المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورشة عمل حول القصة القصيرة



محمد النعمة بيروك
28-12-2011, 12:43 AM
مفهوم القصة القصيرة:
(محاضرة للأديب الطاهر مكي)
تلخيص: محمد النعمة بيروك




يعرف الدكتور القصة القصيرة بأنها تتميز بوحدة الزمان والمكان والحدث، وتتوفر على مقدمة وعقدة وخاتمة في العادة، ولا يملك حق الخروج عن هذه الثوابت إلا الكتاب المتمرسون المعرفون بهذا الجنس الأدبي والذين يملكون القدرة على خلق بدائل لجلب القارىء وجعله ينساق مع الحدث (فلا يغير القواعد إلا العبقري وليس المبتدىء)..لذلك فقد تكسر المقدمة حينما يبدأ الكاتب من حيث تنتهي القصة وهو ما يعرف بالقصة الدائرية وهناك القصة الحوارية التي هي عبارة عن حوار من أولها لآخرها..إلخ..متحدثا عن تجربة إحسان عبد القدوس الذي استطاع التخلص من الرتابة باستخدام عنصر المفاجأة كما أنه يكتب دون تحديد جنس العمل السردي الذي يكتبه وهو قادر على أن يجعلك تقرأ باستمرار حتى النهاية.
والركن المهم والأساسي الآخر في مكونات القصة القصيرة هو "الصراع" الذي لا يعتبر العمل قصة بدونه ، وهذا الصراع قد يكون بين المرء ونفسه، أو بينه ومجتمعه ..إلخ...
ويشير الدكتور إلى بعض الوسائل الفنية التي تمكن الكاتب من تجاوز أو كسر حواجز القوانين الثلاث (وحدة المكان والزمان والحدث) وذلك عبر "الحلم" و "ما وراء الوعي" أي انعزال عن اللحظة في السرحان والسهو اللا إرادي، وكذلك عبر التداعي أي حين يقوم كل حدث بجر حدث آخر دون الإخلال بوحدة الحدث الذي تقوم عليه القصة ككل، وكذلك "المنولوج" أو الحوار الداخلي عندما يكلم البطل نفسه، وأيضا توظيف " المونتاج السينمائي" أي أن الكاتب يملك رؤية بانورامية للقصة لكنه يقوم باستدعاء المشاهد حسب الحاجة.
بالنسبة للضمائر التي تأتي بها القصة القصيرة فمتعددة، فقد تأتي بلسان الراوي (ضمير المتكلم أو الضمير الأول) وهي الحالة التي ينعدم فيها الوصف، هناك أيضا ضمير الغائب (الضمير الثاني) بالإضافة إلى الضمير المخاطب وهو نادر وعادة ما يكون على شكل رسالة.
وفي تناوله لمسألة اللغة واللهجة في القصة القصيرة أشار الدكتور إلى أن المحاولات التي طرحت هذا الجنس باللهجة لم تجد الإقبال الجماهيري الواسع وهو الأمر الذي تنبه إليه الكاتب إحسان عبد القدوس الذي بدأ مثل محمود تيمور بالعامية قبل أن يحترف الكتابة باللغة العربية، هذا بالإضافة إلى أن الفكرة المتناولة قد لا يفهمها البسطاء من الناس حتى وإن قدمت بالعامية، مشيرا إلى أن نجيب محفوظ لم يكتب بالعامية قط، لكن الكتاب لا يجدون في الغالب بدا من استخدام العامية في الحوار عندما يكون المتكلم في القصة فلاحا مثلا.
وبالحديث عن أنواع القصة القصيرة تحدث الدكتور عن القصة الوصفية والقصة الحوارية التي لم يحبذها مقترحا التقليل من الحوار حيث يرى أن القصة تكون جيدة كلما كان قصيرا ومكثفا..
وفى رده على سؤال حول العدد المطلوب من الصفحات في القصة القصيرة قال الدكتور أن ذلك ليس مهما ولا قيمة له مشيرا إلى أن هناك قصة قصيرة لغادة السمان بأربعين صفحة، وأن الأهم هو الإبداع والفكرة والمفاجأة..وردا على سؤال آخر حول الفرق بين الخاطرة والقصة القصيرة قال أن هذه الأخيرة لقطة فيها صراع وهو الأمر الذي لا يوجد في الخاطرة المقتصرة على التعليق.
وفي ما يخص التسميات يقول الدكتور الطاهر مكي أن الوضع النقدي استقر على رواية ورواية قصيرة وقصة قصيرة، وليس هنالك شيء إسمه رواية طويلة ولا قصة طويلة.

د. مختار محرم
28-12-2011, 12:59 AM
تلخيص رائع منك شاعرنا القدير..
محاضرة قيمة تطرقت إلى كل النواحي الأدبية والبنائية واللغوية لفن القصة القصيرة
(فلا يغير القواعد إلا العبقري وليس المبتدىء).. عبارة تنحت على سطح القمر ليقرأها كل الكتاب في زمننا..
مودتي

ربيع بن المدني السملالي
28-12-2011, 01:03 AM
أشكرك أخي الفاضل ( محمد ) جئتنا بما نحبّ بارك الله فيك
ودمتَ متألقا
....
تحياتي الخالصة مع التّقدير

فايدة حسن
28-12-2011, 10:51 AM
شكرا لك تلخيص قيم جدا وثري بالفائدة
دمت طيبا أخي الكريم

نادية بوغرارة
28-12-2011, 03:20 PM
مفهوم القصة القصيرة:
(محاضرة للأديب الطاهر مكي)
تلخيص: محمد النعمة بيروك
.وردا على سؤال آخر حول الفرق بين الخاطرة والقصة القصيرة قال أن هذه الأخيرة لقطة فيها صراع وهو الأمر الذي لا يوجد في الخاطرة المقتصرة على التعليق.
.

=============


مقال من المختصر المفيد ، و تمييز واضح و بيّن بين الخاطرة و القصة .

الأخ محمد

شكرا لك على هذه الهدية .

أحمد عيسى
28-12-2011, 05:32 PM
مقال رائع ، وحبذا أخوتي الكرام لو زودنا كل منكم برؤيته ( حسب مفهومه ) وليس حسب ما ينقل من مصادر أخرى

وبعد اذنك أخي الكريم سأغير العنوان الى : ورشة عمل حول القصة القصيرة

وذلك لنتعاون ونكثف الرؤى حتى تتوحد المفاهيم وتتوسع المدارك

للتثبيت
للاستفادة والاستزادة

أحمد عيسى
28-12-2011, 05:35 PM
القصة القصيرة بنظري /
هي القدرة على احداث الدهشة واثارة التفكير مع طرح قضية ذات فائدة بطريقة غير مباشرة
والأهم فيها أن تكون خاطفة ، كالومضة ، وأن تسرق منك كل تفكيرك دفعة واحدة
العناصر المهمة : العنوان الذي يلخص القصة دون أن يفضحها\البناء بدءاً من المقدمة التي تثير الدهشة دون احداث الملل والوسط وهو الوصول بالحدث الى الذروة وصولاً الى النهاية التي تفاجئ القارئ \ طريقة السرد التي تشد القارئ \ التنوع في القالب والسرد وطرق الحكي والقدرة على ادخال رؤية الكاتب وفكره بطريقة ذكية والحوار الذكي الذي ينساب عبر سطور القصة بسلاسة \ اللغة السليمة الدقيقة الشاعرية \ الشخوص والتي تتركز عادة في شخصية واحدة مركزية في القصة القصيرة

أؤمن بأن القصة يجب أن تتطور مع تطور الزمن ، تماماً كما تتطور السينما ، وكما كنا نرى أفلام السينما في الستينات فنشعر بالانبهار ، بينما الآن نشعر بالدهشة ونتساءل : كيف كانت تعجبنا هذه الأشياء ، وأنا هنا أتحدث عن التقنية وليس عن جودة القصة في الفيلم ، القصة واحدة اليوم وفي الستينات لكن التقنية اختلفت ، من قدم سندباد في الثلاثينات قدم نفس القصة في هذه الأيام ولكن بتقنية تختلف ، فحقق الابهار وهو العنصر الأهم في السينما كونها تعتمد على المؤثرات البصرية
وبالمناسبة ستشاهدون فيلماً مصرياً في عام 2013 سيبهركم وقد بدأ العمل فيه في 2010 وهو أول فيلم عربي ثلاثي الأبعاد واسمه : ألف ليلة وليلة ويتناول القصة الشهيرة لشهرزاد وشهريار والفيلم مكون من عدة قصص مصغرة منها سندباد وعلي بابا وعلاء الدين والنوامة وغيرها ...
لا ننسى كذلك أن ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة كانت الارهاصات لفن القصة القصيرة الذي غزا العالم الغربي والاوروبي خاصة : الفابولا الذي هو أحد الأجناس الأدبية الأولى لفن القصة
أين كنا
كنت أقول .. التقنية يجب أن تتطور ، أن نعود بالزمن الى الوراء ونقفز الى الأمام ، نتنوع في طرق السرد في ذات القصة
نقدم القصص المبهرة ، ونرفع من درجة الدهشة ونزيد من عنف المفاجأة لنحقق الصدمة ،
ملزمون نحن بالابتعاد عن النمطية والتكرار ، ومطالبون بأن نقدم المزيد وأن نكون جزءاً من هذا التطور
في ملتقانا اليوم نخبة من القصصين الذين يساهمون في هذا التطور بشكل سنراه ملموساً عما قريب باذن الله
ولعل هذا ما حاولت اتباعه في المسافر وديجافو ، ولسوف أظل أحاول في كل مرة

أحمد عيسى
28-12-2011, 05:36 PM
الأهم في القصة القصيرة : الفكرة
مرة عندما فزت باحدى المسابقات في القصة ، وأنا في المرحلة الثانوية فطلبنا موجه اللغة العربية في مكان ما ليعقد لنا (كل من فاز على مستوى مدرسته ) امتحاناً في القصة ، كأن يقول : اكتب قصة قصيرة تتحدث عن كذا كذا
فقدمت له الورقة فارغة ، وقلت له : القصة القصيرة فكرة .. وأنتم تقتلون الفكرة
تبدأ القصة معي بهذه الفكرة ، التي تسيطر علي ، وكلما كنت أسعد بقصتي كلما كانت القصة أكثر ابهاراً وأكثر ادهاشاً ، ما فائدة البناء والتراكيب لو كانت الفكرة هشة مستعملة متكررة لم تثر دهشة أو تطرح تساؤلاً أو يترتب عليها دفق تفكير أو شعور
في أغلب قصصي كنت أبحث عن الفكرة ، والفكرة لدى العظماء حتى ، مهما بدت لنا بسيطة ، فانها هي العصب الأساس للقصة
لماذا قرر يوسف دريس أن يكتب نظرة ، لأن الفكرة داعبت خياله أن يحدثنا عن تلك الفتاة التي ربما لقيها فعلاً وهو في مشوار ما ،
تلك هي الفكرة رغم بساطتها ، لا يمكن أن أمسك قلمي لأرص التراكيب اللغوية والبنائية دون أن أمتلك الفكرة بين يدي ، والا كنت كمن يحاول بناء حائط بدون ملاط ، بالتأكيد سيسقط فور الانتهاء منه ..

أحمد عيسى
28-12-2011, 05:38 PM
حين سئل يوسف إدريس عن تعريف القصة القصيرة، فقط.. أشرع كفه وحك إبهامه بالوسطي،
محدثا تلك الطرقعة الشهيرة، الدالة علي المباغتة والاكتناز والسرعة والتكثيف والإيجاز.. ..

ممدوح سالم
28-12-2011, 09:31 PM
ما أبهى ذلك الإبداع.. بورك كل من أدلى بدلوه.

محمد النعمة بيروك
29-12-2011, 05:14 PM
شكرا لك أخي المُبدع أحمد العيسى على إعادة بلورة العنوان بما يحول هذا المنشور إلى مدخل لمناقشة جماعية لفن يكاد لا يزال في طور التشكل.. لكنني أحب أن أشير إلى أن المحاضرة المذكورة موجودة في "اليوتيوب"، وقد أحسستُ بالاستفادة وأنا أتابعها، فقررت كتابتها ولو ملخصا لأن الصوت على اليوتيوب كان رديئا وبالكاد يسمع..
وهذه هي المحاضرة على اليوتيوب:
: http://www.youtube.com/watch?v=hoJpbIZcl3E

سأعود لمناقشتك أخي الحبيب أحمد والرد على بقية التعليقات..

شكرا لكم جميعا.

عبد الرحيم صادقي
29-12-2011, 11:25 PM
قرأت واستفدت واستمتعت
شكرا للأستاذين محمد بيروك وأحمد عيسى

محمد النعمة بيروك
02-01-2012, 02:54 PM
تلخيص رائع منك شاعرنا القدير..
محاضرة قيمة تطرقت إلى كل النواحي الأدبية والبنائية واللغوية لفن القصة القصيرة
(فلا يغير القواعد إلا العبقري وليس المبتدىء).. عبارة تنحت على سطح القمر ليقرأها كل الكتاب في زمننا..
مودتي

شكرا لك أخي المُبدع مختار على التنويه بالمحاضرة فهذا يشجع المارين بهذه الصفحة على قراءتها و تأملها..
أيضا أشكرك على الاقتباس الموفق، لأن فن القص القصير أصبح عرضة لبعض التلاعبات من الذين لم يتمكنوا بعد من ناصيته، من حسن الحظ أن مبدعينا في "ملتقى الرابطة" يحترمون أسسه..

تقبل فائق تقديري و احترامي.

أحمد عيسى
02-01-2012, 04:43 PM
كنت أطمح عندما رأيت موضوعك أن يتفاعل المارون كلهم ، أن يضع كل كاتب ينشر مواضيعه هنا رؤيته للقصة القصيرة
ويجيب عن أسئلة أولها : لماذا القصة القصيرة دون غيرها من الفنون ، ماذا تقدم لك ، وكيف تعبر عنك ؟

لا زلت آمل في تفاعلكم هذا مع الموضوع القيم للاستاذ محمد نعمة بيروك
ومع المحاضرة الثرية التي طرحها هنا كباب للتساؤل والنقاش

محمد النعمة بيروك
02-01-2012, 10:20 PM
أشكرك أخي الفاضل ( محمد ) جئتنا بما نحبّ بارك الله فيك
ودمتَ متألقا
....
تحياتي الخالصة مع التّقدير

أهلا بأخي القاص الجميل ربيع..

شكرا على المرور الطيب.. لكنني لو سمحت أخي الكريم، وأنا أحد معجبيك، حبذا لو تحدثتَ لنا هنا عن مفهومك الخاص ربما للقصة القصيرة، و رأيك في مشهد القص القصير اليوم..

تقبل فائق تقديري و احترامي.

ربيحة الرفاعي
02-01-2012, 10:25 PM
تتميز بوحدة الزمان والمكان والحدث، وتتوفر على مقدمة وعقدة وخاتمة في العادة، ولا يملك حق الخروج عن هذه الثوابت إلا الكتاب المتمرسون المعرفون بهذا الجنس الأدبي والذين يملكون القدرة على خلق بدائل لجلب القارىء وجعله ينساق مع الحدث (فلا يغير القواعد إلا العبقري وليس المبتدىء)..
أستاذنكم بالوقوف عند هذه الجزئية من المحاضرة القيمة -راجية كل من يحاول الكتابة في هذا الجنس الأدبي أن يتفكر بها مليا- لأقول أن اعتبار بعض النقاد لنصوص معينة لبعض كبار الأدباء قصصا قصيرة، كما في قصة همنجواي والتي تقول " حذاء أطفال غير مستعمل للبيع" لا يعني اعتبار أية جملة ذات معنى هادف يقولها كاتب ما قصة قصيرة أو قصيرة جدا، فإن بعض الأسماء قادرة بما لأصحابها من رصيد أدبي وتمكن ، أن تخالف القواعد وأن تخرج عن الثوابت، متقوية بموثوقية حرفها لدى القراء، وهذا يضفي على النص ما قد نسميه اعتبار الكاتب
هي وجهة نظر نقدية أنقلها وإن كنت أرى أن خروج اي كان عن ثوابت جنس أدبي ما، يسقط نصه من قوالب ذلك الجنس بغض النظر عن شخصه وقدره وقامته الأدبية

الرائع محمد النعمة بيروك شكرا لهذا الايجاز الإبداعي للمحاضرة، وشكرا للكريم أحمد عيسى افتتاح ورشة العمل على هامشها


تحيتي

ربيع بن المدني السملالي
02-01-2012, 11:34 PM
أهلا بأخي القاص الجميل ربيع..

شكرا على المرور الطيب.. لكنني لو سمحت أخي الكريم، وأنا أحد معجبيك، حبذا لو تحدثتَ لنا هنا عن مفهومك الخاص ربما للقصة القصيرة، و رأيك في مشهد القص القصير اليوم..

تقبل فائق تقديري و احترامي.

الأخ الفاضل الكريم ( محمد ) أراكَ قد استسمنتَ ذا ورمٍ ، ونفختَ في غير ضرمٍ ، ماذا عساني أن أقول أمام الكبار من أمثالكم أيها الموفقون ، وهذا الفن الجميل ( فن القصة القصيرة ) لازلت في بداية الطّريق لسبر أغواره ، وفهم قواعده وقوانينه .. ولا أخفيكَ أنّ هذا الفن أصبح يستهويني جدّا ، وأصبحت أقرأ من أجله الكثير ، سواء القصص القصيرة ، أو قوانينها ، ولعلّ من أهم قواعدها ، التكثيف ، وقد قرأتُ مقالةً رائعة عنه منذ مدّة للدّكتور مسلك ميمون ، فمن الخير أن أنشره في هذه الورشة ليستفيدَ الجميع ، وأشكرك أستاذ محمّد على تألقك الواضح في واحتنا ومدرستنا ، واحة الخير / ودونكم المقال :
(( مسألة ( التّكثيف ) في القصة القصيرة جداً . لا تستحق نقاشا مستفيضا . لأن التكثيف أصبح ميزة هذا النوع الأدبي السردي
و الذي أرغب فيه أن ينصب النقاش على كيفية التكثيف لا عن وجوده أو عدم وجوده في القصة عموماً ، و القصّة القصيرة جداً بخاصة .
إنّ الخلط كبير لدى المبدعين في هذه المسألة . بل هناك من لا يرغب قطعاً في مسألة التّكثيف عزوفاً و هروباً من تبعاتها و ما تتطلبه من دراية؛ و مشقة؛ و تقنيات ؛ و تجربة .
كيف يكون التّكثيف اللّغوي و ما دوره ؟
إنّ الفنية الإبداعية الأدبية سواء في السّرديات أو في الشّعر لا تتأتى إلا بالنّسق المناسب . في القصة لا بدّ من اللّغة القصصية . و في الشّعر لا بدّ من اللّغة الشّعرية . وهذا يعني ، ألا محلّ للغة العادية natural langage الإخبارية التقريرية الخطابية المباشرة ...

إذاً ، نحن أمام لغة مختلفة ، ذات خصوصية ، قد تصبح قيمتها في نفسها لأنّها فنية . على عكس اللغة العادية ، التي قيمتها فيما تحمله من أخبار .
و لكي تكون اللّغة فنية ( قصصية أو شعرية ) ينبغي للمبدع الإلمام قدرالإمكان ( بكمياء) اللّغة : قواعد النّحو و الصّرف و ضروب البلاغة . و ( فزياء) اللّغة : علم المعني أو الدلالة sémantique و الأسلوبية stylistique و علم العلامات semiologie فضلا عن علم اللّغة science du langage وعلم السردromanesque و تضاف إلى كلّ هذا الخبرة الشّخصية التي يكتسبها المبدع من خلال مطالعاته الخاصة لإبداعات الآخرين .

فإذا كانت اللّغة الفنّية المكثفة تتطلب هذا و غيره . فإنّ الكثير لا يعبأ بها . و ينطلق في كتابته انطلاقاً من موهبة في حاجة إلى صقل ، و من تقليد و محاكاة في حاجة إلى توجيه و ترشيد . فتأتي الكتابة إما مفككة منحلة تعرض حمولتها عرضاً و ينتهي دورها . و إمّا تأتي طلاسم معقدة ، أو أحجية وألغاز منغلقة .... فلا تواصل بين المرسل و المرسل إليه . و يفتح المجال للنقد الإسقاطي ، و النقد الإنطباعي الاعتباطي و التّعليقات اللامسؤولة كما هو عندنا في ( المواقع الالكترونية ) وكلّ يأوّل ما شاء كيفما شاء . و لا أحد يستنطق النّص . أو يفتح مغالقه ... و هذا ليس في النقد أو الإٌبداع في شيء .
فالمراد بالكثافة اللّغوية : الإيجاز غير المخل ، الذي يوحي بالرّؤى الممكنة ، التي قد لا يأتي بها الإطناب الممل .
و التّكثيف ـ بالتّالي ـ ليس هو التّعجيز أو الإبهام أو الألغاز ... فذاك كلّه لا يأتي به غير مبتدئ في الفن ، أو مشوش الذّهن ، أو فاشل في عمله ...
و مسألة التّكثيف ليست جديدة في أدبنا العربي فمن يعود إلى كتاب : (المستطرف في كل فنّ مستظرف ) للأبشهي سيجد عجباً .و من يعود إلى محموعة جبران خليل جبران : ( المجنون ) التي ظهرت منذ ثمانين سنة سيكتشف أنّ مسألة التّكثيف واردة في أدبنا المعاصر . لنتأمل هذه القصة القصيرة جداً لجبران ، و لنركزعلى العامل اللّغوي و الأسلوبي :

(("خرج الثّعلب من مأواه عند شروق الشّمس، فتطلع إلى ظله منذهلاً، وقال: سأتغذى اليوم جملاً، ثم مضى في سبيله يفتش عن الجمل الصباح كلّه، وعند الظهيرة تفرَّس في ظله ثانية، وقال مندهشًا: بلى.. إنّ فأرة واحدة تكفيني.."))

إذاً بإيجاز غير مخل ، و تكثيف بليغ و صلت الرسالة ، و أغنت عن نص قد يطول ويستغرق صفحات . و قد لا يترك أثراً كما تركه هذا النص المقتضب الفنّي .

و إنّ التكثيف عند المبتدئين غير الواعين به و غير المتمكنين أساساً ، ليذكرني بالمذهب الانغلاقي الذي يذهب إليه بعض كسالى الفن و المتنطعين و راء الشهرة و بأي ثمن كالذي نجده عند فنان تشكيلي :

يحكى أنّ رجلا ذهب رفقة زوجته إلى معرض لوحات تشكيلية . فطافا على اللّوحات و لم يفهما شيئاً . كلّ ما هناك لوحات فيها خطوط هندسية و منحنيات و منعرجات بألوان مختلفة . فقررا أن يسألا الفنان عن لوحة تحمل عنوان : وجه من الطبيعة . فكلّ ما أمامهما لوحة فيها ثلاثة خطوط أفقية : خطّ أرجواني ، في أسفله خطّ أزرق ، و خط أخضر تتوسطه نقطة سوداء في أسفل اللّوحة فقط .

فقال الفنان التشكيلي موضحاً : الخطّ الأرجواني عبارة عن الأفق المتوهج ، و الخطّ الأزرق البعد الفضائي ألا متناهي ...
فاندفعت السيدة تسأل في لهفة : و الخطّ الأخضر ؟
فقال الفنان مبتهجاً : الخطّ الأخضر عبارة عن مروج خضراء مترامية الأطراف .
فقال الزوج حائراً : و النقطة السّوداء وسط الخط الأخضر ؟؟؟
فقال الفنان ببساطة : إنّها بقرة تأكل العشب .

هذا ما يسبب عقم التّواصل . و يدعو إلى النّفور من الفن . و هو تكثيف بدون جدوى ، و لا يأتيه إلا مَن هو فاشل في خلق لغة فنية معبرة تواصلية .
و أمّا دور اللّغة المكثفة.فهو دور فني أساساً.لأنّها تفرز نصاً قابلا لقراءات متعددة . و يساعد على فتح نوافذ مختلفة ،من أجل تأويلات و رؤى وأبعاد قد لا تخامر المبدع نفسه .
و لقد لاحظت هذا مراراً من بعض مبدعينا في ( في المطبوعات الالكترونية ) يتساءلون كيف أنّ قصة قصيرة من ثلاثة أسطر جاءت بكلّ هذه التعليقات المختلفة، و أحياناّ المتضاربة والمتداخلة ... ؟؟

و لكن ينسى المبدع أنّه في عملية الإ بداع قد سلك بقصّته المسلكَ الفنّي المرغوب و المطلوب ... ألا و هو الكتابة المكثفة .
و أعتقد أنّني في كلّ قراءاتي ركّزت على مسألة التكثيف و يمكن العودة إليها . إنّما ما يمكن الحرص على ذكره .
إنّ عملية التّكثيف اللّغوي ليست بالعملية السّهلة و الهينة ، و بخاصّة ، بالنسبة للمبتدئين أو الذين لم يوتوا حظاً وافياً و و فيراً، من اللّغة و أساليبها ، و ضروب بلاغتها ....))

نادية بوغرارة
03-01-2012, 01:17 AM
[COLOR="DarkGreen"]

يحكى أنّ رجلا ذهب رفقة زوجته إلى معرض لوحات تشكيلية . فطافا على اللّوحات و لم يفهما شيئاً . كلّ ما هناك لوحات فيها خطوط هندسية و منحنيات و منعرجات بألوان مختلفة . فقررا أن يسألا الفنان عن لوحة تحمل عنوان : وجه من الطبيعة . فكلّ ما أمامهما لوحة فيها ثلاثة خطوط أفقية : خطّ أرجواني ، في أسفله خطّ أزرق ، و خط أخضر تتوسطه نقطة سوداء في أسفل اللّوحة فقط .

فقال الفنان التشكيلي موضحاً : الخطّ الأرجواني عبارة عن الأفق المتوهج ، و الخطّ الأزرق البعد الفضائي ألا متناهي ...
فاندفعت السيدة تسأل في لهفة : و الخطّ الأخضر ؟
فقال الفنان مبتهجاً : الخطّ الأخضر عبارة عن مروج خضراء مترامية الأطراف .
فقال الزوج حائراً : و النقطة السّوداء وسط الخط الأخضر ؟؟؟
فقال الفنان ببساطة : إنّها بقرة تأكل العشب .



==========


أضحكني هذا المشهد لما يحمله من سخرية و تهكم ، رغم مرارة الحال .

ولو كان الفنان حذقا كبعضهم ، لأدهش الزوجين بتحليل قد يجعل اللوحة تسلب لبّهما معا .

====

صدقت حين تكلمت عن التواصل ، هذا الحبل الذي يربط الكاتب بالقارئ ،

و لا يخفى هنا دور هذا الأخير الذي قد يُخرج من النصوص ما لم يخطر على بال الكاتب نفسه ،

فيُثري العمل الفني بأفكاره و مجهوده الخاص ليخدمَ نصا ربما وجده غيره ضعيفا ، أو ناقصا .

فالعملية الفنية رغم قواعدها شبه المحكمة، إلا أنها باعتقادي عملية نسبية في نتائجها ،

و ذلك بمجرد خروجها إلى عالم الأفهام و المدارك و الأذواق ،،،،،

لي عودة إن شاء الله ، فالأفكار كثيرة و تداعياتها أكثر .

شكرا لكم .

أحمد عيسى
03-01-2012, 04:40 PM
ما ورد في مداخلة الأستاذ ربيع أكثر من رائع
التكثيف بالفعل أداة يتم استخدامها بالطريقة الخاطئة ، يصاحبها جنوح الى الرمز بالطريقة الخاطئة ، والنتيجة تكون نصاً ليس له معالم ، نصاً ضعيفاً مشوهاً يبين لنا كاتبه أنه مثقف
أو يحاول أن يظهر لنا هذا ، فيقوم بدمج بعض المصطلحات الدارجة في الثقافة الغربية ، مع الكثير من التكثيف ، وفي النهاية لو لم يفهم أحداً نصه ، سيكون الجواب / اصعدوا الى مستواي في الكتابة
أليس هذه الرمزية التي تطلبون ، ألم تخبروني مراراً أن أبتعد عن المباشرة
والحقيقة أن الرمزية والمباشرة تحتاج الى كيال دقيق ليزن الأمور بينهما ، تماماً كالملح في الطعام ، سيفسد بالقليل والكثير ، انما هناك معياراً يجله طازجاً معبراً يثير الدهشة والتساؤل ويوصل الفكرة بأسرع الطرق ( النص لا الطعام هههه )

سعيد بكم وبهذه الحوارات الثرية ..

محمد النعمة بيروك
03-01-2012, 10:01 PM
شكرا لك أخي ربيع.. والشكر موصول إلى أخي العيسى..
فعلا لابد من بعض الوضوح في معالم القصة والقليل من الغموض الذي يساهم في فتح النص على أكثر من تأويل.. وعلى القاص أن يبتغي سبيلا بين المباشرة و الرمزية..

سأعود لرأييكما، و رأي أختي الشاعرة نادية بعد الرد على الآخرين حسب التراتبية..

شكرا لكل من دق مسمار في ورشة عملنا هذه.

محمد النعمة بيروك
03-01-2012, 10:16 PM
شكرا لك تلخيص قيم جدا وثري بالفائدة
دمت طيبا أخي الكريم
شكرا لكِ أختي راوية على هذا المرور الطيب، سعيد أن راق لكِ هذا التلخيص..

لكننا نطمع في مرور آخر تتناولين فيه -أختي الكريمة- مفهومك الخاص للقص القصير.. ورأيك في المشهد العام للقص القصير اليوم.. أو ما ترين النفع في عرضه..
و شكرا مسبقا.

محمد النعمة بيروك
05-01-2012, 12:19 AM
=============


مقال من المختصر المفيد ، و تمييز واضح و بيّن بين الخاطرة و القصة .

الأخ محمد

شكرا لك على هذه الهدية .

أهلا بأختي المبدعة نادية وهذا المرور البهي..
في الحقيقة كثير من الناس يخلطون بشكل كبير بين القصة القصيرة والخاطرة، مع أن الفرق بينٌ جدا، فيكفي أن نقول أن الخاطرة لا تحتوي على عقدة، و إن احتوت في بعض تمظهراتها على تعبير عن مشكل أو آلام أو غير ذلك..
لكن رغبة منا في مزيد من التفاعل؛ ليتك تحدثينا في سطور قليلة من وجهة نظركِ أختي الكريمة عن مزيد من الفروق بين هاذين الجنسين الأدبيين.. وشكرا لكِ مسبقا.

محمد النعمة بيروك
05-01-2012, 10:41 PM
ما أبهى ذلك الإبداع.. بورك كل من أدلى بدلوه.

أهلا بأخي المبدع ممدوح وهذا المرور الخاطف والجميل..

ياريت أخي الكريم تتحدث لنا بعجالة عن رأيك في الكتابات القصصية اليوم..
يهمنا رأيك فلا تتأخر..

تحياتي.

محمد النعمة بيروك
08-01-2012, 11:43 PM
القصة القصيرة بنظري /
هي القدرة على احداث الدهشة واثارة التفكير مع طرح قضية ذات فائدة بطريقة غير مباشرة
والأهم فيها أن تكون خاطفة ، كالومضة ، وأن تسرق منك كل تفكيرك دفعة واحدة
العناصر المهمة : العنوان الذي يلخص القصة دون أن يفضحها\البناء بدءاً من المقدمة التي تثير الدهشة دون احداث الملل والوسط وهو الوصول بالحدث الى الذروة وصولاً الى النهاية التي تفاجئ القارئ \ طريقة السرد التي تشد القارئ \ التنوع في القالب والسرد وطرق الحكي والقدرة على ادخال رؤية الكاتب وفكره بطريقة ذكية والحوار الذكي الذي ينساب عبر سطور القصة بسلاسة \ اللغة السليمة الدقيقة الشاعرية \ الشخوص والتي تتركز عادة في شخصية واحدة مركزية في القصة القصيرة

أؤمن بأن القصة يجب أن تتطور مع تطور الزمن ، تماماً كما تتطور السينما ، وكما كنا نرى أفلام السينما في الستينات فنشعر بالانبهار ، بينما الآن نشعر بالدهشة ونتساءل : كيف كانت تعجبنا هذه الأشياء ، وأنا هنا أتحدث عن التقنية وليس عن جودة القصة في الفيلم ، القصة واحدة اليوم وفي الستينات لكن التقنية اختلفت ، من قدم سندباد في الثلاثينات قدم نفس القصة في هذه الأيام ولكن بتقنية تختلف ، فحقق الابهار وهو العنصر الأهم في السينما كونها تعتمد على المؤثرات البصرية
وبالمناسبة ستشاهدون فيلماً مصرياً في عام 2013 سيبهركم وقد بدأ العمل فيه في 2010 وهو أول فيلم عربي ثلاثي الأبعاد واسمه : ألف ليلة وليلة ويتناول القصة الشهيرة لشهرزاد وشهريار والفيلم مكون من عدة قصص مصغرة منها سندباد وعلي بابا وعلاء الدين والنوامة وغيرها ...
لا ننسى كذلك أن ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة كانت الارهاصات لفن القصة القصيرة الذي غزا العالم الغربي والاوروبي خاصة : الفابولا الذي هو أحد الأجناس الأدبية الأولى لفن القصة
أين كنا
كنت أقول .. التقنية يجب أن تتطور ، أن نعود بالزمن الى الوراء ونقفز الى الأمام ، نتنوع في طرق السرد في ذات القصة
نقدم القصص المبهرة ، ونرفع من درجة الدهشة ونزيد من عنف المفاجأة لنحقق الصدمة ،
ملزمون نحن بالابتعاد عن النمطية والتكرار ، ومطالبون بأن نقدم المزيد وأن نكون جزءاً من هذا التطور
في ملتقانا اليوم نخبة من القصصين الذين يساهمون في هذا التطور بشكل سنراه ملموساً عما قريب باذن الله
ولعل هذا ما حاولت اتباعه في المسافر وديجافو ، ولسوف أظل أحاول في كل مرة


أحييك أخي العيسى على طرحك هذا..
نعم.. أشعر أن القص القصير لا يزال في طور التشكل، ليس مستقبلا فحسب، بل أنه هو نفسه تطور و امتداد للأشكال السردية أخرى، كفن القصة والرواية، وقد تطور نحو القصر والتكثيف والمباغتة، مع حفاظه على الحدث والشخوص والزمكان والعقدة وغير ذلك، تماما مثلما تطورت الأغنية والفلم وغير ذلك نحو القصروالخطف في زمن السرعة.

دعاء نور الدين
14-01-2012, 10:33 AM
شكرا جزيلا لك على هذه المحاضرة

محمد محمود محمد شعبان
31-01-2012, 06:18 PM
شئ رائع ، وكلام غاية في الإبداع ، ومن المهم الاستفادة منه ، وهو ما أحواله باستمرار ، ولكني شخصيا كثيرا ما أستلذ بالخروج عن القاعدة ، التي في أحيان كثيرة جدا تحدث ( فرقعة جامدة ) وتشق ضباب الأحداث .. شكرا .

بوبكر خليل
21-02-2012, 03:20 PM
تحياتي....كنت أظن أن كتابة القصة سهل وميسور ولكن حينما أقرأ شروط القصة القصيرة وعنصر المفاجأة وعدم التكثيف والإطناب والبحث عن الفكرة ...تجدني مندهشا عاجزا أمامكم ماذا عساني أن أفعل هل أواصل أم أنسحب دون إثارة ضجيج وأختفي عن الأعين حتى لا أزعج أصحاب الأقلام الراقية....أو أبقى ولكن أتوقف الكتابة وأكون طالبا يقرأ ويسمع ....المهم لقد استفدت ...ولكن حبذا لو تكون فيه أمثلة كيف نبدأ القصة ..كيف ندخل في الموضوع كيف تصنع عنصر المفاجأة كيف نصل إلى الحل بأسلوب شائق يجعل القارئ يتمتع حقا بما يقرأ.....أشكركم طثيرا على هذه المجهودات .....أتمنى لكم التوفيق والنجاح......الجزائر البيضاء شرقا

أحمد عيسى
21-02-2012, 05:19 PM
الأستاذ الفاضل : بوبكر خليل

القواعد وضعت لتضع لنا الشروط العامة التي نسترشد بها ، وقد يأتي مقاول بناء يتفوق فيه على المهندس ويحيد قليلاً عن الخريطة ليجعل المبنى أجمل وأبهى
وكذا نحن نسترشد بالخطوط العامة ، لكننا نبتكر ونجدد لنصل الى الأجمل والأبهى
أكتب يا زميلي وشاركنا ما نكتب ولسوف تكون أفضل كل يوم

تحيتي كلها

بوبكر خليل
21-02-2012, 05:31 PM
جزاك الله كل خير ....سأحاول مهما كان الطريق صعب ووعر وشاق ...ربما يأتي اليوم وأصبح فيه قاص ممتاز ..مع العلم إني تجاوزت العقد الخامس وأنا أدق باب العقد السادس ...لك من كل الشكر والتقدير والأحترام.....

أحمد عيسى
21-02-2012, 08:04 PM
ونحن نرحب بك وبابداعاتك ..
ننتظر ما تكتب أستاذنا

نداء غريب صبري
25-02-2012, 12:09 AM
ويشير الدكتور إلى بعض الوسائل الفنية التي تمكن الكاتب من تجاوز أو كسر حواجز القوانين الثلاث (وحدة المكان والزمان والحدث) وذلك عبر "الحلم" و "ما وراء الوعي" أي انعزال عن اللحظة في السرحان والسهو اللا إرادي، وكذلك عبر التداعي أي حين يقوم كل حدث بجر حدث آخر دون الإخلال بوحدة الحدث الذي تقوم عليه القصة ككل، وكذلك "المنولوج" أو الحوار الداخلي عندما يكلم البطل نفسه، وأيضا توظيف " المونتاج السينمائي" أي أن الكاتب يملك رؤية بانورامية للقصة لكنه يقوم باستدعاء المشاهد حسب الحاجة.
موضوع كبير ومهم جدا أخي شكرا لهذه الورشة التي تنفعنا فعلا
وقد جئت إلى هنا لأبحث في هذه النقطة تحديدا وهي القانون الذي يحكم زمان القصة
ونحتاج من أساتتنا لشرح واضح فيها رجاء

شكرا لككم جميعا

بوركتم

محمد النعمة بيروك
28-02-2012, 04:28 PM
ما أبهى ذلك الإبداع.. بورك كل من أدلى بدلوه.
و بورك هذا المرور الخاطف..

شكرا لك.