيْنَ أَضْلُعِنَا
قُلُوبًا لَا تُثَار
مَا عَادَ حَتَّى لِلشِّعَارَاتِ الْكَبِيْرَةِ
وَالْأَمَانِي وَالْوُعُود
أَدْنَى وُجُود..
...
ثَلْجٌ وَنَارْ
وَعَلَى الْمَشَارِفِ جَيْشُ أَبْرَهَةَ الضَّئِيْل
يَغْتَالُ فِي تَارِيخِنَا الْمَجْدَ الْقَتِيْل
يَمْضِي وَيَنْشُرُ فِي أَرَاضِيْنَا الْمَجَازِرَ
وَالْخَرَائِبَ وَالدَّمَار
وَأَمَامَهُ كَلْبٌ ذَلِيْل
يَرْنُو إِلَيْنَا سَاخِرًا
فَقَدِ اسْتَطَاعَ الْيَوْمَ مَا لَمْ يَسْتَطِعْ إِنْجَازَهُ
بِالْأَمْسِ فِيْل
إِذْ هَدَّ كَعْبَتَنَا وَدَمَّرَ فِي مَرَابِعَ حَيِّنَا
بُنْيَانَ جِيْل
لَا تَسْأَلُوا كَيْفَ اسْتَطَاعَ فَكُلُّنَا
شَخْصٌ جَبَانٌ خَائِفٌ .. أَوْ خَائِنٌ وَغْدٌ عَمِيْل
أَحْلَامُنَا تَسْتَقْبِلُ الْغَازِي لَنَا
بَعْدَ انْتِظار
طَوْعًا تُقَبِّلُهُ وَتُهْدِي رَأْسَهُ إِكْلِيْلَ غَار
...
وَيَسِيْرُ جَيْشُ الْغَاصِبِيْنَ عَلَى أَرَاضِيْنَا
فَنَسْمَعُ فِي الْفَضَاء
مَرْثَاةَ كَعْبَتِنَا الَّتِي صَارَتْ كَصَحْوَتِنا
سَرَابًا مِنْ هَبَاء
مِنْ دَرْبِهِ قَدْ فَرَّ خَوْفًا
كُلُّ أَرْبَابِ الْمَرَاعي والدِّيَار..
كَانَ الفِرَار قَرَارَ أَصْحَابِ القَرَار
فَتَنَاثَرَتْ مِزَقُ الْقُلُوبِ عَلَى الدُّرُوبْ
وَأَصْبَحَ الذُّلُ الخَيَار
وَالْأَرْضُ صَارَتْ دَوْحَةً
مَجْرُوحَةَ الْأَغْصَانِ عَقَّتْهَا الثِّمَار
يَبْكِي عَلَى أَغْصَانِهَا الثَّكْلَى هزَار
فَأَهِيْمُ وَحْدِي تَائِهًا
فِي ظُلْمَةِ الْأَوْهَامِ أَبْحَثُ عَنْ نَهَار
يَقْتَاتُ جُرْحُ الْقَلْبِ
مِنْ عجزٍ ويأسٍ وَانْكِسَارْ
مَاذَا تُخَبِّئُ يَا غَدِي خَلْفَ السِّتَار
...
ثَلْجٌ وَنَار
وَمَغَارَةٌ فِيْهَا تَوَارَى أَلْفُ غَار
وَمَوَاكِبٌ تَمْضِي تُعِيْدُ إِلَى جِرَاحِ الْأَرْضِ
جُثْمَان النَّهَار!

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:55 PM
وُقُوفٌ فِي الْمَمْنُوع
لِأَنَّنِي قَنُوْع ..
أَعِيْشُ فِيْ تَعَاسَتِي سَعِيد..
يَمْلَأُ سَاعَاتِي الْفَرَاغُ والْخُضُوع
وَأَطْلُبُ الْمَزِيْد
لِأَنَّنِي أَحْيَا كَجَرَّةٍ
يَنْهَلُ مِنْ جَفَافِهَا يَنْبُوع !!
لِأَنَّنِي هَوَاجِسٌ دَفِيْنَة
وَنَاسِكٌ
فِيْ خَانِ إِبْلِيْسَ يَبِيْعُ دِيْنَه
يَفْسُقُ فِي صَوْمَعَةٍ
لَا يَعْرِفُ الْخُشُوع
لِأَنَّنِي شُجَيْرَةٌ رِيْفِيَّةٌ زُرِعْتُ فِي مَدِيْنَة
لِأَنَّنِي أُنْشُودَةٌ حَزِيْنَة وَرْدِيَّةُ الدُّمُوعْ
لِأَنَّنِي لَاشَيءْ..
لَكِنَّنِي مَحْسُوس ..
أَضْحَكُ مِنْ سَعَادَتِي وَالْقَلْبُ فِي عُبُوس ..
لِأَنَّنِي بَيْنَ بَقَايَا لَوْعَتِي
بَيْنَ حُطَامِ فَرْحَتِي
وَأُمْنِيَاتِ أُمَّتِي مَغْرُوسْ
لِأَنَّنِي لَا رَأْسَ لِي
لِأَنَّنِي مَرْؤُوس
لِأَنَّنِي مُوَافِقٌ مُنَاقِضٌ لِذَاتِي
فَتَارَةً أَعِيْشُ أُمْنِيَاتِي
وَتَارَةً تَعِيْشُنِي مَأْسَاةُ ذِكْرَيَاتِي
لِأَنَّ بَيْنَ أَضْلُعِي ضَمِيْر
لَكِنَّهُ بِلَا ضَمِير
لِأَنَّ فِكْرِي تَائِهٌ
فِي سِجْنِ حَرِّيَاتِهِ أَسِيْر
لِأَنَّنِي بِأَنْ أَعِيْشَ مَيِّتًا وَلُوع
...
لِكُلِّ ذَاكْ
حِيْنَ أَمُدُّ خُطْوَتِي فِي طُرُقِ الْهَلَاك.
حِيْنَ أُرِيْدُ أَنْ أُوَجِّهَ الْحَدِيثَ لِلشَيْطَان
وَهُمْ هُنَا يَدْعُونَهُ الْمَلَاكْ
أَدْعُوهُ قَائِلاً لًهُ: يَا سَيِّدِي السُّلْطَانْ
اُنْظُرْ إِلًيْنَا إِنَّنَا نَعِيشُ فِي حِمَاكْ
فِي ذِلَّةٍ وَجُوع
وَشَعْبُنَا الْمَهْزُومُ يُا رَئِيْسَنا
بِذِكْرَيَاتِ نَصْرِهِ مَخْدُوع !!!
سَاعَتَهَا أُشَاهِدُ الْجُمُوع
تَهْجُمُ بِالْمِئَاتِ بِالْأُلُوف
تَغْتَالُ فِي حُنْجَرَتِي الْحُرُوف
وَبَعْدَهَا تَغْتَالُنِي
لِأَنَّنِي خَرَجْتُ فِي هَوَاجِسِي
عَنْ حَدِّهَا الْمَأْلُوفْ
لِأَنَّنِي وَقَفْتُ بَعْدَ أَلْفِ لَامِ جَرٍّ
وَلَمْ أَزَلْ مَرْفُوع
لِأَنَّنِي حِيْنَ أَطَلْتُ فِي حَدِيْثِي الْوُقُوف
وَقَفْتُ فِي الْمَمْنُوع.!

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:56 PM
أُنْشُودَةُ الوِحدَة
...

ثـر أَيُّهَا الشِّعرُ وَلْتُرْسِلْ إِلَى قَلَمِي
أُنْشُودَةَ النَّصْرِ وَاكْتُبْ نَصَّهَا بِدَمِي

وَاعْزِفْ لِحُبِّ بِلَادِي أَلْفَ أُغْنِيَةٍ
وَارْسُم شِعَارِي وَأَشْعَارِي عَلَى عَلَمِي

وَانْظُمْ قَصَائِدَ عِشْقٍ فِي هَوَى وَطَنِ الْ
أَمْجَادِ وَالنُّورِ وَالإِلْهَامِ وَالْكَرَمِ

نَحْنُ الشَّبَابُ الَّذِينَ الْيَومَ قَدْ نَهَضُوا
لِيَسْتَعِيْدُوا وَيُحْيُوا رِفْعةَ الْقِدَمِ

جِئْنَا مِن الْأَمْسِ نُهْدِي فَجْرَنَا لِغَدٍ
وَنَسْتَبِيحُ دِمَاءَ الْجَهْلِ وَالسَّقَمِ

نَمْضِي بِحُبِّكِ يَا أَرْضَ الصُّمُودِ إِلَى
مَرَافِئ الْأَمْنِ وَالْإِيْمَانِ والشِّيَمِ

نَجْنِي هَوَاكِ أَكَالِيلاً وَنَنْثُرُهَا
مِلْءَ السُّهُولِ وَفِي الْوُدْيَانِ وَالْأَكَمِ

دُرُوبُنَا الْيَومَ فِي عَزمٍ سَنَقْطَعُهَا
لِرَفْعِ رَايَاتِنَا فِي أَشْمَخِ الْقِمَمِ

وَعُمْقُ إِيْمَانِنَا بِالله يُبْعِدُنا
عَن هُوَّةِ التِّيهِ وَالإِسْفَافِ والْعَدَمِ

وَكُلُّ مَنْ رَامَ إِنْقَاصًا لِعِزَّتِنَا
يَقُودُهُ شَرُّهُ دَوْمًا إِلَى النَّدَمِ

سَيَلْبَسُ الذُّلَّ أَثْوَابًا مُمَزَّقَةً
وَيَجْرَعُ الْخِزْيَ فِيْ كَأْسٍ مِنَ النِّقَمِ

وَيَكْتَوِي بِلَهِيبِ الْغيرَةِ انْطَلَقَتْ
مِلْءَ النُّفُوسِ الَّتِي فِي ثَوْرَةِ الْحِمَمِ

جُمُوعُنَا حُرَّةٌ فِي الْأُفْقِ صَارِخةٌ
بِأَنَّنَا أُمَّةٌ مِن أَعْظَمِ الْأُمَمِ

وَلَاؤُنَا كُلُّهُ لِلهِ خَالِقِنَا
لِوحدَةِ الْأَرضِ وَالْإِنْسَانِ وَالْقِيَمِ

بِوحْدَةِ الْيَمَنِ الزَّاهِي قَدِ اكْتَمَلَتْ
أَفْرَاحُنَا وَبَنَيْنَا قِمَّةَ الْهَرَمِ

صَنْعَاءُ يَا قَلْعَةَ التَّارِيخِ هَا هُو ذَا
عَصْر الحَضَارَةِ وَالْأَمْجَادِ فَابْتَسِمِي

شَرَاذِمُ الشَّرِّ وَلّتْ لَا رُجُوعَ لَهَا
وَمَوْكِبُ الْخَيرِ يَخْطُو ثَابِتَ الْقَدَم

مَوَاكِبٌ تَمْلَأ الدُّنْيَا بِرَوْعَتِهَا
تَفْدِيْكَ يَا وَطَنَ الْإِيْمَانِ وَالْحِكَمِ

تَحِيَّةُ الْحُبِّ قَدْ جَاءَتْكِ من عَدَنٍ
تَشْدُو بِلَحْنِ وَفَاءٍ فِيكِ مُنْسَجِمِ

هَيَّا ارْفُلِي فِي ثِيَابِ الْمَجْدِ زَاهِيَةً
بِرَوْعَةِ الْحَقِّ وَالْآَمَالِ وَالْهِمَمِ

قَدْ أَشْرَقَ النُّورُ فِي أَيَّارِ يَغْمُرُنَا
آَيَاتُهُ سَوْفَ نَتْلُوهَا بِلَا سَأَمِ

أَعْرَاسُ تشْرِينَ فِي أَيْلُولَ قَدْ وُلِدَتْ
وَرَفْرَفَ النَّصْرُ فِي رَدْفَانَ كَالْحُلُمِ

فَلَحْجُ عَانَقَتِ الْبَيْضَاءُ وَاتَّحَدَتْ
ذَمَارُ فِي عَتَقٍ شَمْسَانُ فِي نُقُمِ

وَاسْتَبْشَرَتْ كَمَرَانُ الْيَومَ سَاهِرَةً
وَفَوْقَ سُوْقَطْرَة الْأَفْرَاحُ لَمْ تَنَمِ

وَلِلْمُكَلَّا تَرَاتِيْلٌ تُرَدِّدُهَا
وَإِبُّ تَعْزِفُ لَحْناً سَاحِرَ النَّغَمِ

قَدْ أُعْلِنَتْ فِي رِحَابِ الْكَونِ وحْدَتُنَا
كَمَشْرِقِ الشَّمْسِ يَجْلُو أَحْلَكَ الظُّلَمِ

فَمَنْ يُغَالِطُ نُورَ الشَّمْسِ إِنْ طَلَعَتْ
فَذَاكَ فِي غَيِّهِ كَالْعَابِدِ الصَّنَمِ

أَرْضُ السَّعِيْدَةِ يَا مَهْدِي وَيَا كَفَنِي
أَقْسَمْتُ بِاللهِ رَبِّي أَغْلَظَ الْقَسَمِ

بِأَنَّ كُلَّ عَدُوٍّ غَادِرٍ نَهِمٍ
رُوْحِي سَأَبْذُلُهَا فِي حَرْبِهِ وَ دَمِي

وَمَنْ أَرَادَ بِنَا تَمْزِيقَ وَحْدَتِنَا
حَتْمًا سَنَجْعَلُهُ كَاسْمٍ بِغَيرِ سَمِي

فَوحْدَتِي شُعْلَةٌ لِلنُّورِ تَحْرُسُهَا
عِنَايَةُ اللهِ وَالْإِيْمَانُ مُعْتَصَمِي

أَنَا ابْنُكِ الثاَّئِرُ الْإِنْسَانُ مِنْ سَبَأٍ
يَحْلُو - لِيَحْيَا كَرِيْمًا مَوْطِنِي - أَلَمِي

أَمْضِي عَلَى الدَّرْبِ أقْفُو خَطْوَ ذِي يَزَنٍ
فَالْأَرْضُ مُبْتَدَئِي وَالْأَرْضُ مُخْتَتَمِي

وَحِيْنَ أُسْأَلُ عَنْ تِلْكَ الَّتِي أَسَرَت
قَلْبِي وَفِي حُبِّهَا مُسْتَعذَبٌ كَلَمِي

أُجِيبُ أُنَّ اسْمَهَا فِي الْقَلْبِ أَحْرُفُهُ
يَاءٌ وَمِيْمٌ وَنُونٌ نُورُهَا بِفَمِي

عَلَى حُدُودِكِ مُخْتَارًا أَسَلْتُ دَمِي
نَارًا تَصُدُّ فُلُولَ الغَدْرِ وَالنَّهَمِ

تَحْمِي الْهَوَاءَ الَّذِي رَقَّتْ نَسَائِمُهُ
مِنْ جَورِ طَاغِيَةٍ أَوْ غَدْرِ مُقْتَحِم

فَبَارِكِي هِمَّتِي أُمَّاهُ وَاجْتَمِعِي
لَآَلِئُ الْمَجْدِ فِي عِقْدِ الْحِمَى انْتَظِمِي

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:58 PM
مَاتَ الْحُبُّ
الحُبُّ لَا يَمُوت لكِنَّنا فِي لَحَظاتٍ مّا نَظُنُّهُ مَاتَ فندفنه وما يلبث أن يعود
...
ذِكْرَى سَرَابْ
أَحْيَا وَمِن أَطْلَالِهَا
زَادِي
وَفِيهَا لِي شَرَابْ
عِشْرُونَ عَامًا مُنْذُ أَنْ
ظَهَرَ الْغَرَامُ
وَمُنْذُ غَابْ
عِشْرُونَ عَامًا
لَا يَزَالُ الْقَلْبُ فِي أَحْلَامِه
يَخْتَارُ عُنْوانَ الْكِتَابْ
بِدَمِ الْجِرَاحِ
وَبِالدُّمُوعِ
يَخُطُّ دِيْوَانَ اغْتِرَاب
عِشْرُونَ عَامًا قَدْ مَضَتْ
وَأَنَا أُرَاوِحُ فِي مَكَانِي
لَا أُفَكِّرُ فِي الرَّحِيلِ
وَلَا أُفَكِّرُ فِي اقْتِرَابْ
أَمْضِي وَحِيْدًا
أُخْبِرُ الوُدْيَانَ عَنْ حُبِّي
وَأَحْكِي لِلسُّهُولِ وَلِلهِضَابْ
وَأَبُوحُ عَنْ شَوْقِي
لِأَنْصَافِ الرَّسَائِلِ
بِالْهَوَى حِيْنًا
وَحِيْنًا بِالْعِتَابْ
فَلَرُبَّمَا
يَوْمًا بِعَيْنَي مَنْ تُعَذِّبُنِي
سَيَقْرَأُنِي خِطَابْ
يَا أَيُّهَا الْحُبُّ الْمُدَنَّسُ
بِالْمَذَلَّةِ وَالعَذَابْ
يَا أَيُّهَا الْحُبُّ المُدَجَّجُ
بِالْجِرَاحِ
وبِالْخَنَاجِرِ وَالْحِرَابْ
أَشْعَلْتَ بِالْحِرْمَانِ أَيَّامِي
وَأَحْرَقْتَ الشَّبَابِ
أَرْجُوكِ دَعْنِي لَمْ أَعُدْ
إِلَّا رَمَادًا بَعْثَرَتـْهُ الْيَوْمَ
كُثْبَانُ التُّرَابْ
مَنْ لِي بِمَحْوِكَ
مِنْ دُرُوبِي
إِنَّ قَلْبِي لَمْ يَجِدْ
لَكَ فِي حَيَاتِي أَيَّ بَابْ
صَدَقَ الَّذِي
قَدْ قَالَ فِي
وَصْفِ الْأَحِبَّةِ وَالصِّحَابْ
(أَنَا إِنْ دَنَوتُ
مِنَ الْأَنَامِ
يَزِيْدُ حُبِّي لِلْكِلَابْ)

د. مختار محرم
18-02-2013, 07:59 PM
اعترافات مواطن عربي...
أَيَا أَهْلَ غَزَّةَ صَبْرًا
وَصَبْرا
وَلَا تَسْتَغِيْثُوا بِمَنْ حَوْلَكُم مِنْ نِيَامٍ وَسَكْرَى
ثِقُوا بِالْإِلَهِ الَّذِي لَا يُضَيِّعُ لِلنَّاسِ أَجْرَا
ثِقُوا بِالْكَرِيمِ
وَلَا تَرْكَنُوا لِلْغُثَاءِ الْمُعَرَّى
فَلَنْ تَجِدُوا عِنْدَ أَسْرَى الْهَزَائِمِ
يَا قَوْمُ نَصْرَا
أَتَسْتَصْرِخُون؟؟
أَتَنْتَظِرُونَ الْحَيَاةَ لِتَأْتِيَكُمْ
مِنْ شَرَاذِمَ تَسْكُنُ قَبْرَا
إِذَا مَا اعْتَمَدْتُمْ عَلَيْنَا
فَسَوْفَ
تَمُوتُونَ جُوْعًا.. وَخَوْفًا.. وَقَهْرَا
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّنَا لَا نُجِيْدُ
بِغَيْرِ الْخِطَابَاتِ دَوْرَ النِّضَالْ؟؟
أَلَمْ تُدْرِكِوا بَعْدُ أَنَّا خَيَال،
وَأَشْبَاهُ ظِلِّ الرِّجَال؟!!!
وَأَنَّا بَقَايَا بَقَايَا نِعَال!!!!!!!!
نَرَاكُمْ تَعِيْشُونَ فِي الْأَسْرِ دَهْرًا
وَنَدْفِنُ هَامَاتِنَا فِي الرِّمَال!
وَبِتْرُولُنَا كُلَّ يَوْمٍ يَزِيدُ
وَنَحْنُ وِإيَّاهُ نَزْدَادُ فَقْرَا
أَلَمْ تَقْرَؤُوا فِيْ الْكِتَابِ الْعَظِيْمِ
بِأَنَّا أَشّدُّ نِفَاقاً وَكُفْرَا
أَلَا تَعْلَمُونَ بِأَنَّا ضِعَافْ!!؟
وَأَنَّا نَخَاف؟
وَأَنَّا بَقَايَا قَطِيعِ خِرَاف؟
نَعِيْشُ وَنَزْرَعُ فِيْ كُلِّ شِبْرٍ
بِأَوْطَانِنَا بَادِرَاتِ الْخِلَاف..
فَلَا تَطْلُبُوا الْعَوْنَ مِنْ أُمَّةٍ تَسْتَلِذُّ الْقُيُودْ
وَلَا تَسْأَلُوا الْغَوْثَ إِلّا مِنَ اللهِ
رَبِّ الْوُجُودْ
سَيَأْتِيْكُمُ النَّصْرُ
بِالصَّبْرِ يِا سِادَتِي وَالصُّمُود
وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ سَتَلْقَوْنَ يُسْرَا
أَيَا شَعْبَ غَزَّةّ إِنَّ الشُّعُوبَ اسْتَبَاحَتْ جِرَاحَكْ..

فَهَلْ تَتَوَقَّعُ أَمْثَالَهُمْ يُطْلِقُونَ سَرَاحَكْ؟
أَلَمْ تَدْرِ أَنَّ فُلُولَ الْعَرَبْ..
عَبِيْدُ الذَّهَبْ؟؟
فَهْمْ وَالْيَهُودُ سَوَاءٌ.. سَوَاءْ
شَرَايِيْنُهُم لَيْسَ فِيْهَا دِمَاء
وَجِيْفَتُهُم وَصَلَتْ لِلسَّمَاءْ
وَعِنْدَ النِّزَالِ نَرَاهُمْ لُعَبْ!
أَمَامَ الْعَدُوِّ الْغَصُوبِ يَلُوحُ
كِبَارُ رِجَالَاتِهِم.. كَالنِّسَاءْ
هُمُ الْقَاتِلُونَ وَلَيْسَ الْيَهُودْ..
وَهُمْ حَاصَرُوكَ وَرَاءَ الْحُدُودْ..
وَهُمْ كَبَّلُوكَ بِنَيْرِ الْقُيُودْ
وَهُمْ مَنْ يُرِيْدُوْنَ أَنْ يُحْرِقُوكَ
بِنَارِ اللَّهَبْ..
سَأَلْتُكَ بِاللهِ يَا شَعْبَ غَزَّةَ
أَلَّا تُنُادِ الْعَرَبْ
فَلَمْ تَرَ مِنْهُم سِوَى الصَّمْتِ وَالدَّمْعِ
أَجْزَلُ مَا قَدْ تَرَاهُ الْخُطَبْ
وَمُتْ فِي حِصَارِكَ يَا طِفْلَ غَزَّةَ
فَالْمَوْتُ أَرْحَمُ مِنْ أَنْ تَعِيْشَ تُنَادِي
عَلَى أَمَلٍ أَنْ يُجِيْبَ الْخَشَبْ!!!
كَفَانَا مِنَ الذُّلِّ أَنَّا نَرَاكَ وَحِيْدًا تَمُوتُ
وَبَيْنَ الضُّلُوعِ قُلُوبٌ بِقَسْوَتِهًا تَتَمَادَى لِتُصْبِحَ صَخْرَا
وَحَسْبُك بِالُمَوْتِ فِي الْأَسْرِ فَخْرَا
...
أَهَالِي الْقِطَاعِ سَلَامٌ عَلَيْكُم..
سَلَامٌ وَنَصْرٌ سَيُنْزِلُه اللهُ يَوْمًا إِلَيْكُمْ
دَعُونِي أَبُوحُ بِدَمْعِي لَدَيْكُمْ
أَنَا الْعَاجِزُ الْمُسْتَجِيرِ بِصَمْتِي
أُدَارِي عُيُوبَ حَيَاتِي بِمَوْتِي
وَأَقْتُلُ بِالْعَجْزِ وَالدَّمْعِ وَقْتِي
أَتَنْتَظِرُونْ؟؟!!!
مِئَاتٌ يَمُوتُونَ فِي الانْتِظارْ
مِئَاتٌ يَمُوتُونَ تَحْتَ الْحِصَارْ
أُنَاشِدُكُمْ بِإِلَهِ السَّمَاءِ بَأَنْ تَتْرُكُوْنِي!
وَلَا تَحْسَبُوا
أَنَّنِي قَدْ أُحَطِّمُ يَوْمًا سُجُونِي
وَأَكْسِرُ لِلثَّأْرِ قَيْدَ سُكُونِي
وَأَهْتَمُّ يَوْمًا
بِحَالِ المَلَايِيْنِ مِنْكُمْ وَأَنْسَى شُؤُوْنِي
وَيَا أَهْلَ غَزَّةَ لَا تَعْذُلُونِي
إِذَا لَمْ أَجِدْ مَا أَجُودُ بِهِ غَيْرَ دَمْعٍ يَسِيْلُ
وَيُدْمِي جُفُونِي
سَتَنْتَصِرُونَ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ
بِي ..
أِوْ بِدُوْني!!!

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:00 PM
من يوميات الموتى

المُسَفِّلَة.. مهنة من مهن المشعوذات في منطقتنا، والمسفلة عجوز تدعي التواصل مع العالم السفلي فتخبر الناس عن أحوال موتاهم!!! فيا ترى ماذا تحتوي مقابرنا العربية؟؟؟

حادث مروري:
جَمَعُونِي مِنْ أَشْيَائِي
نَثَرُونِي فِيْ أَشْلَائِي
قَالُوا إِنَّ وُجُودِيَ فِي الـ
ـدُّنْيَا خَـطَــأٌ إِمْلَائِي
إِنَّ سُكُوتِي وصُرَاخِي
يُشْعِلُ أَرْضِي وَسَمَائِي
قَتَلُونِي كَيْ أَنْجُوَ مِن
ذُلٍّ قَدْ كَانَ رِدَائِي
غَيْرِي فَالْفِكْرُ وَبَائِي
قَتَلُونِي كَيْ لَا أُعْدِي
فَجَزَاهُمْ رَبِّي خَيْرًا
دَاوَوْا دَائِي بِدِمَائِي
تَبْكِي بِالدَّمْعِ وَرَائِي
وَتَغاضَوْا عَمَّنْ كَانَتْ
لَمْ يَتَّهِمُوهَا زُوْرًا
بِبَلَاءٍ مِثْل بَلَائِي

إعدام:
صَادَرَت السُّلْطَةُ فَنِّي
مَنَعُوا أَوْرَاقِيَ عَنِّي
وَاقْتَحَمُوا عَقْلِي قَهْرًا
كَيْ يَضَعُونِي فِي سِجْنِي
قَالُوا إِنِّي مُتَّهَمٌ
تُهَمًا تَسْتَوْجِبُ دَفْنِي
وَذُنُوبِي زَادَتْ حَتَّى
عَنْهَا التَّوْبَةُ لَا تُغْنِي
بَلَدِي مَسْرُورٌ وَأَنَا
وَحْدِي أَسْكُنُ فِي حُزنِي
قَطَعُوا رَأْسِي وَأَرَاحُوا
إِنْسَ الدُّنْيَا مِنْ جِنِّي
فَجَزَاهُمْ عَنِّي خَيْرًا
سَلِمَتْ دُنْيَاهُم مِنِّي
سَلِمَتْ مِنْ شَتْمِ يَرَاعِي
سَلِمَتْ مِنْ سَيِّءِ ظَنِّي
انتحـار:
أَمَرُوا عَقْلِي أَنْ يَحْيَا مَوْتًا
أَوْ أُصْبِحَ نَعْيا
مَنَعُونِي مِنْ أَوْهَامِي
وَرَمَوْنِي فِيْهَا رَمْيَا
طَلَبُوا مِنِّي أَنْ أَنْسَى
حَتَّى فِي النَّوْمِ الرُّؤْيَا
أَنْ أَحْيَا لَاشَيْئًا أَوْ
أَقْضِي كَيْ أَغْدُو شّيّا
فَقَتَلْتُ بِنَفْسِي نَفْسِي
وَسَفَكْتُ دَمِي كَيْ أَحْيَا
لَمْ يَرْضَوا قَالُوا عَنِّي
:(كَانَتْ زَوْجَتُهُ بَغِيَّا)
فَجَزَاهُمْ رَبِّي خَيْرًا
إِنْ تَرَكُونِي مَنْسِيَّا
إِنْ لَمْ يَدْخُلُ مُخْبِرُهُم
قَبْرِي يَبْحَثُ عَنْ دُنْيَا

جــوع:
مَاذَا أُخْبِرُ عَنْ نَفْسِي
مَشْهُورًا كُنْتُ بِنَحْسِي
بِنَزَاهَةِ كَفِّي ضَرَبُوا
أَمْثَالًا شَجُّوا رَأْسِي
أُصْبِحُ زَادِي آَمَالٌ
وَعَلَى آَلَامٍ أُمْسِي
لَا آَمَنُ – خَوْفَ عِقَابٍ –
أَنْ أُخْبِرَ عَنِّي نَفْسِي
عَنْ هَمٍّ يَقْتُلُنِي لَمْ
أُفْصِحْ حَتَّى فِي هَمْسِ
قَدَرِي أَنْ أَقْضِيَ جُوْعًا
كَيْ يُتْخَمَ مَوْلَى الْكُرْسِي
فَجَزَاهُمْ عَنِّي خَيْرًا
مَنْ أَنْهَوْا قِصَّةَ بُؤْسِي
وَبِمَوْتِي جُوعًا أَعْطَوا
لِلشَّبْعَى أَوْضَحَ دَرْسِ


سكتة قلبية:
وَسَطَ الدَّيْجُورِ الْأَعْظَم
كُنْتُ وَحِيْدًا أَتَأَلَّم
قَتَلُوا أَكْبَرَ أُخْوَانِي
وَرَأَيْتُ الثَّانِي يُعْدَمْ
وَانْتَحَرَ الثَّالِثُ هَرَبًا
مِنْ دُنْيَا فِيْهَا يُظلم
وَاغْتَالُوا الرَّابِعَ جُوعًا
مَاتَ وَقَاتِلُهُ مُتْخَم
ذَبَحُوا أَحْلَامِي حَتَّى
قَتَلَتْنِي الذَّبْحَةُ والْهَمّ
مِنْ دَمِنَا شَرِبُوا شَهْدًا
وَسَقَوْنَا كَأْسَ الْعَلْقَم
دَفَنُونَا عَظْمًا وَنَسوا
مِيْقَاتَ الْبَعْثِ الْأَعْظَم
فَجَزَاهُمْ رَبِّي عَنَّا
خُلْدًا فِيْ نَارِ جَهَنَّم

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:00 PM
قِرَاءَاتْ فِي فُنْجَانِ الزَّمَن
قَصِيْدَةٌ مِنْ ثَلَاثَةِ مَقَاطِع مُخْتَلِفَةِ الْقَوَافِي.. أَنْظُر ُفِيْهَا إِلَى الدَّهْرِ مِنْ ثَلَاثِ زَوَايَا...
فِي الْأَوَّلِ نَظْرَةٌ كَوْنِيَّة وَفِي الثَّانِي أَتَأَمَّلُ وَاقِعَ مُجْتَمَعَاتِنا وَفِي الثَّالِثِ نَظْرَةٌ لِلْذَات..

عَقَارِبْ الْوَقْتِ بِسِرٍّ تَشِي
تَلُوحُ سَكْرَى سَيْرُهَا يَنْتَشِي
بَطِيْئَةٌ مِنْ جَوْرِ أَحْمَالِهَا
مَذْعُورَةٌ مِنْ دَهْرِهَا الْمُوحِشِ
مَهْزُوْمَةٌ فِي صَوْتِ دَقَّاتِها
حُزْنٌ كَئِيْبٌ بِالدُّجَى يَغْتَشِي
تُرَاقِبُ الْأَطْفَالَ فِي حَيْرَةٍ
بِنَظْرَةٍ مِنْ طَرْفِهَا الْأَخْفَشِ
مَا بَالُ أَفْوَاهٍ لَهُمْ أَقْفَرَتْ
مِنْ كُلِّ صَيْحَاتِ الصِّبَى الْمُدْهِشِ
وَلَمْ تَعُدْ تَعلُو أَهَازِيْجُهِمْ
تَرْوِي حَكَايَا الْمَوْسِمِ الْمُنْعِشِ
مَا عَادَ فِي الدُّنْيَا سِوَى دَمْعِنَا
غَمَائِمُ الْحُزْنِ بِهِ تَحْتَشِي
وَإِنْ بَدَتْ مِنْ حَوْلِنَا بَسْمَةٌ
حِرْنَا مَنِ الرَّاشِي؟ مَنِ الْمُرْتَشِي؟
نَقُولُ للدُّنْيَا مَلَلْنَا هُنَا
فَضَاعِفِي الْأَثْقَالَ أَوْ حَدِّشِي*
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّتِي عَاصَرَتْ
قَصَائِدَ (الضِّلِّيلِ) وَ(الْمَقْدَشِي )**
تِقُوْلُ يَا نَفْسَ الْمُعَنَّى دَعِي الْـ
آَمَالَ وَالْأَحْلَامَ وَاسْتَوْحِشِي
وَلْتُغْرِقِي فِي الْبَحْرِ أَفْرَاحَنَا
وَعِنْدَ شُطْآَنِ الُأَسَى كَرْنِشِي
وَفَتِّشِي عَنْ صَفْحَةٍ وَاخْضُبِي
بَيَاضَهَا بِالْوَجْدِ وَلْتَنْقُشِي
هَذِي سُطُورُ الدَّهْرِ مَقْرُوءَةٌ
حِبْرٌ دِمَانَا فَاكْتُبِي .. زَرْكِشِي
مَاتَ النَّهَارْ الْيَوْمَ فِيْ عَالَمِي
أرْدَتْهُ طَعْنَاتُ الدُّجَى الْمُغْطَشِ
وَلَّى وَغَابَتْ فِيْهِ أَحْلَامُنَا
يَا عَيْنُ جُوْدِي بِالْبُكَا أَجْهِشِي
يَا قَسْوَةَ الْأَيَّامِ طُوفِي بِنَا
وَأَسْكِنِيْنَا قَبْرَهُ وَانْبِشِي
ضَاقَتْ بِنَا الدُّنْيَا وَضِقْنَا بِهَا
فَلْتَرْحَمِي أَجْسَادَنَا وَانْهَشِي
...

عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّتِي لَا تَنَامْ
بَطِيْئَةٌ وَالْيَوْمُ فِيْهَا كَعَامْ
تُثِيْرُ فِي النَّفْسِ الْأَسَى وَالْجَوَى
تُعَلِّمُ الْأَحْدَاقَ جُودَ الْغَمَام
تَمُدُّ فِي فَوْضَى الدّجَى خَطْوَنَا
تَقُودُنَا مَثْنَى.. فُرَادَى.. زِحَام
تَرُوحُ تُبْكِيْنَا وَتَغْدُو عَلَى
جِرَاحِنَا تَبْكِي بِدَمْعٍ هُلُامْ
وَتَقْتَفِي آَثَارَ مَنْ أَسْكَرُوا
حَيَاتِنَا دَهْرًا بِخَمْرٍ زُؤَام
صِرْنَا تَهِشُّ الرِّيحُ أَشْتَاتَنَا
وَالذُّلُّ يَعْلُو سَاخِرًا كُلَّ هَام
وَشَاعَ فِيْنَا الْكُفْرُ حَتَّى عَبَدْ
نَا دُوْنَ إِيْمَانٍ جَمِيْعَ اللِّئَام
نَظُنُّ يَأْتِي الْعِزُّ مِنْ ذِلَّةٍ
قُصُورُنَا مَبْنِيَّةٌ مِنْ خِيَام
تُقَاتُنَا مِنْ زُهْدِهِم أَصْبَحُوا
يُمَارِسُونَ الْإِثْمَ تَحْتَ اللِّثَام
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّذِي فِيْهِ قَدْ
تَصَابَتِ الشَّمْطَاءُ.. شَابَ الْغُلَام
أَجْرَتْ مَآَقِيْنَا عَوِيْلًا عَلَى
عَهْدٍ سَيَنْعَانَا بِصَمْتِ الْكَلَام
يَمُوتُ فِي دَقَّاتِهَا نَبْضُنَا
وَنَرْتَمِي صَرْعَى.. سُكَارَى.. نِيَام
مَوْتَى كَأَعْجَازٍ وَلَا رُوْحَ فِي
أَرْوَاحِنَا وَالْعَيْشُ فِيْنَا حَرَامْ
نَنَامُ كَيْ تَصْحُو كَوَابِيْسُنَا
وَبَعْدَهَا نَصْحُو نَعِيْشُ الْمَنَام
أَشْلَاؤُنَا حَيْرَى كَأَنَّا إِلَى
لَاشَيْء نَمْضِي نَسْتَنِيرُ الظَّلَام
نَمْضِي تَخَافُ السَّيْرَ أَقْدَامُنَا
يَعُودُ خَلْفَ الْخَلْفِ مِنَّا الْأَمَام
نُغَالِطُ الضَّعْفَ الَّذِي هَدَّنَا
بِأَنَّنَا أَحْفَادُ قَوْمٍ (عِظَام)
فِيْ دَرْبِنَا الْمَهْزُومِ كُلُّ الْجِهَاتِ
الْيَومَ قَدْ صَارَتْ دُرُوبَ انْهِزَام
...
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّتِي لَا تُثَارْ
تَصُبُّ فِي كَأْسِي كُؤُوسَ انْكِسَار
قَدْ هَيَّجَتْ أَحْزَانَ فُلْكِي الَّتِي
تَمُوتُ فِي مَرْسَى الْحَيَاةِ انْتِظَار

وَاسْتَكْثَرَتْ مَوْتِي فَهَذَا أَنَا
أَعِيْشُ عُمْرِي كُلُّهُ فِي احْتِضَار
أَنَا الَّذِي قَدْ عَلَّمَ الدَّمْعَ أَنْ
يَبْكِيْ وَلِلْأَحْزَانِ فِيْهِ انْهِمَار
سَقَيْتُ غَرْسَ الْعَجْزِ مِنْ لَوْعَتِي
فَلَمْ أَزَلْ أَجْنِي أَمَرَّ الثِّمَار
أَعِيْشُ مِيْعَادًا بِلَا مَوْعِدٍ
يَزِيْدُ إِحْرَاقِي بِلَا أَيِّ نَار
مَاضِيَّ آَلَامٌ وَيَوْمَي شَفَا
وَادٍ مِنَ الْآهَاتِ خَلْفَ السِّتَار
قَلْبِي جَرِيْحٌ خَانَهُ لَيْلُهُ
وَخَانَهُ جُرْحُ اللَّيَالِي فَثَار
أَخَافُ مِنْ خَوْفِي.. وَفِيْ حَيْرَتِي
أَحَارُ .. مِنْ مُرِّي أُعَانِي الْمَرَار
عَقَارِبُ الْوَقْتِ الَّذِي ضَاقَ بِي
إِذْ لَمْ أَضِقْ ذَرْعًا بِطُولِ الْحِصَار
تَقَلَّدَتْ سَيْفِي أَسَالَتْ دَمِي
وَكَفَّنَتْنِي بِالْأَمَانِي الْكِبَار
وَكُلُّ ذَنْبِي أَنَّنِي وَاحِدٌ
مِنْ مَعْشَرٍ يَخْشَوْنَ أَخْذَ الْقَرَار
فَرَّتْ أَمَانِي الْقَلْبُ مِنْ وَحْشَتِي
وَمِنْ ظَلَامِي خَافَ ضَوْءُ النَّهَار
وَأَيْنَمَا فَتَّشْتُ عَنْ خُضْرَةِ الْـ
أفْرَاحِ أهْدَانِي أَسَايَ اصْفِرَار
أَلْقَتْ بِيَ الْأَقْدَارُ فِي مَهْمَةٍ
أُوَاجِهُ الْأَقْدَارَ دُوْنَ اقْتِدَار
دُنْيَايَ أَبْكَتْهَا مَآَسِي الدُّنَا
وَتَوَّهَتْهَا تَائِهَاتُ الْبِحَارْ
فَرُحْتُ أَبْنِي مِنْ قَوَافِي الْأَسَى
قَصَائِدًا تَرْوِي حَكَايَا انْهِيَار
مِنْ لَوْعَتِي لَوْ لَمْ أَكُنْ شَاعِراً
لَكُان لِيْ مِنْ بَوْحِ دَمْعِي شِعَار

هامش
* حَدِّشِي المحدّش هُوَ المُضَاعَفُ أَحَدَ عَشَرَ ضعفا
**الْمَقْدَشِي .. شَاعِر شَعْبِي يَمَنِي

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:07 PM
دِفءُ الخُلُود
د. مختار محرم

لَم يَبْقَ فِي الحْب أَحلَامٌ نَسِيْنَاهَا= كُل الحِكَايَاتِ وَالأَحْوَالِ عِشْنَاهَا
كُل الدُرُوسِ الّتي فِي الْحُب قَاطِبة= مِن عَهدِ آَدم حَتَّى ( نا ) حَفِظنَاهَا
فالبُعدُ والشكُّ والحِرمَانُ من أملٍ =والشَّوقُ والصَّد أَهوالٌ هَزَمنَاهَا
شَكٌّ.. يَقِينٌ.. ظُنُونٌ.. غيرَةٌ.. ثِقَةٌ= مَشاعرُ العِشقِ بالإِيثَار صُغنَاهَا
فَرَائِضُ الحُب نَحنُ القَائِمُونَ بِهَا= والذِّكرَيَاتُ نَسَتنَا فَاسْتَعَدْنَاها
لَمْ نَخْشَ فِي العِشْقِ لَا لَومًا وَلَا عَذلا= وَلمْ نَدَع غِيرةً إِلَّا غلَبْنَاها
بَل إنَّ غيْرَتنَا الْعَميَاء تُغْرِقُنا= حُبًّا.. فنَزْدَادُ شَوقًا.. لَا عَدِمْنَاهَا
حَتَّى الجِراحُ الَّتِي كَانت تثور بِنَا= لَوْ لَمْ تَكُن تَرَكَتْنَا مَا تَرَكْنَاهَا
دَقَائِقُ الْبُعدِ جُزءٌ مِن سَعَادَتِنَا= لَو لَم نَعِشْ فِي لَظَاهَا لَاخْتَرَعنَاهَا
تَزِيدُنَا رَغبةً لِلْقُربِ تَبْعَثُ فِي الـ= أَروَاحِ نَشْوَةَ شَوْقٍ كَم عَشِقْنَاهَا
كُلّ الَّذِين أَرَادُوا هَدمَ عَالَمِنَا= خَابُوا وَكُلُّ خَبَايَاهُم كَشَفْنَاهَا
حَتَّى الْخِصَامَات صَارَت مِن حِكَايَتِنَا= فَصْلًا وَلَو لَمْ تُعَارِضْنَا لَجِئْنَاهَا
دِفْءُ الْخُلُودِ - وَكُلُّ النَّاسِ تَنْشُدُه -= أَضحَى لَنَا جَنّةً.. حُبًّا زَرَعْنَاهَا
مَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْأَحلَامِ يَا قَدَرِي= وَمِن دُرُوبِ غَرامٍ مَا سَلَكْنَاهَا
مِنْ قَبلِ حُبِّك كَانَ الصَّمتُ لِي وَطَنًا= أحيَا عَلى رَأْسِ دُنيَا شَابَ قَرْنَاهَا
يَمِيلُ خَدِّي عَلى يُسْرَايَ فِي مَلَلٍ= أَغْفُو فَتَصْفَعنِي الدُّنيَا بِيُمْنَاهَا
حَتَّى أَتَتْ مِنْ جِنَانِ الْعِشقِ أُحْجِيَةٌ= تَفَنَّنَ الْقَلبُ فِي تَفسِيرِ مَعنَاهَا
فَأصبَحَتْ وَطَنِي .. بَيْتِي وَقَافِيَتِي= أَمِيرةٌ تَأْسِرُ الْأَفكَارَ عَيْنَاهَا
فَرِيدَةٌ تَمْلَأٌ الأَكْوَانَ فِتْنَتُهَا= سُبحَانَ خَالِقهَا بِالحُسْنِ كَنَّاهَا
جَعَلتُ مِنْ قَلْبِهَا بَيْتِي وَمَمْلَكَتِي= كُلُّ المَسَافَاتِ فِي وِدٍّ قَطَعْنَاهَا
يَا أَجمَل الخَلقِ فِي عَينِي وَفِي لُغَتِي= يَا زَهْرةً مِن رَحِيقِ الحبِّ مَجْنَاهَا
مَاذَا أَقُولُ لِوَصفِ الشَّوقِ سَيِّدَتِي= كُل العِبَارَاتِ فِي التُّهيَامِ قُلْنَاهَا
هَذِي حِكَايَتُنَا للنَّاسِ مَاِثَلةٌ= فِيْهَا فُصُولُ غَرَامٍ قَد كَتَبْنَاهَا
حِكَايَةٌ أَصْبَحَتْ لِلْعِشقِ أُغْنِيةً= لَو عَادَ زِريَابُ لِلدُّنيَا لَغَنَّاهَا
فَرَدِّدِيهَا مَعِي فِي أُفْقِ خَارِطَتِي= لِيَسْمَعِ القَومُ أَقْصَاهَا وَأَدْنَاهَا
وَأَعلِنِي فِي فَضَاءِ الْحُبِّ فَاتِنَتِي= أَنَّ السَّعَادةَ بِالُّلقيَا وَجَدْنَاهَا


28 أغسطس 2012م

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:07 PM
http://a5.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/532500_438344172872706_1991891596_n.jpg


مأساة شـعـــــــب
د. مختار محرم
من القصائد القديمة .. كتبتها قبل أكثر من خمس سنوات تداعيا مع ما يحدث في جنوب وطننا الحبيب من ظلم .. أعيد نشرها اليوم في ذكرى مأساة 7 يوليو التي أطلقت الرصاصة الأولى في جسد الوحدة
.....
وجهي يظلله شحوب
وعلى فضائل عالمي
طغت العيوب
وجميع أفعالي ذنوب
مستسلم للصمت والأمل الكذوب
العقل في درب الضلالة
لا يتوب
والروح في جرح المتاهة
لا تؤوب
والجسم
تحرقه المجاعة والحروب
والخوف يسكن روحنا
وينام في جوف الصدور
وفي الحقائب
والجيوب
والحق دولته هناك
بعلم علام الغيوب
فمتى إلى رشدٍ نثوب؟
يا أيها الشعب الذي
تنعاه أحلام الشعوب
يا أيها القلب الذي
تدميه أوجاع القلوب
ما عاد يجديك الهروب
أين المفر وشمعة الآمال
في الدنيا تذوب
والريح تزحف
في ثناياها المآسي والكروب
هبت وفي أنفاسها
جرحٌ يسيل من الجنوب
صار النضال اليوم
في حكم الوجوب
رُصُّوا الصفوف ولملموا الحب
المبعثر في القلوب
وتجمعوا حول الربيع
وكفكفوا الدمع السكوب
سيجيء يومٌ تنجلي
فيه الخطوب
حتى وإن صارت جميع
جهات عالمنا غروب
لا بد من يوم
تعود الشمس فيه إلى الدروب


***
يا منبع الحب المعين
أماه..يا دفء الحنان
ومعبد التاريخ
والحق المكين
يا قبلة الأحلام أنت
ويا ملاذ التائهين
قولي بماذا تحلمين؟؟
بغدٍ يعيد إلى بهائك بسمة
تغشى دروب العاشقين..
بقصيدة عصماء ترسم
مجدك الوضاء في أبهى جبين..
وبباقة من ياسمين!!
هل تذكرين؟؟
من قبل آلاف السنين
وأنا أعيش موحد الآمال
صلبٌاً
لا ألين
من قبل آلاف السنين
وأنا أسير على ثراك
مجسدا فكراً.. ودين
أنا واحد من قبل ميلاد الظلام وقبل ميلاد الأنين
لا فضل في توحيد شعبي
للطغاة
وللعلوج الفاسدين
بالحكمة السمحا
وبالإيمان يشهد لي
إمام المرسلين
كنا الملوك
وقادة الفتح الإلهي المبين
كنا الدعاة السابقين
كنا .. وكنا ..
أنجما تهب الضياء لأرضنا في كل حين ..
هل تشعرين بلهفتي
ملأت ليالينا أنين؟؟
هل تسمعين قصائدي
أبياتها لحن يدوي
في قلوب الغافلين
عاهدت تربتك الطهور بأنني
لسوى إلهي لن أدين
حتى وإن طغت المفاسد
أو تحكم في مصائرنا
بقايا الظالمين
لن أستكين
سأعيش حراً في بلادي
كالأسود عزيزة تحمي العرين
سأطهر الأرض الحبيبة
من غثاء الفاسدين
وعلى ثراها سوف أسجد
ناثرا عرق الجبين
شكرا لرب العالمين
***
ياأرض بلقيس الحبيبة
يا حنين التضحيات
يا منبع النور المبشر
بالحضارة والحياة
يا روضة الحب الإلهي
المبارك بالصلاة
يا جنة المجد المتوج
بالخلود وبالثبات
يا قلعة الأمجاد والتاريخ
يا أرض الأباة
يا أرض تبع
وابن ذي يزنٍ
وأفواج الدعاة
فلتمسحي عنك الدموع
وكفني فيك الرفات
فأنا هنا
بدمي سأروي تربتي
وأزيل أسباب الشتات
سأهد عرش الظالمين
لينتهي عهد الطغاة
الخير من رب السماء
إليك مكتوب
وآت
ما تحلمين به سيأتي
أبشري بالمعجزات
نيرون مات
فرعون أغرقه التكبر
قبله النمرود مات
شارون حتى لو أرادوا
أن يعيش
نراه مات
موعودة أرض الحضارة بالحياة
والظالمون وجندهم يا أم
يطويهم ممات....
7 / 7 / 2007م

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:08 PM
إلى أميرة الشعر

كَبَدْرٍ فِي لَيَالِينَا اسْتَدَارَا = يُضِيءُ بِنُورِهِ دَرْبَ الْحَيَارَى
وَيُهْدِي عُمْرَنَا الَّداجِي صَبَاحًا = وَيَنْفُثُ فِي عَزَائِمِنَا اصْطِبَارَا
وَيَحْمِلُنَا إِلَى الشُّطآنِ مِن بَعْـ = ـدِ أَنْ تَعِبَتْ مَرَاكِبُنَا انْتِظَارَا
وَيَرْسُمُ فِي سَمَاءِ الْمَجدِ نَجْمًا = غَزَا أحْلَامَنَا وَبِهَا أَنَارَا
إِلَيكِ أَمِيرَةَ الشُّعَرَاءِ تَسْمُو = تَحَايَانِا تَخُصُّ بٍكِ الْوَقَارَا
إِلَيكِ الشِّعْرُ سَيِّدَتِي سَيَطْوِي = دُرُوبًا مِن سُهُولَتِها قِصَارَا
لِيبلغَ قَصْرَكِ المَمْلُوءَ مَجْدًا = وَيُلْقِي بَيْنَ كَفَّيكِ اعْتِذَارَا
فَقَد أَحْيَيتِ وَاحَتَنَا بِشِعرٍ = بَدِيعٍ بِالْجَزَالَةِ لَا يُجَارَى
رَبِيحَةُ أَنْتِ سَيِّدَةُ الْقَوَافِي = وَأَنْتِ سَحَابَةٌ أَحْيَتْ قِفَارَا
وَأَنْتِ أَمِيرَةُ الشُّعَرَاءِ طُرًّا = وَبَيْتُكِ للْبَيَانِ يَلُوحُ دَارَا
لَكِ الْحَقُّ الْأَكِيدُ بِكُلِّ حَرْفٍ = بِهِ خَاطَبْتِ سَيِّدَتِي صِغَارَا
جُحُوْدُ نَدَاكِ ثَالِثَةُ الْأَثَافِي = جُحُودُ الشَّمْسِ إذْ أَحْيَتْ نَهَارَا
فَلَا تَسْتَسْلِمِي لِلْحُزْنِ يَوْمًا = وَلَا تَأْسَي إِذَا مَا الَّدهْرُ جَارَا
لِأنَّكِ أَنتِ بَحرٌ مِن عَطَاءٍ = تَفُوقُ كُنُوزُ مَايَحْوِي الْبِحَارَا
لِأَنَّكِ أَنْتِ نَهرٌ مِنْ حَيَاةٍ = كَسَى أَرْجَاءَ عَالَمِنَا اخْضِرَارَا
لِأَنَّكِ أَنْتِ رَوْضٌ مِن شُعُورٍ = تَحِنُّ لَهُ غَمَائِمُنَا انْتِظَارَا
مَدَدْتِ يَدًا بِكُلِّ الْخَيْرِ نَحْوِي = كَغَيْثٍ مُغْدِقٍ أَحْيَا صَحَارَى
فَقَرِّي الْعَيْنَ وَالِدَتِي دَوَامًا = فَإِنِّي اخْتَرتُ بِرَّكِ لِي مَسَارَا
سَأَحْيَا دَائِمًا لِرِضَاكِ أَسْمُو = لِأَبْلُغَ مِنْ رِضَا رَبِّي جِوَارَا
ثِمَارُ مَوَاسِم الأَخْيَار فَوزٌ = وَخَيْرٌ يَمْلَأ الدُّنْيَا ثِمَارَا
مُحالٌ أَنْ يَضِيعَ الْفَضْلُ يَوْمًا = وَعِنْدَ الله يُكْشَفُ مَا تَوَارَى

البار / مختار محرم

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:09 PM
إلى صديقي ..
شعر/ مختار محرمhttp://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/305620_393546300685827_100000913814030_1204107_749 816130_n.jpg

دَعْكَ مِنْهَا وَاهْجُر هَوَاهَا مَلِيّا=عُدْ كَمَا كُنتَ صَادِقًا وَوَفِيَّا
مَا الَّذِي صَارَ يَا رَفِيقَ دُرُوبِي=أَوَ مَاكْنْتَ لِي شَقِيقًا نَجِيَّا؟!
لَمْ يَكُنْ بَوحُ شِعرِكَ امْرَأَ سَوءٍ=لَا وَلَا كَانَت اْلحُرُوفُ بَغِيَّا
كُنْتَ زَنْدِي وَمِعْصَمِي وَمَلَاذِي=وَسِلَاحًا حَمَلتُهُ بِيَديَّا
إِنْ بَدَا الْحُزْنُ كُنْتَ بَهْجَةَ قَلْبِي=أَوْ دَجَا الَّليلُ كُنْتَ بَدْرًا مُضِيَّا
أَو دَهَتْنِي مُصِيْبَةٌ كُنْتَ عَوْنِي=وَإِذَا ضِقْتُ كُنْتَ فَجْرًا نَدِيَّا
كُنْتَ فَحْوَى قَصَائِدِي .. كُنْتَ ظِلِّي = كُنْتَ لِي صَاحِبًا وَكُنتَ وَلٍيَّا
فِلِمَاذَا غدوتَ تَجْهَدُ شِعْرًا=كَيْ تَرَانِي مُعَذَّبًا وَشَقِيَّا
كُلُّ حَرْفٍ بِهِ تَغَزَّلتَ فِيهَا = خِنْجَرٌ شَقَّنِي وَأَوْغَلَ فِيَّا
لَفْحَةُ الدَّمْعِ تَسْتَبِيحُ جُفُونِي=صَارَ دَرْبِي مِنَ الْأَسَى لَوْلَبِيَّا
كُلَّمَا جِئْتُ كَي أَلُمَّ جُمُوعِي = كَبَّلَ الغَدْرُ عَامِدًا قَدَمَيَّا
وَرَمَيتُ ابْتِسَامَتِي خَلفَ ظَهْرِي = صَارَ ظَهْرِي عَنِّي بِبُعدِ الثُّرَيَّا
كُلُّ هَذَا لِأَجْلِ أَنْ تَتَسَلَّى = بِأَنِينِي فَهَلْ تَرَاهُ شَجِيَّا
هَكَذَا دُونَمَا انْتِظَارٍ تَنَكَّرْ=تَ لِمَا بَيْنَنَا وَصِرْتَ قَصِيَّا
لَا تَقُلْ لِي: (عَشِقْتُ) فَالْعِشقُ نَهْرٌ=كُلُّ مَنْ خَاضَ فِيهِ عَادَ نَقِيَّا
لَيْسَ حُبًّا ذَاكَ الَّذِي يَجْعَلُ الَقَلـ=ـبَ غَرِيْبَ الطِّبَاعِ أَوْ نَرْجِسِيَّا
لَيْسَ حُبًّا ذَاكَ الَّذِي فِيهِ نَنْسَى=كُلَّ مَا كَانَ بَيْنَنَا أخَوِيَّا
هَذِه النَّجمَةُ الَّتِي هِمْتَ فِيهَا=مِلْكُ قَلْبِي وَمَهْدُهَا مُقْلَتَيَّا
بُعْدُها عَنْ دَقَائِقِي هُوَ مَوْتِي=وَلِقَاهَا بِهِ سَأُبْعَثُ حَيَّا
إِنْ تَكُنْ قَد أَتَتْكَ تَشْكُو نُفُورِي=بِفُؤَادٍ صَنَعْتُهُ بِيَدَيَّا
ذَاكَ لَمْ يَعْنِ أَنْ تَرُومَ هَوَاهَا =فَهَوَاهَا هُو الْحَيَاةُ لَدَيَّا
هَجَرَتْنِي هُنَيْهَةً ثُمَّ آَبَتْ = هَكَذِا الْعِشْقُ فَلْتَكُنْ أَلْمَعِيَّا
دَعْكَ مِنْهَا وَلْتَنْسَهَا يَا ( صَدِيقِي ) ..=لَا تَكُن أَنت وَالزَّمَان عَلَيَّا
وَابْتَعِد عَنْ حُدُودِها فَهْيَ كَونِي =حُلوَتِي لِي، مُنَايَ عَادَتْ إِلَيَّا
أَو فَهُزَّ الْجِرَاحَ بِالشِّعرِ وَالنَّثـ = ـرِ يُسَاقِطْ أَسَايَ حرفًا جَنِيَّا

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:11 PM
طلل .. مختار محرم
فَلْتَعْذُرِينِي زِدْتُ مِنْ جَدَلِي=صَارَت دُمُوعِي لِلْهَوَى رُسُلِي
لَكِنَّنِي فِي الْبُعْدِ قَاتِلَتِي=قَرَّرتُ إِهْدَاءَ الْقَصَائِدَ لِي
صَمْتُ الْحُرُوفِ إِلَيْكِ يَسْبِقُنِي=كَيْ يَزْرِعَ الْأَوْهَامَ فِي سُبُلِي
ضَاقَتْ بِيَ الْآفَاقُ وَاحْتَرَقَتْ=رُوحِي وَزَادَ الْبُعْدُ مِن وَجَلِي
وَالْقَلْبُ أَعْيَاهُ البُكَاءُ عَلَى=ذِكْرَى أَنَارَ طَرِيقَهَا أَمَلِي
وَأَنَا أَنَا.. مَازِلْتُ مُحْتَفِظًا=بِفَمِي وَلَونِ الصَّمْتِ فِي كَسَلِي
مَزَّقتُ مِنْ جَوْرِ الْأَسَى وَتَرِي=وَفَقَأْتُ مِنْ خَوْفِ الدُّجَى مُقَلِي
وَوَجَدتُنِي رُوحًا تَهِيمُ عَلَى=آَلَامِها فِي ضِيقِ مُعْتَقَلِي
لِي مِنْ جِرَاحِ الْحُبِّ أُغْنِيَتِي=وَلَكِ الْخَوَاطِرُ وَالْقَصَائِدُ لِي
شَاءَ القَضَاءُ بِأَنْ أَعِيشَ هُنَا=يَأْتِي إِليَّ الْمَوتُ مِن قِبَلِي
فَلْتَمْزِجِي دَمْعِي مُعَذِّبَتِي=بِدَمِي قُبَيْلَ الْفَجْرِ وَاغْتَسِلِي
هِيَ رَعْشَةٌ الْقَهْرِ الَّتِي الْتَهَمَتْ=فِي جَوْفِ قَلْبِي رَعْشَةَ الْقُبَلِ
أَنَا مَنْ بَنَى بِالْحُبِّ مَجْدَكِ فِي=أَفْيَاءِ دِيْوَانٍ مِنَ الْغَزَلِ
إِنْ كَانَ ذَاكَ الْقَلْبُ أَكْبَرَ مِنْ= قَلْبِي فَعِيْشِي فِيْهِ وَاحْتَفِلِي
أَوْ طُرْقَةُ الْهُجْرَانِ قَدْ فُرِشَتْ=بِالْيَاسَمِينِ فَغَادِرِي سُبُلِي
إِنِّي أَمُوتُ وَلَا أُرِيدُ سِوَى=أَنْ تَذْرِفِي دَمْعًا عَلَى طَلَلِي
***=***
هَا قَدْ أَتَيْتُ وَدَاخِلِي وَجَعِي=أَمْضِي وَأَطْيَافُ الْعَذَابِ مَعِي
مِنْ أَمْسِ جِئْتُ وَعُدَّتِي جَلَدِي=وَالْجِلْدُ يَسْتُرُ عَارِيَ الرُّقَعِ
وَزَرَعْتُ حُبِّي فِي غُيُومِ غَدِي=وَدَعَوْتُهَا يَا غَيْمَةُ انْقَشِعِي
وَقَتَلتُ فِي أَيَّامِ هَجْرِكِ مَا=أَحْيَتْ بِيَ الْأَشْوَاقُ مِنْ بِدَعِ
وَرَجِعْتُ مَشْدُودًا إِلَى أَمَلٍ=يَذْوِي وَحُبِّ قَاتِلٍ وَ دَعِي
مَاذَا فَعَلْتُ؟ أَلَسْتِ مَنْ حَبَكَتْ=بِالْحُبِ حَوْلِيَ مُحْكَمَ الخُدَعِ
نَادَيْتِ رُوْحِي مِنْ غَيَاهِبِهَا:=هُبِّي إِلَيَّ وَفِي الْغَرَامِ قَعِي
وَنَسَجْتِ لَيْلًا مَاجِنًا بِدَمِي=يَقْتَاتُ مِنْ زُهْدِي وَمِن وَرَعِي
وَالْيَوم .. هَا أَنَا ذَا أَمُوتُ وَقَدْ=أَلْقَيتِ بِي مِن فَوْقِ مُرْتَفَعِ
أَرْنُو إِلَيْكِ بِمُقْلَةٍ ذَبُلَتْ =فِيْهَا الدُّمُوعُ وَلَا أَزَالُ أَعِي
وَقَصَائِدِي يَجْتَاحُهَا أَلَمٌ=يَجْتَرُّ شَوْقًا فِي مَدَى وَلَعِي
وَأَنَا وَأَحْزَانِي وَقَافِيَتِي=وَالسَّطْرُ .. كَوْنٌ صَارَ مُجْتَمَعِي
أَهْذِي وَصَوتُ الصَّمْتِ يَجْرَحُنِي=إِيَّاكِ أَنْ تُصْغِي وَتَسْتَمِعِي
أَدْعُوكِ فِي هَمْسٍ يُكَسِّرُنِي=إِنِّي كَرِهْتُ هَوَايَ فَاقْتَنِعِي
مَاذَا جَنَيْتُ لِكَيْ أَعِيْشُ هُنَا =خَوْفًا وَأَقْضِي فِيْكِ مِنْ جَزَعِي
قَطَّعْتِنِي غَدْرًا وَلِي أَمَلٌ=أَنْ تَذْرِفِي دَمْعًا عَلَى قِطَعِي
***=***
بَعْدَ انْكِسَارَاتِي أَتَى أَلَمِي=يَحْبُو إليَّ مُضَرَّجًا بِدَمِي
وَيُشِيدُ فِي يَوْمِي جِدَارَ أَسًى=وَيُعِيدني لِلَّيلِ وَالظُّلَمِ
شَابَ الغَرَامُ وَشِبْتُ مُذْ رَحَلَتْ=عَنِّي قُيُودٌ أَنْهَكَتْ قَدَمِي
رُدِّي عَلَيَّ الرُّوحَ قَاتِلَتِي =وَخُذِي بِهَا مَا شِئتِ مِن نَدَمِي
فِي وَجْهِكِ الْفَتَّانِ قَدْ صُلِبَتْ=رُوحِي وَوَجْهُ الذِّكْرَيَاتِ قَمِي
أَنْعَى إِلَيْكِ الْحُبَّ أَدْفِنُهُ=وَأَنُوحُ مَذْبُوحًا لِتَبْتَسِمِي
وَأَرَى الْحُرُوفَ حَزِيْنَةً رَجِعَتْ=تَرْوِي جَفَافَ الْسَطْرِ مِن كَلِمِي
وَتُعِيْدُنِي قَسْرًا لِدَائِرَةٍ=ضَاقَتْ عَليَّ وَأَنْهَكَتْ قَلَمِي
لَو لَمْ تَكُونِي فِي الْحَيَاةِ لَمَا=عَانَيْتُ مِنْ حُزْنِي وَمِن سَقَمِي
عُودِي إِلَى تَارِيْخِ قِصَّتِنَا=وَإِلَى قَوَانِينِ الْهَوَى احْتَكِمِي
أَوْ فَاتْرُكِي دُنْيَايَ وَانْصَرِفِي=عَنِّي إِلَى لَاشَيْئِكِ انْهَزِمِي
مَاذَا يُرِيدُ الْحُبُّ مِن رَجُلٍ=خَوْفَ النِّدَاءِ أُصِيبَ بِالصَّمَمِ
مَاذَا يُرِيدُ الدَّرْبُ مِنْ شَبَحٍ=يَمْشِي بِخَطْوٍ خَائِرِ الْقَدَمِ
مَاذَا يُرِيدُ الْأَمْسُ يَتْبَعُنِي=وَأَفِرُّ مِنْهُ مُطَارِدًا قِيَمِي
مَنْ لِي بِنِسْيَانٍ يُكَفِّنُنِي=وَيُعِيْدُنِ قَسْرًا إِلَى عَدَمِي
أَلَمِي الَّذِي أَحْيَيْتِ صَارَ أَنَا=لَا تَذْرِفِي دَمْعًا عَلَى أَلَمِي

25مارس 2012

د. مختار محرم
18-02-2013, 08:12 PM
إلى صديق خرج ولم يعد
شعر/ مختار محرم

جمال حرفِكَ أَحيَا كُل من نطَقُوا=وحَدُّ سهمِكَ أصمَى كل ما رشَقُوا
وَدِفُء رُوحِك شَمسٌ أَطْفَأتْ شَجَنِي=أَتُوهُ إِن غَرُبَت عَنِّي وَأَحْتَرِق
فَأَنْتَ تَارِيخُ مِيلَادِ الْجَمَالِ هُنا = وَبَوحُ شِعركَ لِي يَا سَيِّدِي أُفُقُ
أَرَى قَصِيدك مثل الموجِ يَحمِلُنِي=إِلَى شواطِئَ يحلُو لِي بها الغَرقُ
لحرفكَ الصَّارِمِ البتَّارِ وطأَتُهُ=بِطَانُهُ حِكمَةٌ تَغلِيفُهُ أَلَقُ
لَكِننِي في فَضاءِ الهمّ يحمِلنِي=بِسَاطُ سُهدٍ ويَسرِي فِي دَمِي قلَقُ
هُنَا أُلَملِمُ أَوْصَالِي لِأجْمَعَنِي=مِن بَعدِ أَن فَرَّقَت أَحْلَامَنَا الفِرَقُ
ماذا أَقول صَديقي إنَّ رَاحلَتي=في رِحلَةِ الصمتِ قد أَودَت بِهَا الطّرُقُ
مضَيتُ وَالخَوف خَيلِي .. وَالأَسَى قَدَمِي=قل لِي بِرَبّكَ خِلّي كَيف أَنطَلِقُ؟
جمَعتُ بَعضَ عبَاءَاتِي أُرَقِّعُهَا=أُرَوِّضُ الخَيطَ ثَارَت في يدي المِزَق
بَينِي وَأَنتَ مَوَاثِيقٌ فرشتُ بِهَا=دُنيَاي كَيفَ أَرَانِي عَنكَ أَفتَرِقُ
وَكَيفَ جَاءَ النَّوَى سَهوًا لِعَالَمِنَا=عَرَّى القُلُوبَ فَأَثوَابُ الْهَوى خِرَق
أَينَ العُهُودُ الَّتِي كَانتْ تَعِيشُ بِنَا=لِأَجلِهَا غَادَرَ العُشَّاقُ مَا عَشِقُوا
إِنْ كُنتُ خُنتُ عُهُودَ الأَمسِ خُذ كَبِدِي=قٌوتًا وَهَاكَ دِمَائِي نَزفُهَا مَرَق
أَنَا المُقِيمُ عَلَى أَطلَالِ هجرِكَ لَا=أَنوِي الرَّحِيلَ فَمِثلِي لَيسَ يَنعَتِق
مَشَيتُ دَرْبَك مَشْدُودًا إِلَى أَمَلٍ=يَذوِي وَنَجْمَةِ حُزْنٍ نُورُها شَفَقُ
سَقَيتُ أرضَكَ من حُزني ومن وجعِي=فَكُنتُ غَيمَةَ حُبٍّ أَدمُعِي وَدَق
إن لَم تَثِق بك أَسرَارِي وَخَائِنَتِي=قُل لِي فَدَيتُك يا نِصفِي بِمَن أَثِق