تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق الـــــعرب في ... الــــــجاهلية ..!!



مازن لبابيدي
10-01-2012, 08:20 AM
عندما أنعم الله على العرب ببزوغ الإسلام على العالم من بين ظهرانيهم ، صقلت به معادنهم ونقيت به جواهرهم فاستوعب الحميد من أخلاقهم وأقرها ومج القبيح منها واستبدلها بالحسن ، وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (الموطأ)
وأمام ما نجد في عصرنا من تفشي الرذيلة والفحش والظلم والطغيان والأثرة والشح والخسة والهوان ، فلا يرتدع فاسق بزجر ولا يتعظ عاص بنصح على الرغم من انتشار العلم وتوفره وتيسره لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فقد أحببت أن أفتح هذه النافذة للتذكير بما كان للعرب من محامد وأخلاق وشيم وطباع في جاهليتهم نفتقدها عند الكثيرين في زماننا الذي تجاوز فيه عدد المسلمين المليار وخمسمئة ألف مليون .
تفضلوا إخوتي الكرام بوضع مساهماتكم هنا من الشعر والأدب والأخبار والسير والشخصيات عن ( أخلاق العرب في الجاهلية ) .
وأتمنى على كل مشارك أن يصدر مشاركته بعنوان أو اسم يدل على الخلق أو الأخلاق التي تدل عليها المشاركة ، وحبذا التفصيل في المناسبات لتتم الموعظة والعبرة .

وهذا شكر مقدما لكل مشارك ولكل قارئ ومعقب ومعلق .

مازن لبابيدي
10-01-2012, 09:06 AM
غض البصر والتعفف والوفاء

ربما كان قول عنترة بن شداد أشهر الأمثلة الجاهلية على مكارم الأخلاق في واحد من أسماها وأنبلها ، وهذا هو البيت الخالد ما دامت العربية :


وأغض طرفي إن بدت لي جارتي = حتى يواري جارتي مأواها

وهو بيت من إحدى قصائده ، وانظروا للمعنى الإيماني في مطلعها :


يا عبل أين من المنية مهربي = إن كان ربي في السماء قضاها

وفيها :


ما استمت أنثى نفسها في موطن = حتى أوفي مهرها مولاها
ولما رزأت أخا حفاظ سلعة = إلا له عندي بها مثلاها
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي = حتى يواري جارتي مأواها
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد = لا أتبع النفس اللجوج هواها

آمال المصري
10-01-2012, 04:02 PM
المروءة والنجدة :

كانوا يتمادحون بالموت قتلاً، ويتهاجون بالموت على الفراش قال أحدهم لما بلغه قتل أخيه: إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه، إنا والله لا نموت حتفًا، ولكن قطعًا بأطراف الرماح، وموتًا تحت ظلال السيوف:
وما مات منا سيد حتف أنفه .. ولا طُلّ منا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظباة نفوسنا .. وليست على غير الظباة تسيل

وكان العرب لا يقدمون شيئا على العز وصيانة العرض، وحماية الحريم، واسترخصوا في سبيل ذلك نفوسهم قال عنترة :
بَكَرَت تخوفني الحُتوف كأنني .. أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتها إن المنية منهل .. لا بد أن أُسْقى بكأس المنهلِ
فأقني حياءك لا أبا لك واعلمي .. أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

وقال عنترة:
لا تسقني ماء الحياة بذلة .. بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم .. وجهنم بالعز أطيب منزل

شكرا لك د. مازن فتح تلك النافذة الغنية لنستفيد جميعا فما أحوجنا لها في زمن ندرت فيه الصفات الحميدة والخصال الطيبة
بوركت

احمد خلف
10-01-2012, 05:29 PM
كل الشكر لأبي عبد الرحمن...على هذه اللفتة للطبائع الحميدة التي وجدت في الجاهلية
وبالمقابل هنك الكثير والكثير الذي يندى له جبين البشرية من الشرور والآثام ...كما أسلفت
وحسبنا منها الجانب المشرق فعلى البركة ينطلق المسير

صفاء الزرقان
11-01-2012, 12:50 AM
الكرم من اهم اخلاق العرب فكان حاتم الطائي

وما يزال مثلاً للكرم و الجود و السخاء

قال حاتم الطائي :
اني لعبد الضيف مادام ثاوياً ......وما فيّ الا تلك من شيمة العبد

قال عروة :
فراشي فراش الضيف والبيت بيته .....ولم يلهـــــني عنه غزال مقنع
احدثه ان الحديــــــث مـــــن القرى...... وتعلم نفسي انه سوف يهجع


قالت الخنساء :
وان صخرا لكافينا وسيدنا...... وان صخرا اذا نشتو لنحار

شكراً دكتور مازن على هذه الصفحة القيمة
تحيتي و تقديري

ربيحة الرفاعي
16-01-2012, 09:05 PM
الكرم

كان العرب في الجاهلية أهل كرم وطيب محتد، يطعموم الطعام ويقرون الضياف
يقول عمرو بن الأهتم مستحثا زوجه لإعداد الطعام لطارق أتاهم ليلا :
ذريني فإن البخلَ يا أمَ هيثم *** لصالح أخلاق الرجال شروق
ذريني وحطي في هواي فإنني *** على الحسب الزاكي الرفيع شفيق
ومستنبحٍ بعد الهدوء دعوته *** وقد حل من نجم الشتاء خفوق

فقالت له:أهلاً وسهلاً بالضيوف ومرحباً *** فهذا صبوح راهن وصديق
وكل كريم يتقي الذم بالقرى *** وللخير بين الصالحين طريق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها *** ولكن أخلاق الرجال تضيق

مازن لبابيدي
17-01-2012, 06:58 PM
إكرام الضيف ، وحق الجار ، والشجاعة والفروسية


يقول الأعشى (ميمون بن قيس) :



إنّ الأعَزَّ أبانا كان قال لنا = أوصيكمُ بثلاثٍ إنني تَلِفُ
الضَّيفُ أوصيكمُ بالضيفِ إنَّ لَهُ = حقًا عَليَّ فأعطيه وأَعترفُ
والجارُ أوصيكمُ بالجارِ إنَّ له = يومًا مِنَ الدّهرِ يَثنيهِ فينصرف ُ
وقاتلوا القومَ إنَّ القتلَ مَكرُمةٌ = إذا تلوى بكف المُعْصِمِ العُرُفُ

نادية بوغرارة
18-01-2012, 12:09 AM
أشكر الدكتور مازن على هذا النافذة الجديدة المفيدة .

إن أول من خطر ببالي و أنا أقرأ الموضوع هو شيبة الحمد ، جد الرسول صلى الله عليه و سلم، و الذي كلما بحثت في كتب السيرة

وجدت له ذكرا في مقدماتها عند التطرق لنسب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، في إشارة إلى أخلاقه المتفردة .

أنقل لكم بعض ما وجدت على الشبكة ، بتصرف .





قيل إن عبد المطلب أول من خضب بالوسمة أي السواد، لأنَّ الشّيب أسرع إليه وكان إذا دخل شهر رمضان صعد حراء

وأطعم المساكين جميع الشهر، وكان صعوده للتخلي عن الناس يتفكر في جلال الله وعظمته.

ويؤثر عن عبد المطلب سنن جاء القرآن وجاءت السنّة بها، منها الوفاء بالنذر، والمنع من نكاح المحارم،

وقطع يد السارق، والنهي عن قتل الموءودة، وتحريم الخمر والزنا والحد عليه، وألا يطوف بالبيت عُريان،

وتعظيم الأشهر الحرم. وهو أول من سنَّ دية النفس مائة من الإبل فجرت في قريش، ثم نشأت في العرب وأقرَّها رسول الله.

وكان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثّهم على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن دنيّات الأُمور.

كان كثير الكرم، حيث إنّه قد لُقّب بالفيّاض مُطعم الوحش والطير،

ولشدّة كرمه أطلقت عليه العرب إبراهيمَ الثاني، وكذلك للخصال الحميدة التي تجمّعن فيه.

كان نديمه في الجاهلية حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف والد أبي سفيان،

و كان في جوار عبد المطلب يهودي فأغلظ ذلك اليهودي القول على حرب في سوق من أسواق تهامة فأغرى عليه حرب مَن قتله،

فلما علم عبد المطلب بذلك ترك منادمة حرب، ولم يفارقه حتى أخذ منه مائة ناقة دفعها لابن عم اليهودي حفظا لجواره،

ثم نادم عبد الله بن جُدعان التيمي.

نداء غريب صبري
18-02-2013, 09:37 PM
موضوع رائع أخي

اسمح لي بالمشاركة

يروى أن رجالا جاؤوا عمر بن الخطاب يمسكون بشاب ويقولون :
القصاص يا أمير المؤمنين، نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا
قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلته؟
قال الرجل : إني راعى ابل وأعز جمالي أكل شجره من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات فامسكت نفس الحجر وضربته به فمات
قال عمر بن الخطاب : إذا سأقيم عليك الحد
قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي
فقال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال هذا الرجل
فقال عمر بن الخطاب : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل
فقال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين
فقال عمر بن الخطاب : إنك لا تعرفه وأن هرب أقمت عليك الحد
فقال أبو ذر أنا أضمنه يا أمير المؤمنين
ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقله على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد
فاستغرب عمر بن الخطاب وقال : ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟؟
فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فتأثر أولاد القتيل
فقالوا لقد عفونا عنه
فقال عمر بن الخطاب : لماذا ؟
فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس

مازن لبابيدي
19-02-2013, 02:12 PM
جزاك الله خيرا أختي الشاعرة نادية بوغرارة

جزاك الله خيرا أختي الشاعرة نداء صبري

مشاركات طيبة .

أختي نداء ما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم له إشكاليتان ،
الأولى أنه لم يعد من أخلاق الجاهلية الصرفة ، وإن كانت القصة التي سقتها تتماشى مع تلك الأخلاق .
الثانية ، ضرورة التوثيق ، فعمل الصحابة رضي الله عنهم وأقوالهم تختلف عن غيرها ، ولا يمكننا الأخذ بها دون توثيقها .

بارك الله فيك ولا حرمنا إشراقتك في سمائنا

ناديه محمد الجابي
18-05-2023, 10:16 PM
ومن طالع العرب في عهد جاهليتهم، عرف أنهم كانوا يأبون الضيم في حماسة وصلابة،
ويعدُّونه في أول ما يفتخرون به من مكارم الأخلاق، وقد أخذ هذا الخُلُق في أشعارهم ومفاخراتهم
مكانًا واسعًا، فنبهوا على أنَّ احتمال الضيم عجز، والعاجز لا يُرجَى لدفع مُلمَّة، ولا للنهوض بمهمة.
قال المتلمس:
ولا تقْبَلنْ ضيمًا مخافةَ مِيتةٍ *** وموتَنْ بها حرًّا وجِلدُك أمْلَسُ

وضربوا لاحتمال الضيم أبشع الأمثال، وأشدها تنفيرا منه، فقال المتلمس أيضا:
ولا يُقيم على ضيمٍ يُراد به *** إلَّا الأذلانِ عَيْرُ الحيِّ والوَتَدُ
هذا على الخَسْفِ مربوطٌ برُمَّتِه *** وذا يُشَجُّ فلا يَرثِي له أحدُ

ونبهوا على أن حرية النفس والإقامة على ضيم لا يجتمعان أبداً، فقال الشنفرى:
ولكنَّ نفسًا حرَّةً لا تُقيمُ بي *** على الضَّيْمِ إلا رَيْثما أتحوَّلُ

شكرا لك د. مازن على موضوعك الرائع
سلمت وبارك الله فيك.
:v1::nj::0014:

أسيل أحمد
22-05-2023, 12:13 PM
أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الفخر


يقول زهير بن أبي سلمى ( الفخر بالجرأة ) :

ومن لم يذُد عن حوضه بسلاحه * يُهدّم ومن لا يظلم الناس يُظلم

يقول السموأل بن عاديا ( الفخر بالكرم ) :

وما أخمدت نار لنا دون طارق * ولا ذمنا في النازلين نزيل

يقول السموأل ( الفخر بالوفاء ) :

وفيتُ بأدرع الكندي ، إني * إذا ما خان أقوام وفيتُ