المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الربيع الأزرق



طارق السكري
25-10-2011, 05:24 AM
الربيع الأزرق
أأكذب عليكم فأقول أني أحدثكم من أمام البحر ؟!!
أيها الناس إن هذا الذي أقف أمامه ليس بحرا فحسب ! إنه فردوس .. فردوس أزرق ! إنه ربيع أزرق ! لكنه ليس ربيع الرافعي ! فربيع أديبنا الرافعي في مصر أما ربيعي أنا ففي السعودية .
ربيع تنكشف فيه العورات ! سواعد بضة وخدود ناعمة وصدور مكشوفة تضيع همسات الموج اللطيف في بحر من الضحكات والقهقهات المؤذية ! هذا ربيع أبيض ! ذاك ربيع الرافعي !
أما الربيع الذي أتحدث عنه فهو ربيع من نوع آخر !! إنه أقرب إلى الفطرة السوية الذكية اللماحة !
أما الشباب فهاهي روحه تسري في الكائنات ! أما العود فهاهو على استواءه يسكنه دلال الصبايا ! أما الحب فهاهو صوته تشرق من نبراته حبات القلوب .
هل سمعت الدنيا عن شاطئ النخيل في محافظة الجبيل في السعودية ؟!!
شاطئ من الخضرة والنضار كأنه ماخلق إلا للربيع والحب ! وكأن الربيع والحب لم يخلقا إلا له ! شاطئ تحيط به النخيل من كل جانب ! فيتنفس الشاطئ بالناس عن حلاوة وعسل وهواء عطر .
كيف يستطيع هذا الربيع المائي أن يقاوم كل هذه العيون التي تنظر إليه بإعجاب وهذه القلوب التي تتلقاه بانبهار فلا يطير في الهواء فرحا ولا يأخذه الزهو فيمشي على الناس !
الأطفال يفترشون الشريط الساحلي فمن متردد فهو يقرب من الماء ويبعد . ومن جسور فهو يقفز في الماء ويرشرش ويلعب في خفة وسرعة حركة ! ذاك يلوح في الهواء كأنه يريد أن يمسك قطرات الندى بيديه وذاك يحفر في الرمل الناشف يصنع قاربا ليبحر به نحو المطلق اللانهائي , والآباء يرقبون عن كثب فمن مشجع ومن مصفق ومن مشارك ومن موجه وناصح ! وكأنهم على مدرج ملعب لكرة قدم ! أضواء الشمس التي تتسلل من خلل الغمام تتلقاها جلبة الناس المتصاعدة إلى السماء فتعتنقها ومن ثم تبدأ بالنزول على الأرض أمطارا مضيئة ًمنغمة ً تخفق الأرواح لها!
الأسماك الصغيرة قد سكنت روحها أطياف الدلافين فهي تمرح تقفز عاليا عاليا تخبط بذيلها الصغير ثم تغطس بقوة في الماء في شقاوة وغنج . حفيف الماء وهو يمشي وصياح الأطفال وهم يلعبون وضحك الآباء وهم يشاهدون وخفقة أجنحة النوارس وهي تتهيأ للطيران وأنفاس النسيم وهي تقبل وتعتنق مايعنُّ لها من كائنات وأشجار وأرواح , لغة من لغات الموسيقى وفردوس هطال من الفردوس وسلسبيل يتفجر من سلسبيل ! امتزاج وانسجام كوني هائل يتجسد في لحظة من النهار هنا , هنا في هذا الربيع الأزرق ! إنها ساعة من ساعات الله ! أمام النوافذ المفتوحة على الجنة فترى هذا الجلال المتحرك المهيب وترى هذا الجمال المتموج الساحر تجهش روحي حين أقف أمام هذا البحر كأنها ترى فيه موطنها الأول!جزيرة ملأى بالكتب والأقلام والدفاتر!جزيرة من وحي الخيال لم تخلق بعد !

محمدحمدالله ابوزيد
25-10-2011, 08:58 AM
ابدعت في بوحك الجميل فتقديري لك

نداء غريب صبري
25-10-2011, 09:16 AM
شجعني هذا النص لأبحث عن شاطيء النخيل الجميل هذا
وبحثت
http://ts2.mm.bing.net/images/thumbnail.aspx?q=1233495535649&id=58edd56a933e9da817b7645cd38c85f8
أبدعت في الوصف والتصوير

بوركت

طارق السكري
25-10-2011, 12:59 PM
أخ محمد أشكر لك مرورك الكريم بارك الله فيك

طارق السكري
25-10-2011, 01:01 PM
هذا من فضل ربي ..

لقد أسعدتني حقا ..

لقد أدخلت السرور إلى َّ .... أنا ممتنُّ لك ... لك الود حتى ترضين

آمال المصري
25-10-2011, 07:08 PM
وصف رائع وتوظيف للحرف تألقت به الصورة حتى جعلت منها لوحة ناطقة بديعة
ولكن لم ذكرت ربيع الرافعي بربيع تنكشف فيه العورات وقرنته بمصر ؟ أم أن الغرض من العبارة لم يصل إليَّ
لك الألق

طارق السكري
25-10-2011, 07:25 PM
أهلا أختي الأديبة الرائعة رنيم ... أشكرك على تفاعلك وتعبيرات القيمة ! أماماذكرته من شأن ربيع الرافعي فإن لكل هاوٍ ربيعه الخاص به !! إن المصيف في مصر لايخفى على أحد .. فهو كالبوفيه المفتوح ... طبعا بحكم مكانة مصر السياحية , وتقاطر الزوار إليها من كل مكان !! وقد ذكر هو نفسه في مقاله كيف تفترش النساء الشاطئ بلحم مكشوف ... طبعا حكاية على المعنى !!! وذلك ليس غضا من شأن أحد ... حاشا لله !!!! فمصر أم الدنيا , والرافعي إمام العربية ! لكني ابن الجزيرة لا أحب رؤية هذه المناظر المكشوفة !!! وماوصفته وماذكرته هو رؤيتي الشخصية وأحساسي الخاص , وقد أكون على خطأ , لكني مشيت مع ظننت وما شعرت به !!! أنا سعيد جدا بمداخلتك

د. سمير العمري
04-12-2011, 06:37 PM
صور كثيرة تداخلت لترسم لنا نصا أدبيا نثريا معبرا!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

طارق السكري
04-12-2011, 08:58 PM
شكر الله لك أديبنا وبارك فيك

ربيع بن المدني السملالي
19-01-2012, 12:06 AM
لوحة فنية رائعة رُسمت بإتقان لله درّك أيها الأديب
راق لي ما قرأت هنا زادك الله من فضله أخي
على استوائه
تحيتي وتقديري مع المحبة الخالصة لوجه الله

فاطمه عبد القادر
19-01-2012, 02:03 AM
كيف يستطيع هذا الربيع المائي أن يقاوم كل هذه العيون التي تنظر إليه بإعجاب وهذه القلوب التي تتلقاه بانبهار فلا يطير في الهواء فرحا ولا يأخذه الزهو فيمشي على الناس !


السلام عليكم أيها الأخ العزيز
عندما قرأت النص نسيت أنني أقرأ ,,وظننت أنني أتأمل لوحة تضج بالحياة والماء والخضرة والأرواح المفتونة والسعيدة بلا حدود
حقا هي كذلك
النخيل هو من أجمل الأشجار وأقربها للنفس على الإطلاق,, فما أكاد ألمح سعفها حتى أتوقع أجمل المشاهد وأروعها وأكثرها حياة
النص أخي في غاية الروعة
شكرا لك
ماسة

طارق السكري
19-01-2012, 04:06 AM
فتح الله أخي , وزادك إلى بهاءك بهاء .. وشكرا لهذا الاختيار من الصورة في هذه الروضة من الكتب .. إنها دعوة بل هي من أجمل الدعوات إلى القراءة .. أحبك في الله يارجل

طارق السكري
19-01-2012, 04:10 AM
كيف يستطيع هذا الربيع المائي أن يقاوم كل هذه العيون التي تنظر إليه بإعجاب وهذه القلوب التي تتلقاه بانبهار فلا يطير في الهواء فرحا ولا يأخذه الزهو فيمشي على الناس !


السلام عليكم أيها الأخ العزيز
عندما قرأت النص نسيت أنني أقرأ ,,وظننت أنني أتأمل لوحة تضج بالحياة والماء والخضرة والأرواح المفتونة والسعيدة بلا حدود
حقا هي كذلك
النخيل هو من أجمل الأشجار وأقربها للنفس على الإطلاق,, فما أكاد ألمح سعفها حتى أتوقع أجمل المشاهد وأروعها وأكثرها حياة
النص أخي في غاية الروعة
شكرا لك
ماسة


أسعد الله صباحك بكل خير أختي الأديبة الفاضلة .. وشكرا لهذه الكلمات القريبة إلى النفس .. فتوقظها وتقول لها : ذهب وقت النوم .. المزيد من العمل ..
شكرا لله أن جعل لنا في الأرض نخيلا , فالنخيل هو من أجمل الأشجار وأقربها للنفس على الإطلاق

محمد ذيب سليمان
19-01-2012, 07:18 PM
يا الله كم انت مذهل في نقل الصورة

حتى لكأني اقف بالقرب اشاهد عيانا كل تلك التوصيفات

وربما احس انني امارسها

وهذا هو الفن الجميل الذي ينقلنا من حالىة القراءة

الى حالة التفاعل وافندماج في النص

دمت مشرقا

طارق السكري
19-01-2012, 07:49 PM
كم أنا سعيد ومدين لك أستاذي .. كلماتك تخلق في كائنا آخر من القوة والعزم والاصرار .. جعلك الله مباركا أين ماكنت ..

وليد عارف الرشيد
19-01-2012, 08:29 PM
عندما يبرع الأديب بالوصف فإن القارئ يتقن احتواء التفاصيل ولكن حين يبدع بذلك فإن روح القارئ تطلع على الموصوف
كنت هناك رغم أني لم أكن قط
بورك الحرف والوصف والواصف
دمت ذا ربيعٍ وأكثر

أماني عواد
19-01-2012, 09:13 PM
الاستاذ طارق السكري

حمى الله هذا ربيعك وجعل الله ايامك كلها ربيعا

تقديري الكبير

طارق السكري
20-01-2012, 04:00 AM
أسعدالله صباحك بكل الخير .. وأدامك لنا أختا كريمة ..
اللهم آمين

حسن رميح
20-01-2012, 02:57 PM
الأخ الفَاضِلّ
طَارِقْ الّسُكَريِ


قَطَرَات الْنَّدَى الْطَاهِرِه

تَتَسَآقَط مِن مُقَل زَهْوَرَك الْنَرْجِسِيْه .. !

لـ تَحْمِل عَبَق الْشَّهْد هُنَا ..

و لـ تَخْلُق مِنْه ُ نَهْر ..

لَآ يَفْنـى ..!

أَي إِحْسَاس عَذْب أَنْتا تَمْلِكُه..!!

حَرُوْف تَخْلُب لُب الْإِحْسَآْس فِيّنَا فَنْتَبُعْثّر..

مَا اجْمَل الْسُطُور حِيْنَمَا نَكْتُبُهَا مِن خِلَال الْمَشَاعِر

وَمَا اجْمَلَهَا مِن صِيَغِه بَوْح تَتَخَلَّد فِيِنْآ حِيْنَمَا تَنْتَشِي بِعِنَاق الْمُفْرَدَات

لِتُوَاكِب خُلُوْد الْحُب الَّذِي فِي اعْمَاقَنَا

دَآَم قَلَمك الْمُمْطِر يُغَلِّفُه الْاحْسَاس ..

وَعِطْرّ

طارق السكري
20-01-2012, 03:39 PM
عندما يبرع الأديب بالوصف فإن القارئ يتقن احتواء التفاصيل ولكن حين يبدع بذلك فإن روح القارئ تطلع على الموصوف
كنت هناك رغم أني لم أكن قط
بورك الحرف والوصف والواصف
دمت ذا ربيعٍ وأكثر

هذه شهادة .. شهادة كبيرة جدا جدا .. أنا أشكرك .. سأعلق كلماتك على جدار مكتبتي , جزاك الله عني كل خير

ربيحة الرفاعي
27-10-2015, 02:57 AM
مهارة أدبية تعبيرية وروعة في التصوير جعلت شاطئ النخيل شاطئ حلم
فما أروعك أديبا وما أسماك مواطنا

دمت بألق

تحاياي

خلود محمد جمعة
26-11-2015, 07:06 AM
ما اجمل الوطن حين تشرق شمسه من عيوننا فنرى الكون مضيئا
ماأجمل الحرف حين يتخذ ملامح طفل بعفويته وصدقه وجماله
لحروفك لون البحر وعمقه وجماله
جمال في التصوير أخذنا الى هناك
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
21-11-2017, 06:04 PM
تشرق من زوايا بوحك شمس ساطعة في خمائل الأدب
رحلتي بين سطورك فاقت حد المتعة
أطربتني رقة معزوفتك وعذوبة ما رسمت من صورة
دمت وجميل حرفك.
:vio::pn::pn::vio: