المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة بعنوان : الشجرة



صابر حجازى
06-11-2011, 01:06 AM
الشجـــرة
------





عرفتها قوية صلبة، تمتلئ عيناها بتحدٍ غريب ، فى مقتبل العمر، ربما فى وسط العشرين ،
وقـفـتها داخل (الكشك الخشبى) الذى تبيع فيه الشاى والسندوتشات للسائقين الذين يتخذون من الساحة الأمامية (لـلكشك) موقفا لسياراتهم ، تغمرهم بالضحكات والسمر ، ومن خلال تعاملهم معها لاحظت انهم يقدرونها .
كانت ..هى و الشجرة التى تحضن فروعها (الكشك) فتنشر الظلال كأنهما كيان واحد يجذب السائقين للمكان ..
هكذا الحال فى كل يوم أثناء ذهابى وعـودتى من العمل أراها ...وأسال نفسى :-
- ماذا يدفع واحدة مثلها لذلك ؟ مادامت جميلة لمَ لم تتزوج وتلقى بعبء الحياة عنها ؟
ام هل تراها تعمل لكي تعول أولادها ؟
الكثير والكثير من الأسئلة تدور بذهنى ؛ ربما إشفاقا عليها ، أو إعجابا بها ؟!
ولكن طبيعة عملي لا تسمح لي بأن أتقرب منها لأعرف الإجابة .
وذات صباح كنت فى طريقى إلى العمل ، فوجدت (الكشك ) مغلقا على غير عادتها ؟
وهى حادثة غريبة لم تحدث من قبل ؟
قلت لنفسي : ربما تأخرت فى النوم ،
زاد من عجبي أننى عندما عدت من العمل وجدت ( الكشك) مغلقا أيضا ؟
وفى اليوم التالى كان الحال كما هو ، ومرت عدة أيام و(الكشك) مغلق .
وأثناء عودتى اليوم من العمل لم أستطع مقاومة فضولي الشديد والملح لأعرف السر.
فذهبت إلى أحد السائقين وسألته عن (الكشك) ،
فكانت إجابته غاية فى الغرابة ،
قال : ألم تلحظ اختفاء الشجرة التى كانت خلف ( الكشك) ، تنادينا لظلالها من حرقة الشمس فى هذا الميدان الواسع ؟
نظرت إلى هناك وبالفعل كانت الشجرة مقطوعة .





----------------------------------------

الكاتب /

- الإسم = صـــــــــابــر - اللّقب والجد = حجــــــــــازى
- الجنسيّة = عـــربي - مــصــــرى
- ينشر إنتاجه منذ العام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع المصرية و العربيّة …
-اصدر
1- نبضات قلبين..................مجموعة شعرية 1983
2- قصائد الرحيل السبعة.........مجموعة شعرية 1984
3- ولكني مازلت احبك ...........مجموعة شعرية 1986
4- قصص ممنوعة..............مجموعة قصصية 1987
5- الزمن ووجة العاشق القديم.....مجموعة شعرية 1988
6- مدخل الي الابداع الشعرى ........مقالات نقدية 1994

عضو بعدّة نوادي ثقافيّة وأشرف علي الصفحات الادبية
بالعديد من الجرائد والمجلات المصرية لسنوات طويلة.
-شارك بالعديد من الندوات والمهرجانات الادبية
كما شارك في العشرات من الأمسيّات الشعريّة و القصصيّة.
- ونظم الكثير من الأمسيّات الأدبيّة

- له في انتظار النّشر : -
( مخطوطات) :
1- ما تعسر من الحب...شعر بالعامية المصرية
2- الحب في زمن الفراق......مجموعة شعرية
3- العودة الي الله ...............كتابات اسلامية
4-أعدام محامي..................قصص قصيرة

كاملة بدارنه
06-11-2011, 11:12 AM
الشّجرة رمز الحياة والتّجدّد

هي شجرة خير... بقطعها قطعت الخيرات كلّها

قصّة جميلة وهادفة أخ صابر... وآمل أن تورق الشّجرة من جديد...

أهلا بك وبإبداعك في الواحة الغنّاء

تقديري وتحيّتي

آمال المصري
06-11-2011, 01:54 PM
كان عامل التشويق هنا رائعا أديبنا المكرم
حيث يكمن سر التوافد للاستظلال بالشجرة المعنون بها النص والتي ترمز للحب باحتضانها واحتوائها للكشك وصاحبته
وتركت لنا فسحة للتأويل .. أين ذهبت الشابة ؟
هل ذهبت للبحث عن احتواء آخر ؟
ولم لفتت انتباه البطل ولم يلتفت للشجرة حتى بعد بترها ؟
عموما النص رائع برمزيته ولغته وحبكته
والخاتمة التي فتحت أبواب التأويل على مصراعيها
تحيتي الخالصة
وكل عام وأنت للرحمن أقرب

محمد النعمة بيروك
06-11-2011, 02:04 PM
ربما لم يعرف أحد قيمة الشجرة قبل أن تختفي..

في الطبيعة علاقة عجيبة بين النبات و الانسان، لكن هذا الأخير يوغل في "قتل" النبات الذي سيؤدي في النهاية إلى قتل الانسان نفسه..
قصة جميلة، بتقنية أجمل، ربطت بين البطلة والشجرة التي كان الانعراج إلى موضوعها قفلة مُعبّرة..

أحييك.

صابر حجازى
10-11-2011, 08:46 AM
الاديبة الكاتبة الاستاذة / كاملة بدارنه
السلام عليكم

اشكر لسيادتكم هذا الترحيب
واشعر بتقدير خاص لكريم رايكم في النص
واتمني مزيد من التواصل

أحترامي

صابر حجازى
10-11-2011, 08:54 AM
كان عامل التشويق هنا رائعا أديبنا المكرم
حيث يكمن سر التوافد للاستظلال بالشجرة المعنون بها النص
والتي ترمز للحب باحتضانها واحتوائها للكشك وصاحبته
عموما النص رائع برمزيته ولغته وحبكته
والخاتمة التي فتحت أبواب التأويل على مصراعيها




الاستاذة الاديبة والقاصة / رنيم مصطفى
السلام عليكم
تحية تقدير لهذا التاؤيل
وتلك القراءة المتميزة والفهم للنص
ادعوا الله الرحمن ان اكون عند حسن الظن
اعزازى وتقديرى

صابر حجازى
10-11-2011, 09:05 AM
ربما لم يعرف أحد قيمة الشجرة قبل أن تختفي..
قصة جميلة، بتقنية أجمل،
ربطت بين البطلة والشجرة التي كان الانعراج إلى موضوعها قفلة مُعبّرة..



الكاتب الاديب القاص الاستاذ / محمد النعمة بيروك
السلام عليكم
لحضورك بهاء
ولتعليقك صدى في النفس
اشكرك من صميم القلب
محبتي

عبد السلام دغمش
10-11-2011, 09:22 AM
اشارة طيبة من الكاتب الكريم ..وهي ان في القصة شجرتان..احدهما الشجرة الحقيقية ذات الاغصان والفروع وهي التي كان يستظل بها السائقون من القيظ وهي ما يبحث عنه عامة الناس ومن هم مشغولون بقوت يومهم عن معان اخرى..
والشجرة الاخرى هي التي تحمل معاني الحب والعواطف وهي ما يبحث عنه اصحاب العقول السليمة والافئدة الرقيقة..ولذلك لم يبال الراوي بالشجرة الحقيقية عندما قطعت - على ضخامتها- لان فكره وعقله مشغول بالشجرة التي تنقل الابتسامة و تحمل الحب هنا و هناك..
كثير من البشر هم اشجار متنقلة نفتقدهم حقا..

صابر حجازى
10-11-2011, 09:32 AM
اشارة طيبة من الكاتب الكريم ..وهي ان في القصة شجرتان..احدهما الشجرة الحقيقية ذات الاغصان والفروع وهي التي كان يستظل بها السائقون من القيظ وهي ما يبحث عنه عامة الناس ومن هم مشغولون بقوت يومهم عن معان اخرى..
والشجرة الاخرى هي التي تحمل معاني الحب والعواطف وهي ما يبحث عنه اصحاب العقول السليمة والافئدة الرقيقة..ولذلك لم يبال الراوي بالشجرة الحقيقية عندما قطعت - على ضخامتها- لان فكره وعقله مشغول بالشجرة التي تنقل الابتسامة و تحمل الحب هنا و هناك..
كثير من البشر هم اشجار متنقلة نفتقدهم حقا..



الاستاذ الفاضل / عبد السلام دغمش
السلام عليكم
انه من حسن الطالع شرف حضوركم الكريم هنا بالمرور وكذلك بالتعليق ..
خصوصا وان سيادتكم استطعت الدخول الي مضمون النص وليس بساطة الشكل الخارجي له..
تحية تقدير لرؤيتكم النافذة
واتمني ان نكون اصدقاء ..فانا يهمني من لهم تلك البصيرة

احترامي

عبد السلام دغمش
10-11-2011, 10:00 AM
اقدر لك ثقتك واشكرك على كلماتك اللطيفة و مزيدا من الابداعات التي تستحث فينا ان نبحث عن مكامن الجمال.. فاللالئ مخبوءة بانتظار من يغوص اليها..وليس لها ان تطوف مع الزبد حتى لا تذهب جفاءا..

صابر حجازى
23-01-2012, 08:58 AM
اقدر لك كلماتك الراقية
واشكرك على مشاركاتك اللطيفة
و مزيدا من التواصل ان شاء الله

ربيحة الرفاعي
24-01-2012, 10:46 PM
قصة قصيرة برمزية عالية وربط موفق يقدم للقاريء إضاءات سريعة نحو قراءة عميقة

أحسنت انتقاء الفكرة ومعالجتها وأبدعت في نسج القفلة لتوكد على رسالة النص

أهلا بك ومرحبا في واحتك

تحيتي

ياسمين شملاوي
26-01-2012, 06:57 PM
الكريم صابر :

عندما مات الحضن ..
ذبل المحتضن .. فهذه علاقة تكاملية عجيبة ..
لن ندركها .. الا ان كنا الكشك والشجرة ..

رأيت فيها عبرة .. ورحابة واسعة ..
فاختلطت علي مشاعر الفرحة والدهشة والحزن ..

كل المودة والاحترام
الياسمين

وليد عارف الرشيد
14-05-2012, 04:11 PM
نعم تأثرت الإنسية البطلة وتأثر وجودها ها هنا بزوال وجود هذه النبتة التي لا نوليها ما تستحق
قصة معبرة وصيغت باقتدار
بوركت أيها المبدع الجميل
مودتي وتقديري

آمال المصري
24-02-2015, 09:21 AM
فكانت إجابته غاية فى الغرابة ،
قال : ألم تلحظ اختفاء الشجرة التى كانت خلف ( الكشك) ، تنادينا لظلالها من حرقة الشمس فى هذا الميدان الواسع ؟
نظرت إلى هناك وبالفعل كانت الشجرة مقطوعة .

ربما لم يلحظ اختفاء الشجرة كما لاحظ اختفاء الفتاة إلا حين قام بتنبيهه أحد السائقين
كأن بغياب المحتضن ذبل الحاضن واجتث
نص جميل بسردية موفقة ورمزية عالية
بوركت أديبنا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
26-02-2015, 06:34 PM
وما بين ظل الشجرة وظل المرأة حكت خيوط قصتك ببراعة اخذتنا الى مساحات من الفكر العميق
رمزية ارتباط المرأة بالشجرة
قد ندرك ارتباطنا ببعض الأشياء بعد فقدها
لم ينتبه للشجرة لان فكره مرتبط بالمرأة لأسباب كان يجهلها هو كما نجهل تفسير الكثير من الأشياء لأنفسنا
وهناك من افتقد الشجرة لما تعنيه له
قصة جميلة
اسجل اعجابي
بوركت وكل التقدير

صابر حجازى
07-03-2015, 01:07 PM
قصة قصيرة برمزية عالية وربط موفق يقدم للقاريء إضاءات سريعة نحو قراءة عميقة

أحسنت انتقاء الفكرة ومعالجتها وأبدعت في نسج القفلة لتوكد على رسالة النص

أهلا بك ومرحبا في واحتك

تحيتي






الاديبة ربيحة الرفاعي
بارك الله فيك ومتعك بالصحة والعافيه
أسعدني تشريفك للقصة وأنار بها البهجة والسرور
فجزآك الله خير الجزاء

صابر حجازى
07-03-2015, 01:11 PM
الكريم صابر :

عندما مات الحضن ..
ذبل المحتضن .. فهذه علاقة تكاملية عجيبة ..
لن ندركها .. الا ان كنا الكشك والشجرة ..

رأيت فيها عبرة .. ورحابة واسعة ..
فاختلطت علي مشاعر الفرحة والدهشة والحزن ..

كل المودة والاحترام
الياسمين






الرقيقة ياسمين شملاوي
لكم الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم
يسعدني ويشرفني مروركم العطر
دمتم بحفظ الله ورعايته.

صابر حجازى
07-03-2015, 01:14 PM
نعم تأثرت الإنسية البطلة وتأثر وجودها ها هنا بزوال وجود هذه النبتة التي لا نوليها ما تستحق
قصة معبرة وصيغت باقتدار
بوركت أيها المبدع الجميل
مودتي وتقديري





الشاعر الجميل وليد عارف
تفاعلك مع موضوعي أفرحني
وأدخل البهجة في صفحتي
فبوركت وجزا ك الله خيرا

صابر حجازى
07-03-2015, 01:25 PM
فكانت إجابته غاية فى الغرابة ،
قال : ألم تلحظ اختفاء الشجرة التى كانت خلف ( الكشك) ، تنادينا لظلالها من حرقة الشمس فى هذا الميدان الواسع ؟
نظرت إلى هناك وبالفعل كانت الشجرة مقطوعة .

ربما لم يلحظ اختفاء الشجرة كما لاحظ اختفاء الفتاة إلا حين قام بتنبيهه أحد السائقين
كأن بغياب المحتضن ذبل الحاضن واجتث
نص جميل بسردية موفقة ورمزية عالية
بوركت أديبنا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي






الاستاذة الرقيقة امال المصري
لكم الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم
يسعدني ويشرفني مروركم العطر
دمتم بحفظ الله ورعايته.

صابر حجازى
07-03-2015, 04:04 PM
وما بين ظل الشجرة وظل المرأة حكت خيوط قصتك ببراعة اخذتنا الى مساحات من الفكر العميق
رمزية ارتباط المرأة بالشجرة
قد ندرك ارتباطنا ببعض الأشياء بعد فقدها
لم ينتبه للشجرة لان فكره مرتبط بالمرأة لأسباب كان يجهلها هو كما نجهل تفسير الكثير من الأشياء لأنفسنا
وهناك من افتقد الشجرة لما تعنيه له
قصة جميلة
اسجل اعجابي
بوركت وكل التقدير






الاستاذة الاديبة خلود

شكرا لكم على هذا المرور الأروع

ولا حرمنا الله من طلتكم

وبارك لكم وبارك فيكم

ناديه محمد الجابي
29-03-2023, 12:20 AM
كانت الشجرة تحتضن الكشك والمكان بحب وحنان وتظلل عليه
فلما قطعت الشجرة زال الخير كله
قصة جميلة وهادفة ومعبرة برمزية عالية.
بوركت ـ ولك كل التحية والتقدير.
:tree::cup::tree: