المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغاية تبرر الوسيلة ..............محمد محضار



محمد محضار
26-12-2011, 02:26 PM
الغاية تبرر الوسيلة ..............محمد محضار

ظل طوال الليل يتقلب في فراشه . كان مسهدا ، والأرق قد سلب من عينيه نعمة الكرى ، كان عقله مشوشا وغارقا في آتون التفكير ..قد مضى عليه الآن أكثر من أسبوع على هذا الحال ..وهو يحاول عبثا الخروج من من هذا الوضع بأقل الخسائر الممكنة ، لم تعد الحبوب المهدئة قادرة على احتواء فورة أعصايه وانفلاتها ، ولا زجاجات الجعة التي يلجأ إليها لتعطيل هواجسه حافظت على ذلك المفعول السحري الذي يحدث في نفسه المتعة اللحظية . إنه يجد صعوبة في ضبط نفسه، والتكيف مع الوضع الجديد الذي أصبح يعيشه ..الأمر بالنسبة له يشبه حلما رهيبا ، بل قل كابوسا مزعجا لم يخطر له على بال .
....................2..........................
زئير أسد جريح يدوي في أعماقك ، لهفة وحيرة تجثمان على صدرك العليل ..رغبة قوية في التميز الذاتي تسيطر على عقلك ، تَودّ لًوْ أنك تأبطت مدفعا رشاشا ، ثم اندفعت إلى مكان مزدحم وأطلقت العنان لرصاصه يلعلع فيحصد أرواح القطيع المهرول في كل الاتجاهات دون غاية أو هدف ، عندها سَينتَبهُ إليك الجميع ، وستصبح أشهر من نار على علم ، ستكتب عنك الصحف ، وتقدم الفضائيات نشرات خاصة بك .
.......................3....................
تهادى إلى أسماعه آذان الفجر ، لعن الشيطان عدة مرات ثم تلا المعوذتين، وقام من فراشه ، توضأ ثم صلّى ركعتين وخرج .
كانت المدينة ماتزال غارقة في سباتها ، والسماء قد بدأ ظلامها يتبدد ، والعمال والعاملات ينحدرون نحو مصانعهم وشركاتهم وهم يَدعكون عُيونهم ..أما هو فكان بلا هدف يسير على غير هدى نحو المجهول..كانت لديه قناعة بأن رحلته تبدأ من الصفر ، وتنتهي إليه ، والخروج من هذا الوضع يرتبط بمدى قدرته على القيام بعمل جبار يشد إليه الانتباه ويكسر طوق الصمت الذي يغمره ..حتما مثل هذا العمل يتطلب تضحية كبيرة لا يمكن أن يقدم عليها إلا الرجال الأفذاذ.
كان قد وصل إلى حديقة المدن المتوأمة ، المكان شبه والمقاهي المحيطة قد فتح بعضها أبوابه لبعض الرواد ، وقعت عيناه على مقصف " فينيسيا" تذكر أنه دفع مأتي درهم مقابل طرطة مثلجة وكأسي عصير ، لما صاحب إحدى الفتيات إلى هناك منذ أسبوعين، تابع سيره على امتداد الحديقة ، نسمات هواء الصباح تلفح وجهه فيحس ببعض الانتعاش ، لا حت له بناية العمالة ، وسمع لغطا قادما من هناك ، فاستحث الخطى متجها إلى مصدر اللغط.
..................4............................... ...
ها أنت تجد نفسك أمام جمع من الشباب يحملون لا فتة يحملون لا فتة كتب عليها بخط واضح : " المكفوفون يطالبون بحقهم في الشغل والحياة الكريمة "،..تقترب منهم ..هناك رجال أمن وسلطة يحيطون بهم ، كانوا يحملون قنينات بنزين وولاعات ، وكان متزعمهم يمسك مكبر صوت ويردد شعارات منددة بالحكومة والمخزن، فيجاريه رفاقه فيما يفعل ، ثم ما يلبث أن يهدد بانتحار جماعي عن طريق الحرق الذاتي .
تحس بالرهبة والدهشة في نفس الوقت ، تستيقظ كل حواسك ، ويتردد داخلك صوت قوي :" المكفوفون أقوى منك لهم إرادة ويعرفون ماذا يريدون "
تتقدم خطوات إلى الأمام ، تصبح وسط الجماعة المحتجة ، تشاركهم الاحتجاج ..فجأة تخطف قنينة بنزين وولاعة من أحدهم ثم تصرخ وأنت تصب البنزين على جسدك :" الآن سأقوم بعمل جبار ، سأدخل التاريخ وأخرج من عالم القطيع "
وقبل أن ينتبه إليك أحد كانت ألسنة اللهب قد يدأت تأكل جسدك ، وكان الصراخ يأتي من كل مكان ، ورجال الأمن يحيطون بك محاولين إطفاء النار ، أما رجال الصحافة قكانوا يلتقطون صورا لك وأنت تحترق...!!!


محمد محضار 21دجنير 2011

آمال المصري
26-12-2011, 08:47 PM
كانت وسيلة ركيكة النسج مجرد التفكير في اتخاذ الغير دَرْجاً لتخليد اسمه
اعتقادا أنه بذلك سيتحدث عنه العالم
بدأها بهاجس استئساد وقتل جماعي وانتهى بهاجس قتل ذاته والذي جاء نتيجة حتمية لغياب الجرعة التي يتناولها ليعيش المتعة اللحظية
رائعة الفكرة والسرد الذي نقل لنا الحالة بتفرد رغم غياب الشخوص
استمتعت بالقراءة هنا
مائتي - بدأت - فكانو
تحيتي الخالصة

محمد محمود محمد شعبان
21-03-2012, 11:55 PM
لقد تجسد اليأس في أقوي صوره
ومثل هذا كثير
ممن خيم الظلام على عقولهم فنسوا ، أو تناسوا
روح الله
وسيلته لم تعجبني
، ولكن وسيلتك أنت أيها القاص الماهر
أعجبتني
تحيتي .

ربيحة الرفاعي
26-03-2012, 10:54 PM
نص قصي طرح فكرة قوية بأسلوب جيد وسرد جميل

وددت لو أنك راجعت القصة قبل اعتماد نشرها لتجنب أخطاء شابتها في غير موقع

أهلا بك أيها الكريم في واحتك

تحيتي

وليد عارف الرشيد
27-03-2012, 02:01 PM
لم تدعني قصتك أمارس التنفس العادي أثناء قراءتها خوفًا من انقطاع هذا النفس السردي العالي والشائق بلغةٍ تشد القارئ ببراعة
فقط تمنيت أيها المبدع الجميل وكما تفضلت الكبيرة ربيحة أن تأخذ هذه القصة الموفقة حظها أكثر بالمراجعة قبل النشر لتدارك أفعال (الكيبورد )
مودتي وتقديري كما يليق

نداء غريب صبري
13-02-2013, 01:49 PM
قصة جميلة وأحداث متلاحقة تلاحقت معها أنفاسي
وامتعتني قراءتها

شكرا لك

محمد محضار
17-02-2013, 08:49 AM
كانت وسيلة ركيكة النسج مجرد التفكير في اتخاذ الغير دَرْجاً لتخليد اسمه
اعتقادا أنه بذلك سيتحدث عنه العالم
بدأها بهاجس استئساد وقتل جماعي وانتهى بهاجس قتل ذاته والذي جاء نتيجة حتمية لغياب الجرعة التي يتناولها ليعيش المتعة اللحظية
رائعة الفكرة والسرد الذي نقل لنا الحالة بتفرد رغم غياب الشخوص
استمتعت بالقراءة هنا
مائتي - بدأت - فكانو
تحيتي الخالصة
هو نص يرتبط بعدد من الظواهر التي أفرزتها انتفاضة الجماهير العربية ، على الانظمة المستبدة التي ظلت ترزخ على أعناقها منذ زمن طويل ، شخصية النص ، مهزوزة وتحاول أن تجد طريقا لتحقيق ذاتها ، الحل كان ماساويا ، وغير مقبول ، لكنه يرتبط بما يحدث حاليا من حالات حرق للذات ، خاصة في البلدان العربية

محمد محضار
17-02-2013, 08:50 AM
لقد تجسد اليأس في أقوي صوره
ومثل هذا كثير
ممن خيم الظلام على عقولهم فنسوا ، أو تناسوا
روح الله
وسيلته لم تعجبني
، ولكن وسيلتك أنت أيها القاص الماهر
أعجبتني
تحيتي .والله هي وسيلة قاتلة وغير ناجعة ومذمومة ، لكنها جاءت نتيجة للغبن والظلم الذي تعاني الشعوب العربية

محمد محضار
17-02-2013, 08:51 AM
نص قصي طرح فكرة قوية بأسلوب جيد وسرد جميل

وددت لو أنك راجعت القصة قبل اعتماد نشرها لتجنب أخطاء شابتها في غير موقع

أهلا بك أيها الكريم في واحتك

تحيتي
شكرا لك على الملاحظة ، سأقوم بعملية التصحيح

محمد محضار
17-02-2013, 08:52 AM
لم تدعني قصتك أمارس التنفس العادي أثناء قراءتها خوفًا من انقطاع هذا النفس السردي العالي والشائق بلغةٍ تشد القارئ ببراعة
فقط تمنيت أيها المبدع الجميل وكما تفضلت الكبيرة ربيحة أن تأخذ هذه القصة الموفقة حظها أكثر بالمراجعة قبل النشر لتدارك أفعال (الكيبورد )
مودتي وتقديري كما يليق
شكرا لك على المرور الجميل والملاحظة التي اعتبرها في محلها

محمد محضار
17-02-2013, 08:54 AM
قصة جميلة وأحداث متلاحقة تلاحقت معها أنفاسي
وامتعتني قراءتها

شكرا لك
للك المجد أيتها الشاعرة ، أشكرك على تحيتك ومرورك

لانا عبد الستار
15-06-2013, 02:48 AM
مهووس معقد التفكير والأحلام
يريد أن يتغذى كالعلقة على غيره
وينتهي تحت الأقدام بخباله
قصة سياسية واقعية
أشكرك

ناديه محمد الجابي
15-06-2013, 07:17 PM
عشنا في قصتك مع ذلك الإنسان البائس ـ اليائس ـ المسهد ـ الأرق
المشوش العقل .. والذي لم تعد أي حبوب قادرة على تهدئته أو إخراجه
من الكابوس المزعج الذي يعيشه. تسيطر على عقله رغبة في أن يفعل
شيئا مميزا ليصبح شهيرا تكتب عنه الصحف, وتتحدث عنه الفضائيات
حتى لو كان هذا العمل : حصد أرواح الناس بمدفع رشاش. فهو يبحث
عن عمل جبار يشد إليه الإنتباه .... وينتهي به الأمر, وقبل أن ينتبه إليه
أحد يكون هذا العمل الجبار الذي ظن إنه سيدخل به التاريخ هو أن يصب البنزين
على جسمه ويحرق نفسه.. فيلتقط له رجال الصحافة صورا وهو يحترق.

بين سردك الرائع والشائق والأحداث المتلاحقة والبناء الدرامي الموفق
استمتعت بما كتبت ... فسلمت يداك ولك تحياتي.