إبراهيم عبد الله
12-01-2012, 08:05 PM
غار نجم أبي
قصيدة إلى أبي الذي فقدته فجر الجمعة 30 - 12- 2001 .
أسْلَمَ الدَّوْحُ نَفَسَهُ
وَالغُرْبَةُ تَلَاشَتْ،
فيِ السَّمَاءِ وَفْدُ العَطَاءِ
وَفيِ الأَرْضِ عِطْرُ الثَّنَاءِ.
/
الذِّكْرُ يَطْويِ الْمَسَافَاتِ
انْكَسَرَ الْجِسْرُ
وَبِالآيَاتِ يُرْتَقُ الفَتْقُ،
ذَهَبَ الْخِلاَّنُ
وَالأَرْضُ تَبَدَّلَتْ
أَيْنَ الْمَنُونُ؟
أَيْنَ مُزيِلُ الْعَقَبَاتِ؟
/
كِيَانيِ يَتَشَظَّى
وَالدَّمْعُ يَهُدُّ الجَسَدَ العَليِلَ
غَارَ نَجْمُ أَبيِ
والأغْصانُ توَهَّجَتْ
وَهَذاَ الغُرُوبُ يُنْذِرُ لَيْليَ الطَّويِلَ.
/
الأَغْصَانُ مِنْ لَظَى الفِرَاقِ تَتَمَزَّعُ
الْيُتْمُ يَزْحَفُ عَلَى الْهَامَاتِ الْمُشْتَعِلَةِ،
غَابَ الظِّلُّ الوَارِفُ
غَابَ العِتَابُ الْجَميِلُ.
/
تَنْهَارُ الذِّكْرَايَاتُ كَصَرْحٍ جَارِفٍ
الْمَحَطَّاتُ الكُبْرىَ تُضَاءُ بِالوِجْهِ الوَسيِمِ
البَسْمَةُ الوَقُورُ لُغْزُ السَنَاءِ
هَذاَ الجِدُّ يَشْغَلُ الْمَكَانَ،
فيِ اليُمْنىَ الكِتَابُ
وَفيِ اليُسْرىَ صَحَائِفُ الْحَيَاةِ.
/
أَتَى الرَّدَى يَهُزُّ الْمَكَانَ
وَالقَوْمُ يُعَطِّرُونَ الفَضَاءَ،
أَبيِ كَعْبَةُ العُشَّاقِ
أَبيِ زَهْرَةُ القُلُوبِ
أَبيِ حُزْنٌ فيِ عَيْنِ الزَّمَانِ.
/
تُوَدِّعُ المْدِينَةُ رُوحَهَا
وَالْمَسْجِدُ الأَعْظَمُ تَيَتَّمَ،
غَاضَتِ البَسْمَةُ فيِ الأَسْوَاقِ
وَالطُّرُقاَتُ تَلْفَحُهَا الكَآبَةُ،
ذَهَبَ الكِبْريِتُ الأَحْمَرُ
ذَهَبَ الذَّاكِرُ الأَكْبَرُ.
/
هَدَأَتْ صَيْحَةُ الْحُبِّ
وَالْمُغَاضِبُ تَوَارَى فيِ طَيَّاتِ الزَّمَنِ،
لاَ نَظْرَةَ عِتَابٍ بَعْدَ اليَوْمِ
لاَ دُعَاءَ يُؤْنِسُنيِ
نَمْ أَبيِ فيِ نُزْلِكَ !
فَدُعَائيِ يُلاَحِقُكَ إِلَى الأَبَدِ.
/
نِصْفُ قَرْنٍ مِلْءُ عَيْنٍ
نِصْفُ قَرْنٍِ مِلْءُ سََمْعٍ
نِصُفُ قَرْنٍ وَالكُهُولَةُ لاَ تَكْبُرُ
نِصْفُ قَرْنٍ وَالدَّهُرُ فيِ سُكُونٍ
نِصْفُ قَرْنٍ وَالظِّلُّ يَسْتَقيِمُ عَلَى خَفَرٍ
ذَهَبْتَ أَبِي دُونَ قُبْلَةِ وَدَاعٍ
ذَهَبْتَ دُونَ وَصَاةِ وُدٍّ
ذَهَبْتَ فَرْدًا
ذَهَبْتَ عَلَى مَطَايَا الأَحْلاَمِ.
/
فيِ دَاخِليِ عاَلَمٌ تَهَاوَى
صَرْحٌ تَهَدَّمَ
تَعَرَّتِ الأَغْصَانُ،
رَأْسُ البَلاَيَا العُجْبُ
وَالخَطَايَا حِجَابٌ،
النَّفْسُ جَوْعَى
وَالْمنَايَا سِهَامٌ.
/
النُّكَتُ السَّوْدَاءُ تَقْضِمُ البَيَاضَ
بِالغَفْرِ أُطَارِدُ الغَسَقَ
تَتَشَابَكُ الْمُدْلَهِمَّاتُ
بِالصَّبْرِ تَنْحَلُّ الْعُقَدُ.
/
طُوِيَ السِّجِّلُ يَا أَبيِ
الأَحْدَاثُ الغَابِرَةُ دُرَّةٌ فيِ عَيْنِ الأَحْفَادِ،
كَدْحٌ فيِ الدُّنَا
وَالنُّورُ بَيْنَ يَدَيْكَ
لِسَانُكَ سِرَاجُ الْمُريِديِنَ
مُتْ عَلَى الْهُدىَ !
فَذِكْرَكَ عِبْقُ الصَّالِحِينَ.
/
يَرْوىِ النَّهْرُ الدَّوْحَ
وَفيِ حِضْنِ القَرَاحِ أَزْهَرَتِ الفَسَائِلُ،
أَسَيِّدَةَ الرِّجَالِ
صَبْراً !
فَلَنْ يَخْذُلَكِ الفُرْسَانُ.
/
ضَاقَ بِالغُرْبَةِ الفَضَاءُ
كَيْفَ تُصْبِحُ الوَحْشَةُ أُنْسًا؟
كَيْفَ تَأْنَسُ الرُّوحُ بِالقَفَصِ؟
وَهَذَا الْجَفَاءُ الْحَانيِ
أَنَذيِرُ الْفِرَاقِ؟
أَمْ عُدَّةُ الْمُصَابِ؟
سَلَّمَ عَلَيْكَ الْوَتَدُ يَا أَبِي
سَلَّمَ بِنُبُوءَةِ الوَدَاعِ
مَا زَلَّ لِسَانُ قَدَرٍ
اُخْرُجْ أَبيِ إِلىَ سَعَةٍ
اُخْرُجْ إِلَى أُنْسِ الرَّحْمَانِ.
.
/
هَاتِفُ يَهْتِفُ بِي
قُمْ لِلصَّلاَةِ !
الفَجْرُ بَعيِدٌ
وَأَبيِ فيِ غَفْلَةٍ عَنِّي يَحْتَضِرُ.
/
أَشْرَقَتِ النُّفُوسُ
وَازْيَنَّ البَيْتُ
ثَغْرُ أُمِّي أَضَاءَ
وَالأَغْصَانُ شُمُوعٌ
تَوَاتَرَتِ الرُّؤىَ
أَبي فيِ لُجَّةِ النُّورِ يَهْتِفُ :
مَنْ زَعَمَ حَتْفيِ؟
كُنْتُ نَائِمًا فَانْتبَهْتُ !
قصيدة إلى أبي الذي فقدته فجر الجمعة 30 - 12- 2001 .
أسْلَمَ الدَّوْحُ نَفَسَهُ
وَالغُرْبَةُ تَلَاشَتْ،
فيِ السَّمَاءِ وَفْدُ العَطَاءِ
وَفيِ الأَرْضِ عِطْرُ الثَّنَاءِ.
/
الذِّكْرُ يَطْويِ الْمَسَافَاتِ
انْكَسَرَ الْجِسْرُ
وَبِالآيَاتِ يُرْتَقُ الفَتْقُ،
ذَهَبَ الْخِلاَّنُ
وَالأَرْضُ تَبَدَّلَتْ
أَيْنَ الْمَنُونُ؟
أَيْنَ مُزيِلُ الْعَقَبَاتِ؟
/
كِيَانيِ يَتَشَظَّى
وَالدَّمْعُ يَهُدُّ الجَسَدَ العَليِلَ
غَارَ نَجْمُ أَبيِ
والأغْصانُ توَهَّجَتْ
وَهَذاَ الغُرُوبُ يُنْذِرُ لَيْليَ الطَّويِلَ.
/
الأَغْصَانُ مِنْ لَظَى الفِرَاقِ تَتَمَزَّعُ
الْيُتْمُ يَزْحَفُ عَلَى الْهَامَاتِ الْمُشْتَعِلَةِ،
غَابَ الظِّلُّ الوَارِفُ
غَابَ العِتَابُ الْجَميِلُ.
/
تَنْهَارُ الذِّكْرَايَاتُ كَصَرْحٍ جَارِفٍ
الْمَحَطَّاتُ الكُبْرىَ تُضَاءُ بِالوِجْهِ الوَسيِمِ
البَسْمَةُ الوَقُورُ لُغْزُ السَنَاءِ
هَذاَ الجِدُّ يَشْغَلُ الْمَكَانَ،
فيِ اليُمْنىَ الكِتَابُ
وَفيِ اليُسْرىَ صَحَائِفُ الْحَيَاةِ.
/
أَتَى الرَّدَى يَهُزُّ الْمَكَانَ
وَالقَوْمُ يُعَطِّرُونَ الفَضَاءَ،
أَبيِ كَعْبَةُ العُشَّاقِ
أَبيِ زَهْرَةُ القُلُوبِ
أَبيِ حُزْنٌ فيِ عَيْنِ الزَّمَانِ.
/
تُوَدِّعُ المْدِينَةُ رُوحَهَا
وَالْمَسْجِدُ الأَعْظَمُ تَيَتَّمَ،
غَاضَتِ البَسْمَةُ فيِ الأَسْوَاقِ
وَالطُّرُقاَتُ تَلْفَحُهَا الكَآبَةُ،
ذَهَبَ الكِبْريِتُ الأَحْمَرُ
ذَهَبَ الذَّاكِرُ الأَكْبَرُ.
/
هَدَأَتْ صَيْحَةُ الْحُبِّ
وَالْمُغَاضِبُ تَوَارَى فيِ طَيَّاتِ الزَّمَنِ،
لاَ نَظْرَةَ عِتَابٍ بَعْدَ اليَوْمِ
لاَ دُعَاءَ يُؤْنِسُنيِ
نَمْ أَبيِ فيِ نُزْلِكَ !
فَدُعَائيِ يُلاَحِقُكَ إِلَى الأَبَدِ.
/
نِصْفُ قَرْنٍ مِلْءُ عَيْنٍ
نِصْفُ قَرْنٍِ مِلْءُ سََمْعٍ
نِصُفُ قَرْنٍ وَالكُهُولَةُ لاَ تَكْبُرُ
نِصْفُ قَرْنٍ وَالدَّهُرُ فيِ سُكُونٍ
نِصْفُ قَرْنٍ وَالظِّلُّ يَسْتَقيِمُ عَلَى خَفَرٍ
ذَهَبْتَ أَبِي دُونَ قُبْلَةِ وَدَاعٍ
ذَهَبْتَ دُونَ وَصَاةِ وُدٍّ
ذَهَبْتَ فَرْدًا
ذَهَبْتَ عَلَى مَطَايَا الأَحْلاَمِ.
/
فيِ دَاخِليِ عاَلَمٌ تَهَاوَى
صَرْحٌ تَهَدَّمَ
تَعَرَّتِ الأَغْصَانُ،
رَأْسُ البَلاَيَا العُجْبُ
وَالخَطَايَا حِجَابٌ،
النَّفْسُ جَوْعَى
وَالْمنَايَا سِهَامٌ.
/
النُّكَتُ السَّوْدَاءُ تَقْضِمُ البَيَاضَ
بِالغَفْرِ أُطَارِدُ الغَسَقَ
تَتَشَابَكُ الْمُدْلَهِمَّاتُ
بِالصَّبْرِ تَنْحَلُّ الْعُقَدُ.
/
طُوِيَ السِّجِّلُ يَا أَبيِ
الأَحْدَاثُ الغَابِرَةُ دُرَّةٌ فيِ عَيْنِ الأَحْفَادِ،
كَدْحٌ فيِ الدُّنَا
وَالنُّورُ بَيْنَ يَدَيْكَ
لِسَانُكَ سِرَاجُ الْمُريِديِنَ
مُتْ عَلَى الْهُدىَ !
فَذِكْرَكَ عِبْقُ الصَّالِحِينَ.
/
يَرْوىِ النَّهْرُ الدَّوْحَ
وَفيِ حِضْنِ القَرَاحِ أَزْهَرَتِ الفَسَائِلُ،
أَسَيِّدَةَ الرِّجَالِ
صَبْراً !
فَلَنْ يَخْذُلَكِ الفُرْسَانُ.
/
ضَاقَ بِالغُرْبَةِ الفَضَاءُ
كَيْفَ تُصْبِحُ الوَحْشَةُ أُنْسًا؟
كَيْفَ تَأْنَسُ الرُّوحُ بِالقَفَصِ؟
وَهَذَا الْجَفَاءُ الْحَانيِ
أَنَذيِرُ الْفِرَاقِ؟
أَمْ عُدَّةُ الْمُصَابِ؟
سَلَّمَ عَلَيْكَ الْوَتَدُ يَا أَبِي
سَلَّمَ بِنُبُوءَةِ الوَدَاعِ
مَا زَلَّ لِسَانُ قَدَرٍ
اُخْرُجْ أَبيِ إِلىَ سَعَةٍ
اُخْرُجْ إِلَى أُنْسِ الرَّحْمَانِ.
.
/
هَاتِفُ يَهْتِفُ بِي
قُمْ لِلصَّلاَةِ !
الفَجْرُ بَعيِدٌ
وَأَبيِ فيِ غَفْلَةٍ عَنِّي يَحْتَضِرُ.
/
أَشْرَقَتِ النُّفُوسُ
وَازْيَنَّ البَيْتُ
ثَغْرُ أُمِّي أَضَاءَ
وَالأَغْصَانُ شُمُوعٌ
تَوَاتَرَتِ الرُّؤىَ
أَبي فيِ لُجَّةِ النُّورِ يَهْتِفُ :
مَنْ زَعَمَ حَتْفيِ؟
كُنْتُ نَائِمًا فَانْتبَهْتُ !