تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حلم في عالمsms



بن عمر غاني
28-08-2004, 12:59 AM
حلم في عالمsms


مجرد حلم:
رأيت فيما يرى النائم أن شخص تسلل بين خطوط الهاتف الجوال وبعث لي برسالة قصيرة مفادها:
(أنا كذلك)
لم يسق لي وان تعاملت مع هذا الرقم و صاحب أو صاحبة هذا الخط.
(من أنت أو أنت ؟).
(أنا فلانة من مدينة .............).
لا اعرف أية امرأة من هذه البلاد أما إسمها فهو يشبه إسم لامرأة عزيزة علي أحببتها ذات خريف ثم اختفت في الطبيعة فجأة.
(كيف تحصلت على رقم هاتفي ؟)
( وجدته مكتوب عند بالهاتف , والهاتف اشترته من محل يبيع الهواتف المستعملة وليس بجهاز جديد ).
( حسن...اخبرني عن عملك....وسنك ؟).
( اعمل كأستاذة.... 42 سنة).
بعد هذه السلسلة من الرسائل المتبادلة بيننا وجدتها تلتقي معي في عدة نقاط من بينها :
العمل في نفس القطاع....نفس التجربة والأقدمية في العمل....نفس الوظيفة....تقارب في السن بيننا.... مع تشابه الاسم والصوت لامرأة أحبها واعزها.
لولا هذه المرأة التي أحبها لما تجاوزت الرسائل بيننا رسالة واحدة وكفى الله المؤمنين القتال.
أردت أن أرى بأم عيني هذه المرأة الغريبة والمتسللة التي أتقاسم معها كل هذه النقاط فكان الموعد وكان اللقاء.
التقينا فلم تكن هي المرأة التي انتظرها مند ألاف السنين..ولا تحمل أية صفة من صفاتها الجمالية والفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض
امرأة أنهكتها سنين العنوسة والتكفل بالعائلة التي تتكون من عدة أفراد
جلسنا نتحدث في مقهى العشاق ولسنا بالعشاق...شربنا شيء من المشروبات الباردة ....دار حديث قصير بيننا ثم افترقنا.
لم أنسى أن اسألها مرة أخرى أثناء ذلك الحديث..
(كيف تحصلت على رقم هاتفي..؟)
فجاءت الإجابة كسابقتها.
(لقد وجدته مكتوب عند بالهاتف)
تعمدت أثناء ذالك الحديث كذلك أن اسرد لها بإيجاز قصتي الطويلة مع الحياة وكل تجاربي الفاشلات مع الحرص بإظهار كل ما هو اسود من هذه التجارب كي تبتعد عني سائلة القرب هذه... ولا تنظر وراءها بعد هذا اللقاء.
افترقنا وعاد كل واحد منا من حيث جاء .
وبعد غد بدأت تتساقط علي الرسائل القصيرة مثل المطر.
(احبك صباحا)...( احبك مساء).....(احبك ليلا)....(أنت أمل حياتي)
(لقد كنت جد صريح معي إذن أنت إنسان صادق).
لقد دبت الحركة في هاتفي الجوال حتى أصبح لا يتوقف عن الرنين
ليل نهار...في العمل...في البيت...أثناء الركوب في وسائل النقل وحتى في دورة المياه لدرجة الإزعاج.
مسكين هاتفي لقد كان يعيش صمت مطلق مثل صاحبه فقطعو عليه نوبة صمته .
كثرت شكوكي حول هذه المراة التي دخلت حياتي فجأة متسللة..ثم أرادت أن تملا كل الفراغ الذي أعيشه من حب وحنان وعطف في لحظة.
فارتمت بكل ثقلها في المغامرة.
أحسست أن الأمور غير طبيعية وان هناك ما يشبه المؤامرة إن صح التعبير.
لكي اعرف من قام بهذه المؤامرة خطرت على بالي فكرة.
هي أن ارمي بكل ثقلي كذالك إمعانا في المغامرة حتى اعرف من قام بهذه المؤامرة في اقرب وقت ممكن.
(أحبك)....(أحبك أكثر).....( أنت أمل حياتي)....( أنت أمل روحي وحياتي ونبض قلبي وزوال مأساتي )
( اشتقت إليك )....( اشتقت إلى نسمة روحك)

استمر الحال على هذا المنوال لبعض الوقت وبدأت تظهر خيوط المؤامرة شيء فشيء.
فبدأت تبتعد عني شيئا فشيئا....لقد أحست بأنني أقوم بجمع خيوط المؤامرة وأنني قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف الحقيقة....فقررت الابتعاد كي يتوقف التحقيق في مكانه.
بعد أسبوع كامل من استراحة هاتفي الجوال وصمته قررت أن أزف لها الحقيقة.
( لقد عرفت من أين تحصلت على رقم هاتفي)
لم تجب...
( لم يكن حبنا إلا رسائل نظرية وشكلية لا غير)
أجابت هذه المرة...
( إذن أنت تريد التطبيق)
( اقصد حبنا لم يكن يحمل بعض صفات الحب المحسوسة والممزوجة بالعواطف النابضة).
( آسفة التطبيق ليس من عاداتي أو وجباتي)
فاستنتجت من كلامها أنها تصف نفسها بالعفاف والماضي النظيف
( لقد تحصلت على بعض أسرارك)
(أية أسرار...؟)
لم اجبها....كل ما أريده أن تنتهي هذه المسرحية بدون الدخول في تفريعاتها.
أسبوع آخر من الراحة لهاتفي الصامت.
بقيت هناك أسئلة لذي تبحث لها عن إجابة..
فكتبت لها...
( كيف هو حال وجباتك..؟)
( ابحث لك عن امرأة أخرى غيري...فانا امرأة غير عفيفة)
( أنا ابحث عن امرأة غير عفيفة هذه المرة...قد يكون الأمر أحسن
فكل النساء اللاتي خانتني وخذلتني وشتتت أبنائي ادعين بالتعفف فوقع ما وقع كما أخبرتك )
( إذن ابحث لك عن امرأة أخرى غيري فانا امرأة عفيفة).

فكتبت لها كي تقطع كل أمل يكون قد تعلق بهذه القصة الطريفة.
( اسمعي أيتها المراة الساذجة...لم ينبض قلبي في يوم من الأيام بحبك..
إنما كانت ادوار تمثيلية تقاسمانها في هذه المسرحية... ومند البداية كان كل واحد منا له هدفه الخاص الذي يريد الوصول إليه).
بعدها دخل هاتفي في نوبة صمت طويلة هذه المرة وتنعم بالراحة
وبقيت عند أسئلة معلقة تبحث لها عن إجابة.
رغم أني توصلت لمعرفة الطرف الرئيسي الذي قام بإخراج السيناريو
إلا أنني احترت في مصير هذه المراة الساذجة التي قبلت بلعب دور الممثل الرئيسي في هذه المسرحية.
لماذا انسحبت فجأة...؟....هل وقعت في قصة حب أثناء التمثيل كما وقع لكثير من الممثلين.؟ ثم كانت الصدمة عنيفة عليها بعد أن اكتشفت نفسها أنها تحب حبا من جانب واحد لا أكثر.
أم أعطيت لها الأوامر من صاحب السيناريو بالانسحاب عند اكتشاف الأمور بأنها لا تسير على أحسن ما يرام ؟.
مهما يكن لقد تأثرت من حالها...فالعنوسة من جهة ومشاكل الأسرة من جهة أخرى ولم يشفق عليها صاحب السيناريو.. لا لشيء إلا لأنها تحمل بعض مواصفات الورقة الناجحة بدقة.
هي امرأة يجب أن آخذ بيدها ومساعدتها قدر الإمكان كأخ وصديق لا أكثر.
فكتبت لها....
( لك أن نبق أصدقاء وإخوة من أب وأم واحدة لو أردت ذلك)

لم تجب ......
وأسدل الستار عن المشهد الأخير من المسرحية.
استقضت من حلمي فوجدت رسالة مكتوبة بهاتفي من شخص آخر لم يسبق وان عرفته من قبل تقول...
( لقد شنقت أمنياتنا)
فأجبت دون أن أحاول معرفة من هو صاحب الرسالة.
(امنيات ولدت مشنوقة).

عبد الوهاب القطب
18-09-2004, 05:48 PM
كم انت قدير باسلوبك وممتع
اخي بن عمر

كانت عيوني تسابق السطور فقد شدتني من اولها الى آخرها..

ترى -وهي لم تعرفك -لو لم تكن عنوسا اتراها استمرت معك او مع غيرك

بهذا الاسلوب؟

عجبي

مرة اخرى اشكرك على وقت جميييييييييل قضيته بمعيتك ايها الرائع.

تحياتي واعجابي

المخلص

عبدالوهاب القطب
رجل يحب الجزائر

بن عمر غاني
23-01-2006, 05:35 PM
كم انت قدير باسلوبك وممتع
اخي بن عمر

كانت عيوني تسابق السطور فقد شدتني من اولها الى آخرها..

ترى -وهي لم تعرفك -لو لم تكن عنوسا اتراها استمرت معك او مع غيرك

بهذا الاسلوب؟

عجبي

مرة اخرى اشكرك على وقت جميييييييييل قضيته بمعيتك ايها الرائع.

تحياتي واعجابي

المخلص

عبدالوهاب القطب
رجل يحب الجزائر

[/align]







اخي الحبيب عبد الوهاب
والجزائر تحبك من أعماق جبال الاوراس يا شاعرنا الكبير
كم نحن مشتاقون لطلة قلمك الكريم
عشن خطري ارجع ارجوك