بندر الصاعدي
13-11-2011, 07:10 PM
جَدِيدُكَ مِنْ قَدِيمِكَ مُسْتَمَدُّ=وَلَيْلُكَ فِي نَهَارِكَ مُسْتَرَدُّ
يَسِيرُ بِكَ الزَّمَانُ صَغِيرَ عُمْرٍ=وَتُكْبِرُكَ التَّجَارِبُ مَا تَجِدُّ
بُكُورُكَ لِلْرَّضَى أَوْنَاكَ حَتَّى=سَخِطْتَ بِهِ وَأْنْتَ لَهُ تَكُدُّ
وَإِنْ قَلَّبْتَ جِسْمَكَ فِي وَثِيرٍ=أَغَارَ عَلَى الكَرَى فِكْرٌ وَوَجْدُ
إذَا أَبْكَرْتَ تَسْتَبِقُ الأَمَانِي=سَلَكْتَ لَهَا دُرُوبًا لَا تُوَّدُّ
تَعُودُ كَعَوْدِ مَنْ قَفَّى مَكَانًا=بِهِ ضَمَّ العَزْيزَ عَلَيْهِ لَحْدُ
وَتَرْنُو لِلَّيَالِي مُسْرِعَاتٍ=يُنَعَّمُ أَحْمَقٌ وَيَفُوزُ وَغْدُ
فَتَجْثِمُ لَا أَبَالَك أَيَّ أَمْرٍ=أرَدْتَ وَكَيْفَ يُوهِنُكَ المَرَدُّ!
أَجَلْ , المَرْءُ أَعْضَاءٌ وَقَلْبٌ=وَقَلْبُ المَرْءِ لِلأَعْضَاءِ زَنْدُ
وِإِنِّي لِلْفُؤَادِ كَثِيرُ كَبْحٍ=بِهِ مِنْ مُقْصِرَاتِ العُمْرِ حَشْدُ
أَخَافُ أَمْوتُ حِسَّا رَوْقَ عَمْرِي=فَمَا يُعْنَى لِبَاقِي العُمْرِ قَصْدُ
وَمَا الإِنْسَانُ إِلا الروحُ تَحْيَا=قِوى مِنْهَا الجَوَارِحُ تَسْتَمِدُّ
وَقَدْ يَشْقَى الفَتَى فَيَعِزُّ صَبْرًا=إِذَا مَا قِيلَ لِلجُلْمُودِ صَلْدُ
وِإِنْ صُدِّعْ فَنَبْعٌ مِنْ فُرَاتٍ=وَفِيهِ لِمَنْ وَهَى صَدَرٌ وَوِرْدُ
لِمَنْ تَرِدُ الذُّرَى شِعْرًا وَنَظْمَا=مَعَانِيهَا عَلَى الأَلْبَابِ عِقْدُ
أََتُسْعِدُ وَهْيَ فِي جَنْبَيْكَ نَارٌ=وَتُطْرِبُ وَهْيَ فِي عَيْنَيْكَ سُهْدُ
كَفَى بِكَ مُحْرَجًا عِلْمُ البَرايَا=بَأَنَّكَ شَاعِرٌ يَأْسَى فَيَشْدُو
وَلَوْ أَقْصَرْتَ عَنْ جَهْرِ الخَفَايَا=لَزَانَ لكَ اليِرَاعُ وَهَانَ وَقْدُ
وَتُبْلَى, كُلُّ حِيٍّ حِينَ يُبْلَى=فَذَا جَزِعُ الفُؤَادِ وَذَاكَ جَلْدُ
وَيَجْهَلُ بِالغَنَى قَومٌ وَيَحْجُو=أُولُو الأَلْبَابِ فَالإِعْرَاضُ زُهْدُ
وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ حَفِلُوَا بِنُعْمَى=مَكَارِمَهُمْ بِهَا نَقَضُوا وَهَدُّوا
أكَانَا يَسْتَحِيلانِ اجْتِمَاعًا=وَإِنْ كَانَا فَأَيُّهُمَا يُعَدُّ!
شُغِلْتُ عَنِ الحَيَاةِ بِهَا لَأَنِّي=بِهَا حَيٌّ وَمَا مِنْ ذَاكَ بُدُّ
أَجُدُّ فَإِنْ يَكُنْ هَمٌّ فَصَبْرٌ=يُعِينُ وَإِنْ أُصِبْ خَيْرًا فَحمْدُ
وَأَعْقِلُ نَزْعَةَ الأَهْوَاءِ رُشْدًا=فَإِنْ أَعْيَتْ بِسَوْرَتِهَا أَشُدُّ
وَأَبَرَأُ مِنْ شِرَاكِ الشَّرِّ رِجْلِي=_وَإِنْ حَفِيَتْ_ , فَأَسْلَمَ كَيْفَ تَبْدُو!
سَلَامَةُ خَافِقِي مِنْ كُلِّ رَينٍ=وِإِنْ غَذَّيْتُهُ جَسَدِي أَوَدُّ
تَهِيمُ بِنَا رَغَائِبُنَا وَلَكنْ=لِكُلِّ عَمِيلَةٍ فِي القَلْبِ قَيْدُ
وَحَدُّ الفِعْلِ مِنْ بَدنٍ مُضِيٌّ=وَلَيْسِ لِفِكْرَةٍ فِي العَقْلِ حَدُّ
لَعَمْرُكَ مَالجُسُومُ تُقِيمُ مَجْدًا=وَلَكِنْ بِالحُلُومِ لَهُ تُعَدُّ
وَأَهْوَاءُ الوَرَى تَطْغَى فَأَنَّى=يَكُونُ لَهُمْ مَعَ الأَهْوَاءِ رُشْدُ!
فَمَا يَحْيَا الَأَمِيرُ بِلَا عَبِيدٍ=وَلَا يَتَسَيَّدُ الأُمَرَاءَ عَبْدُ
عَدَا مَنْ لِلْعَزِيزِ أَذَلَّ قَلْبًا=يَعَزُّ بِهِ أَمِيرًا حَيْثُ يَغْدُو
يُشِيعُ الحَقَّ ثَبْتًا لَا يُبَالِي=وَلَا يَثْنِيهِ دُونَ الحَقِّ لَحْدُ
فَعِزُّ المَرْءِ بِالطُّغْيَانِ ذُلٌّ=وَإِنْ أَغْرَاهُ فِي دُنْيَاهُ مَجْدُ
لَهُ السُّلْطَانُ قَبْلَ المَوْتِ جُنْدٌ=وَبَعْدَ المَوْتِ أَغْلَالٌ وَصَفْدُ
وعِزُّ المَرْءِ بالرَّحْمَنِ عِزٌّ=وإِنْ أَشْقَاهُ في دُنْيَاهُ فَقْدُ
لَهُ الأَعْمَالُ قَبْلَ المَوتِ نَفْعٌ=وَبَعْدَ المَوْتِ مَنْجَاةٌ وَحَمْدُ
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى دَارِ ابْتِلَاءٍ=لِعَاقِبَةٍ هُنالِكَ حَيْثُ خُلْدُ
يَسِيرُ بِكَ الزَّمَانُ صَغِيرَ عُمْرٍ=وَتُكْبِرُكَ التَّجَارِبُ مَا تَجِدُّ
بُكُورُكَ لِلْرَّضَى أَوْنَاكَ حَتَّى=سَخِطْتَ بِهِ وَأْنْتَ لَهُ تَكُدُّ
وَإِنْ قَلَّبْتَ جِسْمَكَ فِي وَثِيرٍ=أَغَارَ عَلَى الكَرَى فِكْرٌ وَوَجْدُ
إذَا أَبْكَرْتَ تَسْتَبِقُ الأَمَانِي=سَلَكْتَ لَهَا دُرُوبًا لَا تُوَّدُّ
تَعُودُ كَعَوْدِ مَنْ قَفَّى مَكَانًا=بِهِ ضَمَّ العَزْيزَ عَلَيْهِ لَحْدُ
وَتَرْنُو لِلَّيَالِي مُسْرِعَاتٍ=يُنَعَّمُ أَحْمَقٌ وَيَفُوزُ وَغْدُ
فَتَجْثِمُ لَا أَبَالَك أَيَّ أَمْرٍ=أرَدْتَ وَكَيْفَ يُوهِنُكَ المَرَدُّ!
أَجَلْ , المَرْءُ أَعْضَاءٌ وَقَلْبٌ=وَقَلْبُ المَرْءِ لِلأَعْضَاءِ زَنْدُ
وِإِنِّي لِلْفُؤَادِ كَثِيرُ كَبْحٍ=بِهِ مِنْ مُقْصِرَاتِ العُمْرِ حَشْدُ
أَخَافُ أَمْوتُ حِسَّا رَوْقَ عَمْرِي=فَمَا يُعْنَى لِبَاقِي العُمْرِ قَصْدُ
وَمَا الإِنْسَانُ إِلا الروحُ تَحْيَا=قِوى مِنْهَا الجَوَارِحُ تَسْتَمِدُّ
وَقَدْ يَشْقَى الفَتَى فَيَعِزُّ صَبْرًا=إِذَا مَا قِيلَ لِلجُلْمُودِ صَلْدُ
وِإِنْ صُدِّعْ فَنَبْعٌ مِنْ فُرَاتٍ=وَفِيهِ لِمَنْ وَهَى صَدَرٌ وَوِرْدُ
لِمَنْ تَرِدُ الذُّرَى شِعْرًا وَنَظْمَا=مَعَانِيهَا عَلَى الأَلْبَابِ عِقْدُ
أََتُسْعِدُ وَهْيَ فِي جَنْبَيْكَ نَارٌ=وَتُطْرِبُ وَهْيَ فِي عَيْنَيْكَ سُهْدُ
كَفَى بِكَ مُحْرَجًا عِلْمُ البَرايَا=بَأَنَّكَ شَاعِرٌ يَأْسَى فَيَشْدُو
وَلَوْ أَقْصَرْتَ عَنْ جَهْرِ الخَفَايَا=لَزَانَ لكَ اليِرَاعُ وَهَانَ وَقْدُ
وَتُبْلَى, كُلُّ حِيٍّ حِينَ يُبْلَى=فَذَا جَزِعُ الفُؤَادِ وَذَاكَ جَلْدُ
وَيَجْهَلُ بِالغَنَى قَومٌ وَيَحْجُو=أُولُو الأَلْبَابِ فَالإِعْرَاضُ زُهْدُ
وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ حَفِلُوَا بِنُعْمَى=مَكَارِمَهُمْ بِهَا نَقَضُوا وَهَدُّوا
أكَانَا يَسْتَحِيلانِ اجْتِمَاعًا=وَإِنْ كَانَا فَأَيُّهُمَا يُعَدُّ!
شُغِلْتُ عَنِ الحَيَاةِ بِهَا لَأَنِّي=بِهَا حَيٌّ وَمَا مِنْ ذَاكَ بُدُّ
أَجُدُّ فَإِنْ يَكُنْ هَمٌّ فَصَبْرٌ=يُعِينُ وَإِنْ أُصِبْ خَيْرًا فَحمْدُ
وَأَعْقِلُ نَزْعَةَ الأَهْوَاءِ رُشْدًا=فَإِنْ أَعْيَتْ بِسَوْرَتِهَا أَشُدُّ
وَأَبَرَأُ مِنْ شِرَاكِ الشَّرِّ رِجْلِي=_وَإِنْ حَفِيَتْ_ , فَأَسْلَمَ كَيْفَ تَبْدُو!
سَلَامَةُ خَافِقِي مِنْ كُلِّ رَينٍ=وِإِنْ غَذَّيْتُهُ جَسَدِي أَوَدُّ
تَهِيمُ بِنَا رَغَائِبُنَا وَلَكنْ=لِكُلِّ عَمِيلَةٍ فِي القَلْبِ قَيْدُ
وَحَدُّ الفِعْلِ مِنْ بَدنٍ مُضِيٌّ=وَلَيْسِ لِفِكْرَةٍ فِي العَقْلِ حَدُّ
لَعَمْرُكَ مَالجُسُومُ تُقِيمُ مَجْدًا=وَلَكِنْ بِالحُلُومِ لَهُ تُعَدُّ
وَأَهْوَاءُ الوَرَى تَطْغَى فَأَنَّى=يَكُونُ لَهُمْ مَعَ الأَهْوَاءِ رُشْدُ!
فَمَا يَحْيَا الَأَمِيرُ بِلَا عَبِيدٍ=وَلَا يَتَسَيَّدُ الأُمَرَاءَ عَبْدُ
عَدَا مَنْ لِلْعَزِيزِ أَذَلَّ قَلْبًا=يَعَزُّ بِهِ أَمِيرًا حَيْثُ يَغْدُو
يُشِيعُ الحَقَّ ثَبْتًا لَا يُبَالِي=وَلَا يَثْنِيهِ دُونَ الحَقِّ لَحْدُ
فَعِزُّ المَرْءِ بِالطُّغْيَانِ ذُلٌّ=وَإِنْ أَغْرَاهُ فِي دُنْيَاهُ مَجْدُ
لَهُ السُّلْطَانُ قَبْلَ المَوْتِ جُنْدٌ=وَبَعْدَ المَوْتِ أَغْلَالٌ وَصَفْدُ
وعِزُّ المَرْءِ بالرَّحْمَنِ عِزٌّ=وإِنْ أَشْقَاهُ في دُنْيَاهُ فَقْدُ
لَهُ الأَعْمَالُ قَبْلَ المَوتِ نَفْعٌ=وَبَعْدَ المَوْتِ مَنْجَاةٌ وَحَمْدُ
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى دَارِ ابْتِلَاءٍ=لِعَاقِبَةٍ هُنالِكَ حَيْثُ خُلْدُ