تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أنت ؛؛؛



سعيدة لاشكر
28-11-2011, 08:45 PM
حملت أجندة مذكراتها لتخط كلمات بين صمت المكان .. وضجيج الأفكار :



" .... تداخلت المسافات والقرب قريب من الروح ..


أحيانا أحسك هنا بالأعماق .. تسكن الجوارح


أحيانا أكاد ألمسك هنا .. بقلبي .. أشعر بك تنبض داخله ..


أصطدم بك كل آن .. بأعماقي .. فإذا بي أستيقظ من غفوة الحاضر .. لأقع بزاوية الماضي .. العميق



نعم .. كونت لك هنا مساحة .,. لا يصلها غيرك .. لا يسكنها إلا أنت .. فقط




ما تفعل الآن ؟



كيف أنت؟



توالت الأيام .. مضت السنوات .. ظهرت حياة جديدة .. ربما أفضل من الماضي البعيد .. من العدم تشكلت وجوه التصقت بالذات .. كم عزيزة على الروح .. بدونها لا يمكن الاستمرار بالشهيق




إنما ها أنا للمرة الألف أستعيد الماضي جوارك


الذكرى تسترعي ابتسامة ..


الابتسامة تسترعي مرارة مجحفة


والمرارة تخلف انشطار جزئي عن الحاضر للسقوط ببركة الماضي .. نعم هي بركة ضحلة .. إذ حتى حين الخروج منها يعلق اخضرارها اللزج بنا .. ليلغي الحواجز كليا بين الماضي والحاضر ..


نتساءل .. كيف ننظف ملابسنا من الماضي بعد كل استرجاع ؟.. كيف نتعلم أن نتذكر دون شوائب .. دون ألم أو حزن أو فرح أو سرور ؟





ما تفعل الآن ؟



كيف أنت ؟



بأي بقعة من العالم تتحرك .. تتنفس .. تبتسم .. تضحك .. تبكي ؟ ....



الأيام تمر .. والسنوات تمضي .. والبحث مستمر عن صدفة تعيد تشكيل الحياة من نقطة الصفر ..




كم افتقدك ..




مازالت بصمات أصابعك .. ترتاح بكفي .. حين كنا نسير للمدرسة ..



لازالت ضحكتك ترن بأذني .. بصوت الطفولة .. بصوت النضوج .. بصوت جميع مراحل الحياة .. تلك التي قضيناها معا ..



قطعة الحلوى تلك بالذات .. أصبحت أعشقها .. كل من حولي يدرك هذا .. لما ؟ .. الا تعلم ؟ .. من فرط تناولنا لها مند زمن ..


القطعة منها تذوب بفمي .. لتذوب اللحظة .. يتجمد المكان .. فتنصهر الذكرى كالحمم .. الجارفة .. كم تجرفني لذتها دون هوادة .. كم تجرفني إليك .. دون انصياع



والكتب .. وآه من الكتب .. أجمل اللحظات كانت ولازالت تلك التي تحاصرني فيها جذران المكتبة .. الصمت .. السكون .. والانغماس بين السطور .. تلك هوايتنا المفضلة .. من الجملة .. نبتدع نصوص عريضة .. لنرتوي بالشرح المفصل ..



أغنيتك المفضلة ؟ .. لا تلك أتجنبها .. لا ادري لما


إنما هكذا يحدث .. أحيانا مجرد نغمة تفتح مصراعي الألم .. مجرد رنة .. توارب الباب .. ليتدفق الحزن من غياهب الأمس البعيد .. خاصة بين عتمة الليل .. والصمت.. حينها يكون للإنصات الضعف .. والتمادي .. فالتلاشي .. فالتلاشي


أغنيتك هذه .. أحبها نعم .. أعشقها أجل .. إنما عفوا .. سأتجنبها





ما تفعل الآن ؟



كيف أنت ؟


بأي موقع حذفتك الحياة ؟ ..



أهاجرت ؟ .. أم مازلت تشاركني هواء البلاد ؟




مع من تتقاسم الحياة ؟ ..




ما تفـ ................................. "







- أمي .. أمي .. أمي




قاطعها الصوت




- أمي .. أمي .. هيا بسرعة أبي عاد .. نريد أن نأكل ..





أقفلت الأجندة .. ووضعت القلم عليها ..




ثم هرولت لتنقض عليهما والضحكة تملأ محياها



- هيا يا الشقيين .. والدكما سيكون جائع .. لنحضر المائدة معا للغداء




..........





أخلوا الغرفة جميعا .. حيت اللمة الجميلة




تاركين الأجندة .. على الطاولة .. يفترسها الحزن ,.. والشقاء .. إلا من قطرات حبر مازالت ناضجة .. تلتهمها الأوراق البيضاء بشراهة









من مذكراتي الهذيان

آمال المصري
28-11-2011, 10:55 PM
ذكريات كونت مساحات من البوح الشفيف تعصف بها زوبعة من التساؤلات التي يقطعها البحث عن صدفة ربما تعيد تشكيل الحياة من جديد
أبدعت أديبتنا الرائعة فن العزف بالنبض فجاء انسكابات صادقة
تحيتي الخالصة

فاطمه عبد القادر
29-11-2011, 01:30 AM
إنما هكذا يحدث .. أحيانا مجرد نغمة تفتح مصراعي الألم .. مجرد رنة .. توارب الباب .. ليتدفق الحزن من غياهب الأمس البعيد .. خاصة بين عتمة الليل .. والصمت.. حينها يكون للإنصات الضعف .. والتمادي .. فالتلاشي .. فالتلاشي


السلام عليكم
بوح رائع عزيزتي سعيدة
كم من السنين والشهور والدهور تمرّ على المرأة خاصة
فتنسى كل شيء, إلا ما تعلق بخصوصيتها
فتظل تجتر ذكرياتها كل ما خلت لنفسها
رائعة
سلمت يدك
ماسة

ربيحة الرفاعي
30-11-2011, 12:54 AM
ما أكثر من يستعصي على البوح مما نجد في صناديق القلوب
وما أرق الحروف حين تحاول عزفه على أوتار مشاعرنا

رقيق ما قرات هنا

تحيتي

محمد ذيب سليمان
30-11-2011, 08:12 PM
نص جميل اخذنا معه في رحلته

حتى كدنا نكون منه

شكرا لك ايتها الكريمة

سعيدة لاشكر
19-03-2012, 09:16 PM
ذكريات كونت مساحات من البوح الشفيف تعصف بها زوبعة من التساؤلات التي يقطعها البحث عن صدفة ربما تعيد تشكيل الحياة من جديد
أبدعت أديبتنا الرائعة فن العزف بالنبض فجاء انسكابات صادقة
تحيتي الخالصة



نعم .. نحن نترك الذكريات خلفنا

لكن أحيانا تسبقنا لأمام دائما بخطوة


رنيم مصطفى


ممتنة للجمااال


جمالك



لافندر


مع حياتي


؛

عايدة عبد الله
19-03-2012, 09:35 PM
الأيام تمر .. والسنوات تمضي .. والبحث مستمر عن صدفة تعيد تشكيل الحياة من نقطة الصفر ..

كم افتقدك ..


الأستاذة سعيدة لاشكر
الصدفة تكاد تكون مستحيلة
ضعي الذكريات في صندوق احكمي اغلاقه
و لا تفتحيه فربما تنسين
نص رائع
تحياتي