المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعور عفوي ...



ياسر سالم
31-01-2012, 03:56 PM
لا شك أن أشبه شيء بالإنسان - أدبا -هو ما يندلق من قلبه على سطور صماء
يَحِيكُها سنُ قلمٍ مرغمٍ ، قد يعرف نقطة البدء ، ولكنه -أبدا - لا يدرك كيف تكون النهاية

إنه مداد يجري منا على خلاف ما نريد ..
ويسطر ما نُكَتّم ، بعبارة متوثبة ٍآنيةٍ ، غير سابقة الإعداد والتجهيز

إنه حديث النفس المجنح الذي لايمر على اللسان بحذلقةٍ ومُكْنةٍ وتَقَعُّرٍ
إنها خيوط سائلة من أنين .. تنماع من نفس تشبعت بآهةٍ حرّى و لسعةٍ مؤلمة و أنَّةٍ مضنية

تأتي الكلمات لتوها طازجة متوهجة بحرارة الصدق ، متلفعة بوهج الإرادة
تشْغَرُ من معالجةٍ متكلفةٍ على آلة اللغة ، ومن تنميقٍ سَمِجٍ على قَدّ البيان

فقط ، ماءٌ عفويٌ نقيٌ ، يسيل كيفما اتفق ...
يلامس حنايا من تَشَاكَلَ معه ، وانتسبَ إليه في آهة عابثة .. أو فرحة مستبشرة
يحسه كل من وَعَى ، وما أقل من يَعِي !

دائما ... دع قلمك يجري بلون دم قلبك .. وعلى هديٍ من وقع نبضاته

فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،
واترك المداد يسيل.....

....

ربيع بن المدني السملالي
31-01-2012, 04:02 PM
دائما ... دع قلمك يجري بلون دم قلبك .. وعلى هديٍ من وقع نبضاته

فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،

واترك البحر رهوا ...

كلمات جميلة ، صادقة ، شائقة وبأسلوب سهل ميسور أحبّذه وأحبّه ، لله درّك أديبَنا الكريم
دمت ودام مدادك الصّاق
تحيتي والمحبة

عبد الرحيم صادقي
31-01-2012, 09:35 PM
كانت تلك رؤيتك لماهية الأدب، ولقد جرى نصك على ما شرطت، كلام على السليقة دون حذلقة ولا تنميق.
رائع شعورك العفوي يا ياسر.
لكنني لا أظنك ستخرج زهير بن أبي سلمى من دائرة الأدب بسبب حولياته.
تحياتي والمودة.

وليد عارف الرشيد
31-01-2012, 11:03 PM
جميلٌ دائمًا أستاذي المبدع ما يريقه مدادك مرغمًا تقوده روحٌ نقية مبدعةٌ معطاءة
النتيجة دائمًا قيمة ومتعة وفائدة
مودتي كما يليق أيها الراقي

كاملة بدارنه
01-02-2012, 09:19 PM
فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،
واترك المداد يسيل.....
إن تركنا المداد يسيل، ويعرض ما وجده داخل الذّات، فإنّ في ذلك أحيانا تعرية، وكشفا للذّات لا تحبّ هي نفسها أن يطلّع عليه غيرها ...
شكرا لك على جميل الكلام الذي أسالَه مداد فكرك!
تقديري وتحيّتي

أماني عواد
01-02-2012, 11:15 PM
الاستاذ ياسر سالم



دائما ... دع قلمك يجري بلون دم قلبك .. وعلى هديٍ من وقع نبضاته

فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،
واترك المداد يسيل....

دعوة رائعة للصدق مع الحبر بسيل على قدر النبض دون زيادة تودي بمبالغة او ايجاز يودي باقتضاب
لكنه مراسنا القليل للغوص في كل امورنا وتقمصنا الدور اللائق الانيق ما يجعلنا غيرنا كل الوقت
نحتاج لشحنة غزيرة من المشاعر تصلنا حدود التطرف لذاتنا التي بدأنا ننساها



سلمت وسلم مدادك

ياسر سالم
03-02-2012, 09:11 AM
دائما ... دع قلمك يجري بلون دم قلبك .. وعلى هديٍ من وقع نبضاته

فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،

واترك البحر رهوا ...

كلمات جميلة ، صادقة ، شائقة وبأسلوب سهل ميسور أحبّذه وأحبّه ، لله درّك أديبَنا الكريم
دمت ودام مدادك الصّاق
تحيتي والمحبة

أشكرك أخي الكريم ربيع
وأرجو حقا أن تكون هذه الكلمات قد ساغت لذائقتك
تحيتي لمرورك الفياض ...

ياسر سالم
03-02-2012, 09:19 AM
كانت تلك رؤيتك لماهية الأدب، ولقد جرى نصك على ما شرطت، كلام على السليقة دون حذلقة ولا تنميق.
رائع شعورك العفوي يا ياسر.
لكنني لا أظنك ستخرج زهير بن أبي سلمى من دائرة الأدب بسبب حولياته.
تحياتي والمودة.


مرحبا بك استاذ عبد الرحيم
نعم ليس بوسعي ان اخرج بما قصدت زهيرا عن حولياته
زهير كان يتقصد الحكمة ويرصد الواقع ولا يطعم كلماته بشعور آن يتحيزه
حتى حين يبحث عن محبوبته بين الطلول الدوارس فإنه لم يكن يقصد إلأ مجاراة من عايشهم ممن يتحرجون الشروع في النظم دون تقديم واجب النسيب للمحبوبة
يعني حوائط سابقة التجهيز يتم تركيها ولكن بمُكنه ودهشة ومهارة وفن
والشعر ينبغي تنقيحة ومعالجته قبل عرضه حتى يبدو بهيا مؤثرا في قالبه غير منثلم ولا متهافت
واما ماقصدت هو ان يسيل القلم بالشعور الدافق دون اهتمام كبير بالقالب الذي يؤطره ..
بل يسير على نحو هاديء او عاصف بحسب ما يكون في الصدر من لوعة ولسعة

شكرا لمداخلتك الجميلة .. ولك تحيتي ودعواتي

ياسر سالم
03-02-2012, 09:22 AM
جميلٌ دائمًا أستاذي المبدع ما يريقه مدادك مرغمًا تقوده روحٌ نقية مبدعةٌ معطاءة
النتيجة دائمًا قيمة ومتعة وفائدة
مودتي كما يليق أيها الراقي


بل انت الاستاذ اخي الكريم وليد
وما انا بينكم إلا كمستبضع التمر إلى اهل خيبر
سلمت وراقني ما كتبت
أرجو ان اكون بينكم كمثلكم ..
تحياتي ولك الشكر الجزيل

ياسر سالم
03-02-2012, 09:30 AM
إن تركنا المداد يسيل، ويعرض ما وجده داخل الذّات، فإنّ في ذلك أحيانا تعرية، وكشفا للذّات لا تحبّ هي نفسها أن يطلّع عليه غيرها ...
شكرا لك على جميل الكلام الذي أسالَه مداد فكرك!
تقديري وتحيّتي


نعم أستاذة كاملة ... ربما عريّنا ذواتنا حين نقرر أن نرصد بمدادنا كل خلجة تعتلج في صدورنا
ولكن ينبغي أن يبقى بيينا وبين من حولنا ستار رقيق يحجب عن اعينهم بعضا مما لا ينبغي
فليس كل ما يعرف من الحق يقال
ولكن اللفظة الدالة والمعنى المتجدد يصلحان لمعالجة ما قد نتحرج منه
ويخرجانه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين
الحكمة اخيتي - مهما كان رحمها التي خرجت منه - هي عين ما نريد ان يعرفه الناس .
وهي خلاصة التجارب المتراكمة التي لا يتسع لها عمر انسان وإن طال
فلا نحرم غيرنا ما علمناه وتقاصرت همته أو طبيعته عن بلوغه

أشكرك على إضافتك
وأرجو الا تحرمينا من صائب فكرك
تحيتي وتقديري

ياسر سالم
03-02-2012, 09:39 AM
الاستاذ ياسر سالم




دعوة رائعة للصدق مع الحبر بسيل على قدر النبض دون زيادة تودي بمبالغة او ايجاز يودي باقتضاب
لكنه مراسنا القليل للغوص في كل امورنا وتقمصنا الدور اللائق الانيق ما يجعلنا غيرنا كل الوقت
نحتاج لشحنة غزيرة من المشاعر تصلنا حدود التطرف لذاتنا التي بدأنا ننساها



سلمت وسلم مدادك


ما أجمل قولك هنا
هو بعض مما أردت
نعم أستاذة أماني .. نحتاج إلى شحنة غزيرة من المشاعر ...
فقد بدأت ذواتنا تتسرب من بين ضلوعنا على إثر فقد يفجع أو نكبة تصدع أو هم مقيم ..
ولكن نحتاج أيضا إلى أن نكون تجارا مع الكلمة ، نسوقها في زينة وجمال بأقل كلفة ممكنة ..
لا نزايد على جودتها ولا نتباهى بتنميقها.... فقط ننشغل بأن تأنس لها العيون حتى تلامسها اليد .. فتطعمها القلب والروح..
وكانوا ينتقون أطايب الكلام كما تنتقى أطايب الثمر ...
قال لي أخي ومعلمي ناصحا ... لا يعوزك أن تحس بقدر ما يعوزك أن تخرج الإحساس .. تعلم كيف تقول ( احفظ تقل .:. إن الكلام من الكلام )
فلا يزال المرء في قراءة بعد قراءة حتى تجتمع القطرات في إنائه فيوشك أن يمتليء ويفيض على ما حوله

أحييك على مداختك الجميلة
وأشكر لك طيب المرور والقراءة
تحيتي وتقديري لحضرتك

ربيحة الرفاعي
01-04-2012, 06:12 PM
إنه مداد يجري منا على خلاف ما نريد ..
ويسطر ما نُكَتّم ، بعبارة متوثبة ٍآنيةٍ ، غير سابقة الإعداد والتجهيز

إنه حديث النفس المجنح الذي لايمر على اللسان بحذلقةٍ ومُكْنةٍ وتَقَعُّرٍ
إنها خيوط سائلة من أنين .. تنماع من نفس تشبعت بآهةٍ حرّى و لسعةٍ مؤلمة و أنَّةٍ مضنية

فقط ، ماءٌ عفويٌ نقيٌ ، يسيل كيفما اتفق ...
يلامس حنايا من تَشَاكَلَ معه ، وانتسبَ إليه في آهة عابثة .. أو فرحة مستبشرة
يحسه كل من وَعَى ، وما أقل من يَعِي !


ذاك هو إذا سرّ ما يغلف نصوصك من جمال وما يزينها من عفوية هطول وتلقائية حس وانثيال معان رائقة تسحر المتلقي

جميل ما قرأت هنا من تصوير لتفتح براعم الإبداع الأدبي بحرف باهر وقلم ماهر

أهلا بك أديبنا الكريم في واحتك

تحيتي

ياسر سالم
02-04-2012, 06:16 PM
ذاك هو إذا سرّ ما يغلف نصوصك من جمال وما يزينها من عفوية هطول وتلقائية حس وانثيال معان رائقة تسحر المتلقي

جميل ما قرأت هنا من تصوير لتفتح براعم الإبداع الأدبي بحرف باهر وقلم ماهر

أهلا بك أديبنا الكريم في واحتك

تحيتي



رأيك أعتزبه كثيرا أستاذتنا
كونه يصدر عن عقل مشرق واع ، ونفس تواقة للحرف حد الامتزاج
شكرا لحضورك الجميل ..
وشهادتك التي أعتز بها

تقبلي تحيتي

نداء غريب صبري
13-06-2012, 05:25 PM
لا شك أن أشبه شيء بالإنسان - أدبا -هو ما يندلق من قلبه على سطور صماء
يَحِيكُها سنُ قلمٍ مرغمٍ ، قد يعرف نقطة البدء ، ولكنه -أبدا - لا يدرك كيف تكون النهاية

إنه مداد يجري منا على خلاف ما نريد ..
ويسطر ما نُكَتّم ، بعبارة متوثبة ٍآنيةٍ ، غير سابقة الإعداد والتجهيز

إنه حديث النفس المجنح الذي لايمر على اللسان بحذلقةٍ ومُكْنةٍ وتَقَعُّرٍ
إنها خيوط سائلة من أنين .. تنماع من نفس تشبعت بآهةٍ حرّى و لسعةٍ مؤلمة و أنَّةٍ مضنية

تأتي الكلمات لتوها طازجة متوهجة بحرارة الصدق ، متلفعة بوهج الإرادة
تشْغَرُ من معالجةٍ متكلفةٍ على آلة اللغة ، ومن تنميقٍ سَمِجٍ على قَدّ البيان

فقط ، ماءٌ عفويٌ نقيٌ ، يسيل كيفما اتفق ...
يلامس حنايا من تَشَاكَلَ معه ، وانتسبَ إليه في آهة عابثة .. أو فرحة مستبشرة
يحسه كل من وَعَى ، وما أقل من يَعِي !

دائما ... دع قلمك يجري بلون دم قلبك .. وعلى هديٍ من وقع نبضاته

فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،
واترك المداد يسيل.....

....

أنت أديب مبقدع أخي
أحب جدا قراءة نصوصك
وأستمتع كثيرا بتعاملك الراقي مع الحرف

شكرا لهذا النص الجميل

بوركت

ياسر سالم
27-06-2012, 01:21 PM
أنت أديب مبقدع أخي
أحب جدا قراءة نصوصك
وأستمتع كثيرا بتعاملك الراقي مع الحرف

شكرا لهذا النص الجميل

بوركت



أحبَّك ربُّك أختي الكريمة أستاذة نداء
وكم يسعدني أن يقرأ لي مثلك
ولو لم لم يكن من آثار ما نكتب إلا التفاف العقول الجميلة حول الحرف ؛ لكان ذلك كافيا جدا

أرجو ألله تعالى أن يستر خطأي وسهوي وجهلي حتى يبدو ما أكتب أكثر مناسبة لمصافحتكم أختي العزيزة

أشكرك على رأيك الجميل
ولك الجمال ورودا بيضاء نقية تكلل هامتك

تحياتي ودعواتي

د. سمير العمري
25-08-2012, 07:04 PM
بداية دعني أشيد بأسلوبك المميز ولغتك الجميلة في التعبير.

ثم دعني أعلق على مضمون ما جئت به لأميز أمرين من بعضهما أظنهما تداخلا في خاطرك ؛ أما الأول فنعم لا يصل القلوب من الأدب إلا ما صدر عفويا من القلوب ونقيا من النفوس بصدق ورقي ، وإن النفس النقية لتدرك العفوي الصادق من المتحذلق المتكلف ، ولذا فأنا معك في أن نجعل الكتابة صادقة وموفقة وصادرة من القلب بعفوية وصدق.

وأما الأمر الثاني فهو ما اشتمل عليه قولك من انتقاد لتزيين النص وتوشية الحرف وهذا أمر لا يتفق مع أسس الأدب الراقي الذي يحسن بالمرء أن يتخير لفظته وأن يحسن سبكه وأن يجمل صوره وبلاغته ومحسناته فهو أقرب للنفس ، وليس أدل على ذلك من قرب تلك السور من القرآن التي فيها تجميل وتوشية حرف للنفس ، وإن الزعم بأن الرقي باللغة وبمحسناتها وبلاغتها مخالف للصدق وللعفوية هو زعم غير صحيح ومطعون في قصده ، ولذا وجب التنويه والتفريق بين التكلف والتكليف وبين التحذلق والحذق.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ياسر سالم
26-01-2013, 12:31 AM
بداية دعني أشيد بأسلوبك المميز ولغتك الجميلة في التعبير.

ثم دعني أعلق على مضمون ما جئت به لأميز أمرين من بعضهما أظنهما تداخلا في خاطرك ؛ أما الأول فنعم لا يصل القلوب من الأدب إلا ما صدر عفويا من القلوب ونقيا من النفوس بصدق ورقي ، وإن النفس النقية لتدرك العفوي الصادق من المتحذلق المتكلف ، ولذا فأنا معك في أن نجعل الكتابة صادقة وموفقة وصادرة من القلب بعفوية وصدق.

وأما الأمر الثاني فهو ما اشتمل عليه قولك من انتقاد لتزيين النص وتوشية الحرف وهذا أمر لا يتفق مع أسس الأدب الراقي الذي يحسن بالمرء أن يتخير لفظته وأن يحسن سبكه وأن يجمل صوره وبلاغته ومحسناته فهو أقرب للنفس ، وليس أدل على ذلك من قرب تلك السور من القرآن التي فيها تجميل وتوشية حرف للنفس ، وإن الزعم بأن الرقي باللغة وبمحسناتها وبلاغتها مخالف للصدق وللعفوية هو زعم غير صحيح ومطعون في قصده ، ولذا وجب التنويه والتفريق بين التكلف والتكليف وبين التحذلق والحذق.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي


استاذنا الكريم .. ربما يدفع عني لائمة ما ذكرت من انتقاد تزيين النصوص وتوشيتها بما تذخر به لغتنا من جماليات لا تضارع هو العودة إلى كثير مما كتبت ومنه هذا النص الذي يأوي في بعض نواحيه بعضا من التزواج اللغوي والتقابل المنطقي وحسن التقسم ..

ومن يقرأ لي يعرف أنني من أشد الناس حرصا - ماوسعني- على ارتياد الأماكن التي وطّأها القدامي الاعلام وهيأوها لنا بحذق واقتدار ..بل وتلبست بالدفاع عن منهجهم فترة غير يسيرة ضد سرب الجراد الهائم على وجهه في دروب غريبة مريبة من لغتنا الشريفة التي نعرف
ولا ازعم انني احمل منهجا أدبيا وأسعي في تطبيقه .. فلا دراستي تؤهلني ولا علمي ينهض فضلا عن ظاهرة تشييخ الكتاب التي اضطررت اليها حين تعذر المُوَجّه ، وبعدت الشقة بيني وبين من أتعلم منه ..

لكنني مازلت من اكثر الناس نفورا عن السجع والتزامه .. وقد صرفني ذلك عن كثير من متابعة بعض الأدباء لسجعه المقحم ومفرداته التي تتلوى في يده وهو يزج بها - سجعا - في ذيل جملة كانت رائقة فزادها رهقا ..
ولا ادل على استكراه هذا اللون واستثقاله أن ينفيه عن نفسه صاحب البيان والتبيين حين قال:
(واستنكف بان انسب اليها في البلاغة وان أعرف بها في غير موضعها، ومن السجع ان يظهر مني)


وينبه احد المتابعين للجاحظ على بلاغته فيذكر ما في كلامه من اشراقة اللفظة وحسن التقسم وبلوغ المعني بعيدا عن اعتساف السجع وقتامته فيقول ( لاحظ بلاغة الجاحظ في تصوير نفس الحسود :
«تراكم الغموم على قلبه، واستمكان الحزن في جوفه، وكثرة مضضه، ووسواس ضميره، وتنغص عمره، وكدر نفسه، ونكد عيشه.. واستصغار نعمة الله عليه وسخطه على سيده بما أفاء عليه، وتمنيه ان يرجع في هبته اياه وان لا يرزق احدا سواه..»
الرسائل الأدبية 127/1

ومن طريف ما سمعت قول احدهم :
أيها القاضي بِقُمّ
قد عزلناك فقم

فرد قائلا والله ما عزلتني
ولكن عزلتني القافية ...!

وكان من اهم سقوط وتداعي الأدب في أيام المماليك هو انصباب غاية الكاتب في الطرح الواحد على استدعاء ما أمكنه من كل فنون البديع والبيان ومنه الجناس البالغ من التكلف حد الصفاقة ...

لا بأس أن نمر بكلامنا الى الأخرين عبر قنطرة البلاغة في غير هوس بياني او شبق منطقي..كما رأيت في بعض كتابات من أجلهم هنا

إن لم يكن من الزام الكاتب نفسَه الجناسَ بليّةً غير استدعاء مفرادت وحشية ليغلق به نهايات جمله المسجوعة فكفى بذلك بؤسا وبعدا ...

إن (جمال الأدب يرتكز على الطبيعة اي عدم التكلف، وعلى البلاغة اي المساواة بين اللفظ والمعنى، واختيار اللفظ الذي يناسب المعنى ويوازيه فلا يفضل عنه ولا ينقص، شرط ان تتوافر فيه الفصاحة اي الوضوح ويتجنب الغرابة والوحشية) الرسائل الأدبية39/1

وأما استحضاركم لآي الكتاب استئناسا على سلامة وجهتكم .. فالقرآن أمر ثالث غير الشعر والنثر ... وقد لا ينهض دليلا صريحا في محل النزاع
فالشعر مثلا لابد ان يحمل الكلام فيه على روي واحد يطرد في قفزات متتالية ليحقق نوعا من الايقاع السمعي في أذن متلقيه ، ويخرج بهذا من ساحة النثر الى عالم النظم ولا يطلب من الناثر أن يجاري الشعر في سرده فيقفيه دائما كما يجنح الى ذلك بعض من اعرف ..
والقرآن بخلاف الاثنين ..والنثر له حظ من كل الفنون ولكن بقدر معلوم في ذائقة كاتبه ..
أكتفي بهذا
وأشكرك على مداخلتك المفيدة

لانا عبد الستار
04-06-2013, 08:44 PM
الأدب يتحدث بما في داخلنا والحروف تعرينا
لهذا نوقفها أحيانا وهي تحاول أن تقول عنا ما لا نريد أن نقول

نثرك جميل جدا
أشكرك

ياسر سالم
05-06-2013, 10:59 AM
الأدب يتحدث بما في داخلنا والحروف تعرينا
لهذا نوقفها أحيانا وهي تحاول أن تقول عنا ما لا نريد أن نقول

نثرك جميل جدا
أشكرك



أشكرك كثيرا على مرورك الذي اعادني إلى قراءة هذه الكلمات التي كتبتها في إثر شعور جميل

وأسعدني ان يروقك ما اكتب
وأرجو ألا أعدم موجها منافحا ومدافعا وناصحا كريما
شكرا لك أستاذة لانا .. جزاك ربك خيرا
تحيتي وتقديري

فاتن دراوشة
05-06-2013, 08:02 PM
جميل ذلك الانسجام مع أقلامنا نبضا وحسّا

وأن نتيح له بأن يخطّ ثمار أحاسيسنا الطّازجة على السّطور

بوح رائع ودعوة تفيض بهاء مبدعنا

مودّتي

ياسر سالم
09-07-2013, 08:41 AM
جميل ذلك الانسجام مع أقلامنا نبضا وحسّا

وأن نتيح له بأن يخطّ ثمار أحاسيسنا الطّازجة على السّطور

بوح رائع ودعوة تفيض بهاء مبدعنا

مودّتي



شكرا أستاذة فاتن على مرورك الجميل
نعم ... ما أصدق الحرف حين يكون مبعوثنا الرسمي إلى الأخرين
كل عام أنت بخير
دعواتيو تقديري

ناديه محمد الجابي
09-07-2013, 10:43 AM
سنكون أكثر سعادة حين نكون أكثر براءة وعفوية في التعبير عن مشاعرنا
لأنفسنا ولمن حولنا ـ فالتعبير عن المشاعر ليس بوحا بالأسرار.
عندما ينساب القلم على الورق ويعبر بتلقائية وعفوية تنتقل المشاعر
إلى الآخرين دون حواجز تشوهه جمالية المشاعر ـ فالذي يخرج
من القلب يلج فورا إلى القلوب.
هذا ما نحسه في كل ما تكتب أخي ياسر .. عفوية وتلقائية تلج
إلى الفكر والقلب في لغة راقية وصورا بديعة.
دمت ودام مداد قلمك.

خليل حلاوجي
09-07-2013, 12:01 PM
تأتي الكلمات لتوها طازجة متوهجة بحرارة الصدق ، متلفعة بوهج الإرادة
تشْغَرُ من معالجةٍ متكلفةٍ على آلة اللغة ، ومن تنميقٍ سَمِجٍ على قَدّ البيان

فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،
واترك المداد يسيل.....

....


التلقائية ... أيضًا صنعة يتقنها الراسخون في النقاء ..

فمن زلات القلم نقرأ دواخل البعض .. ومن وهج الحرف نقرأ عمقهم .



مودتي.

ياسر سالم
25-07-2013, 07:10 AM
ودمت ِمعنى جميلا نبيلا يسيل عبقه هنا وهناك
أهلا ومرحبا بكلماتك الجميلة أختنا الكريمة الأستاذة نادية
نعم أيتها الكريمة . . رصد مشاعرنا على نحو رائق جميل هو بوح شفيف يعلن عن تقاسم المشاعر مع غيرنا وليس ضربا من إذاعة سر
المهم أن يتجلبب الكلام بالصدق العفوي بعيدا عن التكلف السمج والزركشة المتعسفة ...
ولا بأس ببعض جماليات لغوية قريبة التناول حتى نهدي غيرنا صورة جميلة تليق بعيونهم ...

دعواتي لك وكل عام أنت بخير ..

خلود محمد جمعة
25-12-2014, 07:53 AM
الحرف الصادق الذي يولد من العفوية يصل الى القلب دون استئذان ويعطر الروح اينما حل
ولحرفك عطر يحتل الوجدان
بوركت واليراع
كل التقدير

خليل حلاوجي
25-12-2014, 04:07 PM
دع قلمك يجري بلون دم قلبك .. وعلى هديٍ من وقع نبضاته

فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،
واترك المداد يسيل.....

....


إن كاالسؤال شديد الوضوح سيكون الجواب شديد الغموض ..




نص ثري..