المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مولاي



سلاف
22-08-2004, 12:24 AM
طلع البدْرُ سنيّاً فأنارا ؟
أمْ تُرى أنزل مولانا الإزارا !!
كلّ شيءٍ عنده مكتمِلٌ
ليس شيءٌ عنده إلا استدارا
تؤنس الأرواحَ من وحشتها
كيف من دونك يستهدي الحيارى
جلّ من سوّاك في أمّتنا
كاملَ الأوصافِ تستهوي العذارى
ما بفرسٍ أو برومٍ مثلكم
كلّ أهل الأرضِ من هذا غيارى
أنت قلب الشّعب إذْ يحضنكم
مثلما يستوطن الدّرُّ المحارا
هالةٌ من حولكم أمّتُنا
مثلما أنّ من البدر السِّرارا
ظلمةً كان وجودٌ لم تكنْ
يا طويل العمرِ مَنْ فيهِ أنارا
أيُّ شيءٍ أمّةٌ لستم بها
محوراً دارت عليه حيث دارا
كلّ نهجٍ في الورى من غيركم
ليس إلا عن هُدى الحقّ ازورارا
كلّ كيلو فيكمُ علمٌ فما
قيسَ من علمٍ بلا كيلو توارى
كلح العالمُ مع قرْطاسه
واكتسبنا منكم ذا الاخضرارا
بعضُ فجلٍ سيّدي أفكارُنا
خُضرةً نبدي ونخفي الاحمرارا
وزنُنا في الكونِ من وزنكم
أولا يعلم هذا من تمارى !!
ويلَ من يعجبُ من أمّتنا
زاعماً أنّ بها اليومَ انهيارا
بل ويهذي عن بلادٍ دمّرتْ
ودمٍ سالَ وآلاف الأسارى
صورةٌ نحنُ فما تمزيقُنا
غيرَ خيرٍ طالما عشتم إطارا
من محيطٍ لخليجٍ أوجهٌ
واقياتٌ نعلَ مولانا الغُبارا
ومن العَيْنِ إلى غرناطةٍ
أمّةٌ من أجل هذا تتبارى
قل: جهاداً فاقحموا ساح الوغى
صار إرهابا ألا فاصلوه نارا
ما على القائد من تفكيرنا
ما على المعصومِ إن ضلّ وجارا
ما على القائد إن ضحّى دُجىً
بألوفٍ أو إذا ضحّى نهارا
ما عليهِ؟ بيتُ جالا دُمّرت
أو إذا دكّ حبيبٌ قندهارا
لبني أعمامهِ ذمّتُهُ
وهو لم يعرفْ لعهدٍ إحتقارا
وهو للأحبابِ دوما داعمٌ
يبتني بالدعمِ للأمجادِ دارا
كيف لا وهْو مع إخوانهِ
نقّحوا الدينَ بشطبٍ في دكارا
آلُهُ لم يقْصُروا عن فضلهِ
أبدعوا فنّاً يسمى الإتِّجارا
بلْ ومُفْتوه بما أفتَوْا به
خَزِي الشيطانُ منهُم فتوارى
أيُّ إسفافٍ بمن يسألُهُ
فهْمَ ما قرّرَ سرّاً أو جهارا
أعرضوا مولايَ عن أقوالهم
فكلامُ الخلقِ إفكٌ لا يُجارى
فلهم لغوٌ خبيثٌ عن دُمىً
وخيوطٍ وعن المُرخي السّتارا
إن تجبهم يسرفوا في غيّهم
بعضهم عن بيتِ مالٍ يتمارى
كم سؤالٍ عن قصورٍ شُيّدتْ
وعمولاتٍ ورقصٍ وسُكارى
رفّهوا مولاي عن نفس زكت
منذ حلّت منكم هذا الحِتارا
ما على المالك في إنفاقه
مالَه والشعبَ حتى والدّيارا
إنّ كلّ الرزقِ موروثٌ لكم
ما اكتسى الغبراءَ أو حلّ البِحارا
أنفقوا مولايَ من قبلكمُ
أنفقوا من طنجةٍ حتى بُخارى
أيريدونَ ولِيّاً مُعدَماً
إنه إن جاعَ يستلقي دُوارا
هو يستلقي ولكن (مُعدماً!!)
حاش لله، ولكن إنتصارا
كلُّ إستلقاءةٍ نرقى بها
في دروبِ المجدِ والجُلّى افتخارا
ومن الأنباءِ عن فغْراته
فغرَ العالَمُ فاهُ إنبهارا
أيها المفغورُ أسجد واقتربْ
إنّ في عينيك مولانا احورارا
ولشارونَ عليكم سطوةٌ
بل هو الحبّ الذي هدّ الجدارا
بعضهم يذكر عن سلْطتكم
أنها ضمّت مع الخسّ الخيارا
بل وقالوا إنّ تنسيقا لكم
لأمور الأمنِ قد زاح الستارا
فإذا أنتم جواسيسٌ لمن
قد كسا سلطتكم ذلّاً وعارا
أيّها الشاويشُ في جيش العِدى
ذاك من أقوالهم في الناس سارا
أينَ عكّا أين يافا سيّدي
دمتَ للشِّبرِ بطول (السّنْتِ) صارا
بعضهم من قلّةٍ في خُلْقِهِ
صار يستعمل صرف الفعلِ (ثارا)
وغدا يسخر من شيخٍ لكم
كيف قد أهداكم الذِّكْرَ سِوارا
فإذا اشتدّت يدٌ شدّدهُ
وإذا استرختْ يجاريها مسارا
بل وزادوا أنّ في واشِنْطُنٍ
ضاغطاً أنتم وراهُ حيثُ دارا
ضغطةٌ للخلفِ فلتستنكروا
وإلى أعلى: يُرى الجيشُ استدارا
وإلى أسفلكم يا سيّدي:
إجنحوا للصلحِ رغماً أو خيارا
وإذا ناقشته أو قلتَ (لِمْ)
جاء في الأخبار عنكم : ذاك طارا
وابنه حلّ على كرسيّهِ
فاعتبر لا لا عدمتَ الإعتبارا
أنت لو كنتَ وسقراطَ معاً
منظرٌ يستدرج الضحْكَ انفجارا
ما رأى من أحدٍ قبلكما
بشراً يحملُ إذ يمشي حمارا
ما تراني قائلا يا سيّدي؟
للذي لم يخشَ لله وقارا
لأراكم وسطَ حوضٍ سيّدي
أينَ منّا من يشدّ النياجارا ؟

عبد الوهاب القطب
22-08-2004, 10:52 PM
اخي امير الشعر

المبدع النازف سلاف..

في كل سطر صرخة

وفي كل حرف الم ويشتد الالم

فتشعرنا به لا من خلال الآهات المصعدة

بل من خلال الضحك والسخرية التي تعبر

عن بلوغ الالم النقطة الحرجة التى بعدها

تكاد لا تشعر به.


اصبحتَ لا تجد "السلامَ" كنقمةٍ=بل نكتة تلهو بها وتحلقُ
فلكم تبسم في المواجع موجَعٌ=لما تعذر للشفاء تذوقُ

وحسبنا الله ونعم الوكيل

دمت مبدعا ايها الشامخ فكرا ومبادئا وشعرا

ارجو أن أوفق بالعودة الى رائعتك

تحياتي وحبي

المخلص

عبدالوهاب القطب

ناصر ثابت
26-08-2004, 08:39 AM
شاعرنا الفذ سلاف،
أحببتُ أن أمر هنا وأن أسجل أعجابي بهذه المطولة الجميلة الممتعة رفيعة الشاعرية متينة السبك.. كل التهاني بهذا الإنتاج المشرف..

والله لا أبالغ.. حاولت أن اقتبس منها بيتين للتمثيل.. فوجدتني سأقتبسها كلها لجمالها وتميز أبياتها.. فآثرتُ ألا أكون ظالما..

ودمتم
ناصر ثابت

سلطان السبهان
26-08-2004, 02:33 PM
ماأجمل المقلوب الذي يعبر عما نريد !!

دمت مبدعا شاعرنا سلاف .

د.جمال مرسي
27-08-2004, 06:57 PM
لله درك اخي الحبيب و شاعرنا المبدع سلاف
ما أروع ما نقرأه لك
و ما أجمل أن نقرأ كل هذه التناقضات داخل قصيدة واحدة محكمة النسج
قوية العبارة رائعة الصور
أقل ما يقال عنها أنها رائعة شعرية جديدة لسلاف
عبرت فيها عما يدور في خلجات أنفسنا
تحياتي و ودي
أخوكم
د. جمال

سلاف
27-08-2004, 10:47 PM
الأحباء

عبد الوهاب

ناصر ثابت

الأخيل

د. جمال موسى

أشعر بامتنان كبير لفضلكم، وحرج من تقصيري في الرد عليكم بما أنتم أهل له. وعندما أصبح بين خياري الانقطاع عنكم أو الاتصال مع تقصيري أختار الأخير مع عدم ارتياحي له.

يحفظكم الله.

محمود صندوقة
29-08-2004, 05:00 PM
مررت من هنا فتهت بين أبعاد كثيرة
ما أجمل أن يكتب الشاعر من أجل أمته
تحية لصاحب الفكر النقي
سلأعود هان مرة أخرى لمزيد من الأستمتاع
دمتم

سلاف
30-08-2004, 09:15 AM
أخي محمود صندوقة

تحية من القلب

وألف شكر.

كفاك الله شر البكاء .

د. سمير العمري
17-09-2004, 08:58 PM
أخي الكريم والشاعر المبدع سلاف:

كأني أقرأ لك هنا لأول مرة. أسلوب لم أعتده لموضوع اعتدناه منك أيها الشاعر المجاهد بكلمته في سبيل عقيدته ومبدئه. أسلوب مميز وسامق جمع بين متانة السبل في جل الأبيات وأسلوب السخرية المرة الغارق في العمق البؤري لأبعاد انعكاسات صورة تبرق في عيون الكثير من المضللين لا ببريقها بل ببريق المرايا التي تعكسها.

هو أسلوب راق لي كثيراً ودفعني لأتأمل كل حروف الصورة بتفصيلاتها الدقيقة والتي أجدت جداً في سردها وصهرها في بوتقة واحدة كتبر قد أذابه جمر مشاعرك فانسكب منسابا إلا من بعض لمحات لم أستطع رؤيتها بصفاء.

ولعلي هنا أستأذنك في أن أشير إلى بعض ما أراه

قل: جهاداً فاقحموا ساح الوغـى
أرى أنك تريد هنا الفعل "فاقتحموا" واستعمالك الفعل "فاقحموا" غير موفق ناهيك وصلك همزته المقطوعة.

بـل وقالـوا إنّ تنسيقـا لـكـم *** لأمور الأمـنِ قـد زاح الستـارا
الفعل "زاح" هنا فعل ملتزم بمعنى مضى وذهب وتنحى. والصواب أن تستعمل الفعل المتعدي "أزاح" كي يستقيم المعنى والنحو وإن كسر الوزن.

أرى لجوءك إلى قطع همز الوصل غير مرة في هذه القصيدة وهو وإن كان ضرورة إلا أن كثرته غير مستساغة وخصوصاً من شاعر كبير مثلكم.


دمت مبدعاً أخي
:os: