تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في صحبة الذباب



عبدالله سليمان الطليان
12-02-2012, 07:37 PM
يتسرب الوقت وهو مرتمي في أحضان الكسل , فكره يبحر كالمعتاد في رسم لوحة مكررة عناصرها تحوم في رأسه تحاول إخماد شعلة الجوع في جوفه الذي يلاحقه منذ خروجه من السجن الذي أمضى فيه خمس سنوات بعد حادثة سرقه نحتت بعض من عمره ولكنها لم تقوى على جسده الذي بقي مفرطا في السمنة يرسو به الى السكون والصمت الذي يحاول عبثا أن يتغلب عليهما عبر ذلك التلفزيون المنتصب في غرفته التي تقع في طرف المنزل والتي تحوي أثاثا بسيطا قطعة من السجاد ووسادتان ولحاف تمزق جز منه وطاولة يعلوها ذلك التلفزيون ذو المفاتيح المتسخة , ونافذة مشرعة على الدوام هي عرضة للنور والذباب والبعوض .
استفاق من سكونه وامتطى التمني لحظات وأمعن في ود تلك الصورة البشعة مالبث أن اغتالت تمنياته كلمات أخيه الأكبر القاسية التي راح صدها يطرق إذنيه بعدما أن أجهزت على ذاكراته التي طالما دفن بعض من أحداثها في النسيان ولكن كلمات التقريع الممزوجة بالسخرية تعيد نبشها من جديد فتزل بساحة فكره وتعيده الي ماضيه في السجن وهيئة ضابط السجن الذي يصرخ في وجهه بعبارات حقيرة ومهينه تراصت تلك الكلمات وتراكمت مع بعضها البعض وبدأت بشكل حاد تهدم وتحطم شخصيته قتلت في داخله فرص الخروج من دائرة الإحباط الذي تسرب إليه فأعلن الهزيمة وقبض عليه اليأس وسلبه أماله عندها قرر ركوب قطار الخروج من الحياة والاختفاء تحت تراب الأرض , اجتاحه الهياج والصراخ فجاءه مما جعل ذباب المنتشر في الغرفة يهرب من نافذة غرفته وسحب مسدس كان قد استخدمه سابقا في السطو من أدارج طاولته وراح يطلق النار في كل اتجاه ثم صوبه الى رأسه وأطلق منه طلقتين كانت آخر شي يسمعه في حياته .

نادية بوغرارة
12-02-2012, 07:44 PM
أحيانا يشعر المرء أنه ضحية ظروفه وواقعه ، لكنه في حقيقة الأمر ضحية نفسه .

الأديب عبد الله سليمان الطليان ،

أحييك على هذه القصة التي نبشت في باطن صنف من الناس .

دمتَ و الفكرة .

:os:

ربيع بن المدني السملالي
12-02-2012, 09:02 PM
وأنا أقرأ قصتك أخي الكريم تذكرت كلاماً للإمام ابن القيّم يفسر قوله تعالى : ( إنّ الأبرار لفي نعيم * وإن الفجّار لفي جحيم ) .
قال : هذا في دورهم الثلاث ليس مختصا بالدار الآخرة وإن كان تمامه وكماله وظهوره إنما هو في الدار الآخرة وفي البرزخ دون ذلك كما قال تعالى : (وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ).
فالأبرار في نعيم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة .
والفجار والكفار في جحيم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة . انتهى . كتاب الداء والدواء
شكراً لك أخي على هذه اللفتة الطيبة
أرجو مراجعة النّص قبل نشره ليكتمل رونقه ، ولا تنسَ أن تهتمّ بعلامات التّرقيم ..
دمت مُتألقاً
همسة : لم تقوَ / صداها

آمال المصري
12-02-2012, 10:39 PM
كثيرا يقود اليأس صاحبه للتوجه لقطار الخروج من الحياة حيث لاعودة وحيث لاينفع الندم
وقليل من ينفض عن عزيمته غبار الفشل لينهض من جديد يمتطي ركب الأمل
جميل النص والفكرة والسرد
أمنياته - الذباب
دمت متألقا
تحاياي

ربيحة الرفاعي
13-02-2012, 11:32 PM
فكرة جميلة وقصة طرحت بهدوء معنى كبيرا وغوصا واعيا في مرادها
وأظنك لو اوليتها شيئا من المراجعة قبل النشر لزهت حلتها واتلقت

تحيتي

عبدالله سليمان الطليان
15-02-2012, 03:28 PM
الفاضلة نادية بوغرارة
سعدت بمرور قلمك

تقبلي احترامي وتقديري

عبدالله سليمان الطليان
15-02-2012, 03:31 PM
أخي الفاضل ربيع بن المدني السملالي
تقبل شكري وامتناني على مرورك الكريم

نعم هناك اخطاء واعتذر عن هذا

دمت في رعاية الله

عبدالله سليمان الطليان
15-02-2012, 03:32 PM
ا
الفاضلة آمال المصري

تقبلي فائق الاحترام والتقدير على مرورك

عبدالله سليمان الطليان
15-02-2012, 03:34 PM
الاخت الفاضلة ربيحة الرفاعي
نعم هناك اخطاء واعتذر عن هذا

تقبلي فائق الاحترام والتقدير

محمد محمود محمد شعبان
17-02-2012, 10:53 AM
الإحباط الذي تسرب إليه فأعلن الهزيمة وقبض عليه اليأس وسلبه أماله عندها قرر ركوب قطار الخروج من الحياة والاختفاء تحت تراب الأرض نعم حبيبي ( عبد الله ) هو الأمل الذي إن فقد فقدنا معه أرواحنا .. لقد أبدعت هنا أخي الأديب ـ رغم أن لوحة المفاتيح عاكستك قليلا ـ .. القصة حلقت بي في آفاق كثيرة ومتعددة ولكن حكمة سردك ربطتني بغرفة هذا الرجل الذي افترس مرتين ـ قبل السجن وبعده ـ مودتي أيها القاص المبدع كما تليق بإبداعك .:hat:

عبدالله سليمان الطليان
19-02-2012, 08:11 PM
اخي حمادة الشاعر
لك كل الاحترام والتقدير على مرورك

ناديه محمد الجابي
29-05-2024, 01:24 PM
قال تعالى: { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ }
الذين لا علم لهم بربهم، وكمال اقتداره وأما من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم،
فلا سبيل إلى القنوط إليه لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا.
قصة هادفة قوية الفكرة ، ذكية المضمون.
تحياتي وودي.
:0014::0014: