المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بكائية أمام قبر الناصر صلاح الدين



ناصر ثابت
17-09-2004, 01:58 AM
"زرتُ دمشق قبل عشرة أعوام، ودخلتُ على الجادة التي دُفن فيها هذا القائدُ العظيم في المسجد الأموي، فكانت اللحظة التاريخية التي لا انساها ما حييتُ.. وكانت هذه القصيدة مجسدة لهذه اللحظة.. ولو بعد حين"



بكائية أمام قبر الناصر صلاح الدين

لقبركَ في الليلِ يا سيدي=ضياءٌ من الأملِ السَّرمدي
أطالعُ في سِحرِ أحجارِه=صحائفَ تاريخكَ الأمجدِ
لمستُ الحجارةَ بعدَ ارتعاشٍ=فغنتْ حُبيباتُها في يدي
وقفتُ أمامَكَ في رهبةٍ=كأني أحدِّقُ في الفرقدِ
بكيتُ، وأنت تمسِّدُ شَعري=وتمسحُ قلبيَ بالبَرَدِ

***

يتيه المكانُ الذي أنتَ فيهِ=كانك نهرٌ من العَسْجدِ
وتحملُ بعضُ الحمائمِ فخراً=بريقَكَ في ريشِها الأسودِ
كأنكَ حينَ تُقامُ الصلاةُ=تؤم المصلينَ في المسجدِ
ألستَ الذي أدّبَ الغاصبينَ=ألستَ الذي هزمَ المعتدي
فحطين تشهدُ أنك نورٌ=ورمز السيادةِ والسُّؤددِ
وإيلياءُ لا زالَ فيها انتصارُكَ=يمسحُ وجهَ الترابِ الندي

***

أتيتكَ من أمتي متعباً=فمن أين يا سيدي أبتدي
أتيتكَ والحزنُ يحرقُ قلبي=ويقتاتُ.. يقتاتُ من كبدي
هُزمنا مِراراً فلسنا نبالي=كما يسكن الموتُ في الجسدِ
تملكنا العهرُ روحاً وفكراً=فصارَ له الأمرُ كالسَّيدِ
وصرنا نقدِّسُ حكامَنا=ونركعُ للقائدِ الأوحدِ
جنحنا إلى السَّلمِ والمعتدون=سيوفهمُ بعدُ لم تُغمَدِ
فمن يعشقُ النومَ يبقى بليداً=ومن ضلَّ بالسلم لا يهتدي
تركتَ لنا سيرةَ الفاتحينَ=وبأسَ المقاتلِ والأسدِ
فما كان منا سوى أن نضيعَ=ويبلعَنا الدهرُ كالزَّبَدِ
فليتك تظهرُ فينا وتبقى=تقودُ الجيوشَ إلى الأبدِ

***

أتيتك والقدسُ في الأسر تبكي=وصهيونُ قد دمروا بلدي
تخطيتُ كلَّ الحدودِ البغايا=ووجهكَ يضحكُ في خَلدي
كأني وأنتَ الأبيُّ العظيمُ=مع الإنتصارِ على موعدِ

عبد الوهاب القطب
17-09-2004, 06:02 AM
أتيتـكَ مـن أمتـي متعبـاً=فمن أين يا سيـدي أبتـدي
أتيتكَ والحزنُ يحرقُ قلبـي=ويقتاتُ.. يقتاتُ مـن كبـدي


لله كم حركتني في هذين البيتين يا ناصر

هذه برأيي قمة القصيدة..

تحياتي لشاعرية فذة

ودمت لنا شاعرا اعشق شعره.

تحياتي وحبي وحزني

المخلص

عبدالوهاب القطب

د.جمال مرسي
17-09-2004, 06:17 AM
أما أنا فقد حركتني القصيدة كلها
و أعجبني كل بيت فيها
و لذلك عجزت عن اختيار ابيات بعينها
قرأتها غير ذي مرة
و هنا أعجب بها من جديد
احسنت أخى ناصر معنى و مبنى
بارك الله بك و بقلمك النابض
تحياتي
أخوكم د. جمال مرسي

ناصر ثابت
17-09-2004, 02:24 PM
أخي العزيز عبدالوهاب،
أشكر لك مرورك الكريم وتعليقك الجميل..
كل التحية لك

شكرا
ناصر

ناصر ثابت
17-09-2004, 02:27 PM
أستاذنا الشاعر د.جمال،
سعيد بهذه الطلة البهية والكلمات النقية من شاعر متميز، يزورني فيمنحني من طلته وكلماته ما تمنح الشمس للأرض وما يمنح المطر للزرع..

أخي العزيز بكل صدق أقولها هذا بعض مما عندكم..

ناصر

ناصر ثابت
17-09-2004, 02:36 PM
أهلا وسهلا بشاعر القدس والمقاومة الأخ رمضان عمر،
أظنك تعني من تركك لعنوان موقعك فقط أنني إن نقرت على الرابط فسأجد ما يسرني.. وهذا ما حدث :v1:

لكن رأيك في قصيدتي يهمني وأنت الناقد المتميز D:
هلا أتحفتنا به وأكون لك من الشاكرين، مع الاعتذار سلفا عن الوقت الذي ستضيعه في قراءتها :011:

ألف تحية للأخوة المرابطين في فلسطين
ألف تحية لك أيها الأخ العزيز

ناصر

إسماعيل صباح
17-09-2004, 09:33 PM
اخي الحبيب ناصر ما احوجنا لمن يرفع معنوياتنا مثلك، سنكون مع النصر على موعد ما دام في الأمة من يحمل همومها من امثالك ، أملنا في الله عظيم ان تحرر القدس ويتحقق وعد الرسول بمقاتلة يهود والإنتصار عليهم،اما صلاح الدين فلو قام بيننا اليوم لقتلناه وقلنا انه ارهابي ، ولخجل من الوضع العربي المهين.

ناصر ثابت
18-09-2004, 08:03 AM
اخي الحبيب ناصر ما احوجنا لمن يرفع معنوياتنا مثلك، سنكون مع النصر على موعد ما دام في الأمة من يحمل همومها من امثالك ، أملنا في الله عظيم ان تحرر القدس ويتحقق وعد الرسول بمقاتلة يهود والإنتصار عليهم،اما صلاح الدين فلو قام بيننا اليوم لقتلناه وقلنا انه ارهابي ، ولخجل من الوضع العربي المهين.

أستاذنا الكريم الدعيكي...
والله أيها الحبيب إننا في فترة من التاريخ لا نُحسد عليها.. نحن مهزومون من أعماقنا ولا نعرف طعم النصر.. فكأن الحديث عن الناصر صلاح الدين رضي الله عنه يشكل استرجاعا لتلك الأيام العظيمة التي حققنا فيها انتصاراتٍ عدة والتي لا يمكن لنا إلا أن نفتخر بها..

لا يجب أن ننسى أن صلاح الدين وحّد الأمة واستنهض الهمم قبل أن يستطيع أن يصنع النصر..

معك حق.. فلا مكان لصلاح الدين عندنا لأننا نعرف كيف نخسره.. لكننا لا يجب أن نيأس من رحمة الله.. سيأتي اليوم الذين ننتصر فيه...

أشكرك أخي على هذا التعليق الجميل..
ناصر

عبد الوهاب القطب
20-09-2004, 08:24 AM
اخي الحبيب الشاعر الجميل

ناصر

اكرر اعجابي الشديد برائعتك سيدي..

كنت اردت ان اسألك عن سبب زيارتك لدمشق

فنسيت. هلا اخبرتنا عنها وهلا وصفت لنا قبر هذا البطل العظيم؟

ولك الشكر الجزيل.

المخلص

ابو يوسف

د. سمير العمري
22-09-2004, 12:16 AM
أخي الكريم ناصر:

جميلة!

لعلنا بحاجة دائمة أن نستذكر العظماء والشرفاء في تاريخ أمتنا الإسلامية كي يكونا القدوة والنبراس لا هؤلاء الأنجاس أو راقصي الحفلات الماجنة وراقصات الوسط والأرداف. .... عذراً :009:

ليتك التزمت أخي عروضاً واحداً فو الأجمل والأكمل.


تحياتي وتقديري
:os:

ناصر ثابت
28-09-2004, 08:46 PM
الأساتذة الأعزاء.. عبد الوهاب وسمير،
لا أعرف كيف أشكركما على هذا التشجيع الكريم منكما لي.. مع الاعتذار الشديد لتأخري في الرد..
أخي عبد الوهاب.. كل التحية لك..
وللإجابة على سؤالك أقول إنني زرتُ دمشق طلبا للعلم بعد أن أنهيت شهادة الدراسة الثانوية العامة.. ولكنني لم أوفق في الحصول على القبول المطلوب .. للأسف لأسباب سياسية تأثر بها معظم الطلبة في ذلك العام.. والأعوام التي تليه.. قصة تطول لا داعي لذكرها هنا....

المسجد الأموي أخي العزيز موجود في نهاية سوق الحميدية العريق.. فكنا نتمشى في هذا السوق ونصل المسجد الأموي طلبا للراحة والصلاة..
المكان عريق جدا وجميل.. وقبر الناصر صلاح الدين موجود هناك.. لكنه متروك ومنسي.. لا تجد من يزوره طلبا للقدوة إلا ما ندر... أعتذر لك.. لكنها الحقيقة...

بشكل عام.. أستطيع أن أجزم أن السوريين (أو الجهات المختصة عندهم) لا يهتمون بالأماكن التاريخية العريقة التي منحها الله لبلدهم كما يجب... للأسف الشديد.. وهذه قصة تطول أيضا لا داعي لذكرها الآن.. وهنا..

الدكتور سمير، تحية خاصة لك أيضا... وشكرا على تعليقك الكريم على القصيدة..
أستاذي أستطيع أن أورد لك الكثير من الأمثلة من الشعر العربي التي لم تلتزم عروضاً واحدةً في بحر المتقارب.. وفي قصائد عريقة مثل "أخي جاوز الظالمون المدى" و "إرادة الحياة" و "الشهيد" وغيرها
فإن قيد الإنسان نفسه بقيودِ ليس لها داعٍ.. أدى ذلك إى التصنع والتكلف.. أعتقد أن الشعر حرية قبل أن يكون قيدا.. لذلك أحب عندما أكتب أن أقيد نفسي فقط بما يجعلني أحافظ على اللغة والوزن السليمين.. وأستخدم الرخص ما أمكن.. حتى أتفرغ للمعنى وللعواطف والشعور..

أشكرك على كل حال..
وألف تحية لكما أيها الشاعران المجيدان..

تلميذكم
ناصر ثابت