المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقصة الذبيح



السيد سعيد علام
11-11-2011, 10:11 AM
وخرج من رحم الغيب .. يميط اللثام عن عاطفة خامدة .. يحركنى/ يزلزنى بعد سكون عميق فى قمم الأحزان والأنوثة المبتورة طبياً من مهدى.
كمغامر لم يرحل ، وتوكل على الرزاق .. يوهج قلباً لم يكن قبله قابلاً للاشتعال .. نبضاته قٌدْت من صخر، بعاطفة فى جمود إسفلت الطريق لجسد مرمرى/مسجى كجثة ما عادت تتلألأ .. يموت رويداً رويداً فى فراشه الخالى ، بقلب يرتعش من الصقيع .
رغم تقديمى إقرار ذمتى الصحية لم يرحل كغيره مصحوبين بمؤثرات نفسية متعددة للحن الوداع .. المضفر بالحسرة والتأسى على حالى من المفتونين بجسدى الفارغ وصدرى الناهد/ المرتعش فى جنون ، وقلبى المدفون وسط ركام حلمى المؤؤد.
مراراً أطيب نفسى بالرضا .. فما كل ما فوق البسيطة كافياً ، فإذا قنعت فكل شئ كاف .. فاجدنى أحارب ليل حياتى بأعواد ثقاب ، سرعان ما تلسع الأنامل .. فتموج النفس ويهدر اللسان ببدايات كفر ، قد يجدى معه كثير الغفران .. حتى صرت اكره عذابات النفس وندباتها مع الوافدين/الراحلين إلى/من بابى .
هذا الطويل الفارع يجبرنى بإقدامه إن ارفع رأسى إلى أعلى لألحق بأول نظرة عشق ، وخدر جميل يتسلل إلى جسدى الذى سيدثر بغطاء محبته ويدفأ القلب .. يوقظه للذة العشق المباح .
داعبنى الأمل/ راودتنى الامانى/ راقصنى الفرح/ضاجعنى الحنين .. فأجهضه واقعا أنثويا مريراً .. بتوالى الشهور والسنين الجدباء حتى تخطت الثمانية .. استشهد فيها الأمل فى معجزة بزمن ضن بالأولياء والأنبياء ، وان عددته فى مراتب الولاية بصبره ورفقه بالقوارير، وهو يوارى عنى خيبة أمله فى الوريث ويدافع باستماتة عنى من سياط ألسنة أهله الجائعة ولهيب نظراتهم القارصة .
سأقدم عذابات الروح قرباناً لاكتمال فرحته بالوريث ، وأتوارى خلف جنونى وحبه لأجد له الأرض الخصبة ..امنحه فرصة الامتداد بيدى بدلا من الرهبنة الظاهرية بانانيتى ، أو ينالها رغما عنى سراً أو جهراً ولو تعفف عنها امامى .. ازهد فيه قليلا بعدما كنت أراه حين أريد ، وحين يريد وحين لا أريد .
ورغما عن رغباتى المعلنة كانت فقيرة وفى مراتب ادنى من جمالى وجسدى ، كطيبة يستحقها بدلا من حية ضاحكة الجسد والأثواب تسلبه منى بوليدها .. ويستقلا شقة بعيدة عنى ، مجهزة بكل الإمكانيات بعد معارضته الشرسة .. يستمتعا بل يبتعدا عن إدامة نظرى لهما حتى إتمام مهمتها ، وأفوز به فى منافسة الضرائر بحبه وامكانيتى.
وسأرسم ماكياجها باناملى ، وساحرك شفتى ابتساماً .. ارسمها بريشة الشجن وضحكات مغموسة فى ملح المرارة ودمع المآقى .. وسأرقص له ، لكنها رقصة الطائر الذبيح .

كاملة بدارنه
10-12-2011, 12:59 PM
أعجابي بمقدرتك الأدبيّة على قوّة تصوير مشاعر أنثويّة، قد تستصعب الأنثى نفسها التّعبير عنها!
مصير قاس ... حرمان من الأمومة وضَرّة مجبرة على أن: "وسأرسم ماكياجها باناملى ، وساحرك شفتى ابتساماً .. ارسمها بريشة الشجن وضحكات مغموسة فى ملح المرارة ودمع المآقى .. "
بوركت أستاذ السيّد سعيد
تقديري وتحيّتي

( ويستقلّان - يستمتعان - يبتعدان )

الحسين المسعودي
10-12-2011, 02:05 PM
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا............. فالديك يرقص مذبوحا من الألم

قرأت لك نصا جميلا هنا يا أخي..

بورك القلم.

ربيحة الرفاعي
12-09-2014, 12:52 AM
حوار ذاتي موجع، وغوص عميق في معاناة الأنثى مدهش أن يجيده رجل بهذه المهارة
وموضوع مؤثر طرحت كاتبنا

وددت لو أنك استعملت علامات الترقيم تسهيلا على القاريء

ونتوق لحضورك الكريم والفاعل في نصوص بقية مبدعي الواحة

أهلا بك

تحيتي

آمال المصري
23-01-2016, 12:44 AM
رائعة تحاكي مأساة اجتماعية صعبة أجاد فيها الكاتب رسم شخصية البطلة ومعاناتها وأدق مشاعر الأنثى حين يعاقرها المرض و آلام الفقد والحرمان من الأمومة
كان الوصف بديعا رغم زخم الحزن .. حيث حلقت بنا البطلة مع عذاباتها وكأننا نعيش مأساتها ونشعر معاناتها
جميل أديبنا أن تصوغ النص على لسان أنثى بتلك الحنكة والذكاء
وأتمنى أن تتفاعل مع نصوص الأخوة الأفاضل ليدوم التواصل الخيِّر
تحيتي
ومرحبا بك في ربوع الواحة

المؤؤد - الموءود

خلود محمد جمعة
24-02-2016, 10:22 AM
محكاة القلب للروح بوجع
كم من المؤلم أن نقبض على الجمر بصمت ومما يزيده وجعا هو رسم الابتسامة في حين تريد أن تصرخ
مؤلمة ومؤثرة بجمال السرد والحرف
بوركت وتقديري

ناديه محمد الجابي
01-01-2021, 12:49 PM
سحرتني اللغة المعبرة عن أحاسيس المرأة ، وجذبني السرد الماتع
بتعابيره القوية الملفتة تركيبا وصورا
نص جميل زاخر بالمعاني ، وقدرة على تصوير مشاعر الأنثى ومعاناتها
في عمل متماسك، وعلى درجة عالية من التكثيف
أحييك على وجبة دسمة راقية
دام ألقك وإبداعك.
:009::wow::009: