تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أحمد بن ماجد



شريفة العلوي
31-01-2012, 03:22 PM
إلى أحمد بن ماجد:

مقدمة صغيرة :
( بعدما تخلى البحارة عن البحر , وأصبح حارسه غياب الأهل , بعدما انتحرت الاسماك شوقا لشبكة الصيد , بعدما استفحلت الاظافر نموا في الحلزونات والقواقع , بعدما تجمدت السفن والمراكب على رمال الشاطئ و بعدما تمزقت الأشرعة وأضحت الأصداء تتاجر بالعبور منها ويوهم النوى بحياكة فراقاتها والشمس تحرق نسيجها , بعدما جمع تراجع البحر عن أخلاقه في رد الأمانات الى اليابسة بمعنى أنه لا يركب الموج جسم ما إلا إذا أقبل من اليابسة , بعدما أصبح غلام السفينة قائد النواخيذ وربانها راكب ترهبه فكرة فرق العملة ما إذا تكفي أجرة الرحلة الى محطة تالية , بعد سمي الفقر والجوع والعوز بشهبندر التجار .
بعد كل هذا وذاك كان لابد من اتخاذي موضعا لي في تاريخ جغرافيا البحر عله يطعمني الصبر على المكاره )





بين صوتك القادم من جبين الخليج العربي والنبرة الهادئة الوادعة المتناهية صداها على شواطئ قلبي زمن يبحر على صهوة الموج القادم من مكمن انبثاق قرص الشمس حالما يلقي الليل بردته على كرسيه الهزاز قبل أن يستعيد أنفاسه.. إيه يا حارس البحار!!...


لم أسرّ إليك يوما بأسراب العصافير التي تحلق في سماء سؤالي لكي أتمكن ولو بلوثة جنون اللحظة التي تقترح أن تكون بين هاتين اليدين خريطة سير أحمد بن ماجد القادم من قوس الأفق ليقدم لي بوصلة مفعولها بحجم خاتم سليمان, خاتم في صرة شغاف الوله , مصنوع من إبريز القمر , مطعم بالماس الشوق , وعندما تناهى إلى أسماعي صوتك الملهم بالشعر ومكابدات النثر, كانت الساعة تشير في عاديتها اليومية إلى التاسعة إلا غيابي ..
حين أوقف ندائك قطار الريح على عتبات دهشتي المترامية على شواطئ الفرح الذي سيكون دوما موئلا لأحلامي , وملجأ لأعيادي وترتيبا برتوكوليا لفصولي دون تقديم فصل قبل الآخر ودون التحيز لفصل على حساب الآخر ..


وحينما علمت بأن عقرب الساعة أحال موكب سيره إلى لحظة توقف استنفاري , انبثقت الشمس من كفي, وارتد النسيم عطرا يتطهر به أحزان الكون ..



لكنك أيها الماجد ,, كلما غبت , تغيّب معك العيد , وتصبح مباني المدن , عبارة عن أكوام أحجار مرصوصة , وتتحول الشوارع إلى ساحات ملئت بعلب مستطيلة يقودها البشر الذين لا يعرفون قيمة المسافة التي ينونون استقطاعها دون جدوى لأنهم لم يدرسوا تاريخ الجغرافيا جيدا يا أحمد وإلا لعرفوا بأن المسافات وجدت ليست فقط لقطعها من أجل قطعها وإنما لصنعها في أذهاننا كوحدة مكانية قابلة للتأقلم مع حركة الكائن صوب الاشراقة كلما أشرق الحب في قلوبنا للبحر ..يا احمد ..هب لي مجداف نورك لأستبصر به دامس الليل حين تغيب في رحلاتك البحرية ..وهل ستحرس حكمتك شواطئ بحارنا من القراصنة القادمين من هناك ؟...
لله الأمر من قبل ومن بعد.

ربيع بن المدني السملالي
31-01-2012, 03:33 PM
الأديبة الموفقة ( شريفة العلوي ) لنصوصك طعم أجد مفعوله داخل أعماقي ، وكثيرا ما أعاود قراءتها لسبر أغوارها ، وجني ثمارها ، فلا أخرج منها إلا مستفيداً ومتعلّما ، زادك الله من فضله.
شكرا لك على دُررك القيّمة ..
دمتِ ودام هطولك المنتظر
تحيتي وتقديري ومودّتي

ياسر سالم
31-01-2012, 04:24 PM
إلى أحمد بن ماجد:

مقدمة صغيرة :
( بعدما تخلى البحارة عن البحر , وأصبح حارسه غياب الأهل , بعدما انتحرت الاسماك شوقا لشبكة الصيد , بعدما استفحلت الاظافر نموا في الحلزونات والقواقع , بعدما تجمدت السفن والمراكب على رمال الشاطئ و بعدما تمزقت الأشرعة وأضحت الأصداء تتاجر بالعبور منها ويوهم النوى بحياكة فراقاتها والشمس تحرق نسيجها , بعدما جمع تراجع البحر عن أخلاقه في رد الأمانات الى اليابسة بمعنى أنه لا يركب الموج جسم ما إلا إذا أقبل من اليابسة , بعدما أصبح غلام السفينة قائد النواخيذ وربانها راكب ترهبه فكرة فرق العملة ما إذا تكفي أجرة الرحلة الى محطة تالية , بعد سمي الفقر والجوع والعوز بشهبندر التجار .
بعد كل هذا وذاك كان لابد من اتخاذي موضعا لي في تاريخ جغرافيا البحر عله يطعمني الصبر على المكاره )





بين صوتك القادم من جبين الخليج العربي والنبرة الهادئة الوادعة المتناهية صداها على شواطئ قلبي زمن يبحر على صهوة الموج القادم من مكمن انبثاق قرص الشمس حالما يلقي الليل بردته على كرسيه الهزاز قبل أن يستعيد أنفاسه.. إيه يا حارس البحار!!...


لم أسرّ إليك يوما بأسراب العصافير التي تحلق في سماء سؤالي لكي أتمكن ولو بلوثة جنون اللحظة التي تقترح أن تكون بين هاتين اليدين خريطة سير أحمد بن ماجد القادم من قوس الأفق ليقدم لي بوصلة مفعولها بحجم خاتم سليمان, خاتم في صرة شغاف الوله , مصنوع من إبريز القمر , مطعم بالماس الشوق , وعندما تناهى إلى أسماعي صوتك الملهم بالشعر ومكابدات النثر, كانت الساعة تشير في عاديتها اليومية إلى التاسعة إلا غيابي ..
حين أوقف نداءك قطارُ الريح على عتبات دهشتي المترامية على شواطئ الفرح الذي سيكون دوما موئلا لأحلامي , وملجأ لأعيادي وترتيبا برتوكوليا لفصولي دون تقديم فصل قبل الآخر ودون التحيز لفصل على حساب الآخر ..


وحينما علمت بأن عقرب الساعة أحال موكب سيره إلى لحظة توقف استنفاري , انبثقت الشمس من كفي, وارتد النسيم عطرا يتطهر به أحزان الكون ..



لكنك أيها الماجد ,, كلما غبت , تغيّب معك العيد , وتصبح مباني المدن , عبارة عن أكوام أحجار مرصوصة , وتتحول الشوارع إلى ساحات ملئت بعلب مستطيلة يقودها البشر الذين لا يعرفون قيمة المسافة التي ينونون استقطاعها دون جدوى لأنهم لم يدرسوا تاريخ الجغرافيا جيدا يا أحمد وإلا لعرفوا بأن المسافات وجدت ليست فقط لقطعها من أجل قطعها وإنما لصنعها في أذهاننا كوحدة مكانية قابلة للتأقلم مع حركة الكائن صوب الاشراقة كلما أشرق الحب في قلوبنا للبحر ..يا احمد ..هب لي مجداف نورك لأستبصر به دامس الليل حين تغيب في رحلاتك البحرية ..وهل ستحرس حكمتك شواطئ بحارنا من القراصنة القادمين من هناك ؟...
لله الأمر من قبل ومن بعد.







لله درك ...
فراؤك ثمين ..
ودهشة الحرف عندك تزكو على كل المعاني
في سلكك المتفرد الآسر انتظمت المعاني دررا بهية ولآلئ ضافية
كم يعوزنا مشرط جراح ناعم كهذا، ينفذ إلى جسومنا فيسل وهنها بغير عَدْوٍ ولا بغي
ما أصوب لفظك في اعشار من يمتطون دمانا ليعبروا نحو ذاتهم !

نزلت الفاظك الثرة في اماكنها لتبين عما يراد بها من معنى باذخ في غير حرج من لغة او قلق في موضع
سلمت يمناك وجادك الغيث يهمى على تربة لفظك لتطفل فيه معانيك وتنتج ،
وتنسخ نهلاتك العِذاب صدى اناس يتضورون قيظا ، قد اوجعهم لفح الهجير وشقهم حر الثرى
وودّوا - بجدع انوفهم - لو يتبللون من بَللٍ كبلَلِك ..

دمت للأدب يدا حانية تربت على ناصية المعاني بعرائس الكلام لتسعد عيوننا وترضي ذوائقنا المتلفتة

شكرا لك بحجم ما أسَلْتِ على قلوبنا من ندى ..

تحياتي ودعواتي

كاملة بدارنه
31-01-2012, 05:50 PM
..يا احمد ..هب لي مجداف نورك لأستبصر به دامس الليل حين تغيب في رحلاتك البحرية ..وهل ستحرس حكمتك شواطئ بحارنا من القراصنة القادمين من هناك ؟...
لله الأمر من قبل ومن بعد.
فعلا يحتاج الليل الدّامس الذي يسيطر على الكثير من الأمور لمجداف من النّور، ونحتاج للحكمة التي أضعناها، واتّبعنا سبل الغاوين!
ولله الأمر دائما وأبدا
أبدعت عزيزتي الأخت شريفة لغة ومضمونا!
بوركت
تقديري وتحيّتي
(نداؤك - تتطهّر - ينوون )

عبد الله راتب نفاخ
31-01-2012, 06:58 PM
أستاذتنا الغالية
يبقى في قلمك ما ليس في غيره
هنا أخذتنا نحو البعيد لفكرة عرفتها مذ قرأت العنوان
فرأيتها تطوي تحت جناحها أفكاراً أخر
أستاذتي
لكم كل التقدير

أماني عواد
02-02-2012, 08:25 PM
الاستاذة الكبيرة شريفة العلوي


كأنك حورية البحر تبكي غياب حارسه ,
وكأني به يسكنك فاراه يتسلل سطورك وعناوين الفرح الأخضر والأزرق في ربوع قلبك الكبير


نص رائع سلم مدادك

شريفة العلوي
07-02-2012, 03:20 PM
الأديبة الموفقة ( شريفة العلوي ) لنصوصك طعم أجد مفعوله داخل أعماقي ، وكثيرا ما أعاود قراءتها لسبر أغوارها ، وجني ثمارها ، فلا أخرج منها إلا مستفيداً ومتعلّما ، زادك الله من فضله.
شكرا لك على دُررك القيّمة ..
دمتِ ودام هطولك المنتظر
تحيتي وتقديري ومودّتي


أخي الأيب المبدع ربيع بن المدني السملالي

لقراءتك أيضا رونق مميز به ترتقي النصوص وتتألق المعاني

أشكرك كثيرا لهذا الجهد الإبداعي الذي تبذله في سبيل الأدب

دمت بكل خير.

ربيحة الرفاعي
08-02-2012, 12:07 AM
أعشق هذه اللغة أيتها الشريفة، والحكمة القابعة بشموخ وراء حروفها
وغوصك المتمكن في أعماق الواقع تستجلين معانيه وتتنقبين عن الدرّ المدفون تحته

شكرا لهطولك المميز غاليتي

تحاياي

وليد عارف الرشيد
08-02-2012, 05:21 AM
الله ما أجمل هذا النثر وما أرقاه
بوركت أخيَّة على ما جدت به فأبدعت وسموت
سعدت بلقاء هذا البهاء
مودتي كما يليق

عتيق بن راشد الفلاسي
08-03-2012, 07:31 AM
أحمدية ماجدية تصلنا بعراقة الماضي وفي يدها سبحة الحاضر الحبيب،..أنت لا تكتبين تاريخا، ولا تخطين معالم جغرافية إلا في عين من لم يقرأ أدبك الفطري الغض السلسبيل، وما أجمل الرمز الأدبي وهو ينقاد طوع أمر قلمك أديبتنا هنا وهناك، وحيثما تكلم الأدب بعيدا عن المقدمات، وديباجة البدء. واسمحي لي هنا أن أسرف من صرف وقت مكثي بين أفانين إبداعك ما عرفت من قبل وما لم أعرف، واتركيني أصدر الحكم بعيدا عن سماع شاهد، أو قراءة بينة، فقد اعتدت أن أدلل قلمي دلال نفسي لا قيد ولا رقيب، وما زلت لم أبرح موضع وقوفي لأستشرف مغامرة الغوص على حرفك أختي الكريمة ، وما زلت كأنما قدر لي أن أصف أدبك من بعيد، وإن شئتِ قولي أستدير يمنة ويسرة علني أقول كم راقني هذا الأدب، شكرا شريفة.. أخوك أحمد.

شريفة العلوي
12-03-2012, 02:10 PM
لله درك ...
فراؤك ثمين ..
ودهشة الحرف عندك تزكو على كل المعاني
في سلكك المتفرد الآسر انتظمت المعاني دررا بهية ولآلئ ضافية
كم يعوزنا مشرط جراح ناعم كهذا، ينفذ إلى جسومنا فيسل وهنها بغير عَدْوٍ ولا بغي
ما أصوب لفظك في اعشار من يمتطون دمانا ليعبروا نحو ذاتهم !

نزلت الفاظك الثرة في اماكنها لتبين عما يراد بها من معنى باذخ في غير حرج من لغة او قلق في موضع
سلمت يمناك وجادك الغيث يهمى على تربة لفظك لتطفل فيه معانيك وتنتج ،
وتنسخ نهلاتك العِذاب صدى اناس يتضورون قيظا ، قد اوجعهم لفح الهجير وشقهم حر الثرى
وودّوا - بجدع انوفهم - لو يتبللون من بَللٍ كبلَلِك ..

دمت للأدب يدا حانية تربت على ناصية المعاني بعرائس الكلام لتسعد عيوننا وترضي ذوائقنا المتلفتة

شكرا لك بحجم ما أسَلْتِ على قلوبنا من ندى ..

تحياتي ودعواتي



الأخ المبدع ياسر سالم

قراءة أراها وقد اكتست بمخمل اللغة ورصانة الفهم الحقيقي للب النص والوصول الى جوهر الرسالة المراد ايصالها عبر هذا النص أو بقية المتتالية لإرث أحمد بن ماجد الذي أراه حاضرا يتجدد في نماذج حقيقية تخاصر هذا الحاضر .

تقديري وعظيم احترامي .

شريفة العلوي
21-03-2012, 12:34 PM
فعلا يحتاج الليل الدّامس الذي يسيطر على الكثير من الأمور لمجداف من النّور، ونحتاج للحكمة التي أضعناها، واتّبعنا سبل الغاوين!
ولله الأمر دائما وأبدا
أبدعت عزيزتي الأخت شريفة لغة ومضمونا!
بوركت
تقديري وتحيّتي
(نداؤك - تتطهّر - ينوون )


الغالية كاملة بدارنة

لا يكتمل جمال النص دون حضورك

ولحضورك طعم كغذاء الملكات ورائحة كربيع اعتصر أمواج أزهاره في قنينة العطر ..

دمت بكل خير .