تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة الأسدية



عبد الرحيم صادقي
22-01-2012, 12:41 AM
حكى يحيى بن جعفر قال: ابتلاني الله ذات يوم، بشرِّ قوم، هجروا الحق، ورضوا الرِّق، قد احترفوا المدح، لأهل القدح، وآثروا النفاق، وسوء الأخلاق، على إفك وشقاق، وجَنَف وخصام، كما يفعل اللئام. فخرجتُ أطلب الحق، فيما جلَّ ودَقّ، وقلتُ أقصدُ ذا الأصل والشَّرْخ، واقْدَحْ بِدِفْلى في مَرْخ! حتى لقيتُ الهُمام، قد لزم المقام، فقلتُ أشامِمُ ما عنده، ولو قطعتُ وِرْدَه. قلت يا حنظلة الأحنف: ما تقول في "الأسد"؟ إن ما بينا فسد، لسماعِنا قولَ البَجْد، بالروح والجسد، نفديك يا أسد! قال: لَقْوَةٌ صادفتْ قبيسا. قلت: فكيف ترى الرجل؟ قال: طبيبُ عيون به سَبَل، أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل، تكسرت سيوفُه والأسل، على أهل حمص بطل، وفي الجولان حَمَل. مُلْكُ الكَرِيه الهَيْصَر، مغصوبُ يومٍ أغبَر. خِبٌّ عفريت، جُربزٌ نفريت. "بشار" ولا بِشر، عدا شرٍّ وشرَر، أدابَّةٌ أم بَشر؟ زعيم البعث، وشيعةٍ وشَعْث. زوَّر الدستور، وقال أمري مستور. يَسندُه الفُرس، دَرَقٌ وتُرس. و"حزب الله" يمدُّه، لحرب يُعدُّه. يحضن المقاومة، لمأرب ومساومة. يقتل ويعفو، جلَّ من لا يهفو! رجل هَفاة، يحاصر حماة. أشأمُ من قاشر، أطيش من طامر.
قلت: لكن الأنْوَك قال: لستُ ملكا، أنا رئيس! قال: عادت إلى عِتْرها لَميس! يا فَيْءَ، يا فَيْء! يقول: أنا الممانع، لكن مُوادع، عن أمنِكُم أدافع، وأحرسُ الجار، من قصاص وثار. قد سوَّلتْ لي نفسي، في يومي وأمسي، أن الغلبة بالقهر، حيرَيَّ الدهر. وحوله "الشبيحة"، وكل نطيحة، وما عاف السبع، واشتهت الضبع، نَتَنَ وِجارُه، وفي مأمَنٍ جارُه، لا حرب ولا حُرَيْب، ولا قُوَيس ولا فُرَيْس. الدنيا همُّه، والعرش سَدَمُه. يقول الأعْفَك: أنا الأسد، لا حسد، سأحمي العرين، وأجعلُكم عِضِين. دُونكم الإصلاح! قد جاءكم الفلاح. إصلاحُ السَّلْغَم، كسَيْرِ الغَيْلَم. كثيرُ الهَواهي، صاحب الدواهي، يعشق الخُطب، وتَسلُّقَ الرُّتب، والناس في شدة، كزمن الرِّدة، والأنْوَك باسِم، رافلٌ ناعم. صَفَق وقبَح، خَتَل وكلَح.
كليلُ الظُّفْرِ عن العِدى، يَسقي الأهلَ الرَّدى. قيل: ما بَلْهُك يا رئيس؟ عثرَ حظُّك أم جَدُّك تعيس؟ قال: أليست هذه الجولان؟! أم تُراها حوران؟! دلُّوني يا ناس! ما عليكم باس. ما عدتُ أذكر، أأشكرُ أم أكفر؟ نُصَيْري أنا أم مسلم؟ يا "بُثينة" يا "معلِّم"! أفيدوني! أريحوني! مَن أطلق الرصاص؟ لا بد من القصاص. ويلكِ يا "جزيرة"! ما لنا جَريرة. حسابُك عسير، حبْلُك قصير. تبّاً لك يا إعلام، اكسروا الأقلام! ادخُلْ يا رقيب! سَلْني أنا الطبيب! الداء معروف، والأمر مكشوف. هذه مؤامرة، احذروا المغامرة! ليس ثَمَّ ثُوار، ذاك خُوار، تعالوا للحوار! أطلقوا النار! أينكم يا "شبيحة"؟ أريحوا الذبيحة! أنا الأسد، يا "حَمَد"! نحن العروبة، قلبُها النابض، طِحالها الحامض. فمَن أنتم؟ وما بُغيتكم؟ يا أربابَ النَّفط! يا جمْعَ العَفْط! عليكم بالصدق! لا تكتموا الحق! قال الرقيب: قد مات ألف. قال: خطأ أو حَيْف. قالوا: فما بال القصف، قد جاوز الوصف؟ قال: تلكم رحلةُ صَيد، كُفُّوا عن الكَيد! كنت أطارد الحَجَل، على عَجَل. قالوا: فلِمَ ركض الحمار؟ أدُخانٌ من غير نار؟
قال حنظلة الأحنف: فذاك الأسد، حامي البلد! وتلك الشام، في مأدبة اللئام.
قال يحيى بن جعفر قلتُ: لا فُضَّ فوك! قد أصبتَ كبد الحقيقة. فذاك الأسد، روحه والجسد!

ربيع بن المدني السملالي
22-01-2012, 12:56 AM
قال حنظلة الأحنف: فذاك الأسد، حامي البلد! وتلك الشام، في مأدبة اللئام.
قال يحيى بن جعفر قلتُ: لا فُضَّ فوك! قد أصبتَ كبد الحقيقة. فذاك الأسد، روحه والجسد!

لا فُضّ فوك أستاذ عبد الرحيم ، أغبطك على هذه اللغة ، و هذا الجهاد بالقلم ..
قال ساكن المعرّة ( رحمه الله) :
لا تَطْلُبنّ بآلةٍ لكَ رُتبةً ... قلمُ البليغ بغير جدّ مِغزلُ
سكنَ السماءَ السّماكان كلاهما ...هذا له رمحٌ وهذا أعزلُ
دمت شامخا متألقاً في هذا الفن الأدبي الرّفيع ، فن المقامة
تحيتي ومحبّتي مع فائق الاحترام

محمد ذيب سليمان
22-01-2012, 07:47 PM
شوق يشدنا الى مقاماتك التي تقول الحقيقة باسلوبك الجميل المريح للنفس
بارك الله بك ووهبك العلم والقدرة في رسم الصورة
ولك لك الحب

مرمر القاسم
28-01-2012, 07:50 PM
عن أمنِكُم أدافع، وأحرسُ الجار، من قصاص وثار.


أجمل مقامة قرأتها لهذا العام ،بورك هذا القلم.
الأستاذ عبد الرحيم صادقي لكَ قوافل زهر ،

حسن رميح
29-01-2012, 11:31 AM
ويحى ثم ويحى
لماذا دخلت إلى هنا
قررت الرحيل دون مشاركه
خوفا من العبث بالجمال عاليه
منعنى شرف القلم
أى حرف هذا وأى لغة ..؟
رفقا يا سيدى بنا


القدير
الأستاذ
عبد الرحيم صادقي



تذوقت هنا شهد الحروف

ولذة النبض

تقدير كبير حين أقف

على شرفات هذه الكلمات

ويتسربل النور

على ضفة النبض هنا

إحساس مشع يتسلق جدائل الشمس

نبضك فائق الإحتواء لنا .. فشكرااا

على هذا التفرد والتميز

وعطر

ربيحة الرفاعي
31-01-2012, 01:01 AM
سأظل ابحث عن مقامات الصادقي كلما تاقت النفس لحرف سامق بحس صادق وقول رائق
فلله انت وبديع هطولك أديبنا الكريم

تحيتي

عبد الرحيم صادقي
31-01-2012, 04:21 PM
إخوتي الأفاضل، ربيع بن المدني، محمد ذيب سليمان، حسن رميح
الكريمتان: ربيحة الرفاعي، مرمر القاسم
تشرفت بحضوركم، شكرا لكرمكم
تقديري وتحياتي العطرة

وليد عارف الرشيد
15-05-2012, 06:28 PM
لله أنت يا صاحب المقامات التي بزَّت مقامات الهمذاني ... ما أروع لغتك المتفردة ومواقفك السامقة الأبية
بوركت فقد أمتعت إذ أبدعت
محبتي وكثير تقديري

عمر الحجار
15-05-2012, 06:57 PM
الاخ عبد الرحيم صادقي


هو استحضار جميل لاسلوب ادبي قديم كان بمثابة التأريخ للاحداث في الازمنة الماضية ، وهنا تؤرخ بهذا الابداع لمستقبل قادم


دمت مبدعا

عبد الله الرحيلي
16-05-2012, 07:47 PM
حكى يحيى بن جعفر قال: ابتلاني الله ذات يوم، بشرِّ قوم، هجروا الحق، ورضوا الرِّق، قد احترفوا المدح، لأهل القدح، وآثروا النفاق، وسوء الأخلاق، على إفك وشقاق، وجَنَف وخصام، كما يفعل اللئام. فخرجتُ أطلب الحق، فيما جلَّ ودَقّ، وقلتُ أقصدُ ذا الأصل والشَّرْخ، واقْدَحْ بِدِفْلى في مَرْخ! حتى لقيتُ الهُمام، قد لزم المقام، فقلتُ أشامِمُ ما عنده، ولو قطعتُ وِرْدَه. قلت يا حنظلة الأحنف: ما تقول في "الأسد"؟ إن ما بينا فسد، لسماعِنا قولَ البَجْد، بالروح والجسد، نفديك يا أسد! قال: لَقْوَةٌ صادفتْ قبيسا. قلت: فكيف ترى الرجل؟ قال: طبيبُ عيون به سَبَل، أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل، تكسرت سيوفُه والأسل، على أهل حمص بطل، وفي الجولان حَمَل. مُلْكُ الكَرِيه الهَيْصَر، مغصوبُ يومٍ أغبَر. خِبٌّ عفريت، جُربزٌ نفريت. "بشار" ولا بِشر، عدا شرٍّ وشرَر، أدابَّةٌ أم بَشر؟ زعيم البعث، وشيعةٍ وشَعْث. زوَّر الدستور، وقال أمري مستور. يَسندُه الفُرس، دَرَقٌ وتُرس. و"حزب الله" يمدُّه، لحرب يُعدُّه. يحضن المقاومة، لمأرب ومساومة. يقتل ويعفو، جلَّ من لا يهفو! رجل هَفاة، يحاصر حماة. أشأمُ من قاشر، أطيش من طامر.
قلت: لكن الأنْوَك قال: لستُ ملكا، أنا رئيس! قال: عادت إلى عِتْرها لَميس! يا فَيْءَ، يا فَيْء! يقول: أنا الممانع، لكن مُوادع، عن أمنِكُم أدافع، وأحرسُ الجار، من قصاص وثار. قد سوَّلتْ لي نفسي، في يومي وأمسي، أن الغلبة بالقهر، حيرَيَّ الدهر. وحوله "الشبيحة"، وكل نطيحة، وما عاف السبع، واشتهت الضبع، نَتَنَ وِجارُه، وفي مأمَنٍ جارُه، لا حرب ولا حُرَيْب، ولا قُوَيس ولا فُرَيْس. الدنيا همُّه، والعرش سَدَمُه. يقول الأعْفَك: أنا الأسد، لا حسد، سأحمي العرين، وأجعلُكم عِضِين. دُونكم الإصلاح! قد جاءكم الفلاح. إصلاحُ السَّلْغَم، كسَيْرِ الغَيْلَم. كثيرُ الهَواهي، صاحب الدواهي، يعشق الخُطب، وتَسلُّقَ الرُّتب، والناس في شدة، كزمن الرِّدة، والأنْوَك باسِم، رافلٌ ناعم. صَفَق وقبَح، خَتَل وكلَح.
كليلُ الظُّفْرِ عن العِدى، يَسقي الأهلَ الرَّدى. قيل: ما بَلْهُك يا رئيس؟ عثرَ حظُّك أم جَدُّك تعيس؟ قال: أليست هذه الجولان؟! أم تُراها حوران؟! دلُّوني يا ناس! ما عليكم باس. ما عدتُ أذكر، أأشكرُ أم أكفر؟ نُصَيْري أنا أم مسلم؟ يا "بُثينة" يا "معلِّم"! أفيدوني! أريحوني! مَن أطلق الرصاص؟ لا بد من القصاص. ويلكِ يا "جزيرة"! ما لنا جَريرة. حسابُك عسير، حبْلُك قصير. تبّاً لك يا إعلام، اكسروا الأقلام! ادخُلْ يا رقيب! سَلْني أنا الطبيب! الداء معروف، والأمر مكشوف. هذه مؤامرة، احذروا المغامرة! ليس ثَمَّ ثُوار، ذاك خُوار، تعالوا للحوار! أطلقوا النار! أينكم يا "شبيحة"؟ أريحوا الذبيحة! أنا الأسد، يا "حَمَد"! نحن العروبة، قلبُها النابض، طِحالها الحامض. فمَن أنتم؟ وما بُغيتكم؟ يا أربابَ النَّفط! يا جمْعَ العَفْط! عليكم بالصدق! لا تكتموا الحق! قال الرقيب: قد مات ألف. قال: خطأ أو حَيْف. قالوا: فما بال القصف، قد جاوز الوصف؟ قال: تلكم رحلةُ صَيد، كُفُّوا عن الكَيد! كنت أطارد الحَجَل، على عَجَل. قالوا: فلِمَ ركض الحمار؟ أدُخانٌ من غير نار؟
قال حنظلة الأحنف: فذاك الأسد، حامي البلد! وتلك الشام، في مأدبة اللئام.
قال يحيى بن جعفر قلتُ: لا فُضَّ فوك! قد أصبتَ كبد الحقيقة. فذاك الأسد، روحه والجسد!


مقامة تظهر الحق،حقيقة الأسد ،أسد له قوائم من طين ،أسد علي وفي الجولان نعامة.تحياتي.

عبد الرحيم صادقي
16-05-2012, 10:40 PM
لله أنت يا صاحب المقامات التي بزَّت مقامات الهمذاني ... ما أروع لغتك المتفردة ومواقفك السامقة الأبية
بوركت فقد أمتعت إذ أبدعت
محبتي وكثير تقديري

ولله أنت أيها الفاضل، دفعك يلجمني، وتواضعك يبهرني.
لك المحبة والتحية العطرة
شكر الله لك

نادية بوغرارة
17-05-2012, 04:46 PM
قال يحيى بن جعفر قلتُ: لا فُضَّ فوك! قد أصبتَ كبد الحقيقة. فذاك الأسد، روحه والجسد!

========

و قلت :

لافض فوك ، و كل الأحرار لو طالوا شكروك ، فتلك حقيقة الأسد ، في مقامة ستبقى للأبد ،

تخلد سوء فعاله ، ألا عليه سخط من الشعب و ضرب بنعاله .

المبدع عبد الرحيم صادقي ،

دمت و مقاماتك البديعة .

عبد الرحيم صادقي
21-05-2012, 10:53 AM
و قلت :
لافض فوك ، و كل الأحرار لو طالوا شكروك ، فتلك حقيقة الأسد ، في مقامة ستبقى للأبد ،
تخلد سوء فعاله ، ألا عليه سخط من الشعب و ضرب بنعاله .
المبدع عبد الرحيم صادقي ،
دمت و مقاماتك البديعة .

ودمت أختي ودفعك الجميل
طابت أيامك

عبد الرحيم صادقي
21-05-2012, 12:58 PM
الاخ عبد الرحيم صادقي
هو استحضار جميل لاسلوب ادبي قديم كان بمثابة التأريخ للاحداث في الازمنة الماضية ، وهنا تؤرخ بهذا الابداع لمستقبل قادم
دمت مبدعا

ودام لك الإبداع أخي
دامت لك المسرات

عبد الرحيم صادقي
21-05-2012, 01:12 PM
مقامة تظهر الحق،حقيقة الأسد ،أسد له قوائم من طين ،أسد علي وفي الجولان نعامة.تحياتي.

هو ذاك أخي عبد الله، أسد على أهله أخزاه الله.
تحياتي وودي