المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر جهبذ



د. سمير العمري
15-09-2011, 08:44 PM
إهداء للأخ الشاعر مصطفى السنجاري ردا على قصيدته الرائعة "رقية المتعوذ" ويبقى له أجر السبق بالفضل.

دَعِي يَا لآلِي الحَرْفِ مَا شِئْتِ أَوْ خُذِي=فَلَنْ تَبْلُغِي مَا كَانَ مِنْ شِعْرِ جَهْبَذِ
تَغَنَّى فَكَانَ الحُبُّ تِرْيَاقَ عِلَّةٍ=وَأَثْنَى فَلانَ القَلْبُ بِالعَبَقِ الشَّذِي
وَأَلْقَى عِصِيَّ الشِّعْرِ حَتَّى كَأَنَّنِي=أُخِذْتُ بِهَذَا السَّحْرِ مِنْ كُلِّ مَأْخَذِ
جَوَاهِرُ مِنْ يَاقُوتِ حِسٍّ مُمَرَّدٍ=وَزَهْرٌ يُوَشِّيهِ الشَّذَا بِالتَّلَذُّذِ
فَيَا شَاعِرًا أَعْجَزْتَ حَرْفًا وَحِرْفَةً=وَيَا سَاحِرًا قَدْ فُقْتَ فَنَّ المُشَعْوِذِ
أَرَاكَ كَأَنَّ البَحْرَ أَوْلاكَ سِرَّهُ=وَأَهْدَاكَ مَحْضًا عِقْدَ دُرٍّ مُقَذَّذِ
وَأَنَّ بِسَاطَ الرِّيحِ قَدْ مَدَّ طَرْفَهُ=لِتَنْفُذَ لِلإِبْدَاعِ مِنْ أَيِّ مَنْفَذِ
"لأنَّ مُغَنِّيْ الحَيِّ يُنْشَزُ صَوْتُهُ=أخَذْنا صِحاحًا مِنْ بُخَارى وَتِرْمِذِ"
وَهَذَا لَعَمْرِي بَيْتُ شِعْرٍ رَأَيْتُهُ=بِدِيوَانِ عِطْرٍ مِنْ قَرِيضٍ مُحَبَّذِ
سَلامًا لِتِلكَ الدَّارِ فِي نِينَوَى التِي=تَضُمُّ أَثِيرًا لِلفُؤَادِ المُنَجَّذِ
وَشُكْرًا بِنَفْحِ الرُّوحِ يَا مُصْطَفَى سَنَا=بِمِرْآةِ وُدٍّ بِالنَّوَى لَمْ تُجَذَّذِ
لَقَمْتَ فَمَ البُهْتَانِ صَخْرَةَ حِكْمَةٍ=وَفَنَّدْتَ سُوءَ القَصْدِ فِي قَوْلِهِ البَذِي
أَمَا أَدْرَكَ المَحْمُومُ بِالحِقْدِ أَنَّنِي=أَسِيرُ وَخَلْفِي طَائِرُ الشِّعْرِ يَجْتَذِي
وَأَنَّ الذِي بَيْنِي وَبَينَ الذِي يَرَى=كَمَا بَينَ نُورِ الشَّمْسِ وَالحَدَقِ القَذِي
وَمَنْ يَجْحَدِ الإِحْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَحْضِهِ=وَيَنْبُذْ مَعَانِي الفَضْلِ يُجْحَدْ وَيُنْبَذِ
أُوَلئِكَ قَوْمٌ سَعَّرَ الحِقْدُ نَابَهُمْ=فَعَضُّوا يَدَ الأُسْتَاذِ بَعْدَ التَّتَلْمُذِ
فَلَوْلا أَتَوْا مِنْ مِثْلِهِ بِقَصِيدَةٍ=وَأَنَّى لَهُمْ صَوغُ الجُمَانِ الزُّمُرُّذِ
أَلَيسَ عَجِيبًا أَنْ يُذَمَّ أُولُو النُّهَى=وَيُحْمَدُ غِرٌّ بَينَ ذَا قَدْ وَشَى وَذِي
وَكَيفَ يُصِيخُ القَومُ سَمْعًا لِمُدَّعٍ=عَلَى طَعْنِ أَرْبَابِ المَكَارِمِ يَغْتَذِي
لَعَمْرُكَ هَلْ يَهْتَزُّ جَفْنُ غَضَنْفَرٍ=إِذَا جُرَذٌ أَصْغَى إِلَى رَأْيِ قُنْفُذِ
أَلا إِنَّ شَرَّ الخَلْقِ مَرْذُولُ خِصْلَةٍ=يَعِيبُ البَرَايَا وَهْوَ مُتَّهَمٌ بِذِي
وَشَرٌّ مِنَ المَأْفُونِ مَفْتُونُ رَأْيِهِ=غُرُورًا يَرَى نَيلَ العُلا بِالتَّأَسْتُذِ
فَهَلْ تَصْدِفُ الأَلْبَابُ عَنْ شَوكِ جَاهِلٍ=وَتَقْطِفُ مِنْ تَمْرِ الحَصِيفِ المُجَرَّذِ
إِذَا زَاغَتِ الأَبْصَارُ فِي دَرْبِ ذِي هَوَى=فَفِي الغَايَةِ القُصْوَى بَصَائِرُ لِلذِي
وَإِنْ عَمَّتِ البَلْوَى بِقَوْمٍ تَأَوُّلا=فَعُذْ بِالذِي يَدْرِي السَّرَائِرَ أَوْ لُذِ