تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نحنُ دعاة وقضاة



ربيع بن المدني السملالي
01-02-2012, 02:56 PM
نحنُ دعاة وقضاة

لقد أطلق الأستاذ الهضيبي على كتابه اسم (( دعاة لا قضاة ))، وأراد بذلك أن يبين أن وظيفة الداعية هي الدعوة إلى الإسلام، وليس الحكم على الناس، لأن - حسب ادّعائه - أن الحكم على الناس من وظيفة القاضي وليس من وظيفة الدّاعية.
ولقد انتشرت هذه المقالة بين الناس، وأصبح الحديث عن حكم من ارتكب مكفراً أو ناقضاً من نواقض (( لا إله إلا الله )) أمراً مستنكراً وغريباً، وكأن المتحدث فيه ينطق الكفر والعياذ بالله.
ولبيان شناعة هذا القول ومخالفته للكتاب والسنة وسفاهة أحلام القائلين به، أقول بعون الله عز وجل وتوفيقه:
إن الرسل جميعاً عليهم الصلاة والسلام؛ بعثوا قضاة ودعاة، فحكموا على أقوامهم بالكفر ثم دعوهم إلى الدين، ومن دخل في دينهم واعتقد عقيدتهم حكموا عليه بالإسلام، ومن خرج منه حكموا عليه بالردة.
ويدل على ذلك أدلة من القرآن كثيرة جداً منها:
1) ما حكاه لنا القرآن الكريم عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في حكمه على قومه بالكفر عند دعوته لهم إلى الإسلام ولم يستجيبوا له، يقول الله تعالى: { قُلْ يَأَيّهَا الْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مّا عَبَدتّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.
وكذلك حكمه على المستهزئين بآيات الله بالكفر رغم اعتذارهم؛ قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنّ إِنّمَا كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مّنْكُمْ نُعَذّبْ طَآئِفَةً بِأَنّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}.
2) حكم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام على أبيه وقومه الذين عبدوا الأصنام بالضلال والكفر، يقول تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنّيَ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ}.
3) وحكم سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام على قومه بالجهالة والضلال بسبب استحقارهم وطردهم المؤمنين، يقول تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىَ قَوْمِهِ إِنّي لَكُمْ نَذِيرٌ مّبِينٌ * أَن لاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ اللّهَ إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلاُ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاّ بَشَراً مّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ وَمَا نَرَىَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ * قَالَ يَقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيّنَةٍ مّن رّبّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مّنْ عِندِهِ فَعُمّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ * وَيَقَوْمِ لآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّهُمْ مّلاَقُو رَبّهِمْ وَلَكِنّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ}.
4) وحكم سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام على قومه بالكفر، يقول تعالى: {إِنّي تَرَكْتُ مِلّةَ قَوْمٍ لاّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُمْ بِالاَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.
5) واعتزل أصحاب الكهف قومهم بعد حكمهم على قومهم بالشرك والكفر، يقول تعالى: {هَؤُلآءِ قَوْمُنَا اتّخَذْواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً}.
والدارس لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يرى أنها ذاخرة بالأدلة على ذلك والتي منها:
1) حكمه صلى الله عليه وسلم على جده عبد المطلب بالكفر والخلود في النار، عندما أوعزت قريش لأبي لهب بأن يسأله عنه ليتم تخليه عن حمايته بعد وفاة عمه أبي طالب.
2) حكمه على من تزوج امرأة أبيه بالكفر والردة.
3) عدم إنكاره صلى الله عليه وسلم على الصحابة عندما حكم بعضهم على بعض بالكفر والنفاق - بغض النظر عن صحة حكمهم أو خطئه -
عن الزهري أخبرني محمد بن الربيع سمعت عتبان بن مالك يقول: (غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أين مالك بن لد خشبة؟ فقال رجل منا: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تقولونه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله؟ قال: بلى، قال: فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرم الله عليه النار).
4) وكذلك عدم إنكاره صلى الله عليه وسلم على موقف عمر بن الخطاب من حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنهما في قصته المشهورة مع إنكاره الخطأ في الحكم.
"... فقال عمر: (يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فأضرب عنقه)".
هذا ولقد أوجب الله عز وجل على المسلمين واجبات كثيرة، منها:
موالاة المسلمين ومعادات الكافرين، وهذا لا يمكن أن يكون إلا بمعرفة المؤمنين من الكافرين، ومعرفة الكفر وحدوده ومعرفة الكافر وصفاته.
وكذلك أمر المسلمين بالزواج من المسلمين وتزويجهم، وعدم الزواج من الكافرين وتزويجهم، وهذا لا يمكن إلا بمعرفة الكافر من المؤمن.
وكذلك فإن الله عز وجل حرم ذبائح المشركين من غير أهل الكتاب، وحرم ذبيحة المرتد، فلهذا يجب معرفة من هو المسلم ومن هو الكافر ومن هو المشرك والمرتد ومن هم أهل الكتاب.
وكذلك فإن الله عز وجل أمرنا بجهاد الكفار والغلظة عليهم وقتالهم، فلهذا وجب علينا أن نعرف الكافر من المسلم.
واخيراً أقول:
إن التكفير حكم شرعي يخضع لنصوص الكتاب والسنة، كأي حكم آخر، فما عرف منه بيقين أنه كفر، وأن صاحبه كافر بيقين، كمن يعبد مع الله آلهة أخرى، أو يزعم لنفسه خصائص الإلهية ويجعل من نفسه نداً لله تعالى في أخص خصائصه مثل حق التشريع المطلق؛ لا يجوز مطلقاً في هذه الحالة التوقف عن التكفير، وإلا حصل الرد والتكذيب لشرع الله تعالى.
ومنه نص أهل العلم؛ أن عدم تكفير الكافر[ كاليهود والنًصارى والمشركين ] أو الشك في كفره، كفر مخرج لصاحبه من الملة لتضمنه الجحود والرد لحكم الله عز وجل.
وكذلك فإن كل مسلم يجب أن يكون عارفاً بنواقض الإيمان، فمن كان يجهل الكفر الأكبر وحدوده؛ يسهل عليه أن يقع فيه، لذلك فإن الله تعالى قد فصَّل الآيات وبين فيها سبيل المجرمين، وجميع ضروب الشرك والكفر لكي نتجنبها ونحذرها ونحذر منها ومن أهلها، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الاَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}.
وكذلك فإن من لوازم الإيمان وشروط صحته الكفر بالطاغوت، فقد قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ}.
ومن لوازم الكفر بالطاغوت كما أسلفناه تكفيره واجتنابه، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمّةٍ رّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطّاغُوتَ}.
فكيف يكون مع وجوبه على جميع أفراد الأمة ومع اعتباره من لوازم الإيمان؛ هو صعب جداً لا ينبغي أن يقدم عليه إلا الفحول من علماء الأمة؟!
فمن لا يعرف الشرك لا يعرف التوحيد، ومن لا يعرف التوحيد لا يملك الاعتقاد به.
والذي يعرف التوحيد يعرف كيف يوحد الله في اعتقاداته وأعماله وأقواله، ويعرف من لم يوحد الله ويشرك به في اعتقاداته وأعماله وأقواله، هذه أمور متلازمة يدل بعضها على بعض.
فليحذر أمرؤ لنفسه وكل امرئ حسيب نفسه.

كتبه أحد الأفاضل وقد تصرّفت فيه بعض الشيء ...

قال ربيع السملالي : وكتاب الأستاذ حسن الهضيبي هذا كنت قد قرأته منذ ستّ سنوات تقريبا فهالني ما رأيت فيه ، فإنه بناه على أصول مذهب المرجئة المُرْدِي وأراد من خلاله الرد على سيد قطب في "كتابه معالم في الطّريق" والله المستعان ...

واختيَارُ المرء قطعةٌ من عقله تدلّ على تخلّفه أو فضله :os:

احمد حمود الغنام
02-02-2012, 12:40 AM
موضوع مهم ، ولو أننا أخذنا الكتاب وأسبابه وزمانه ، لبطل العجب ، أنت حضرتك تأتي وتطلق حكما على كتاب عمره أكثر من خمسين عاما ، وكان لتأليفه ملابسات كان حريا بك أن تذكرها .. هذه واحدة ، وثانية دعني أسألك الخلفاء لماذا كانوا يعينون قضاة لهم ليحكموا بين الناس ؟ هل كان عمر رضي الله عنه يجهل القضاء حاشا !
فيا أخي الكريم كن منصفا ، ولا أراك تريد الله في هذه المواضيع التي تفرق ولا تجمع !
هذا الكتاب هنا لمن أراد الاطلاع :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=62689
تحيتي ،

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 01:45 AM
موضوع مهم ، ولو أننا أخذنا الكتاب وأسبابه وزمانه ، لبطل العجب ، أنت حضرتك تأتي وتطلق حكما على كتاب عمره أكثر من خمسين عاما ، وكان لتأليفه ملابسات كان حريا بك أن تذكرها .. هذه واحدة ، وثانية دعني أسألك الخلفاء لماذا كانوا يعينون قضاة لهم ليحكموا بين الناس ؟ هل كان عمر رضي الله عنه يجهل القضاء حاشا !
فيا أخي الكريم كن منصفا ، ولا أراك تريد الله في هذه المواضيع التي تفرق ولا تجمع !
هذا الكتاب هنا لمن أراد الاطلاع :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=62689
تحيتي ،

أشكرك أخي الكريم على رابط الكتاب ، لكي يطّلع عليه إخواننا وأخواتنا الذين لم يقرأوه ، ليعرفوا صدق ما قلنا ...ومن المفارقات العجيبة أنّ رابطك أخي فيه ردّ لأحد الإخوة بنفس كلام الشيخ الذي نقلتُ هنا ، يردّ به على ناشر الكتاب ، لكي لا يغتر به القرّاء !!
وملابسات الكتاب معروفة والحمد لله ، ردّ فيه الأستاذ الهضيبي على سيّد قطب لما انشق عن جماعة الإخوان المسلمين ، وألف كتابه المعطار ( معالم في الطريق ) ..
أكرر شكري الجزيل لك أخي أحمد على رابط الكتاب زادك الله من فضله ، وحبذا لو تنشر لنا كتاب ( معالم في الطريق ) أيضا للمقارنة بين الكتابين ...
تحيتي والمحبة الخالصة لوجه الله
أخوك ربيع من المغرب الأقصى

نادية بوغرارة
02-02-2012, 02:35 AM
هذه العبارة :

نحن دعاة و لسنا قضاة

تعتبر منهجا فكريا و سلوكيا للداعية ، و معلّم الناس الخير ،

و هي عبارة يذكرها الدعاة و يذكّرون بها أتباعهم لتحديد المهام المنوطة بهم ،

و لتكريس مهمتهم الأصيلة التي ارتضوها لأنفسهم ، ألا و هي الدعوة ،

و في العبارة نزوح إلى الخصوصية في مصطلح كل من الداعية و القاضي ،

مع تضمين ، لا يمكن أن نغفله ، للتمازج بينهما في بعض الأحوال .

و إن أشد حاجتنا إلى هذه العبارة - بالمفهوم الذي ذكرتُ - في أيامنا التي أصبح فيها من تعلَّم جانبا من الفقه و العلوم الشرعية ،

يحمل عصا غليظة يضرب بها على يد كل من خالف فهمه للأحكام و الأحوال ، فينصّبُ

نفسه قاضيا يسفّه هذا و يجرّمه ، و يبكّتُ ذاك و يؤّنبه ، و هو لا يعلم أنه لو اتخذ سبيل

الدعاة لكان الطريق أقصر إما إلى هداية الفرد أو إلى الانصراف عنه .

نعم ،

نحن دعاة و لسنا قضاة ، بغض النظر عن ملابسات الكتاب الذي وردت فيه الجملة أوَّلًا ،

و حتى إن ثبت أنه لم يذكرها على هذا النحو أحد قبل الأستاذ الهضيبي ،

فهي سنّة دعوية قرأناها في سير الأنبياء و الخلفاء و التابعين و الصالحين .

جاء في مقدمة الموضوع :

" ولبيان شناعة هذا القول ومخالفته للكتاب والسنة وسفاهة أحلام القائلين به، أقول .... "

هذا الأسلوب يغلّب فيه النزوع إلى القضاء على حساب الدعوة ،

و يوحي بأن أبواب الحوار و الأخذ و الردّ مغلقة ، و قد تعلمنا و أيقنّا

أن الصوت الحق يكون هادئا و لا يحتاج أن يرتفع في نبرته أو في حدّة كلماته ،

و أن اللين في الخطاب قد يجعل الحديد طيّعا في يد الخطيب ...

و مع ذلك أحببت أن أكتب وجهة نظري التي أرجو أن يتقبلها الكاتب بصدر رحب .

أسأل :

هل في العبارة : نحن دعاة لا قضاة ، ما يحلل حراما أو يحرّم حلالا ،

أو يسكت عن ظلم أو يعطّل حكما شرعيا ؟؟؟

بينما تغليب القضاء على الدعوة فيه ما فيه من المزالق الفكرية و التربوية ،

كما أنه يصيب رسالة الدعوة إلى الله بخلل منهجي عميق الأثر .

و أسأل :

لمن الحاجة أكثر في بلداننا و مدننا و شوارعنا و بيئتنا و بيوتنا ،

لرجل داعية أم لرجل قاض ؟؟؟


و أخيرا أقول :

إن الداعية بحاجة لأن يكون قاض أحيانا حين يلزم الأمر ذلك ، و تكون الدعوة هي الأساس .

و إن القاضي بحاجة لأن يكون داعية أحيانا حين يلزم الأمر ذلك ، و يكون القضاء هو الأساس .

وكل ميّسر لما خُلق له ، يسعى و يتوقُ لأن يستخدمه الله تعالى في دعوته ، حسب طاقاته ،

و قدراته و مؤهلاته ...

دعاة لا قضاة ، و قضاة لا دُعاة ، يتعاونون على البِرّ و التقوى و لا يتعاونون على الاثم و العداون .

الأخ ربيع السملالي ،

أشكرك لإثارة هذا الموضوع القديم الجديد ، ليستزيد كل منا و يستنير ،

و الشكر موصول لصاحب المقال .

احمد حمود الغنام
02-02-2012, 07:20 AM
الكتاب كتبه وهو المستشار في سلك القضاء !
وكتبه من أجل ماذهبت إليه حضرتك من تكفير الناس لبعضهم البعض ! فنصبوا أنفسهم حكاما على الناس في مكان هو لله عزّ وجلّ .. من رد الحكم إلى الله .
ولو أن كل واحد منا نصب نفسه قاضيا على جاره وعلى إخوانه فتصور ماذا سيحدث وقتها؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".. وكانت قد انتشرت هذه المقولة- التكفير- بين الناس في مصر وظهرت أثناءها جماعات التكفير والهجرة ! وكان لظهور هذا الكتاب الأثر الكبير في حفظ البلاد من فتنتة عمياء !
وعندما ظهر كتاب معالم في الطريق فسره الناس على حسب أمزجتهم وذهبوا فيه مذاهب لم يردها سيد قطب رحمه الله ، وهذا سمعته من أخيه الشيخ محمد قطب حفظه الله مباشرة ..
فقل لي بربك يا أخي لو أن كل واحد في المجتمع اعتبر نفسه داعية وقاضيا ، فما يتوجب عليه حيال هذه الصفة ؟
وما عمل القضاة إذن ؟
وماعمل المحاكم أيضا ؟
وما عمل الحقوقيين ؟
أسئلة كثيرة تدور في الذهن من جراء تنصيب كل واحد نفسه حاكما .. فهل ترى المصلحة للأمة في ذلك ؟
أنت ماالذي فهمته من الكتاب ؟
أنا أدعي أنك لم تقرأ ولا صفحة واحدة من الكتاب بل تنتقد العنوان فقط !
واضعا نفسك حكما عن أمر ليس له نصيب من الحكمة في الدعوة ، بين سلفية وإخوان !
وأنا هنا أفرق بين السلفية التي نحن لها منتسبون ومن التسلف أو التسلق على السلفية المنفرة بين المسلمين ، فشتان بين فكر ناقد حصيف ينقد بهدف الإصلاح وبين فكر يبحث في المثالب من أجل إثبات كفر هذه الطائفة أو فسقها وفجورها وتنقية نفسه من الشوائب !
فكلتَ للصوفية بعد أن جمعتها في سلة واحدة على خلاف ماصرح به علماؤنا من السلفيين أنفسهم !
والآن أتيت على الإخوان من خلال مرشدهم !
والدور على الأشاعرة أو أنك ضمنت رأيك العدواني فيهم من خلال الصوفية !
ماذا بقي من الأمة !
أين منك حديث أمتي لاتجتمع على ضلالة ؟
هل تريد أن آتيك بأمثلة من فجور حكام الخليج المباركين من قبل علماء المتسلفين ، الذي لايوجد للمتصوفة لاناقة ولا جمل في هذه الدول ( رد ضمني على موضوعك عن الحكام والمتصوفة)، اختصارا للنقاش العقيم هناك الذي نحن بغنى عنه ..

مع التحية ،

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 10:57 AM
هذه العبارة :

نحن دعاة و لسنا قضاة

تعتبر منهجا فكريا و سلوكيا للداعية ، و معلّم الناس الخير ،

و هي عبارة يذكرها الدعاة و يذكّرون بها أتباعهم لتحديد المهام المنوطة بهم ،

و لتكريس مهمتهم الأصيلة التي ارتضوها لأنفسهم ، ألا و هي الدعوة ،

و في العبارة نزوح إلى الخصوصية في مصطلح كل من الداعية و القاضي ،

مع تضمين ، لا يمكن أن نغفله ، للتمازج بينهما في بعض الأحوال .

و إن أشد حاجتنا إلى هذه العبارة - بالمفهوم الذي ذكرتُ - في أيامنا التي أصبح فيها من تعلَّم جانبا من الفقه و العلوم الشرعية ،

يحمل عصا غليظة يضرب بها على يد كل من خالف فهمه للأحكام و الأحوال ، فينصّبُ

نفسه قاضيا يسفّه هذا و يجرّمه ، و يبكّتُ ذاك و يؤّنبه ، و هو لا يعلم أنه لو اتخذ سبيل

الدعاة لكان الطريق أقصر إما إلى هداية الفرد أو إلى الانصراف عنه .

نعم ،

نحن دعاة و لسنا قضاة ، بغض النظر عن ملابسات الكتاب الذي وردت فيه الجملة أوَّلًا ،

و حتى إن ثبت أنه لم يذكرها على هذا النحو أحد قبل الأستاذ الهضيبي ،

فهي سنّة دعوية قرأناها في سير الأنبياء و الخلفاء و التابعين و الصالحين .

جاء في مقدمة الموضوع :

" ولبيان شناعة هذا القول ومخالفته للكتاب والسنة وسفاهة أحلام القائلين به، أقول .... "

هذا الأسلوب يغلّب فيه النزوع إلى القضاء على حساب الدعوة ،

و يوحي بأن أبواب الحوار و الأخذ و الردّ مغلقة ، و قد تعلمنا و أيقنّا

أن الصوت الحق يكون هادئا و لا يحتاج أن يرتفع في نبرته أو في حدّة كلماته ،

و أن اللين في الخطاب قد يجعل الحديد طيّعا في يد الخطيب ...

و مع ذلك أحببت أن أكتب وجهة نظري التي أرجو أن يتقبلها الكاتب بصدر رحب .

أسأل :

هل في العبارة : نحن دعاة لا قضاة ، ما يحلل حراما أو يحرّم حلالا ،

أو يسكت عن ظلم أو يعطّل حكما شرعيا ؟؟؟

بينما تغليب القضاء على الدعوة فيه ما فيه من المزالق الفكرية و التربوية ،

كما أنه يصيب رسالة الدعوة إلى الله بخلل منهجي عميق الأثر .

و أسأل :

لمن الحاجة أكثر في بلداننا و مدننا و شوارعنا و بيئتنا و بيوتنا ،

لرجل داعية أم لرجل قاض ؟؟؟


و أخيرا أقول :

إن الداعية بحاجة لأن يكون قاض أحيانا حين يلزم الأمر ذلك ، و تكون الدعوة هي الأساس .

و إن القاضي بحاجة لأن يكون داعية أحيانا حين يلزم الأمر ذلك ، و يكون القضاء هو الأساس .

وكل ميّسر لما خُلق له ، يسعى و يتوقُ لأن يستخدمه الله تعالى في دعوته ، حسب طاقاته ،

و قدراته و مؤهلاته ...

دعاة لا قضاة ، و قضاة لا دُعاة ، يتعاونون على البِرّ و التقوى و لا يتعاونون على الاثم و العداون .

الأخ ربيع السملالي ،

أشكرك لإثارة هذا الموضوع القديم الجديد ، ليستزيد كل منا و يستنير ،

و الشكر موصول لصاحب المقال .

الأخت الموفقة ( نادية ) على الرّغم من اختلافي معك في بعض المسائل التي طرحتِ هنا ، وعدم ذكرك لنصوص من الكتاب والسّنة تؤكد ما ذهبتِ إليه ، إلاّ أنني أحيّي فيك طريقتك في الردّ على موضوع المخالف ومناقشته ، لا الولوج في نيّة صاحب المقال أو ناقله ، واتّهامه بما هو منه بريء براءة ماء المُزن من شوائب الأرض ..
والموضوع وملابساته يحتاج لبعض الوقت ، فلعلي أنشط لكتابة بعض الورقات أوضح من خلالها مفهوم الرّدة في الفقه الإسلامي ، ولمَ خصّص الفقهاء بابا كبيراً في تواليفهم أسموه ( حكم المرتد ) ..؟
دمتِ بألق

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 11:22 AM
الكتاب كتبه وهو المستشار في سلك القضاء !
وكتبه من أجل ماذهبت إليه حضرتك من تكفير الناس لبعضهم البعض ! فنصبوا أنفسهم حكاما على الناس في مكان هو لله عزّ وجلّ .. من رد الحكم إلى الله .
ولو أن كل واحد منا نصب نفسه قاضيا على جاره وعلى إخوانه فتصور ماذا سيحدث وقتها؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".. وكانت قد انتشرت هذه المقولة- التكفير- بين الناس في مصر وظهرت أثناءها جماعات التكفير والهجرة ! وكان لظهور هذا الكتاب الأثر الكبير في حفظ البلاد من فتنتة عمياء !
وعندما ظهر كتاب معالم في الطريق فسره الناس على حسب أمزجتهم وذهبوا فيه مذاهب لم يردها سيد قطب رحمه الله ، وهذا سمعته من أخيه الشيخ محمد قطب حفظه الله مباشرة ..
فقل لي بربك يا أخي لو أن كل واحد في المجتمع اعتبر نفسه داعية وقاضيا ، فما يتوجب عليه حيال هذه الصفة ؟
وما عمل القضاة إذن ؟
وماعمل المحاكم أيضا ؟
وما عمل الحقوقيين ؟
أسئلة كثيرة تدور في الذهن من جراء تنصيب كل واحد نفسه حاكما .. فهل ترى المصلحة للأمة في ذلك ؟
أنت ماالذي فهمته من الكتاب ؟
أنا أدعي أنك لم تقرأ ولا صفحة واحدة من الكتاب بل تنتقد العنوان فقط !
واضعا نفسك حكما عن أمر ليس له نصيب من الحكمة في الدعوة ، بين سلفية وإخوان !
وأنا هنا أفرق بين السلفية التي نحن لها منتسبون ومن التسلف أو التسلق على السلفية المنفرة بين المسلمين ، فشتان بين فكر ناقد حصيف ينقد بهدف الإصلاح وبين فكر يبحث في المثالب من أجل إثبات كفر هذه الطائفة أو فسقها وفجورها وتنقية نفسه من الشوائب !
فكلتَ للصوفية بعد أن جمعتها في سلة واحدة على خلاف ماصرح به علماؤنا من السلفيين أنفسهم !
والآن أتيت على الإخوان من خلال مرشدهم !
والدور على الأشاعرة أو أنك ضمنت رأيك العدواني فيهم من خلال الصوفية !
ماذا بقي من الأمة !
أين منك حديث أمتي لاتجتمع على ضلالة ؟
هل تريد أن آتيك بأمثلة من فجور حكام الخليج المباركين من قبل علماء المتسلفين ، الذي لايوجد للمتصوفة لاناقة ولا جمل في هذه الدول ( رد ضمني على موضوعك عن الحكام والمتصوفة)، اختصارا للنقاش العقيم هناك الذي نحن بغنى عنه ..

مع التحية ،

أخي الكريم الظّاهر أنك تتكلم بعصبية ، أرجو أن تُهدّئ من روعك ، وردّ على المقال ، ودع عنك ناقل المقال ، قال ساكن المعرّة عليه رحمة الله :
خذي رأيي وحسبكِ ذاكَ منّي ... على ما فيّ من عوج وأمتِ
واعلم يا أخي الأديب :
1 ) فوالله لستُ من سلفية الآل والمآل من الذين يسبّحون بحمد طواغيت الخليج وولاة خمورهم . أنا مسلم فقط ، ولا أؤمن بالمسميات التي فرقت صفوف المسلمين ، فطب نفساً ...
2 ) قال ابن تيمية ( لا تقبل شهادة العدو على عدوه ولو كان عدلاً ) وأنت ناصبتني العداء منذ كتبت عن الصوفية .
3 ) إنّك لا تلتزم لغة الحوار ، فمن العيب أن تترك مناقشة الموضوع ، وتتهم نية ناقله أو كاتبه ، ولعلّ من الخير أن أذكرك ونفسي بما قاله الدّكتور العمري في أحد شروط الحوار :
إن ما نرجوه ليس فتح الواحة منبرا للصراخ وللهذر والتخالف والتطاول بل إلى حوار منهجي وفكري يمثل قيمة أو يوصل لأرب وحينها يكون للحوار مهما اختلف توجهه ما يبرر وجوده وما يدفعنا للتفاعل معه. الواحة ليست مجرد منبر لكل من هب ودب فمن يأتي لحوار فيها فعليه أن يكون عميق الطرح قوي اللغة أديب الحرف والخلق وإلا فليجد له ساحة صراخ أخرى. اهـ

نادية بوغرارة
02-02-2012, 11:22 AM
الأخت الموفقة ( نادية ) على الرّغم من اختلافي معك في بعض المسائل التي طرحتِ هنا ، وعدم ذكرك لنصوص من الكتاب والسّنة تؤكد ما ذهبتِ إليه ، إلاّ أنني أحيّي فيك طريقتك في الردّ على موضوع المخالف ومناقشته ، لا الولوج في نيّة صاحب المقال أو ناقله ، واتّهامه بما هو منه بريء براءة ماء المُزن من شوائب الأرض ..
والموضوع وملابساته يحتاج لبعض الوقت ، فلعلي أنشط لكتابة بعض الورقات أوضح من خلالها مفهوم الرّدة في الفقه الإسلامي ، ولمَ خصّص الفقهاء بابا كبيراً في تواليفهم أسموه ( حكم المرتد ) ..؟
دمتِ بألق
===========


لا بأس من الاختلاف ،

و ما لونته بالأحمر من كلامك موضوع بحد ذاته ، يحتاج كثيرا من التأمل ،

فلا فائدة برأيي من حوار لا نقرأ فيه جيدا وجهة نظر الغير ،أولا ،

و لا نفترض فيه أننا على خطأ ثانيا ،

و لا نحترم فيه بعضنا أولا و أخيرا .

أما عن ملاحظتك عن عدم ذكر شواهد في ردّي ، فأعتقد أننا لسنا بحاجة ماسة إليها ،

فديننا كله يقوم على السماحة أولا قبل أن يقوم على الحدود ،

و من يدّعي غير ذلك هو من عليه إثبات ادعائه بالأدلة و البراهين و الشواهد .

نحن لا ننكر بعض ما تدافع عنه ، لكننا ننكر جعله على رأس دعوتنا

لأمة أُثبِتَتْ خيريتها من فوق سبع سماوات ،فاستحقت أن يكون فيها

رجال الدعوة دعاة لا قضاة .

أرجو أن يُفهم موقفي من الموضوع بشكل صحيح .

الأخ ربيع السملالي ،

دمتَ و توقك للمعرفة ،

بارك الله فيك .

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 11:36 AM
===========






أما عن ملاحظتك عن عدم ذكر شواهد في ردّي ، فأعتقد أننا لسنا بحاجة ماسة إليها ،

.

لا والله نحن في أمس الحاجة إلى ذلك ، فإذا اعتقدنا أننا لسنا في حاجة إلى آيات الذّكر الحكيم ، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فلا خيرَ فينا ، وصاحب المقال قد أتى بكثير من الأدلة ، فأرجو ألا نغضّ الطرف عليها ...
والدعاوي ما لم تقيموا عليها بيناتٍ .... أبـــناؤهــا أدعيـــاءُ

نادية بوغرارة
02-02-2012, 11:59 AM
لا والله نحن في أمس الحاجة إلى ذلك ، فإذا اعتقدنا أننا لسنا في حاجة إلى آيات الذّكر الحكيم ، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فلا خيرَ فينا ، وصاحب المقال قد أتى بكثير من الأدلة ، فأرجو ألا نغضّ الطرف عليها ...
والدعاوي ما لم تقيموا عليها بيناتٍ .... أبـــناؤهــا أدعيـــاءُ
========

سبحان الله ،

أهـذا ما فـهـمـتَـه مـمّـا قــلـتُـه !!!

لقد كنتَ هنا قاضيا ، لكنك لم تكن عادلا .

وددتُ أن تمنح نفسك فرصة أكبر لقراءة ردّي ، بدل أن تقتبس

جملة منه و تُخرجها من سياقها ، فتكون محلّ تهمة حين تُقرأ مُفرَدَةً .

و لا ألومك ، فالنقد من المهام الصعبة و الدقيقة التي تحتاج تدرّبا

و حكمة و حيطة ،و من يستهتر بمقوماتها يوشك أن يَعصف بنفسه و بالآخرين .

======

إنّه لا يُعجزني أن أملأ الصفحة بالشواهد على سماحة الإسلام ،

من القرآن و السنة و الأقوال و الأحداث و شهادات غير المسلمين أنفسهم ...

لكنني سأكتفي بما ذكرتُ ، أكرَم لي و أسْـلَم .

مع الشكر .

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 12:18 PM
========

سبحان الله ،

أهـذا ما فـهـمـتَـه مـمّـا قــلـتُـه !!!

لقد كنتَ هنا قاضيا ، لكنك لم تكن عادلا .

إنّه لا يُعجزني أن أملأ الصفحة بالشواهد على سماحة الإسلام ،

من القرآن و السنة و الأقوال و الأحداث و شهادات غير المسلمين أنفسهم ...

لكنني سأكتفي بما ذكرتُ .

مع الشكر .

قال الله سبحانه ( ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 208 ) فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم ( 209 ) )
يقولُ الحافظ ابن كثير ( رحمه الله ) في تفسيره :
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله : أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه ، والعمل بجميع أوامره ، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك .
قال العوفي ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، وطاوس ، والضحاك ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد ، في قوله : ( ادخلوا في السلم ) يعني : الإسلام .

وأرجو أختي نادية ألا تتجاهلي ذكر الآيات الأخرى التي جاءت فيها الشّدة كذلك ، لكي لا نكون من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، فالإسلام دين الوسطية ، لا إفراط المرجئة الذين يغلّبون جانب السّماحة ، ولا تفريط الخوارج التّكفيريين الذين يغلّبون جانب الشّدّة ( وكان بين ذلك قواماً ) ...
تنبيه : لا ينبغي الغضب للنفس ، فنحن في نقاش علمي ، كما لا ينبغي الاكتفاء بقولك ، لأنّ ذلك غير مُقنع في المناقشات العلمية ، والله من وراء القصد ..
فقّهنا الله وإيّاك في دينه

نادية بوغرارة
02-02-2012, 12:51 PM
تنبيه : لا ينبغي الغضب للنفس ، فنحن في نقاش علمي

[/COLOR][/SIZE][/FONT]



========



و من قال أنني غضبت ؟؟؟ :002:

لم أفعلها مع من أساء إليّ من قبل ، فكيف أفعلها في حوار علمي !!

إنما استوقفني فمهك المغلوط و التجزيئي لما أكتبه، و قد كنتُ و ما زلتُ أتوسّم فيك الفهم و العلم .

فلا ( تشخصن ) الموضوع رجاء .

اللهم ارزقنا العلم و الفهم و الصواب .

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 12:56 PM
========


و من قال أنني غضبت ؟؟؟ :002:

لم أفعلها مع من أساء إليّ من قبل ، فكيف أفعلها في حوار علمي !!

فلا ( تشخصن ) الموضوع رجاء .

اللهم ارزقنا العلم و الفهم و الصواب .



آمين ، آمين ، آمين

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 01:26 PM
========



و من قال أنني غضبت ؟؟؟ :002:

لم أفعلها مع من أساء إليّ من قبل ، فكيف أفعلها في حوار علمي !!

إنما استوقفني فمهك المغلوط و التجزيئي لما أكتبه، و قد كنتُ و ما زلتُ أتوسّم فيك الفهم و العلم .

فلا ( تشخصن ) الموضوع رجاء .

اللهم ارزقنا العلم و الفهم و الصواب .

أنا يا أختي الكريمة لا أطلب منك أن تتوسمي في الفهم والعلم أو أن تكلّليني بألقاب أنا أصغر منها بكثير ، مثل قولك علاّمة الواحة ، العالم العامل كما في كثير من تعليقاتك ، فأنا مجرد طويلب علم ، فالوسطية محمودة في جميع المجالات ، أنا لا أريد منك إلا شيئا واحداً ألا هو الإنصاف والقراءة المتأنية لما يُنشر من طرف الغير ، لا تنظري إلى من قال ولكن انظري إلى ماذا قال . وفهمي بارك الله فيك ليس مغلوطاً بل أنا أحكم على الظّاهر وأعلّق على ما تكتبين ، وقد لاحظتُ أنّك تكتبين الرّد وتتصرّفين فيه أكثر من مرّة ، وهذا أكبر دليل على غضبك ، والله المستعان
أتمنى أن يكونَ نقاشنا خالصاً لوجه الله ...والاعتراف بالحق والبحث عنه ، سواء جاء به الصغير أو الكبير ، العالم أو الجاهل ...
ولازلتُ إلى الآن أنتظر منك نقاشاً علميا خارجا عن حظوظ النّفس الأمّارة بالسّوء ، وأرجو أن يكون ذلك بشواهد قرآنية ونبوية ، وكما لا يخفاكِ فديننا دين الحجة والدّليل ..
دمتِ في رعاية الله

احمد حمود الغنام
02-02-2012, 02:37 PM
نحنُ دعاة وقضاة ...
حسنا .. فسر لي ما معنى عنوان مقالك لو سمحت .. هل يعني أنك قاضي تحكم على الهضيبي وبعدها ماذا تريد أن تفعل ؟
لقد أطلق الأستاذ الهضيبي على كتابه اسم (( دعاة لا قضاة ))، وأراد بذلك أن يبين أن وظيفة الداعية هي الدعوة إلى الإسلام، وليس الحكم على الناس، لأن - حسب ادّعائه - أن الحكم على الناس من وظيفة القاضي وليس من وظيفة الدّاعية.
ولقد انتشرت هذه المقالة بين الناس، وأصبح الحديث عن حكم من ارتكب مكفراً أو ناقضاً من نواقض (( لا إله إلا الله )) أمراً مستنكراً وغريباً، وكأن المتحدث فيه ينطق الكفر والعياذ بالله.
ولبيان شناعة هذا القول ومخالفته للكتاب والسنة وسفاهة أحلام القائلين به، أقول بعون الله عز وجل وتوفيقه:
إن الرسل جميعاً عليهم الصلاة والسلام؛ بعثوا قضاة ودعاة، فحكموا على أقوامهم بالكفر ثم دعوهم إلى الدين، ومن دخل في دينهم واعتقد عقيدتهم حكموا عليه بالإسلام، ومن خرج منه حكموا عليه بالردة.
الرسل لهم وضع خاص من حيث الوحي ، فما دخلنا نحن بالرسل ؟
ويدل على ذلك أدلة من القرآن كثيرة جداً منها:
1) ما حكاه لنا القرآن الكريم عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في حكمه على قومه بالكفر عند دعوته لهم إلى الإسلام ولم يستجيبوا له، يقول الله تعالى: { قُلْ يَأَيّهَا الْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مّا عَبَدتّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.
وكذلك حكمه على المستهزئين بآيات الله بالكفر رغم اعتذارهم؛ قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنّ إِنّمَا كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مّنْكُمْ نُعَذّبْ طَآئِفَةً بِأَنّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}.
الرسول صلى الله عليه وسلم هنا حكمه عام ولايوجد فيه حكم على شخص بعينه ! يعني يحكم على الأفعال لا على الأشخاص !2)
حكم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام على أبيه وقومه الذين عبدوا الأصنام بالضلال والكفر، يقول تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنّيَ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ}.
هنا رآه يعبد الأصنام يعني فيه يقين ولم يحكم على شيء ممكن أن يكون له وجه خفي عنه !3)

وحكم سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام على قومه بالجهالة والضلال بسبب استحقارهم وطردهم المؤمنين، يقول تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىَ قَوْمِهِ إِنّي لَكُمْ نَذِيرٌ مّبِينٌ * أَن لاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ اللّهَ إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلاُ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاّ بَشَراً مّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ وَمَا نَرَىَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ * قَالَ يَقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيّنَةٍ مّن رّبّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مّنْ عِندِهِ فَعُمّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ * وَيَقَوْمِ لآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّهُمْ مّلاَقُو رَبّهِمْ وَلَكِنّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ}.
4) وحكم سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام على قومه بالكفر، يقول تعالى: {إِنّي تَرَكْتُ مِلّةَ قَوْمٍ لاّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُمْ بِالاَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.
5) واعتزل أصحاب الكهف قومهم بعد حكمهم على قومهم بالشرك والكفر، يقول تعالى: {هَؤُلآءِ قَوْمُنَا اتّخَذْواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً}.
ينطبق عليهم التعميم ولا يوجد تخصيص هنا !
والدارس لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يرى أنها ذاخرة بالأدلة على ذلك والتي منها:
1) حكمه صلى الله عليه وسلم على جده عبد المطلب بالكفر والخلود في النار، عندما أوعزت قريش لأبي لهب بأن يسأله عنه ليتم تخليه عن حمايته بعد وفاة عمه أبي طالب.
ينطبق هنا ما ينطبق على أبيه إبراهيم عليه وعلى أبيه السلام !2)
حكمه على من تزوج امرأة أبيه بالكفر والردة.
3) عدم إنكاره صلى الله عليه وسلم على الصحابة عندما حكم بعضهم على بعض بالكفر والنفاق - بغض النظر عن صحة حكمهم أو خطئه -
عن الزهري أخبرني محمد بن الربيع سمعت عتبان بن مالك يقول: (غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أين مالك بن لد خشبة؟ فقال رجل منا: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تقولونه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله؟ قال: بلى، قال: فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرم الله عليه النار).
كان الأولى أن تتبع الرسول هنا عليه الصلاة والسلام ! لا أن تفضل قول الصحابة على قوله وفعله صلى الله عليه وسلم ،من أجل أن تنتصر لرأيك .. وهذه عليك لالك .4)
وكذلك عدم إنكاره صلى الله عليه وسلم على موقف عمر بن الخطاب من حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنهما في قصته المشهورة مع إنكاره الخطأ في الحكم.
"... فقال عمر: (يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فأضرب عنقه)".
ماذا قال الرسول لهم لو أكملت القصة هل قطع رأسه !!!
هذا ولقد أوجب الله عز وجل على المسلمين واجبات كثيرة، منها:
موالاة المسلمين ومعادات الكافرين، وهذا لا يمكن أن يكون إلا بمعرفة المؤمنين من الكافرين، ومعرفة الكفر وحدوده ومعرفة الكافر وصفاته.
وكذلك أمر المسلمين بالزواج من المسلمين وتزويجهم، وعدم الزواج من الكافرين وتزويجهم، وهذا لا يمكن إلا بمعرفة الكافر من المؤمن.
وكذلك فإن الله عز وجل حرم ذبائح المشركين من غير أهل الكتاب، وحرم ذبيحة المرتد، فلهذا يجب معرفة من هو المسلم ومن هو الكافر ومن هو المشرك والمرتد ومن هم أهل الكتاب.
وكذلك فإن الله عز وجل أمرنا بجهاد الكفار والغلظة عليهم وقتالهم، فلهذا وجب علينا أن نعرف الكافر من المسلم.
وهل تخفى أعمال الكفر البواح الموجب لهذه المعاملات .. على أن قتالهم ومحاربتهم وتعذيرهم هل تكون من كل فرد مسلم ينصب نفسه قاضٍ فيقتص من هذا ويذبح ذاك ، أم أن هناك جهات مختصة بذلك منوط بها هذه الأمور ؟واخيراً أقول:
إن التكفير حكم شرعي يخضع لنصوص الكتاب والسنة، كأي حكم آخر، فما عرف منه بيقين أنه كفر، وأن صاحبه كافر بيقين، كمن يعبد مع الله آلهة أخرى، أو يزعم لنفسه خصائص الإلهية ويجعل من نفسه نداً لله تعالى في أخص خصائصه مثل حق التشريع المطلق؛ لا يجوز مطلقاً في هذه الحالة التوقف عن التكفير، وإلا حصل الرد والتكذيب لشرع الله تعالى.
ومنه نص أهل العلم؛ أن عدم تكفير الكافر[ كاليهود والنًصارى والمشركين ] أو الشك في كفره، كفر مخرج لصاحبه من الملة لتضمنه الجحود والرد لحكم الله عز وجل.
وكذلك فإن كل مسلم يجب أن يكون عارفاً بنواقض الإيمان، فمن كان يجهل الكفر الأكبر وحدوده؛ يسهل عليه أن يقع فيه، لذلك فإن الله تعالى قد فصَّل الآيات وبين فيها سبيل المجرمين، وجميع ضروب الشرك والكفر لكي نتجنبها ونحذرها ونحذر منها ومن أهلها، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الاَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}.
وكذلك فإن من لوازم الإيمان وشروط صحته الكفر بالطاغوت، فقد قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ}.
ومن لوازم الكفر بالطاغوت كما أسلفناه تكفيره واجتنابه، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمّةٍ رّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطّاغُوتَ}.
فكيف يكون مع وجوبه على جميع أفراد الأمة ومع اعتباره من لوازم الإيمان؛ هو صعب جداً لا ينبغي أن يقدم عليه إلا الفحول من علماء الأمة؟!
فمن لا يعرف الشرك لا يعرف التوحيد، ومن لا يعرف التوحيد لا يملك الاعتقاد به.
والذي يعرف التوحيد يعرف كيف يوحد الله في اعتقاداته وأعماله وأقواله، ويعرف من لم يوحد الله ويشرك به في اعتقاداته وأعماله وأقواله، هذه أمور متلازمة يدل بعضها على بعض.
هذه الأمور كلها يقوم فيها القاضي ومعه أشخاص قد لايتجازون أصابع اليد ، ولا يقوم بها كل فرد من الأمة لوحده !
فليحذر أمرؤ لنفسه وكل امرئ حسيب نفسه.

كتبه أحد الأفاضل وقد تصرّفت فيه بعض الشيء ...

قال ربيع السملالي : وكتاب الأستاذ حسن الهضيبي هذا كنت قد قرأته منذ ستّ سنوات تقريبا فهالني ما رأيت فيه ، فإنه بناه على أصول مذهب المرجئة المُرْدِي وأراد من خلاله الرد على سيد قطب في "كتابه معالم في الطّريق" والله المستعان ...

واختيَارُ المرء قطعةٌ من عقله تدلّ على تخلّفه أو فضله :os:


أما بعد ..
حاولت أن أرد عليك من مقالك نفسه وردي باللون الأحمر في ثنايا مقالك ..
أما من ناحية قولك أني أعاديك فهذا من الخطأ ، واخنلاف الرأي شيء طبيعي .. وعندما أكتب شيء أتخير أوقات الهدوء فلا يبعد بك الظن !
فكما ترى أخي الكريم لو سلمنا بفتواك هذه وأنه على كل مسلم أن يكون داعية وقاض لأكلت الناس بعضها بعضا ! ولعمري مافائدة القضاة والمؤسسات المتخصصة في الدولة الإسلامية إذا كان أحمد ومحمد وعبد الغفور هو القاضي ؟ وهذا السؤال أعيده هنا للمرة الثالثة ..كما أرجو منك تعريف كلمة القاضي ووظيفته وصلاحياته !
تحيتي ،

ربيع بن المدني السملالي
02-02-2012, 03:05 PM
وما كنا نود الكتابة فى هذا الموضوع ولكن كما قال الشاعر:
إذا لم يكن غير الأسنة مركبا..........فما حيلة المضطر إلا ركوبها
أرجو أن تفهم كلامي كما أردته لا كما رأيتَه أنت ؟! لكي لا تتهمنا بمسائل نحن برآء منها ، وغريب منك أنك لا تستدل إلا بكلامك ، فأين كلام الله وكلام رسوله ، ومقارعة الحجة بالحجة ، وكلام أهل العلم المعتبرين ، وها أنذا سأتطوع لأشرح لك بالتفاصيل ما أردت قوله في هذه المقالة ، لأنني رأيت عندك تخليطا في الأمور ....وإليك التفاصيل :
يا أخ أحمد في هذه القاعدة ( دعاة لا قضاة ) من المفاسد أنها تدعو إلى تعطيل جانب الولاء والبراء وتمييعه في النفوس؛ بحيث أنك ترى المشرك يشرك بالله آناء الليل وأطراف النهار، وترى شريعة الله تنحى وتستبدل بالقانون الوضعي الوضيع فتعامل من يقوم بتلك الأعمال الشركية الكفرية على أنه مسلم ويكون لا مانع يمنع (من جهل معتبر، أو تأويل، أو إكراه، أو خطأ، أو غيرها من الموانع ) من وقوع الكفر عليه إلا أن القاضي لم يحكم عليه بالكفر .
ورحم الله الإمام ابن القيم حيث يقول في نونيته الكافية الشافية:
الكفر حق الله ثم رسوله ... بالنص يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده ... قد كفراه فذاك ذو الكفران
وإنما الذي ذكر العلماء أنه يختص بالقاضي ، ولا يشاركه فيه غيره هو إقامة الحدود من استباحة الدم والمال ونحو ذلك لأن إسناد ذلك إلى آحاد الناس يؤدى إلى الفوضى واستباحة الدماء والأموال بمجرد التهمة ..[ القاضي الذي أعنيه هنا هو القاضي الذي يحكم بالشرع لا الذين يحكمون بشرع الطاغوت ]
والآن نبدأ بسرد الأدلة على صحة ما قلناه من فساد تلك القاعدة ومخالفتها للنص الشرعي:
1- قال الله تعالى حاكيا عن المؤمنين تكفيرهم للكافرين :
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ } (53) )
ومعلوم أن من حكم على أحد بحبوط العمل فقد حكم عليه بالردة ؛ لأن حبوط العمل بالكلية لا يكون إلا بالكفر قال الله تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ويقول تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }.
2- جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله (ج 5 / 46):
1578 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ كُلُّهُمْ عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ) [رواه البخاري (1367)].
وفى رواية عند أحمد في المسند (وَالْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ).
فها هو النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر الصحابة رضي الله عنهم في شهادتهم على الجنازة الأولى بالخير وعلى الأخرى بالشر، ولو كان ذلك مختصا بالقاضي لبينه لهم النبي صلى الله عليه وسلم لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما تقرر عند أهل الأصول، ولنادى فيهم النبي صلى الله عليه وسلم نحن " دعاة لا قضاة "! ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو القاضي فى ذلك الوقت وهو الذي يرجع إليه المسلمون في خصوماتهم .
3 - قول عمر رضي الله عنه لحاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه في القصة التي رواها البخاري ( 2785 )- ومسلم ( 4550 ) (( دعنى أضرب عنق هذا المنافق )) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وفى رواية فقال عمر رضي الله عنه: ( فاخترطت سيفي ثم قلت يا رسول الله أمكني من حاطب فإنه قد كفر )
وصححها الحافظ ابن حجر فى الفتح ( 12 / 386 ) وقال عنها الذهبي: هذا حديث حسن ( السير 2/158 ) .

فعمر رضي الله عنه حكم على حاطب رضي الله عنه بالكفر وأقره النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بين له أن هناك مانعا يمنع من كفره وهو أنه فعل ما فعل متأولا أنه لا ضرر على المسلمين في ذلك ولو كانت تلك القاعدة صحيحة لعاتب النبي صلى الله عليه وسلم عمر أشد العتاب وبين له أن ذلك مما لا يجوز.
4- قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشهد على المحسن بالإحسان وعلى المسيء بالإساءة.
فقد أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الزهد الكبير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله عليه وسلم خطيبا فكان من خطبته أن قال :
(ألا إني أوشك أن أدعى فأجيب فيليكم عمال من بعدى يقولون ما يعلمون ويعملون بما يعرفون فطاعة أولئك طاعة فتلبثون كذلك دهرا ثم يليكم عمال من بعدهم يقولون ما لا يعلمون ويعملون بما لا يعرفون فمن ناصحهم ووازرهم وشد على أعضادهم فأولئك قد هلكوا وأهلكوا خالطوهم بأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم وأشهدوا على المحسن بأنه محسن وعلى المسيء بأنه مسيء ) السلسلة الصحيحة ( 557 ).
ولو لم يكن فى فساد هذه القاعدة إلا مخالفتها لهذا الأمر النبوي لكفى فى بطلانها وإلغائها واعتبارها لغوا من الكلام، فكيف إذا أضيف إلى ذلك ما تقدم من نصوص .


وعلى كل من وقف على كلامي هذا من أهل العلم وطلابه أن ينظر فيه نظر الباحث عن الحقيقة. وأن يحكم بالحق ولا يتبع الهوى فيضله عن سبيل الله ويتدبر قول بعض السلف : (عليك بطرق الهدى ولا تنظر إلى قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين ).
ويجعل شعاره تحقيقا لا ادعاءا.. قول الله تعالى :
{ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
( فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ أَيُّهَا الرَّجُلُ مِنْ أَنْ تَكْرَهَ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَرُدَّهُ لِأَجْلِ هَوَاك أَوْ انْتِصَارًا لِمَذْهَبِك أَوْ لِشَيْخِك أَوْ لِأَجْلِ اشْتِغَالِك بِالشَّهَوَاتِ أَوْ بِالدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُوجِبْ عَلَى أَحَدٍ طَاعَةَ أَحَدٍ إلَّا طَاعَةَ رَسُولِهِ وَالْأَخْذَ بِمَا جَاءَ بِهِ بِحَيْثُ لَوْ خَالَفَ الْعَبْدُ جَمِيعَ الْخَلْقِ وَاتَّبَعَ الرَّسُولَ مَا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْ مُخَالَفَةِ أَحَدٍ فَإِنَّ مَنْ يُطِيعُ أَوْ يُطَاعُ إنَّمَا يُطَاعُ تَبَعًا لِلرَّسُولِ وَإِلَّا لَوْ أَمَرَ بِخِلَافِ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّسُولُ مَا أُطِيعَ . فَاعْلَمْ ذَلِكَ وَاسْمَعْ وَأَطِعْ وَاتَّبِعْ وَلَا تَبْتَدِعْ . تَكُنْ أَبْتَرَ مَرْدُودًا عَلَيْك عَمَلُك بَلْ لَا خَيْرَ فِي عَمَلٍ أَبْتَرَ مِنْ الِاتِّبَاعِ وَلَا خَيْرَ فِي عَامِلِهِ ) [الفتاوى ( 16/529)].

وفي الأخير إخواني الكرام فلنردّد آناء الليل وأطراف النهار :

اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنا لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .

نادية بوغرارة
02-02-2012, 07:32 PM
أنا يا أختي الكريم وقد لاحظتُ أنّك تكتبين الرّد وتتصرّفين فيه أكثر من مرّة ، وهذا أكبر دليل على غضبك ، والله المستعان

أنا يا أختي الكريمة لا أطلب منك أن تتوسمي في الفهم والعلم أو أن تكلّليني بألقاب أنا أصغر منها بكثير ، مثل قولك علاّمة الواحة ، العالم العامل كما في كثير من تعليقاتك ، فأنا مجرد طويلب علم


=========


عجيب أمرك !!! تقول أنك وجدتَ دليل غضبي ؟؟

إذا أنا كاذبة حين قلت أنني لم أغضب لنفسي ؟؟؟

سامحك الله .

ألا تلاحظ من منا ردوده مذيلة بتسجيل التعديل عليها ؟؟؟

و رغم هذا لم أستنتج من ذلك إلى أنك تستخدم حقا تخوّله لك قوانين الواحة ،

و كن مطمئنا ، فلن يستفزني كلامك للسقوط فيما أكرهه من غيري ألا و هو الجدل .

شكرا على ذوقك و أدبك في الحوار ،

و تلك الألقاب التي أطلقتها عليك لا تزكية ، و إنما محبة و أخوة ، و عرفانا بما

أتحفتنا به منذ انضمامك لواحة الخير ، تلك الألقاب أنا أسحبها ما دامت لا تُرضيك ،

و ليتك عبرت عن ذلك قبل اليوم كي لا أستمر في مدح تــرى أنك لا تـسـتـحـقـه .

نادية بوغرارة
02-02-2012, 08:05 PM
أتمنى أن يكونَ نقاشنا خالصاً لوجه الله ...والاعتراف بالحق والبحث عنه ، سواء جاء به الصغير أو الكبير ، العالم أو الجاهل ...
ولازلتُ إلى الآن أنتظر منك نقاشاً علميا خارجا عن حظوظ النّفس الأمّارة بالسّوء ، وأرجو أن يكون ذلك بشواهد قرآنية ونبوية ، وكما لا يخفاكِ فديننا دين الحجة والدّليل ..
دمتِ في رعاية الله
=======


حياتنا كلها هي عبارة عن بحث عن الحقيقة أينما وجدت ، و لن نتكبّر عن البحث عنها مهما بلغنا من العلم ..

و نحن نأخذها من أفواه من نخالفهم العقيدة ، فكيف لا أقبلها من أخ لي في الإسلام ؟؟؟

======

لكني للأسف أرفـض دعوتك للنقاش ، فأنا لا أحبّ أن أناقش من يحمل في وجهي عصا فكره ،

التي يضرب بها خبط عشواء ، دون مراعاة للطرف الآخر ، ظنا منه أنه وحده يمتلك الحقيقة .

فللحوار في نظري شروط أبعد بكثير من مجرد نقل الشواهد من الكتب .

و حوار لا تبدو جدواه في الأفق ، أفضّل أن أغادره مبكّرا .

أكرّر طلب عدم تحويل الموضوع إلى أمر شخصي ،و أن تبتعد عن الخوض

في ما غاب عنك من أمر نفسي ( الغضب / حظ النفس ..)، فإن لك مكانة عندي سأشعر بالحزن إن نقصت قيد أنملة .

أكتفي بهذا القدر ،

مع احترامي .

ربيحة الرفاعي
03-02-2012, 01:06 AM
حوار علمي قيّم ، متابعته نافعة وقراءته ماتعة
وفيه تتجلى فطنة المتحاورين ورفعة أخلاقهم

لن تقلقنا حدّة تتهدد بالظهور بين السطور، فأصحابها يسارعون برقيّ وسموق للجمها وإعادة الحوار لعلميته بما يسرّ الخاطر ويزيدنا ثقة بهذه النخبة الرائعة من حولنا

متابعون معكم باهتمام

تحيتي

احمد حمود الغنام
03-02-2012, 01:58 AM
وما كنا نود الكتابة فى هذا الموضوع ولكن كما قال الشاعر:
إذا لم يكن غير الأسنة مركبا..........فما حيلة المضطر إلا ركوبها
أرجو أن تفهم كلامي كما أردته لا كما رأيتَه أنت ؟! لكي لا تتهمنا بمسائل نحن برآء منها ، وغريب منك أنك لا تستدل إلا بكلامك ، فأين كلام الله وكلام رسوله ، ومقارعة الحجة بالحجة ، وكلام أهل العلم المعتبرين ، وها أنذا سأتطوع لأشرح لك بالتفاصيل ما أردت قوله في هذه المقالة ، لأنني رأيت عندك تخليطا في الأمور ....وإليك التفاصيل :
يا أخ أحمد في هذه القاعدة ( دعاة لا قضاة ) من المفاسد أنها تدعو إلى تعطيل جانب الولاء والبراء وتمييعه في النفوس؛ بحيث أنك ترى المشرك يشرك بالله آناء الليل وأطراف النهار، وترى شريعة الله تنحى وتستبدل بالقانون الوضعي الوضيع فتعامل من يقوم بتلك الأعمال الشركية الكفرية على أنه مسلم ويكون لا مانع يمنع (من جهل معتبر، أو تأويل، أو إكراه، أو خطأ، أو غيرها من الموانع ) من وقوع الكفر عليه إلا أن القاضي لم يحكم عليه بالكفر .
ورحم الله الإمام ابن القيم حيث يقول في نونيته الكافية الشافية:
الكفر حق الله ثم رسوله ... بالنص يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده ... قد كفراه فذاك ذو الكفران
وإنما الذي ذكر العلماء أنه يختص بالقاضي ، ولا يشاركه فيه غيره هو إقامة الحدود من استباحة الدم والمال ونحو ذلك لأن إسناد ذلك إلى آحاد الناس يؤدى إلى الفوضى واستباحة الدماء والأموال بمجرد التهمة ..[ القاضي الذي أعنيه هنا هو القاضي الذي يحكم بالشرع لا الذين يحكمون بشرع الطاغوت ]
[/COLOR]


بارك الله عليك أخي الكريم ، مادام تقول أنه هناك قضاء يحكم بين الناس ولا تترك لآحاد الناس .. فأريد أن افهم عبارتك نحن قضاة ودعاة ماذا تعني بها ؟
سبق وقلت لك أن هذا الكتاب ظهر عندما بدأ آحاد الناس يكفر بعضهم بعضا والذي يحسب نفسه عاقل منهم يعتزل الناس والبعض الآخر يلوذ في الجبال طالبا السلامة .. وكنت أود منك تجاوز العنوان والإتيان لنا من داخل الكتاب فقرات وتفندها ، وأنا أكرر ظني من أنك لم تقرأ الكتاب من قبل !
فما الذي وجدته فيه يخالف معلوما من الدين بالضرورة ؟
الكتاب كتبه صاحبه وهو مستشار في القضاء قد اجتهد في اختصاصه وقد فند بعض الآراء التي كانت تسبب هذه البلبلة بين المسلمين ومن أجل درئها وجد أن يخرجَ الكتاب عله يهدّئ من الوضع المتوتر وقد آتى أكله في حينها .. فأرى استشهاداتك لادخل لها بالكتاب !
كلامك يتفق عليه جميع المسلمين ، من نطق بالكفر كافر ومن خالف أمرا من الدين بالضرورة كافر ، ولننتبه هنا فيه شرط وهو من غير إكراه !
وعندما رددتُ عليك باللون الأحمر من داخل مقالك أكون ضمنا رددت عليك بنفس الأدلة وفندتها وذكرت العلة فيها من أنها لاتصلح للحكم في هذه المسألة وأذكرك ببعضها أنه ليس فيها أحكاما على أشخاص بعينهم ، والتي فيها على أشخاص معينين ففيه كفر بواح لايختلف عليه اثنان .. وسأعود إلى قصة حاطب رضي الله عنه فليست هي المرة الأولى التي يتسرع بها عمر رضي الله عنه برفع شيفه ولا الأخيرة فهذه شخصيته رضي الله عنه .. وأنت تعرف قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وكيف استوعبه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن رفع عمر رضي الله السيف في وجهه، وتعرف عن عمر رضي الله عنه يوم الحديبية ، كما نعرفه يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله السيف على كل من قال بالوفاة .. ولا يخفى عليك سبب إسلامه وحمله السيف على أخته ! وفي النتيجة هل تستطيع أن تقول أن حاطب رضي الله عنه قد كفر والرسول صلى الله عليه وسلم قد سكت عنه والعياذ بالله ؟!
الرسول صلى الله عليه وسلم قد استوعب رأس النفاق وقال صلى الله عليه وسلم لصحابته بما معناه : كي لايقول الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، هذه الأخلاق التي تعلمناه وليس توزيع الأحكام على عواهنها ! وما قصة الماعزية التي زنت ببعيدة عنا ، وهو يحاول عليه الصلاة والسلام أن يدرأ عنها الشبهة بكل ما أوتي علها تكتفي بالتوبة ..هذه الأفعال التي تجمع ولا تفرق ! تعلمناها من رسولنا ومن نبينا عليه الصلاة والسلام .لاأن نأخذ المرء على أضعف شبهة وأوهنها ونبحث في ثنايا الخبايا أيضا كي ندينه !
وقصة قتل خالد رضي الله عنه لمن قال الشهادة على اعتبار أنه قالها خوفا وقال عليه الصلاة والسلام لخالد : هل شققت على قلبه ومازال يدعو عليه الصلاة والسلام اللهم إني أبرأ لك مما فعل خالد .. الأمثلة كثيرة جدا من تاريخنا ، فدعوتنا حب واستيعاب وليس حكما مسبقا على الناس ثم نشرع بالبحث عن أدلة الإدانة !
تحيتي ،

احمد خلف
03-02-2012, 06:18 AM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الذي أرسله الله عز وجل بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا نادى بالحق وكان سمته الصدق و دعوته كلها رفق ,
الإخوة والأخوات في هذا الموضوع
متابعون لكم في كل كلمة
فلله دركم
وإني مرتاح لما تقولون

إن الزيتون إذا ضغطت عليه أخرج أرقى الزيوت
و الفواكه كذلك إذا ضغطت عليها أخرجت أحلى العصائر
فإذا أحسست أنك متعب وأنت تعمل لله
فاعلم أن الله يريد أن يخرج منك أحلى ما في قلبك
هذا و قد سن الله عز وجل سنة كونية بين خلقه تعرف في ألوانهم و لغاتهم باختلاف ألسنتهم قال الله تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم/22] فذكر أن هذه آية و كم للناس من آية جعلها الله بين خلقه لتكون لهم عبرة و دلالة على عظيم صنعه , فالاختلاف سنة كونية قُيد في شريعة الإسلام بأخلاق سامية و آداب عظيمة ليحيى من حي عن بينه و يهلك من هلك عن بينه
إن الاختلاف لا يدل على القطيعة بل قد يدل على بداية الحوار فإن ابن مسعود اختلف مع أمير المؤمنين عثمان في مسألة إتمام الصلاة في سفر الحج ولكنه لم يخالف بل أتم معه وقال : الخلاف شر.
قد يدل الخلاف على القطيعة.
و إذا أتتك مقالة قد خالفت *** نص الكتاب أو الحديث المسند
فاقف الكتاب و لا تمل عنه, وقف *** متأدبا مع كل حبر أوحد
فلحوم أهل العلم سم للجناة***عليهم فاحفظ لسانك و أبعدِ
الاختلاف ظاهرة لا يمكن تحاشيها باعتبارها مظهراً من مظاهر الإرادة التي ركبت في الإنسان إذ الإرادة بالضرورة
تؤدي إلى وقوع الاختلاف والتفاوت في الرأي.
وقد انتبه لذلك العلامة ابن القيم عندما يقول : "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بغضهم على بغض وعدوانه" ( إعلام الموقعين)

فإن الشقاق يمكن تفاديه بالحوار الذي من شأنه أن يقدم البدائل العديدة لتجنب مأزق الاصطدام في زاوية الشقاق

قال الله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا [الإسراء/36]

و قال سبحانه : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد/19]

و بوب الإمام البخاري في صحيحه لهذه الآية فقال :

بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

و الظاهر من هذه الأيات أن من أدب الخلاف عدم الكلام بغير علم

وقد جمع الله عز وجل بين النهي عن القول عليه بغير علم و بين الشرك , فلقد قال سبحانه :
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف/33]
فعلم بذلك خطورة هذا القول الذي بُني على غير علم

إننا نحاول البحث عن كيفية تعقيل أو عقلنة جدلنا وتنظيم اختلافاتنا وترتيب درجات سلم أولوياتنا وتحسين نياتنا وإرادتنا على ضوء ما يستخلص من نصوص شرعية حاكمة وآثار عن السلف شارحة وممارسات رشيدة هادية. إذ من شأن ذلك أن يقلل من الخلاف أو ينزع فتيل ناره لتصبح بردًا وسلاماً.
يقول العلامة ابن القيم : " فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى الإلتباس وكل المختلفين قصدهم طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية لأنه إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريقة المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافًا لا يضر كما اختلف الصحابة ) (الصواعق المرسلة ج 2 ص 519 )
كيف نجعل اختلافنا من هذا النوع الذي أشار إليه ابن القيم
هذا مثال في حسن الظن عظيم حينما اختلفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع ابن عمر رضي الله عنهما
قَالَتْ عَائِشَةُ يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنْ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأَ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ
لا ينبغي مهما كان المخالف على الباطل و أنت على الحق أن تتهمه في نيته ,
فلم نؤمر بشق الصدور و هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لأسامة بن زيد بعد قتله للرجل الذي نطق بكلمة التوحيد :
أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ
و الحديث أخرجه الإمام مسلم
فلنا الظاهر و الله يتولى السرائر

ربيع بن المدني السملالي
03-02-2012, 12:40 PM
حوار علمي قيّم ، متابعته نافعة وقراءته ماتعة
وفيه تتجلى فطنة المتحاورين ورفعة أخلاقهم

لن تقلقنا حدّة تتهدد بالظهور بين السطور، فأصحابها يسارعون برقيّ وسموق للجمها وإعادة الحوار لعلميته بما يسرّ الخاطر ويزيدنا ثقة بهذه النخبة الرائعة من حولنا

متابعون معكم باهتمام

تحيتي

شكراً لحضورك الكريم أستاذتنا الراقية ( ربيحة الرفاعي ) سعدتُ وتشرّفت لله درّك
والحوار والنّقاش الدّيني عنده شروط وأصول وقواعد قعّدها أهلُ العلم ، أتمنى أن نلتزم بها .. منها :
- الإخلاص في ما ننشر أو نكتب ، ولا يجوز لأحد المتحاورين أن يتهم الآخر في نيته .
- الاستدلال بالأصلين الكتاب والسنة الصّحيحة وهذا لا يماري فيه أحد من المسلمين .
- الاستدلال بكلام أهل العلم المعتبرين ممن تلقت الأمّة علمهم بالقبول ، والله عزّ وجلّ يقول : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
- الحوار بالتي هي أحسن وتجنب التّعلق بصاحب الموضوع ، ومناقشة الموضوع ومحتويات الموضوع ، ولا تنظر إلى من قال ولكن انظر إلى ما قال كما يقول مالك بن دينار رحمه الله .
- احترام التّخصّص ، مثلاً : أنا أعلم أن بضاعتي قليلة مزجاة في مجال الشّعر وبحوره ، فهل يليق بي أن أحشر نفسي في حوار بين الشعراء وهم يناقشون بحراً من بحور هذا الفن ، وأجادل وأخاصم وأدّعي أنّ هذا من بحر الطويل ، وهو من بحر المتقارب ، كيف سيكون نظر هؤلاء الشّعراء إليّ ؟ ! ..أكيد سأكون كما قال الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله في فتح الباري في ( كتاب الحج ) : ( من تكلّم في غير فنّه أتى بهذه العجائب ) ..يقول تعالى : (( ها أنتم هؤلاء حاجَجْتُم فيما لكم به علم فلمَ تُحاجّون فيما ليس لكم به علم واللَّه يعلم وأنتم لا تعلمون )) (سورة آل عمران، الآية: 66)
- أن يكون الغرض من الحوار معرفة الحق والبحث عنه ، وهو أمر أكده السابقون من علماء الأخلاق وغيرهم.
يقول صاحب (المحجة البيضاء في إحياء الإحياء) عند التحدث عن شروط المناظرة: الأول: أن يقصد بها إصابة الحق وطلب ظهوره كيف اتفق، لا ظهور صوابه وغزارة علمه وصحة نظره، فإن ذلك مراء منهي عنه بالنهي الأكيد، ويضيف: أن يكون في طلب الحق كمنشد ضالة يكون شاكراً متى وجدها، ولا يفرق بين أن يظهر على يده أو يد غيره، فيرى رفيقه معيناً لا خصماً ويشكره إذا عرّفه الخطأ وأظهر له الحق .

وهذا موضوع طويل لعلي أفرد له مقالاً إن شاء الله

تحيتي والمودة

ربيع بن المدني السملالي
03-02-2012, 11:55 PM
بارك الله عليك أخي الكريم ، مادام تقول أنه هناك قضاء يحكم بين الناس ولا تترك لآحاد الناس .. فأريد أن افهم عبارتك نحن قضاة ودعاة ماذا تعني بها ؟
سبق وقلت لك أن هذا الكتاب ظهر عندما بدأ آحاد الناس يكفر بعضهم بعضا والذي يحسب نفسه عاقل منهم يعتزل الناس والبعض الآخر يلوذ في الجبال طالبا السلامة .. وكنت أود منك تجاوز العنوان والإتيان لنا من داخل الكتاب فقرات وتفندها ، وأنا أكرر ظني من أنك لم تقرأ الكتاب من قبل !
فما الذي وجدته فيه يخالف معلوما من الدين بالضرورة ؟
الكتاب كتبه صاحبه وهو مستشار في القضاء قد اجتهد في اختصاصه وقد فند بعض الآراء التي كانت تسبب هذه البلبلة بين المسلمين ومن أجل درئها وجد أن يخرجَ الكتاب عله يهدّئ من الوضع المتوتر وقد آتى أكله في حينها .. فأرى استشهاداتك لادخل لها بالكتاب !
كلامك يتفق عليه جميع المسلمين ، من نطق بالكفر كافر ومن خالف أمرا من الدين بالضرورة كافر ، ولننتبه هنا فيه شرط وهو من غير إكراه !
وعندما رددتُ عليك باللون الأحمر من داخل مقالك أكون ضمنا رددت عليك بنفس الأدلة وفندتها وذكرت العلة فيها من أنها لاتصلح للحكم في هذه المسألة وأذكرك ببعضها أنه ليس فيها أحكاما على أشخاص بعينهم ، والتي فيها على أشخاص معينين ففيه كفر بواح لايختلف عليه اثنان .. وسأعود إلى قصة حاطب رضي الله عنه فليست هي المرة الأولى التي يتسرع بها عمر رضي الله عنه برفع شيفه ولا الأخيرة فهذه شخصيته رضي الله عنه .. وأنت تعرف قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وكيف استوعبه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن رفع عمر رضي الله السيف في وجهه، وتعرف عن عمر رضي الله عنه يوم الحديبية ، كما نعرفه يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله السيف على كل من قال بالوفاة .. ولا يخفى عليك سبب إسلامه وحمله السيف على أخته ! وفي النتيجة هل تستطيع أن تقول أن حاطب رضي الله عنه قد كفر والرسول صلى الله عليه وسلم قد سكت عنه والعياذ بالله ؟!
الرسول صلى الله عليه وسلم قد استوعب رأس النفاق وقال صلى الله عليه وسلم لصحابته بما معناه : كي لايقول الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، هذه الأخلاق التي تعلمناه وليس توزيع الأحكام على عواهنها ! وما قصة الماعزية التي زنت ببعيدة عنا ، وهو يحاول عليه الصلاة والسلام أن يدرأ عنها الشبهة بكل ما أوتي علها تكتفي بالتوبة ..هذه الأفعال التي تجمع ولا تفرق ! تعلمناها من رسولنا ومن نبينا عليه الصلاة والسلام .لاأن نأخذ المرء على أضعف شبهة وأوهنها ونبحث في ثنايا الخبايا أيضا كي ندينه !
وقصة قتل خالد رضي الله عنه لمن قال الشهادة على اعتبار أنه قالها خوفا وقال عليه الصلاة والسلام لخالد : هل شققت على قلبه ومازال يدعو عليه الصلاة والسلام اللهم إني أبرأ لك مما فعل خالد .. الأمثلة كثيرة جدا من تاريخنا ، فدعوتنا حب واستيعاب وليس حكما مسبقا على الناس ثم نشرع بالبحث عن أدلة الإدانة !
تحيتي ،

أخي الكريم أحمد ربما بدأنا نتفق ، مادام أنك بدأت تستشهد بكلام رسول الله وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم ، والأستاذ الهضيبي قد أحسن في ردّه على الغلاة التّكفيرين آنذاك ، والذي يقال لهم ( الهجرة والتّكفير ) الذين يكفّرون النّاس بمجرد المعصية ، كما كان أسلافهم من الخوارج ، ولكن ألا ترى أيّها الحبيب أنّه أراد أن يُطبّب زكاماً فأحدثَ جُذاما ، فهو جاء بأحاديث وآيات الوعد ، وأغفل آيات وأحاديث الوعيد ، وأراك هنا تسير على سَنَنِه ، لا يا أخي أتمنى أن تجمع بين الآيات والأحاديث في الولاء ( ولاء المؤمنين ) والبراء ( البراءة من الكفرة والمشركين والمجرمين ) ، ها أنت سُقتَ بعض الآحاديث ( اليسيرة ) التي تبيّن لنا سماحة الرّسول الكريم ، وهذا جميل جدّا أشكرك عليه ، ولكن هل تظن أنّ النّاس الذين يُتابعون هذا النّقاش لا توجد عندهم مصاحف في بيوتهم ، ولا يعرفون ما جاء في سورة المائدة و الأنفال والتوبة وغيرهم من السّور التي تحث المسلمين على جهاد الكفرة الفجرة والمنافقين والمرتدين ، والبراءة منهم .. فأنت واهم يا أخي ..
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .
ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خالف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .
ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول : ( لا إله ) من ( لا إله إلا الله ) فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ، كما قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان ، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله : ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين ، لما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ، لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .

فقل لي بربّك أخ أحمد كيف لنا أن نحبّ في الله ونبغض في الله ونحن لا نفرّق بين مؤمن وكافر ، ومطيع وفاجر ، وسنّي ومبتدع ، ونحن نردّد ( دع الخالق للمخلوق ) ( نحن دعاة لا قضاة ) ..
تنبيه : أنت تدّعي علم الغيب أنني لم أقرأ كتاب ( دعاة لا قُضاة ) ، وأنا مستعد معك للمباهلة ، فما رأيك ؟ ووالله إنّه قابع وسط مكتبتي منذ سبع سنوات تقريبا / غلافه أخضر ، وفيه رجل رافع أصبع يده اليمنى ، وماسك كتابا بيده اليسرى ، وطبعة ( دار التوزيع والنشر الإسلامية !! )
وللحديث بقية إن شاء الله

احمد حمود الغنام
04-02-2012, 07:10 AM
جزاك الله خيرا الآن بدأت تقرأ الكتاب أخي المفضال ..
أنت تعرف أن الدعوة فنّ وذوق وفوق كل ذلك علم .
وانطلاقا من النقاش أقول لك أخي الكريم ، من الحكمة في الدعوة أن تتخير الأسلوب الأنجع للوسط الذي تعيش فيه ، وأكرر أن الوسط الذي عاش فيه كان عصر محن وفتن مرت بها الدعوة في مصر والكتاب ذكر ماذكر من تلك الفترة ، بالله عليك لو كنت تعيش في تلك الفترة وأردت أن تساهم في إطفاء النار التي كانت تشب وكادت أن تأتي على الأخضر واليابس هل كنت ستحشد أحاديث الولاء والبراء ؟! أم تبحث عن مادة تطفئ بها النار ؟!
هذه واحدة .. أما أن المستشار الهضيبي رحمه الله أراد ترك شؤون الناس لله من غير أن يفرق بين مؤمن وكافر فهذا استنتاج لم يخطر في باله أصلا ! هو لايريد أن يخوض آحاد الناس في هذه المسألة ..
ثم أين رأيت الولاء للكفار في كتابه ..
فلو أشرت لنا من الكتاب عن هذا الاستنتاج ..
كيف يمكن أن يفكر فيه أصلا وهو على رأس جماعة ، يتمثل بقول مؤسسها الشهيد حسن البنا رحمه الله في رسالة التعاليم القول الفصل في هذه القضية. . وهو " لا نكفر مسلمًا أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو معصية، إلا إن أقر بكلمة الكفر وأنكر معلومًا من الدين بالضرورة، أو كذّب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر ". وألفت انتباهك لشيء مهم في هذه القضية ، وهو أن دعوة الجماعة التي كان على رأسها من أهدافها سيادة الإسلام للعالم وليس في مصر وحدها ..
وأربطها بأمر الدعوة وأنها للناس كافّة بدليل الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب ، فكيف ستدعو بين أناس في الأمازون مثلا وتوصل لهم دعوتك ، وفي رأسك مخطط ذهني من أنهم أعداءك ومن أنه مباح لك سبيهم ومباح لك أموالهم وما إليه ، ومن غير أن يحاربوك أو يقفوا عثرة في طريق دعوتك إياهم ؟!
فالآيات التي سقتها أنت لم تأتِ من غير سياق أو من غير سبب نزلت لأجله ، بمعنى آخر لم تنزل لمعاداة الناس واتخاذهم أعداء بحكم مسبق ، الأصل أن تحمل للناس دعوتك بالحب لا بالحرب .. ومن وقف في وجهك وعاداك فتنطبق عليه الأحكام التي سقتها ، والفرق كبير بين الحاتين !! علما أنه الآن من لا يفكر أصلا في الذهاب إلى هذه المجاهل التي لم يصلها نور الإسلام ! ونراه يتكلم في الولا والبراء .. والله أخي الكريم هنا لاأقصدك أنت بالذات بل أقصد الفكر الذي تحمله فحضرتك لم تأتِ بشيء خاص بك وحدك هناك ملايين الناس يستسهلون ركوب السهل من غير مشقة وتراهم يكيلون التهم يمنة ويسرة على قول زهير خبط عشواء !
الموضوع يطول أخي الكريم .. فأكرر رجائي منك أن تأتي بفقرات من الكتاب وتفندها تقول هنا خالف الكتاب والسنة وماعليه الأئمة ..
كما أني أوجه عنايتك لأمر .. أنت تعرف جيدا ماذا أقصد بقراءة الكتاب ، فليس كل من فتح الكتاب قرأه ولا كل من قرأه فقد قرأه .. القراءة هي أن تستوعب الكتاب جيدا ، وبالأخص في هذا الأمر ، لماذا لأنك تدخل في أمر تكفيري أو تاثيمي على أقل تقدير !
وما زلت أنتظر أن تشرح لي ما تقصد نحن قضاة ودعاة ؟
مع التحية ،

ربيع بن المدني السملالي
04-02-2012, 10:06 PM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الذي أرسله الله عز وجل بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا نادى بالحق وكان سمته الصدق و دعوته كلها رفق ,
الإخوة والأخوات في هذا الموضوع
متابعون لكم في كل كلمة
فلله دركم
وإني مرتاح لما تقولون

إن الزيتون إذا ضغطت عليه أخرج أرقى الزيوت
و الفواكه كذلك إذا ضغطت عليها أخرجت أحلى العصائر
فإذا أحسست أنك متعب وأنت تعمل لله
فاعلم أن الله يريد أن يخرج منك أحلى ما في قلبك
هذا و قد سن الله عز وجل سنة كونية بين خلقه تعرف في ألوانهم و لغاتهم باختلاف ألسنتهم قال الله تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم/22] فذكر أن هذه آية و كم للناس من آية جعلها الله بين خلقه لتكون لهم عبرة و دلالة على عظيم صنعه , فالاختلاف سنة كونية قُيد في شريعة الإسلام بأخلاق سامية و آداب عظيمة ليحيى من حي عن بينه و يهلك من هلك عن بينه
إن الاختلاف لا يدل على القطيعة بل قد يدل على بداية الحوار فإن ابن مسعود اختلف مع أمير المؤمنين عثمان في مسألة إتمام الصلاة في سفر الحج ولكنه لم يخالف بل أتم معه وقال : الخلاف شر.
قد يدل الخلاف على القطيعة.
و إذا أتتك مقالة قد خالفت *** نص الكتاب أو الحديث المسند
فاقف الكتاب و لا تمل عنه, وقف *** متأدبا مع كل حبر أوحد
فلحوم أهل العلم سم للجناة***عليهم فاحفظ لسانك و أبعدِ
الاختلاف ظاهرة لا يمكن تحاشيها باعتبارها مظهراً من مظاهر الإرادة التي ركبت في الإنسان إذ الإرادة بالضرورة
تؤدي إلى وقوع الاختلاف والتفاوت في الرأي.
وقد انتبه لذلك العلامة ابن القيم عندما يقول : "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بغضهم على بغض وعدوانه" ( إعلام الموقعين)

فإن الشقاق يمكن تفاديه بالحوار الذي من شأنه أن يقدم البدائل العديدة لتجنب مأزق الاصطدام في زاوية الشقاق

قال الله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا [الإسراء/36]

و قال سبحانه : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد/19]

و بوب الإمام البخاري في صحيحه لهذه الآية فقال :

بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

و الظاهر من هذه الأيات أن من أدب الخلاف عدم الكلام بغير علم[/COLORلأا]

وقد جمع الله عز وجل بين النهي عن القول عليه بغير علم و بين الشرك , فلقد قال سبحانه :
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف/33]
فعلم بذلك خطورة هذا القول الذي بُني على غير علم

إننا نحاول البحث عن كيفية تعقيل أو عقلنة جدلنا وتنظيم اختلافاتنا وترتيب درجات سلم أولوياتنا وتحسين نياتنا وإرادتنا على ضوء ما يستخلص من نصوص شرعية حاكمة وآثار عن السلف شارحة وممارسات رشيدة هادية. إذ من شأن ذلك أن يقلل من الخلاف أو ينزع فتيل ناره لتصبح بردًا وسلاماً.
يقول العلامة ابن القيم : " فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى الإلتباس وكل المختلفين قصدهم طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد امنه في النشأة الإنسانية لأنه إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريقة المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافًا لا يضر كما اختلف الصحابة ) (الصواعق المرسلة ج 2 ص 519 )
كيف نجعل اختلافنا من هذا النوع الذي أشار إليه ابن القيم
هذا مثال في حسن الظن عظيم حينما اختلفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع ابن عمر رضي الله عنهما
قَالَتْ عَائِشَةُ يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنْ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأَ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ
لا ينبغي مهما كان المخالف على الباطل و أنت على الحق أن تتهمه في نيته ,
فلم نؤمر بشق الصدور و هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لأسامة بن زيد بعد قتله للرجل الذي نطق بكلمة التوحيد :
أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ
و الحديث أخرجه الإمام مسلم
فلنا الظاهر و الله يتولى السرائر
جزاكَ الله خيرَ الجزاء أستاذ أحمد يشهدُ الله أنني لا أخرج من نصوصك وتعليقاتك إلاّ مُستفيداً ، مُتعلّماً ، وأستأذنك أخي أحمد خلف في نقل كلام لسيد قطب وقفت عليه في الظّلال يوضح بعض الشّيء موضوعنا :
يقول سيد رحمه الله :
(وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) (الأنعام:55 )
فهو شأن عجيب ! . . إنه يكشف عن خطة المنهج القرآني في العقيدة والحركة بهذه العقيدة ! إن هذا المنهج لا يعني ببيان الحق وإظهاره حتى تستبين سبيل المؤمنين الصالحين فحسب . إنما يعني كذلك ببيان الباطل وكشفه حتى تستبين سبيل الضآلين المجرمين أيضاً . . إن استبانة سبيل المجرمين ضرورية لاستبانة سبيل المؤمنين . وذلك كالخط الفاصل يرسم عند مفرق الطريق !
إن هذا المنهج هو المنهج الذي قرره الله ـ سبحانه ـ ليتعامل مع النفوس البشرية . . ذلك أن الله سبحانه يعلم أن إنشاء اليقين الإعتقادي بالحق والخير يقتضي رؤية الجانب المضاد من الباطل والشر ; والتأكيد من أن هذا باطل محض وشر خالص ; وأن ذلك حق محض وخير خالص . . كما أن قوة الإندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور صاحب الحق أنه على الحق ; ولكن كذلك من شعوره بأن الذي يحآده ويحاربه إنما هو على الباطل . . وأنه يسلك سبيل المجرمين ; الذين يذكر الله في آية أخرى أنه جعل لكل نبي عدواً منهم ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ) (الفرقان:31) . . ليستقر في نفس النبي ونفوس المؤمنين , أن الذين يعادونهم إنما هم المجرمون ; عن ثقة , وفي وضوح , وعن يقين .
إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح . واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات . ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم . فهما صفحتان متقابلتان , وطريقان مفترقتان . . ولا بد من وضوح الألوان والخطوط . .
ومن هنا يجب أن تبدأ كل حركة إسلامية بتحديد سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين .. يجب إن تبدأ من تعريف سبيل المؤمنين وتعريف سبيل المجرمين ; ووضع العنوان المميز للمؤمنين . والعنوان المميز للمجرمين , في عالم الواقع لا في عالم النظريات . فيعرف أصحاب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية من هم المؤمنون ممن حولهم ومن هم المجرمون . بعد تحديد سبيل المؤمنين ومنهجهم وعلامتهم , وتحديد سبيل المجرمين ومنهجهم وعلامتهم . بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان , ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والمجرمين . .
وهذا التحديد كان قائماً , وهذا الوضوح كان كاملاً , يوم كان الإسلام يواجه المشركين في الجزيرة العربية . فكانت سبيل المسلمين الصالحين هي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه . وكانت سبيل المشركين المجرمين هي سبيل من لم يدخل معهم في هذا الدين . . ومع هذا التحديد وهذا الوضوح كان القرآن يتنزل وكان الله ـ سبحانه ـ يفصّل الآيات على ذلك النحو الذي سبقت منه نماذج في السورة ـ ومنها ذلك النموذج الأخير ـ لتستبين سبيل المجرمين !
[COLOR="Red"]وحيثما واجه الإسلام الشرك والوثنية والإلحاد والديانات المنحرفة المتخلفة من الديانات ذات الأصل السماوي بعد ما بدلتها وأفسدتها التحريفات البشرية . . حيثما واجه الإسلام هذه الطوائف والملل كانت سبيل المؤمنين الصالحين واضحة , وسبيل المشركين الكافرين المجرمين واضحة كذلك . . لا يجدي معها التلبيس !


( من تفسير في ظلال القرآن سيد قطب رحمه الله ج 6 ص126 ) مطبعة دار الشروق

ربيع بن المدني السملالي
06-02-2012, 11:30 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=662203#post662203