تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : على نفسها جَنَتْ ...



لطيفة أسير
25-12-2011, 01:03 AM
كلما همت بالخروج إلى المرعى كانت تشيعها نظرات أمها المليئة بالخوف
تتمنى لو تظل ظبيتها الصغيرة بين أحضانها
لكنها سنة الحياة تأبى إلا الفراق ولو إلى حين ..قد كبرت و صار من الضروري أن تعتمد على نفسها كقريناتها
خرجت في الصباح الباكر تجوب المنطقة ..لأول مرة يسمح لها بالخروج لوحدها.
كانت خائفة ..لكن مسرورة في قرارة نفسها ..أخيرا تنال بعض الحرية .
أخذت في الركض تارة والأكل مما جاد به رب الأرض والسماء تارة ،
وصار هذا ديدنها كل يوم .
وفي يوم من الأيام العادية لمحت أمرا غير غادي ،
أناس يجوبون المرعى وقد حملوا بنادق بأيديهم ،
فتذكرت كلام أمها وعلمت سبب هذا التحذير:
أكيد هؤلاء هم الذين اغتالوا توأم روحها يوما ..فعزمت على الابتعاد وأخذ كل ألوان الحيطة والحذر.
لكن نفسها المتطلعة مرة والفضولية أحيانا حدثتها ذات يوم بالتوغل أكثر داخل الغابة للقيام بجولة استطلاعية ..فقد سئمت اللعب بجوار البيت ،
كانت كلما توغلت حدثت نفسها :
لن ينال مني صاحب البندقية ..أنا له بالمرصاد .
وبينما هي كذلك إذ لمحت شابا وسيما بين الأدغال ،
لم يكن يحمل بندقية ..بل كان بيده طعام شهي ،
وعلى وجهه ارتسمت بسمة بريئة أغرتها بالاقتراب ..مد يده الحنونة إليها
فاقتربت واقتربت ..أخذت الطعام بسرعة وهربت خائفة..لكن فرحة.
راقتها تجربة الأمس فعزمت على تكرارها في اليوم التالي .
وكأنه كان بانتظارها :
نفس الابتسامة الساحرة ..والطعام الجميل الأنيق.
اعتادت الأمر فصارت تتسلل خفية وتتردد على الصياد الجميل كل يوم،
وكم كان حزنها شديدا حين ذهبت ذاك اليوم ولم تجده ،
فلملمت حزنها وأقفلت راجعة بخيبة أمل شديدة .. فجأة :
" آآآآآآآآآآآآآآآآه ... ما هذا الذي لفني ..من قيدني .....آآآآآآآآآآآه "
لم تدر ماذا حدث ، لكن ضحكة الشاب الوسيم لفتت انتباهها وصوته هز كيانها :
"وقعت في المصيدة صغيرتي .."
لم تصدق ما وقع ،ولم تستغ الحقيقة المرة :
أحقا كان الشاب الوسيم صيادا محترفا
أحقا كان الطعام طعما..
والإبتسامة هي ذاك الحبل الذي سحبها ذات لحظة .
تذكرت بعد فوات الأوان تلك النصيحة التي ضربت بها عرض الحائط
" لا ترعي حول الحمى .. لا ترعي حول الحمى "

عايد راشد احمد
25-12-2011, 01:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله

تحية استاذتنا الجليلة

هدا هو حال من لا يستمع لنصح من هو اكبر منه وايضا من تغشه الابتسامة الخادعة

اوصلتي الدرس والرسالة بسلاسة وحبكة تحسدي عليها


وافر الشكر والتقدير

د. مختار محرم
25-12-2011, 02:03 AM
رسالة عظيمة أرسلتها بهذه القصة الرائعة ..
أختي الفاضلة القاصة / بلابل السلام
من يقرأ قصتك ويحفظ ما فيها يكون قد حصل على كنز أدبي وأخلاقي بير
بورك الحرف قاصتنا المبدعة

كاملة بدارنه
25-12-2011, 04:50 PM
معظم ما يلاقيه الإنسان هو نتيجة ما صنعت يداه
قصّة هادفة، وبأسلوب سرديّ سلس وجميل
بوركت أخت بلابل
تقديري وتحيّتي

( همسة: عادي - أناسا - تستسغ - والابتسامة )

آمال المصري
25-12-2011, 05:56 PM
جميلة هادفة صيغت بأسلوب سهل
وددت لو تنتهي القصة بالجملة :
"وقعت في المصيدة صغيرتي .."
وتركت الباقي يستخلصه المتلقي من بين سطور الحكاية
أبدعت أديبتنا المكرمة
تحيتي

سهى رشدان
25-12-2011, 06:17 PM
جميلة
طرح رائع
دمتي مبدعة

ربيع بن المدني السملالي
26-12-2011, 12:28 AM
أختي الأديبة الرائعة ( بلابل السّلام ) أشكرك جدّا على سمو الفكرة ، و القصّة الهادفة ..
دام عطاؤكِ أخيتي الكريمة
مودّتي

لطيفة أسير
26-12-2011, 02:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله

تحية استاذتنا الجليلة

هدا هو حال من لا يستمع لنصح من هو اكبر منه وايضا من تغشه الابتسامة الخادعة

اوصلتي الدرس والرسالة بسلاسة وحبكة تحسدي عليها


وافر الشكر والتقدير

سعيدة أنها نالت استحسانكم أستاذي الكريم
عميق شكري وامتناني أخي .

لطيفة أسير
26-12-2011, 03:09 PM
رسالة عظيمة أرسلتها بهذه القصة الرائعة ..
أختي الفاضلة القاصة / بلابل السلام
من يقرأ قصتك ويحفظ ما فيها يكون قد حصل على كنز أدبي وأخلاقي بير
بورك الحرف قاصتنا المبدعة

وبورك المرور الجميل من أستاذي القدير د.مختار محرم
ممتنة للمرور المحفز أخي الفاضل
تحيتي وتقديري

لطيفة أسير
26-12-2011, 03:14 PM
معظم ما يلاقيه الإنسان هو نتيجة ما صنعت يداه
قصّة هادفة، وبأسلوب سرديّ سلس وجميل
بوركت أخت بلابل
تقديري وتحيّتي

( همسة: عادي - أناسا - تستسغ - والابتسامة )

وبوركت أستاذتي الكريمة كاملة بدرانه
ممتنة للمرور الجميل ..وللهمسات " أعتذر لأني تسرعت في النشر قبل التدقيق الجيد ..أتمنى لو يتم التصحيح من أحد المشرفين لأنه يتعذر علي ذلك ..ولكم جزيل الشكر "
مودتي وتقديري أخيتي

لطيفة أسير
26-12-2011, 03:19 PM
جميلة هادفة صيغت بأسلوب سهل
وددت لو تنتهي القصة بالجملة :
"وقعت في المصيدة صغيرتي .."
وتركت الباقي يستخلصه المتلقي من بين سطور الحكاية
أبدعت أديبتنا المكرمة
تحيتي

وجهة نظر سليمة جدا اختي آمال ..واقتراحك أحببته
ممتنة لتواجدك الجميل أستاذتي
فائق ودي وتحيتي

لطيفة أسير
26-12-2011, 03:21 PM
جميلة
طرح رائع
دمتي مبدعة

تشرفت بالمرور البهي اختي سهى
تحيتي وتقديري

لطيفة أسير
26-12-2011, 03:24 PM
أختي الأديبة الرائعة ( بلابل السّلام ) أشكرك جدّا على سمو الفكرة ، و القصّة الهادفة ..
دام عطاؤكِ أخيتي الكريمة
مودّتي


ودام تواصلكم الطيب استاذي الفاضل ربيع بن المدني السملالي
فائق شكري وتقديري

ربيحة الرفاعي
02-01-2013, 07:51 AM
سمو في الفكرة ومهارة في اختيار زاوية الولوج ورموز تصوير المشاهد
بعض تكثيف كان ليجعل منها تحفة قصية

دمت بألق غاليتي

تحاياي

الفرحان بوعزة
02-01-2013, 10:37 PM
المبدعة المتألقة .. لطيفة أسير .. تحية طيبة ..
بطلة فضولية ،استخدمت جرأتها الفائضة وسذاجتها دون أن تقرأ العواقب ، فهي لم تأخذ بنصيحة أمها فسقطت في الشرك .. صورة تدخل ضمن العملية التعليمية / التعلمية وهي تيمة اشتغل عليها النص بامتياز ..
كان دافع أمها أن تحتك ابنتها بعالمها الصغير ،عسى أن تندمج بسرعة في محيطها .. أعتقد أن أمها تسرعت في تحميل المسؤولية لهذه الفتاة الصغيرة دون العمل على مصاحبتها وتدريبها .. فرغم أنها سلحتها بالحيطة والحذر ، لكن الفتاة لم تعرف كيف تستعملها ، لذلك لم تستوعب الدرس جيداً .. وأحسن الدروس هي التي يتعلمها الطفل بنفسه تحت الإرشاد والمراقبة ..
بطلة تنقصها التجربة الكافية للتعامل مع المشاكل الطارئة ، فكانت سبباً في استقدام الشر لها .. فقد جنت على نفسها كما جنت براقــــش على قومها ..
نص جميل جمع بين ما هو اجتماعي وتربوي وتعليمي ، لغة شيقة وأسلوب سردي متساوق مع المشاهد السريعة واللقطات الخاطفة رغم تدخل السارد لتوجيه القارئ في بعض الأحيان عن طريق الشرح والتفسير للفعل والسلوك وسبب الإنجاز ..
جميل ما كتبت وأبدعت ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

عبدالإله الزّاكي
03-01-2013, 12:56 AM
اعتادت الأمر فصارت تتسلل خفية وتتردد على الصياد الجميل كل يوم،
وكم كان حزنها شديدا حين ذهبت ذاك اليوم ولم تجده ،
فلملمت حزنها وأقفلت راجعة بخيبة أمل شديدة .. فجأة :
" آآآآآآآآآآآآآآآآه ... ما هذا الذي لفني ..من قيدني .....آآآآآآآآآآآه "
لم تدر ماذا حدث ، لكن ضحكة الشاب الوسيم لفتت انتباهها وصوته هز كيانها :
"وقعت في المصيدة صغيرتي .."
لم تصدق ما وقع ،ولم تستغ الحقيقة المرة :
أحقا كان الشاب الوسيم صيادا محترفا
أحقا كان الطعام طعما..
والإبتسامة هي ذاك الحبل الذي سحبها ذات لحظة .
تذكرت بعد فوات الأوان تلك النصيحة التي ضربت بها عرض الحائط
" لا ترعي حول الحمى .. لا ترعي حول الحمى "

قصة جميلة مبينة على ثنائية الظاهر و الباطن، مرتبطة عموما بالحكمة و الأخلاق. سرد سلس و أسلوب سهل ممتنع، استمتعت بقرائتها، تحياتي لك أختي الكريمة و أديبتنا الرائعة لطيفة أسير، مع بالغ تقديري.

نداء غريب صبري
17-01-2013, 06:11 AM
يا الله ما أجمل هذه الصورة
أنت رائعة أختي
رائعة
أمتعتني قراءتها

شكرا لك أختي

يوركت

د. سمير العمري
29-04-2013, 11:20 PM
نص رائع يا لطيفة ويحمل رسالة كبيرة بأسلوب ذكي مقنع وقوي!

أحسنت أحسنت!

وأنا لست مع رأي المبدعة آمال ولكن وددت لو تم اعتماد التكثيف في الطرح خصوصا في الخاتمة فقد طربت لجملة الطعام طعما والابتسامة شركا وكان موفقا توظيف الرعي حول الحمى كخاتمة.


تقديري

براءة الجودي
29-04-2013, 11:35 PM
من اروع ماقرأتُ من القصص و جميلة وفيها فائدة وعبرة
استفدتُ هنا
جزيتِ خيرا

ناديه محمد الجابي
02-04-2017, 12:36 PM
قصة لمعت بفكرة عميقة، ورمزية موفقة محكمة وصلت وأوصلت الرسالة
من خلال قصة لطيفة طريفة وهادفة
أبدعت بلغتك الأدبية السهلة، وبأسلوبك السردي المشوق الماتع .
أحسنت وأبدعت
دمت بكل خير.
:v1::0014: