المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الصديق



رشدي مصطفى الصاري
10-02-2012, 02:24 PM
أيها الصديق
كان اليوم الأول.. لافتتاحي عيادتي بعد أن تخرجت من كلية طب الأسنان.
وقد دام العناء شهرين من العمل لتجهيز هذه العيادة ،وأخيراً قررت أن أباشر عملي بها وذلك في الأول من أيلول عام اثنين وتسعين وتسعمائة وألف
استيقظت في الصباح الباكر يحدوني الأمل الذي استسقيته من طموحاتي وأحلامي أثناء الدراسة ، أيام التعب والكد المريرين ولكم طاف في رؤياي سهر الليالي، ولكم تذكرت صوت المؤذن منادياً لصلاة الفجر..
وانا لاأزال أتملى في هذه السطور محاولاً أن أستجديها علها تلتصق في ذاكرتي، وأعارك عيني اللتين تغلب عليهما النوم؛ فأصبحتا وكأنهما محملتان بمئات الأوزان الثقيلة التي لاحيلة لجفوني بمقاومتها فأوشكتا على الإنغلاق...
كان ذلك لايزال يحاور مخيلتي عندما وصلت إلى باب العيادة أدرت المفتاح بالقفل وبالتفاتة صغيرة إلى يمناي ... أرسلت النظر بدون تكلف لأجد أمامي عينين جميلتين ترنوان إلي بابتسامة لطيفة.. قال صباح الخير يادكتور ... كان لوقعها في نفسي سحر خاص ،وقد خرجت من فم طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره..
تقدم مني بكل ثقة قائلاً : أنا عبودة أسكن في المنزل المجاور وجدي صاحب هذه العيادة التي استأجرتها، تكلم بكل طلاقة وقال أي مساعدة يادكتور إن احتجت ثلجاً لتبريد الماء .. وجدتي تسلم عليك وتقول إذا احتجت أي شيء فاطلب دون خجل..
أمام مدرسة الطفولة وهذه الثقة المطلقة وجدت نفسي محرجاً وكان من الواجب أن أدعو هذا الجار اللطيف ..
فقلت: تفضل ياعبودة لزيارتي وتهنئتي
ولا أنكر على نفسي بأنني بدأت أستخدم معه عبارات منمقة أحاول أن أجاري لباقته المدهشة..!
أجابني سأمر بك بعد ساعة ... يكلمني وكأنه ابن الثلاثين..؟!
دخلت إلى العيادة وفي نفسي طمأنينة غريبةاستبشرت خيرأ بهذا الوجه الملائكي ...
وبعد ساعة دق الباب بهدوء واستاذن قائلاً:أتسمح يادكتور
وإذ بعبودة يحمل قطعاً من الحلوى قال تفضل ومبارك إن شاء الله بداية خير..
جلست وإياه أكثر من ساعة ودخلنا في أحاديث كثيرة شرح لي عن أسرته وعن والده ووالدته وكيف أنه يعيش الآن عند جده وجدته وعمته، وهو يحبهم كثيرأ لذلك فضل البقاء عندهم ريثما يحين قبوله في المدرسة فيذهب إلى والديه في دمشق ،وقد أعلمني أن عنده أخت تكبره بسنوات قليلة..
وتتالت الأيام تمضي والصداقة تنمو بيني وبين هذا الفتى الغض..
فكم أكلنا فطائر بالزعتر وشربنا الشاي ولكم جلسنا وتناقشنا ورسمنا المستقبل ؛فهو يريد أن يصبح طيارأ، وأنا اريد أن أبني منزلا وأشتري سيارة ( هذه سقف الطموحات لابن منطقة الشرق الأوسط أوبلدان العالم الثالث)..
أحلام رسمناها في جلساتنا الطويلة حتى أصبح كممرضي الصغير.. اذا ازدحمت غرفة الإنتظار يسلي المرضى ويخدمهم ويلاطفهم ..وهكذا توثقت بيننا صداقة عميقة أحببته بكل جوارحي واعتبرته من أصدقائي القلائل في هذا الزمن..
إلى أن بلغ سن دخول المدرسة وأبلغني أنه سيعود إلى والديه في دمشق.
وبدأ يأتيني في كل صيف بهدية وبشوقه الحميم شوق الصداقة العزيزة ،نسترجع ماضيها ونطل على حاضرنا بتفاهم أكبر إذ بدأ ينطق بعبارات أبلغ وأعمق ،وينظر إلى ماحوله بتأمل أوسع..؟
وفي هذه الاثناء أخذ العمر من جده صاحب العيادة الحدّ فكاد يفقد تركيزه ،وبدأ يتخبط ويثور لايعرف ماذا يريد ..؟ ويتصرف معي تصرفات غريبة..
وسط هذه الضغوط قررت شراء عيادة ... وجاء الفرج واشتريت عيادة جديدة لاتبعد خطوات عن القديمة وانتقلت إليها بعد أن استغرقت إقامتي في العيادة سبع سنوات كان عبودة قد أصبح خلالها في الثالثة عشرة من عمره حيث بدأ الشباب يدب في طلعته ..
إلى ذلك الصيف..؟ حين انتهاء المدارس قدم كالعادةإلى جده وكانا يجلسان في ساحة البلدة...
يومها كان بيني وبين الجد خلاف كبير لأنه أساء إلي بالكلام ..مررت من أمامهما فلمحت عبودة بجانب جده، وشاهدني من بعيد كان جالساً فوقف وابتسم ابتسامة جميلة، ونظر إلي بإمعان وابتعدت عنهما محاولأ التجاهل ولم أشعر إلا وعبودة يتقدم مني قائلاً: مرحبا عمو هل نسيتني ..! فأجبته بخجل كيف حالك وفي أي صف أصبحت وأي الدرجات نلت هذه السنة..
واسترسل بالحديث يريد أن يستجمع ماعمله خلال العام المنصرم ،ويفضه إلي بلحظات حتى أنه عرج في حديثه فأراد ان يعتذر عن سلوك جده لكنه لم يتوصل إلى طريقة مجدية فارتبك واحمرت وجنتاه حمرة طفيفة فقطعت الحديث عليه محاولاً إخراجه من هذا الإرتباك وقلت له عرّج علي ياصديقي في عيادتي الجديدة ألا تريد أن تراها وتهنئني بها فأجاب سأمر عندما يسمح لي جدي وودعته..
بعدها سمعت أنه ذهب إلى حلب عند والدته التي كانت تزور أهلها
إلى ذلك اليوم كان حرُّ الظهيرة يمقتني ويبعث في نفسي الملل والخمول بينما كنت أعالج ضرس إحدى المريضات ..
عندما أطلق الشيخ يحيى إمام وشيخ البلدة العنان لصوته الرنان الذي يزرع في نفسي نبرات الرهبة والخشوع منبئاًعن مؤمن جديد رحل إلى وجهه تعالى ..
كان ذلك أمرأ اعتاد عليه أهل البلدة وما إن انتهى من هذه التراتيل التي يمهد فيها حتى يعلن اسم الفقيد حتى قال عبودة بن محمد..؟!
بالبداية اعتقدت أن الجد قد مات ولكن الذي جعلني أنتفض كالعصفور هو صوت الجد الذي راح يصرخ يالطيف..!!! سارعت إلى شرفة العيادة لأعلم بأن عبودة قد مات ..؟! قد احترق.. وبإهمال عديمي الإنسانية في المشافي من أطباء وممرضين قد أنتن جرحه وتجرثم دمه فمات...؟!
آه أيها الصديق... آه أيها العزيز.. بلحظات تتخلى عن طموحاتك..! أم أنك سارعت بتحقيقها.. فأصبحت ذلك النسر الطيار الذي حلق ورحل إلى الأفق السحيق ..بلحظات تذبل تلك الإشراقة الجميلة التي تلفح وجهك..! أم تلك الإشعاعات البراقة التي تصدر عن عيونك... بدموع سخية كبرت أن تسقط إلا أمام موقف جلل .. سالت بسخاء علّها تغسل بصمة حزن أودعتها الأيام في أركان قلبي.

آمال المصري
10-02-2012, 04:00 PM
جميل أن نجد لرحلة أحلامنا وطموحاتنا رفيق درب نسير معا نحو أهدافنا
غير مشروط بسنٍ ولا نوع
نلتقي على عهد .. ونفترق على وعد اللقاء
أجدها توأمة روح لايفصلها إلا الموت
نصك د. رشدي جميل سردا وفكرة ومؤلم خاتمة
قرأته ربما حدث مر بشخصكم الكريم
دمت مبدعا
تحاياي

نادية بوغرارة
10-02-2012, 05:17 PM
أحزنني النص حدّ الاستسلام للدموع ،

و تأثرتُ لموت ذلك اليافع بسبب إهمال الأطباء و الممرضين ،

يافع كان يكبر قبل الأوان ،،، ليطير .

قصة إنسانية معبّرة ، تشدّ القارئ حتى نهايتها ،

ليقدّم العزاء في خشوع ، أمام انهمار دموع الكاتب .

الأديب رشدي مصطفى الصاري ،

دمتَ بكل خير .

كاملة بدارنه
10-02-2012, 07:49 PM
جذبتني الأحداث حتّى النّهاية المفجعة بموت الصّبيّ حمودة
جاءت القفلة غير متوقّعة، وزادت من قوّة الحبكة
بوركت أخ رشدي
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
10-02-2012, 11:40 PM
نص قصصي جميل ومؤثر وسرد مشوّق
ونهاية مباغتتة حققت صدمة مع أني لم أوفق في ربطها بموضوع القصة

أهلا بك أيها الكريم

تحيتي

فايدة حسن
11-02-2012, 11:05 AM
رافقت دموعي قراءة نهاية هذا النص الحزين
وكانت القفلة الحزينة قمة في الإبداع وقمة في الوجع

وليد عارف الرشيد
11-02-2012, 05:16 PM
أحببته وبكيته أيها المبدع
ما أبهر نصك وأرقه ... ورطتني في سياق الحدث حتى لكأني انت
مودتي وتقديري كما يليق

علي جاسم
12-02-2012, 02:09 PM
السلام عليكم

قصة جميلة بلغتها الحكائية العذبة والسلسلة .

فقط أتمنى التفريق بين همزة الوصل والقطع في بعض المفردات .

تقديري

رشدي مصطفى الصاري
15-02-2012, 09:48 PM
جميل أن نجد لرحلة أحلامنا وطموحاتنا رفيق درب نسير معا نحو أهدافنا
غير مشروط بسنٍ ولا نوع
نلتقي على عهد .. ونفترق على وعد اللقاء
أجدها توأمة روح لايفصلها إلا الموت
نصك د. رشدي جميل سردا وفكرة ومؤلم خاتمة
قرأته ربما حدث مر بشخصكم الكريم
دمت مبدعا
تحاياي


أختي الفاضلة آمال المصري

الطفولة أصدق وأرق منهل للصداقة..
لأنها لاتحتكم للمصالح والمجاملات ..بل هي بوح من الفلب إلى القلب
أشكرك وأقدر لك هذه القراءة والمعايشة لأحداث هذه القصة التي تحمل
ذكرى مؤلمة في نفسي
يسعدني تواجدك البهي

رشدي مصطفى الصاري
23-02-2012, 08:21 PM
أحزنني النص حدّ الاستسلام للدموع ،

و تأثرتُ لموت ذلك اليافع بسبب إهمال الأطباء و الممرضين ،

يافع كان يكبر قبل الأوان ،،، ليطير .

قصة إنسانية معبّرة ، تشدّ القارئ حتى نهايتها ،

ليقدّم العزاء في خشوع ، أمام انهمار دموع الكاتب .

الأديب رشدي مصطفى الصاري ،

دمتَ بكل خير .


أختي الفاضلة نادية
هناك لحظات ومواقف في هذه الحياة يظل أثرها ماثلاً في وجدان المرء وكيانه...
لأن الإنسان .. لن يستطيع الخروج من انسانيته اذا كان يملك قلبأ لها
وقلبك الرهيف عاش تلك اللحظة المؤثرة...
قرأت في كلماتك رقة وانسانية أيتها الفاضلة

عايد راشد احمد
23-02-2012, 09:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا واديبنا الفاضل

انا بدأت القراءة والقصة سيطرت عليا الي نهايتها

اي تعقيب امام شعور انساني راق سيفقده معناه

اجدت واعلم انها كلمة لا تكفي الا اني هاجز ان اعبر امام عمل لم افيق من صدمة نهايته

تقبل مروري وتحيتي

نداء غريب صبري
24-02-2012, 04:51 PM
قصة حزينة أبكتني، ولكني وجدت النهاية مقحمة والنص مزدحما بالأحداث والمساحة الزمانية طويلة
ما أعرفه أخي أن القصة القصيرة أساسها حدث رئيسي في زمان ومكان محدودين، وقد حشرت لنا هنا أحداثا تصلح لرواية كاملة، فقد بدأ طبيب حديث التخرج العمل وسارت به الأيام ليتقدم ويمتلك عيادة، وعشنا مع طفل لم يبلغ سن المدرسة بعد ليكبر ويصير مراهقا ثم يموت فجأة وبشكل لا علاقة له بالقصة ولم أجد فيه ما يوصل فكرة

أرجو أن لا تجد غضاضة في رأيي أخي الكريم
فلست كاتبة قصة ولكني أقول رأيي هنا كقارئة

أتمنى لو سمعنا رأي أساتذتنا في هذا

شكرا لسعة صدرك أخي

بوركت

جلول بن يعيش
24-02-2012, 05:01 PM
نص متسارع ...تماما مقل زماننا اليوم...بلغة واقعية رسمت مشاهد مؤثرة ...وعواطف تتماوج ...وفي النهاية اختفاء للزهرة التى نمت في هذه القصة ...تحية وتقدير....

ماهر يونس
24-02-2012, 07:03 PM
نص جميل إستل منا الكثير من المشاعر..براعة القاص في دفعنا لنصدق بأنها حقيقية، وإن كانت حقيقة فعلا فأنا آسف جدا على وفاة هذا الطفل الذكي والمهذب فتقبل مني أحر التعازي..‏
إستخدم القاص جميع أدوات القصة فعرفنا الزمن والمكان ورافقنا الطفل منذ كان في الخامسة إلى سني مراهقته وحتى وفاته في سطور قليلة وهذه تحسب للكاتب.
ولكني أوافق النداء في وجود حشو وتفاصيل خاصة تلك التي تتعلق بالراوي ولم تضف للنص شيئا بل أضرت به فشعرنا بقليل من حيرة حول إن كانت القصة ستدور حول الراوي أم الطفل وهذه تحسب على القصة..حبذا لو سلطت الضوء أكثر على الطفل ونحيت الراوي قليلا..ف تفاصيل إجتهاده وأحلامه والصلاة وتأثره بها لم تخدم النص في البداية وأضرته في النهاية أيضا فبدا موت الطفل غير مبرر -كما ذكرت النداء- لأن البداية شوشتنا وحيرتنا وقادتنا للإعتقاد بأن القاص ذكر كل هذه التفاصيل عن الراوي ليقودنا إلى شيء ما في النهاية!
القصة جميلة جدا ولا تحتاج إلا لقليل إشتغال على بعض التفاصيل..
كنت جميلا هنا قاصنا الكريم وبكينا مع الراوي
كل محبتي وتقديري أديبنا

كاملة بدارنه
24-02-2012, 07:42 PM
قصة حزينة أبكتني، ولكني وجدت النهاية مقحمة والنص مزدحما بالأحداث والمساحة الزمانية طويلة
ما أعرفه أخي أن القصة القصيرة أساسها حدث رئيسي في زمان ومكان محدودين، وقد حشرت لنا هنا أحداثا تصلح لرواية كاملة، فقد بدأ طبيب حديث التخرج العمل وسارت به الأيام ليتقدم ويمتلك عيادة، وعشنا مع طفل لم يبلغ سن المدرسة بعد ليكبر ويصير مراهقا ثم يموت فجأة وبشكل لا علاقة له بالقصة ولم أجد فيه ما يوصل فكرة
السّلام عليكم أخت نداء
عادة ما تتناول القصّة القصيرة مقطعا عرضيّا وليس طوليّا مثلما تفضّلت، ولكنّها ليست قاعدة ثابتة فقصّة (الحلية) الشّهيرة لموباسان، التقت فيها البطلة بمن استعارت منها العقد بعد عشر سنين، وشرحت لها عمّا عانته لتسد المال ...
وقصّة (حفنة تمر) للطيّب صالح ذات مبنى استرجاعي يعود فيها الكاتب أو الرّاوي المتكلّم بضمير الأنا إلى أيّام طفولته وتبدأ بجملة: " لا بدّ أنّني كنت صغيرا حينذاك. لست أذكر كم كان عمري تماما.."
وقصة أخرى لسهير القلماوي بعنوان (باسمة)، تبدأ الأحداث المرتبطة بالبطلة منذ فترة الطّفولة إلى الشّباب فالزّواج، وموت الزّوج ثمّ موت ابنها وأخيرا موت البطلة نفسها. ( هذا يحتلّ حيّزا زمنيّا واسعا على أرض الواقع، والقصّة لا تتعدّى بضع صفحات) . وهناك الكثير...
والأحداث مترابطة، وربّما كانت سردا لحدث واقعيّ. ما الغرابة في هذا؟
ما كان زائدا في هذه القصّة هو ما ورد في النّهاية، بعد موت الصّبيّ .
شكرا لك وللأستاذ رشدي
تقديري وتحيّتي

أحمد عيسى
24-02-2012, 10:03 PM
مرحبا بالأديب الجميل رشدي الصاري

يخيل لي أن القصة واقعية !!
ربما هذا ما دفع الكاتب أن يكون واقعياً ،فيعبر عن الحدث، دون أن يبالي بأي أمر آخر ، وككل نص واقعي ، قد نظن أن اشتغالنا عليه تقنياً سيفسده
القصة جميلة وأحداثها تصلح فعلاً لتكون فصلاً أو فصولاً من رواية
والقصة القصيرة تحتمل طول الفترة الزمنية ولكن في اطار حدث واحد ، وأن تكون القفزات في الفترة الزمنية عبر اشتغالات لا يشعر معها القارئ بعنصر الزمن ، باستخدام أسلوب الفلاش باك مثلاً ، والاسترجاع للأحداث باختصار وايجاز
النص حقق الهدف منه وكان مؤثراً وهذا بحد ذاته انتصار له ، دون الخوض في كثير نقاشات لاستيفائه عناصر القصة القصيرة أم لا ، والقواعد لم توضع لنسير عليها حرفياً ، فالمبدع أمامه مساحات من الحرية والتجديد والقفز فوق المألوف ..

أحييك أديبنا القدير

ياسر ميمو
24-02-2012, 10:43 PM
السلام عليكم


نص محزن بحق


والسرد الشيق زاد من حزننا


على عبودة ذلك الطفل البريء المخلص


من قرأ عنه أحبه فكيف بمن صاحبه



تحياتي لشخصك النبيل

نداء غريب صبري
24-02-2012, 11:31 PM
نعم أستاذتي كاملة بدارنة في قصة الحلية التقت البطلة بمن استعارت العقد بعد عشر سنوات، وشرحها لما عانته كان استرجاعا، وقصة الطيب الصالح حفنة تمر ذات مبنى استرجاعي كما ذكرت، وقد قرأت لك في موضوع آخر في الواحة شرحا للاسترجاع في القصة فهمت منها أن مبرره هو الانتقال في الزمن

يكفيني شرحك لأعرف أن القصة القصيرة يمكن أن تحتل حيزا زمنيا واسعا
ولكن أليس المفوض أن يكون للقصة حدث واحد رئيسي؟
لم أعرف في هذه القصة ما هو الحدث
ولم أفهم موضوعها أو فكرتها
ولم أفهم لماذا مات الشاب الصغير فجأة هكذا، وبماذا يخدم القصة هذا الحدث

أعرف أنك سيدتي تشجعيننا جميعا عندما نكتب، واعتذر لأخي رشدي مصطفى الصاري لأني أكثر من الأسئلة في قصته، ولكني أحببت أن نستفيد جميعا

شكرا لكما

بوركتما

رشدي مصطفى الصاري
25-02-2012, 09:53 PM
جذبتني الأحداث حتّى النّهاية المفجعة بموت الصّبيّ حمودة
جاءت القفلة غير متوقّعة، وزادت من قوّة الحبكة
بوركت أخ رشدي
تقديري وتحيّتي


صاحبة المعرفة الراسخة والصدر الرحب الأديبة الأنيقة كاملة بدارنه
بتلك العقول النيرة أمثالكم تكبر الأمم...وبتلك الهمم يعظم شأنها..
رصانة وبلاغة..ومودة وحكمة ورأي سديد لاتحكمه المجاملات
قرأتك هنا وهناك ..بين كل السطور وعند كل نقطة نهاية يكبر قدرك في هذه الواحة الأدبية
لله درك من أديبة وقدوة
وهنيئأ لهذا المنتدى بأمثالك

عبد الرحيم صادقي
25-02-2012, 10:26 PM
قصة جميلة ومؤثرة
لكن تحتاج بعض حَبك وإحكام
رأيت كما رأى من قبلي أنها ارتجت حين لم يحسم صاحبها الأمر، أهي قصة الطبيب أم الطفل؟ أم قصتهما معا؟
ولذلك أمكن تحويلها إلى رواية جميلة كما ألمعت إلى ذلك أختنا نداء.
تحية لك أخي رشدي
تقبل هذا المرور، أدام الله لك السرور.

د. سمير العمري
29-02-2012, 04:42 PM
قرأت القصة والردود فوجدتني ملزما بالإدلاء برأيي فيها من باب التناصح والإثراء.

أولا .. لم أجد في القصة ما يعيبها من حيث المضمون السردي وتتابع الأحداث وحجمها فالقصة القصيرة تتسع لهذا وأكثر وليست تحدد بمدة زمنية محددة ولا بحدث واحد ولا بشخص واحد ، بل هي تتحدد بمسار واحد وتكثيف سردي وفكرة محددة.

ثانيا .. بخصوص الفكرة فقد كانت غير واضحة ولا غامضة ، فهي قد تحتمل التأكيد على أن السن لا يمثل أساسا لبناء العلاقات الإنسانية بل الخلق والصدق في الود ، وقد تحتمل معاني الوفاء للصديق وإن لم أر من الطبيب ما فعله لصديقه إلا أنه سمح لنفسه بحبه بل لقد تجاهله حين كان مع جده وهذا مما لا يمثل وفاء كوفاء من ترك جده لأجله ومن خدمه وأخلص له طوال الوقت.

ثالثا .. لا أجد في القصة فكرة الاسترجاع أو الاتكاء على الماضي خلال سرد قصصي للحاضر بل كانت القصة عبارة عن سرد أقرب لفن الحكي بتسلسل زمني متواتر.

رابعا .. من حيث اللغة كان النص مترهلا بحشو كبير في اللغة مع بعض عنات بسيطة متفرقة ، ولو كثفت العبارة وأعتمدت البلاغة لاستغنى النص عن أكثر من نصف حروفه.

خامسا .. من حيث القص ومقوماته فقد كان يفتقد التكثيف والتوجيه بشكل ما وأفقد النص بهاءه تلك الجمل الكثيرة التي تشرح وكأن القصة تحكى لطفل قبل النوم.

ورغم كل ما سبق فإني أجد في الأديب مقدرة مميزة على القص وإن احتاج تطوير لغته والاشتغال على التكثيف والتوجيه فقد قدم هذا النص من جوانب أخرى مقدرة كامنة وواعدة.

دمت بكل الخير والبركة!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

محمد ذيب سليمان
29-02-2012, 07:34 PM
نص مليء بالأمل والشاعرية في بدايته
لكنه انتهى بصدمة والم كبير غير متوقع

شكرا لك

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 08:41 AM
نص قصصي جميل ومؤثر وسرد مشوّق
ونهاية مباغتتة حققت صدمة مع أني لم أوفق في ربطها بموضوع القصة

أهلا بك أيها الكريم

تحيتي

الأديبة الفاضلة ربيحة الرفاعي
أشكر لك هذه القراءة وهذا المرور الذي عطر سطوري
ودائماً نتطلع إلى ماتبديه انطباعات أدباء كبار أمثالكم
ودي وامتناني

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 03:04 PM
رافقت دموعي قراءة نهاية هذا النص الحزين
وكانت القفلة الحزينة قمة في الإبداع وقمة في الوجع


الأديبة الفاضلة راوية
زمن طويل مضى على هذه الذكرى المؤلمة ..ولازالت تعابير هذا الفتى الغض تشع بنورها أينما نظرت.. رحمه الله
وهذه القصة كتبتها منذ عام 2002وكلما اقتربت من سطورها أحاول أن أنمق من لغتها أشعر بعدم الوفاء لإحساسي وخوفاًمن أغير ملامح بوح خرج من الذات بلا قيود
امتناني وتقديري

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 03:18 PM
أحببته وبكيته أيها المبدع
ما أبهر نصك وأرقه ... ورطتني في سياق الحدث حتى لكأني انت
مودتي وتقديري كما يليق
الأديب الرائع وليد عارف الرشيد
هي الحياة وقصتها والرضا بأحكام الله
أيها الفاضل
لقد أضفت بوجودك في هذا المنتدى الرائع المفعم بالأخلاق.. معان وقيم كثيرة أختصرها بالمروءة والتي تشمل أروع صفات التواضع
امتناني وودي أيها المتواضع المتألق

بهجت عبدالغني
04-05-2012, 03:42 PM
ذكرتني هذه القصة بقصص الفقيه الأديب علي الطنطاوي رحمه الله

رائعة

وقد جاءت سلسلة بعيدة عن التعقيد ..

لغتها بسيطة

والمعنى انساني في غاية الروعة ..

وقد ابدع الكاتب في انهائها

فجاءت مفاجأة غير متوقعة

ومؤلمة ..



الاديب رشدي مصطفى الصاري

وفقك ربي وحفظك ..


تحياتي ..

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 11:04 PM
السلام عليكم

قصة جميلة بلغتها الحكائية العذبة والسلسلة .

فقط أتمنى التفريق بين همزة الوصل والقطع في بعض المفردات .

تقديري

أخي الفاضل علي جاسم
أشكر لك هذا المرور العاطر
وملاحظاتكم موضع اهتمامنا وتقديرنا
مودتي الخالصة

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 11:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا واديبنا الفاضل

انا بدأت القراءة والقصة سيطرت عليا الي نهايتها

اي تعقيب امام شعور انساني راق سيفقده معناه

اجدت واعلم انها كلمة لا تكفي الا اني هاجز ان اعبر امام عمل لم افيق من صدمة نهايته

تقبل مروري وتحيتي

مرورك وتحياتك موضع ترحيب وتقدير
وتواضع ناجم عن رفعة
زادك الله..أيها الأديب الأريب

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 11:23 PM
قصة حزينة أبكتني، ولكني وجدت النهاية مقحمة والنص مزدحما بالأحداث والمساحة الزمانية طويلة
ما أعرفه أخي أن القصة القصيرة أساسها حدث رئيسي في زمان ومكان محدودين، وقد حشرت لنا هنا أحداثا تصلح لرواية كاملة، فقد بدأ طبيب حديث التخرج العمل وسارت به الأيام ليتقدم ويمتلك عيادة، وعشنا مع طفل لم يبلغ سن المدرسة بعد ليكبر ويصير مراهقا ثم يموت فجأة وبشكل لا علاقة له بالقصة ولم أجد فيه ما يوصل فكرة

أرجو أن لا تجد غضاضة في رأيي أخي الكريم
فلست كاتبة قصة ولكني أقول رأيي هنا كقارئة

أتمنى لو سمعنا رأي أساتذتنا في هذا

شكرا لسعة صدرك أخي

بوركت

الأخت الفاضلة
أشكر لك التساؤلات المشروعة
وإن لم يتسع صدري لها فحري بقلبي أن ينال هذا الشرف
مودتي وامتناني

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 11:33 PM
نص متسارع ...تماما مقل زماننا اليوم...بلغة واقعية رسمت مشاهد مؤثرة ...وعواطف تتماوج ...وفي النهاية اختفاء للزهرة التى نمت في هذه القصة ...تحية وتقدير....


الأديب الراقي جلول بن يعيش
قراءة نافذة بإحساس فريد..
مودتي وامتناني

رشدي مصطفى الصاري
04-05-2012, 11:43 PM
نص جميل إستل منا الكثير من المشاعر..براعة القاص في دفعنا لنصدق بأنها حقيقية، وإن كانت حقيقة فعلا فأنا آسف جدا على وفاة هذا الطفل الذكي والمهذب فتقبل مني أحر التعازي..‏
إستخدم القاص جميع أدوات القصة فعرفنا الزمن والمكان ورافقنا الطفل منذ كان في الخامسة إلى سني مراهقته وحتى وفاته في سطور قليلة وهذه تحسب للكاتب.
ولكني أوافق النداء في وجود حشو وتفاصيل خاصة تلك التي تتعلق بالراوي ولم تضف للنص شيئا بل أضرت به فشعرنا بقليل من حيرة حول إن كانت القصة ستدور حول الراوي أم الطفل وهذه تحسب على القصة..حبذا لو سلطت الضوء أكثر على الطفل ونحيت الراوي قليلا..ف تفاصيل إجتهاده وأحلامه والصلاة وتأثره بها لم تخدم النص في البداية وأضرته في النهاية أيضا فبدا موت الطفل غير مبرر -كما ذكرت النداء- لأن البداية شوشتنا وحيرتنا وقادتنا للإعتقاد بأن القاص ذكر كل هذه التفاصيل عن الراوي ليقودنا إلى شيء ما في النهاية!
القصة جميلة جدا ولا تحتاج إلا لقليل إشتغال على بعض التفاصيل..
كنت جميلا هنا قاصنا الكريم وبكينا مع الراوي
كل محبتي وتقديري أديبنا



الأديب الفاضل ماهريونس
هذه القصة حدثت منذ سنوات طويلة وهي حقيقية وكذلك فإني كتبتها في عام 2002
لكنها تحمل في ذاتي ذكرى مؤلمة وكأنها الآن..
أشكر قراءتك وملاحظاتك التي هي موضع تقدير واهتمام
ودي الخالص

بشرى العلوي الاسماعيلي
07-05-2012, 12:43 PM
الأديب المبدع:رشدي مصطفى الصاري
قرأتك صديقًا وفيا يحمل ذكرى أليمة
و يختزل صورها بداخله
قصة مؤثرة حد البكاء
وهذا يعني أن صدق الكاتب بلغ ذروته
تحيتي وتقديري مع كل المودة

رشدي مصطفى الصاري
07-05-2012, 09:47 PM
مرحبا بالأديب الجميل رشدي الصاري

يخيل لي أن القصة واقعية !!
ربما هذا ما دفع الكاتب أن يكون واقعياً ،فيعبر عن الحدث، دون أن يبالي بأي أمر آخر ، وككل نص واقعي ، قد نظن أن اشتغالنا عليه تقنياً سيفسده
القصة جميلة وأحداثها تصلح فعلاً لتكون فصلاً أو فصولاً من رواية
والقصة القصيرة تحتمل طول الفترة الزمنية ولكن في اطار حدث واحد ، وأن تكون القفزات في الفترة الزمنية عبر اشتغالات لا يشعر معها القارئ بعنصر الزمن ، باستخدام أسلوب الفلاش باك مثلاً ، والاسترجاع للأحداث باختصار وايجاز
النص حقق الهدف منه وكان مؤثراً وهذا بحد ذاته انتصار له ، دون الخوض في كثير نقاشات لاستيفائه عناصر القصة القصيرة أم لا ، والقواعد لم توضع لنسير عليها حرفياً ، فالمبدع أمامه مساحات من الحرية والتجديد والقفز فوق المألوف ..

أحييك أديبنا القدير


القاص الأديب أحمد عيسى
بداية أنا مدين لك بالتقصير عن المشاركة في تلك الإبداعات والروائع التي يخطها يراعك..
لكن الوضع العام لكل السوريين قد غير المزاج الأدبي وقوقعه..
ولكن أيها الفاضل
وبكل ثقة ومن القلب أنت قاص متمكن وقارىء يملك بصيرة وذوق رفيع
ولاغرو في ذلك لأنك مجتهد ومتابع..
أشكر لك هذه القراءة الوافية والدقيقة وهي من القراءات التي تعني لي الكثير
امتناني وودي

حسام القاضي
08-05-2012, 12:58 AM
أخي الفاضل الأديب / د. رشدي مصطفى الصاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كعادتك أخي العزيز في كتاباتك تتقن بمهارة اللعب على وتر المشاعر الانسانية
وهنا في علاقة صداقة فريدة بين طبيب شاب وطفل صغير..
وٌقد خمنت وصدق حدسي فيما بعد ( من خلال أحد ردودكم ) أنها قصة حقيقية حدثت بالفعل
وكانت الصياغة والتي جاءت بصدق عال يحسب لك ، وكانت للنهاية غير المتوقعة أثرها في ترك حالة من
الشجن غلفت العمل ككل.. وبالاضافة لبعض التفاصيل الداخلية مثل " ندم الراوي على مقاطعة الصديق بذنب جده"
وما تركه من أثر في نفسه وان كان بشكل غير مباشر..
والقصص الواقعية لها ما لها وعليها ما عليها .. ولا نستطيع( من وجهة نظري ) دائماً أن نقننها بشكل تام ونحكم على ما يلزم فيها من احداث وما لا يلزم..

واتفق مع الأدباء الأفاضل / نداء غريب ، وماهر يونس ، وكاملة بدرانة ( مع حفظ الالقاب طبعاً) في بعض ما ذهبوا إليه بخصوص التقنية المستخدمة في القص ومدى ملائمتها للحجم وكذلك الفترة الزمنية ، وبرغم شيوع أعمال هذا الحجم وهذه الفترة الزمنية من قبل .. من قبل ادباء بارعون مثل ( عبد الحميد جودة السحار وغيره) في ما عرف في وقت ما بالقصة .. وليست القصة القصيرة .. نعم برغم هذا إلا ان التطور في القصة القصيرة فرض نفسه فأصبحت هذه الفترة الزمنية لاتتناسب مع هذا الحجم إلا من خلال استعمال الاسترجاع الزمني ( الفلاش باك) وانت خبير بذلك دون شك.. فكان يمكن ان تبدأ الأحداث ما قبل النهاية بقليل ثم يسترجع الراوي ذكرياته القديمة التي حدثت منذ سنوات ليعود مرة اخرى إلى الحاضر ويستكمل القصة حتى الوصول للنهاية..

وتعلم كالعادة أخي الكريم ان ما سبق مجرد وجهة نظر من محب للقصة.

مع خالص تقديري واحترامي

ناديه محمد الجابي
01-07-2024, 06:29 PM
(الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف )
وقد تىلفت الرواح هنا رغم فارق السن بين طفل صغير وطبيب أسنان
ولكن الحياة كحلم ييقظنا منه الموت بفقد الأحباء.
سرد جميل لقصة انسانية شعرنا بواقعيتها ، وقد أجدت تصويرها بأسلوب
جميل وحبكة محكمة ونهاية محزنة صادمة.
كتبت فأبدعت فأمتعت.
:v1::nj::wow: