المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا طالع الشجرة !! / دينا نبيل



دينا نبيل
13-10-2011, 11:59 AM
أنا طالع الشجرة !!




يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني


..................

ترتج الشجرة بقوة وتهتز أغصانها .. وتأخذ أوراقها في التهاوي والتبعثر حتى بدت كرأس زنجي أشعث صوته مرعب كصوت حفيف أوراقها ... وفجأة وبعيدا عن أي توقع أو تخيل ... سقط جسد عارٍ !! ... فراغت الأصوات بين صرخة وزعقة ...
... وانكسر الإيقاع

-- " جمال !! "

هبّ الناس نحوه .. قلّبتُه ... وجهه أصفر شاحب قد تجمدت دماؤه في عروقه
... ماذا حلّ به ؟؟
وبين حسبلة وحوقلة ، مرت الأحداث سراعا أمام عيني في لحظة شرد فيها فكري وشلّ فيها عقلي ...

" قرية البقرة " ... قريتنا ...وسبب التسمية وراء موت صاحبي " جمال " ، رفيق عمري .
كانت تتداول الأخبار منذ زمن بعيد حول حديقة عمدتنا التي تحوي شجرة وارفة ؛ تضرب بأغصانها في الأرض فينبت لها الجذور فتخرج منها شجرة أخرى وهكذا حتى بدت كسلسلة أشجار ملتفة حولها .. وكان فيما يُروى عن هذه الشجرة أن هناك بقرة تسكن أعلاها ولها من الكرامات ما يطير له العقل تعجبا ... إنها بقرة تتكلم بل والأدهى أنها تحلب نفسها وتسقي عمدتنا " بملعقة صيني " !!

طبعا كان الجميع مصدقين فكل مرة تسقي البقرة فيها عمدتنا يخرج علينا بوجه غير الوجه الذي ذهب به ؛ يسود شعره الذي اشتعل شيبا ويعود ممتلئا حيوية قد اختفت تجاعيده وعاد ابن الثلاثين ... وما كان أحد ليشك فيما يقوله العمدة وبطانته من ورائه أن البقرة ستسمم البهائم إن امتنع أصحابها من دفع الإيجار أو أنها ستشعل النار في المحصول إن طالب الفلاحون بحصة سماد زائدة ، وأنها ستفعل وتفعل ... وبالفعل كانت كثيرا ما تفعل ...كان حلم البعض وكابوس الكثير أن يجن جنون البقرة وتنزل من الشجرة ... ترى ما شكلها ؟ ... وماذا ستقول لنا ؟؟
وكنت أنا و جمال كسائر الصبية في القرية نجري ونتحلق في حلق ونشدو :

يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني

حلم يراود أحلامنا البريئة " أن نطلع الشجرة " ونقابل البقرة بل وننزل بها ليعم خيرها الجميع فتعطي هذا كوب لبن ليتغذى عليه ... وذاك كوب لبن ليصير أكثر شبابا فيقوى على إطعام أولاده ...
كانت هذه من المسلمات لدينا ، فكل ما حولنا يؤكد ذلك ؛ العمدة وبطانته وبعض من تراءت لهم البقرة في المنام .. ومن كان يشك فيها لحظة كان مصيره وصمة الجنون والجحود...

كبرت أنا وجمال ، وكما كنا لا نفترق في القرية كنا لانفترق في الدراسة بالعاصمة ، وعندما عدنا كانت القرية غير القرية ... ماذا تغير فيها ؟ .. ما هذه العيشة؟ .. ما هذ الجهل والفقر والعمى ؟ ... ألا يرون صورهم في المرآة ؟ .. أشباح تمشي على الأرض .. أحياء أموات سلبت من أعينهم الحياة فضلا عن الابتسام .. ملامح بلا معان ، عقول تائهة وآذان من طين كالذي يدوسون عليه ، كل الوجوه متشابهة .. إنهم قوالب يصبون صبا فإذا ما مر بها الهواء تسمع لها دويا كالنحاس المجوف !!

أخذت أنا وجمال نتجول في القرية نتفرس الوجوه ونقلبها بأعيننا مصدومين ، وكانت صدمتنا الكبرى عندما سمعنا شدو الأولاد :

يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني


--" أتذكر يا جمال ؟"
-- " أجل ، ماذا يقولون !!! "
-- " يقولون ما يقول أهالو القرية !"

مقطبا جبينه ... ( بجلابيته ) الزرقاء انطلق إلى والده يدوس طين الأرض بقدميه ... فيتخلل أصابعه :

-- " ما موضوع البقرة يا أبي ؟ "
-- " بقرة الكرامات والنعم يا بني .. . ربنا يحميها لنا !"
-- " يا أبي هذه خرافة !"
-- " اسكت يا بني لا ترفع صوتك فيسمعك الناس "
-- " ألا تسمع يا أبي ما ينشده الصغار ويردده الكبار ؟!! ... كيف تعيش بقرة فوق شجرة ؟... وكيف تحلب وتسقي بنفسها ؟!"
-- " تسقي بالملعقة الصيني "
-- " الملعقة ( صيني ) أم صنعت في الصين ؟ .... ويا ترى البقرة جنسيتها ( إيه ) ؟ ... أمريكاني؟ ! ... والشجرة شجرتنا ومزروعة في أرضنا وتسقى من مائنا ودمنا !"
-- " اسكت يا بني .. ( كفاية ) كلام "
-- " نعم ( كفاية كلام ) .. ويبقى الفعل !"
جريت وراءه .." ماذا ستفعل يا جمال ؟ " ....
-- " أنا طالع الشجرة !"


أخذت اجتهد في العدو خلفه إلا أنه صار كمارد خرج من مصباحه حديثا ، لا يمكنني اللحاق به أو إيقافه أخشى إن اعترضته أن ينفث النار ويحرقني ! .. قد استشاط غضبا فصار لا يرى سوى الشجرة في حديقة العمدة ماثلة أمامه تحوي هذه البقرة الشاذة التي رضيت مفارقة قطيعها من الأبقار وآثرت العيش منعزلة ، وقد مسخت طبيعتها فبدلا من حرثها الأرض صارت تسكن الأشجار وتنظر إلى الناس من علٍ وتخور مستهزئة بهم، وطمست فطرتها فبدلا من خضوعها لثورها صارت تحلب نفسها بنفسها وتسقي عمدتنا وترضعه لبنها فيعود شابا من احضانها !!

-- " جمال ... جمال ... انتظر لا تدخل على العمدة هكذا .. لا بد من تصريح ! ... انتظر حتى يخرج من الشرفة أو ينزل يشرب الشاي في الحديقة ... لا تتعدى حرمة الدار ! "

وتعالت أصواتنا واختلفت أيدينا بين شد وجذب ، فاجتمع أهل القرية حولنا فانتهز جمال الفرصة ووقف خطيبا :" يا أهل القرية !! .. قد عشتم سنوات طوالا في خرافة ... خرافة البقرة التي تسكن الشجرة .. لا يوجد شئ كهذا ! .. سأدخل الدار وأطلع الشجرة وألوح لكم من فوق .. و سأثبت لكم أنه لا يوجد لا بقرة .. ولا ملعقة صيني!"

ارتفعت الأصوات وامتزجت بين سب ولعن ، نصح وتحذير وخوف وترقب ، كاد الأمر يتطور للصقع والصفع والرجم والحثو إلا ان هلّة العمدة علينا من شرفته كانت أَذْهب لكل هذا
وسط سكون ترقب جاثم على صدور الأهالي شق صوت العمدة الأجش السكون

-- " ما هذه الجلبة ؟ ... وما هذا التجمهر ؟ "
-- " أريد أن أطلع الشجرة !"
و كانت المفاجأة ..
-- " حسنا ... افتحوا له الأبواب ... تفضل !"

أ بهذه السهولة يكون الأمر ؟! ، إذن لم لم يطلبه أحد من قبل ؟ ... ولم سكتنا عليه الدهر ولم يجسر أحد بالتفكير فيه حتى ؟!
تردد جمال ... يمشي .. يجري ... يخطو خطوة ويتلفت حوله خشية طلقة غدر ... وينظر إلى الأهالي رؤوس مطأطئة ، أعناق مشرئبة وأعين متعلقة بين الخوف والأمل ، يرى في أحدها الدموع وفي أخرى التبسم ...

فما أن اطمأن لمسيره حتى أخذ يعدو نحو الشجرة المحفوفة بسياج الأشجار ...

يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني

وسريعا شمر ( جلابيته ) حتى بدت ساقاه السمراوان النحيلتان وأخذ يتسلق الشجرة ، راح يتشبث بالأغصان فتتشبث به الأعين والأنفاس ؛ إن انزلقت قدمه انزلقت قلوبنا وسقطت تحت قدميه !
فما إن وصل إلى قمتها حتى استوى قائما وأشار لنا من بعيد منفرج الأسارير ....

وكانت اللحظة ... لحظة ولوجه في الشجرة ليغيب وسط أوراقها الكثيفة كطبقات وحجب بيننا وبينه
.........

خرجت ( جلابيته ) الزرقاء ملوحة في الهواء معلنة الظفر والنصر ، فانفرجت على إثرها الأفواه مكبرة ، ثم .... سقطت !
-- " هل سيخرج الآن ؟ .... بلا ( جلابية ) .. عاريا ؟!"

بين ترقب الرجال وغض طرف النساء ، صاح صوت عالٍ هزّ الأركان ... خوار بقرة !! ... خارت على إثره القلوب وذابت من الرعب ..
-- " هل هناك بقرة ؟ ... ولم لوح ( بجلابيته ) ؟ ... ما الأمر ؟"

وكان ما كان ... انكسر الايقاع ... واهتزت الشجرة وسقط جمال عار الجسد
ووسط الصراخ والعويل وذهول الألباب ، أخذت أقلب جسده ...ماذا حلّ به ؟

وفتحت فمه ...

وإذا الملعقة الصيني قد حشرت في حلقه

... فحبست بذلك أنفاسه !

أحمد عيسى
13-10-2011, 12:20 PM
ثم ...

أرجوك أيتها الأديبة لا تتركينا هكذا ، لقد حبست أنفاسنا ثم تتركينا دون أن نعرف تتمة القصة
ما أروع أسلوبك في القص ، تشبيهاتك الاستثنائية الفريدة ، التكثيف الرائع ، السرد المتقن الجذاب
الحوار العفوي ، الرمزية الرائعة التي صبغت النص كله ، كنت أحب أن تكسري الخرافة في النهاية
ألا تجعلي الجهل يسيطر على الناس ، أن تجعلي هناك استفاقة ، وألا يسقط هكذا وقد وضعوا الملعقة الصيني في حلقه
فأخرسوه الى الأبد ( كم يذكرني بقصتي : زمن الصمت )

اسمحي لي أن أحييك وأثني على هذه القصة الرائعة

للتثبيت احتفاءً بهذا النص

آمال المصري
13-10-2011, 04:34 PM
انتهت القصة أم لم تنته بعد فقد تابعت حتى حبس الأنفاس ومازلت أنتظر المزيد وأنا برفقتي الدهشة من روعة الحكي وجمال اللغة
وسعة الخيال
شيقة جدا القصة تجبر المتلقي على المتابعة بشغف والتطلع لما سيحدث وانتظار الخاتمة الغامضة أو المفقودة والتي يجبره النص على وضعها بنفسه كل حسب خياله
أديبتنا الرائعة دينا ...
أرفع لك قبعة الإعجاب وأحيي ريشتك الذهبية وحرفك الثر
تحيتي الخالصة ... وزخات عطر

دينا نبيل
14-10-2011, 12:35 PM
ثم ...

أرجوك أيتها الأديبة لا تتركينا هكذا ، لقد حبست أنفاسنا ثم تتركينا دون أن نعرف تتمة القصة
ما أروع أسلوبك في القص ، تشبيهاتك الاستثنائية الفريدة ، التكثيف الرائع ، السرد المتقن الجذاب
الحوار العفوي ، الرمزية الرائعة التي صبغت النص كله ، كنت أحب أن تكسري الخرافة في النهاية
ألا تجعلي الجهل يسيطر على الناس ، أن تجعلي هناك استفاقة ، وألا يسقط هكذا وقد وضعوا الملعقة الصيني في حلقه
فأخرسوه الى الأبد ( كم يذكرني بقصتي : زمن الصمت )

اسمحي لي أن أحييك وأثني على هذه القصة الرائعة

للتثبيت احتفاءً بهذا النص



الاستاذ الراقي أحمد عيسى

يشرفني جدا مرورك العطر بموضوعي سيدي الكريم
وتشجيعك لي بكلماتك .. والله أخجلتني فانا لا ازال مبتدئة
فأرجو سيدي ان توجهني إلى مواضع الاخفاق عندي ولا تحرمني حسن توجيهك

أما بالنسبة لنهاية القصة سيدي .. ربما في الخاتمة كما أشرت حضرتك تدعم الخرافة عند اهل القرية .. لكن لابد أن نضع أيدينا على سبب هذه العلة

إن جمال بطل القصة هو الوحيد الذي أراد تغيير الخرافة والوقوف بوجه المدفع كما يقولون .. والكل ضده .. والآن السؤال ...
هل يكفي انسان واحد أن يغير أفكار متجذرة في المجتمع أجيالا بعد أجيال ؟!! .. أم لابد من تكاتف الجميع ووجود الوعي لحل المشكلة ؟

وسؤال أطرحه على كل من يطالع قصتي ...:002:

هل كانت هذه المشكلة تحل بمجرد .... طلوع الشجرة لمعرفة إن كان هناك بقرة أم لا ؟؟؟؟

سأشرف بتفاعل الجميع معي

أشكرك أ / احمد عل المرور والتعليق والاكثر ... التثبيت


تقبل تحياتي

صفاء الزرقان
15-10-2011, 02:00 AM
استاذة دينا قصةٌ تستولي على اهتمام القارئ
ببساطة تعابيرها و بساطة جوها الذي يُمثل حياةً
ريفيةً بسيطة لأُناسٍ بسطاء تصل بساطت بعضهم حد السذاجة .
خرافة البقرة و مشهد خروج العمدة بهيئةٍ تظهره أقل عمراً
و تهديد الفلاحين من عواقب عدم دفعهم المال كانت كلها
رموزاً و دلالاتٍ وظفت بذكاء في النص .
الخاتمة تحمل غموضاً و غرابة كانت مُباغتة فبعد أن لوح
بالجلابية كان من المتوقع أن يخبرهم بعدم وجود البقرة لكن النهاية كانت مُغايرة.
نصٌ جميلٌ و رمزية موفقة
تحيتي وتقديري

دينا نبيل
15-10-2011, 01:01 PM
انتهت القصة أم لم تنته بعد فقد تابعت حتى حبس الأنفاس ومازلت أنتظر المزيد وأنا برفقتي الدهشة من روعة الحكي وجمال اللغة
وسعة الخيال
شيقة جدا القصة تجبر المتلقي على المتابعة بشغف والتطلع لما سيحدث وانتظار الخاتمة الغامضة أو المفقودة والتي يجبره النص على وضعها بنفسه كل حسب خياله
أديبتنا الرائعة دينا ...
أرفع لك قبعة الإعجاب وأحيي ريشتك الذهبية وحرفك الثر
تحيتي الخالصة ... وزخات عطر



بل تحياتي العطرة لك أستاذتي الغالية على مرورك العبق وجميل كلماتك

وارفع لك قبعتي كلما شرفتي متصفحي المتواضع بطلتك الندية :hat:

تقبلي حبي ومودتي

ماهر يونس
15-10-2011, 06:27 PM
الأديبة القاصة دينا،‏
قرأتها وأعدت القراءة فما إزددت إلا يقينا بقدراتك النصية والتقنية العالية..‏
النهاية كانت واضحة فقد تمكنت كل هذه الخرافات من بطل القصة ووقع ضحية وعيه..‏

لن تقوم الشعوب إلا عندما تذبح هذه البقرة..
القصة ذات أبعاد سياسية وإقتصادية قوية..‏
نرحب بك في واحتنا ونهنأ أنفسنا بوجودك
كل المحبة والتقدير‎

احمد خالد
17-10-2011, 05:25 AM
قصة أكثر من رائعة ..
قرأت فيها تشبيه عميق بينها و بين ما يحدث دوما من نهايات غامضة و مفاهيم خاطئة تصل للجمع ، و حكومة أو ادارة خادعة بشكل ما
فنهاية القصة مفتوحة بشكل ما إذ أنه لا تعبر عن وجود بقرة فوق الشجرة أكثر ما تعبر عن وجود خديعة ما فى الأمر
المكان السرى فوق الشجرة الذى تغطيه الأوراق و يتحكم به العمدة فى الأهالى ... من المحتمل جدا وجود أحد من رجال العمدة فوق لاثبات الأسطورة و قتل " جمال " فى نفس الوقت ..
إنه الغموض ..
إنها الأكاذيب ..
لربما اتضح لنا فيما بعد أن هذا العمدة له صلة صهيونية ما .. :sm:
قصة رائعة أستاذتى .. تحياتى ..

دينا نبيل
17-10-2011, 06:01 AM
استاذة دينا قصةٌ تستولي على اهتمام القارئ
ببساطة تعابيرها و بساطة جوها الذي يُمثل حياةً
ريفيةً بسيطة لأُناسٍ بسطاء تصل بساطت بعضهم حد السذاجة .
خرافة البقرة و مشهد خروج العمدة بهيئةٍ تظهره أقل عمراً
و تهديد الفلاحين من عواقب عدم دفعهم المال كانت كلها
رموزاً و دلالاتٍ وظفت بذكاء في النص .
الخاتمة تحمل غموضاً و غرابة كانت مُباغتة فبعد أن لوح
بالجلابية كان من المتوقع أن يخبرهم بعدم وجود البقرة لكن النهاية كانت مُغايرة.
نصٌ جميلٌ و رمزية موفقة
تحيتي وتقديري


أستاذتي القديرة صفاء الزرقان

كل التحية لمرورك الكريم .. وشكري الخالص لتشجيعك إياي
وأرجو من حضرتك أن توجهيني نحو أخطائي .. كي أتمكن من تحسين أسلوبي

لك مني كل الامتنان والود

دينا نبيل
22-10-2011, 09:00 AM
الأديبة القاصة دينا،‏
قرأتها وأعدت القراءة فما إزددت إلا يقينا بقدراتك النصية والتقنية العالية..‏
النهاية كانت واضحة فقد تمكنت كل هذه الخرافات من بطل القصة ووقع ضحية وعيه..‏

لن تقوم الشعوب إلا عندما تذبح هذه البقرة..
القصة ذات أبعاد سياسية وإقتصادية قوية..‏
نرحب بك في واحتنا ونهنأ أنفسنا بوجودك
كل المحبة والتقدير‎

أشكرك أ / ماهر على مرورك بقصتي المتواضعة جدا وتعليقك الجميل .. ولكن سيدي ليس البطل هو من وقع فريسة الخرافة بالعكس بل هو الوحيد الذي فطن لها بينما يغط أهال القرية في السبات .. ولكن لأنه وحده من تحرك نحو الخطر ولم يجد الوعي الكافي والدعم الكافي من أهالي القرية .. فسقط مقتولا من فوق الشجرة

كل التحية والتقدير لك سيدي

دينا نبيل
22-10-2011, 10:45 PM
قصة أكثر من رائعة ..
قرأت فيها تشبيه عميق بينها و بين ما يحدث دوما من نهايات غامضة و مفاهيم خاطئة تصل للجمع ، و حكومة أو ادارة خادعة بشكل ما
فنهاية القصة مفتوحة بشكل ما إذ أنه لا تعبر عن وجود بقرة فوق الشجرة أكثر ما تعبر عن وجود خديعة ما فى الأمر
المكان السرى فوق الشجرة الذى تغطيه الأوراق و يتحكم به العمدة فى الأهالى ... من المحتمل جدا وجود أحد من رجال العمدة فوق لاثبات الأسطورة و قتل " جمال " فى نفس الوقت ..
إنه الغموض ..
إنها الأكاذيب ..
لربما اتضح لنا فيما بعد أن هذا العمدة له صلة صهيونية ما .. :sm:
قصة رائعة أستاذتى .. تحياتى ..

أ / أحمد

اشكر لك مرورك العبق بقصتي البسيطة
وراقني جدا تعليقك وفهمك وتفسيرك لرمزيتها .. لقد وفقت كثيرا سيدي في فهمها

أحييك على ذلك

لك شكري وتقديري

كاملة بدارنه
23-10-2011, 04:57 PM
يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني
بداية جميلة جدّا تتضمّن عنصر جذب قويّ لما سيأتي، وتذكّر بالحكايات الشّعبيّة التي تحقّق العناصر الخياليّة والخرافيّة، وفيها الكثير من طموحات وأحلام وطلبات من يحظوا بالتّقرّب من مصدر المنح العجيب ذلك...
قصّة، أسلوب القصّ فيها، والمضامين يذكّراني بحكاية شعبيّة فلسطينيّة بعنوان: "بقرة اليتامى" أو " البقرة الصّفراء"
كلّما أحسّ الأولا بالجوع قالوا لها: " يا بقرة إمنا وابونا بدنا نوكل جوعانين... يلاقوا جاطات هالرّز واللحم ... يوكلوا ويشبعوا"
أي كلّما طلبوا منها الطّعام تدرّ عليهم الأرزّ المطبوخ باللحم... وهي من ضمن الحكايات التي تشبع الرّغبات أثناء قراءتها، وكانت كنوع من التّعويض الذي عاشه الفقراء هربا من فقرهم ...
أي كلّما طلبوا منها الطّعام تدرّ عليهم الأرزّ المطبوخ باللحم..ز وهي من ضمن الحكايات التي كانت تشبع الرّغبات أثناء قراءتها، وكانت كنوع من التّعويض الذي عاشه الفقراء هربا من فقرهم ...
أمّا البقرة في هذه القصّة، فذات صفات مميّزة وهي أنّها تسكن أعالي الشّجرة، وتدرّ الخيرات على الجميع، حتّى العمدة وبطانته!
الشّجرة في الأدب من أغنى الموضوعات الرّمزيّة... مرتبطة بالعبادة في الأساطير . "وهي رمز الحياة المتطوّرة، المتغيّرة دائما وأبدا، الصّاعدة نحو السّماء، الدّالة على كلّ رمزيّات الارتفاع والتّعامد، وترمز للنّشوء الكونيّ: الموت والنّشور. وكذلك ارتبطت بالقدسيّة.
الشّجرة ذات صلة وصل بين ثلاثة مستويات من الكون: باطن الأرض، حيث جذورها في الأعماق. أديم الأرض، الجذع والفروع، والأعالي، الأغصان السّامقة وذروتها". ولها رموز ودلالات أخرى كثيرة ...
في هذه القصّة، البقرة مسكنها الشّجرة كما ذكر، وكنت أفضّل غير ذلك؛ لأنّ دلالات المكان، وماهيّته تخالف المضمون الذي تطلّب مكانا ليس علويّا كالشّجرة ... البقرة مكانها المنطقيّ أسفل الشّجرة- وإن كان ما يعرض فكر خرافيّ- فهي تعطي الحليب. لم يظهر النّصّ أنّها أثناء عطائها كانت تنزل الأرض، بل حافظت دائما على مكانها في الأعالي، وربّما في ذلك إشارة للقيمة الفوقيّة التي أعطيت للبقرة ، ومع ذلك، كان الأفضل لو كان مسرح الأحداث تحت الشّجرة. فالقصص الشّعبيّة الخرافيّة حافظت على الرّبط المنطقيّ بين الأحداث، وإن كانت خياليّة، ولا يقبلها المنطق السّليم!
عرضت القصّة سيطرة الفكر الخرافيّ على النّاس بأسلوب جذّاب وموفّق، وكانت الصّورة جميلة حين أراد جمال التّحدّي:
:" يا أهل القرية !! .. قد عشتم سنوات طوالا في خرافة ... خرافة البقرة التي تسكن الشجرة .. لا يوجد شئ كهذا ! .. سأدخل الدار وأطلع الشجرة وألوح لكم من فوق .. و سأثبت لكم أنه لا يوجد لا بقرة .. ولا ملعقة صيني!"ولكن في النّهاية كانت الغلبة للفكر الخرافيّ ، ولم يستطع جمال تحقيق ما أراد... وسقط عاري الجسد، والعري هو كشف للحقيقة، ولكن، الحقيقة في النّهاية ظلّت كما في البداية: خضوع المجموع للوهم والخرافات...
قصّة مؤثّرة ذات إيحاءات كثيرة في مضمونها ورمزيّتها
بوركت أخت دينا
تقديري وتحيّتي

دينا نبيل
23-10-2011, 11:59 PM
يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني
بداية جميلة جدّا تتضمّن عنصر جذب قويّ لما سيأتي، وتذكّر بالحكايات الشّعبيّة التي تحقّق العناصر الخياليّة والخرافيّة، وفيها الكثير من طموحات وأحلام وطلبات من يحظوا بالتّقرّب من مصدر المنح العجيب ذلك...
قصّة، أسلوب القصّ فيها، والمضامين يذكّراني بحكاية شعبيّة فلسطينيّة بعنوان: "بقرة اليتامى" أو " البقرة الصّفراء"
كلّما أحسّ الأولا بالجوع قالوا لها: " يا بقرة إمنا وابونا بدنا نوكل جوعانين... يلاقوا جاطات هالرّز واللحم ... يوكلوا ويشبعوا"
أي كلّما طلبوا منها الطّعام تدرّ عليهم الأرزّ المطبوخ باللحم... وهي من ضمن الحكايات التي تشبع الرّغبات أثناء قراءتها، وكانت كنوع من التّعويض الذي عاشه الفقراء هربا من فقرهم ...
أي كلّما طلبوا منها الطّعام تدرّ عليهم الأرزّ المطبوخ باللحم..ز وهي من ضمن الحكايات التي كانت تشبع الرّغبات أثناء قراءتها، وكانت كنوع من التّعويض الذي عاشه الفقراء هربا من فقرهم ...
أمّا البقرة في هذه القصّة، فذات صفات مميّزة وهي أنّها تسكن أعالي الشّجرة، وتدرّ الخيرات على الجميع، حتّى العمدة وبطانته!
الشّجرة في الأدب من أغنى الموضوعات الرّمزيّة... مرتبطة بالعبادة في الأساطير . "وهي رمز الحياة المتطوّرة، المتغيّرة دائما وأبدا، الصّاعدة نحو السّماء، الدّالة على كلّ رمزيّات الارتفاع والتّعامد، وترمز للنّشوء الكونيّ: الموت والنّشور. وكذلك ارتبطت بالقدسيّة.
الشّجرة ذات صلة وصل بين ثلاثة مستويات من الكون: باطن الأرض، حيث جذورها في الأعماق. أديم الأرض، الجذع والفروع، والأعالي، الأغصان السّامقة وذروتها". ولها رموز ودلالات أخرى كثيرة ...
في هذه القصّة، البقرة مسكنها الشّجرة كما ذكر، وكنت أفضّل غير ذلك؛ لأنّ دلالات المكان، وماهيّته تخالف المضمون الذي تطلّب مكانا ليس علويّا كالشّجرة ... البقرة مكانها المنطقيّ أسفل الشّجرة- وإن كان ما يعرض فكر خرافيّ- فهي تعطي الحليب. لم يظهر النّصّ أنّها أثناء عطائها كانت تنزل الأرض، بل حافظت دائما على مكانها في الأعالي، وربّما في ذلك إلفكرة القصة الخرافية شارة للقيمة الفوقيّة التي أعطيت للبقرة ، ومع ذلك، كان الأفضل لو كان مسرح الأحداث تحت الشّجرة. فالقصص الشّعبيّة الخرافيّة حافظت على الرّبط المنطقيّ بين الأحداث، وإن كانت خياليّة، ولا يقبلها المنطق السّليم!
عرضت القصّة سيطرة الفكر الخرافيّ على النّاس بأسلوب جذّاب وموفّق، وكانت الصّورة جميلة حين أراد جمال التّحدّي:
:" يا أهل القرية !! .. قد عشتم سنوات طوالا في خرافة ... خرافة البقرة التي تسكن الشجرة .. لا يوجد شئ كهذا ! .. سأدخل الدار وأطلع الشجرة وألوح لكم من فوق .. و سأثبت لكم أنه لا يوجد لا بقرة .. ولا ملعقة صيني!"ولكن في النّهاية كانت الغلبة للفكر الخرافيّ ، ولم يستطع جمال تحقيق ما أراد... وسقط عاري الجسد، والعري هو كشف للحقيقة، ولكن، الحقيقة في النّهاية ظلّت كما في البداية: خضوع المجموع للوهم والخرافات...
قصّة مؤثّرة ذات إيحاءات كثيرة في مضمونها ورمزيّتها
بوركت أخت دينا
تقديري وتحيّتي

أ / كاملة

مرورك يسعدني بشدة .. وجميل تعليقك الوافي وشرحك المتميز لفكرة القصة الخرافية

لكن بالنسبة لمكان البقرة .. انا في رأيي المتواضع وأرجو تصوبي لي أن مكانها الأمثل هو أعلى الشجرة لأنه لم يتم أي احتكاك بينها وبين أهالى القرية .. لكن فقط كانت أمنيات لأهل القرية أن تنزل البقرة وتدر عليهم الخير الكثير

ولكن بعد قراءة القصة أكثر من مرة يتضح أنه لم يكن هناك اية بقرة على الاطلاق وهو كلام جمال .. وإنما فكرة البقرة ما هي إلا وسيلة من وسائل العمدة ليمارس بها السلطة على أهل القرية .. ويمكن بالطبع عمل اسقاطات سياسية واقتصادية لها

مرة أخرى احييك على قراءتك وتعلقك الدقيق

تقبلي التحايا والتقدير

كاملة بدارنه
24-10-2011, 02:04 PM
لكن بالنسبة لمكان البقرة .. انا في رأيي المتواضع وأرجو تصوبي لي أن مكانها الأمثل هو أعلى الشجرة لأنه لم يتم أي احتكاك بينها وبين أهالى القرية .. لكن فقط كانت أمنيات لأهل القرية أن تنزل البقرة وتدر عليهم الخير الكثير

أهلا بك أخت دينا ...
لم يغب عن بالي أنّ ما تداوله النّاس هو خرافة. وهذا كان أساس الرّدّ...
ففي الحكايات الخرافيّة التي أشبعت أذهان طفولتنا رعبا أحيانا ومتعة أحايين، جُسّد الغول، والحيوانات صانعة المعجزات، والعصا السّحريّة، والباطية المغدقة للطّعام على الفقير وأولاده، وطمع بها المختار، وأخذها... كلّ هذا جعلتنا القصّة نتصوّره واقعا، ولكنّه ليس بواقع. هي خرافات عاشت في اللاوعي الجمعي مئات السّنين، وانتشرت بين الأفراد والمجتمعات. لكن، حافظت الحكاية الخرافيّة على الرّبط بين المكان والشّخصيّة لتتلاءم وحركتها المسرحيّة في تلك الخرافة. فالغول له المكان الملائم، والذّئب، والبقرة ... إلخ . وهذا ما قصدته بتفضيلي لمكان سفليّ لتواجد البقرة، أي تحت الشّجرة أو خلفها أو أيّ مكان آخر. فالبقرة أوجدتها الذّهنيّة الخرافيّة، وبالطّبع هي غير موجودة، وتمثّل ما عشّش من وهم في العقول سنين طويلة... فما قصدته هو الرّبط بين عناصر التّفاصيل الخرافيّة تلك، طالما اعتمدت القصّة العناصر هذه؛ لتبيّن وضعا مأساويّا لمجتمع يعشّش الفكر الخرافي في ذهنيّته وعقليّته.
أرجو أن أكون قد وضّحت الصّورة ... وتظلّ قصّتك رائعة عزيزتي دينا وبطريقة سرد جميلة ...
تقديري وتحيّتي

دينا نبيل
25-10-2011, 10:33 PM
لكن بالنسبة لمكان البقرة .. انا في رأيي المتواضع وأرجو تصوبي لي أن مكانها الأمثل هو أعلى الشجرة لأنه لم يتم أي احتكاك بينها وبين أهالى القرية .. لكن فقط كانت أمنيات لأهل القرية أن تنزل البقرة وتدر عليهم الخير الكثير

أهلا بك أخت دينا ...
لم يغب عن بالي أنّ ما تداوله النّاس هو خرافة. وهذا كان أساس الرّدّ...
ففي الحكايات الخرافيّة التي أشبعت أذهان طفولتنا رعبا أحيانا ومتعة أحايين، جُسّد الغول، والحيوانات صانعة المعجزات، والعصا السّحريّة، والباطية المغدقة للطّعام على الفقير وأولاده، وطمع بها المختار، وأخذها... كلّ هذا جعلتنا القصّة نتصوّره واقعا، ولكنّه ليس بواقع. هي خرافات عاشت في اللاوعي الجمعي مئات السّنين، وانتشرت بين الأفراد والمجتمعات. لكن، حافظت الحكاية الخرافيّة على الرّبط بين المكان والشّخصيّة لتتلاءم وحركتها المسرحيّة في تلك الخرافة. فالغول له المكان الملائم، والذّئب، والبقرة ... إلخ . وهذا ما قصدته بتفضيلي لمكان سفليّ لتواجد البقرة، أي تحت الشّجرة أو خلفها أو أيّ مكان آخر. فالبقرة أوجدتها الذّهنيّة الخرافيّة، وبالطّبع هي غير موجودة، وتمثّل ما عشّش من وهم في العقول سنين طويلة... فما قصدته هو الرّبط بين عناصر التّفاصيل الخرافيّة تلك، طالما اعتمدت القصّة العناصر هذه؛ لتبيّن وضعا مأساويّا لمجتمع يعشّش الفكر الخرافي في ذهنيّته وعقليّته.
أرجو أن أكون قد وضّحت الصّورة ... وتظلّ قصّتك رائعة عزيزتي دينا وبطريقة سرد جميلة ...
تقديري وتحيّتي

كم أشكرك سيدتي على تفاعلك الراقي ..
والله إنه لشرف جم
وبالنسبة للفكرة .. نعم وضحت أستاذتي الفاضلة وفهمت المقصد .. وحضرتك أستاذتنا وانا لا أزال أحبو

لك كل التقدير

وتقبلي فائق التحايا

ربيحة الرفاعي
29-10-2011, 03:40 AM
الرائعة دينا نبيل
قصة جميلة استندت لفكرة الخرافة التي اسلمت لها المجتمعات قيادها في كل مكان، كل في فترة زمانية مختلفة تحكّم فيها الجهل بحياته ورسم ملامحها، وبسردية متقنة ولغة طيبة امسكت بالقارىء منذ الاستهلال الموفق تماما، ليسير معك خطوة بخطوة في كشف معنى الوهم المزروع في عقول العامة ومدى استسلامهم له بلا وعي ولا إعمال فكر، في إسقاط سياسي واضح وقوي.

كنت هنا قاصة محترفة وقدمت نصا مشوقا يصل بالقارىء راضيا ومستعذبا القراءة غوصا في النص إلى حيث تريدين

يبقى أن رسالة الأدب لا تقف عند المتعة بل تتعداها ، لدور توعوي أو تدميري تبعا لولاءات الأديب، يحمّل نصوصه على أساس منها الرسائل الكفيلة بتغيير مفاهيم المجتمع أو بالعمل على تغييرها، وهذا يعني بالضروة أن عليه التيّقن من ماهية الرسالة التي حملها النص، وأثرها المتوقع في لا وعي القاريء، وهنا أراك كنت بحاجة لبعض اعتناء بمشهد السقوط، ليس بتسطيح نصك بجعله يكشف بحركة بطولية سريعة عدم وجود البقرة وكذب مزاعم العمدة، وإنما بتقديم يسبق تسلق الشجرة يمكّن من تصوّر وجود عملاء للعمدة في أعلاها...
لاحظي هنا أيتها الكريمة ان الشجرة في النهاية أغصان وأوراق، وليس معقولا أن يكون ثمة من يقيم عليها بشكل دائم تحسبا لما ليس متوقعا أصلا من ظهور هذا البطل يتسلقها ليثبت الحقيقة، وقد أتيت به للحديقة فجأة وبما لا يملكون معه تمكين أحد من الصعود، قلو أنك قدمت لذلك بتسريب أقوال منقولة عنه تكشف نيّته مثلا، أو بالاشارة لارتفاع أسوار الحديقة وإحكام إغلاق أبوابها، ووصول صوت جمال ومن حوله للعمدة من وراء الأسوار او .. أو ...
المهم أن أجد كقارىء ما أبني عليه تصوّري بأنهم أرسلو من يسبقه ويستعد له ليقتله، وإلا فإن ثمة بقرة على الشجرة قتلته
وهذا ما أثق أنك لا تريدين توصيله

أعود للتأكيد على إعجابي الشديد بنصك الجميل وقدرتك السردية العالية

تحيتي

دينا نبيل
30-10-2011, 01:59 PM
الرائعة دينا نبيل
قصة جميلة استندت لفكرة الخرافة التي اسلمت لها المجتمعات قيادها في كل مكان، كل في فترة زمانية مختلفة تحكّم فيها الجهل بحياته ورسم ملامحها، وبسردية متقنة ولغة طيبة امسكت بالقارىء منذ الاستهلال الموفق تماما، ليسير معك خطوة بخطوة في كشف معنى الوهم المزروع في عقول العامة ومدى استسلامهم له بلا وعي ولا إعمال فكر، في إسقاط سياسي واضح وقوي.

كنت هنا قاصة محترفة وقدمت نصا مشوقا يصل بالقارىء راضيا ومستعذبا القراءة غوصا في النص إلى حيث تريدين

يبقى أن رسالة الأدب لا تقف عند المتعة بل تتعداها ، لدور توعوي أو تدميري تبعا لولاءات الأديب، يحمّل نصوصه على أساس منها الرسائل الكفيلة بتغيير مفاهيم المجتمع أو بالعمل على تغييرها، وهذا يعني بالضروة أن عليه التيّقن من ماهية الرسالة التي حملها النص، وأثرها المتوقع في لا وعي القاريء، وهنا أراك كنت بحاجة لبعض اعتناء بمشهد السقوط، ليس بتسطيح نصك بجعله يكشف بحركة بطولية سريعة عدم وجود البقرة وكذب مزاعم العمدة، وإنما بتقديم يسبق تسلق الشجرة يمكّن من تصوّر وجود عملاء للعمدة في أعلاها...
لاحظي هنا أيتها الكريمة ان الشجرة في النهاية أغصان وأوراق، وليس معقولا أن يكون ثمة من يقيم عليها بشكل دائم تحسبا لما ليس متوقعا أصلا من ظهور هذا البطل يتسلقها ليثبت الحقيقة، وقد أتيت به للحديقة فجأة وبما لا يملكون معه تمكين أحد من الصعود، قلو أنك قدمت لذلك بتسريب أقوال منقولة عنه تكشف نيّته مثلا، أو بالاشارة لارتفاع أسوار الحديقة وإحكام إغلاق أبوابها، ووصول صوت جمال ومن حوله للعمدة من وراء الأسوار او .. أو ...
المهم أن أجد كقارىء ما أبني عليه تصوّري بأنهم أرسلو من يسبقه ويستعد له ليقتله، وإلا فإن ثمة بقرة على الشجرة قتلته
وهذا ما أثق أنك لا تريدين توصيله

أعود للتأكيد على إعجابي الشديد بنصك الجميل وقدرتك السردية العالية

تحيتي




ا / ربيحة الغالية ..

فهمت كل كلمة تقولينها .. ومعك حق تماما أن مشهد السقوط كان بحاجة إلى بعض العمل عليه

أعدك أستاذتي بأنني سأعود إلى القصة من جديد واعتني بهذا المشهد وأعيد تخريجه بالشكل الذي يتسق مع الرسالة التي اود توصيلها

يشرفني ان أتتلمذ على ايديكم هنا .. فلا تحرموني جميل النصح والتوجيه

اشكر لك مجهودك الرائع وتعليقك المشجع

ودي ومحبتي

ناديه محمد الجابي
02-11-2022, 07:26 PM
أسلوب قصي متمبز وملفت ، وسرد دقيق لكيفية تحكم الخرافة ومقدرتها على
السيطرة على العقول البسيطة والجاهلة.
قصة قصيرة ممتعة عميقة الطرح رائعة الحرف والتصوير، ونهاية لم نتمناها
ولكنها نهاية طبيعية لمن يتصدى بمفرده لتراكمات من موروثات جاهلة متجذرة
في البلد بأكمله.
حتى وإن لم تكن في الشجرة بقرة لكنها لابد كان فيها من رجال العمدة من هم قادرين
على تثبيت أسطورة البقرة ليظل متحكما من السيطرة على العقول
فلا بد من قتل من يتعرض لفضح هذه الأكذوبة الكبيرة.
قصة رائعة في مضمونها وفى رمزيتها
وعمل يشير إلى قاصة متمكنة جدا من أدواتها.
دمت بكل خير أينما كنت.
:v1::nj::0014:

سحر أحمد سمير
03-11-2022, 07:41 AM
قتله رأيه و تمرده على المسلّمات ..النص له أبعاد سياسية و سيكولوجية ، راق لي كثيرا ..
قص نابض بالابداع ..
دمتِ بكل خير و عافية