عبلة الزغاميم
06-01-2012, 08:20 PM
ها أنا أقرأ لك بصوت عالٍ............. أقرأ حكايتي معك....... أرددها:
حرفاً....... حرفاً.......
.....ثانيةً...... ثانيةً.......
...... حنيناً ....حنيناً........
هناك في هذه الأكوان البعيدة التي تقصينا ما يغريني بالكتابة..., أجدها تجدل لي في تلك الثواني البعيدة عني قصتي بعيدة عنك....تشي لي ذاكرتي بما كان سيحدث.... لم أكن قد استعددت له, و لم اكن لأتوقعه لولا أن باغتني و أنا في حضرة الغياب...., تكاد تطفئني تلك الخيبات المتكررة.... خيبات الحلم و المنطق و الواقع.... كلٌ معاً.... خيباتٌ توالت عليّ لتكسر ظهري... تسرق مني الفرحة باللحظة ذاتها و هي وليدة... تماماً كما يفرح لنا من حولنا عندما نولد.....!!
.... تعجّ بي الذكرى الساعة.... و تتملكني فوضى الأحداث من حولي...... تلك الضوضاء التي تحيطني...... تسكتني أصواتهم جميعاً.... تلك تقول كلمة.... يكملها الآخر.... كلمات غير مترابطة.... لا شأن لها بما يحدث حولنا كلمات تلملمنا تصطنع لنا نهاراتنا على عتبات بيوت نصعدها درجةً....درجة, حكايةً.... حكاية..... لتنتهي بنا أخيرا على سطح من وهم....!!
كم كثيرة هي الأسئلة التي تودي بنا في الكآبة إذا ما نحن تركنا لها العنان... إلى حيث الطريق متشعبة لا نعلم إلى أين تؤدي.... كئيبة..... عتيقة.... معتمة.... تدثرها الرغبة في امتطاء المجهول....!! توقفنا على الحافة مع الواقع فواصل إعلانية من أشباه أحلام..... مشاريع أحلام قادمة من عقول استهلكها الألم.... استهلكتها خيبة الإخلاص.... الوفاء.... الوقوف بعيداً في حين تحاك في غيبتك حبكة الخيبة.... خيبة الإخلاص و الوفاء ذاتها.....!!
أشعر و كأني أقف على حافة نكبة... لا بل نكسة...
كنت أمشي على حبل معلق في أعلى خيمة سيرك... محاطةً بأضواء ترقبني.... تنظرني في ذهول... أتأرجح حاملةً عصىً تلخص كل تفاصيلي المضنية... تعينني على اجتياز ذاك الطريق بسخرية خالصة... فكيف يحصل أن تعينك عقباتك على اجتياز الحاضر لمستقبل يخبّئ لك عقبات أكبر.... لم يكن يعلم من هم حولي كم طويلة طريقي تلك... رغم أنها لم تتجاوز ثلاثة أمتار... كانت ثلاثة أحلام كاد يقف عند حافتها قلبي.... كاد يتوقف نبضاً.... يتوقف أملاً..... يتوقف حبّاً.....
يتوقفُ........!!
كنت قد حلمت دهراً في سنوات خمس.... كانت أختي الكبرى – لطولها – تضجر من سماعي أسردها.... و تظل تردد: "مازلتِ تسردين أفلامك؟!"
حلمت نعم... لم أكن أعلم أني على شظايا ابتسام كنت أقتات.... و إن خلتها ضحكاً مبهجاً.... على نصف فرحة كنت أسند ظهري المُثقل كلّ ليلة.... و قد بدت لي تلخّص كلّ فرح الدنيا.... حتى جاء ذاك الصباح الذي فتحت عينيّ فيه على جنازة أشيّع بها تلك الأحلام الورديّة..... لتبدأ بعدها سلسلة من كوابيس رمادية الملمس... خشنة اللّون و الأنفاس....!! لا أنكر أنّها كانت تزيدني قوة.... و تشد أزري كي أعتاد الوقوف على ذاك الحبل في أعلى تلك الخيمة دون أن أستند إلا على نفسي...!! ما كدت أصل خطّ النهاية حتّى ملأ تصفيق الحضور أذني..... صاخباً ترافقه الهتافات... لا أعلم السّاعة لماذا أسمعه ضئيلاً.. شحيحاً.... بعيداً.... حتى لكأن من حولي قد تلاشوا تماماً... أستيقظ و قدماي تقفان على الهواء.... و لا أستند إلا على نفسي كما علمتني تلك الخيببة ذاتها.... خيبة الإخلاص... خيبة الاوفاء.... لتصبح فيما بعد خيبة بكاء....!!
لم أكن قد كتبت يوماً بهذه الشراسة.... بهذه الرغبة الجامحة لتبديد البياض الذي يحرضني دائماً على السّكون و التنفس بعمق..... أتنفس الآن كلمات غادرتني زمناً.... انقطعت فيه عن نفسي.... لأجدني السّاعة تغزوني تلك الرغبة جامحةً على أن أنهي مداد قلمي.... و مداد البياض في دفاتري و فيما حولي.....!!
أشعر الآن بجوع شديد و مضنٍ لنومٍ كنوم المسنّين..... فقد كنت أسمع و أنا صغيرة بأن كبار السّنّ يفقدون القدرة على الحلم و هم نيام..... تهرم أحلامهم......
فتغادرهم..............!!
الآن فقط....-و لمّا أهرم - لم أعد أحلم............!!
عبلة الزغاميم..... الرّوح العطـ 2009 ــشى
حرفاً....... حرفاً.......
.....ثانيةً...... ثانيةً.......
...... حنيناً ....حنيناً........
هناك في هذه الأكوان البعيدة التي تقصينا ما يغريني بالكتابة..., أجدها تجدل لي في تلك الثواني البعيدة عني قصتي بعيدة عنك....تشي لي ذاكرتي بما كان سيحدث.... لم أكن قد استعددت له, و لم اكن لأتوقعه لولا أن باغتني و أنا في حضرة الغياب...., تكاد تطفئني تلك الخيبات المتكررة.... خيبات الحلم و المنطق و الواقع.... كلٌ معاً.... خيباتٌ توالت عليّ لتكسر ظهري... تسرق مني الفرحة باللحظة ذاتها و هي وليدة... تماماً كما يفرح لنا من حولنا عندما نولد.....!!
.... تعجّ بي الذكرى الساعة.... و تتملكني فوضى الأحداث من حولي...... تلك الضوضاء التي تحيطني...... تسكتني أصواتهم جميعاً.... تلك تقول كلمة.... يكملها الآخر.... كلمات غير مترابطة.... لا شأن لها بما يحدث حولنا كلمات تلملمنا تصطنع لنا نهاراتنا على عتبات بيوت نصعدها درجةً....درجة, حكايةً.... حكاية..... لتنتهي بنا أخيرا على سطح من وهم....!!
كم كثيرة هي الأسئلة التي تودي بنا في الكآبة إذا ما نحن تركنا لها العنان... إلى حيث الطريق متشعبة لا نعلم إلى أين تؤدي.... كئيبة..... عتيقة.... معتمة.... تدثرها الرغبة في امتطاء المجهول....!! توقفنا على الحافة مع الواقع فواصل إعلانية من أشباه أحلام..... مشاريع أحلام قادمة من عقول استهلكها الألم.... استهلكتها خيبة الإخلاص.... الوفاء.... الوقوف بعيداً في حين تحاك في غيبتك حبكة الخيبة.... خيبة الإخلاص و الوفاء ذاتها.....!!
أشعر و كأني أقف على حافة نكبة... لا بل نكسة...
كنت أمشي على حبل معلق في أعلى خيمة سيرك... محاطةً بأضواء ترقبني.... تنظرني في ذهول... أتأرجح حاملةً عصىً تلخص كل تفاصيلي المضنية... تعينني على اجتياز ذاك الطريق بسخرية خالصة... فكيف يحصل أن تعينك عقباتك على اجتياز الحاضر لمستقبل يخبّئ لك عقبات أكبر.... لم يكن يعلم من هم حولي كم طويلة طريقي تلك... رغم أنها لم تتجاوز ثلاثة أمتار... كانت ثلاثة أحلام كاد يقف عند حافتها قلبي.... كاد يتوقف نبضاً.... يتوقف أملاً..... يتوقف حبّاً.....
يتوقفُ........!!
كنت قد حلمت دهراً في سنوات خمس.... كانت أختي الكبرى – لطولها – تضجر من سماعي أسردها.... و تظل تردد: "مازلتِ تسردين أفلامك؟!"
حلمت نعم... لم أكن أعلم أني على شظايا ابتسام كنت أقتات.... و إن خلتها ضحكاً مبهجاً.... على نصف فرحة كنت أسند ظهري المُثقل كلّ ليلة.... و قد بدت لي تلخّص كلّ فرح الدنيا.... حتى جاء ذاك الصباح الذي فتحت عينيّ فيه على جنازة أشيّع بها تلك الأحلام الورديّة..... لتبدأ بعدها سلسلة من كوابيس رمادية الملمس... خشنة اللّون و الأنفاس....!! لا أنكر أنّها كانت تزيدني قوة.... و تشد أزري كي أعتاد الوقوف على ذاك الحبل في أعلى تلك الخيمة دون أن أستند إلا على نفسي...!! ما كدت أصل خطّ النهاية حتّى ملأ تصفيق الحضور أذني..... صاخباً ترافقه الهتافات... لا أعلم السّاعة لماذا أسمعه ضئيلاً.. شحيحاً.... بعيداً.... حتى لكأن من حولي قد تلاشوا تماماً... أستيقظ و قدماي تقفان على الهواء.... و لا أستند إلا على نفسي كما علمتني تلك الخيببة ذاتها.... خيبة الإخلاص... خيبة الاوفاء.... لتصبح فيما بعد خيبة بكاء....!!
لم أكن قد كتبت يوماً بهذه الشراسة.... بهذه الرغبة الجامحة لتبديد البياض الذي يحرضني دائماً على السّكون و التنفس بعمق..... أتنفس الآن كلمات غادرتني زمناً.... انقطعت فيه عن نفسي.... لأجدني السّاعة تغزوني تلك الرغبة جامحةً على أن أنهي مداد قلمي.... و مداد البياض في دفاتري و فيما حولي.....!!
أشعر الآن بجوع شديد و مضنٍ لنومٍ كنوم المسنّين..... فقد كنت أسمع و أنا صغيرة بأن كبار السّنّ يفقدون القدرة على الحلم و هم نيام..... تهرم أحلامهم......
فتغادرهم..............!!
الآن فقط....-و لمّا أهرم - لم أعد أحلم............!!
عبلة الزغاميم..... الرّوح العطـ 2009 ــشى