المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انبجسَ من عظمها الرّارُ .



حسين الطلاع
17-01-2012, 11:59 AM
انبجسَ من عظمها الرّارُ ( ترنيمة عشق ) .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
هلُمِّ يا ظبية القاع أقص عليكِ أحجية الحُسنِ ، وكيف حَسَّن الإسمَ ،،، إتْمارُ .
هيَ دارٌ بورد الجِنان شُكّت ، فهاجني لعشق ساكنها ،،، ادّكارُ .
فلما جَلَسَت في الدّار تستودعُ نفسها ، طَمَا حسنها فضاقت بما في بطنها ،،، الدّارُ .
ولو أن داراً بين الدور حلّت بها ، لأنِفَت على ما جاورتها ،،، الديارُ .
ففَخَرت بالسحرِ ساعة أدْمَنَها ، وتمايلت تيهاً ساعة نالَ النساءَ ،،، بَوَارُ .
ولو كانت وحيدة وربّة نفسها ، وغازلها القمرُ لشيّعَتها بنظراتِ غيظها ،،، الأبكارُ .
ولو أنها ضمن مَثْنى وثُلاث ورُباع لحسدتها لحسنها ،،، الضِّرارُ .
ألِفْتُها ليلةً بعد ليلةٍ ، ثم ظَعَنت لمّا ران عليها ،،، نَوَارُ .
فقادها إلى غير قلبي قائدٌ ، فَنَدّت كمفزوعٍ راعه رَوْعٌ وأغراها ،،، فِرارُ .
فقلتُ لما مَشَت على ساقٍ ، تلطّف ولا تكشف بِضَّها يا ،،، إزارُ .
فأبى اللئيمُ إلا أن ينحسر ، فعقلتُ نفسي لما انبجسَ من عظمها ،،، الرّارُ .
وحتى لما مشت بمرابعٍ ، مشت خلفها مُنقادة لفرط عشقها ،،، الصِّوَارُ .
فقلت أيها الرّبع ، كيف تظعنون وقد عَمَّكم من السماء مطرٌ ،،، مِدْرارُ ؟
قالوا قد أُدِيْرَ ريقها علينا كخمرٍ ، فعقر عقولنا من رُضابها ،،، عُقارُ .
فقلتُ وكيف أحيا إن توارت ببعدِ ، وحرّم حضورَها ،،، قَتَارُ ؟
فهلاّ تركتم لي بعض متاعها أستأنسه لمّا تجولني سورتها ، كأنه ،،، مزارُ ؟
قالوا ،،، هِيْهٍ يا تَيْمُ لعلها أقلعت بك المُنى ! وطار عقلك فما تشبّث به ،،، قرارُ .
فغيرك ممن قرّبوا القرابين تعبوا ، وكمثلك ممن توَسّمَت فيهم أصالة ،،، ونِجَارُ .
كانوا إذا احتدم عليها أمرهم استهموا ، ثم تنازعوا حتى شَجَر بينهم ،،، شِجَارُ .
فَحَكَمَت كاهنة العشق أن تنحّ يا عدلُ ، فقد أبحتُك لساعة بينهم يا ،،، قِمارُ ! .
فأدرتُ ما يُدار برأسي من حكمةٍ وارتضيتها ، ولم يدُر بذي الجارحة ما ،،، أداروا .
واكتفيت لما احتملتِ الحسن ظبية ونضح رارُها ، أن يحجبها عن العين ،،، دِثارُ .
ـــــــــــــــــــــــــ ــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
حسين الطلاع
15/1/2012 م
المملكة العربية السعودية – الجبيل .





: الرّارُ هو مُخّ الساق أو هو مخ العظم بداخله .
: ادّكار أي تذكّر ، وهي كلمة لها معان كثيرة بالأصل .
: الضّرارُ هن الضرائر .
: ظعنت أي رحلت ،،، والنَوَار هي المرأة النافرة المبتعدة عن مواطن الشك والريب لتحفظ نفسها بما هي أهل له من المكانة المرموقة .
: ندّت أي شردت .
: البض هو بياض لحم ساقها .
: الرّار كما سلف والرير هو مخ العظم .
: الصِّوَار هي جموع المها والغزلان وبقر الوحش .
: الرضاب هو الريق في الفم ، والعُقار من أسماء الخمرة لمّا تعقر شاربها .
: القتار هو البخل والشح .
: التّيم هو العاشق المحب .
: النِّجَار هو الأصل الرفيع الشأن .
: الجارحة هنا هي جارحة العقل .
: الدّثار هو اللباس أو الغطاء .

نادية بوغرارة
17-01-2012, 12:37 PM
أنيقة رقيقة سلسة ، عجيبة من عجائبك النثرية الشاعرة ،

مازلت تدهشنا بتفرّد لم يتقنه غيرك في نظري .

الأديب المتألق حسين الطلاع

دمت و هذا الإبداع اللافت .

ربيع بن المدني السملالي
17-01-2012, 12:39 PM
أحسنت كدأبك أيها الكريم ، أحيّيك على هذه اللّغة الشّامخة أستاذ حسين بارك الله فيك وزادك من فضله
دمت سامقاً
تحيتي وتقديري مع المحبة

كاملة بدارنه
17-01-2012, 03:29 PM
تعود بنا أستاذ حسين إلى مناهل اللّغة الرّصينة لننهل أصالتها وجمالها

شكرا لك على هذا الإبداع

تقديري وتحيّتي

أماني عواد
17-01-2012, 04:03 PM
الاستاذ الكبير حسين الطلاع

جولة رائعة على متن الاصالة والعراقة .تلك اللغة التي في حضرتها نعود الى ذلك الزمن الجميل الذي تمثل فيه الالفاظ والكلمات الطريقة المثلى في التعبير عن حرارة الشعور

دمت بكل خير

حسين الطلاع
18-01-2012, 09:36 PM
أنيقة رقيقة سلسة ، عجيبة من عجائبك النثرية الشاعرة ،

مازلت تدهشنا بتفرّد لم يتقنه غيرك في نظري .

الأديب المتألق حسين الطلاع

دمت و هذا الإبداع اللافت .


أهلا بأديبتنا الكبيرة نادية
وإنه لشرف عظيم أن أعتاد مروركِ الذي أحسبه دفعة لي إلى الأملم
بارك الله فيكِ وعليكِ
كوني بخير
حسين الطلاع

آمال المصري
18-01-2012, 10:30 PM
عندما تشتاقني لغتنا العربية الأصيلة أجدني في محراب حرفك أمارس طقوس الدهشة لجمال انسكابك
أديبنا الرائع الحسين ...
دمت بروعة وبهاء
خالص التحايا .. وانحناءة قلم

وليد عارف الرشيد
18-01-2012, 10:48 PM
كنت قبلك لا أعترف بقافيةٍ بنثر سوى أني وجدتهن بين يديك البارعتين مطواعاتٍ أنيقاتٍ ... يلزمن مواضعهن دون تكلف وشقاء
شاعرٌ وأديبٌ ورب الكعبة ... نصٌّ ممرعٌ وراقٍ
مودتي أيها الرائع كما يليق

حسين الطلاع
22-01-2012, 12:00 PM
أحسنت كدأبك أيها الكريم ، أحيّيك على هذه اللّغة الشّامخة أستاذ حسين بارك الله فيك وزادك من فضله
دمت سامقاً
تحيتي وتقديري مع المحبة


بل أنت الأكرم أيها الشامخ .
سرني تعليقك الجميل وزاد القطعة جمالا .
يا مرحبا بك على الدوام أخي الكريم
تقبل تحياتي
حسين الطلاع

حسين الطلاع
04-03-2012, 11:38 AM
تعود بنا أستاذ حسين إلى مناهل اللّغة الرّصينة لننهل أصالتها وجمالها

شكرا لك على هذا الإبداع

تقديري وتحيّتي


حياكِ الله يا كاملة ، فقد كملت في جميعها كاملة .
أشكر لكِ هذا الإعجاب وهذا الإطراء الجميل .
على أمل ألا تحرمينا معاودة الزيارة ،،، فما كانت زيارة منكِ إلا وساقت لنا الشرف الرفيع كما ساق الكريمُ العطاءَ
كوني بخير
حسين الطلاع

حسين الطلاع
04-03-2012, 12:03 PM
الاستاذ الكبير حسين الطلاع

جولة رائعة على متن الاصالة والعراقة .تلك اللغة التي في حضرتها نعود الى ذلك الزمن الجميل الذي تمثل فيه الالفاظ والكلمات الطريقة المثلى في التعبير عن حرارة الشعور

دمت بكل خير


الله الله يا أماني
نعم
اللغة حديقة غنّاء يرتع في مرابعها من كان ذوّاقة لحلاوتها ،،، نقّابة في غورها ،،، بحّاثة في سرّها .
سرني جدا حضوركِ الجميل الرائع .
آمل إصايتكِ بداء حب اللغة وحب المداومة .
مع تمنياتي لكِ بوافر الصحة والهناء
حسين الطلاع

حسين الطلاع
06-03-2012, 05:59 AM
عندما تشتاقني لغتنا العربية الأصيلة أجدني في محراب حرفك أمارس طقوس الدهشة لجمال انسكابك
أديبنا الرائع الحسين ...
دمت بروعة وبهاء
خالص التحايا .. وانحناءة قلم


الأستاذة الأديبة آمال
أهلا بكِ في محراب لغة ما انفك جمالها يزداد .
وأهلا بك قارئة متذوقة .
أشكر لكِ سيدتي هذا الإطراء العذب
كوني بخير
حسين الطلاع

ربيحة الرفاعي
17-09-2013, 06:36 PM
حسين الطلاع
أيها المدهش حرفا بأصالة اللغة وعظيم المخزون منها ومكين التعامل معها
ما زلت تعيدني في كل نص لمعجمي أو هامشك المثقل بالجديد، وما زلت أخرج من نصوصك بالكثير

لا حرمك البهاء

تحاياي

نداء غريب صبري
26-09-2013, 11:06 PM
أنت من الكتاب الذين أحب أدبهم أخي

فيه روعة وأصالة وجمال

شكرا لك بوركت