تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تنتظر شكرًا من أحد



ربيع بن المدني السملالي
24-01-2012, 01:30 AM
لا تنتظر شكرًا من أحد

خلق اللهُ العباد ليذكروهُ ورزق اللهُ الخليقة ليشكروهُ ، فعبد الكثيرُ غيره ، وشكرَ الغالبُ سواه
لأنَّ طبيعة الجحودِ والنكرانِ والجفاءِ وكُفْرانِ النِّعم غالبةٌ على النفوس ، فلا تُصْدمْ إذا وجدت هؤلاءِ قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداءَ ، ورموك بمنجنيق الحقدِ الدفين ، لا لشيءٍ إلا لأنك أحسنت إليهمْ ..﴿ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ وطالعْ سجلَّ العالمِ المشهود ، فإذا في فصولِه ِقصةُ أبٍ ربَّى ابنهُ وغذّاهُ وكساهُ وأطعمهُ وسقاهُ ، وأدَّبهُ ، وعلَّمهُ ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعِب ليرتاح ، فلمَّا طرَّ شاربُ هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالدهِ كالكلبِ العقورِ ،استخفافاً ، ازدراءً ، مقتاً ، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً..
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراقُ جميلِهمْ عند منكوسي الفِطرِ ، ومحطَّمي الإراداتِ ، وليهنؤوا بعوضِ المثوبةِ عند من لا تنفدُ خزائنُه .
إن هذا الخطاب الحارَّ لا يدعوك لتركِ الجميلِ ، وعدمِ الإحسانِ للغير ، وإنما يوطِّنُك على انتظار الجحودِ ، والتنكرِ لهذا الجميلِ والإحسانِ ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون.
اعمل الخير لِوجْهِ اللهِ ؛ لأنك الفائزُ على كل حالٍ ، ثمَّ لا يضرك غمْطُ من غمطك ، ولا جحودُ من جحدك ، واحمدِ الله لأنك المحسنُ ، واليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى..﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً ﴾ .
وقد ذُهِل كثيرٌ من العقلاءِ من جبلَّةِ الجحودِ عند الغوْغاءِ ، وكأنهمْ ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوَّه وتمردهُ ﴿ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ ْللمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ لا تُفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك ، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهشُّ بها على غنمهِ ، فشجَّ بها رأسك ، هذا هو الأصلُ عند هذهِ البشريةِ المحنّطةِ في كفنِ الجحودِ مع باريها جلَّ في علاه ، فكيف بها معي ومعك ؟! .

من كتاب ( لا تحزن ) للدّكتور عائض القرني

واختيار المرء قطعة من عقله تدلّ على تخلّفه أو فضله :os:

نادية بوغرارة
24-01-2012, 02:07 AM
أحسنت اختيار منقولك كالعادة ، و قد صادف أن كتبتُ خاطرة قبل يوم واحد ، قريبة جدا من مضمون ما قرأتُ هنا ،

قلت فيها :

و أرجو أن تسمح لي بنسخها من منتدى بوح الذات كما هي :



*** ذاتَ نُـــكْــران ***




لمْ تغِبْ عنهم في أوَّلِ ظهورِهم ، كانوا يَمْشون و التَوجّس يَلُفُّهم ، يَتساءلون أيُقبِلون أمْ يُدبِِرون ؟؟

يُقدمُون أمْ يحجِمون ، كانَ الخِضَمّ أكبرَ منْ قُدُراتِهم ، فشَعَروا بالغُربة ..

كانتْ هناك ترقبُ تَوْقَهُم لأنْ تَسطع الشمس على أحلامِهم ، كانت ترى بريقَ الطُّموح في أعينهم ..

تقدمتْ نَحوهم ، فَتَحَتْ لهم أبواب الطُّمأنينة ، أخذتْ يأيْدهم لتشقَّ معهم طريقا في اليمّ،

خطوة خطوة . كمْ كانوا ممْتنين لها و هي تُسْعِفُهُمْ حينًا و ترْشِدُهُمْ حينا و تُزَوِّدهم أحيانا !!!

آنستْ وحشتَهم في وعُورة أول السَّير ، ، أخلصت لهم ،

صدَقَتْهُم لكنَّهم لمْ يَصْدِقُوها ...

ما إنِ اشْتَدَّ عودُهُم و قَوِيَ على السَّيْر فُلْكُهُمْ حتى تَنَكَّروا و جحدوا ،

و كانَتْ تلك المتربعة على العرْش وَصْمة ضعفِ ، و ذكرى يجبُ أنْ تُمْحى .

انتشروا في الأرض و مَلؤوها ضجَّة و صَخبا ، ليَصْنعوا لهمْ تاريخًا يَبْدأ

يومَ تحرُّرِهِم منْ معْروفِها .

عادتْ إلى مَسْكنِها العتيق في الجوزاء ، تُراقب، كدأبها، حَركة الكَواكِبِ السيارة و النُّجوم الساهرة و الشهُب المنتحِرة ،

و كانت من حين لآخر تُلقي نظرة على رفاقِ الدَّرب القُدامى و تَتَنَهّدُ أسَفا ..

لكنْ سُرْعَانَ ما تَقطع حُزْنها وقعُ خٌطى مُتَعَثرَة وافِدَة ، فتَسْتعِدَ لمُواصَلَة العَطاء .



=====

شكرا لك .

مكي النزال
24-01-2012, 02:26 AM
سبحان الله!

كم أوصيت بها ابنائي ومن شاركوني أعمال الإغاثة

بارك الله لنا فيك وفي القائل

وجزاك عنا كل خير

.

احمد خلف
24-01-2012, 07:58 AM
ألا ...... لا يهتم فاعل الخير لما يحاك ضده ويبرم
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً *** يرمى بصخر فيعطي أطيب الثمر
وكن كصاحب الننظارات البيضاء ...فصاحب النظارات السوداء لا يشاهد الناس إلا مجللين بالسواد
غص إلى كنه الأشياء وانظر بميزان الشرع
(فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره )
كن مطمئناً أن كل فعل سيجازى خيرا كان أم شرا
فأمام هذه المقولة لايسعنا إلا ان نقول إلا كما قال سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم:
(اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون)
وإذا هوجمت ...فلا تتوقف ....وهل من العيب أن تهاجم؟؟؟وقد هوجم من هو أفضل منا وأوذي في سبيل ما جاء به

ربيع بن المدني السملالي
24-01-2012, 11:06 AM
أحسنت اختيار منقولك كالعادة ، و قد صادف أن كتبتُ خاطرة قبل يوم واحد ، قريبة جدا من مضمون ما قرأتُ هنا ،

قلت فيها :

و أرجو أن تسمح لي بنسخها من منتدى بوح الذات كما هي :



*** ذاتَ نُـــكْــران ***




لمْ تغِبْ عنهم في أوَّلِ ظهورِهم ، كانوا يَمْشون و التَوجّس يَلُفُّهم ، يَتساءلون أيُقبِلون أمْ يُدبِِرون ؟؟

يُقدمُون أمْ يحجِمون ، كانَ الخِضَمّ أكبرَ منْ قُدُراتِهم ، فشَعَروا بالغُربة ..

كانتْ هناك ترقبُ تَوْقَهُم لأنْ تَسطع الشمس على أحلامِهم ، كانت ترى بريقَ الطُّموح في أعينهم ..

تقدمتْ نَحوهم ، فَتَحَتْ لهم أبواب الطُّمأنينة ، أخذتْ يأيْدهم لتشقَّ معهم طريقا في اليمّ،

خطوة خطوة . كمْ كانوا ممْتنين لها و هي تُسْعِفُهُمْ حينًا و ترْشِدُهُمْ حينا و تُزَوِّدهم أحيانا !!!

آنستْ وحشتَهم في وعُورة أول السَّير ، ، أخلصت لهم ،

صدَقَتْهُم لكنَّهم لمْ يَصْدِقُوها ...

ما إنِ اشْتَدَّ عودُهُم و قَوِيَ على السَّيْر فُلْكُهُمْ حتى تَنَكَّروا و جحدوا ،

و كانَتْ تلك المتربعة على العرْش وَصْمة ضعفِ ، و ذكرى يجبُ أنْ تُمْحى .

انتشروا في الأرض و مَلؤوها ضجَّة و صَخبا ، ليَصْنعوا لهمْ تاريخًا يَبْدأ

يومَ تحرُّرِهِم منْ معْروفِها .

عادتْ إلى مَسْكنِها العتيق في الجوزاء ، تُراقب، كدأبها، حَركة الكَواكِبِ السيارة و النُّجوم الساهرة و الشهُب المنتحِرة ،

و كانت من حين لآخر تُلقي نظرة على رفاقِ الدَّرب القُدامى و تَتَنَهّدُ أسَفا ..

لكنْ سُرْعَانَ ما تَقطع حُزْنها وقعُ خٌطى مُتَعَثرَة وافِدَة ، فتَسْتعِدَ لمُواصَلَة العَطاء .



=====

شكرا لك .

وشكراً لك أيضا

ربيع بن المدني السملالي
24-01-2012, 11:32 AM
سبحان الله!

كم أوصيت بها ابنائي ومن شاركوني أعمال الإغاثة

بارك الله لنا فيك وفي القائل

وجزاك عنا كل خير

.

ونعم الوصية لله درّك
جزاكَ الله خيرا وبارك في سعيك شاعرنا القدير ( مكي النزال ) على إطلالتك المشرفة لهذه الصّفحة ، سُررتُ وتشرّفتُ ...
دمتَ مُثمراً في واحة الخير أخي
تحيتي وتقديري مع المودة

ربيع بن المدني السملالي
24-01-2012, 04:44 PM
ألا ...... لا يهتم فاعل الخير لما يحاك ضده ويبرم
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً *** يرمى بصخر فيعطي أطيب الثمر
وكن كصاحب الننظارات البيضاء ...فصاحب النظارات السوداء لا يشاهد الناس إلا مجللين بالسواد
غص إلى كنه الأشياء وانظر بميزان الشرع
(فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره )
كن مطمئناً أن كل فعل سيجازى خيرا كان أم شرا
فأمام هذه المقولة لايسعنا إلا ان نقول إلا كما قال سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم:
(اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون)
وإذا هوجمت ...فلا تتوقف ....وهل من العيب أن تهاجم؟؟؟وقد هوجم من هو أفضل منا وأوذي في سبيل ما جاء به

الله . الله
ما أجمل هذا الكلام ، وما أحلاه ، لله أبوك أستاذ ( أحمد ) جزاك الله خيرا ، وكثّر الله في الأمّة من أمثالك
دمتَ شامخاً يا فقيهَ الواحة !
تحيتي والمودة مع فائق الاحترام والتّقدير

ربيحة الرفاعي
25-01-2012, 09:09 PM
اعمل الخير لِوجْهِ اللهِ ؛ لأنك الفائزُ على كل حالٍ ، ثمَّ لا يضرك غمْطُ من غمطك ، ولا جحودُ من جحدك ، واحمدِ الله لأنك المحسنُ ، واليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى..[/COLOR]﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً ﴾ .
وقد ذُهِل كثيرٌ من العقلاءِ من جبلَّةِ الجحودِ عند الغوْغاءِ ، وكأنهمْ ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوَّه وتمردهُ ﴿ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ ْللمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ لا تُفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك ، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهشُّ بها على غنمهِ ، فشجَّ بها رأسك ، هذا هو الأصلُ عند هذهِ البشريةِ المحنّطةِ في كفنِ الجحودِ مع باريها جلَّ في علاه ، فكيف بها معي ومعك ؟! . [/COLOR][/SIZE][/FONT]

هو الصدق وقول الحق، فإنها " بشرية محنطة في كفن الجحود مع باريها جّلّ في علاه" فمن ذا الذي يستهجن من بعضها جحودا مع عبيده!
ذكرتني بقول الشاعر
أعلّمه الرماية كلّ يوم = فلما اشتد ساعده رماني
وكم علّمته نظم القوافي = فلما قال قافية هجاني

منقول منقى بعناية وحذق كدأبك أديبنا
لا حرمنا هذه الذائقة وهذا الفكر الذي يوجهها

تحيتي

ربيع بن المدني السملالي
25-01-2012, 11:33 PM
هو الصدق وقول الحق، فإنها " بشرية محنطة في كفن الجحود مع باريها جلّ في علاه" فمن ذا الذي يستهجن من بعضها جحودا مع عبيده!
ذكرتني بقول الشاعر
أعلّمه الرماية كلّ يوم = فلما اشتد ساعده رماني
وكم علّمته نظم القوافي = فلما قال قافية هجاني

منقول منقى بعناية وحذق كدأبك أديبنا
لا حرمنا هذه الذائقة وهذا الفكر الذي يوجهها

تحيتي
الأستاذة الرائعة ( ربيحة ) جزاكِ الله عنّا خيرا
دمتِ شامخةً كبيرةً في أعيننا أيتها الكريمة
تحيتي والمحبة في الله

احمد خلف
11-04-2012, 08:03 PM
سئل اعرابي من قبل رجل آخر كيف حالك؟؟؟فقال
كما يسرك إذا كنت صديقي
وكما يزعجك إذ انت عدوي

لطيفة أسير
12-04-2012, 12:17 AM
اختيار موفق كالعادة استاذي الكبير قدرا ربيع السملالي
ما أجمل العطاء لله والإحسان لله دون انتظار مقابل أو شكر
سلمتم ربيع الواحة الكريم
تحيتي وخالص تقديري

ربيع بن المدني السملالي
15-04-2012, 03:23 AM
اختيار موفق كالعادة استاذي الكبير قدرا ربيع السملالي
ما أجمل العطاء لله والإحسان لله دون انتظار مقابل أو شكر
سلمتم ربيع الواحة الكريم
تحيتي وخالص تقديري

شكرا لك أختي الأستاذة الموفقة بلابل السلام على هذا الحضور المشرف ، والتعليق الناضج ، سررت بك كالعادة
دمت بخير
تحياتي

نداء غريب صبري
14-02-2013, 02:40 AM
[
تقدمتْ نَحوهم ، فَتَحَتْ لهم أبواب الطُّمأنينة ، أخذتْ يأيْدهم لتشقَّ معهم طريقا في اليمّ،
خطوة خطوة . كمْ كانوا ممْتنين لها و هي تُسْعِفُهُمْ حينًا و ترْشِدُهُمْ حينا و تُزَوِّدهم أحيانا !!!
آنستْ وحشتَهم في وعُورة أول السَّير ، ، أخلصت لهم ،
صدَقَتْهُم لكنَّهم لمْ يَصْدِقُوها ...
ما إنِ اشْتَدَّ عودُهُم و قَوِيَ على السَّيْر فُلْكُهُمْ حتى تَنَكَّروا و جحدوا ،
و كانَتْ تلك المتربعة على العرْش وَصْمة ضعفِ ، و ذكرى يجبُ أنْ تُمْحى .
انتشروا في الأرض و مَلؤوها ضجَّة و صَخبا ، ليَصْنعوا لهمْ تاريخًا يَبْدأ
يومَ تحرُّرِهِم منْ معْروفِها .
عادتْ إلى مَسْكنِها العتيق في الجوزاء ، تُراقب، كدأبها، حَركة الكَواكِبِ السيارة و النُّجوم الساهرة و الشهُب المنتحِرة ،
و كانت من حين لآخر تُلقي نظرة على رفاقِ الدَّرب القُدامى و تَتَنَهّدُ أسَفا ..
لكنْ سُرْعَانَ ما تَقطع حُزْنها وقعُ خٌطى مُتَعَثرَة وافِدَة ، فتَسْتعِدَ لمُواصَلَة العَطاء .

إنها الواحة
أقسم انها الواحة

ناديه محمد الجابي
11-03-2023, 08:52 PM
لا تبكِ على خيرٍ قدَّمته،
وما جنيتَ من ورائه سوى الجحود،
ولا تندم على رُقي تعاملتَ به،
وما كان ثمرته سوى الصدود؛
فغدًا تفرح بعطائك،
وتسعد برُقيِّ أخلاقك
حين تقف بين يدي من يقابل الحسنة بعشر أمثالها.
بوركت وجميل اختيارك ورقي انتقائك
ودمت بكل خير.
:v1::0014: