المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساء فعلُ المرء وساءتْ ظُنُونُه



ربيع بن المدني السملالي
25-10-2011, 03:28 PM
إذا ساء فعلُ المرء ساءتْ ظُنُونُه

بقلم / ربيع بن المدني السملالي


ضِقتُ صدراً بكثير من الأخلاق السّيئة التي أصبحتْ ملازمةً لكثير من المسلمين في هذا العصر ، وكلّما رأيتُ أخاً موحداً يتحلى بصفة من هذه الصفات ويتمتّع بها في حياته اليومية ، أتمنى في قرارة نفسي أن يكونَ حُلماً وليس حقيقةً ، لاسيما الذي يدّعي ويرفع عقيرتَه صباحَ مساءَ أنّه على منهج الرّعيل الأول ( السّلف الصّالح ) والسّلف الصّالح بريء من هذه الأخلاق براءةَ الحقّ من الباطل :
أيّها المدّعي وصلا لليلى ...لستَ منها ولا قُلامةَ ظُفرِ
إنّما أنتَ من ليلى كواوٍ ...أُلْحِقَت في الهجاء بعمرِ
والله المستعان .
ومن هذه الأخلاق الفاسدة التي أصبحت مشاهدةً بين صفوفنا وفي مجتمعنا خُلقٌ خبيث إذا وُجد في مجتمع من المجتمعات فإنّه يجثتُ الثّقةَ والطمأنينةَ من القلوب والأفئدة . إنّه المرضُ المزمنُ الذي يقال له ( سوءُ الظّنّ ) لا بارك الله في أصحابه وأربابِه الذين ينشرون الإشاعات والأراجيف والأكاذيب بين المسلمين ليشيعوا قالةَ السّوء في خيارهم والصّالحين منهم ، وليوغروا بها الصّدورَ . وهذا من شأنه لو وقعَ موقع القبول والتّسليم من النّاس ، من غير تبصّر وتبيّن وتمحيص ، لأفسدَ عليهم أمرَهم ، ولجعل باطنَ الأرض أحبّ عند الصّالحين من ظاهرها .
والظّن كما عرّفه الأديب عبد الكريم الخطيب : هو ما يقع في نفس الإنسان من تصورات للأمر ، من واردات خيالاته ، وأوهامه ، دون أن يكون بين يديه دليل ظاهر ، أو حجة قاطعة .
فما قيمةُ الحياةِ التي يحياها مُسلمٌ طاهرُ القلب ونقيُّه ، أخلصَ لربّه في السّر والعلن ، وقد استيقظ في يوم من الأيام على مقالة سوء قيلت فيه أوسوء ظنّ رُميَ به ، أصابع الصّالح والطّالح تشيرُ إليه كلّما مرّ في طريق من طُرُقهم ؟!.
والإنسان الذي يُرمَى بهذه الأراجيف والشائعات تضيقُ عليه الأرض بما رحبت وتضيق عليه نفسُه ويكون جديراً به قولُ شيخ المعرّة ( عليه رحمة الله ) :
فيا موتُ زرْ إنّ الحياةَ ذميمة ...ويا نفسُ جدّي إن دهرَك هازلُ
نعم والله إنّ الموت أحبّ إليه من الحياة ، ومجاورة الأموات في المقبرة أطيب من مجاورة الأحياء الذين لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ..
ويزيد الخرقُ اتساعا على الرّاقع إذا وجدتَ أنّ هذا الرجل الذي ينشر الإشاعات والأكاذيب ، يدّعي الإلتزام بدين الله وشرعه والتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله ، وهو أيضا من أصدقاء وإخوان المرمي بهذه الأراجيف :
وظُلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ...على المرءِ من وقع الحُسَام المهنّدِ
وثالثة الأثافي أنّ هؤلاء المرضى المصابين بهذه الآفات إذا سمعوا الخيرَ أخفوه وإن سمعوا الشّر أذاعوه وإن لم يسمعوا شيئا ذهبوا لينقّبوا في البلاد عن زلّة من الزّلات أو هفوة من الهفوات ...
و أعتقد اعتقاداً جازماً أنّ أصحَاب الظّنون الفاسدة والأوهام الخبيثة يتكون لديهم هذا المرض الخطير
( سوء الظّن ) بسبب أفعالهم السّمجة وتصرّفاتهم القبيحة ، على حدّ قول أبي الطّيب :
إذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءَتْ ظنُونُهُ ...وصدّقَ ما يعتادُه من توهمِ
والظّنونُ التي ترِدُ على النّاس كثيرة لا تُحصى ، إنّها خواطر تتردّد في صدورهم ، ويكون لها دورٌ كبير في تصرّفاتهم .
يقُولُ نبيّنا محمد ( صلّى الله عليه وسلّم ) في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرةَ ( رضي الله عنه ) : " إيّاكُمْ والظّنَّ ، فإنّ الظّنّ أكذبُ الحديث ، ولا تحسّسُوا ولا تجسّسُوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، وكونوا عبادَ الله إخوانا " . قال الحافظُ ابنُ حجر في ( الفتح ) نقلا عن القرطبي : المرادُ بالظّن هنا التّهمة التي لا سبَبَ لها كمن يتّهمُ رَجُلاً بالفاحشة من غير أن يظهرَ عليه ما يقتضيها ..وهذا الحديثُ يوافقُ قوله تعالى : { اجْتَنِبُوا كثيراً من الظّن إنّ بعض الظّن إثمٌ ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا } الآية ..: فدلّ سياقُ الآية على الأمر بصون عرض المسلم غايةَ الصّيانة لتقدّم النّهي عن الخوض فيه بالظّن ، فإن قال الظّانُّ أبحثُ لأتحقق ، قيل له : { ولا تجسسوا } فإن قال تحقّقْتُ من غير تجسّس قيل له { ولا يغتب بعضكم بعضا } . اه باختصار
وقال الحافظ ابنُ كثير : يقولُ تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن كثير من الظّن ، وهو التّهمة والتّخون للأهل والأقارب والنّاس في غير محلّه لأنّ بعض ذلك يكون إثما محضاً ، فليجتنب كثير منه احتياطا . اه
ويوضّح الأستاذُ الكبيرُ سيّدُ قطب ( عليه رحمة الله ) هذا المعنى بقوله : بهذا يُطهّرُ القُرآنُ الضّميرَ من داخله أن يتلوّثَ بالظّنّ السّيئ أصلاً ، فيقع في الإثم ، ويدعُهُ نقيّا بريئاً من الهواجس والشّكوك ، أبيضَ يُكِنّ لإخوانه المودّةَ التي لا يخدشُها ظنّ السّوء ، والبراءةَ التي لا يلوّثها الريبُ والشّكوك ، والطمأنينةَ التي لا يعكّرها القلقُ والتّوقع . وما أروحَ الحياةَ في مجتمع بريء من الظّنون ! ...والتّجسسُ قد يكونُ هو الحركةُ التّالية للظّن ، وقد يكونُ حركةً ابتدائية لكشف العورات ، والاطلاع على السوءات .
والقرآنُ يقاومُ هذا العملَ الدنيءَ من النّاحية الأخلاقية ، لتطهير القلب من مثل هذا الاتجاه اللّئيم لتتبّع عورات الآخرين وكشف سوآتهم . وتمشيا مع أهدافه في نظافة الأخلاق والقلوب .
إنّ للنّاس حرياتهم وحرماتهم وكراماتهم التي لا يجوزُ أن تنتهك في صورة من الصّور ، ولا أن تمس بحال من الأحوال . اه مختصرا .
إنّ الإنسانَ إذا تتبّع عورات المسلمين أهلكهم أو كاد أن يهلِكهم ، لأنّ كثيرا من الأمور تجري بين الإنسان وربّه ، لا يعلمُها إلا هو ، فإذا لم يعلم بها أحد وبقي عليه ستر الله عزّ وجلّ ، وتاب إلى ربّه وأناب حسُنت حالُه ، ولم يطلع على عورته أحد ، ولكن إذا كان الإنسانُ والعياذُ بالله يتتبعُ عورات النّاس ، ماذا قال فلان وماذا فعل فلان ، وإذا ذُكرَ له عورة مسلم ، ذهب يتجسّس ، إمّا أن يُصرّح ، وإمّا أن يلَمّح فيقول مثلاً : إنّ فلانا قال كذا وكذا أو فعل كذا وكذا . فينشر ما عنده عند الخلْق ، والعياذُ بالله ، وفي الحديث عن النبيّ ( صلّى الله عليه وسلّم ) : " يا معشَرَ من آمنَ بلسَانه ، ولم يدخل الإيمانُ قلبَه لا تؤذُوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنّ من تتبّع عورةَ أخيه ، تتبّع الله عورته ومن تتبّع الله عورته فضحه ولو في بيت أمّه " وفي رواية : " ولو في جوف رحله " . رواه الترمذي وصحّحه العلاّمةُ الألباني . / نسأل الله العافية . كما يقول الشّيخُ ابنُ عثيمين في شرحه على ( رياض الصّالحين ) .
قلتُ : ولله درّ أمير المؤمنين عمرَ بنِ الخطّاب حينَ قالَ : ولا تظنَنّ بكلمة خرجَتْ من أخيك المؤمن إلاّ خيرا ، وأنتَ تجدُ لها في الخير محملا .
قال ربيع :
تنبيه مهمّ جدّا : يجبُ على المسلم المرمي بقالة السّوء أن يجتنبَ - ما استطاع إلى ذلك سبيلا- الأماكنَ التي هي مظانّ السّوء ، كالجلوس مع الفسّاق والفجّار والسّكارى ، في المقاهي وغيرها ، كما يجب عليه أن يحترز من فلتات لسانه عند مناقشته للأوغاد والأوباش والسّفلة الذين يصطادون في الماء العَكِر ، وينبغي له ألا يتوسّع كثيرا في الكلام مع العوام ، فمجالسة العوام كما يقول ابنُ الجوزي : (( مخاطرة ))... ولقد رأينا والله من ينتسب إلى العلم والدّعوة وهو جالس مطمئن مع حثالات الأمّة وهو يشاهدُ معهم مباريات البارصة والرّيال !!! ثمّ يضيق ذرعا إذا ساء به أحد إخوانه الظّن ، فمثل هذا جدير بسوء الظّن ولا كرامة . ومن عرّض نفسَه للتّهمة فلا يَلومنّ إلا نفسه ، وعلى قومها تجني براقشُ .
قال الأستاذُ المراغي : ولا يحرمُ سوءُ الظّن إلا ممّن شوهد منه السّترُ والصّلاحُ ، وأونِسَت منه الأمانةُ ، أمّا من يجاهرُ بالفجور كمن يدخل إلى الحانات أو يُصاحب الغواني الفواجر فلا يحرمُ سوء الظّن به .
خُلاصة القول :
فالعاقلُ ثابتُ القَدَم ، سديدُ الرّأي ، إذا هجمتْ عليه الأخبار والشّائعات والأراجيف التي يسوقها أصحابُ سوء الظّن ، وأشكلت عليه المسائل ، فلا يأخذُ بالبوادر ، ولا يتعجّل الحكم ، وإنّما يمحِّصُ ما يسمع ، ويقلّبُ النّظر ويحادثُ الفكر ، فإنّ الرأي الخمير ، خير من الرّأي الفطير ، وقالوا : لأن تخطئ في العفو خير من أن تخطئ في العقوبة ...اه من بعض الكتب بتصرّف يسير .
ولعلّي أكتفي بهذه الإشارات ففيها الكفاية لمن أراد الهداية ، وحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق و من السّوار ما أحاط بالمعصم .

انتهيت من تسويده صبيحةَ يوم الإثنين 24 أكتوبر 2011

محمدحمدالله ابوزيد
25-10-2011, 04:38 PM
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه === وصدق مـا يعتـاده مـن توهـم
وعـادى محبيـه بقـول عداتـه === وأصبح في ليل من الشك مظلـم
/
//

اللهم احسن نياتنا واختم لنا بصالح الأعمال

كاملة بدارنه
25-10-2011, 09:05 PM
مهمّ وواقعيّ ما تفضّلت وجُدتَ به أخ ربيع
هي آفة اجتماعيّة وفرديّة ألّا نحسن الظنّ بالآخرين. وقد يؤدّي سوء الظنّ إلى الكثير ممّا لا تحمد عقباه على نطاق واسع، ولا يقتصر على الذّاتيّة أو على أفراد معيّنين...
شكرا لك على عرض الموضوع
تقديري وتحيّتي

فاطمه عبد القادر
25-10-2011, 11:41 PM
أعتقد اعتقاداً جازماً أنّ أصحَاب الظّنون الفاسدة والأوهام الخبيثة يتكون لديهم هذا المرض الخطير
( سوء الظّن ) بسبب أفعالهم السّمجة وتصرّفاتهم القبيحة ، على حدّ قول أبي الطّيب :
إذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءَتْ ظنُونُهُ ...وصدّقَ ما يعتادُه من توهمِ



السلام عليكم أخي العزيز ربيع
هذا كلام صحيح مئة بالمئة
فكل فرد يظن أن كل الناس هو
وهذا خطأ كبير يقع فيه
شكرا لك على حسن اختيارك للمواضبع المطروحة .ومناقشتها بجدية
ماسة

ربيع بن المدني السملالي
26-10-2011, 11:20 AM
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه === وصدق مـا يعتـاده مـن توهـم
وعـادى محبيـه بقـول عداتـه === وأصبح في ليل من الشك مظلـم
/
//

اللهم احسن نياتنا واختم لنا بصالح الأعمال


بارك الله في مرورك

ربيع بن المدني السملالي
26-10-2011, 11:22 AM
مهمّ وواقعيّ ما تفضّلت وجُدتَ به أخ ربيع
هي آفة اجتماعيّة وفرديّة ألّا نحسن الظنّ بالآخرين. وقد يؤدّي سوء الظنّ إلى الكثير ممّا لا تحمد عقباه على نطاق واسع، ولا يقتصر على الذّاتيّة أو على أفراد معيّنين...
شكرا لك على عرض الموضوع
تقديري وتحيّتي

الأخت الفاضلة ( كاملة ) بارك الله فيك وشكرا على إضافتك الجميلة والصّادقة ، سعدتُ وتشرّفت ...
كوني بخير

ربيع بن المدني السملالي
26-10-2011, 11:26 AM
أعتقد اعتقاداً جازماً أنّ أصحَاب الظّنون الفاسدة والأوهام الخبيثة يتكون لديهم هذا المرض الخطير
( سوء الظّن ) بسبب أفعالهم السّمجة وتصرّفاتهم القبيحة ، على حدّ قول أبي الطّيب :
إذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءَتْ ظنُونُهُ ...وصدّقَ ما يعتادُه من توهمِ



السلام عليكم أخي العزيز ربيع
هذا كلام صحيح مئة بالمئة
فكل فرد يظن أن كل الناس هو
وهذا خطأ كبير يقع فيه
شكرا لك على حسن اختيارك للمواضبع المطروحة .ومناقشتها بجدية
ماسة

وعليكم السلام ورحمة الله
الأديبة الرائعة ( فاطمة عبد القادر ) وتبقى لتعليقاتك طعم خاصّ ، ولا أخفيك أنني أصبحت أنتظر وجودك بشغف بصفحاتي ، لأطمئن على موضوعي هل هو فعلا يستحق النّشر أو لا ؟ فبكل صدق فكلامك وتعليقاتك على مقالاتي شرف لي ، دمت بكل ودّ أختي ماسة ..

ربيحة الرفاعي
17-01-2012, 04:04 AM
وانتهيت أنا من قراءته صبيحة يوم الثلاثاء الموافق للسابع عشر من الشهر الول من العام 2012
تاخرت فعلا في الاهتداء لهذه الدرّة، تحكي بوعي أديب وصدق عالم ما يعنيه وما يصنعه سوء الظن

جرعة من المعاني رائعة أديبنا الكريم

تحيتي

ربيع بن المدني السملالي
17-01-2012, 01:32 PM
وانتهيت أنا من قراءته صبيحة يوم الثلاثاء الموافق للسابع عشر من الشهر الول من العام 2012
تاخرت فعلا في الاهتداء لهذه الدرّة، تحكي بوعي أديب وصدق عالم ما يعنيه وما يصنعه سوء الظن

جرعة من المعاني رائعة أديبنا الكريم

تحيتي

بارك الله فيك وفي حضورك العطِر أستاذتنا الكبيرة ( ربيحة ) سعدتُ وتشرفتُ كالعادة ، زادك الله من فضله
تحيتي وتقديري

عايد راشد احمد
17-01-2012, 09:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا واديبنا الفاضل ربيع

ما تعلمته من الايام ان الانسان منا لا يخرج الا ما بداخله

فمن يحمل الخير يبذر متله ومن يحمل الشر يحصد ثماره

اللهم اصلح احوالنا واحوال امة الحبيب محمد اجمعين

تقبل مروري وتحيتي

ربيع بن المدني السملالي
17-01-2012, 11:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا واديبنا الفاضل ربيع

ما تعلمته من الايام ان الانسان منا لا يخرج الا ما بداخله

فمن يحمل الخير يبذر متله ومن يحمل الشر يحصد ثماره

اللهم اصلح احوالنا واحوال امة الحبيب محمد اجمعين

تقبل مروري وتحيتي
بارك الله في سعيك أخي الأستاذ ( عايد ) سررتُ وتشرّفت كالعادة بحضورك الجميل
تحيتي الخالصة مع المحبة

د. سمير العمري
31-03-2012, 05:27 PM
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه === وصدق مـا يعتـاده مـن توهـم
وعـادى محبيـه بقـول عداتـه === وأصبح في ليل من الشك مظلـم



يكفي هنا دلالة على ما ذكرت من سوء هؤلاء قول المتنبي إذ سبق فوصف بحكمته المعتادة حتى فضح كل نفس تتمارى وكل مرارة تتوارى.

وإني لأشكر لك نصك الفكري هذا باعتباره يتناول الجانب الخلقي في الأمة خصوصا في أمر ما بات ينتشر في النفوس من سوء فبات كل امرئ يرمي الآخر بدائه ثم ينسل ويحكم على الناس من نضح بئره ومن قيح بثره ويجعل نفسه صاحب الحق والضحية المظلوم.

ونعم أيها العاقل ، ليس أفسد للرأي من حكم الهوى ومن تأويل الظن وتتبع العورات والحكم بالرأي وبالمصلحة ، ثم باعتبار ملائكية النفس وشيطانية الآخر كما بات منتشرا هذه الأيام ، وإن لي رأي أزعم أنه أشمل لقراءة واقع الأمة الأخلاقي الذي أراه يقوم على ثالوث مفسد سأكتبه قريبا وأنشره بحول الله.

أشكر لك ما قرأت من معاني وقيم ، وأتمنى لو وقع هذا في نفس كل إنسان فلا يحسب أن الكلام يقصد غيره قبل أن يقصده ، فلعل كل قاسط أن يراجع نفسه ليعود صافيا مقسطا.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

وليد عارف الرشيد
01-04-2012, 02:13 AM
بوركت أستاذي من قائلٍ وصدقت من مشخِّصٍ لداءٍ لئيم ... جزاك الله خيرا
أحييك على هذه المقالة العظيمة قيمةً وفكرةً ومبنى ... وفي نزف يراعك يجود الكلم ويحلو
مودتي كما تعرفها وأكثر

ربيع بن المدني السملالي
01-04-2012, 04:57 PM
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه === وصدق مـا يعتـاده مـن توهـم
وعـادى محبيـه بقـول عداتـه === وأصبح في ليل من الشك مظلـم



يكفي هنا دلالة على ما ذكرت من سوء هؤلاء قول المتنبي إذ سبق فوصف بحكمته المعتادة حتى فضح كل نفس تتمارى وكل مرارة تتوارى.

وإني لأشكر لك نصك الفكري هذا باعتباره يتناول الجانب الخلقي في الأمة خصوصا في أمر ما بات ينتشر في النفوس من سوء فبات كل امرئ يرمي الآخر بدائه ثم ينسل ويحكم على الناس من نضح بثره ويجعل نفسه صاحب الحق والضحية المظلوم.

ونعم أيها العاقل ، ليس أفسد للرأي من حكم الهوة ومن تأويل الظن وتتبع العورات والحكم بالرأي وبالمصلحة ، ثم باعتبار ملائكية النفس وشيطانية الآخر كما بات منتشرا هذه الأيام ، وإن لي رأي أزعم أنه أشمل لقراءة واقع الأمة الأخلاقي الذي أراه يقوم على ثالوث مفسد سأكتبه قريبا وأنشره بحول الله.

أشكر لك ما قرأت من معاني وقيم ، وأتمنى لو وقع هذا في نفس كل إنسان فلا يحسب أن الكلام يقصد غيره قبل أن يقصده ، فلعل كل قاسط أن يراجع نفسه ليعود صافيا مقسطا.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي
بارك الله فيك أميرنا الموفق ، سعدتُ جدا بهذه الإضافة المتميّزة ، لله درّك

دمت متألقاً أستاذي
تحياتي واحترامي وتقديري

لطيفة أسير
01-04-2012, 05:21 PM
كل إناء بما فيه ينضح
وسئ الخلق لا يستهويه إلا السوء
أحسنتم استاذي الكريم ربيع قولا
أكرمكم الله وبارك فيكم
تحيتي وتقديري

فيصل مبرك
01-04-2012, 05:25 PM
مقالك راقي واستمد رقيه من رقيك أنت يا سيدي
لنرجع قليلا إلا الأدب العربي هناك كلمة صارخة تنادي في غياهب التاريخ العربي في العصر الجاهلي وهي التي انفلتت من لسان أكثم بن صيفي الذي اقترن اسمه بالخطابة في ذلك العصر، حتى قال له أنوشروان الفارسي: ويحك يا أكثم ما أخطبك! وما أشد لسانك، لقد بدأ كلامه أو كان في بداية كلامه ما يلي: حسن الظن ورطة، وسوء الظن عصمة...
لقد ظن الناس أنه يتكلم عن العامة فهو يحرض الناس على سوء الظن بالناس، ولكن الحقيقة هي أن حسن الظن من دورات المدار هو الورطة، وسوء الظن بتحول الدهر والحال هو العصمة، والعصمة ما هي إلا التحسب لما قد يقع، ولكن ليت شعري وليت نثري
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألقيت كل تميمة لا تنفع
وكما قال الشاعر عبيد بن الأبرص:
ومن لم يمت في اليوم لا بد انه *** سيلعقه حبل المنية في الغد

سامية الحربي
01-04-2012, 11:24 PM
إنّ للنّاس حرياتهم وحرماتهم وكراماتهم التي لا يجوزُ أن تنتهك في صورة من الصّور ، ولا أن تمس بحال من الأحوال . اه مختصرا .
إنّ الإنسانَ إذا تتبّع عورات المسلمين أهلكهم أو كاد أن يهلِكهم ، لأنّ كثيرا من الأمور تجري بين الإنسان وربّه ، لا يعلمُها إلا هو ، فإذا لم يعلم بها أحد وبقي عليه ستر الله عزّ وجلّ ، وتاب إلى ربّه وأناب حسُنت حالُه ، ولم يطلع على عورته أحد

لمست جرحاً غائراً أستاذ ربيع كم أحمد الله أن الجنة بيد الستير علام الغيوب و ليست بظنون هؤلاء من فسدت طويتهم فظنوا السوء بغيرهم. شكر الله لك و دام مدادك الحر .تحياتي.

ربيع بن المدني السملالي
02-04-2012, 11:28 PM
بوركت أستاذي من قائلٍ وصدقت من مشخِّصٍ لداءٍ لئيم ... جزاك الله خيرا
أحييك على هذه المقالة العظيمة قيمةً وفكرةً ومبنى ... وفي نزف يراعك يجود الكلم ويحلو
مودتي كما تعرفها وأكثر

أخي وصديقي الأستاذ وليد ما أجمل حضورك في واحتنا الطيبة لله درّك ، فإنك تضفي الشرف على ما تخطه الأقلام ، وهذا شيء أحيّيك عليه أيها الكريم
دمت وفيّا أخي الحبيب
تحياتي والمحبة

عبد الرحيم صادقي
03-04-2012, 12:58 AM
بارك الله فيك أيها الربيع
قلت فشفيت، ونصحت فكنت الناصح الأمين، فللّه درك
أما ما تفضل به الأخ فيصل مما يحسب من سوء الظن المحمود فهو كقول القائل:
وحسن ظنـك بالأيـام معجـزة
فظن شراً وكن منها على وجـل
وكقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: الحزم سوء الظن.
تحياتي لك

أشد مضاضة

ربيع بن المدني السملالي
03-04-2012, 07:38 PM
كل إناء بما فيه ينضح
وسئ الخلق لا يستهويه إلا السوء
أحسنتم استاذي الكريم ربيع قولا
أكرمكم الله وبارك فيكم
تحيتي وتقديري

شكرا لك أستاذة بلابل زيارة موفقة بارك الله فيك ، سررت وتشرفت كالعادة
دمتِ بخير وعافية
تحياتي

ربيع بن المدني السملالي
04-04-2012, 01:26 AM
مقالك راقي واستمد رقيه من رقيك أنت يا سيدي
لنرجع قليلا إلا الأدب العربي هناك كلمة صارخة تنادي في غياهب التاريخ العربي في العصر الجاهلي وهي التي انفلتت من لسان أكثم بن صيفي الذي اقترن اسمه بالخطابة في ذلك العصر، حتى قال له أنوشروان الفارسي: ويحك يا أكثم ما أخطبك! وما أشد لسانك، لقد بدأ كلامه أو كان في بداية كلامه ما يلي: حسن الظن ورطة، وسوء الظن عصمة...
لقد ظن الناس أنه يتكلم عن العامة فهو يحرض الناس على سوء الظن بالناس، ولكن الحقيقة هي أن حسن الظن من دورات المدار هو الورطة، وسوء الظن بتحول الدهر والحال هو العصمة، والعصمة ما هي إلا التحسب لما قد يقع، ولكن ليت شعري وليت نثري
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألقيت كل تميمة لا تنفع
وكما قال الشاعر عبيد بن الأبرص:
ومن لم يمت في اليوم لا بد انه *** سيلعقه حبل المنية في الغد
بارك الله فيك اخي سعدت بوجودك هنا ، ومرحبا بك معنا في واحتك واحة الأحبة
دمت بألق
تحياتي