المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ودَّعتُ وجهكِ



ناصر ثابت
24-08-2004, 11:49 PM
ودَّعتُ وجهكِ

ودَّعتُ وجهَكِ والسَّماءُ تنوحُ=والعطرُ، يا بغدادُ، منكِ يفوحُ
ودَّعتُ أرضكِ لا ككلِّ مودِّعٍ=توديعَ طيرٍ أثخنته جروحُ
كانت سويعاتُ المساءِ حزينةً=والصَّحبُ صوتُ بكائِهم مفضوحُ
فتركتُ في نهرِ الفراتِ أناملي=تلهو، وشعري داعبتْهُ الرِّيحُ
***
مُذ جئتُ أرضَ الرافدين وقصتي=معها كعشقٍ لامَسَتْه الروحُ
فدخلتُ بغدادَ العظيمةَ خاشعاً=والثغرُ فيه الذكرُ والتسبيحُ
كان الصَّباحُ على الدُّروبِ، وفي السما=أنوارُ عاصِمَةِ الرشيدِ تلوحُ
صافحتُ طيفَ أبي نواسَ، كأنه=فجراً لحانةِ قُرْطَُبُلَّ يروحُ
ورأيتُ في أرضِ السماوة فارساً=ملأ الدنا، وجنتْ عليه طموحُ
كنا نزورُ الأعظمية في المساءِ=وكان يزخر بالضياءِ ضريحُ
فرأيتُ وجهَ أبي حَنيفةَ ماثلاً=مثلَ الملاكِ وقلبُه مَجروحُ
"بغدادُ شمسٌ يا بُنيَّ ونورُها=في الكونِ يسطعُ مُذ أتاها نوحُ"
فبكيتُ من كلماتِه متألماً=وأخذتُ في وَجهِ الزمانِ أصيحُ
أُغربْ بوجهك يا زمانُ فإنه=وجهٌ كأفعالِ الطغاةِ قبيحُ
أتصيرُ أرضُ القدسِ مثلَ جهنمٍ=وتصيبُ أرضَ الرافدينِ قروحُ؟
دررُ المدائنِ تُستباحُ أمامَنا=والدهرُ دَوماً بالرِّجالِ شحيحُ
مَنْ للعراقِِ؟ ومنْ لغزةَ هاشمٍ؟=هل سَوفَ يظهرُ في الزمان مَسيحُ؟
هل سَوفَ يظهرُ خالدٌ أو طلحةٌ=رَجلٌ عظيمٌ حازمٌ وصَريحُ؟
***
أصبحتِ يا بغدادُ، درةَ فكرتي=فالشعرُ دونكِ تافهٌ مقروحُ
لا عاشَ يا بغدادُ من ينساكِ، هل=أنسى عيوناً بالجَمالِ تبوحُ؟

د.جمال مرسي
25-08-2004, 05:36 AM
لله درك ايها الشاعر المجاهد بقلمة

قصيدتك التي انتظرتها كثيراً و التي نشرت من قبل في جريدة الحقايق
لمن أجمل ما قرأت عن بغداد مؤخرا
قصيدة تنم على حس وطني عال

دررُ المدائـنِ تُستـبـاحُ أمامَـنـا
والدهـرُ دَومـاً بالرِّجـالِ شحـيـحُ
مَنْ للعـراقِِ؟ ومـنْ لغـزةَ هاشـمٍ؟
هل سَوفَ يظهرُ في الزمان مَسيـحُ؟
هل سَوفَ يظهـرُ خالـدٌ أو طلحـةٌ
رَجـلٌ عظيـمٌ حــازمٌ وصَـريـحُ؟

ان شاء الله سيظهر مثل هؤلاء الرجال ما دام في الأمة مثل هذه القلوب المخلصة
و العقول النيرة

تحياتي و حبي

و تثبت القصيدة لمواكبة الأحداث و تقديراً لصاحبها

د. جمال

ناصر ثابت
25-08-2004, 08:39 AM
أخي العزيز الدكتور جمال المرسي فائق الاحترام،
كل الحب والتقدير والشكر..
أخي والله هذا اكثر مما أستحق.. إن كرمك يثير في الخجل.. أشكرك أيضاً على تثبيت القصيدة.. وأرجو من الله أن نلتقي وقد عم الخير الأمة وهزم أعداؤها وانتصر فقراؤها..

تلميذك
ناصر ثابت

عدنان أحمد البحيصي
25-08-2004, 11:16 AM
أخي

لا أملك إلا أن أصمت

أمام رائعة من القوافي


فتحت جرحا غائرا لم يندمل


ولن يندمل

إلا بعودة بغداد والقدس

بارك الله فك

عبد الوهاب القطب
25-08-2004, 10:15 PM
اخي الشاعر المبدع
ناصر
احستت سيدي وابدعت
ونكأت الجرح بصرختك هذه الآتية من الاعماق

دمت لنا دوما مبدعا وصوتا للحق عاليا

كما واشكر اخي الحبيب وشاعرنا المعطاء

ابو رامي لتثبيت هذه الرائعة.

تحياتي وحبي واعجابي

المخلص

ابو يوسف

ناصر ثابت
26-08-2004, 03:56 AM
الأخ العزيز عدنان،
الأخ العزيز عبد الوهاب،

من كل قلبي أشكركما.. وأبعث لكما خالص الحب والتقدير.. مروركما على القصيدة يعني لي الكثير.. أتمنى أن أظل عند حسن ظنكما بي..

لا بد من كل شاعر يسمع هذه الآراء الطيبة العطرة عن شعره أن يسهر الليالي ويعمل ويقرأ بجد ومثابرة حتي يحافظ على مستواه ويجعل مروركما عليه دائماً محطات فاصلة تشده نحو الأفضل..

كل التحية..
ناصر

إسماعيل صباح
26-08-2004, 04:59 PM
الأخ الحبيب الأستاذ الفاضل والشاعر المصور ناصر ثابت:ـ

ما قرأته ليس قصيدة فحسب، أنا مدين لك بأن أخذتني برحلة إلى أرض الرافدين دون جواز سفر أو تأشيرة ، طوفت بي في عاصمة الرشيد ، اسقيتنى من نهر الفرات ، وقفت بي في حلقة ابي حنيفة، زرنا الأعظمية والسماوة،شممنا عبق الطيب، نظرنا بخجل إلى عيون عذارى العراق ترسل العبرات وتستصرخ النخوة والشهامة ، لدى المسلمين كما هي حال أخواتهن على ثرى فلسطين الحبيبة، ربط متميز بين بقعتين عزيزتين من عالمنا الإسلامي رحلت معك من بغداد إلى القدس بلا جواز سفر ولا حدود ، فتذكرت الخليفة عندما خاطب السحابة ، امطري حيث شئتي فلا بد ان يأتيني خراجك ، كنا أمة واحدة ، وقلبا واحدا ، وكان هناك ثغور يحميها فرسان المسلمين . واليوم تمزقنا شر ممزق بدويلات وحدود وعساكر، يهان فيها المسلم ويعز الكافر ، اللهم انصر دينك وعجل بنصر المسلمين والف بين قلوبهم وحقيقة أخي ناصر قصيدتك هذه لها نكهة خاصة شعرت فيها بعناق حار بين نخيل العراق وزيتون فلسطين فجزاك الله خير الجزاء ودمت مبدعا وق وجدت في آخر ستة أبيات من القصيدة معلقة من معلقات العصر . لافض فوك اخي ناصر وتقبل تحياتي .


اخوك ابو محمد

ناصر ثابت
27-08-2004, 04:34 PM
الأخ الحبيب الدعيكي،
أشكر لك هذا التعليق الجميل.. والله لقد أثلج صدري.. هذا من لطفك وحسن خلقك أستاذي العزيز..
الحقيقة والله لا أدري ماذا أقول لك.. فهذا كثير علي.. لكنني أحمد الله أنني وُفقتُ لكتابة ما يعجبك.. هذا همُّ يجمعنا أخي العزيز رغم تفرقنا في مشارق الأرض ومغاربها.. إلا أنني لا زلتُ على اتصال قلبي مع بلادي الغالية (أقصد كل الوطن العربي) ولا زلت أتألم لألمها.. وأبكي لبكائها.. وأظنني سأظل هكذا..

مرة أخرى تحياتي ومحبتي، وسلامي إلى بلاد الحرمين.. موطئ قدم الرسول العربي الكريم صلى الله عليه وسلم

ناصر ثابت

سلطان السبهان
27-08-2004, 11:20 PM
ذكرتني بقصيدة :

مال للمآذن تشتكي وتنوح .. وتقول إن فؤادها مجروح


لكنك أثرت مالم تثره .

لله درك ياأخي ناصر ....

إن الأبيات التي تشد القارئ وتنقله لمكان آخر أجمل لجديرة بأن يشكر صاحبها ..

لك الود والورد ودمت متألقا .

ناصر ثابت
28-08-2004, 04:55 PM
لك كل الشكر والتقدير أخي العزيز الأخيل..
شوقتني لمعرفة هذه الأبيات وقائلها.. على كل حال أشكر لك مرورك الكريم..

ناصر

ريان الشققي
29-08-2004, 09:43 AM
أخي ناصر
مشاركة مشكورة ومأجورة إن شاء الله
المقدمة جيدة وتمنيت أن أرى بيتا خامسا في القسم الأول وفيه إشارة إلى دجلة أيضا .
السياق والمعاني مترابطة وسلسة على مسافة القصيدة.

ملاحظة بسيطة وهي : هل وجه الزمان كله قبيح؟ أرجو النظر في الأمر للتعبير عن الفترة المعاصرة أو الزمان الحالي أي الأمور والأوضاع التي فيه، وأعني أن لا نسبّ الدهر.
كل المودة وبوركت
ريان

ناصر ثابت
29-08-2004, 06:43 PM
أخي العزيز ريان،
وجه الزمان ليس كله قبيحاً وانما المقصود هنا الزمان الذي نكل بنا وشهد هزائمنا..
هزيمة بعد هزيمة
وهذا ما قصدته من في التعبير عن استيائي من الزمان اي ليس الدهر كله واظنه واضحا في سياق النص

قال الشاعر
هي الامور كما شاهدتها دولٌ
من سره زمن ساءته ازمانُ

وبخصوص إضافة بيت عن دجلة.. فأنا لا احب الحشو وشعرت انني افعل ذلك ان ذكرت دجلة واطلاقي للجزء قصدت فيه الكل....

أشكرك مرة أخرى..
ناصر ثابت

سلاف
30-08-2004, 08:56 AM
أوَشاعرٌ أم مسلمٌ مذبوحُ !! = متمسكٌ بذمائه وينوحُ

بل ناطق بلسان أمة أحمدٍِ = وفؤاده بهمومها مقروحُ

تبكي لبغداد وقدسٍ يا أخي = إذ أمرُ روما فيهما مفضوح

وطن حوى شتقيط حتى كابلٍ = لمن السيادة فيه والتسبيحُ ؟

لله أم للروم؟ بل لكليهما = هي قسمةٌ طيزى، هنا التوضيح:

قد حاصروا الرحمن داخل مسجدٍ = إذْ الاختصاص مع المحيض الريحُ

لكن دستور البلاد وشرعها = من صنع روما العدلُ والتجريحُ

ولها الجيوش بأمرها مرهونةٌ = تحمي اليهود وما لهنّ طموحُ

يا ناقدا تأنيثها لك منطقٌ = فلهنّ فوق جيوشنا ترجيحُ

قد لا يحاربن العدا لكنما = دور الجيوش مع العدى التمسيحُ

تحمي الحدود لكي تمزّقنا بها = ولجند روما كلّها مفتوحُ

عرض الحرائر لا يبذلنه أبداً = ولجند روما عرضها ممنوحُ

ما اذا أعدّد هاهنا يا سيّدي = ريح الخيانة حيث رحت تفوحُ

نبقى عبيد الروم دون خلافةٍ = لا خير في جسمٍ جفته الروحُ

نهى فريد
07-09-2004, 11:40 PM
مؤثرة
معبرة
نكأت الجرح
قيحته



ترى هل نحتاج للمزيد من نكأ الجراح لنستشعر الألم

إذن زيدونا

دكتور جمال
شكرا لك على تثبيتها

ناصر ثابت
08-09-2004, 04:31 PM
الأخ الشاعر سلاف،
لك كل التحية على هذه الأبيات الجميلة.. وأعتذر عن تأخري...
ما اذا أعـدّد هاهنـا يـا سيّـدي
ريح الخيانة حيث رحـت تفـوحُ

صدقت وأبدعت..


الأخت العزيزة نهى،
أشكر لك مرورك الكريم..

ليتنا نستفيق في الوقت والزمن المناسبين قبل أن تتحول كل مدائننا إلى ملح ورماد يزيد حرقة جراحنا القديمة..

شكرا لكما مرة أخر
ناصر

بندر الصاعدي
09-09-2004, 06:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي ناصر
بكائة تزيدنا ألماً وكمدا
نسأل اللهَ أن يعيننا على أنفسنا فنغير ما بها ونعزُّ بذلك

لك التحية والتقدير
دمت بخير
في أمان الله .

ناصر ثابت
11-09-2004, 11:18 AM
الاخ العزيز بندر،
شكرا لك على مرورك الطيب.. وكلامك اللطيف.. وخلقك الحسن...

زيارتك لقصيدتي تشريف لي

ناصر

نعيمه الهاشمي
13-09-2004, 04:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله


الأخ المبدع ناصر ثابت

لله درك على هذه القصيدة العريقة الشامخة كالعراق

أثابك الله ودمت للحق دخرا

دمت فى رعاية الله وسداده

ناصر ثابت
13-09-2004, 06:45 PM
الأخت العزيزة عنود..
تحية ً واحتراما ً وبعد،
أشكرك لك هذا المرور العطر أيتها الكريمة..
القصيدة بعض مما عندكم

المبدعون الحقيقيون هم أهل البطولة والفداء في المقاومة العراقية والفلسطينية..

بغداد كالجرح الغائر في قلبي.. لن يندمل إلا برؤيتها حرة شامخة عظيمة مرة أخرى

تحياتي
ناصر

د. سمير العمري
19-09-2004, 10:12 PM
أخي المبدع ناصر:

حق لنا أن نحتفي بهذه الرائعة بما أثارت من عبق الذكريات وأنفاس الألم.

أجدت جداً وكنت بليغاً صريحاً فصيحاً.

لعلي لا أوافقك على تقبيح الزمان ولا وجهه فقد نهى الرسول الكريم عن ذلك.
ثم أمر آخر ...
الملاك لغة هو قوام الأمر وما قصدت هو المَلَكُ وهذا خطأ شائع يقع فيه الكثير.



ثم إلى أخي سلاف أقدم التحية والتقدير على تفاعله الشعري الرائع والفكري القويم.
وأنبهه إلى ما أظنه خطأ في الطباعة ... يقال "قسمة ضيزى" وليس "قسمة طيزى"


دمتما ضمير الأمة النابض
:os:

ناصر ثابت
22-09-2004, 07:44 PM
أخي المبدع ناصر:

حق لنا أن نحتفي بهذه الرائعة بما أثارت من عبق الذكريات وأنفاس الألم.

أجدت جداً وكنت بليغاً صريحاً فصيحاً.

لعلي لا أوافقك على تقبيح الزمان ولا وجهه فقد نهى الرسول الكريم عن ذلك.
ثم أمر آخر ...
الملاك لغة هو قوام الأمر وما قصدت هو المَلَكُ وهذا خطأ شائع يقع فيه الكثير.



ثم إلى أخي سلاف أقدم التحية والتقدير على تفاعله الشعري الرائع والفكري القويم.
وأنبهه إلى ما أظنه خطأ في الطباعة ... يقال "قسمة ضيزى" وليس "قسمة طيزى"


دمتما ضمير الأمة النابض
:os:

أخي المبدع الكبير الدكتور سمير،
مرة أخرى تغمرني بحسن خلقك وكريم أصلك، أدامك الله ذخرا للواحة.. وللعلم والأدب والثقافة واللغة..
بالنسبة لتقبيح الزمان، فإنني ارتكزتُ فيه على حسن النية.. فأنا لا أظنني أحتاج لأن أوضح لك أنني قصدت تقبيح ما يحدث في هذا الزمان وليس الزمان نفسه..
بالنسبة لاستخدام لفظة ملاك، فإنني وجدتُ في المعجم الوسيط ما يلي:
(المَلاَكُ): المَلَكُ ؛ وهوحِسمٌ لطيفٌ نُورانيٌّ يتشكَّل بأَشَكال مختلفة
أعترف لك بندرة استخامها بهذا المعنى، فلو قمت بعملية بحث بسيطة في الوراق لكتب التراث القديم، فلن تجد لها الكثير من هذا.. لكنك ستجدها عند الجاحظ في الحيوان.. وعند ابن خلدون في تاريخ ابن خلدون.. وعند العماد الأصفهاني في خريدة القصر وجريدة العصر.. وهذا الأخير أوردها على شكل أبيات شعرية كما يلي:
يا غريرا غر الفؤاد المدلّة=يا عزيزا عرفتُ به المذلة
بأبي ذلك الملاك وإن أصبح من قتلتي على غير ملة

أرجو أن أكون قد وُفقتُ في إقناعكD:
ودمتَ بألف خير:0014:

ناصر