المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( إلى ناجي العلي) الى حنظلة ...... المحزون



نعيمه الهاشمي
10-09-2004, 01:14 PM
ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ
لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغـدو على أعتابها
مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجي آخر الأحياء !
***
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !
إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ
متعددُ اللهجات والأزياءِ
للشرطة الخصيان، أو للشرطة
الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
المعلنين من القصورِ قصورَنا
واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها
صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها
بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ
مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى
وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ
حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟
وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا
ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
***
القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ
والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
بحبال صوت جلالةِ الأمراء
ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ
ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ
على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا
ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى
بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
***
ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى
وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ
ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ
وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي
وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلقِ المستكبرون كلابَهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
***
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
"حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
كينونتي: شكراً على إلغائي ؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ
مِنْ غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
وُهِبتْ لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ
إلا من الأغراض والأهواءِ
فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ
مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ
تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وإذا بما قد عاد من أسلابنا
رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً
ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
حتى ولو بالصمت والإيماءِ
ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ !



أحمــد مطــر

عبدالسلام العطاري
10-09-2004, 09:10 PM
العنود ...
هي ذات الريشه حين تكبر تتشظى على رؤوس تقوقعت في بؤر الخيانة والذل والعار / لا قيمة لحرمة الدار / همسوا تحت عباءة الخوف من خوفهم فحمل كبيرهم همهم واطلق حول خوفنا الحصار / عاثوا في قولبنا رعب جبنهم وكرامة لا تعني لهم سوى كرامة بالأمس ..عار/ يا أمة كانت للامجاد مدرسة وفي عصر الردّة اصبحت للذل للخيبة دولة و أمصار / ونمرّ على صحراءنا تبكي ليلها والبحر جف وان بدت موجة تخترق صمت الجدار /حملنا بؤس انظمة وما ذنب من يحمل إرث انكسار /


رحل ناجي ضحية ريشة ثائرة صادقة ... رحل غسان حين كان حرفه رصاصة قاتلة .. نوقع على دفتر الاشعار بنهاية المطاف على راي احمدنا اني المشنوق اعلاه .


تحياتي لك دائمة

نعيمه الهاشمي
11-09-2004, 06:43 AM
علمنا يا طفـل الأقصــى *** أن نرقـى مثـلك لِلقــمـمِِ.

علمنـا كيف غداً المقلاع *** دواء يشفـى مِـن صـمـمِِ.

ما أجمل من طفل نادى *** أرض الإسـراء فداها دمـيِ.

يكتب في غـزة بإباءة *** درسا في الصبر على الألمِ.

يـا خيل صلاح الدين أما *** قـد طفــح الـكـيـل فـلا تنــمِِ.

فالمهد وقبلتنا الأولى *** ترنـو لِلروضـــة والحــــرمِِ.

قومي يا أمــة عدنان *** مـن مثــلك يـرعـى لِلـذمـــمِِ.

رايات النصــر لنا كانت *** والمـجــد لـنـا منـذ القــدمِِ.

قسماً يا طير أبابيل *** لــن ينفعـنـا دمــع الـنـــدمِِ.

فـارمي بحجارة سجيـل *** وأعيدي نخــوة معتصمِِ.

علمنا يا طفل الأقصـى *** أن نـرقــى مثـلك لِلقــممِ.

علمنا كيف غداً المقلاع *** دواء يشفي من صمــمِ.


لشاعر لم يعلن عن أسمه

إبراهيم محمد
11-09-2004, 07:43 AM
هذا هو حال القبيلة ترفض كل من يخالف افكارها من ابنائها
هذا هو حال عالمنا الهمجي
نحارب اي مبدع او فنان خشية من مجهول لا نعرفه
ونجهض الابداع قبل معرفة جنسه
سيبقى ثمن الراي باهضا في حارتنا القديمة المليئة ببيوت العنكبوت
تحياتي لهذا النقل الرائع

مع اشواقي التي ليست تموت


طبيب

نعيمه الهاشمي
11-09-2004, 07:26 PM
فى بوادى لندن
رأيت طفل حزين
وعلى كتفه
تنوح
حمامة السلام


وبيده حجر صغير
كان ينظر للأفق البعيد
وفى عينيه ألٌم إغريقْ
عميق

,وفي جبينه
شمس ذابله
ضلت طريقها

واقتربت منه
سألته
ماسمك أيها الصغير:

قال: أسمى حنظلة

ومن أين انت يا حنظلة؟

قال: انا انا- من مدينة الأزل
انا من القدس سيدتى
وبكى --بكى
--العصفور الحزين-

سألتة لماذا البكاء يا حنظلة؟
الحزن لم يخلق للصغار!

قال--أنهم قتلوا أبي
وهو يرسم الزيتون
لديار المسيح
وأنا هنا وحدى
ضللت طريق عودتى
كان أبي يشق ليا الطريق
برشته
وانا أرمي الحجر
والله يصيب بها
الأفاعي التى تمتص الدماء
من زيتون المسيح

قلت له والحزن
يواسي حيرتى

ما أسم أبوك يا حنظلة؟

قال: وهو ينوح كالحمام
أسمه ناجي العلي!!


عنود الهاشمى

مهند صلاحات
09-01-2005, 11:44 AM
http://images.google.com/images?q=tbn:pwJVNs6OcrAJ:http://www.alyasar.net/images/hanzala2.gif

http://images.google.com/images?q=tbn:pwJVNs6OcrAJ:http://www.alyasar.net/images

http://images.google.com/images?q=tbn:DVW_g8Jy3H0J:http://www.falastiny.net/naji/hanzalah/naji049.JPG

http://images.google.com/images?q=tbn:41KUby51960J:http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue56/photos/64.gif

ناجي العلي...رحلة حنظلة الشاهد والشهيد

كان عمره عشرة اعوام عندما تم انتزاعه من ارضه فلسطين عام 1948, ينتمي لاسرة فقيرة تعمل في الزراعة فانتزعت منها حقولها ونزح مع عائلته واهل قريته باتجاه جنوب لبنان وهناك مكث بمدينة جبيل في ضيافة اسكافي فقير صديق والده, لمدة شهرين, انتقل بعدها الى مخيم عين الحلوة في صيدا.


ناجي سليم حسين العلي, من مواليد (الشجرة) عام 1938 وهي قرية تقع بين الناصرة وطبريا في الجليل الشمالي من فلسطين, جمعت بين المسلمين والمسيحيين واليهود, وفي العشرينيات انفصل اليهود عن سكان البلدة واقاموا مستوطنة على الجانب الآخر من الوادي الذي تطل عليه القرية.


عرف معنى القنص مبكراً من خلال المواجهة التي وقعت بين اهالي (الشجرة) وسكان المستوطنة وبعد عمليات كرٍ وفرٍ وصل جيش الانقاذ وانتهت المواجهة بتسليم الجليل كله الى اليهود.


كانت حياته الاولى عبارة عن ذل يومي حيث يتقاسم مع اخوته الخيمة التي وزعت عليهم من قبل وكالة الغوث, نصفها للعيش والآخر لكسب الرزق من خلال بيع الخضار.


درس مع شقيقه الاصغر في مدرسة في مخيم عين الحلوة ولم يستطع مواصلة تعليمه فتوقف عند المرحلة الابتدائية, عمل بعدها في بساتين الليمون, ثم التحق بمدرسة مهنية في طرابلس ـ شمال لبنان الى ان حصل على شهادة دبلوم في الميكانيك ما اتاح له فرصة العمل بالورش الصناعية.


عام 1957 سافر الى السعودية وبعد عامين عاد الى لبنان حيث بدأ يتشكل عنده الوعي والاحساس بالوطن عبر مجتمعات للشباب الفلسطيني, كانت تجمعهم مناسبات أليمة مثل وعد بلفور وذكرى التقسيم, في هذه الفترة كان المد القومي الناصري يملأ الحياة السياسية في بلاد الشام, تقرب ناجي من حركة القوميين العرب وتأثر بفكرهم بتلمسه واجبه نحو قضيته.. دخل بعد ذلك اكاديمية الفنون في بيروت بتشجيع من اصدقائه الا ان ملاحقته من قبل الشرطة وكثرة تردده على السجن منعته من متابعة الدراسة, وبعد ستة اشهر ذهب الى مدينة صور وانتسب الى الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات.


الرسم الاول في حياته كان عبارة عن خيمة على شكل هرم وفي قمتها بركان ترتفع منه يد مصممة على التحرير, اعجب بها الشهيد غسان كنفاني ونشرها في مجلة (الحرية), عام 1963, ثم جاء الى الكويت وعمل في مجلة الطليعة كرسام واحياناً كان يقوم بدور المخرج الفني والمحرر في آن واحد, نسى ناجي تعلم الفن التشكيلي بسبب شغفه بالكاريكاتير, وبدأ بنشر لوحة واحدة فلوحتين ولما كانت الاستجابة جيدة شعر بأن هناك تواصلاً قوياً بينه وبين الناس.


انتقل الى جريدة السياسة الكويتية عام 1968 حتى 1975 ثم ذهب للعمل في جريدة السفير اللبنانية ببيروت, ثم عاد للسياسة الكويتية مرة اخرى حتى عام 1977 ثم الى (السفير) اللبنانية مجدداً, لكن رسوماته ظلت تنشر في جريدة (الوطن) بالكويت مرسلاً إياها من بيروت حيث ترك الكويت بناء على اوامر من جهات عليا ليتراجع الى خط الدفاع الثاني ولينضم الى اسرة (القبس) حتى عام 1985, غادر بعدها الى لندن للعمل في القبس الدولي. نشر ناجي العلي اكثر من 40 الف لوحة كاريكاتيرية طيلة حياته الفنية بخلاف المحظورات التي مازالت حبيسة الادراج وهذا ما سبب تعباً حقيقياً له.. اصدر ثلاثة كتب في الاعوام 1967 و1983 و1985 ضمت مجموعة من رسوماته المختارة.. ونشرت رسوماته في معظم الصحف العربية حتى ان صحيفة (اساهي) اليابانية اختارته كواحد من بين اشهر عشرة رسامين في العالم.


اقام معارض خاصة في بيروت ودمشق وعمان والكويت وواشنطن ولندن بهدف التواصل والتفاعل مع الجماهير... وفي جريدة النيويورك تايمز ربطوا بينه وبين جماهير العرب حين قالوا (اذا اردت ان تعرف رأي العرب في امريكا فانظر الى رسوم ناجي العلي ومع ذلك فقد دخل امريكا بدعوة من مؤسسة اتحاد طلبة فلسطين وقال عنه احد رسامي كاريكاتير مجلة (التايم)... (هذا الرجل يرسم بالعظم البشري المبري).


وقد منح الاتحاد الدولي لناشري الصحف جائزة القلم الذهبي التي يمنحها سنوياً دعماً لحرية الصحافة الى ناجي العلي بعد ان استشهد عام 1987 عقب اطلاق مجهول النار عليه مساء في شارع (إيف ستريت) في جنوب غرب لندن واصيب برصاصة في رأسه, نقل على اثرها الى مستشفى (سانت ستيفنز) ثم الى مستشفى (تشيرنج كروس) وظل غائباً عن الوعي حتى توفي.


وقد قال الاتحاد في بيانه الذي اعلن فيه قراره ان (ناجي العلي استخدم رسومه لمهاجمة الاستبداد اينما رآه في الشرق الاوسط ورسومه الكاريكاتيرية كانت من القسوة بحيث اغضبت كل حكومات المنطقة.. وبسبب معارضته لانعدام التسامح, اخضعت اعماله للرقابة وتعرض هو للنفي, لكن اعماله لقيت ايضاً تأييداً عريضاً بين اولئك الذين يدعون للتفاهم بين الحكومات والشعوب.


وبذلك كان ناجي العلي اول عربي يحصل على جائزة القلم الذهبي الدولية.


وقد اتسمت رسوم العلي بسمات عديدة اهمها التلقائية في التعبير عن الموضوع الذي يريد معالجته واختيار عبارات بسيطة وواضحة, كذلك الاختزال حيث دأب على التركيز في العناصر المستخدمة والتأكيد عليها من خلال استبعاد الهوامش التي يمكنها ان تثقل على الموضوع, كما لم يكن اللونان الابيض والاسود بالنسبة له مجرد خط اسود على خلفية بيضاء, فتعبيراته لم تتوقف عند حد الخط الاسود واشكاله في الفراغ الابيض, فقد امعن في التضليل وتبيان انفرادات في ملامح الشخوص بالتخطيط بالشباك والخطوط السوداء, وكان اعتناؤه ببنائية رسوماته محكماً فبدلاً من التفكيك لجأ الى التركيب وتكاملية العناصر في اطار المنظور فيعتني بتفاصيل ما يرسم وبتكامل المساحة.


كان التكرار بالنسبة اليه تأكيداً على الثنائيات التي دخل بها الى الواقع وكشف عيوبه, وتجسدت فيه كثير من اوجه التقابل مثل الرجل وزوجته والفلسطيني وجلاده, الشعب والحكم وكان لكل عنصر من هذه العناصر شخصيته الثابتة والمتفردة.


وكان بطله الثابت ابداً هو حنظلة.. لم يكن شاهدا ومحايداً فحسب بل هو تعبير عن الضمير الجمعي للشعب العربي الفلسطيني وابن الارض المتشبث بها والذي لا يمكن اجتثاثه وتجاوزه والشطب عليه, حنظلة هو الوحيد الذي خرج من اطار الثنائيات لانه الشاهد والشهيد, والرمز الذي يكثف المعاني ويتماهى معها ويستجلبها ويكشف عن خباياها.

مهند صلاحات
13-01-2005, 02:32 AM
http://www.art4freedom.com/4images/data/media/2/N0082.JPG

ناصر ثابت
13-01-2005, 02:40 AM
الأخت نعيمة
الأخوة الكرام

ناجي العلي فنان عظيم ستخلده الأجيال
وأحمد مطر (صديق ناجي) شاعر مميز كبير

القصيدة الهمزية في تأبين ناجي العلي تعتبر من أجمل ما كتب أحمد مطر وأكثره صدقا وألما
اعرفها.. وقرأتها مرات ومرات

شكرا لكم على النقل الرائع.. وتحياتي للشعر والفكر والفن الجميل...

ناصر

مهند صلاحات
14-01-2005, 01:36 AM
اخي العزيز ناصر
لقد قمت بإفراد صفحة كاملة للشهيد ناجي العلي
تحت عنوان ناجي العلي ضيف الواحة الثقافية
وفيها القصيدة المذكورة
وبعض الصور والمقالات والمشاهدات حول العلي
أتمنى ان تقوم بزيارتها

نعيمه الهاشمي
26-03-2005, 10:55 PM
العنود ...
هي ذات الريشه حين تكبر تتشظى على رؤوس تقوقعت في بؤر الخيانة والذل والعار / لا قيمة لحرمة الدار / همسوا تحت عباءة الخوف من خوفهم فحمل كبيرهم همهم واطلق حول خوفنا الحصار / عاثوا في قولبنا رعب جبنهم وكرامة لا تعني لهم سوى كرامة بالأمس ..عار/ يا أمة كانت للامجاد مدرسة وفي عصر الردّة اصبحت للذل للخيبة دولة و أمصار / ونمرّ على صحراءنا تبكي ليلها والبحر جف وان بدت موجة تخترق صمت الجدار /حملنا بؤس انظمة وما ذنب من يحمل إرث انكسار /


رحل ناجي ضحية ريشة ثائرة صادقة ... رحل غسان حين كان حرفه رصاصة قاتلة .. نوقع على دفتر الاشعار بنهاية المطاف على راي احمدنا اني المشنوق اعلاه .


تحياتي لك دائمة


السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل عبد السلام

لك جزيل الشكر والتقدير على هذة الإضافه القيمه بحق أنسان يستحق الشرف والتمجيد

رحمه الله وجزاه الله عن الأمة خير الجزاء
والله لا يضيع أجر من أحسنى عملاً

لك فائق التقدير والاحترام

لك تظل غيابك عن واحتك


ودمت في أمان الله وحفظه

نعيمه الهاشمي
26-12-2005, 09:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الأخ الفاضل طبيب شكرا على كرم حضورك


ناجى كان ضحيت زعماء العروبة قتلوووووووه

قتلوووووووه


ناجى نم سلاما قرة عينى

سنكلم عنك المسيرة

وابنك حنظلة في آمان احفظه في كهف المنون

من طغاة العرب

نم سلاما سلاما حزاك الله عنا جزيلا

حنظلة معاه الحيدر العلي جند ا ل م ن ك ه ي ع ص

ذكر رحمتك ربك حمّ

مهند صلاحات
28-12-2005, 12:40 AM
وكل عربي سيغدو مستهدفاً إن استمر الصمت هو الحالة العامة
وبقينا موقنين ذاعنين لحكم الجنرالات وحكم الطغاة بثوب الدين

مهند صلاحات
28-12-2005, 12:41 AM
لا تجدي أنباءَ المخمورين على صفحات جرائدنا

ولا كانت إلهة بعثٍ بعد الموت .. كلها قصائدنا ..

تريثي ؟؟؟
لم ينتهي الأمرُ بعدْ

الضلوعُ حملت جنين الخطيئة ..

الوفاءُ في الليل خطيئة

والشتاءُ الذي أبكانا هذى المَرة

قطراتُه كسرتْ أجنحتي

وأسقتنى لهجة فراقٍ مُرّة

فأنظرى أين وصلنا.. أين يا صديقة ؟

كم أصابتنا لعنةُ الحقيقة...