مشاهدة النسخة كاملة : افتعال المناسبات عند الشعراء
احمد خلف
09-01-2012, 09:18 AM
افتعال المناسبات من قبل الشعراء
يذهب الشعراء إلى افتعال مناسبة وهمية لبعض قصائدهم وذلك لأغراض منها :
• تسهيل الدخول في الموضوع عبر المناسبة المفتعلة.
• الربط بين الموضوع الحقيقي والمناسبة المفتعلة.
وهذه المناسبات قد تحدث وقد يختلقها الشعراء وهذا الغالب
وإني أطرح هذا الموضوع بين يدي الفاضلات والفضلاء من الشعراء الأكارم(شعراء الواحة طبعا)
ليحدثونا-فضلاً لا أمراً-
عن مناسبات قصائدهم ....وحبذا لو كانوا أكثر شفافية فيخبرونا ...هل كانت مفتعلة أم ذات مناسبة.
ومن المناسبات التي يفتعلها الشعراء ويشركون المرأة بشكل رئيسي فيها
(لوم المرأة زوجها الشاعر)
وغالبا ما تكون مدخلا للفخر
قال الشاعر إسحاق بن إبراهيم :
وعاذلـة هـبـت بلـيـل تلومـنـي***ولم أجترم جرما فقلت لها مهلا
وقال الآخر :
هبت تلوم وليست ساعة اللاحي ***هلا انتظرت بهذا اللوم إصباحي
وقال كلثوم بن عمرو العتابي :
تلوم على ترك الغنى باهلية ***طوى الدهر عنها كل طرف وتالد
وقال عامر بن الطفيل :
تقول ابنة العمري مالك بعدما *** أراك صحيحا كالسليم المعذب
ومن هذا الباب يدخل الشاعر إلى الموضوع والأمثلة في هذا أكثر من أن تعدد .
ومن المناسبات المفتعلة
افتراض وجود ركب يُحملهم الشاعر الرسالة
قال الشاعر :
ألا أيها الركب المخبون هل لكم*** بسيد أهل الشام تحبوا وترجعوا
وقال الشاعر :
ألا أيها الركب المخبون هل لكم**** بأخت بني هند عُتيبة من عهد
وقالت ليلى بنت النضر :
يا راكبا إن الأثيل مظنة**** من صبح خامسة وأنت موفق
احمد حمود الغنام
09-01-2012, 09:45 AM
نافذة طريفة ولطيفة ، وهي تتعلق بالبوح وأسراره وأسبابه ، فمن يخوض في لجج التجرية وينقلها لنا مباشرة ؟
بارك الله لك أديبنا أحمد خلف
وتقبل عاطر تحيتي ،
احمد خلف
18-01-2012, 06:39 AM
أين أهل القرائح ممن يفتعلون المناسبات الشعرية
فيفتعلوا لنا رداً
نشعر بحلاوته
أشعر أن ذلك ليس بعزيز على أمثال جهابذة الواحة
وإني أشحذ الهمم........
فوا .........أهل الواحة
نادية بوغرارة
25-02-2012, 01:22 AM
شكرا للأخ أحمد خلف على هذا الموضوع ، الذي كما قال الأستاذ أحمد غنام
فيه بوح بالأسرار ، و التي يستطيع النقاد كشفها بقليل من التأمل في القصيدة ،
و لكن طبعا تبقى دائما أسرار القصيدة الأعمق طي كتمان الشاعر و قد لا يبوح بها أبدا .
======
و لأشارك في الموضوع ، سأخبركم شيئا من تجربتي :
في قصيدتي " أبتاه قد عبث المشيب براسي "
كان أول بيت يحمل شكوى من الشيب المعنوي من أثر الخطوب ، و كان هو المدخل للقصيدة ،
و الحقيقة أنني لم أفتعله ، بل جاء تلقائيا دون تخطيط مسبق ، و صدقا لا أعلم هل يمكن
إدراج البيت الأول في خانة المقدمات الشعرية أم لا ، و أترك الحكم لكم في ذلك .
أبَتَاهُ قَدْ عَبَثَ المَشيبُ بِرَاسِي
وَ خَبَا أَمَامَ الحادِثَاتِ مِرَاسِي
أَبَتَاهُ أَفتَقِدُ الفَضَائِلَ فِي الوَرَى
مِنْ دُونِها قَلْبُ الخَلائِقِ قَاسِ
كَانَتْ لأَوْصَالِ العُرُوبَةِ حِصْنَهَا
وَ لِصَرْحِهَا حِرْزًا مِنَ الإفْلاَسِ
=======
لا أعلم هل سبقني أحد من الشعراء ، لكنني أحبّ أن تكون مقدمة قصائدي نثرية ،
خاصة حين يكون الموضوع وجدانيا .
سطر أو سطر و نصف أكتبه ليبدأ القارئ أو المستمع القصيدة ، و هو يحمل خلفية
يربط كل الأبيات بها .
مثلما فعلت في " أنا لا أراك " و في " بوح على مشارف البعاد ".
أو تكون المقدمة صورة ملتقطة أو لوحة مرسومة كما في " دموع الرجال " و " طالت ليالي الفقد "
و من جهة أخرى ، في قصائد كثيرة لا أشعر أنني بحاجة لمقدمات ـ فأدخل إلى صلب الموضوع مباشرة ،
إذ يكون العنوان هو المقدمة ، كما في قصيدتي " فتية آمنوا بربهم " و " قرآننا "
و " في القلب درعا " و غيرها ...
و بعد موضوعك هذا يا أخي أحمد ، بتُّ أفكر أن أكتب مقدمة مفتعلة كالتي أوردتها في أمثلتك ،
و أشعر أن المحاولة لن تخلو من متعة ، فإن استطعت شيئا ، ستراني هنا من جديد إن شاء الله .
شكرا لك و دامت جهودك في واحتك .
:os:
احمد خلف
29-02-2012, 01:39 PM
شكرا للأخ أحمد خلف على هذا الموضوع ، الذي كما قال الأستاذ أحمد غنام
فيه بوح بالأسرار ، و التي يستطيع النقاد كشفها بقليل من التأمل في القصيدة ،
و لكن طبعا تبقى دائما أسرار القصيدة الأعمق طي كتمان الشاعر و قد لا يبوح بها أبدا .
======
و لأشارك في الموضوع ، سأخبركم شيئا من تجربتي :
في قصيدتي " أبتاه قد عبث المشيب براسي "
كان أول بيت يحمل شكوى من الشيب المعنوي من أثر الخطوب ، و كان هو المدخل للقصيدة ،
و الحقيقة أنني لم أفتعله ، بل جاء تلقائيا دون تخطيط مسبق ، و صدقا لا أعلم هل يمكن
إدراج البيت الأول في خانة المقدمات الشعرية أم لا ، و أترك الحكم لكم في ذلك .
أبَتَاهُ قَدْ عَبَثَ المَشيبُ بِرَاسِي
وَ خَبَا أَمَامَ الحادِثَاتِ مِرَاسِي
أَبَتَاهُ أَفتَقِدُ الفَضَائِلَ فِي الوَرَى
مِنْ دُونِها قَلْبُ الخَلائِقِ قَاسِ
كَانَتْ لأَوْصَالِ العُرُوبَةِ حِصْنَهَا
وَ لِصَرْحِهَا حِرْزًا مِنَ الإفْلاَسِ
=======
لا أعلم هل سبقني أحد من الشعراء ، لكنني أحبّ أن تكون مقدمة قصائدي نثرية ،
خاصة حين يكون الموضوع وجدانيا .
سطر أو سطر و نصف أكتبه ليبدأ القارئ أو المستمع القصيدة ، و هو يحمل خلفية
يربط كل الأبيات بها .
مثلما فعلت في " أنا لا أراك " و في " بوح على مشارف البعاد ".
أو تكون المقدمة صورة ملتقطة أو لوحة مرسومة كما في " دموع الرجال " و " طالت ليالي الفقد "
و من جهة أخرى ، في قصائد كثيرة لا أشعر أنني بحاجة لمقدمات ـ فأدخل إلى صلب الموضوع مباشرة ،
إذ يكون العنوان هو المقدمة ، كما في قصيدتي " فتية آمنوا بربهم " و " قرآننا "
و " في القلب درعا " و غيرها ...
و بعد موضوعك هذا يا أخي أحمد ، بتُّ أفكر أن أكتب مقدمة مفتعلة كالتي أوردتها في أمثلتك ،
و أشعر أن المحاولة لن تخلو من متعة ، فإن استطعت شيئا ، ستراني هنا من جديد إن شاء الله .
شكرا لك و دامت جهودك في واحتك .
:os:
معلومات طيبة
تخدم الموضوع
وتصب في صلبه
ونحن بانتظار تلك المقدمة المفتعلة على حد قولك
لك الشكر .فاضلتي
ربيحة الرفاعي
01-01-2013, 08:32 AM
يفتعل المناسبة من الشعراء من يداعب ذائقته لحن لا يجد له ما يقوله فيه، وهذا باعتقادي ليس بما يمكن اعتباره ظاهرة في دنيا الشعر الذي هو في أحلى مراتبه ترجمة لشعور وهطول بيان مموسق جله عفوي حتى وإن اشتغل عليه الشاعر بعد ذلك قليلا لترصيعه بلآلئ البديع وزركشته بما يزيده جمالا، وكثير من الشعراء لا يحتاج حتى لذلك إلا فيما ندر
جميل طرح هذا الأمر للحديث
وليت الأفاضل من شعرائنا يثرونه بما لديهم فيه
دمت بألق أديبنا
تحاياي
مازن لبابيدي
01-01-2013, 04:50 PM
اسمح لي أولا أخي الحبيب أحمد أن أقف قليلا عند كلمة الافتعال مشرحا لها وفارزا منها أكثر من نوع :
- فربما كان الافتعال كاملا من مخيلة الشاعر - ولا مانع من إضافة القاص والناثر - لحدث ما يعبر من خلاله عن حالة وجدانية أو معنوية مجسدا ذلك في قالب أدبي يراه مقبولا ، وهو يدخل بذلك في باب الواقع الممكن . وربما كان من هذا قصيدتي "نعم الأصهار" ومطلعها :
ألفيت نفسي في عكاظ أسير = وبجانبي كعب وذاك جرير
ورأيت كوكبة من الشعرا بهم = خطب لعمرك في القرض خطير
وجعلت ذلك مدخلا لمدح أصهاري في تلك القصيدة .
- وربما كان الافتعال مبالغة واستكمالا لحدث ما لغاية ملاءمته للصياغة الأدبية أو الشعرية ، وفي المبالغة بلاغة ، فمن مثلا لا تلومه زوجه في يوم ما ، ومن لا يمر بركب أو مسافر ، وإنما يوظف الشاعر هذا الحدث البسيط أو يستدعيه من ذاكرته ليصوغه في قالب شعري أو نثري مؤثر ، وإن أحببت اقرأ قصتي "الساحرة" ، وكذلك "لأن لي قلبا" .
- وربما كان الافتعال من باب اسقاط حدث على حدث آخر غيره تجنبا لذكر الحدث الأصلي إن كان فيه حرج للشاعر أو من يعنيه ، ومن هذا الباب قصيدتي "هذا فراق" وإن كنت لم أذكر فيها الحدث صراحة ، ومطلعها :
صلتني صروف الدهر ما لا أطيق = ومحصني من كل صرف حريق
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أحمد لموضوعك الجميل الممتع المفيد .
وتحيتي لك
احمد خلف
02-01-2013, 12:45 PM
اسمح لي أولا أخي الحبيب أحمد أن أقف قليلا عند كلمة الافتعال مشرحا لها وفارزا منها أكثر من نوع :
- فربما كان الافتعال كاملا من مخيلة الشاعر - ولا مانع من إضافة القاص والناثر - لحدث ما يعبر من خلاله عن حالة وجدانية أو معنوية مجسدا ذلك في قالب أدبي يراه مقبولا ، وهو يدخل بذلك في باب الواقع الممكن . وربما كان من هذا قصيدتي "نعم الأصهار" ومطلعها :
ألفيت نفسي في عكاظ أسير = وبجانبي كعب وذاك جرير
ورأيت كوكبة من الشعرا بهم = خطب لعمرك في القرض خطير
وجعلت ذلك مدخلا لمدح أصهاري في تلك القصيدة .
- وربما كان الافتعال مبالغة واستكمالا لحدث ما لغاية ملاءمته للصياغة الأدبية أو الشعرية ، وفي المبالغة بلاغة ، فمن مثلا لا تلومه زوجه في يوم ما ، ومن لا يمر بركب أو مسافر ، وإنما يوظف الشاعر هذا الحدث البسيط أو يستدعيه من ذاكرته ليصوغه في قالب شعري أو نثري مؤثر ، وإن أحببت اقرأ قصتي "الساحرة" ، وكذلك "لأن لي قلبا" .
- وربما كان الافتعال من باب اسقاط حدث على حدث آخر غيره تجنبا لذكر الحدث الأصلي إن كان فيه حرج للشاعر أو من يعنيه ، ومن هذا الباب قصيدتي "هذا فراق" وإن كنت لم أذكر فيها الحدث صراحة ، ومطلعها :
صلتني صروف الدهر ما لا أطيق = ومحصني من كل صرف حريق
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أحمد لموضوعك الجميل الممتع المفيد .
وتحيتي لك
تشكر بداية للمشاركة
وموضوع أصهارك موضوع جديد ....على حد علمي المتواضع...
لم أقرأ لشاعر سبقك في هذل المضمار
زدنا مما لديك زدنا...نحن بشوق لذلك
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir