المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سُحُبُ الأَسَىَ



نجيب الموادم
18-01-2012, 05:16 PM
سحب الأسى
** إلى ثماري التي خشيت أن يسقطها ذبولي عنوة فتصبح يتيمة كأوراق الخريف تذروها الرياح العاتية , والى ساقيتي التي مافتئت تروينا بسر البقاء متناسية أني كالأشجار إن دهمني اليقين بقيت واقفا أبديا لأجل عينيها , والى روافد الروح الواهنة المستمدين ألقهم من فيئي الوارف بأنفاسهم الوفية.

سُحُبُ الأَسَىَ فِيْ يَقظَتِيْ وَمَنَامِيْ
عَزَفَتْ بِأَوْتَارِ الْجَوَىَ أسْقَامِي

وَدَنَتْ مِنَ الصَّبِّ العَلِيلِ وَرُوحُهُ
فِيْ لُجَّةِ الأَحْزَانِ وَالآَلاَمِ

وَفُؤَادُهُ مَابَينَ نُهْدَةِ عَاشِقٍ
يَشْكُوْ وَبَيْنَ سَعِيْرِهِ المُتَنَامِي

وَاللَّيلُ مِنْ زِقِّ السُهَادِ يَصُبُّ فِيْ
عَيْنَيْهِ نَخْبَ اليَأْسِ وَالإِحْجَامِ

وَبَقِيَّةُ الجَسَدِ الَّذِي يَجريْ بِهِ
فُلْكٌ يَخُوْضُ اللَّيْلَ كَالأَعْلاَمِ

يَجْرِيْ وَأشْرِعَةُُ النَّجَاةِ تَمَزَّقَتْ
بِمَخَالِبِ الأَصْحَابِ وَالأَرْحَامِ

يَقتَاتُ مِنْ ذِكْرَىَ بِرَائِحَةِ الهَوَىَ
عَبَقاً تُنَادِمُ صَبْوَتِيْ وَهَيَامِي

لِتَقُدَّ أَضْلاَعَ المُتَيَّمِ عُنْوَةً
وَتُريْقَ فِيْهِ مَرَارَةَ الأَيَّامِ

تَلْهُوْ بأنْفَاسِ الحَنِينِ وَمَا بَقَىَ
مِنْ عَاشِقٍ فِيْ رَوْضَةِ الأَحْلاَمِ

إِنْ جَدَّدَتْ شَفَتَاهُ بَسمَةَ مُدْنَفٍ
ذَبُلَتْ تُجَدِّدُ حُزْنَهُ المُتَرَامِي

وَإذَا غَدَا حَرَضاً وَشَمسُ غُرُوبِهِ
تَبْكِيهِ وَهْيَ تَلُوْحُ لَلأَيْتَامِ

جَاءَتْهُ بِالبُشْرَىَ لِيَحْيَا مُعْدَماً
بَيْنَ الشَّقََاءِ وَسَطْوَةِ الأَوْهَامِ

نَسَخَتْ عُهُوْدَ الوَصْلِ عَمْداً فَاسْتَوَىَ
قَلْبِيْ لِيَنْقُضَ فِيْ الْهَوَىَ أَحْكَامِي

يَا رَوْضَةَ الأَشْوَاكِ أَيْنَ رَبِيْعُ مَنْ
وَخَزَتْهُ فِيْكِ شَرِيْعَةُ الإِبْهَامِ

فَسَقَاكِ مِنْ دَمِهِ فَأقسَمَ جُرْحَُهُ
بِالْغُصْنِ بِالأَوْرَاقِ بِالأَكْمَامِ

بنَزِيفِ أزْهَارٍ تَمُوْتُ بِخِدْرِهَا
مَحْرُوْمَةً مِنْ قُبْلَةِ الأَنْسَامِ

بِشِتَائِهِ الدَّمَوِيِّ بالصَّيْفِ الَّذِيْ
جَفَّتْ بِبَاطِنِ كَفِّهِ أَقلاَمِي

وَبِلَحْنِ أُغْنِيَةٍ يَفِيْضُ بِهَا الأَسَىَ
بِالْعُوْدِ بالأَوْتَارِ بالأَنَغََامِ

ألاَّ يَعُوْدَ إِلَيْكِ مِنْ أَطْلاَلِهِ
إِلاَّ حُطَاماً فَانْعَمِيْ بِحُطَامِي

وَاسْتَعْصِمِيْ بِالرِّيْحِ مِنْ مَوْتَاكِ أَوْ
فَاسْتَقْسِمِيْ إِنْ شِئْتِ بِالأَزْلاَمِ

وَإذَا هَمَا غَيْثُ الهُمُوْمِ وَعَانَقَتْ
كَمَداً سُهُولَكِ حَسْرَةُ الآَكَامِ

فَحَذَارِ مِنْ ثَارَاتِ أفْئِدَةٍ طَوَتْ
جَمْراً تَوَّقَّّدَ فِيْكِ بِالأَعْوَامِ

وَحَذَارِ مِنْ صَمْتِ الأزقََّّّةِ إِنْ جَثَتْ
جُدْرَانُهَا تُصْغِيْ إلَىَ الأَقْدَامِ

وَاللَّيْلُ يَحْتَضِنُ الْخُطَىَ كَيْ لاَ تَرَىَ
أَحْجَارُهَا عَرْشَ السَّرَابِ الدَّامِي

وَرَمَتْ تَمَائِمَُكِ الْقَدِيْمَةُ نَفْسَهَا
كَيْ لاَ ُتُوَارِيْ سَوْءَةَ الأَصْنَامِ

فَهُنَاكَ يَسْقُطُ مَنْ تَوَسَّدَ ذَاتَهُ
تَذْرُوْهُ عَاصِفَةٌ مِنَ الآَثَامَ

يَا رَوْضَةَ الأَشْوَاكِ تَاهَ عَبيرُنَا
مِنَّا فَأخْفَقَ سَادُنُ الإلْهَامِ

وَقَضَتْ بِأَرْوِقَةِ المَتَاهَةِ نَحْبَهَا
عَيْنٌ تُعَاقِرُ نَظْرَةَ اللَّوَّامِ

إِنْ مَسَّهَا بِالنَّومِ طَيْفٌ أَعْرَضَتْ
وَنَأَتْ بِجَانِبِهَا عَنِ الأَحْلاَمِ

وَإِذَا غَزَاهَا السُّهْدُ فَاضَتْ وَاشْتَكَتْ
وَدَعَتْ ثُبُوْرَ الدَّمْعِ وَالأَسْقَامِ

فَاسْتَكْمِلِيْ دَرْبَ الشَّهَادَةِ وَارْحَلِيْ
وَدَعِيْ الْغُيُوْبَ لِحِكْمَةِ العَلاَّمِ

شعر/ نجيب الموادم (الباهووت)

5/يناير/2012

عبده فايز الزبيدي
18-01-2012, 06:51 PM
جميل
أيها الجميل

شكرا لك و لروحك.

محمود فرحان حمادي
18-01-2012, 08:52 PM
نص يحمل ألق الشعر الرصين
يحمل بين طياته الكثير من الومضات البديعة الهادفة
بمفردة طيّعة مقتدرة
أحييك شاعرنا المبدع على هذا الالق
تحياتي

تامر عمر
18-01-2012, 09:18 PM
بارك الله في يراعك شاعرنا القدير وما خطه من هذا الجمال

محمد ذيب سليمان
18-01-2012, 11:01 PM
ايها الشاعر الجميل
قصيدة تشهد لك بالجمال والمقدرة الفنية
لما حملت من جمال المفردة المنتقاة والجملة الشعرية
المموسقة والدالة

شكرا للجمال

ربيحة الرفاعي
18-01-2012, 11:39 PM
كان الإهداء البديع في مقدمتها كافيا لترتوي الذائقة بشاعرية النثر تسبق الشعر وتمهد له دروب الأرواح

وجاء النص الشعري بعدها متألقا بجمله القوية وتراكيبه الملفتة وصورة الرائعة
ليقول من الروعة ما نقف تحية له

أهلا بشاعرنا الجميلا
نجيب الموادم

تحاياي

الطنطاوي الحسيني
19-01-2012, 03:29 PM
اولها ضباب وحزن والم

سُحُبُ الأَسَىَ فِيْ يَقظَتِيْ وَمَنَامِيْ
عَزَفَتْ بِأَوْتَارِ الْجَوَىَ أسْقَامِي

وَدَنَتْ مِنَ الصَّبِّ العَلِيلِ وَرُوحُهُ
فِيْ لُجَّةِ الأَحْزَانِ وَالآَلاَمِ

وَفُؤَادُهُ مَابَينَ نُهْدَةِ عَاشِقٍ
يَشْكُوْ وَبَيْنَ سَعِيْرِهِ المُتَنَامِي

وَاللَّيلُ مِنْ زِقِّ السُهَادِ يَصُبُّ فِيْ
عَيْنَيْهِ نَخْبَ اليَأْسِ وَالإِحْجَامِ

وَبَقِيَّةُ الجَسَدِ الَّذِي يَجريْ بِهِ
فُلْكٌ يَخُوْضُ اللَّيْلَ كَالأَعْلاَمِ

يَجْرِيْ وَأشْرِعَةُُ النَّجَاةِ تَمَزَّقَتْ
بِمَخَالِبِ الأَصْحَابِ وَالأَرْحَامِ

يَقتَاتُ مِنْ ذِكْرَىَ بِرَائِحَةِ الهَوَىَ
عَبَقاً تُنَادِمُ صَبْوَتِيْ وَهَيَامِي

لِتَقُدَّ أَضْلاَعَ المُتَيَّمِ عُنْوَةً
وَتُريْقَ فِيْهِ مَرَارَةَ الأَيَّامِ

تَلْهُوْ بأنْفَاسِ الحَنِينِ وَمَا بَقَىَ
مِنْ عَاشِقٍ فِيْ رَوْضَةِ الأَحْلاَمِ


وختامها مسك
تَلْهُوْ بأنْفَاسِ الحَنِينِ وَمَا بَقَىَ
مِنْ عَاشِقٍ فِيْ رَوْضَةِ الأَحْلاَمِ

إِنْ جَدَّدَتْ شَفَتَاهُ بَسمَةَ مُدْنَفٍ
ذَبُلَتْ تُجَدِّدُ حُزْنَهُ المُتَرَامِي

وَإذَا غَدَا حَرَضاً وَشَمسُ غُرُوبِهِ
تَبْكِيهِ وَهْيَ تَلُوْحُ لَلأَيْتَامِ

جَاءَتْهُ بِالبُشْرَىَ لِيَحْيَا مُعْدَماً
بَيْنَ الشَّقََاءِ وَسَطْوَةِ الأَوْهَامِ

نَسَخَتْ عُهُوْدَ الوَصْلِ عَمْداً فَاسْتَوَىَ
قَلْبِيْ لِيَنْقُضَ فِيْ الْهَوَىَ أَحْكَامِي

يَا رَوْضَةَ الأَشْوَاكِ أَيْنَ رَبِيْعُ مَنْ
وَخَزَتْهُ فِيْكِ شَرِيْعَةُ الإِبْهَامِ

فَسَقَاكِ مِنْ دَمِهِ فَأقسَمَ جُرْحَُهُ
بِالْغُصْنِ بِالأَوْرَاقِ بِالأَكْمَامِ

بنَزِيفِ أزْهَارٍ تَمُوْتُ بِخِدْرِهَا
مَحْرُوْمَةً مِنْ قُبْلَةِ الأَنْسَامِ

بِشِتَائِهِ الدَّمَوِيِّ بالصَّيْفِ الَّذِيْ
جَفَّتْ بِبَاطِنِ كَفِّهِ أَقلاَمِي

وَبِلَحْنِ أُغْنِيَةٍ يَفِيْضُ بِهَا الأَسَىَ
بِالْعُوْدِ بالأَوْتَارِ بالأَنَغََامِ

ألاَّ يَعُوْدَ إِلَيْكِ مِنْ أَطْلاَلِهِ
إِلاَّ حُطَاماً فَانْعَمِيْ بِحُطَامِي

وَاسْتَعْصِمِيْ بِالرِّيْحِ مِنْ مَوْتَاكِ أَوْ
فَاسْتَقْسِمِيْ إِنْ شِئْتِ بِالأَزْلاَمِ

وَإذَا هَمَا غَيْثُ الهُمُوْمِ وَعَانَقَتْ
كَمَداً سُهُولَكِ حَسْرَةُ الآَكَامِ

فَحَذَارِ مِنْ ثَارَاتِ أفْئِدَةٍ طَوَتْ
جَمْراً تَوَّقَّّدَ فِيْكِ بِالأَعْوَامِ

وَحَذَارِ مِنْ صَمْتِ الأزقََّّّةِ إِنْ جَثَتْ
جُدْرَانُهَا تُصْغِيْ إلَىَ الأَقْدَامِ

وَاللَّيْلُ يَحْتَضِنُ الْخُطَىَ كَيْ لاَ تَرَىَ
أَحْجَارُهَا عَرْشَ السَّرَابِ الدَّامِي

وَرَمَتْ تَمَائِمَُكِ الْقَدِيْمَةُ نَفْسَهَا
كَيْ لاَ ُتُوَارِيْ سَوْءَةَ الأَصْنَامِ

فَهُنَاكَ يَسْقُطُ مَنْ تَوَسَّدَ ذَاتَهُ
تَذْرُوْهُ عَاصِفَةٌ مِنَ الآَثَامَ

يَا رَوْضَةَ الأَشْوَاكِ تَاهَ عَبيرُنَا
مِنَّا فَأخْفَقَ سَادُنُ الإلْهَامِ

وَقَضَتْ بِأَرْوِقَةِ المَتَاهَةِ نَحْبَهَا
عَيْنٌ تُعَاقِرُ نَظْرَةَ اللَّوَّامِ

إِنْ مَسَّهَا بِالنَّومِ طَيْفٌ أَعْرَضَتْ
وَنَأَتْ بِجَانِبِهَا عَنِ الأَحْلاَمِ

وَإِذَا غَزَاهَا السُّهْدُ فَاضَتْ وَاشْتَكَتْ
وَدَعَتْ ثُبُوْرَ الدَّمْعِ وَالأَسْقَامِ

فَاسْتَكْمِلِيْ دَرْبَ الشَّهَادَةِ وَارْحَلِيْ
وَدَعِيْ الْغُيُوْبَ لِحِكْمَةِ العَلاَّمِ

لنا الله من شعر كهذا
تحياتي ايها الشاعر المفلق
دفقة شعورية واحدة رغم تعدد الصور المؤلمة والجميلة
اخي نجيب الموادم انت شاعر رائع حقا
دمت مبدعا اريبا

نجيب الموادم
19-01-2012, 05:26 PM
جميل
أيها الجميل

شكرا لك و لروحك.

نجيب الموادم
19-01-2012, 05:27 PM
نص يحمل ألق الشعر الرصين
يحمل بين طياته الكثير من الومضات البديعة الهادفة
بمفردة طيّعة مقتدرة
أحييك شاعرنا المبدع على هذا الالق
تحياتي

مروركم الكريم يشرفني وينير الدرب أمامي فشكرا جزيلا أستاذ محمود

نجيب الموادم
19-01-2012, 05:29 PM
بارك الله في يراعك شاعرنا القدير وما خطه من هذا الجمال

وبارك الله فيك أخي تامر وشكرا على مرورك وثنائك

نجيب الموادم
19-01-2012, 05:31 PM
ايها الشاعر الجميل
قصيدة تشهد لك بالجمال والمقدرة الفنية
لما حملت من جمال المفردة المنتقاة والجملة الشعرية
المموسقة والدالة

شكرا للجمال

شكرا استاذ محمد ذيب سليمان والقصيدة جاءت بعد معاناة شديدة مع المرض حتى أنني أمليتها على ابنتي من شدة المرض ولكن الحمد لله شكرا لمرورك الأنيق والمتواصل وتفاعلك الدائم مع واحتي أيها الر ائع

نجيب الموادم
19-01-2012, 05:33 PM
كان الإهداء البديع في مقدمتها كافيا لترتوي الذائقة بشاعرية النثر تسبق الشعر وتمهد له دروب الأرواح

وجاء النص الشعري بعدها متألقا بجمله القوية وتراكيبه الملفتة وصورة الرائعة
ليقول من الروعة ما نقف تحية له

أهلا بشاعرنا الجميلا
نجيب الموادم

تحاياي

وتحية مني إليك أيتها الأخت الكريمة التي أعتز كثيرا بمرورها وتشجيعها فلك الشكر الجزيل

نجيب الموادم
19-01-2012, 05:36 PM
اولها ضباب وحزن والم

سُحُبُ الأَسَىَ فِيْ يَقظَتِيْ وَمَنَامِيْ
عَزَفَتْ بِأَوْتَارِ الْجَوَىَ أسْقَامِي

وَدَنَتْ مِنَ الصَّبِّ العَلِيلِ وَرُوحُهُ
فِيْ لُجَّةِ الأَحْزَانِ وَالآَلاَمِ

وَفُؤَادُهُ مَابَينَ نُهْدَةِ عَاشِقٍ
يَشْكُوْ وَبَيْنَ سَعِيْرِهِ المُتَنَامِي

وَاللَّيلُ مِنْ زِقِّ السُهَادِ يَصُبُّ فِيْ
عَيْنَيْهِ نَخْبَ اليَأْسِ وَالإِحْجَامِ

وَبَقِيَّةُ الجَسَدِ الَّذِي يَجريْ بِهِ
فُلْكٌ يَخُوْضُ اللَّيْلَ كَالأَعْلاَمِ

يَجْرِيْ وَأشْرِعَةُُ النَّجَاةِ تَمَزَّقَتْ
بِمَخَالِبِ الأَصْحَابِ وَالأَرْحَامِ

يَقتَاتُ مِنْ ذِكْرَىَ بِرَائِحَةِ الهَوَىَ
عَبَقاً تُنَادِمُ صَبْوَتِيْ وَهَيَامِي

لِتَقُدَّ أَضْلاَعَ المُتَيَّمِ عُنْوَةً
وَتُريْقَ فِيْهِ مَرَارَةَ الأَيَّامِ

تَلْهُوْ بأنْفَاسِ الحَنِينِ وَمَا بَقَىَ
مِنْ عَاشِقٍ فِيْ رَوْضَةِ الأَحْلاَمِ


وختامها مسك
تَلْهُوْ بأنْفَاسِ الحَنِينِ وَمَا بَقَىَ
مِنْ عَاشِقٍ فِيْ رَوْضَةِ الأَحْلاَمِ

إِنْ جَدَّدَتْ شَفَتَاهُ بَسمَةَ مُدْنَفٍ
ذَبُلَتْ تُجَدِّدُ حُزْنَهُ المُتَرَامِي

وَإذَا غَدَا حَرَضاً وَشَمسُ غُرُوبِهِ
تَبْكِيهِ وَهْيَ تَلُوْحُ لَلأَيْتَامِ

جَاءَتْهُ بِالبُشْرَىَ لِيَحْيَا مُعْدَماً
بَيْنَ الشَّقََاءِ وَسَطْوَةِ الأَوْهَامِ

نَسَخَتْ عُهُوْدَ الوَصْلِ عَمْداً فَاسْتَوَىَ
قَلْبِيْ لِيَنْقُضَ فِيْ الْهَوَىَ أَحْكَامِي

يَا رَوْضَةَ الأَشْوَاكِ أَيْنَ رَبِيْعُ مَنْ
وَخَزَتْهُ فِيْكِ شَرِيْعَةُ الإِبْهَامِ

فَسَقَاكِ مِنْ دَمِهِ فَأقسَمَ جُرْحَُهُ
بِالْغُصْنِ بِالأَوْرَاقِ بِالأَكْمَامِ

بنَزِيفِ أزْهَارٍ تَمُوْتُ بِخِدْرِهَا
مَحْرُوْمَةً مِنْ قُبْلَةِ الأَنْسَامِ

بِشِتَائِهِ الدَّمَوِيِّ بالصَّيْفِ الَّذِيْ
جَفَّتْ بِبَاطِنِ كَفِّهِ أَقلاَمِي

وَبِلَحْنِ أُغْنِيَةٍ يَفِيْضُ بِهَا الأَسَىَ
بِالْعُوْدِ بالأَوْتَارِ بالأَنَغََامِ

ألاَّ يَعُوْدَ إِلَيْكِ مِنْ أَطْلاَلِهِ
إِلاَّ حُطَاماً فَانْعَمِيْ بِحُطَامِي

وَاسْتَعْصِمِيْ بِالرِّيْحِ مِنْ مَوْتَاكِ أَوْ
فَاسْتَقْسِمِيْ إِنْ شِئْتِ بِالأَزْلاَمِ

وَإذَا هَمَا غَيْثُ الهُمُوْمِ وَعَانَقَتْ
كَمَداً سُهُولَكِ حَسْرَةُ الآَكَامِ

فَحَذَارِ مِنْ ثَارَاتِ أفْئِدَةٍ طَوَتْ
جَمْراً تَوَّقَّّدَ فِيْكِ بِالأَعْوَامِ

وَحَذَارِ مِنْ صَمْتِ الأزقََّّّةِ إِنْ جَثَتْ
جُدْرَانُهَا تُصْغِيْ إلَىَ الأَقْدَامِ

وَاللَّيْلُ يَحْتَضِنُ الْخُطَىَ كَيْ لاَ تَرَىَ
أَحْجَارُهَا عَرْشَ السَّرَابِ الدَّامِي

وَرَمَتْ تَمَائِمَُكِ الْقَدِيْمَةُ نَفْسَهَا
كَيْ لاَ ُتُوَارِيْ سَوْءَةَ الأَصْنَامِ

فَهُنَاكَ يَسْقُطُ مَنْ تَوَسَّدَ ذَاتَهُ
تَذْرُوْهُ عَاصِفَةٌ مِنَ الآَثَامَ

يَا رَوْضَةَ الأَشْوَاكِ تَاهَ عَبيرُنَا
مِنَّا فَأخْفَقَ سَادُنُ الإلْهَامِ

وَقَضَتْ بِأَرْوِقَةِ المَتَاهَةِ نَحْبَهَا
عَيْنٌ تُعَاقِرُ نَظْرَةَ اللَّوَّامِ

إِنْ مَسَّهَا بِالنَّومِ طَيْفٌ أَعْرَضَتْ
وَنَأَتْ بِجَانِبِهَا عَنِ الأَحْلاَمِ

وَإِذَا غَزَاهَا السُّهْدُ فَاضَتْ وَاشْتَكَتْ
وَدَعَتْ ثُبُوْرَ الدَّمْعِ وَالأَسْقَامِ

فَاسْتَكْمِلِيْ دَرْبَ الشَّهَادَةِ وَارْحَلِيْ
وَدَعِيْ الْغُيُوْبَ لِحِكْمَةِ العَلاَّمِ

لنا الله من شعر كهذا
تحياتي ايها الشاعر المفلق
دفقة شعورية واحدة رغم تعدد الصور المؤلمة والجميلة
اخي نجيب الموادم انت شاعر رائع حقا
دمت مبدعا اريبا

ولك مني كل التحية والاحترم أخي الطنطاوي الحسيني على ذائقتك الشعرية الجميلة وعلى تفاعلك الدائم مع قصائدي وواحتي

هاشم الناشري
20-01-2012, 09:10 PM
سلّمك الله أخي الشاعر المتألق / نجيب الموادم

وشكراً لهذا الجمال الذي نثرته وتندّت به أرواحنا

تأنق في المفردة وتألق في الصورة .

دمت متألقاً ولك التحية والتقدير.

ماجد الغامدي
22-01-2012, 11:25 AM
الأستاذ العزيز نجيب الموادم

قصيدة جميلة رسمت ملامح الإنسانية واستشعار المسئوليات التي يفرضها الحب والإنتماء في الأسرة ثم التعايش مع المجتمع بأطيافة وتقلب الناس في مشاعرهم ونواياهم وقد عكست لنا اتساع محيط نظرتك وشمول مشاعرك وسمو فكرك

يَجْرِيْ وَأشْرِعَةُ النَّجَاةِ تَمَزَّقَتْ
بِمَخَالِبِ الأَصْحَابِ وَالأَرْحَامِ

هو الظلم الأشد مضاضة ً ولكنها طبيعة الحياة ولولا تقلب الأحوال لما شعرنا بلحظات الجمال والسعادة

القصيدة أعادت إلى الذاكرة قصيدة مشابهة وزنا وقافية وموضوعاً لأبي القاسم الشابي رحمه االله

وأود ان أحيا بفكرة شاعر
فأرى الوجود يضيق عن أحلامي
إلا إذا قطعت أسبابي مع الد
نيا وعشت لوحدتي وظلامي
في الغاب، في الجبل البعيد عن الورى
حيث الطبيعة، والجمال السامي
واعيش عيشة زاهدٍ متنسك
ما ان تدنسه الحياة بذام
هجر الجماعة للجبال، تورعا
عنها وعن بطش الحياة الدامي
تمشي حواليه الحياة كأنها
الحلم الجميل، خفيفة الاقدام
وتخر امواج الزمان بهيبةٍ
قدسية، في يمها المترامي
فاعيش في غابي حياة، كلها
للفن للاحلام، للالهام
لكنني لا استطيع، فان لي
امًّا، يصد حنانها اوهامي
وصغار اخوانٍ، يرون سلامهم
في الكائنات معلقا بسلامي
فقدو الاب الحاني، فكنت لضعفهم
كهفا يصد غوائل الايام
ويقيهم وهج الحياة، ولفحها
ويذود عنهم سرة الالام
فأنا المكبل في سلاسل، حية،
ضحيت من رأفي بها احلامي
وانا الذي سكن المدينة، مكرهاً
ومشى الى الآتي بقلبٍ دام
يصغي الى الدنيا السخيفة راغماً
ويعيش مثل الناس بالاوهام
وانا الذي يحيا بارض، قفزةٍ
مدحوةٍ للشك والآلام...
هجمت بي الدنيا على اهوالها
وخضمها الرحب، العميق الطامي
من غير انذار فاحمل عدتي
واخوضه كالسابح العوام
فتحطمت نفسي على شطآنه
وتأججت في جوه آلامي
* * *
الويل في الدنيا التي في شرعها
فأس الطعام كريشة الرسام؟



أحييك صديقي العزيز و لا فُض فوكوالقصيدة للتثبيت إعجاباً وتقديرا

نجيب الموادم
22-01-2012, 07:02 PM
سلّمك الله أخي الشاعر المتألق / نجيب الموادم

وشكراً لهذا الجمال الذي نثرته وتندّت به أرواحنا

تأنق في المفردة وتألق في الصورة .

دمت متألقاً ولك التحية والتقدير.

هذا بفضل الله ومن ثم بفضل ذائقتكم الشعري العالية الراقية التي تجبر الشاعر المسكين مثلي أن يقدم جل ماعنده فشكرا على المرور أخي الكريم هاشم الناشري

نجيب الموادم
22-01-2012, 07:04 PM
أخي الشاعر القدير ماجد الغامدي لك مني كل الحب والتحية والتقدير لمرورك العاطر ولما أسهمت به من مداخلة جميلة أتشرف بها وبصاحبها وكذلك جزيل الشكر موصول اليك على التثبيت ايها الشاعر الجميل الكبير

ياسين عبدالعزيزسيف
24-01-2012, 11:59 AM
أيها الشاعر الرائع
ما أروعها من سحب جادت بغيث مريع بديع،
يروي القلوب بكل ما يحمله من الروعة والجمال،
ويجعل القارئ يعيش كل مافيه من مشاعر وأحاسيس ..
لا فض فوك يا باهوت ..
أهنئك ..

تحياتي

وليد عارف الرشيد
24-01-2012, 05:22 PM
قصيدة بطعم الجمال والإبداع ..رصانة الكلمة وجمال الصور المتلاحقة يقدمان لنا شاعرًا يملك أدواته بحرفية عالية وبمشاعر دفَّاقة لا تخبو ولا تنقطع
شكرًا لهذا الهطول سيدي الشاعر
ومودتي كما يليق

نجيب الموادم
24-01-2012, 09:06 PM
أيها الشاعر الرائع
ما أروعها من سحب جادت بغيث مريع بديع،
يروي القلوب بكل ما يحمله من الروعة والجمال،
ويجعل القارئ يعيش كل مافيه من مشاعر وأحاسيس ..
لا فض فوك يا باهوت ..
أهنئك ..

تحياتي



لي كل الشرف ان يزور واحتي شاعر بحجمك ايها الجميل ياسين فشكرا على تشريفك لي بالزيارة وشكرا على ما بثثته من مشاعر طيبة للقصيدة

نجيب الموادم
24-01-2012, 09:08 PM
قصيدة بطعم الجمال والإبداع ..رصانة الكلمة وجمال الصور المتلاحقة يقدمان لنا شاعرًا يملك أدواته بحرفية عالية وبمشاعر دفَّاقة لا تخبو ولا تنقطع
شكرًا لهذا الهطول سيدي الشاعر
ومودتي كما يليق



ولك مني كل الحب والعرفان أخي وليد عارف شكرا لمرورط الجميل وكلامك العاطر

د. سمير العمري
13-02-2012, 02:53 AM
أولا أطال الله في عمرك أخي الشاعر المبدع وجعلك دوما ظلا وارفا على كل حبيب وذخرا للشعب وللوطن.

ثم إني أشكر لك شعرك عموما وقصيدتك هذه خصوصا فقد راقت مبنى ومعنى وارتقت قصدا وقصيدا.

نفتقد إطلالتك أيها الأخ الحبيب وتفاعلك مع إخوانك الشعراء فعسي أن يكون المانع خير وأن تكون بخير وعافية.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نجيب الموادم
04-04-2012, 03:26 PM
أولا أطال الله في عمرك أخي الشاعر المبدع وجعلك دوما ظلا وارفا على كل حبيب وذخرا للشعب وللوطن.

ثم إني أشكر لك شعرك عموما وقصيدتك هذه خصوصا فقد راقت مبنى ومعنى وارتقت قصدا وقصيدا.

نفتقد إطلالتك أيها الأخ الحبيب وتفاعلك مع إخوانك الشعراء فعسي أن يكون المانع خير وأن تكون بخير وعافية.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

استاذي الكريم شكرا على تفقدك لواحتي كعادتك ولسؤالك عني ونعم فقد منعني عنكم السفر والمرض ولكني عائد اليكم لا محالة فمن يعرفكم ويعيش في واحتكم يدمنكم ويعود اليكم

مازن لبابيدي
20-12-2012, 10:52 AM
فَاسْتَكْمِلِيْ دَرْبَ الشَّهَادَةِ وَارْحَلِيْ
وَدَعِيْ الْغُيُوْبَ لِحِكْمَةِ العَلاَّمِ




خاتمة قوية لقصيدة رائعة حقا

أخي الشاعر المبدع نجيب الموادم

قصيدة عميقة المعاني جميلة التصوير سلسة الوزن والقافية

وافر تقديري والتحية

نجيب الموادم
20-12-2012, 02:02 PM
خاتمة قوية لقصيدة رائعة حقا

أخي الشاعر المبدع نجيب الموادم

قصيدة عميقة المعاني جميلة التصوير سلسة الوزن والقافية

وافر تقديري والتحية

شكرا أخي مازن على مرورك العاطر على واحتي والشذى الفواح الذي نثرته فيها

نهلة عبد العزيز
20-12-2012, 09:24 PM
استاذي الغالي

نجيب

على أي إيقاع تعزف وتنشر شفافية روحك..؟
ما أجمل ما نسجت بطيوفك


يتجمل الحرف بمداد قلمك
ويتروض ويتلون بلون الذهب


ويتراقص ليسرق النظر
لك مسلكاً أخر .... مسلك مختلف


فن ..... إبداع ..... وإيقاع
هنيئاً لنا بك وهنيئاً للكلمات بحروفك

تقديري واحترامي

نجيب الموادم
21-01-2013, 01:27 PM
استاذي الغالي

نجيب

على أي إيقاع تعزف وتنشر شفافية روحك..؟
ما أجمل ما نسجت بطيوفك


يتجمل الحرف بمداد قلمك
ويتروض ويتلون بلون الذهب


ويتراقص ليسرق النظر
لك مسلكاً أخر .... مسلك مختلف


فن ..... إبداع ..... وإيقاع
هنيئاً لنا بك وهنيئاً للكلمات بحروفك

تقديري واحترامي

شكرا جزيلا لك أيتها الكريمة العزيزة الفاضلة على تفقد واحتنا البسيطة التي لا تسمو الا بزيارتكم ونقدكم وشكرا عى الاللوحات الرائعة التي رسمتموها في رياضنا

فاتن دراوشة
21-01-2013, 01:56 PM
ترانيم حزينة حملت من الأسى ما تنوء بحمله مدينة

لكن رغم سحب الأسى التي تناثرت في المكان

كان للحرف طعمه المميّز

دمت بألق حرف مبدعنا

مودّتي

فاتن