مشاهدة النسخة كاملة : دكان الحنين
مرمر القاسم
31-01-2012, 08:06 AM
دكان الحنين
هذا اليوم تناولتني ذاكرتي كما لو كنت وجبة شهيّة، فنضج في دمي الحنين إلى أرض الآباء . شيطان الوجع مراوغ يراودني عن الأمل ،ساعدته الفتنة في علوِ الحنق فأثقلني و أوجعني.
يتذكّر دمي ريح المسكِ و العود يفوح من أجساد الأمنيات المجاهدات و في مثل هذه المناسبة لا يمكنني أن أزعم أن الرفاق حبسوا أشجانهم كي لا يذرفوا دموع آلامهم، في زمن الانبطاح و قد صار المبتغى ضالاً يا صاحبي لا ريب من الدم المنثور في أسواق الأنين .
إن لم تألم كما يجب فإن للألم حق أن يقاضيك أمام القضاء ، و أعلم أن الألم دين عليك سداده ،فأنت و أنا و هي و هو نقطة ارتكاز و ما دوننا بيئة لإنتاج الأجيال القادمة للحزن يحفرون الصخر يخرجون أفكارا تتكاثر و لا يبحثون عن الصواب .
ننكبُّ على وحدتنا الباردة بلا جبين يمر بأجسادنا تحرّق الحنين أسراب برد من ثلج ، مر المساء كدنا نشيّع السعادة الهاوية بنا وديانا من آهات خلف الغائبين وراء المستحيل .
اصرخ في فراغ راسك أن لنا بينهم غائبين و أن زمان الوئام مضى و تلاشت معه أحلام الأنقياء ،ضحك الضعف على القوة فأطرق البؤس رأسه و هدأ الجمع.
كانت الحرب تدور ما بين الوريد و الوريد ،و بائع الحنين في سكونه الغريب مثيراً للريّبة، ما يلبثُ أن ينتفضَ فيفزع في صوته الجهور قائلاً: إن لم تغوص في دروب التائهين فلا طائل من شراء الحنين . فآلمني.
ابتعتُ وطناً مشبوهاً و معارضين ألهبتُ مشاعرهم و ما أتعبوا أنفسهم حتى غرقوا في الضوضاء و فوضوية الانقسام مدّعين أنّا نحن مجمع التابعين ننفي و نثبت في غابة يرونها أنيقة، يكفينا فيها شرف الإدانة .
اخرجي من لغة الذّوْد يا أناي و انضجي يا شقيّة في دمي، على الباغي يا أناي تدور الدوائر ، و في دكان الحنين مخزون يكفينا دهورا .
شكراً لحزني الذي يمدني بصلة قرابة ما بيني و ما بين البؤساء .
ياسر سالم
03-02-2012, 08:44 AM
دكان الحنين
هذا اليوم تناولتني ذاكرتي كما لو كنت وجبة شهيّة، فنضج في دمي الحنين إلى أرض الآباء . شيطان الوجع مراوغ يراودني عن الأمل ،ساعدته الفتنة في علوِ الحنق فأثقلني و أوجعني.
يتذكّر دمي ريح المسكِ و العود يفوح من أجساد الأمنيات المجاهدات و في مثل هذه المناسبة لا يمكنني أن أزعم أن الرفاق حبسوا أشجانهم كي لا يذرفوا دموع آلامهم، في زمن الانبطاح و قد صار المبتغى ضالاً يا صاحبي لا ريب من الدم المنثور في أسواق الأنين .
إن لم تألم كما يجب فإن للألم حق أن يقاضيك أمام القضاء ، و أعلم أن الألم دين عليك سداده ،فأنت و أنا و هي و هو نقطة ارتكاز و ما دوننا بيئة لإنتاج الأجيال القادمة للحزن يحفرون الصخر يخرجون أفكارا تتكاثر و لا يبحثون عن الصواب .
ننكبُّ على وحدتنا الباردة بلا جبين يمر بأجسادنا تحرّق الحنين أسراب برد من ثلج ، مر المساء كدنا نشيّع السعادة الهاوية بنا وديانا من آهات خلف الغائبين وراء المستحيل .
اصرخ في فراغ راسك أن لنا بينهم غائبين و أن زمان الوئام مضى و تلاشت معه أحلام الأنقياء ،ضحك الضعف على القوة فأطرق البؤس رأسه و هدأ الجمع.
كانت الحرب تدور ما بين الوريد و الوريد ،و بائع الحنين في سكونه الغريب مثيراً للريّبة، ما يلبثُ أن ينتفضَ فيفزع في صوته الجهور قائلاً: إن لم تغوص في دروب التائهين فلا طائل من شراء الحنين . فآلمني.
ابتعتُ وطناً مشبوهاً و معارضين ألهبتُ مشاعرهم و ما أتعبوا أنفسهم حتى غرقوا في الضوضاء و فوضوية الانقسام مدّعين أنّا نحن مجمع التابعين ننفي و نثبت في غابة يرونها أنيقة، يكفينا فيها شرف الإدانة .
اخرجي من لغة الذّوْد يا أناي و انضجي يا شقيّة في دمي، على الباغي يا أناي تدور الدوائر ، و في دكان الحنين مخزون يكفينا دهورا .
شكراً لحزني الذي يمدني بصلة قرابة ما بيني و ما بين البؤساء .
لماذا كل هذه السوداوية
الأمل حين يغيب يا مرمر .. فإنه يترك أثره ...
قطرات لا تكاد تروى..
وخيوط من ضوء تتراءى ولكنها لا تدفع ظلاما
فقط تعوز الأمل عيونا تراه
وقلوبا تتسيج به ..
وأكفا تحاوطه ..
وأجسادا تنبري- تَبَذُّلا - في ابتعاثاته
لا تتمددي تحت أردية الخوف والسكون
ولا تستنيمي لوخز الألم
وانهضي بوثبة مضاء..
تبعث الروح من رقدة
وتطعن الرمح بوردة ...
قطرات الماء الواهية تنحت الصخور ... إذا سالت تباعا ولم تكل...
ما أيسر أن نتهم غيرنا .. ونلقي على أكتافهم تبعات واقع أليم
ولكن ما أصعب أن ننتصب أرواحا وأجسادا لنسد خللنا ونرآب صدعنا ونرتق فتقنا ..
أشكرك على هذا البوح الثر .. وإن كان لا يخلو من أحاجي ..
تحياتي لحضرتك
ربيع بن المدني السملالي
03-02-2012, 10:16 AM
الأديبة الموفقة ( مرمر القاسم ) :
أعلّلُ النّفسَ بالآمال أرقبُها ... ما أضيق العيشَ لولا فسحة الأمل
دمتِ متألقة أختي الكريمة في سماء الحرف والكلمة ، أحيّيك
تحيتي وتقديري مع المودة
نادية بوغرارة
03-02-2012, 12:00 PM
و شكرا لحزنك الذي يمدنا بصلة قرابة ما بيننا و بين السماء .
الأديبة العزيزة مرمر
دائما أقول أن نصك الواحد تتداخل فيه نصوص كثيرة ،
و تستحق كل فقرة الوقوف عندها مليّا ، فالأفكار عندك تخرج من كثرتها
مركزّة مضغوطة ، تحتاج منا لأدوات فنية لقراءتها كما يجب .
دمت بكل خير .
آمال المصري
03-02-2012, 08:23 PM
اخرجي من لغة الذّوْد يا أناي و انضجي يا شقيّة في دمي، على الباغي يا أناي تدور الدوائر ، و في دكان الحنين مخزون يكفينا دهورا .
شكراً لحزني الذي يمدني بصلة قرابة ما بيني و ما بين البؤساء .
كنت بحاجة لجرعة حزن دعجاء تزيد من همي لتنسيني هموم الزمن يامرمر
فقد بات الجذل بعيدا أو معدما
حرف ثمل رغم سوداويته
تحاياي
د عثمان قدري مكانسي
03-02-2012, 08:33 PM
تلاعب بالكلمات والصور يعجبني ولا أقدر عليه
واشتقاقات تعبيرية تتعب من يتابعها ، لكنها مقبولة
وإقرار للأديبة بقدرتها على جذب القارئ إلى النهاية
ما كنت لأدليَ بدلوي لولا علمي أن صدر اختنا واسع لكلمات خطرت ببالي فأحببت - صادق المودة - أن أقولها
مرمر القاسم
06-02-2012, 06:46 AM
لماذا كل هذه السوداوية
الأمل حين يغيب يا مرمر .. فإنه يترك أثره ...
قطرات لا تكاد تروى..
وخيوط من ضوء تتراءى ولكنها لا تدفع ظلاما
فقط تعوز الأمل عيونا تراه
وقلوبا تتسيج به ..
وأكفا تحاوطه ..
وأجسادا تنبري- تَبَذُّلا - في ابتعاثاته
لا تتمددي تحت أردية الخوف والسكون
ولا تستنيمي لوخز الألم
وانهضي بوثبة مضاء..
تبعث الروح من رقدة
وتطعن الرمح بوردة ...
قطرات الماء الواهية تنحت الصخور ... إذا سالت تباعا ولم تكل...
ما أيسر أن نتهم غيرنا .. ونلقي على أكتافهم تبعات واقع أليم
ولكن ما أصعب أن ننتصب أرواحا وأجسادا لنسد خللنا ونرآب صدعنا ونرتق فتقنا ..
أشكرك على هذا البوح الثر .. وإن كان لا يخلو من أحاجي ..
تحياتي لحضرتك
ماعتدتُ أرتدي تلك الأردية ، لكنها أردية البؤساء ما أن يأتي المساء حتى تصب جام البرد فوق الروح .
تدثرني برداء أكبر من مقاسي بكثير و أخشى التعثر به.
شكرا كثيرا أستاذ ياسر ولك زهر بريّ وحزمة حطب،
د. سمير العمري
19-02-2012, 09:01 PM
أكثر ما يميز نصوصك هو هذا التمازج المميز بين الأدب بلغته وصوره وتراكيبه وبين الفكر بفلسفته وعمقه ورأيه ، ثم هذا الأسلوب السهل الممتنع بلا تكلف وبلا تحذلق.
نص قرأته بإمعان ونعم فيه سوداوية ولكن فيه رصد دقيق ومشاعر صادقة في ظرف تعيشه أديبة مميزة كمرمر القاسم.
أشكر لك ما قرأت أدبا وفكرا!
دمت بكل خير وبركة!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
وليد عارف الرشيد
15-05-2012, 06:22 PM
عثرت على هذا النص الباذخ وأنا أبحث عن الجمال فما رأيت ذائقتي إلا عرَّجت عندما قرأت اسم الأديبة اللامعة صاحبة الأسلوب الراقي المميز مرمر
وما خاب ظني حيث قضيت وقتًا ممتعًا بين طيات الفكر والحروف
روعة أيتها المبدعة ... لا تغيبي طويلًا
مودتي وكثير تقديري كما يليق بهذا الألق
عمر الحجار
15-05-2012, 06:34 PM
الاخت المبدعة مرمر قاسم
هي الغربة والمأساة التي تضج في كل فراغ الفلسطيني وكل روحه وعقله ، هي النكبة والنكسة وكل الوان الالغاء والتشتت والابعاد هي ما تكون وعي الفلسطيني ، الذي يبحث عن الحنين والوطن بأي شيء بمفتاح على الجدار، بثوب مطرز لجدة ، بذكريات التهجير وبأما العودة ، ان الوعي الفلسطيني والعقل الفلسطيني والامل الفلسطيني تكون بطريقة فريدة وبأدوات غير مألوفة
دمت فلسطينية كحد السيف كالمنجل
محمد ذيب سليمان
15-05-2012, 08:47 PM
لا ادري وانا اصافح نصوصكاجد رغبة كبيرة في المتابعة
رغم انها ترهقني الا انني اجد فيها ما لا اجده عند غيركم
حتى الحزن الذي تذرفينه على الورق اجد خلف المفردات صورا اخرى في مواقع اخرى
يشير اليها من بعيد .. اجد نقمة وغضبا مغلفا احيانا وصريحا احيان اخرى
سيدتي نص يلامس وجعا في دواخلنا وان كنا لا نعلمة فانت تشيرين اليه
وتنبهين لمواقعه
مودتي
مرمر القاسم
15-05-2012, 09:01 PM
الأديبة الموفقة ( مرمر القاسم ) :
أعلّلُ النّفسَ بالآمال أرقبُها ... ما أضيق العيشَ لولا فسحة الأمل
دمتِ متألقة أختي الكريمة في سماء الحرف والكلمة ، أحيّيك
تحيتي وتقديري مع المودة
مرحبا بك كثيرا أستاذ ربيع وأعذر تأخري أيها الكريم
قوافل زهر
ربيحة الرفاعي
16-05-2012, 01:34 AM
ليس عجيبا أن يعود هذا النص للواجهة متزامنا مع ذكرى حزينة تصدع قلب الأمة
فيهطل الحزن متسربلا ثوبا فلسفيا يغوص بنا في ضبابية عميقة نورها حس النص نستشعره فنستقرأ معانيه
كأن اغترابنا لم يعد موضوعه ابتعادنا عن الأرض منذ صار جزءا من بناء الروح ونسق الفكر
تأن فلسطينيتي في ميادين حرفك أيتها الراقية
تحاياي
نهلة عبد العزيز
16-05-2012, 05:36 PM
الغاليه
مرمر القاسم
دائما يلجمني حرفك واجد صعوبه في وصف ما اقرأه لكِ
لكِ مني كل محبه
ودمتِ بخير وسعاده لاتنتهي
كوني بخير رجاء ؟
محبتي
عبد الرحيم صادقي
16-05-2012, 10:32 PM
قرأتها إدانة لواقع الانقسام، وثورة على متاهات القضية. صنعها الأذلاء صنعا، وتركوا الحنين للنفوس الطيبة.
أعجبني النص يا مرمر
بورك فيك وتقبلي مروري مع التحية
إن للألم حقا/ إن لم تغصْ
مرمر القاسم
17-05-2012, 11:46 AM
و شكرا لحزنك الذي يمدنا بصلة قرابة ما بيننا و بين السماء .
الأديبة العزيزة مرمر
دائما أقول أن نصك الواحد تتداخل فيه نصوص كثيرة ،
و تستحق كل فقرة الوقوف عندها مليّا ، فالأفكار عندك تخرج من كثرتها
مركزّة مضغوطة ، تحتاج منا لأدوات فنية لقراءتها كما يجب .
دمت بكل خير .
ويحنا يا أستاذة نادية من أوطان ترى الخير في من ولّ وأدبر،
قوافل زهر وأمنية
بشرى العلوي الاسماعيلي
17-05-2012, 11:22 PM
أيتها المرمر الرائعة
كلمات تعبر ببهائها عن سحر ذوقي شفاف
يغمر الصورة فتأتلق بالجمال الرائع
لك مودتي و تقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir