باسم عبدالله الجرفالي
18-12-2011, 10:09 PM
يا أهل مصر . . أليس فيكم رجل رشيد ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
نشهد في هذه الأيام مآسي تقشعر لها الأبدان ، وحكايا توقظ الكبير فزعا من نومه لو مرت على خياله ، والناس في غفلة من أمرهم ؛ أو هم متغافلون عنه .
تشهد مصر هذه الأيام اضطرابات عنيفة ، وزعزعة للأمن ، وفوضى عارمة ، ودماء تسيل ، وأرواحا تزهق ، وأموالا تهدر ، وكرامة تهان ، وحدّث من المساوئ ما تكره أن يحلّ بأخيك المسلم ، ولكنها للأسف حلّت .
كل يستبيح الآخر ، الغوغاء من جهة ، والجيش ووزارة الداخلية من جهة أخرى ، وكلاهما - فيما يظهر للمتابع – لا يرقُبُ في مؤمن إلَّاً ولا ذمة .
الدماء التي كنا نبكي على هوانها عند أعدائنا في السابق ، أهنّاها أكثر منهم ، والنفس المحرمة عند الله ؛ لم يرع لها الطرفان أي اهتمام ، فالجميع استخدم في هذه الفوضى من الأدوات والأساليب ما يجعله في قائمة القتلة ، ولكن التنظيم هو ما يحمي العسكريين بعد الله فيقلّ فيهم القتل ، والغوغائية بعد قدر الله هي السبب في كثرة القتلى من الفوضويين .
أيها المسلمون :
لست في مقام محكمة حتى أحكم لهذا ، وأقتصّ من ذاك ، ولكني في مقام نعي للأمة التي يقتل بعضها بعضا ، ويستبيح فيها كل طرف – والكلام على العموم – الأساسيات والضرورات التي نزل الشرع لحفظها .
يا أهل مصر :
لن تحلّ الأمور بقولكم : كن .
لن تجري الرياح بما تشتهي السفن دائما .
لن يكون شيء من دنيانا كله خير ، وعلى ما نريد ونشتهي .
أين العقلاء ؟
الدماء تسيل في الشوارع ، والمحرمات تنتهك ، ورؤوس الفتنة يرتدون ( كرفتاتهم ) الأنيقة ، ويَكْوُون ( بدلاتهم ) ، كي يستعدوا للظهور على أخبار الساعة التاسعة مساء ، ليُذْكوا نار الفتنة بكذبهم ونفاقهم وخبثهم ، مدّعين وقوفهم مع الثورة والثائرين ، وهم وأهليهم على شرفاتهم يحتسون القهوة ، ويتصفحون صفحاتهم الفيس بوكية ، وينعقون على تويترهم بالكلمات التحريضية ، كي تستمر الثورة على منهجها الذي رسموه لها ، لا كما أرادها حطب الثورة .
أيها العقلاء :
تذكروا صلح الحديبية ، وتذكروا الشروط التي أضرّت ببعض الصحابة الذين أعيدوا إلى أهليهم الكفار بموجب شروط الصلح ، وتذكروا رجوع الصحابة والحزن يعلوهم ؛ لأنهم لم يستطيعوا أن يؤدوا العمرة في سنتهم تلك ، وتذكروا حال الصحابة وما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين راجع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن كل ذلك لم يجعلهم يتقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوامره ، وإنما كانوا يراجعون النبي صلى الله عليه وسلم ؛ علّه من الرأي الذي يستشير فيه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، ثم يأخذ بالأصوب .
أيها العقلاء :
صعود السلّم ، عَتَبَة . . عَتَبَة ، أو حبَّة . . حبَّة .
وإياكم بمن يطالب بحرق المراحل ، واستعجال الخطوات .
ثم إن الوضع الحالي في مصر كان متوقعا ، إذ لا يمكن لأي كان أن يرضى بمثل ما حصل . على كل شيء يتم الاعتراض ، وما وافقت عليه تلك الجماعة ، ترفضها الجماعة الأخرى ، ولا تقبل بأنصاف الحلول ، أو التأخير لمرحلة قادمة ، بل الكل معاً ، وإن لم يكن ؛ فأنتم ضد الإله المقدس ( الثورة ) ، الذي لا يقبل فيه الثائرون أي تشبيه أو تمثيل أو تجسيد ، حتى خشينا أن نصل إلى ألا يتكلم في الثورة إلا من كان متطهرا .
أيها الناس :
الفتنة إذا أقبلت عرفها العقلاء وتجنبوها ، وتلقفها الجهلة وحَمَلوها ، وإذا أدبرت بكى الجميع على ما خلّفت .
في الفتن أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يلزم المسلم بيته ، وأن يتخذ سيفا من خشب ، وأن يكون عبد الله المقتول ، ولا يكون عبد الله القاتل .
وفي آخر الزمان يوثق الرجل آل بيته حتى لا يتبعوا المسيح الدجال ، والواجب عليكم أيها العقلاء أن تتبعوا هذا النهج .
أيها المسلمون :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، . . . ، ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد ) .
باسم الجرفالي
23 / 1 / 1433هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نشهد في هذه الأيام مآسي تقشعر لها الأبدان ، وحكايا توقظ الكبير فزعا من نومه لو مرت على خياله ، والناس في غفلة من أمرهم ؛ أو هم متغافلون عنه .
تشهد مصر هذه الأيام اضطرابات عنيفة ، وزعزعة للأمن ، وفوضى عارمة ، ودماء تسيل ، وأرواحا تزهق ، وأموالا تهدر ، وكرامة تهان ، وحدّث من المساوئ ما تكره أن يحلّ بأخيك المسلم ، ولكنها للأسف حلّت .
كل يستبيح الآخر ، الغوغاء من جهة ، والجيش ووزارة الداخلية من جهة أخرى ، وكلاهما - فيما يظهر للمتابع – لا يرقُبُ في مؤمن إلَّاً ولا ذمة .
الدماء التي كنا نبكي على هوانها عند أعدائنا في السابق ، أهنّاها أكثر منهم ، والنفس المحرمة عند الله ؛ لم يرع لها الطرفان أي اهتمام ، فالجميع استخدم في هذه الفوضى من الأدوات والأساليب ما يجعله في قائمة القتلة ، ولكن التنظيم هو ما يحمي العسكريين بعد الله فيقلّ فيهم القتل ، والغوغائية بعد قدر الله هي السبب في كثرة القتلى من الفوضويين .
أيها المسلمون :
لست في مقام محكمة حتى أحكم لهذا ، وأقتصّ من ذاك ، ولكني في مقام نعي للأمة التي يقتل بعضها بعضا ، ويستبيح فيها كل طرف – والكلام على العموم – الأساسيات والضرورات التي نزل الشرع لحفظها .
يا أهل مصر :
لن تحلّ الأمور بقولكم : كن .
لن تجري الرياح بما تشتهي السفن دائما .
لن يكون شيء من دنيانا كله خير ، وعلى ما نريد ونشتهي .
أين العقلاء ؟
الدماء تسيل في الشوارع ، والمحرمات تنتهك ، ورؤوس الفتنة يرتدون ( كرفتاتهم ) الأنيقة ، ويَكْوُون ( بدلاتهم ) ، كي يستعدوا للظهور على أخبار الساعة التاسعة مساء ، ليُذْكوا نار الفتنة بكذبهم ونفاقهم وخبثهم ، مدّعين وقوفهم مع الثورة والثائرين ، وهم وأهليهم على شرفاتهم يحتسون القهوة ، ويتصفحون صفحاتهم الفيس بوكية ، وينعقون على تويترهم بالكلمات التحريضية ، كي تستمر الثورة على منهجها الذي رسموه لها ، لا كما أرادها حطب الثورة .
أيها العقلاء :
تذكروا صلح الحديبية ، وتذكروا الشروط التي أضرّت ببعض الصحابة الذين أعيدوا إلى أهليهم الكفار بموجب شروط الصلح ، وتذكروا رجوع الصحابة والحزن يعلوهم ؛ لأنهم لم يستطيعوا أن يؤدوا العمرة في سنتهم تلك ، وتذكروا حال الصحابة وما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين راجع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن كل ذلك لم يجعلهم يتقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوامره ، وإنما كانوا يراجعون النبي صلى الله عليه وسلم ؛ علّه من الرأي الذي يستشير فيه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، ثم يأخذ بالأصوب .
أيها العقلاء :
صعود السلّم ، عَتَبَة . . عَتَبَة ، أو حبَّة . . حبَّة .
وإياكم بمن يطالب بحرق المراحل ، واستعجال الخطوات .
ثم إن الوضع الحالي في مصر كان متوقعا ، إذ لا يمكن لأي كان أن يرضى بمثل ما حصل . على كل شيء يتم الاعتراض ، وما وافقت عليه تلك الجماعة ، ترفضها الجماعة الأخرى ، ولا تقبل بأنصاف الحلول ، أو التأخير لمرحلة قادمة ، بل الكل معاً ، وإن لم يكن ؛ فأنتم ضد الإله المقدس ( الثورة ) ، الذي لا يقبل فيه الثائرون أي تشبيه أو تمثيل أو تجسيد ، حتى خشينا أن نصل إلى ألا يتكلم في الثورة إلا من كان متطهرا .
أيها الناس :
الفتنة إذا أقبلت عرفها العقلاء وتجنبوها ، وتلقفها الجهلة وحَمَلوها ، وإذا أدبرت بكى الجميع على ما خلّفت .
في الفتن أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يلزم المسلم بيته ، وأن يتخذ سيفا من خشب ، وأن يكون عبد الله المقتول ، ولا يكون عبد الله القاتل .
وفي آخر الزمان يوثق الرجل آل بيته حتى لا يتبعوا المسيح الدجال ، والواجب عليكم أيها العقلاء أن تتبعوا هذا النهج .
أيها المسلمون :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، . . . ، ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد ) .
باسم الجرفالي
23 / 1 / 1433هـ