المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الملاك



رشدي مصطفى الصاري
26-01-2012, 10:41 PM
أيها الملاك
كان لهذا الصباح على مايبدو إشراقة مختلفة في منزل السيدة زينب الريفي..
فصيحات الديك موتورة بعض الشيء..! وزقزقة العصافير لترانيمها سحرآخر ولحن موجع،
حتى الهواء لاستنشاقه
روحانية عجيبة..! أما خيوط الشمس فقد استلت خلسة إلى فراشها ؛ فألقت فوق دفئها حرارة غريبة
مصفر جذع القلب والجذر حطام ، والدم يهيج بين مثاني الشوق..؟!
فتحت زينب عينيها لتشعر بشيء غريب ينتابها ..! احساس غامض مبهم ..؟
نهضت من فراشها فتحت باب غرفتها..وكأن الصباح قد أدركها على غير عادتها
آه ...خفقة انفلتت من روحها التعبة،وسكنت على بعد خطوتين في فسحة دارها الجميلة..؟
ماالذي يزين حديقتها...؟
كيف حصل ذلك...؟ وافرحتاه ... هل هو اتفاق؟ أم هي مؤامرة...؟
أولادهاجميعاً يبتسمون الشباب والبنات، وكذلك الأحفاد
يا إلهي...؟ على حين بغتة ..!صادفت الخفقة التعبة المثقلة بجهد وتعب السنين
صحوة هذه العيون التي غمرها الحنان والشوق
لم تصدق في بادئ الأمر..!
وحُقَّ لها فهي التي تحيا وحيدةمنذ أربعة عشر عاماَ بعد وفاة زوجها حسن
رفضها القاطع في مغادرة دارها ؛كان بمثابة المشكلة الحقيقية لأولادها
أليس من الوفاء..؟ أن تمضي بقية العمر بين جدران هذا المنزل الذي بنته طوبة طوبة..
لقد تعودت وزوجها حسن ،أن يستيقظا في كل فجر..فيؤديا الصلاة
ويتجها إلى بستانهم مصدر رزقهم يزرعون ويحصدون
لقد اقتنعا واستمتعا بهذه الحياة..
كانوا يرونها بمنظارهم الصافي رائعة معبدة بطريق غير مخضود، حتى أريكتهم الخشبية
وفراشهم الصوفي القاسي، كان أرق وأنعم من الحرير
رزقا بصبيين وفتاة.. أما أكبرهما أحمد فها هو الآن ضابطاً طياراً...
كان نسر أمه الذي يحلق دائماً في أحلامها، وهي تزهو.. عندما تراه يطير ليزود عن الحمى أرضه ووطنه
صحيح أنه كان عصبياً سريع الإنفعال ..لكنه ولدها أحبته وربّتهُ بكلِ جوارحها ،أحزنها في
في كثير من المرات .. لابأس فهي الحضن الواسع والبحر الهادر، الذي يحتضن كل متاعب الدنيا
أما عمر
آه بني..
فذلك طعم آخر ... كان مهندساً وأصبح مديراً للمؤسسة التي يعمل بها، لين العريكة هادىء الطباع ودوداً عطوفاً
لطالما أحست بدفء أمومته عندما تحتضنه .. كان ملاذها حينما تضيق و فرجها حينما تكرب ،لم ينقطع عن زيارتها في نهاية كل أسبوع
أما هالة المدرسة الوقورة فكانت الينبوع الذي تفرع عن نبع أمها الثر
الجميع وبصوت واحد وخفقة قلب واحدة :
صباح الخير ياأمنا الحبيبة.. وكل عام وأنت بألف ألف خير
تطلعت زينب بعد شرودها الخاطف بعينيها الزرقاوين وكأن قلبها ووجدانها قد شطرا فرحاً...وتأوهت
آهاتٍ ممزوجةٍ بالحزن والفرح
آهات خرجت لتسمع العالم دقات قلب الأم، التي لا يمكن أن يرصد ايقاعها سوى قلب أم أخرى ..!
صرخات طفل ناداه الشوق لحضن أمه..
أنات ابنة أحاطها شعور الأمومة بعظمة الأم
همسات روح زوجها الوفي يتردد صداها.. كل عام وأنت بخير يازينب
حفيدها الصغير حسن تقدم منها صارخاً: جدتي اليوم عيدك عيد الام
كل عام وأنت بخير ألا تريدي تقبيلي...! أم أنك ضيعت القبل...؟
صرخت زينب لاياعمري..! فجدتك لاتنضب قبلها
تقدم حفيدها منها.. قبَّلها وأعطاها باقة من الزهور.. فما كان منها إلا أن نظرت بإتجاه الشرق لتلامس
الريح التي تحمل أثير زوجها
مشت زينب ... ومشوا خلفها ..
لقد آثرت واستكثرت على نفسها هذه الورود، ووجدت أنه من الوفاء أن تكلل بها قبر زوجها
وكأن عيدها قد اكتمل

كاملة بدارنه
27-01-2012, 07:52 AM
تستحقّ الأمّ أن يعبّر لها أولادها عن تقديرهم وحبّهم لها في مناسبات كثيرة، وليس في يوم الأمّ فقط
أظنّها هنا بالغت في تصرفّها... بإمكانها وضع زهور أخرى على قبر زوجها، وفي يوم آخر!
قصّة جميلة تعكس دفق مشاعر إنسانيّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(ضابط طيّار - ليذود عن حمى - ودود عطوف - ألا تريدين )

آمال المصري
27-01-2012, 09:29 AM
أيها الملاك ...
وأي ملاك هذا يجعلنا نستوزي قاماتنا هيبة واحتراما لها ؟
فالأم تعطي وتظل تروي بستانها حتى آخر رمق
فيض مشاعر سكنت النص بأسلوب شيق ولغة جميلة
بوركت أديبنا
تحياي

رشدي مصطفى الصاري
27-01-2012, 11:43 AM
تستحقّ الأمّ أن يعبّر لها أولادها عن تقديرهم وحبّهم لها في مناسبات كثيرة، وليس في يوم الأمّ فقط
أظنّها هنا بالغت في تصرفّها... بإمكانها وضع زهور أخرى على قبر زوجها، وفي يوم آخر!
قصّة جميلة تعكس دفق مشاعر إنسانيّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(ضابط طيّار - ليذود عن حمى - ودود عطوف - ألا تريدين )






نادرة تلك اللحظات الرائعة والمواقف العظيمة في حياة المرء؛ التي تستوقفه وتحرك لواعج النفس فيه
الأم ...؟ لاحدود في عطائها ،ولامعايير تتحكم بإحساسها وتصرفاتها،تراها في كل طرفة عين ..تزرف أرق وأنقى مافي هذه الدنيا
من دموع حزينة وفرحة ولا تنتظر مقابل..
ولعمري عبثاً حاولت سطوري محاكاة عاطفة وحنان الأم... والتي ندين لها جميعاً.
مودتي وامتناني لقراءتك

رشدي مصطفى الصاري
01-02-2012, 09:35 PM
أيها الملاك ...
وأي ملاك هذا يجعلنا نستوزي قاماتنا هيبة واحتراما لها ؟
فالأم تعطي وتظل تروي بستانها حتى آخر رمق
فيض مشاعر سكنت النص بأسلوب شيق ولغة جميلة
بوركت أديبنا
تحيايةة


الأم مدرسة للعطاء ونبع للحنان
ومصدر إلهام لاينضب ...
بارك الله فيك وبهذا الإحساس الذي تجلى بقراءتك
ودي وامتناني لكلماتك الرقيقة

مازن لبابيدي
02-02-2012, 02:07 PM
في هذه القصة من العاطفة والرقة ما يدمع العين ويرقق القلب .
لله درك أخي رشدي من مبدع استطعت بسرد ماتع ضاف أن تضعنا في لحظة من أجمل أوقات العائلة عندما تمارس الوفاء بكل أفرادها فتنصهر القلوب في محبة واحدة متبادلة وتبتهج النفوس وتلمع الأعين وتتألق الابتسامات .
القصة بسردها ووصفها رائعة قدمت حدثا تقليديا بإطار مشوق مثير .
في الخاتمة يتجلى وفاء كبير وعمق عاطفي يعوض عن قصور الدهشة فيها .
العنوان جاء مرغبا وغامضا ، تستحقه الأم لأنها تمثل في حالها المثالي الخير المطلق لجهة أولادها .
مع ملاحظة أختي كاملة بدارنة ، ولكن هناك وجه للنصب في ودودا عطوفا إن كانت مبدلة من مهندسا .

تحيتي وتقديري

رشدي مصطفى الصاري
03-02-2012, 08:20 AM
في هذه القصة من العاطفة والرقة ما يدمع العين ويرقق القلب .
لله درك أخي رشدي من مبدع استطعت بسرد ماتع ضاف أن تضعنا في لحظة من أجمل أوقات العائلة عندما تمارس الوفاء بكل أفرادها فتنصهر القلوب في محبة واحدة متبادلة وتبتهج النفوس وتلمع الأعين وتتألق الابتسامات .
القصة بسردها ووصفها رائعة قدمت حدثا تقليديا بإطار مشوق مثير .
في الخاتمة يتجلى وفاء كبير وعمق عاطفي يعوض عن قصور الدهشة فيها .
العنوان جاء مرغبا وغامضا ، تستحقه الأم لأنها تمثل في حالها المثالي الخير المطلق لجهة أولادها .
مع ملاحظة أختي كاملة بدارنة ، ولكن هناك وجه للنصب في ودودا عطوفا إن كانت مبدلة من مهندسا .

تحيتي وتقديرمودة

أخي العزيز مازن
بداية
لكم في خاطرنا الكثير من الشوق والمودة..
أخي الحبيب
قرأت الوجه الأخر لهذه القصة في قصيدتك (أماه..صبراً) ..رحم الله والدكم وطيب ثراه
عشت معك وتهت في تلك الومضات العاطفية التي يصعب التحليق إليها بلغة ما...!
ألا توافقني ياصديقي بأن الحروف تعترف بعجزها أمام عيون الأم وبراءتها وحنانها وتحتار في دموعها
تلك التي قال فيها رسولنا الكريم ( حملتها وأنت تتمنى لها الموت.. وحملتك وهي تتمنى لك الحياة)
مودتي أيها الأديب الصديق

نادية بوغرارة
03-02-2012, 12:51 PM
هي دعوة للبرّ بها / بهما في حياتهما ،

برّ بلون الورد و ببهجة الأعياد و بثوب الفرح و بعبق ملائكي ..

حفظ الله كل الأمهات و رحم الله من توفى الله تعالى أنفسهن .

الأخ المبدع رشدي مصطفى الصاري ،

كنتُ هناك معهم و عشت معهم تلك اللحظات الرائعة .

دمتَ بكل خير .

رشدي مصطفى الصاري
05-02-2012, 10:17 PM
هي دعوة للبرّ بها / بهما في حياتهما ،

برّ بلون الورد و ببهجة الأعياد و بثوب الفرح و بعبق ملائكي ..

حفظ الله كل الأمهات و رحم الله من توفى الله تعالى أنفسهن .

الأخ المبدع رشدي مصطفى الصاري ،

كنتُ هناك معهم و عشت معهم تلك اللحظات الرائعة .

دمتَ بكل خير .


رائع هذا الإحساس وتلك اللحظة التي عشت فيها تلك المعاني السامية
والعلاقة الأسرية حينما تتكلل بالوفاء والمحبة
امتناني وتقديري لحضورك البهي
أيتها الأديبة

نداء غريب صبري
17-10-2012, 02:51 PM
هل في حياتنا من يستحق المحبة والبر مثل أمهاتنا؟
وهل في التضييق عليهن برّ بهن؟

قصة جميلة أمتعتني قراءتها

شكرا لك اخي

بوركت

ربيحة الرفاعي
29-10-2014, 10:13 AM
نص رائع بيراع بارع وحرف ماتع
في سردية جميلة صورت واحدة من أعمق اللحظات الأسرية حسا ، وأكثرها دفئا
وبمهارة قصية ملفتة نجح الكاتب في وضع المتلقي في جو الحدث الذي اختار لقصته ليخرج بالمعاني والمشاعر التي أراد

أحسنت أديبنا الكريم
لا حومت البهاء

تحاياي

خلود محمد جمعة
06-11-2014, 09:09 AM
أمي يا ملاكي يا حبي الباقي الى الأبد فلم تزل يداك ارجوحتي ولم أزل ولد:vio:
جميلة ومعبرة
عطاء الامل تعجز عن وصفه الكلمات
تقديري

رويدة القحطاني
30-11-2014, 03:11 AM
القصة من حيث المضمون جميلة ومؤثرة على الرغم من المبالغة في ملائكيتها، وأسلوب الكاتب الرائع في التفاصيل جعلها أكثر جمالا وتأثيرا
أما اللغة فتحتاج للمراجعة

د. سمير العمري
04-11-2015, 01:00 AM
قصة جميلة فليس أجمل من الوفاء وحفظ العهد ولكن ليس في الحبس والحرمان معنى وفاء يوافق عليه الشرع أو المنطق.

وأسلوب طرحك القصصي جميل خصوصا في انعطافك للتفاصيل التي ترسم مشاهد إضافية للقصة ثم العودة لمحور السياق القصصي ، ولكن لغتك بحاجة لاشتغال كبير عليها وربما أيضا بعض ضبط للتكثيف.

دمت بخير وعافية!

تقديري

ناديه محمد الجابي
07-08-2017, 09:30 PM
وتظل الأم هى الحضن الدافئ الذي نلجأ إليه ..
هى الرحمة والمودة والقلب الذي يتدفق بالحب والحنان بغير حساب
رسالة إجتماعية وأخلاقية صيغت بسرد ماتع
نص رائع ـ بسيط جدا، عميق جدا ـ معبر وهادف
تحياتي وتقديري.
:nj::0014: