تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة الأعداء في العقل الإسلامي



سامح عسكر
20-01-2012, 04:30 PM
بقلم/ سامح عسكر

صناعة الأعداء بين الثوابت والنزوع للعنف في العقل الإسلامي


أخي المسلم المطلوب منك كإنسان-فضلا عن مسلم- أن تُحَكّم عقلك قبيل قلبك..خاصة في تلك المسائل التي تتعلق بالآخر….فالآخر في العقل الإسلامي له قدره وحقه..فما بالك وأن هذا الآخر لديك هو جزء من العقل الإسلامي نفسه..حينها سيختلف القياس…فالإسلام أخي الحبيب هو دين الرحمة وهو أعظم الأديان علي الأرض وأكثرها قبولا للتنوع والاختلاف وقبول الآخر من كافة الأديان والمعتقدات..

أخي الكريم إن الإسلام لا يأكل بعضه بعضا بل المسلمون هم الذين يأكلون بعضهم بعضا بُحجة هذا سني وهذا شيعي وهذا عِلماني وهذا سلفي وهذا إخواني وهذا صوفي وهذا أشعري وهذا إباضي وهذا وهذا وهذا..لا أحب الاسترسال في قضايا مستهلكة فالنقاش حول الشيعة قديم في عالم الإنترنت ولم يعد يُعزز الخِلاف إلا من كان له هوي فيتبعه ويَدُلّ عليه من الدين ليثبت صحة منهجه الصدامي الداعي إلي العنف والإقصاء..

إن موقف الحركة الإسلامية توافقي إرشادي ولا يضع نفسه كطرف في أي خِلافات طائفية أو عِرقية..فالطائفية تُهمة يجب علينا الهرب منها لا إثباتها علينا بحُجة الإسلام السني…فهناك علي الجانب الآخر من يثبت الطائفية علي نفسه بحُجة الإسلام الشيعي ..وكل حِزب بما لديهم فَرِحون..!


شخصيا لا أؤمن بقوة السنة دون الشيعة ولا بقوة الشيعة دون السُنّة وكل ذلك يصب في صالح الإسلام كمنهج وأيدلوجية وفي صالح التوحيد كعقيدة وفي صالح المسلمين كبشر..لا أؤمن بعداء أحد إلا من اعتدي علي وصادر حقي في العيش..وأؤمن بأن أي فكرة صدامية لها مقدمات ومنطلقات تخرج منها في الغالب تكون قواعدها خربة وغير منطقية ومليئة بالتناقض..لذلك لا أستغرب أن يؤلف بشرا آلاف الكتب في ذم السنة أو آلاف الكتب في ذم الشيعة..فالعبرة ليست في كثرة الكلمات بل في واقعيتها وقبولها كفكرة قوية ذات مرجعية إصلاحية نهضوية قابلة لاجتماع الناس عليها من كل حدب وصوب..


أكثر ما يثير التناقض والريبة من أشخاص صداميون طائفيون حينما يتعرضون لأزمات ولا يقف بجانبهم سوي أخوانهم الذين كانوا يهاجمونهم بالأمس..لم يدروا جميعا أن الذي تبرع لهم بالدم –مثلا-كانوا إخوانهم من السنة أو من الشيعة فالواقع يحكي جوارا سنيا شيعيا في أغلب البلدان العربية والإسلامية…بل وترويج تلك النزعات الإقصائية من شأنه زرع الخِلاف داخل البيت الواحد والأسرة الواحدة..ومن عظمة ديننا الحنيف أنه أباح لنا مصاهرة أهل الكِتاب فما بالك بمن يدينون بعقيدة التوحيد؟؟..


النزعات الطائفية والعِرقية يبدو أنها عنوان العصر في أغلب البلدان العربية والإسلامية وهذا يعود إلي قة العلم وتسلط الجُهّال علي الناس وتقلدهم مناصب الإفتاء دون أهلية فلا تستغرب كثرة الحروب والفِتن التي تلم بالمسلمين الآن فهي معظمها ناتجة من دعوات الاضطهاد والتخوين وفرض الطاعة والإذعان علي الآخر..أنظر لمشاكل الأكراد في سوريا وتركيا أنظر لمشاكل البدون في الكويت أنظر للآخر الشيعي في اليمن والسعودية والبحرين..أنظر للآخر السني في إيران..أنظر لمشاكل الأفارقة في موريتانيا والأمازيج في الجزائر والمسيحيين في مصر..الجميع لهم عظيم الحق في بلدانهم وأوطانهم لكنها مُهدرة لتسلط الآخر في الحُكم وقيامه يزرع ثقافة الوصاية عليهم دون أدني مراعاة لحقوقهم كبشر وكمواطنين..


إن الإسلام السني هو أكثر المذاهب الشرعية والعقلية تميزا في احتوائه للآخر وقبوله كبشر وكمعتقد..ولكننا في حاجة ماسة للتجديد والجرأة في الطرح للخروج من حالة التوهان العقلي التي نمر بها ، ويبدو أننا لم نتذوق تلك الحالة علي مدي التاريخ..ولكنها حالة موجودة ولها معطيات علي الأرض في الشريعة وفي السياسة ..في المحصلة هي حالة طبيعية وإيجابية بدلالة حدوثها في ظل حراك فِكري معاصر أنتج تسلطا للخطاب الإقصائي-المتجذر- الذي سيزول مع مرور الوقت..


أؤكد أننا إذا كنا جادين فِعلا في الدعوة لإسلام معتدل فعلينا أولا تنقية ألسنتنا من أي خِطاب إقصائي هَجائي..مصطلحات..كالقبورية وحزب الشيطان أو اللات أو الرافضة أو الوهابية أو أولاد المتعة أو الإخوانجية أو المجوس ..هي مصطلحات هجائية بحتة علينا التخلص منها فهي ركن أساسي في تدهور العقل الإسلامي ونزوحه نحو الإقصاء والصدام وبالتالي اللجوء إلي تصرفات حمقاء مثيرة للدماء والكرامات والأعراض..لن تكون الدعوة صادقة لإسلام سني معتدل إلا بالتخلص من تلك المصطلحات الهجائية فهي أزمة عظيمة وليست هينة…وإن لم نفعل فسيظل الحال كما هو عليه لن تقوم النهضة الإسلامية إلا بالفهم واحترام الآخر والتدليل علي حقه من الإسلام وهذه ستكون أكبر خدمة نخدم بها أنفسنا في ظل تديننا بدين الحق والسلام…


أخيرا هذه الرسالة لا تتغاضي عن مساوئ الآخر وإلا لم يكن آخر في ثقافتنا..ولكنها محاولة للفهم فجميعنا نشترك في نفس الأصل ونفس التاريخ ونفس الثقافة..ولا يصح كمسلم سني-مثلا- أن أقبل بتلك التفجيرات الإرهابية التي تحدث هذه الأيام و تستهدف إخواننا الشيعة في العراق وباكستان وأفغانستان تلك الأعمال التي تحدث في وسط محافلهم الدينية هذه الأيام وتتكرر كل عام..للأسف وأكرر للأسف الشديد لم أجد عالما سنيا واحدا حتي الآن يدين تلك الأعمال الإرهابية التي تروّع الآمنين وعندما يرد جهالهم ومتطرفيهم بالمثل نصرخ ضدهم ونقول هذا وقد أتي الخطر القادم علينا ونتناسي في غمرة ذلك أننا كنا سببا في تدهور الأوضاع بسكوتنا وخنوعنا وكأن انتمائنا العربي والإسلامي قاصرا علي العبودية للذات ..

ليس المطلوب منك أن تقبل رأيي قبل تدبره والتفكر فيه..ولكن هي خواطر أحببت البوح بها ..فصناعة الأعداء هي صناعة لا ينضب معينها وتتجدد فور الخلاص-إن استطعنا- والبحث عن التالي..وتتعزز بتوفير العوامل المساعدة لها…وتنقشع يوم أن يتوسط الإنسان بين عقله وقلبه..بين خياره ومُراده..بين دينه وتدينه..بين فهمه وفهم الناس.. وقتها سيشعر إنه إنسان يستحق الحياة ويستحق سيادته لهذا الكون..

المصدر/ مدونتي ميدان الحرية والعدالة

عايد راشد احمد
20-01-2012, 05:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الكريم

انا هنا في موضوعك كقارئ لا كمشرف

لن اناقش فيما في الموضوع وما حواه

لكن لي ملاحظة واحدة لافتة للنظر وهي ان هدا اول موضوع واول مشاركة لحضرتك هنا وفي توقيت لافت للانتباه حقا

فهل لك اخونا الكريم ان تعرف نفسك لاخوانك واخواتك كي يتم التفاعل مع موضوعك

تقبل مروري وتحيتي

سامح عسكر
20-01-2012, 06:40 PM
وعليكم السلام ورحمة الله..أهلا وسهلا أستاذ عايد..أنا لست أستاذكم أخي أنا خادمكم..

بطاقة التعريف:

الإسم/ سامح محمد عسكر

السن/ 32 سنة

الحالة الإجتماعية/ متزوج وأعول أربعة أبناء

المهنة/ صحفي سابق في مجلة كلمات الإسلامية الصادرة عن مركز المدينة للإعلام والنشر بمصر...أما الآن فقد تفرغت للصحافة الألكترونية والكتابة في المباحث الفلسفية والشرعية والسياسية والعقدية..وحاليا أعمل في شركة أدوية..

الأساتذة/ تلقيت العلم علي أفكار بعضا من الشيوخ أوجزهم في التالي...

1-في الفقه عن الشيوخ القرضاوي والعوا والغزالي والشعراوي وابن تيمية وابن عثيمين..
2-في العقيدة عن الفخر الرازي والباقلاني وأبي بكر العربي والدكتور عدنان ابراهيم "معاصر"
3-في السياسة عن الأساتذة فهمي هويدي وعصام العريان والعوا والهلباوي وعطوان..
4-في الثقافة والفكر عن الدكتور عبدالوهاب المسيري والدكتور عدنان ابراهيم والشيخ راشد الغنوشي..
5- في الفسلفة والمنطق عن طة حسين وزكي نجيب محمود ومصطفي محمود وعن الفيلسوف الشيعي محمد باقر الصدر..وأقرأ لفولتير وابن رشد..
6-في علوم التهذيب والتربية عن ابن عطاء السكندري وعائض القرني

أما عن ملاحظتكم عن التوقيت فلم أفهم مقصدك..ولكم كامل التحية

آمال المصري
20-01-2012, 06:55 PM
مرحبا بك أخي الفاضل في واحة الخير
وبالفعل كما أتيت ببيانات هويتك من على الشابكة وكما قرأت لك من خواطر حول هاجس المد الشيعي
وعن الأحمدية القاديانية ونظرات في فكر تلك الطائفة
أرجو أن تطلع على الرابط أدناه قبل المشاركة
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=41829
تحيتي

عايد راشد احمد
20-01-2012, 07:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الفاضل

وافر الشكر والتقدير لاستجابتكم ولسعة صدركم

وانه لمن دواعي السرور ان تكون اخا عزيزا علي الجميع بطيب الكلم وجميل القلم

هذا منتداك ونحن اخوانك واخواتك ومرحبا بقلم لا يرضي الا بقولة حق مرضاة لرب العالمين

لك مني التحية ولا تزعل من اخوك وربي يحفظ لك ابنائك وتراهم كما تتمني لكل منهم

مكي النزال
20-01-2012, 07:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل وأفكار ليتها تكون قابلة للتنفيذ والسبب في عدم تنفيذها باختصار شديد هو تسييس المذهب الشيعي منذ بداياته والكم الهائل من اللعن للصحابة وقادة الجيوش الإسلامية الفاتحة ورموز الأمة الإسلامية. هناك من الشيعة (وهم قلة) ممّن لا يلعنون، لكن الغالبية الساحقة تمارس لعن أئمة الإسلام كعبادة يأمر بها (سادتهم) وعندما تسلطوا على رقاب الناس في العراق صار القتل الجماعي والتعاون مع المحتل عبادة جديدة. وما دمنا في العراق فياسيدي إن الذين يفجرون مواكب العزاء ليسوا (السنة) وإنما السياسيون ونحن نعرف كيف ولماذا والحديث يطول.
تحية واحترام.

زهراء المقدسية
20-01-2012, 07:21 PM
إنه لصوت العقل

وكم أسعدتني أستاذ سامح بهذا المقال الحكيم
وما أحوجنا إليه ونحن نستبسل في معاركنا ضد الآخر
الآخر ليس من عدوي الخارجي بل من بني جلدتي


للتثبيت ترحيبا وتقديرا ودعما

ربيع بن المدني السملالي
21-01-2012, 12:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل وأفكار ليتها تكون قابلة للتنفيذ والسبب في عدم تنفيذها باختصار شديد هو تسييس المذهب الشيعي منذ بداياته والكم الهائل من اللعن للصحابة وقادة الجيوش الإسلامية الفاتحة ورموز الأمة الإسلامية. هناك من الشيعة (وهم قلة) ممّن لا يلعنون، لكن الغالبية الساحقة تمارس لعن أئمة الإسلام كعبادة يأمر بها (سادتهم) وعندما تسلطوا على رقاب الناس في العراق صار القتل الجماعي والتعاون مع المحتل عبادة جديدة. وما دمنا في العراق فياسيدي إن الذين يفجرون مواكب العزاء ليسوا (السنة) وإنما السياسيون ونحن نعرف كيف ولماذا والحديث يطول.
تحية واحترام.

لله درّك أستاذ النزال قلتَ الحق الذي لا يختلف فيه اثنان ممن شمّ رائحة الحق ، وانتشى بعبيره الفوّاح
ويا ليتَ قومي يعلمون
دمتَ شامخا أخي
تحياتي لكم

ربيحة الرفاعي
21-01-2012, 04:31 PM
إن موقف الحركة الإسلامية توافقي إرشادي ولا يضع نفسه كطرف في أي خِلافات طائفية أو عِرقية..فالطائفية تُهمة يجب علينا الهرب منها لا إثباتها علينا بحُجة الإسلام السني…فهناك علي الجانب الآخر من يثبت الطائفية علي نفسه بحُجة الإسلام الشيعي ..وكل حِزب بما لديهم فَرِحون..!

....وأؤمن بأن أي فكرة صدامية لها مقدمات ومنطلقات تخرج منها في الغالب تكون قواعدها خربة وغير منطقية ومليئة بالتناقض..لذلك لا أستغرب أن يؤلف بشرا آلاف الكتب في ذم السنة أو آلاف الكتب في ذم الشيعة..فالعبرة ليست في كثرة الكلمات بل في واقعيتها وقبولها كفكرة قوية ذات مرجعية إصلاحية نهضوية قابلة لاجتماع الناس عليها من كل حدب وصوب..

أؤكد أننا إذا كنا جادين فِعلا في الدعوة لإسلام معتدل فعلينا أولا تنقية ألسنتنا من أي خِطاب إقصائي هَجائي..مصطلحات..كالقبورية وحزب الشيطان أو اللات أو الرافضة أو الوهابية أو أولاد المتعة أو الإخوانجية أو المجوس ..هي مصطلحات هجائية بحتة علينا التخلص منها فهي ركن أساسي في تدهور العقل الإسلامي ونزوحه نحو الإقصاء والصدام

.... لا تتغاضي عن مساوئ الآخر وإلا لم يكن آخر في ثقافتنا..ولكنها محاولة للفهم فجميعنا نشترك في نفس الأصل ونفس التاريخ ونفس الثقافة

كثيرة هي الحركات الإسلامية، وكلها يرى نفسه توافقي إرشادي قوامه الفئة الناجية، فهل لكاتبنا الكريم تعريفنا بالحركة الاسلامية التي قدم للموضوع بذكرها؟

وكيف لنا أن نتخلص من الفكر الصدامي عموما، وقد نجح المغرضون بتسليط الضوء على كل حرف كتبه الآخر عن اعتقاد او جهل أو سوء نيّة واجتهاد لحساب أعداء الأمة

قرأنا مقدمات لطرح موضوعي في مفاصل رئيسة يستوي باستوائها حوارنا مع الآخر المقابل والآخر المجاور

بانتظار المتابعة نبقى

تحاياي

سامح عسكر
21-01-2012, 09:46 PM
بارك الله فيكم جميعا

أختنا الفاضلة رنيم مصطفي

اطلعت علي الرابط وشكرا لكم علي الإفادة

سامح عسكر
21-01-2012, 09:48 PM
أخينا وأستاذنا الفاضل عايد راشد..وعليكم السلام ورحمة الله

هذا تقدير أتشرف به وأسأل الله أن نكون من أسرة منتداكم الموقر

سامح عسكر
21-01-2012, 09:55 PM
أخينا الفاضل مكي النزال..وعليكم السلام ورحمة الله

أري أن التطرف الشيعي ليس وليد حقبة تاريخية أكثر من كونه وليد سياسات خاطئة من الجانب الآخر -أقصد السنة-فالتعدي علي الصحابة قابله التعدي علي آل البيت في صدر الدولة الأموية..وقد أنشأ ذلك ردود أفعال تمثلت في تشدد وتقديس غير مبرر للصحابة إلي زمننا المعاصر..فالصحابة رضوان الله عليهم عدول في مذهبنا ولكن منا من اعتقد بالعدالة عصمة ورفعة عن الأخطاء..رغم أن الجمهور قال بأن العدالة هي عدالة الرواية -وهنا الفارق- وقد أثبتها أستاذنا محمد بن المختار الشنقيطي في كتابه"المطبوع" الخِلاف السياسي بين الصحابة..فالفكرة تقتضي الآن العودة لقول الجمهور وأن لا نغفل حقيقة الخِلاف منعا لأي خسارة قد تحيق بالطرفين..

سامح عسكر
21-01-2012, 09:58 PM
أختنا الفاضلة زهراء المقدسية

أشكركم شكرا جزيلا علي التثبيت وهذا الترحيب العَطِر..

سامح عسكر
21-01-2012, 09:59 PM
الأستاذ الفاضل ربيع

بارك الله فيكم علي هذا المرور

سامح عسكر
21-01-2012, 10:15 PM
الأستاذة الفاضلة ربيحة الرفاعي

أري أن الحركة الإسلامية كيان فِكري وليس حِزبي..فهم خليط بين إصلاحيي السنة والشيعة والإباضية وجميع من سلك درب الإصلاح متخذا المرجعية الإسلامية وسيلة لتحقيق أهدافه وغاياته..

أما عقيدة الفرقة الناجية فهي مبنية علي حديث مشكوك في صِحته ونسبه لرسول الله وهو حديث الفِرق الثلاث وسبعين..وقد تكلم في سنده الكثير من محدثي الأمة ، إضافة إلي أن متنه ضعيف ويملأه التناقض والركاكة..ناهيك عن خلاف الروايات بشأنه وتعدد الرواه الضِعاف له في نقل هذه الروايات وهو ما أعطي للحديث شُهرة لا يستحقها..وقد انتشر هذا الحديث لدي جميع فِرق الإسلام وأخذوا به واعتقدوا فيه بتميز الذات ونقص الآخر وهو ما يتنافي مع صريح القرآن ومُحكمه القاضي بأن الأمة واحدة والإعتصام واجب وأن الإسلام كدين للفرد يكفي لقبول المولي له يوم القيامة..

الفكر الصدامي هو حالة تخبو وتنشط يوم أن تتوفر لها عوامل النهوض..هذه العوامل متوفرة الآن عبر إعلام ديني ردئ وخطاب إسلامي ليس علي قدر المستوي من الأهلية..وأغلب الدعاة والأئمة جُهال إلا في الصغائر وتحقير الآخرين فهم بها متميزون ولا يركنون إلا علي كسب المعارك الكلامية التقليدية دون تقيدها بالواقع وأصول الدين والدعوة..وهي فترة زمنية طبيعية كنتيجة طبيعية لخمول الأمة طيلة عقود وانكفائها علي ذواتها وتأثير صدمات الحداثة المتوالية عليها وانكشاف عري أغلب تراثنا التاريخي والفقهي المبني علي التقليد المحض وجمود العقل ورهبنة الجسد..

ولكن مع ذلك أري أن بشائر النهوض في الأفق..فهناك حالة من الحراك الفكري تجتاح الأمة في هذه الفترة ساعدها في ذلك صعود سلفيي مصر إلي منبر السياسة مما أجبر قوي التقليد إلي التقيد بالواقع وإعادة النظر في الموروث الفكري لديهم..وسيؤثر هذا عليهم حتما وسينتقل التأثير إلي شتي البلدان بنقلات متوازية نوعية تضمن سلامة العقيدة وسلامة الأوطان والعمل علي رِفعتها..

أخيرا أري أن الحوار ضروري لنزع الخِلاف أو علي الأقل حصره....فمن المستحيل حصر الإسلام في مذهب واحد أو المسيحية في مذهب واحد..والمطلوب هو احترام شرعية التعدد وخصوصية الإختلاف عبر إبراز نقاط الخِلاف مهما كانت مؤلمة والعمل علي حلها عبر الحوار بعيدا عن سيف التكفير والتخوين .

ربيع بن المدني السملالي
22-01-2012, 11:48 AM
الأستاذة الفاضلة ربيحة الرفاعي



أما عقيدة الفرقة الناجية فهي مبنية علي حديث مشكوك في صِحته ونسبه لرسول الله وهو حديث الفِرق الثلاث وسبعين..وقد تكلم في سنده الكثير من محدثي الأمة ، إضافة إلي أن متنه ضعيف ويملأه التناقض والركاكة..ناهيك عن خلاف الروايات بشأنه وتعدد الرواه الضِعاف له في نقل هذه الروايات وهو ما أعطي للحديث شُهرة لا يستحقها.



أخي الكريم سامح السلام عليكم ورحمة الله ، اسمح لي بهذه المداخلة ، وهي تخريج لحديث الافتراق ، للشيخ المحدث الكبير محمد ناصر الدين الألباني ، وأظنّك ممن يعرفُ قدرَه ، وجزاك الله خيراً :
" ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة ، و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين ، ثنتان و سبعون في النار ، و واحدة في الجنة ،و هي الجماعة " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 358 :

(أخرجه أبو داود ( 2 / 503 - 504 ) ، و الدارمي ( 2 / 241 ) و أحمد ( 4 / 102 )و كذا الحاكم ( 1 / 128 ) و الآجري في " الشريعة " ( 18 ) و ابن بطة في" الإبانة " ( 2 / 108 / 2 ، 119 / 1 ) و اللالكائي في " شرح السنة "( 1 / 23 / 1 ) من طريق صفوان قال : حدثني أزهر بن عبد الله الهوزني عنأبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا فقال : ألاإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال .... فذكره .
و قال الحاكم و قد ساقه عقب أبي هريرة المتقدم :
" هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث " . و وافقه الذهبي .
و قال الحافظ في " تخريج الكشاف " ( ص 63 ) : " و إسناده حسن " .
قلت : و إنما لم يصححه ، لأن أزهر بن عبد الله هذا لم يوثقه غير العجلي
و ابن حبان و لما ذكر الحافظ في " التهذيب " قول الأزدي : " يتكلمون فيه " ،تعقبه بقوله :" لم يتكلموا إلا في مذهبه " . و لهذا قال في " التقريب " ." صدوق ، تكلموا فيه للنصب " .
و الحديث أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره ( 1 / 390 ) من رواية أحمد ، و لم يتكلم على سنده بشيء ، و لكنه أشار إلى تقويته بقوله :
" و قد ورد هذا الحديث من طرق " .
و لهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " المسائل " ( 83 / 2 ) .
" هو حديث صحيح مشهور " . و صححه أيضا الشاطبي في " الاعتصام " ( 3 / 38 ) .
و من طرق الحديث التي أشار إليها ابن كثير ، و فيها الزيادة ، ما ذكره الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 199 ) قال :
" رواه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو و حسنه ، و أبو داود من حديث معاوية ،و ابن ماجه من حديث أنس و عوف بن مالك ، و أسانيدها جياد " .
قلت : و لحديث أنس طرق كثيرة جدا تجمع عندي منها سبعة ، و فيها كلها الزيادة المشار إليها ، مع زيادة أخرى يأتي التنبيه عليها ، و هذه هي :
الطريق الأولى : عن قتادة عنه .
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 480 ) ، و قال البوصيري في " الزوائد " :
" إسناده صحيح ، رجاله ثقات " .
قلت : و في تصحيحه نظر عندي لا ضرورة لذكره الآن ، فإنه لا بأس به في الشواهد .
الثانية : عن العميري عنه .
أخرجه أحمد ( 3 / 120 ) ، و العميري هذا لم أعرفه ، و غالب الظن أنه محرف من ( النميري ) و اسمه زياد بن عبد الله فقد روى عن أنس ، و عنه صدقة بن يسار ، و هو الذي روى هذا الحديث عنه ، و النميري ضعيف ، و بقية رجاله ثقات .
الثالثة : عن ابن لهيعة حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عنه . و زاد :
" قالوا : يا رسول الله من تلك الفرقة ؟ قال : الجماعة الجماعة " .
أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 145 ) و سنده حسن في الشواهد .
الرابعة : عن سلمان أو سليمان بن طريف عنه .
أخرجه الآجري في " الشريعة " ( 17 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 2 / 118 / 2 ) و ابن طريف هذا لم أجد له ترجمة .
الخامسة : عن سويد بن سعيد قال : حدثنا مبارك بن سحيم عن عبد العزيز ابن صهيب عن أنس .
أخرجه الآجري ، و سويد ضعيف ، و أخرجه ابن بطة أيضا ، و لكني لا أدري إذا كان من هذا الوجه أو من طريق آخر عن عبد العزيز فإن كتابه بعيد عني الآن .
السادسة : عن أبي معشر عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس به .
و فيه الزيادة .
أخرجه الآجري ( 16 ) . و أبو معشر اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي و هو ضعيف .
و من طريقه رواه ابن مردويه كما في " تفسير ابن كثير " ( 2 / 76 - 77 ) .
السابعة : عن عبد الله بن سفيان المدني عن يحيى بن سعيد الأنصاري عنه .
و فيه الزيادة بلفظ : " قال : ما أنا عليه و أصحابي " .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 207 - 208 ) و الطبراني في " الصغير "
( 150 ) و قال : " لم يروه عن يحيى إلا عبد الله بن سفيان " .
و قال العقيلي : " لا يتابع على حديثه " .
قلت : و هو على كل حال خير من الأبرد بن أشرس فإنه روى هذا الحديث أيضا عن يحيى بن سعيد به ، فإنه قلب متنه ، و جعله بلفظ :
" تفترق أمتي على سبعين أو إحدى و سبعين فرقة كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة ، قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : الزنادقة و هم القدرية " .
أورده العقيلي أيضا و قال :" ليس له أصل من حديث يحيى بن سعيد " و قال الذهبي في " الميزان " :" أبرد بن أشرس قال ابن خزيمة : كذاب و ضاع " .
قلت : و قد حاول بعض ذوي الأهواء من المعاصرين تمشية حال هذا الحديث بهذا اللفظ الباطل ، و تضعيف هذا الحديث الصحيح ، و قد بينت وضع ذاك في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " رقم ( 1035 ) ، و الغرض الآن إتمام الكلام على هذا اللفظ الصحيح ، فقد تبين بوضوح أن الحديث ثابت لا شك فيه ، و لذلك تتابع العلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج به حتى قال الحاكم في أول كتابه " المستدرك " : " إنه حديث كبيرفي الأصول " و لا أعلم أحدا قد طعن فيه ، إلا بعض من لا يعتد بتفرده و شذوذه ، أمثال الكوثري الذي سبق أن أشرنا إلى شيء من تنطعه و تحامله على الطريق الأولى لهذا الحديث ، التي ليس فيها الزيادة المتقدمة : " كلها في النار " ، جاهلا بل متجاهلا حديث معاوية و أنس على كثرة طرقه عن أنس كما رأيت . و ليته لم يقتصر على ذلك إذن لما التفتنا إليه كثيرا ، و لكنه دعم رأيه بالنقل عن بعض الأفاضل ، ألا و هو العلامة ابن الوزير اليمني ، و ذكر أنه قال في كتابه : " العواصم و القواصم " ما نصه :
" إياك أن تغتر بزيادة " كلها في النار إلا واحدة " فإنها زيادة فاسدة ، و لا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة . و قد قال ابن حزم : إن هذا الحديث لا يصح " .
وقفت على هذا التضعيف منذ سنوات . ثم أوقفني بعض الطلاب في " الجامعة الإسلامية" على قول الشوكاني في تفسيره " فتح القدير " ( 2 / 56 ) :
" قال ابن كثير في تفسيره : و حديث افتراق الأمم إلى بضع و سبعين ، مروي من طرق عديدة ، قد ذكرناها في موضع آخر . انتهى . قلت : أما زيادة كونها في النار إلا واحدة " فقد ضعفها جماعة من المحدثين ( ! ) ، بل قال ابن حزم : إنها موضوعة " .
و لا أدري من الذين أشار إليهم بقوله : " جماعة ... " فإني لا أعلم أحدا من المحدثين المتقدمين ضعف هذه الزيادة ، بل إن الجماعة قد صححوها و قد سبق ذكر أسمائهم ، و أما ابن حزم فلا أدري أين ذكر ذلك ، و أول ما يتبادر للذهن أنه في كتابه " الفصل في الملل و النحل " و قد رجعت إليه ، و قلبت مظانه فلم أعثر عليه ثم إن النقل عنه مختلف ، فابن الوزير قال عنه : " لا يصح " ، و الشوكاني قال عنه : " إنها موضوعة " ، و شتان بين النقلين كما لا يخفى ، فإن صح ذلك عن ابن حزم ، فهو مردود من وجهين :
الأول : أن النقد العلمي الحديثي قد دل على صحة هذه الزيادة ، فلا عبرة بقول من ضعفها .
و الآخر : أن الذين صححوها أكثر و أعلم بالحديث من ابن حزم ، لاسيما و هو معروف عند أهل العلم بتشدده في النقد ، فلا ينبغي أن يحتج به إذا تفرد عند عدم المخالفة فكيف إذا خالف ؟ !
و أما ابن الوزير ، فكلامه الذي نقله الكوثري يشعر بأنه لم يطعن في الزيادة من جهة إسنادها ، بل من حيث معناها ، و ما كان كذلك فلا ينبغي الجزم بفساد المعنى لامكان توجيهه وجهة صالحة ينتفي به الفساد الذي ادعاه . و كيف يستطاع الجزم بفساد معنى حديث تلقاه كبار الأئمة و العلماء من مختلف الطبقات بالقبول و صرحوا بصحته ، هذا يكاد يكون مستحيلا !
و إن مما يؤيد ما ذكرته أمرين :
الأول : أن ابن الوزير في كتاب آخر له قد صحح حديث معاوية هذا ، ألا و هو كتابه القيم : " الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم " فقد عقد فيه فصلا خاصا في الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة و ردوا أحاديثهم ، و منهم معاوية رضي الله عنه ، فسرد ما له من الأحاديث في كتب السنة مع الشواهد من طريق جماعة آخرين من الصحابة لم تطعن فيه الشيعة ، فكان هذا الحديث منها !
الأمر الآخر : أن بعض المحققين من العلماء اليمانيين ممن نقطع أنه وقف على كتب ابن الوزير ، ألا و هو الشيخ صالح المقبلي ، قد تكلم على هذا الحديث بكلام جيد من جهة ثبوته و معناه ، و قد ذكر فيه أن بعضهم ضعف هذا الحديث فكأنه يشير بذلك إلى ابن الوزير . و أنت إذا تأملت كلامه وجدته يشير إلى أن التضعيف لم يكن من جهة السند ، و إنما من قبل استشكال معناه ، و أرى أن أنقل خلاصة كلامه المشار إليه لما فيه من الفوائد . قال رحمه الله تعالى في " العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء و المشايخ " ( ص 414 ) :
" حديث افتراق الأمة إلى ثلاث و سبعين فرقة ، رواياته كثيرة يشد بعضها بعضا بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها . ( ثم ذكر حديث معاوية هذا ، و حديث ابن عمرو بن العاص الذي أشار إليه الحافظ العراقي و حسنه الترمذي ثم قال : ( و الإشكال في قوله : " كلها في النار إلا ملة " ، فمن المعلوم أنهم خير الأمم ، و أن المرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة ، مع أنهم في سائر الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود حسبما صرحت به الأحاديث ، فكيف يتمشى هذا ؟ فبعض الناس تكلم في ضعف هذه الجملة، و قال : هي زيادة غير ثابتة . و بعضهم تأول الكلام . قال :
و من المعلوم أن ليس المراد من الفرقة الناجية أن لا يقع منها أدنى اختلاف،فإن ذلك قد كان في فضلاء الصحابة . إنما الكلام في مخالفة تصير صاحبها فرقة مستقلة ابتدعها . و إذا حققت ذلك فهذه البدع الواقعة في مهمات المسائل ، و فيما يترتب عليه عظائم المفاسد لا تكاد تنحصر ، و لكنها لم تخص معينا من هذه الفرق التي قد تحزبت و التأم بعضهم إلى قوم و خالف آخرون بحسب مسائل عديدة .
ثم أجاب عن الإشكال بما خلاصته :
" إن الناس عامة و خاصة ، فالعامة آخرهم كأولهم ، كالنساء و العبيد و الفلاحين و السوقة و نحوهم ممن ليس من أمر الخاصة في شيء ، فلا شك في براءة آخرهم من الابتداع كأولهم .
و أما الخاصة ، فمنهم مبتدع اخترع البدعة و جعلها نصب عينيه ، و بلغ في تقويتها كل مبلغ ، و جعلها أصلا يرد إليها صرائح الكتاب و السنة ، ثم تبعه أقوام من نمطه في الفقه و التعصب ، و ربما جددوا بدعته و فرعوا عليها و حملوه ما لم يتحمله ، و لكنه إمامهم المقدم و هؤلاء هم المبتدعة حقا ، و هو شيء كبير ( تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا ) ، كنفي حكمة الله تعالى ، و نفي إقداره المكلف ، و ككونه يكلف ما لا يطاق ، و يفعل سائر القبائح و لا تقبح منه ، و أخواتهن ! و منها ما هو دون ذلك ، و حقائقها جميعها عند الله تعالى ، و لا ندري بأيها يصير صاحبها من إحدى الثلاث و سبعين فرقة .
و من الناس من تبع هؤلاء و ناصرهم و قوى سوادهم بالتدريس و التصنيف ، و لكنه عند نفسه راجع إلى الحق ، و قد دس في تلك الأبحاث نقوضها في مواضع لكن على وجه خفي ، و لعله تخيل مصلحة دنيئة ، أو عظم عليه انحطاط نفسه و إيذاؤهم له في عرضه و ربما بلغت الأذية إلى نفسه . و على الجملة فالرجل قد عرف الحق من الباطل ، وتخبط في تصرفاته ، و حسابه على الله سبحانه ، إما أن يحشره مع من أحب بظاهر
حاله ، أو يقبل عذره ، و ما تكاد تجد أحدا من هؤلاء النظار إلا قد فعل ذلك ،لكن شرهم و الله كثير ، فلربما لم يقع خبرهم بمكان ، و ذلك لأنه لا يفطن لتلك اللمحة الخفية التي دسوها إلا الأذكياء المحيطون بالبحث ، و قد أغناهم الله بعلمهم عن تلك اللمحة ، و ليس بكبير فائدة أن يعلموا أن الرجل كان يعلم الحق و يخفيه . و الله المستعان .
و من الناس من ليس من أهل التحقيق ، و لا هيء للهجوم على الحقائق ، و قد تدرب في كلام الناس ، و عرف أوائل الأبحاث ، و حفظ كثيرا من غثاء ما حصلوه و لكن أرواح الأبحاث بينه و بينها حائل . و قد يكون ذلك لقصور الهمة و الاكتفاء و الرضا عن السلف لوقعهم في النفوس . و هؤلاء هم الأكثرون عددا ، و الأرذلون قدرا ، فإنهم لم يحظوا بخصيصة الخاصة ، و لا أدركوا سلامة العامة .
فالقسم الأول من الخاصة مبتدعة قطعا . و الثاني ظاهره الابتداع ، والثالث له حكم الابتداع .
و من الخاصة قسم رابع ثلة من الأولين ، و قليل من الآخرين ، أقبلوا على الكتاب و السنة و ساروا بسيرها ، و سكتوا عما سكتا عنه ، و أقدموا و أحجموا بهما و تركوا تكلف مالا يعنيهم ، و كان تهمهم السلامة ، و حياة السنة آثر عندهم من حياة نفوسهم ، و قرة عين أحدهم تلاوة كتاب الله تعالى ، و فهم معانيه على السليقة العربية و التفسيرات المروية ، و معرفة ثبوت حديث نبوي لفظا و حكما .
فهؤلاء هم السنية حقا ، و هم الفرقة الناجية ، و إليهم العامة بأسرهم ، و من شاء ربك من أقسام الخاصة الثلاثة المذكورين ، بحسب علمه بقدر بدعتهم و نياتهم .
إذا حققت جميع ما ذكرنا لك ، لم يلزمك السؤال المحذور و هو الهلاك على معظم الأمة ، لأن الأكثر عددا هم العامة قديما و حديثا ، و كذلك الخاصة في الأعصار المتقدمة ، و لعل القسمين الأوسطين ، و كذا من خفت بدعته من الأول ، تنقذهم رحمة ربك من النظام في سلك الابتداع بحسب المجازاة الأخروية ، و رحمة ربك أوسع لكل مسلم ، لكنا تكلمنا على مقتضى الحديث و مصداقة ، و أن أفراد الفرق المبتدعة و إن كثرت الفرق فلعله لا يكون مجموع أفرادهم جزءا من ألف جزء من سائر المسلمين
: فتأمل هذا تسلم من اعتقاد مناقضة الحديث لأحاديث فضائل الأمة المرحومة " .
قلت : و هذا آخر كلام الشيخ المقبلي رحمه الله ، و هو كلام متين يدل على علم الرجل و فضله و دقة نظره ، و منه تعلم سلامة الحديث من الإشكال الذي أظن أنه عمدة ابن الوزير رحمه الله في إعلاله إياه . و الحمد لله على أن وفقنا للإبانة عن صحة هذا الحديث من حيث إسناده ، و إزالة الشبهة عنه من حيث متنه .
و هو الموفق لا إله إلا هو .
ثم وقفت على كلام لأحد الكتاب في العصر الحاضر ينكر في كتابه " أدب الجاحظ "( ص 90 ) صحة هذا الحديث للدفاع عن شيخه الجاحظ ! فهو يقول : " و لو صح هذا الحديث لكان نكبة كبرى على جمهور الأمة الإسلامية . إذ يسجل على أغلبيتها الخلود في الجحيم و لو صح هذا الحديث لما قام أبو بكر في وجه مانعي الزكاة معتبرا إياهم في حالة ردة ..." إلى آخر كلامه الذي يغني حكايته عن تكلف الرد عليه ، لوضوح بطلانه لاسيما بعد قراءة كلام الشيخ المقبلي المتقدم .
على أن قوله " الخلود في الجحيم " ليس له أصل في الحديث ، و إنما أورده الكاتب المشار إليه من عند نفسه ليتخذ ذلك ذريعة للطعن في الحديث . و هو سالم من ذلك كله كما بينا و الحمد لله على توفيقه) . انتهى كلام الألباني رحمه الله

أماني عواد
22-01-2012, 09:11 PM
الاستاذ سامح عسكر

بداية اسمح لي ان ارحب بك وبما تدعو اليه ترحيبا يليق

في ظل هذا التشظي والتمزق كم نحتاج لنهضة فكرية اسلامية تستقي من القران الكريم لغة العقل ولا بد ان في الامة الاسلامية منهم الكثير, لكنهم لا اقول متخاذلون بل لربما يائسون من التبديل . لكن عليهم ان يعلموا ان مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة وان علماء الدين من المفكرين هم الاكثر تأثيرا على البسطاء ممن زرع في عقولهم التعصب ايضا بتأثير علماء دين متعصبين الذين اورثونا الخلاف

المشكلة اننا نعلم ان هذه النزعات ما هي الا افرازات غربية لتفريقنا والهائنا عن عدونا المشترك

موضوع رائع متابعون
تقديري الكبير

مكي النزال
22-01-2012, 10:21 PM
أخينا الفاضل مكي النزال..وعليكم السلام ورحمة الله

أري أن التطرف الشيعي ليس وليد حقبة تاريخية أكثر من كونه وليد سياسات خاطئة من الجانب الآخر -أقصد السنة-فالتعدي علي الصحابة قابله التعدي علي آل البيت في صدر الدولة الأموية..وقد أنشأ ذلك ردود أفعال تمثلت في تشدد وتقديس غير مبرر للصحابة إلي زمننا المعاصر..فالصحابة رضوان الله عليهم عدول في مذهبنا ولكن منا من اعتقد بالعدالة عصمة ورفعة عن الأخطاء..رغم أن الجمهور قال بأن العدالة هي عدالة الرواية -وهنا الفارق- وقد أثبتها أستاذنا محمد بن المختار الشنقيطي في كتابه"المطبوع" الخِلاف السياسي بين الصحابة..فالفكرة تقتضي الآن العودة لقول الجمهور وأن لا نغفل حقيقة الخِلاف منعا لأي خسارة قد تحيق بالطرفين..

أخي العزيز الأستاذ الفاضل سامح عسكر
السلام عليكم
هنا (مطبّات) أرجو أن أختصر في توضيحها
الأول: هو أن بني أمية يمثلون أنفسهم فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم وهم (أمّةٌ قد خلت) لأنهم لم يخلفوا وراءهم فكرًا سياسيًا أو مذهبًا دينيًا يتبعه أهل السنة اليوم, وهم ملوك لا أكثر ودورهم انتهى بزوال ملكهم (مقتولين) على ايادي العباسيين. فما الداعي ليُحاسَب (السنّة) لما بدر منهم؟ هل بنو أمية هم مؤسسو المذهب السني؟! أم هم مقدّسون عندنا اليوم؟! ثم ائذن لي بسؤال: هل يسبّ السنّة اليوم آل البيت الأطهار؟ أم يحبّونهم حدّ التقديس؟ وهل سباب ابو بكر وعمر وعثمان عبادة عندهم أم لا؟ وهل هي كفر عندنا أم لا؟ وما هو عدد الصحابة الذين لا يسبهم إخواننا الشيعة؟! ولماذا يكرهون محرر القدس صلاح الدين كما يسبّون محررها الأول عمر رضي الله عنه؟! ولماذا يكرهون القعقاع؟!!!

والثاني: ما هو نوع (تقديسنا) للصحابة؟ ومَن مِن (السنة) يقدس الصحابة حد طلب المدد منهم دون الله؟! من هو الصحابي الذي تُسيّر له المسيرات (المليونية) كل سنة وفيها ما فيها مما لا يرضاه الشرع؟! إلا اللهمّ من هم ليسوا على المذهب الصحيح من متأثرين بغير سنة النبي الكريم بعيدًا عن مذاهبنا الأربعة وما هو مدوّن من فقه صحيح، أما أصحاب الخزعبلات فلهم مذهب لوحدهم بعيد عن السنة المطهّرة. العصمة يا سيدي ليست واردة كعصمة الاثني عشر التي جرّت إخواننا إلى ما لا يرضي الله. وهات لي ما يقول بعصمة صحابيّ غير الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم لنرى إلى اي مدى هو تقديسنا للصحابة الكرام.

والثالث: هو هذا الحديث عن (الخلافات السياسية بين الصحابة) والذي لا أعرف لماذا يُحشر في كل حديث عن (سنّة وشيعة)؟! اختلف الصحابة رضوان الله عليهم بل واقتتلوا ومنهم (عميد آل البيت) قبل 1400 سنة! وثم ماذا؟ هل نسبهم لذلك (الخلاف)؟! أم نكفّرهم؟! شيء حصل وانتهى فما جدوى الخوض فيه وفيهم؟!

والخلاصة يا سيدي الكريم هي أن جوهر الخلاف ليس هذا، بل هو (الإمامة) التي أقررناها لعلي رضي الله عنه وعن ولديه الشهيدين وهو عندنا خليفة راشد لا غبار على خلافته وشخصه. لكن المطلوب هو غير ذلك، فالإمامة عند إخواننا له فقط ومن بعده ذريته الطاهرة الذين نحبهم حبنا لأبنائنا وأكثر، ولكننا لا نؤمن بمهديٍّ اختفى ومعه قرآن وترك الأمة تتخبط! وما دمنا لا نؤمن به والأهم (بوكلائه) فنحن عندهم كفرةٌ فجرة! يا سيدي أنا لا أؤمن بالسستاني ولا الخوئي من قبله ولي مذهبٌ يروقني أن أتبعه ومشايخ ليسوا مقلدين ولا معصومين أناقشهم وقد أختلف معهم، فلماذا يكفرني إخوتي؟! الولاية اليوم هي ما يهمنا فالماضي مضى، والولاية اليوم لعدد من (السادة) كبيرهم لم يره أحد يصلي ركعتين وهو بكل تأكيد لا يخاطب الناس إلا عن طريق وكلاء. وهو لم يرفض الاحتلال الأمريكي القذر للعراق و.... الكثير مما يجعلني لا أؤمن بولايته ولا وصايته ولا فتياه.
أطلت فأرجو منك ومن الأحبة القراء المعذرة.
دمت بخير ووفقك الله في التقريب إلى الله الذي سيقودنا لنكون متقاربين.

مكي النزال
22-01-2012, 10:30 PM
للأحبة الذين اختلفوا على حديث الفرقة الناجية أقول:
لنكن كلنا فرقة ناجية والأمر ليس عسيرًا فهو باختصار أن نشهد ألا إله إلا الله ونشهد أن محمدًا عبدهُ ورسوله ثم نصلي ونصوم ونزكّي ونحج كما أمرنا الله تعالى ثم نأتي الحلال وننتهي عن الحرام ثم نؤمن أن (الدين المعاملة). وكما قلت لأخي صاحب المقال فالنجاة في التقرب إلى الله بالطاعات الواضحة الجلية في قرآنه.
المصيبة هنا هي أن بعض الناس يسفهون أبا هريرة رضي الله عنه والبخاري رحمه الله ويكفّرون ابن تيمية ويؤمنون بما جاء عن طريق (الكليني) فكيف سنتفق لنكون فرقة واحدة ناجية؟!
ليس المقصود بالفرقة مذهبًا ما وإلا لتساءلنا: مَن صاحب المذهب الناجي؟ أهو الحنفي أم الشافعي؟ المعنيون هم من استمعوا للقول فاتبعوا أحسنه والذين يغارون على الدين ويدافعون عن حياض أوطانه و... كل ما أود قوله معروف للجميع.
تحية لكم.

سامح عسكر
22-01-2012, 10:41 PM
وعليكم السلام ورحمة الله أخي الأستاذ الفاضل ربيع..

اطلعت علي تحقيق الشيخ الألباني لحديث الفرقة الناجية وهو يعضد قولنا السابق بمشهورية الحديث..ولكن أولي الملاحظات والتي لم يذكرها الألباني أن الحديث لم يُروي في الصحيحين.وقد يكون ذلك مما فات علي الشيخين دون تعرض وهو دونهما حجة عند البعض..فالحُجة لازمها تواتر لفظي ومعنوي...أما المعنوي فموجود واللفظي معدوم..وإن صح عند البعض فهو آحاد وعدد طرقه لا يؤهله للحكم علي إيمان البشر به..وفي ذلك أورد النووي مباحثا حول حُكم العمل بالآحاد في العقائد وهذا له مجال آخر قد نتحدث فيه مستقبلا..هذا لو وافقنا الألباني علي صحته دون التعرض لمتنه..ومتنه به مغالطات وتناقضات وأسئلة عقلية تبحث عن إجابات..

أما الآن فسأطرح رؤية شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي حول الحديث..وبعده لي مقام ثان في التحقيق العقلي والعرض علي أصول وكليات الدين تتبعا لجذور القصة...يقول الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه "فتاوى معاصرة":

تعرضنا للكلام عن هذا الحديث منذ بضعة عشر عامًا، عندما تحدثنا عن فقه الاختلاف في كتابنا (الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم) وذكرنا بإجمال وتركيز القيمة العلمية لهذا الحديث، وبينا ما فيه من كلام كثير في ثبوته وفي دلالته ولا بأس أن نعيد ما كتبناه لأهميته وضرورته للسائل، ولمثله من القراء المسلمين، مع إضافة بعض الفوائد إليه إن شاء الله.

أ ـ أول ما ينبغي أن يعلم هنا: أن الحديث لم يرد في أي من الصحيحين، برغم أهمية موضوعه، دلالة على أنه لم يصح على شرط واحد منهما.

وما يقال من أنهما لم يستوعبا الصحيح، فهذا مسلّم، ولكنهما حرصا أن لا يدعا بابًا مهمًّا من أبواب العلم إلا رويا فيه شيئًا، ولو حديثًا واحدًا.

ب ـ إن بعض روايات الحديث لم تذكر أن الفرق كلها في النار إلا واحدة، وإنما ذكرت الافتراق وعدد الفرق فقط. وهذا هو حديث أبي هريرة الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وفيه يقول:
"افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعون فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة".
والحديث ـ وإن قال فيه الترمذي:حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم ـ مداره على محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، ومن قرأ ترجمته في (تهذيب الكمال) للمزي وفي (تهذيب التهذيب) لابن حجر: علم أن الرجل متكلم فيه من قبل حفظه، وأن أحدًا لم يوثقه بإطلاق، وكل ما ذكروه أنهم رجحوه على من هو أضعف منه؛ ولهذا لم يزد الحافظ في التقريب على أن قال: صدوق له أوهام. والصدق وحده في هذا المقام لا يكفي، ما لم ينضم إليه الضبط، فكيف إذا كان معه أوهام؟؟!
ومعلوم أن الترمذي وابن حبان والحاكم من المتساهلين في التصحيح، وقد وصف الحاكم بأنه واسع الخطو في شرط التصحيح.

وهو هنا صحح الحديث على شرط مسلم، باعتبار أن محمد بن عمرو احتج به مسلم، ورده الذهبي بأنه لم يحتج به منفردًا، بل بانضمامه إلى غيره (1/6). على أن هذا الحديث من رواية أبي هريرة ليس فيه زيادة: أن الفرق "كلها في النار إلا واحدة" وهي التي تدور حولها المعركة.

وقد روي الحديث بهذه الزيادة من طريق عدد من الصحابة: عبد الله بن عمرو، ومعاوية، وعوف بن مالك، وأنس، وكلها ضعيفة الإسناد، وإنما قووها بانضمام بعضها إلى بعض.

والذي أراه: أن التقوية بكثرة الطرق ليست على إطلاقها، وخصوصًا عند المتقدمين من أئمة الحديث، فكم من حديث له طرق عدة ضعفوه، كما يبدو ذلك في كتب التخريج، والعلل، وغيرها! وإنما يؤخذ بها فيما لا معارض له، ولا إشكال في معناه.
وهنا إشكال أي إشكال في الحكم بافتراق الأمة أكثر مما افترق اليهود والنصارى من ناحية، وبأن هذه الفرق كلها هالكة وفي النار إلا واحدة منها.

وهو يفتح بابًا لأن تدعي كل فرقة أنها الناجية، وأن غيرها هو الهالك، وفي هذا ما فيه من تمزيق للأمة، وطعن بعضها في بعض، مما يضعفها جميعًا، ويقوي عدوها عليها، ويغريه بها.

ولهذا طعن العلامة ابن الوزير في الحديث عامة، وفي هذه الزيادة خاصة، لما تؤدي إليه من تضليل الأمة بعضها لبعض، بل تكفيرها بعضها لبعض.

قال رحمه الله في (العواصم والقواصم) وهو يتحدث عن فضل هذه الأمة، والحذر من التورط في تكفير أحد منها، قال:وإياك والاغترار بـ "كلها هالكة إلا واحدة" فإنها زيادة فاسدة، غير صحيحة القاعدة، ولا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة!
قال: وعن ابن حزم: أنها موضوعة، غير موقوفة ولا مرفوعة، وكذلك جميع ما ورد في ذم القدرية والمرجئة والأشعرية، فإنها أحاديث ضعيفة غير قوية.
ج ـ إن من العلماء قديمًا وحديثًا من رد الحديث من ناحية سنده، ومنهم من رده من ناحية متنه و معناه.

فهذا أبو محمد بن حزم، يرد على من يكفر الآخرين بسبب الخلاف في الاعتقاديات بأشياء يوردونها.

وذكر من هذه الأشياء التي يحتجون بها في التكفير حديثين يعزونهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هما:
1 ـ "القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة".
2 ـ "تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، كلها في النار حاشا واحدة، فهي في الجنة".

قال أبو محمد: هذان حديثان لا يصحان أصلا من طريق الإسناد، وما كان هكذا فليس حجة عند من يقول بخبر الواحد، فكيف من لا يقول به؟

وهذا الإمام اليمني المجتهد، ناصر السنة، الذي جمع بين المعقول والمنقول، محمد بن إبراهيم الوزير (ت 840هـ) يقول في كتابه (العواصم والقواصم) أثناء سرده للأحاديث التي رواها معاوية رضي الله عنه، فكان منها (الحديث الثامن): حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا فرقة واحدة، قال: وفي سنده ناصبي، فلم يصح عنه، وروى الترمذي مثله من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال: حديث غريب. ذكره في الإيمان من طريق الأفريقي واسمه عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عنه.

وروى ابن ماجة مثله عن عوف بن مالك، وأنس.
قال: وليس فيها شيء على شرط الصحيح؛ ولذلك لم يخرج الشيخان شيئًا منها. وصحح الترمذي منها حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وليس فيه (كلها في النار إلا فرقة واحدة). وعن ابن حزم: أن هذه الزيادة موضوعة، ذكر ذلك صاحب (البدر المنير).

وقد قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى في سورة الأنعام:{أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض}، وقد ورد في الحديث المروي من طرق عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:"وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا واحدة"ولم يزد على ذلك فلم يصفه بصحة ولا حسن، رغم أنه أطال في تفسير الآية بذكر الأحاديث والآثار المناسبة لها.

وذكر الإمام الشوكاني قول ابن كثير في الحديث ثم قال: قلت: أما زيادة "كلها في النار إلا واحدة" فقد ضعفها جماعة من المحدثين، بل قال ابن حزم: إنها موضوعة.
على أن الحديث ـ وإن حسنة بعض العلماء كالحافظ ابن حجر، أو صححه بعضهم كشيخ الإسلام ابن تيمية بتعدد طرقه ـ لا يدل على أن هذا الافتراق بهذه الصورة وهذا العدد، أمر مؤبد ودائم إلى أن تقوم الساعة، ويكفي لصدق الحديث أن يوجد هذا في وقت من الأوقات.

فقد توجد بعض هذه الفرق، ثم يغلب الحق باطلها، فتنقرض ولا تعود أبدا.
وهذا ما حدث بالفعل لكثير من الفرق المنحرفة، فقد هلك بعضها، ولم يعد لها وجود.
ثم إن الحديث يدل على أن هذه الفرق كلها (جزء من أمته) صلى الله عليه وسلم، أعني أمة الإجابة المنسوبة إليه، بدليل قوله:"تفترق أمتي" ومعنى هذا أنها ـ برغم بدعتها ـ لم تخرج عن الملة، ولم تفصل من جسم الأمة المسلمة.

وكونها (في النار) لا يعني الخلود فيها كما يخلد الكفار، بل يدخلونها كما يدخلها عصاة الموحدين.

وقد يشفع لهم شفيع مطاع من الأنبياء أو الملائكة أو آحاد المؤمنين، وقد يكون لهم من الحسنات الماحية، أو المحن والمصائب المكفرة، ما يدرأ عنهم العذاب.

وقد يعفو الله عنهم بفضله وكرمه، ولا سيما إذا كانوا قد بذلوا وسعهم في معرفة الحق، ولكنهم لم يوفقوا وأخطأوا الطريق، وقد وضع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه...والله أعلم..انتهي

قلت أن تحقيق القرضاوي ناقش السند ولم يناقش المتن إلا من وجه القول بالخيرية دون بقية المسلمين..وهي مشكلة العقل الإسلامي أعرفها بالأنا والآخر وهذا ما يتعارض مع مباحث الشيخ بالقبول لذلك وجب ضبطه لهذه المسألة وهي لازمة لمنهجه..بإذن الله لي عودة للتفاعل أكثر والرد

ربيع بن المدني السملالي
22-01-2012, 11:35 PM
بالنسبة أخي الأستاذ الكريم ( سامح ) لحديث الآحاد والأخذ به في العقائد فإنّ من أهم الخلافات بين أهل السنة والجماعة وبين الأشاعرة هو الخلاف حول حجية خبر أحاديث الأحاد فى العقائد . فبينما أهل السنة يقولون بحجية حديث الأحاد فى جميع الأحوال وحجيتة فى باب العقائد يصر الأشاعرة وغيرهم على عدم حجية حديث الواحد فى باب العقائد بزعم أنه دليل ظني لا يفيد القطع ...ولا يخفاكَ أخي أنّ الإمام النّووي رحمة الله عليه الذي أوردت أنه تكلم في ذلك ( فهو أشعري ) ، ولا يخفاك أيضا أنّ الإمام ابن حزم ( رحمة الله عليه ) لا يعتدّ به في التّصحيح والتّضعيف ، وللعلماء فيه كلام كثير ، حتى إنّه لم يعرف من هو محمد بن سورة ( الترمذي صاحب السنن ) ، ولكنه فقيه جِهبِذ لا تلين له قناة ، وأنا أعتمد على كتابه النّفيس المحلّى كثيراً في الفقه ...واعلم أستاذ سامح أنني نقلت كلام العلاّمة الألباني دون غيره لأنه متأخر واستفاد من جميع المتقدّمين ، وهو محدّث العصر بدون منازع ..

سامح عسكر
24-01-2012, 01:44 PM
الأستاذ الفاضل ربيع

المغايرة بين السنة والأشعرية بها نُظر ولا يُحتج بها إلا لو ألغينا غالبية علماء السلف والخلف من قاموس أهل السنة والجماعة فغالبيتهم أشعرية في العقائد..شخصيا أعتد بأن الٍإسلام السني جامع للأشعرية والسلفية والماتوريدية والصوفية والإخوان وجميع التيارات والمذاهب الفكرية الإسلامية التي تتخذ موقفا موحدا من الصحابة ..وقد خالفهم الشيعة في موقفهم من الصحابة وزادوا عليه الإمامة وعصمة الأئمة..لذلك أرفض أي مغايرة بين تلك التيارات السنية وبين مذهب أهل السنة .فلو فعلنا كان ذلك شرعنة لتفكك السنة وصراعهم وأظن أن هذا الصراع هو نتيجة طبيعية لعقيدة الفرقة الناجية..

أما خبر الواحد في العقائد فقد قال فيه بغلبة الظن -لا العلم-جمهور أهل السنة وفي ذلك مقام آخر والحديث فيه يتسع..فهناك أقواما يعتدون بخبر الواحد في العقائد فيغرسون ثقافة الإقصاء والتكفير والتهميش وتبديع غالبية المسلمين إضافة إلي الإيمان بالشئ ونقيضه ..وقد راعي جمهور أهل السنة والمعتزلة تلك النقطة ورصدوا لها عِللا شرعية وعقلية أحدثت ظاهرة فكرية لم يكن يُعتد بها في مقام العلم قبل ظهور شيخ الإسلام بن تيمية..كانت موجودة لدي بعض الحنابلة ولكنها لم تكن عقيدة العلماء وفي ذلك دليل من أقوالهم ومواقفهم قد نطرحه إذا أتيحت لنا الفرصة في موضوع آخر وليس في هذا الموضوع..فالحديث في هذه النقطة متشعب.؟؟

سامح عسكر
24-01-2012, 01:47 PM
الأستاذة الفاضلة أماني عواد

دور العلماء رئيسي ومفصلي في تحديد هوية الأمة وبناء ثقافتها التي اندثرت بفعل العامل السياسي..بارك الله فيكم وبكم

سامح عسكر
24-01-2012, 02:11 PM
الأستاذ الفاضل مكي النزال

أتفق مع حضرتك في أن أصل الخِلاف بين السنة والشيعة هو الإمامة ومنه إلي تصور الصحابة في العقل الإسلامي..وهذا اعتراف -ضمني-بسياسية الخلاف..أيضا أتفق مع حضرتك بعدم تحميل السنة مساوئ ظلم بني أمية وهذه مشكلة فعلا في العقل الجمعي الشيعي الذي ينظر لأهل السنة علي أنهم وفي غالبيتهم أمويين..وهذا غلط..ولكني رصدت فهما لدي بعض محققيهم في تلك النقطة ووجدت فصلا تاما بين المنهج الأموي والمنهج السني الإسلامي الصحيح علي سبيل المثال موقف الشيعة من الإمام النسائي وهم يوقرونه ويقولون عليه أنه ليس أمويا وهناك البعض الآخر ممن لا يحضرني ذكرهم..

لكن هذا ليس تحميلا للمسئولية الكاملة عن نشوء الخلاف للدولة الأموية فتاريخيا هذا غير صحيح..كان لهم دور في نشأة الخلاف نعم ولكنهم لم يكونوا أصل الخلاف وعماده..فالمسألة اكبر من كونها تخص مجموعة من الأشخاص أو تيار سياسي أو دولة كاملة الأركان..بل تخص الفكرتين السياسية معززة بالدينية ..وشخصيا أعزو هذا الخلاف إلي نشأته-كأصل- في العقل الجمعي للمسلمين يوم الخلاف في السقيفة..فكل طرف بدت له اتجاهاته في تلك المرحلة ولكن وبما أن الدولة الإسلامية حديثة وناشئة فكان من الطبيعي أن يكون العامل الديني حاضر في تلك المرحلة فبدأت كل فرقة وكل مدرسة من مدارس المسلمين -وقتها-بالبحث عن ما يوافق أرائهم من الشرع وهذا أظنه أصل الخلاف وهو مصدر تعزيزه..لذلك كان منهجي دائما في التقارب هو تقنين وترشيد التناظر فهو السبب في هذا الإستقطاب الحاصل..

دعني لا أخفي عليك أخي الكريم بأن هناك من المسلمين السنة الذين يناصبون لأهل البيت العداء كنتيجة طبيعية للتناظر والرد علي المخالفين..فنظريا يتبع الشيعة أهل البيت..والسنة للصحابة..أما عمليا فهذا مقام آخر..وهذه الفكرة تعطي للمُناظر خلفية مبهمة وغير واضحة لرد منهج الخصم..فتراه يعتمد وبشكل رئيسي علي تعزيز فكرته عن طريق التناظر لإفحام المخالف بالاستعانة بالنصوص الدينية سواء كانت قرآنا أو أثرا، والنتيجة أنه سيجور علي أحد الأطراف..إما الصحابة وإما آل البيت لأن أصل الخلاف ليس ديني بل سياسي وعندما يتم استخدام النص الديني في الرد فهو شرعنة للخلاف وتعميقه بيد لجوء الطرف الآخر إلي نفس الوسيلة..

ورغم أن السنة في مجملهم محبون لآل البيت إلا أن التناظر والإفحام-كنظرية ومعتقد- ينقل بعضهم من مرتبة المحبة إلي مرتبة البُغض-للبعض..وهذا يعود بنا إلي أصل المشكلة التي طرحتها في السابق وهي عدم وضوح الخلفية وإن وضحت فهي غير صلبة..

مكي النزال
24-01-2012, 02:52 PM
لا يا أخي لا والف لا!!!!
أنت ربما تتحدث عن بعض المجادلين الذين يتحدثون بالأفضليات بين الصحابة وآل البيت وهذا لا يقود لأية بغضاء لآل البيت. أين سمعت او قرأت ما يمكن اعتباره اي نوع من أنواع البغضاء لآل البيت الأطهار؟! وتقول عداء؟!! أستغرب والله وكأني أعيش خارج العراق الذي يجمع الطائفتين بكل فروعهما ومذاهبهما وتوجهاتهما.
لكن لب الموضوع أن أهل السنة - كلهم - يحبون آل البيت حبًا جمّا لا تشوبه شائبة، بل ويُقسم بهم العوام ويزورون أضرحتهم ومقاماتهم.
بينما الشيعة يؤمرون بلعن الصحابة الأطهار وأمهات المؤمنين كجزء مهم (وربما الأهم) من عبادتهم وطريقهم للجنة..،وهنا يبرز ما تفضلتم به في الرد على الأستاذة اماني عواد من دور للــ (علماء) فمن يعتمرون العمائم عندهم هم الذين يأمرونهم بالعداوة وحتى القتل لأهل السنة وفق منهجية ثابتة وراسخة و (علم) مدوّن، فمع من سنتفاهم؟
ثم أن حضرتك لم ترد على الكثير من تساؤلاتي وملاحظاتي التي تمثل العقدة الرئيسية، بل ولم تتوسع في موضوعنا الرئيسي وهو (الإمامة) فمررت عليه مرور الكرام. ماذا نفعل يا سيدي بهذا الموضوع؟ كيف نتفق؟ أجزم لك اننا لن نقبل بوكيلهم المزعوم لأئمة 12 آخرهم أخذ قرآناً ما واختفى!!!
وسأريخك بمعلومة مفادها اننا في العراق اتفقنا على مبدأ المواطنة (العراقيون كمواطنين لا ساسة دين ومتدينو سياسة). هم يذهبون لحسينياتهم ونحن نذهب لمساجدنا وإن سبوا أئمتنا لم يسمعونا وإنما فعلوا ذلك في مجالسهم. إلى ان حكم منهم من حكم فأعملوا القتل فينا وتحالفوا مع أعدائنا وأعداء الدين بفتوى قذرة من قياداتهم. وبقيت العلاقة بين المواطنين عصية عليهم لكن فتاوى الدجالين اثرت على الوضع فهي التي جعلت اللصوص والقتلة يفوزون بالانتخابات. هل تعرف القائمة 555 سيدي؟
أرجو ألا يأخذنا الحماس لتجاهل حقائق دامغة لا يمكن تجاوزها من الطرفين وحين نقرّ بكل ذلك يمكن ان نتفاهم على شيء ما قد يؤدي إلى تعايش بين الطرفين.
دمتم بخير.

سامح عسكر
24-01-2012, 04:53 PM
أخي الأستاذ مكي عُد للسياق ستجد دلالة الفكرة في التناظر ومدلولها في انتفاء الخلفية الواضحة...أي أنها -لدي -مشروطة ومبعّضة..ولو كنت لا تعلم حقا بما يحدث للبعض من جراء التناظر المذموم فأعذرك وهذا دليل علي أنك إنسان غير مُجادل ولا تشاهد بعينك ما يحدث من تبني أقوال إما متناقضة وإما يحويها انتقاص لبعض من آل البيت..والحق أننا أمرنا بعدم الانتقاص لا من الصحابة ولا من آل البيت ولكن بتناظر هذا الإنسان وجهله وقع في المحظور..فهو يريد إفحام مخالفه والانتصار عليه بأي وسيلة مرجعيتها الانتصار لنفسه وليس للدين!

علي جانب آخر فمشكلة سب الصحابة هي مشكلة أخلاقية ولا علاقة لها بمذاهب ولا أديان..فغالبية أصدقائي من الشيعة يرفضون هذا العمل ويقولون أن سب الصحابة لدينا شذوذ فكري لا يقبله عوام الشيعة ولا علمائهم..والغالبية أيضا ممن قرأت لهم من مفكري ومراجع الشيعة يستنكرون أيضا هذا العمل ولي صديق شيعي أعلم عنه سماعه لخُطب ومحاضرات الشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وهو متابع جيد لقناة الرحمة السلفية ويقول أن علمائنا لا يمنعون ذلك...فالعقل الجمعي الشيعي منفتح إلي حد كبير..وهذه الفكرة أثارت فضولي لمعرفة مدي ثقتهم بأنفسهم ومن أين أتت..رأيت أنهم ينظرون إلي الدين بنظرة تكاد تكون مختلفة جذريا عن نظرتنا لمذهبنا وديننا..بيد انحسار الفتوي لديهم في مؤسسات ومرجعيات معتمدة ولا يجوز لأحد الفتوي إلا عن طريق تلك المراجع العلمية...بينما أري أننا مقصرون وبشدة في سلوك هذا المسلك الذي يحد من فوضي الفتاوي ودربكة العقول وتوحيد المسالك..

أما عن مسألة الإمامة فهي مسألة خلافية رادّها إلي التأويل ..وهذه لا تستوجب تكفير إذ الخِلاف بشأنها لا يؤثر علي إيمان البشر..والشاهد في هذا الأمر هو قبول الرأي من وجه التعايش معه وحقه كموجود إضافة إلي حقوقه كرأي يجب مناقشته في إطار من الأخوة والتسامح بعيدا عن الإقصاء والتهميش والوصاية..وهناك فارق بين القبول بالرأي والقناعة به..أقبله نعم أقتنع به لا وإلا لم يكن لدي رأيا آخر..

هناك شذوذ فكري لدي بعض السنة والشيعة علي حد سواءا يتمثل في الإلغاء والرفض وأحيانا القمع بأنواعه الفكري والبدني..وهذا يعود بنا إلي تواريخ سابقة تحكي صداما بين الأفكار الشاذة ومعتنقيها في المذاهب الفقهية السنية حتي أن التاريخ يحكي لنا صداما دمويا بين الأحناف والحنابلة في بعض البلدان..هذا العمل مرده إلي الجهل بطييعة الدين الإسلامي والتعصب للأشخاص والإنطلاق من قواعد فكرية خاطئة تختزل الآخر في فكرة صدامية إلغائية..

أخيرا أري الإنطلاق للفكرة الصحيحة يبدأ من تجاوز خطاب الذات والآخر وتطويره إلي خطاب موحد خاصة في حالة المجتمع الواحد ..نحن وهم مساجدنا وحسينياتهم مذهبنا ومذهبهم ديننا ودينهم مقدساتنا ومقدساتهم..هذا خطاب له مُدخل إقصائي إلغائي سيعمل علي تطويره بعض رواده هذا لو افترضنا أن القائمون عليه لم يتبنوه كخيار فِعلي الأرض...أنت تتحدث ياأستاذ مكي بخطاب سياسي ديني وهذا لا يصح فالفصل أصح فماهية الخطابين مختلفين ..وطننا واحد شعبنا شعب واحد ثقافتنا واحدة ديننا واحد مصيرنا واحد....وهكذا..أما الخِلاف الديني فهو شئ معتبر وهو ما يجوز لنا قوله واعتقاده في حق الله أن الله خلقنا مختلفين والإطلاق ثابت وإطلاقيته تثبته في خلاف الأديان والمذاهب...

الشاهد أنه لا يصح تجاوز الخلاف المذهبي ولكن فقه المرحلة يعني التوسط والدعوة للحوار فالفتن كثيرة والأعداء متربصون والدماء تُراق..أما الخلافات الدينية فهذا شئ طبيعي علينا قبوله كأصل دعوي وفكري إسلامي ننطلق عن طريقه بحوار مذهبي علي مستوي عُلمائي وليس علي مستوي العوام..فمن السهل أن أحشد العوام لفكرة صدامية ذلك أن العوام أنفسهم مُهيئون للصدام الديني علي خللفية تميز الذات ونقص الغير أو بالأحري تعديه مما يولد هاجسا قويا لدي العامة بأنه لو لم يواجهوا الآخر فسيقضي عليهم وهذا قصور معروف في عقل العامي لعدم اطلاعه..لذا كان الواجب هو الدعوة للحوار والتوسط في الأفعال وردود الأفعال خاصة في تلك الفترة..

مكي النزال
24-01-2012, 11:42 PM
أخي الكريم
أنا لا أتكلم عن مجتمع وأصدقاء، بل لقد قلت لك ما تفضلت انت به الآن من ان المجتمع متعايش. هل تعني وحدة مجتمعية؟! بكل تأكيد يجب تحقيقها، لكني ظننتك تعني وحدة (دينية) واتفاق (علماء) وتوحيد (مرجعية)! وأعود لأصر على أن (علماءهم) يناصبونا العداء حد القتل الجماعي ولا يمكن بحال الاتفاق معهم على شيء. مع من تقترح أن نتفاهم؟ إلا اللهم ّ أن تقول الشيخ الخالصي او حسين المؤيد، وهؤلاء ما من داع للحوار معهم لأنهم مرفوضون من حوزتي إيران والنجف معا لأنهما لا يلعنان ولا يفتيان بتكفير أهل السنة وقتلهم بالجملة ورميهم في السجون بمئات الآلاف.
ولقد كذب عليك اصدقاؤك الشيعة فـ (علماؤهم) يأمرونهم بسباب الشيخين ونعثل (على من اطلق التسمية لعنة الله) فهم يعلنون ابا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم ومن لا يسبهم فهو ليس متدينًا بعرف من آنف ان اذكر اسماءهم.
وعودًا لموضوع سباب آل البيت اراك يا أخي تذهب بنا بعيداً لمجادلي الانترنت الذين قد يكونون اشباحًا أو جهلاء قد (ينتقصون) من باب المجادلة، ونحن هنا نتحدث عن منهج راسخ تابع لمذهب او فكر. ما همنا ان كافراً ما قال أو فعل، أو ان شيوعيًا أو غيره كان يومًا ما سنيًا انتقص..،نريد شيخًا يقرا لنا من كتاب لأبي حنيفة او الشافعي أو ابن تيمية يستند فيه إلى سباب ولعن وتكفير. لا يا سيدي السنة لا يلعنون وإنما يغالون في تقديس آل البيت الأطهار إلا اللهم انهم لا يلطمون ولا يجرحون الرؤوس بالفؤوس.
أرجو من حضرتك التركيز على النقاط الجوهرية إن شئت لفكرتك أن تُناقش وألا تتشعب فلا تصل لنتيجة.
دمت بخير وعافية.

ربيع بن المدني السملالي
25-01-2012, 12:13 AM
شهادات الأستاذ مكي النزال ( حفظه الله) ليست حبرا على ورق ، أو انتصاراً لفئة دون أخرى ، بل هي شهادة على واقع يعيشه ، فالحمد لله الذي أظهر الحق على لسانه ، لذلك فأنا سألتزم الصّمت أمام هذا الحوار الهادئ بين هذين الفاضلين ..
أسأل الله أن يبصرنا بالحق الذي نزل به كتاب ربنا ، ونطقت به سنة نبينا صلّى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم
تحيتي والتقدير مع المودة

سامح عسكر
25-01-2012, 01:08 AM
التقارب لدي أستاذ مكي هو تقارب بين الأتباع فالهاجس من الآخر هو المولد للشحنات الطائفية والنزعات الدموية ..علي سبيل المثال فالتقارب الإيراني الخليجي سيتبعه تقارب سني شيعي علي الفور..فالفكرة الخلافية وحلها ليست صعبة، فقط يُزال الهاجس وننشر العلم ونتحاور سنري المسألة علي طبيعتها وسنكتشف بعد حين من الزمن أننا كنا نُضخّم الأحداث وننفخ في نار الخلافات العقدية والمنهجية والفقهية دون داعي..إذا المسألة مسألة فهم وعقل أكثر من كونها مسألة حفظ أو علم..

أما عن كذب أصدقائي فهم ليسوا عهدتي والعُمدة لدي الاطلاع والإستبيان فأنا دارس لجميع فرق المسلمين دراسة منهجية بواسطة دورة شرعية ثقافية تلقيتها في جمعية مصر للثقافة والحوار منذ ما يقرب من 4 أعوم..هذا لو افترضنا كذبهم..رغم ثقتي فيهم وعن كون اختيار صداقاتي صائبة فالطعن فيها- دون علم- هو طعن في شخصيتي وافتراض السذاجة دون وعي!...لا أريد توجيه أي خطاب مشاكلة إلي محاوري لأنني لم أعتاد عليه وأرفضه-كمبدأ- وحينها سأوجه لك نفس الأسئلة والإشكالات التي طرحتها ..ولكن كما قلت لست ممن يفعلون ذلك..فالإقناع طريقي والموضوعية وسيلتي والإصلاح هدفي والله غايتي..

من الممكن أن تذهب للشيعة وتعرض عليهم ما تقول هنا بالضبط وانتظر ردودهم ولكن إطرح السؤال عليهم بموضوعية وهدوء وأنا واثق أنهم سيجيبونك فلست في سياق طرح أدلتهم عنهم أو مواقفهم دونهم لئلا يقال عن شخصي محاميا كما يدعي بضعا من الأشخاص الذين لا يتلقفون الرأي الآخر إلا بالدحض والاستنكار..فقط أريد الألتزام بمادة الشريط وهي كيفية التعاطي مع المسألة من منطلق عقلاني يراعي أصول الدين وكلياته..

مكي النزال
25-01-2012, 03:14 AM
معاذ الله أن أكون طاعنًا في شخصك الكريم أو اني عنيت التطاول، لكن يا سيدي انظر لكتاب الكافي للكليني واعرف المنهج! التقارب؟ إيران تعمل جاهدة على احتلال الخليج وهي فعلا تحتل الجزر المعروفة فلتبادر عسى أن يتقاربوا.. ولتخرج مليشياتها من العراق ولتوقف القتل اليومي الممنهج فيه و... الكثير. أم المطلوب أن يقترب العرب ليكونوا تحت خيمة بلاد فارس وبذلك نتوحد؟!
أما عن طرح الموضوع فيا أخي الفاضل لي حصيلة 55 عامًا من الحياة في العراق لنقل أني قضيت منها الكثير متنقلاً بين الشمال والجنوب بين أهلي العراقيين ولكني أكلمك الآن فانت صاحب الموضوع ومن خلالك أكلم من يقرأ. الشيعي المقلد لحوزتي النجف وقُم لا يمكن له أن يقول ما قاله لك أصدقاؤك إلا من مبدأ (التقية) فهذا ما يؤمن به. الذي اقوله مثل 1+1=2 ولا خلاف عليه. ولست اقول هذا من باب كرهي لهم فأنا أتفهم ذلك ولكن ما هي الطريقة التي نتقارب بها (دينيًا)؟ نحن متقاربون هناك عشائريًا ووطنيًا وعروبيًا ولا اقتتال بيننا إلا ذلك العابر لنا من الشرق على هيأة مليشيات وأحزاب حاكمة.
دمت بخير

.

علي جاسم
02-02-2012, 07:50 PM
أخي العزيز الأستاذ الفاضل سامح عسكر
السلام عليكم
هنا (مطبّات) أرجو أن أختصر في توضيحها
الأول: هو أن بني أمية يمثلون أنفسهم فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم وهم (أمّةٌ قد خلت) لأنهم لم يخلفوا وراءهم فكرًا سياسيًا أو مذهبًا دينيًا يتبعه أهل السنة اليوم, وهم ملوك لا أكثر ودورهم انتهى بزوال ملكهم (مقتولين) على ايادي العباسيين. فما الداعي ليُحاسَب (السنّة) لما بدر منهم؟ هل بنو أمية هم مؤسسو المذهب السني؟! أم هم مقدّسون عندنا اليوم؟! ثم ائذن لي بسؤال: هل يسبّ السنّة اليوم آل البيت الأطهار؟ أم يحبّونهم حدّ التقديس؟ وهل سباب ابو بكر وعمر وعثمان عبادة عندهم أم لا؟ وهل هي كفر عندنا أم لا؟ وما هو عدد الصحابة الذين لا يسبهم إخواننا الشيعة؟! ولماذا يكرهون محرر القدس صلاح الدين كما يسبّون محررها الأول عمر رضي الله عنه؟! ولماذا يكرهون القعقاع؟!!!

والثاني: ما هو نوع (تقديسنا) للصحابة؟ ومَن مِن (السنة) يقدس الصحابة حد طلب المدد منهم دون الله؟! من هو الصحابي الذي تُسيّر له المسيرات (المليونية) كل سنة وفيها ما فيها مما لا يرضاه الشرع؟! إلا اللهمّ من هم ليسوا على المذهب الصحيح من متأثرين بغير سنة النبي الكريم بعيدًا عن مذاهبنا الأربعة وما هو مدوّن من فقه صحيح، أما أصحاب الخزعبلات فلهم مذهب لوحدهم بعيد عن السنة المطهّرة. العصمة يا سيدي ليست واردة كعصمة الاثني عشر التي جرّت إخواننا إلى ما لا يرضي الله. وهات لي ما يقول بعصمة صحابيّ غير الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم لنرى إلى اي مدى هو تقديسنا للصحابة الكرام.

والثالث: هو هذا الحديث عن (الخلافات السياسية بين الصحابة) والذي لا أعرف لماذا يُحشر في كل حديث عن (سنّة وشيعة)؟! اختلف الصحابة رضوان الله عليهم بل واقتتلوا ومنهم (عميد آل البيت) قبل 1400 سنة! وثم ماذا؟ هل نسبهم لذلك (الخلاف)؟! أم نكفّرهم؟! شيء حصل وانتهى فما جدوى الخوض فيه وفيهم؟!

والخلاصة يا سيدي الكريم هي أن جوهر الخلاف ليس هذا، بل هو (الإمامة) التي أقررناها لعلي رضي الله عنه وعن ولديه الشهيدين وهو عندنا خليفة راشد لا غبار على خلافته وشخصه. لكن المطلوب هو غير ذلك، فالإمامة عند إخواننا له فقط ومن بعده ذريته الطاهرة الذين نحبهم حبنا لأبنائنا وأكثر، ولكننا لا نؤمن بمهديٍّ اختفى ومعه قرآن وترك الأمة تتخبط! وما دمنا لا نؤمن به والأهم (بوكلائه) فنحن عندهم كفرةٌ فجرة! يا سيدي أنا لا أؤمن بالسستاني ولا الخوئي من قبله ولي مذهبٌ يروقني أن أتبعه ومشايخ ليسوا مقلدين ولا معصومين أناقشهم وقد أختلف معهم، فلماذا يكفرني إخوتي؟! الولاية اليوم هي ما يهمنا فالماضي مضى، والولاية اليوم لعدد من (السادة) كبيرهم لم يره أحد يصلي ركعتين وهو بكل تأكيد لا يخاطب الناس إلا عن طريق وكلاء. وهو لم يرفض الاحتلال الأمريكي القذر للعراق و.... الكثير مما يجعلني لا أؤمن بولايته ولا وصايته ولا فتياه.
أطلت فأرجو منك ومن الأحبة القراء المعذرة.
دمت بخير ووفقك الله في التقريب إلى الله الذي سيقودنا لنكون متقاربين.



السلام عليكم

أخي الكريم طالعت بعض من ردودك هنا ووقفت هنا وحقيقة وجدت أنك تتكلم عن نفسك وما تحمله هذه النفس وفي نفس الوقت أقول أنك تتكلم على لسان حال الكثير من أخوتنا السنة الذين يشتركون في نقطة واحدة

وهي تكفير المسلم الشيعي ، فأنت ومن معك يقف عند نقاط بسيطة لا يصح معها تكفير الشيعي ، فهل حب آل البيت يعتبر لديكم تكفير ، وهل احياء عاشوراء وذكرى مقتل حبيب رسول الله يستوجب معه تكفير الآخر

وهل المسير مشياً على الأقدام أو حتى ركوب الحصان لزيارة الإمام الحسين يستوجب معه دخول النار إن كان كذلك أخي الكريم هل لك أن تطلعنا على كيفية استدلالك على أن هذه الفئة التي تشهد أن لا إله إلا الله

وأن محمد رسول الله وتحج وتصوم وتصلي وتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر سوف تدخل النار لأنها تحب الإمام الحسين وتحي ذكرى مقتله .

يا أخي الكريم أنت تقول :

1- الشيعة تسب الصحابة هل لك أن تؤكد أن جميع الشيعة تسب الصحابة ومن هم الصحابة تحديداً هل تسب مثلاً سعد بن عبادة أو أبنه قيس بن سعد بن عبادة ، هل تسب أبا ذر أو سلمان المحمدي أو عمار بن ياسر

وغيرهم العشرات بل المئات لأن تعميم سب الصحابة سوف ينطبق على جميع من عاصر الرسول أليس كذلك لذا التخصيص أوجب هنا وحتى ذلك أي أن سب صحابي ما لا يستوجب معه أن نكفر الآخر أو نكفر الجميع

وحتى مفردة الصحابة لا تعني أن الجميع على نفس النهج أي نهج رسول الله لأنك تعلم أو لا تعلم لا أعرف أنا بأن هنالك من عاصر الرسول وقد نكث أو مرق أو قسط أو ارتد ، وأرجوك لا تقل لي بأن الجميع قد حسن

اسلامه أو بقي على اسلامه خصوصا بعد وفاة الرسول ، لأنه لو قلت لي أن جميع الصحابة قد حسن اسلامهم باتلالي سوف يكون مسلمة الكذاب من الصحابة لأنه قد عاصر الرسول .

2- لو صح أن من سب صحابي سوف يستوجب تكفيره على هذه الشاكلة سوف يكون تاريخ بني أمية أول ما احيلك إليه لأنه في زمن معاوية بن أبي سفيان قد سن سب علي بن أبي طالب ومن على المنابر فإذا كنت لا

تعلم سوف أقول لك راجع بعض من كتب أهل السنة وليس الشيعة وإذا كنت على عجلة من امرك ولا تستطيع البحث يسعدني أن أورد لك اكثر من عشرات الكتب تؤكد ذلك ، بالتالي أقول أن من يسب سوف يحاسبه

الله على فعلته هو لا أن يحاسب عليها الجميع أي لا تزر وازرة وزر اخرى ، ونحن أي الشيعة لم نقل أن أهل السنة يسبون أبا تراب ( علي عليه السلام ) بل قلنا نفر من آل امية ولم نعمم ذلك بل نقول أن أهل السنة

هم أعرف الناس بحق علي بن أبي طالب وذريته .

3- أمر تكفير الشيعة للسنة هذا افتراء ما بعده افتراء لأننا نرى العكس أي تكفير السنة للشيعة والأدلة كثيرة ويكفي أن أقول لك أن هنالك فتاوى من علماء من السنة تبيح قتل الشيعي ، وفتاوى تحرم زواج السني

من شيعية بل والبعض يقول بتحريم الأكل من الشيعي فعن أي تكفير للآخر تتحدث فأنت في واد والأدلة في واد آخر .

4- قد اختلط عليك أمر مقت الشيعة اخي فتارة تصف مقتهم بأن السبب أنهم في ضلال ومرة أخى تصف الأمر لأنهم يقتلون اهل السنة في العراق واخيراً تصف هذا المقت لأسباب سياسية ومنها احتلال العراق

ويبدو لي إنك لا تعي الحقائق أو تتغافل عنها لأن الواقع يقول عكس ما تراه أنت ، فالواقع أخي الكريم يقول أن أحتلال العراق عام 2003 قد مر بمقاومة شديدة في الجنوب راح ضحيتها الكثير من أبناء الجنوب وأنت

تعلمهم هم من الشيعة في حين أن دخول العراق من جهة الغرب والشمال كان بتسليم مفاتيح المدن دون طلقة واحدة ، وهنا أخي الكريم لا يستطيع أي غافل أن يقوم بتزوير هذه الحقائق كوننا حديثي عهد بالاحتلال

ولم تمر مدة طويلة حتى تُزور الحقائق .

5- تقول في مداخلة لك أن اهل السنة قد تم قتلهم من قبل الشيعة ، يا أخي الكريم بربك أنت تكتب من قلبك أم تكتب بأمنياتك أو تكتب لأجل خالف تعرف فهذه الفرية نحن أيضاً حديثي عهد بها ولا تنسى الزرقاوي

وتفجيراته والفتن التي أرادها من خلال استباحته قتل الشيعي وكأنه رجس من عمل الشيطان أو هكذا هو الفهم لكثير من أبناء الأمة العربية وبشيء أقل من أبناء العراق من أهل السنة .

أخي الكريم لقد كان القتل بالجملة على أتباع أهل البيت وإن كنت من سكنة العراق مؤكد سمعت بمثلث الموت وهو مثلث سني طبعاً وأي شيعي يدخل إلى هذا المثلث سوف تكون النتيجة انه يموت حتى وصلت الحالة

إلى قطع رأس الميت الذي في طريقه إلى الدفن ومؤكد سمعت بحكايات عن الطريق الواصل بين بغداد والجنوب وبالاخص اللطيفية ن ويقيناً سمعت بالطريق نحو الشمال وبالأخص الطارمية وذراع دجلة ، ومن جهة الغرب سمعت بأبو غريب .

ويقيناً أنت وغيرك يطالع نشرات الأخبار حتى وإن كان لا يسكن في العراق فنشرات الأخبار كانت تحمل لنا كل يوم بالمزيد من التفجيرات في مناطق شيعية وأرجوك لا تقل لي بأن من يفجر هو من محبي آل البيت فالدم

على الأقل يحن والمذهب يحن حتى وإن كان مجرماً .

بالتالي لو عملت احصاء سوف تكون النتيجة لمن استهدفه الإرهاب ستكون نتيجته تشير إلى العراقي الشيعي هو المستهدف ، وهنا أتذكر قول جلال الطالباني رئيس الجمهورية عندما قال أن القتل قد استهدف الشيعة

بما نسبته 70% وهذه هي الحقيقة أخي الكريم ، وحقاً يعز عليّ قول الشيعي أو السني لأن الدم العراقي هو واحد لكن امثالك من جعلنا نتكلم بهذه الحقائق .

ختاماً أقول : حتى عبدة الشجر وروث البقر يجب أن يحترم الطرف الآخر حرية ما يعتقدونه ولا يسيء إليهم وعندما يريد أن يتوجه لهم بالنصح عليه أن يسلك السلوك الطيب لا أن يتصرف وكأنه سيف الله على

الأرض ، فما بالك بملايين لديها مشتركات عدة مهمة وتختلف في اجزاء بسيطة نحاسبها على الأجزاء ونترك النقطة المهمة وهي شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فيا أخي الكريم حتى المذاهب

الإسلامية الأربعة الشافعي والحنفي والحنبلي والمالكي قد اختلفت في كثير من الأجزاء فحتى على قول بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة قد اختلفت المذاهب الأربعة في كونها واجبة أم مستحبة وأنت هنا تطلق العنان على مفرداتك دون تمحيص .

تقديري وعذراً على الإطالة .