المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيت المهجور



أحمد محمد
03-12-2011, 07:49 PM
صمم على المبيت في الدار المهجورة وحده هذه الليلة ، أجل فلقد تخطى الحلم وهذا هو عامه الثاني بعد البلوغ ، لابد أن يثبت أنه أصبح رجلا ، وأنه لم يعد يخاف مثلما كان في السابق ، خاصة أن دار أهله لم تجد من يبيت فيها الليلة بسبب غياب الرجلين الذين كانا يبيتان فيها ، فقد سافر أحدهما في إجازة إلى أهله ، بينما ذهب الثاني إلى مدينة أخرى لجلب بعض البضاعة من هناك ، وكانت الدار مخصصة للكراء لكن منذ مدة لم تجد من يؤجرها ، ونظرا إلى أنه يوجد فيها بعض الأمتعة والأثاث القيم مخزنا في أحدى الغرف ، كان لابد لها ممن يبيت فيها كل ليلة خوفا من اللصوص ، وقد سمح والده بسبب ذلك لاثنين من معارفه التجار بالسكنى فيها دون أجر ، مقابل حمايتها من السرقة ، لكن الوالد لم يجد الليلة من يسند له هذه المهمة ، فاحتار في أمره قبل أن يعلن الفتى عن استعداده للقيام بالمهمة.
تعشى أحمد عند أهله ، وأخذ بطانية ووسادة، وغادر بعد منتصف الليل منزل أهله متوجها إلى الدار المهجورة ، فوصلها بسرعة إذ لم تكن بعيدة ، ففتح الباب وولج داخل الدار ، لم يسمع أي حركة ومع تركيزه على التصنت ، وحذره الناتج عن كونه يقضي لأول مرة الليل وحده ، إلا أن أي صوت لم يترام إلى سمعه ، الكل قد نام فيما يبدو ، فتح غرفة الصالون ، وأنار مصباح الكهرباء وأعد فراشه ، ثم حدثته نفسه بأن يطفئ النور حتى لا يراه اللصوص فيعلمون أنه وحده في الدار ، فيأتون للسرقة ، عندها قام وأطفأ المصباح ، لكن تضاعف خوفه بسبب الظلام الدامس الذي خيل إليه معه أن أي لص يمكن له أن يمسك به دون أن يراه يقترب أو يعلم به حتى ، فقام ثانية وأنار المصباح من جديد ، على الأقل سوف أتمكن من رؤية القادم من مسافة قريبة ، إلا أنه لم يطمئن ولم يعرف هل من الأفضل إطفاء النور أم تركه مضاءا ، وفجأة تناهى إلى سمعه صوت بعض القطط تموء في الظلام ، فأوجس خيفة ، وبدت له تلك الأصوات غريبة بعض الشيء ، وخيل إليه أنها أصوات آدمية تتعذب ، فاشتد به الخوف ، وقرر إغلاق باب الغرفة عليه ، بعد إقناع نفسه بأنه سوف لن تفوته أي حركة مشبوهة في الغرف الأخرى ، لأنه لن ينام تلك الليلة على مايبدو ، وسيقوم بالصياح إن لاحظ وجود أي لصوص في البيت ، من أجل أن ينتبه الجيران القريبون ويأتونه في الوقت المناسب لصد الجناة ، أغلق الباب لكنه لم يطمئن أيضا فاللصوص يمكنهم الآن الإقتراب أكثر والوقوف عند باب غرفته دون أن ينتبه لهم وعندها يمكنهم نزع الباب بوسائلهم السحرية في طرفة عين ، كما أنهم قد يأتون من الأعلى إذ أن سقف البيت من الزنك الرقيق ، ولن يصعب عليهم نزع بعضه بخفة والتسلل داخل الغرفة ، واحتار هل يراقب السقف أم يراقب الباب ؟ ، وفي غمرة من السكون والصمت المطبق من حوله ، اهتز فجأة سقف الدار فوقه بقوة محدثا ضجة هائلة ، فخيل إليه أن اللصوص قفزوا بقوة فوق السقف ، وانتزعوه من مكانه ، فهب من موضعه بقفزة عنيفة تسمر بعدها واقفا قرب الباب ، فهو لايستطيع فتح الباب أيضا خوفا من أن يكون عنده أحدهم ، وبعد لحظات سمع مواء القطط من جديد فوقه ، فأدرك أن تلك الضجة ناتجة عن تعارك بعض القطط فوق المنزل ، عاد إلى فراشه من جديد ، واضجع ، ثم سمع صوت مشادة كلامية في الشارع ، فتشجع قليلا بسماع تلك الأصوات ، وهم بفتح الباب ، إلا أنه خاف أن يكون المتخاصمون قادمون نحوه للإعتداء على المنزل وعليه ، لكن الأصوات تلاشت بسرعة في سكون الليل ، كان متيقظا يلاحظ ابسط حركة أو صوت ، فكر مرات عدة في الهرب من المنزل والعودة إلى دار أهله ، وإعلان استسلامه ، لكنه لم يأمن على نفسه الخروج في الشارع في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ، وشعر بأنه أصبح محبوسا في الدار لا يستطيع مغادرتها حتى لو أراد ذلك ، كما أنه لايطيق الإنتظار والمكوث فيها من شدة الخوف ، تناهى إلى سمعه صوت حفر في الحائط ، فقعد يصغي بانتباه ظانا أن هناك من يحاول شق الحائط من أجل الدخول عليه ، فكر فيما يفعل لكن الصوت كان ضعيفا بعض الشيء ، وقف حاملا معه البطانية التي كان يلبسها ، ووضع أذنه قرب الحائط يتصنت ، وجه رأسه إلى الأسفل قليلا فرأى خنفساء انقطعت بها السبل في كيس ورق ، كلما صعدت نحو حافته تسقط في قعره ، عاودته السكينة بعض الشيء ، فأخذها ورماها من تحت شق الباب بعيدا ، وعاد إلى الفراش ، خيل إليه طوال الليل أنه يسمع بعض الكلام الخفي والهمهمة والدمدمة التي لم يعرف من أين تأتي ، ولم يتبين كلمة واحدة منها ، فبات يقرأ كل ما يعرف من السور القرآنية.
سمع أصوات الكلاب تنبح في أرجاء الحي مدة طويلة من الوقت ، ثم تناهى إلى سمعه نهيق بعض الحمير ، وأخيرا سمع صوت الديوك تؤذن معلنة البداية الطويلة لنهاية الليلة الليلاء ، انتظر بفارغ صبر أن ينشر الصباح نوره ليتمكن من النهوض دون خوف ، ومغادرة ذلك المنزل ، وضع رأسه على الوسادة لأول مرة وقد اطمئن قليلا إلى انقضاء الليل دون مشكلة ، لكن الكرى تسلل إلى أجفانه فنام أخيرا ، واستيقظ مذعورا على أصوات قرب باب الغرفة ، كلام عال وطرق مستمر للباب ، وسمع اسمه يتردد على السنة الواقفين ، إفتح الباب ، كان الوقت زوالا والضوء قد غمر الغرفة متسللا عبر الباب والنوافذ ، إقشعر جسمه قليلا ، لكنه سرعان ماعرف أصوات المتكلمين ، إنها أمه وبعض النسوة معها ، ففتح الباب وهو يحاول الإبتعاد بوجهه قدر الإمكان عن نور الشمس الوهاج.

آمال المصري
06-12-2011, 11:56 PM
هو أراد أن يثبت للجميع أنه صار رجلا ولكن مازال بداخله الطفل الذي يخشى الظلام وتراوده فكرة وجود الأشباح التي تتمثل في نباح الكلاب ومواء القطط وهمهمة الشخوص
نص جميل عشنا مع البطل تلك الليلة القلقة
دمت مبدعا
ولك جل التحايا

كاملة بدارنه
07-12-2011, 02:27 PM
يا لها من ليلة قضاها هذا اليافع في ذلك البيت!
قصّة صوّرت بدقّة، وبالتّفصيل مشاعر الخوف التي تداهم الفرد، ولا يستطيع السّيطرة على نفسه وإبعاد أشباح ذاك الخوف الذي قد يؤدّي أحيانا إلى عواقب وخيمة.
حبّذا لو قُسّم النّصّ إلى فقرات مع استعمال وافٍ لعلامات التّرقيم !
بوركت أخ أحمد
تقديري وتحيّتي

(همسة: مضاءً- واضطجع - قادمين )

الحسين المسعودي
07-12-2011, 04:12 PM
حمدت الله أن قرأت النص زوالا ، و إلا لكنت أيضا مثل صاحبك....

أعجبتني طريقة تناولك لأحداث النص و حسن تسلسلها ، خاصة أن السرد كان نابعا عن عفوية صادقة.

الرجولة في نظري لاتتحقق بمقارعة الخوف أو مجابهته ، و إنما الرجولة مواقف تنبني عليها خارطة

طريقك التي رسمتها.

نص جميل بحق ، و لكن أدعوك( كما دعتك قبلي أختي كاملة بدرانة) إلى العناية أكثر بعلامات الترقيم

و المراجعة اللغوية و النحوية للنص حتى يظهر في أجمل حلة ....



شكرا لك أخي على هذا النص .

مودتي....

أحمد محمد
08-12-2011, 08:33 AM
الأخت رنيم مصطفى نعم هو أراد أن يثبت لنفسه أنه صار رجلا لكن قلق الطفل وخوفه كانا لايزالان بداخله ، الشكر لك على المرور الكريم

فايدة حسن
08-12-2011, 08:42 AM
يا لها من ليلة صعبة
تسلسل رائع للأحداث وأسلوب شيق جعلني أعيس أحداث القصة
سلم نبض حرفك

أحمد محمد
11-12-2011, 09:16 PM
الأديبة المتميزة كاملة بدارنه شكرا على المرور وعلى الملاحظات الصحيحة تماما فقد كتبت هذه القصة بنفسي رغم قلة خبرتي في الكتابة المطبعية على الأنترنت لذلك جاءت تلك الأخطاء ، وافر التقدير مني لك.

أحمد محمد
11-12-2011, 09:19 PM
الأخ الكريم الحسين المسعودي شكرا لك على التعليق الجميل ، تقديري وشكري لك

أحمد محمد
15-12-2011, 06:22 PM
الأخت الكريمة راوية رشيدي أسعدني تعليقك الجميل على قصتي ، شكرا لبهاء الحضور

ربيحة الرفاعي
15-12-2011, 10:32 PM
نص جميل الفكرة ذكي المعالجة، مثير بانطلاق سرديته وتصاعد وتيرة الانفعال بتناغم مع الحدث

بعض مراجعة للنص وعناية بلغته كانت لتجعله يأتلق

تحيتي

محمد ذيب سليمان
15-12-2011, 11:43 PM
كل من يدخل الخوف قلبه فلا بد ان يصبح كل شيء

مصدرا للخوف حتى صوت انفاسة .

وحتى نقطة الماء النحدرة كل فترة زمنية من صنبور به خلل

وهنا اصبح الخوف جزءا من ليلته

اما السرد فقد كان جميلا متصاعدا

واحسنت ذلك فكأنما كنت تصف ما تراه كفلم سينمائي

شكرا لك

أحمد محمد
16-12-2011, 07:43 PM
الأديبة القديرة ربيحة الرفاعي أسعدني هذا المرور الكريم ، فشكرا لك مع التحية والتقدير

أحمد محمد
16-12-2011, 07:45 PM
العظيم والكبير محمد ذيب سليمان شرفت نصي المتواضع بحضورك البهي ، فالشكر لك مع التحية والتقدير.

ناديه محمد الجابي
04-02-2013, 04:41 AM
قصة لطيفة .. طريفة .. ربما لكل منا على الأقل ليلة شعر فيها بالخوف
أو تخيل أصواتا , وعندما ينزرع الخوف فى القلب يصبح كل شىء رهيبا
وقد أبدع الكاتب فى وصف هذة الليلة , وأسهب , فكان السرد رائعا والقص جميلا .
مع الأعتبار بتوجيهات الأخوات من قبل .
تحياتى .

محمد الشرادي
04-02-2013, 05:52 AM
صمم على المبيت في الدار المهجورة وحده هذه الليلة ، أجل فلقد تخطى الحلم وهذا هو عامه الثاني بعد البلوغ ، لابد أن يثبت أنه أصبح رجلا ، وأنه لم يعد يخاف مثلما كان في السابق ، خاصة أن دار أهله لم تجد من يبيت فيها الليلة بسبب غياب الرجلين الذين كانا يبيتان فيها ، فقد سافر أحدهما في إجازة إلى أهله ، بينما ذهب الثاني إلى مدينة أخرى لجلب بعض البضاعة من هناك ، وكانت الدار مخصصة للكراء لكن منذ مدة لم تجد من يؤجرها ، ونظرا إلى أنه يوجد فيها بعض الأمتعة والأثاث القيم مخزنا في أحدى الغرف ، كان لابد لها ممن يبيت فيها كل ليلة خوفا من اللصوص ، وقد سمح والده بسبب ذلك لاثنين من معارفه التجار بالسكنى فيها دون أجر ، مقابل حمايتها من السرقة ، لكن الوالد لم يجد الليلة من يسند له هذه المهمة ، فاحتار في أمره قبل أن يعلن الفتى عن استعداده للقيام بالمهمة.
تعشى أحمد عند أهله ، وأخذ بطانية ووسادة، وغادر بعد منتصف الليل منزل أهله متوجها إلى الدار المهجورة ، فوصلها بسرعة إذ لم تكن بعيدة ، ففتح الباب وولج داخل الدار ، لم يسمع أي حركة ومع تركيزه على التصنت ، وحذره الناتج عن كونه يقضي لأول مرة الليل وحده ، إلا أن أي صوت لم يترام إلى سمعه ، الكل قد نام فيما يبدو ، فتح غرفة الصالون ، وأنار مصباح الكهرباء وأعد فراشه ، ثم حدثته نفسه بأن يطفئ النور حتى لا يراه اللصوص فيعلمون أنه وحده في الدار ، فيأتون للسرقة ، عندها قام وأطفأ المصباح ، لكن تضاعف خوفه بسبب الظلام الدامس الذي خيل إليه معه أن أي لص يمكن له أن يمسك به دون أن يراه يقترب أو يعلم به حتى ، فقام ثانية وأنار المصباح من جديد ، على الأقل سوف أتمكن من رؤية القادم من مسافة قريبة ، إلا أنه لم يطمئن ولم يعرف هل من الأفضل إطفاء النور أم تركه مضاءا ، وفجأة تناهى إلى سمعه صوت بعض القطط تموء في الظلام ، فأوجس خيفة ، وبدت له تلك الأصوات غريبة بعض الشيء ، وخيل إليه أنها أصوات آدمية تتعذب ، فاشتد به الخوف ، وقرر إغلاق باب الغرفة عليه ، بعد إقناع نفسه بأنه سوف لن تفوته أي حركة مشبوهة في الغرف الأخرى ، لأنه لن ينام تلك الليلة على مايبدو ، وسيقوم بالصياح إن لاحظ وجود أي لصوص في البيت ، من أجل أن ينتبه الجيران القريبون ويأتونه في الوقت المناسب لصد الجناة ، أغلق الباب لكنه لم يطمئن أيضا فاللصوص يمكنهم الآن الإقتراب أكثر والوقوف عند باب غرفته دون أن ينتبه لهم وعندها يمكنهم نزع الباب بوسائلهم السحرية في طرفة عين ، كما أنهم قد يأتون من الأعلى إذ أن سقف البيت من الزنك الرقيق ، ولن يصعب عليهم نزع بعضه بخفة والتسلل داخل الغرفة ، واحتار هل يراقب السقف أم يراقب الباب ؟ ، وفي غمرة من السكون والصمت المطبق من حوله ، اهتز فجأة سقف الدار فوقه بقوة محدثا ضجة هائلة ، فخيل إليه أن اللصوص قفزوا بقوة فوق السقف ، وانتزعوه من مكانه ، فهب من موضعه بقفزة عنيفة تسمر بعدها واقفا قرب الباب ، فهو لايستطيع فتح الباب أيضا خوفا من أن يكون عنده أحدهم ، وبعد لحظات سمع مواء القطط من جديد فوقه ، فأدرك أن تلك الضجة ناتجة عن تعارك بعض القطط فوق المنزل ، عاد إلى فراشه من جديد ، واضجع ، ثم سمع صوت مشادة كلامية في الشارع ، فتشجع قليلا بسماع تلك الأصوات ، وهم بفتح الباب ، إلا أنه خاف أن يكون المتخاصمون قادمون نحوه للإعتداء على المنزل وعليه ، لكن الأصوات تلاشت بسرعة في سكون الليل ، كان متيقظا يلاحظ ابسط حركة أو صوت ، فكر مرات عدة في الهرب من المنزل والعودة إلى دار أهله ، وإعلان استسلامه ، لكنه لم يأمن على نفسه الخروج في الشارع في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ، وشعر بأنه أصبح محبوسا في الدار لا يستطيع مغادرتها حتى لو أراد ذلك ، كما أنه لايطيق الإنتظار والمكوث فيها من شدة الخوف ، تناهى إلى سمعه صوت حفر في الحائط ، فقعد يصغي بانتباه ظانا أن هناك من يحاول شق الحائط من أجل الدخول عليه ، فكر فيما يفعل لكن الصوت كان ضعيفا بعض الشيء ، وقف حاملا معه البطانية التي كان يلبسها ، ووضع أذنه قرب الحائط يتصنت ، وجه رأسه إلى الأسفل قليلا فرأى خنفساء انقطعت بها السبل في كيس ورق ، كلما صعدت نحو حافته تسقط في قعره ، عاودته السكينة بعض الشيء ، فأخذها ورماها من تحت شق الباب بعيدا ، وعاد إلى الفراش ، خيل إليه طوال الليل أنه يسمع بعض الكلام الخفي والهمهمة والدمدمة التي لم يعرف من أين تأتي ، ولم يتبين كلمة واحدة منها ، فبات يقرأ كل ما يعرف من السور القرآنية.
سمع أصوات الكلاب تنبح في أرجاء الحي مدة طويلة من الوقت ، ثم تناهى إلى سمعه نهيق بعض الحمير ، وأخيرا سمع صوت الديوك تؤذن معلنة البداية الطويلة لنهاية الليلة الليلاء ، انتظر بفارغ صبر أن ينشر الصباح نوره ليتمكن من النهوض دون خوف ، ومغادرة ذلك المنزل ، وضع رأسه على الوسادة لأول مرة وقد اطمئن قليلا إلى انقضاء الليل دون مشكلة ، لكن الكرى تسلل إلى أجفانه فنام أخيرا ، واستيقظ مذعورا على أصوات قرب باب الغرفة ، كلام عال وطرق مستمر للباب ، وسمع اسمه يتردد على السنة الواقفين ، إفتح الباب ، كان الوقت زوالا والضوء قد غمر الغرفة متسللا عبر الباب والنوافذ ، إقشعر جسمه قليلا ، لكنه سرعان ماعرف أصوات المتكلمين ، إنها أمه وبعض النسوة معها ، ففتح الباب وهو يحاول الإبتعاد بوجهه قدر الإمكان عن نور الشمس الوهاج.

أخ أحمد

من رجل الهواجس إلى طفل الهواجس مع الاختلاف. فالطفل تعرض لامتحان لا يناسب سنه و لم يعرف كيف يصرف مخاوفه.
الخوف ألصق تجربة بحياة الإ نسان وجوديا. تعمق عزلته و تشعره بالوحدة. فيغيب العقل و و تبقى الذات فريسة هواجسها يزداد الأمر حدة إن لم نجد من يشاركنا مخاوفنا. إن تجربة الخوف شاملة، و المرء يعاني منها في وقت مبكر.و إن كانت حالة انفعالية طبيعية يمكن ان تتحول إلى فوبيا. و الخوف من الظلام من المخاوف العادية التي مر بها جلنا أو كلنا و كثيرا ما اعطيناه تفسيرات كثيرة قد تختلف حسب الثقافات التي يعيش فيها الطفل.
و التصدي للخوف يتخذ شكل - التظاهر- : بالرجولة بالبكاء بالفرح...
نص جميل سبر أغوار عاطفة مهمة في حياة الطفل.
تحياتي

أحمد محمد
16-07-2016, 05:17 PM
الأديب القدير الأستاذ محمد الشرادي
شكرا لمروركم العطر
وكلماتكم الطيبة
دمتم بخير وعلى خير
كل التقدير

عباس العكري
19-07-2016, 09:47 AM
https://3.bp.blogspot.com/-xDZASx6GrXI/V43bAx4fEGI/AAAAAAAADcg/wd2ldXkz8qMyM43tx_3yRzIASffLOxwoACLcB/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25AA %2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2587%25D8%2 5AC%25D9%2588%25D8%25B1.png

أحمد محمد
31-07-2016, 12:20 AM
كل الشكر والتقدير أستاذ عباس العكري
على اللوحة الجميلة التي زينت بها نصي المتواصع