بين (الشعر) و (النظم) - مطالبة بإنصاف الثاني..

[مكي النزال]

السلام عليكم ورحمة الله
لستُ ناقدًا لكني وددتُ لو يتفضل علينا الأساتذة النقاد والشعراء برأيهم في موضوع لعلّي اول من يطرقه (تساؤلاً) من وجهة نظر مختلفة. الفرق بين الشعر والنظم معروف، لكني أتساءل: ما مدى تداخلهما لدى الشاعر؟ أسمع النقاد و الشعراء يقولون: (الاشتغال على القصيدة)، فما هو هذا (الاشتغال)؟ أوليس ضربًا من ضروب النظم والصنعة الغرض منه تحسين القصيدة وتزويقها واستبدال لفظ محل لفظ وربما حتى حذف بعض أبياتها أو إضافة ما يرونه مناسبًا؟!
وتساؤل آخر: لماذا ننظر للناظم أو النظّام وكأنه دخيلٌ على الشعر والأدب؟ أو ليس يجيد من فن الشعر الكثير من حيث الوزن والقافية واللغة؟ ومن حيث التاثير المطلوب في المجتمع..، هل يقل الناظم تاثيرًا عن الشاعر؟! هي (صنعةٌ) إذن..، فليكن لها مكانها وإن أتت بعد الشعر..
هي تساؤلات أرجو أن تستحق النقاش.
طبتم

.

[ربيع بن المدني السملالي]

موضوع مهم جدّا ، بارك الله فيك سأنتظر معك الإجابة من إخواننا أرباب هذا الفنّ
دمت في رعاية الله أخي الكريم ( مكي نزال )
تحيتي والمودة

[مكي النزال]

أخي الأديب والمفكر ربيع السملالي

لحضورك حلاوة وهطول مطر

بارك الله لك وفيك ورعاك

[ربيحة الرفاعي]

ولعلي وقد لجأت في مرتين للنظم أضم صوتي لصوت شاعرنا المبدع مكي النزال في تساؤله
وأقف في الصف بانتظار سماع رد ربما أنصف النظم أو أضاء ما يكون خفي علينا من أمره

شكرا لروعة التساؤل وبهجة الحضور شاعرنا

تحيتي

[د. سمير العمري]

أستأذنكم في أن أشارك في هذا الحوار الكريم لأقول:

إن الشعر في حقيقته نظم ، وما تمايز الشعر عن النثر إلا بنظمه للحروف والكلمات في قوالب جرسية وإيقاعية معينة تسمى البحور وفي مسمى أوسع تسمى الأوزان ، فالنظم هو الفارق الوحيد بين فني الشعر والنثر وليس كما يحاول العديد في هذا العصر أن كل نص يحمل صورا بديعة أو محسنات جميلة أو لغة شاعرية ينسب للشعر ، بل لعل أهم مرتكزات الحداثة التي تسعى لفرض تبعية أدبية وطمس هوية الأدب العربي شعرا ونثرا بالتمييع والتلميع هو محاولة اللعب على هذا الوتر وخلط الحابل الأدبي بالنابل وصولا لهلامية في الشكل وضبابية في الوعي.

أعود لأقول بأن النظم هو أساس الشعر وهو علامته الفارقة ، ولئن كان الفن الشعري ثوبا للحرف فإن النظم هو النسيج يعلو يهبط بمقدار جودة النسج سبكا وربطا وإتقانا ، وإن الشعر هو الزينة التي توشي هذا الثوب بألوان وظلال ويزركشه بالدرر واللآلئ بما يزيده بهاء وألقا وبروزا وجذبا للنفوس وللأعين لتنحاز له الذائقة وتشتريه بثمن أغلى وتعرضه في مكان أعلى.


وبهذا فإن النظم هو شعر بل هو أساس الشعر ومن شاء أن يكون شعره متميزا متفردا فعليه أن يزين نظمه ويزركشه بالصور وبالمحسنات وبالمفردات بعد أن يحسن سبكه ويتقن نسجه ، ولعلني أعلم من الشعراء من يحرص على جمع الزينة ويكومها في نص لا نسيج له فلا يكاد يفهم منه شيء ولا يكاد يذكر بشيء ، وإنما تعيش النصوص التي تنظم لفكرة كبيرة بنسج متين ومخملي فاخر ثم تزين وتزركش بما يناسبها من محسنات وصور وتراكيب دون إقلال يخل ودون مبالغة تفل.

وإني ممن يتهم كثيرا بأنني أنظم وأنني أباشر أحيانا في طرحي ، وإني لأفخر بما يتهمون وأصر عليه لا عن عجز بل عن وعي وقدرة يعجز أمثالهم عنها.

أشد على يديك فانظم أيها الحبيب ما شئت ولكن أحسن النسج والسبك وليكن نسجك فاخر الشكل مخملي الملمس وليمت من يعاديك بغيظه.


تحياتي

[بلقاسم علواش]

جواب يفي بالمطلوب إلى حد الكفاية د. سمير العمري
وحينما نمتلك الفكرة والرؤية تطاوعنا اللغة
جزاك الله خيرا
وتحياتي

[وليد عارف الرشيد]

ليس بعد الكبار من إضافة إلا انني مررت أتعلم وأستفيد وأؤكد حسب وجهة نظري المتواضعة أهمية النظم في شخصية الشعر ... وأتذكر الحوليات كدليلٍ ساطع
مودتي وتحيتي كما يليق أيها الشاعر الكبير مكي والتحايا موصولةٌ للكبار جميع من مر من هنا
شكرًا لهذا الألق في الأدب وفي الفكر

[ربيع بن المدني السملالي]

شكرا لك أستاذنا العمري على هذا الجواب الكافي الشافي ، فعلاً أنت مدرسة أدبية ينبغي بل يجب الالتفات والاهتمام بما تخطّه يراعك ، وما يمليه فكرك النيّر ...زادك الله من فضله أيها الكريم
دمت سامقاً
تحياتي

[مكي النزال]

متابع باهتمام

مع فائق تثميني للأساتذة الكبار

دمتم أحبة

.