مشاهدة النسخة كاملة : قوارِص
مرمر القاسم
14-02-2012, 09:29 AM
لا تنصب لي شباك التحرّش، لا تُقلّبني ذات اليمين و ذات الشمال فلا أنا مبعوثة إليك و لا أنت إليّ مرتد.
أيها الشرقي ، هذه الملامح تغريني ، و بقدر ما تغريني فإنها تخيفني ، فــ تخفيني،لا لإعلال موجب المواعيد و لا لإلزامها ، إنما تخفيفا لاجتماع الشوق و الاشتهاء،و أعذرني ،كلما اشتدّ بي شوق فيه تهمة سقطت طريحة فراش وهذه نعمة، فإن جئت ما استطعت إليك النظر، فلا أنا أهمّ بك ولا أنت بي هممت.
تورطت العصافير فأُخذت بجريرة الهجرة،
تسللوا إلى مسمعي باسطوانة مشروخة عن البعد الثالث لنا تنطوي على قدر من القسوة: " و إن ذهب إلى شتات سنذهب خلفه."
تريد استبقاء اختيارات الهدنة التي تدار بين جنده و جندي و تخشى تحطم الحلم بعد خلع رأسه، تسعى إلى إعادة ترميمه ، و تعول على اعتداله.
أي حلم هذا المعتدل في ميدان الذاتية يستقطب خصمي و يثير جنوني؟
لك وحدك يجثو الشوق على ركبتيه
بحثا عن مخرج من تهمة الغياب العظمى
لك وحدك يُشرعُ الحنين أبوابه
و لمن شغل و يشغل منصبه
بالتواء كلمات الحب
بشراسة اللغة
بتواطؤ أشواق شهيّة
تضاعف حرج القُبل
لك وحدك تهاجر العصافير بالمواعيد
تضم أحرفا تغري بتوقيع فريد
يُقلِق أنفاسي و يحترف توثيقي
فتنعقد أشواقي المتأهبة
من أجلك فقط ضاجع الحلم وسائدي المتوترة
ورطني في محنة الأمومة
بتلكؤ المواعيد التي تأخرت
بالحروف القارصة
لمَ
متى
أين
وليمة متضررة دون المستوى،إنه البعاد من رخّصه؟
لا يحتاج منا اللقاء يا رفيق اللهم إلا تفعيله.
مرمر القاسم
15-02-2012, 11:54 AM
لذائذ الشتاء القارِصة!
عندي مدفأة و لدى امي تنور تعد لنا الأرغفة بالزيت و الزعتر،
وعندي ركوة قهوة حجم كبير أعد فيها قهوتي على مهل إن كنت في البيت و في العمل لدي ركوة صغيرة،
عندي غرفة خاصة " موضوع الخصوصية شيء جميل و من الصعب التخلي عنه" ، لدي من الإخوة عشرة و لديهم من الأحفاد لأمي ما يقارب الثلاثين، شيء أكثر من رائع فعندما أزور أميرات العائلة"بنات إخوتي" أجد الراحة و الدلال الذان لن يمنحهما لي بشر غيرهن ، فمثلا فلانة تعد لي القهوة حسب مزاجيتي و بطريقة تشبه طريقي، و فلانة تجلب لي الفنجان المزركش الذي أحب شرب قهوتي فيه لأن للقهوة أيضا احساس و إن سكبت في وعاء لا يليق بقدرها فإنها تفقد المذاق، و الثالثة تجلب لي الشكولاته و أخرى تنهال علي بالقبل حتى أغادر بالطبع إن رتل القبل منذ بدء الزيارة يا سلام شيء جميل ، هذا بخصوص الأميرات أما الرجال "الأحفاد من الذكور" فابراهيم مثلا وعد أن يتحصل على العلامة الأعلى 100 في كل امتحان يتقدم له كي ينال شرف النوم ليلة الجمعة لدى عمته"أنا" و يوسف يشكو إليّ شقاوة يحيى، و أيهم متخصص بالشكولاته و عمر ابن الخطاب متخصص في السِلم دوما تجد الحقيقة تحت ابطه، و عبدالله "هذا أزعر" و عاهد هذا قلبي و الخ.
كانت تلك من لذائذ الدنيا و الشتاء "لمّة العائلة" .
أما القوارِص فتصور أيها القارئ إن لم يبق لي أحد.!
تصور أن أفيق ولا أجد أمي أو أخي أو أميراتي أو رجالي!
تصور أن أرتجف من البرد و ما عندي موقد نار أو حتى عود حطب!
تصور أن أنا و أنت و هي و هو و هم ننعم بكل تلك الّذائذ و حمص تنعم بهطل القذائف.!؟
كلما حاولت الإستمتاع بفنجاني و سيجارتي هيئ إليّ أن الفنجان ملئ بالدم، كلما اقتربت من المدفأة شعرت بالبرد يشتد تبا كيف يكون هذا.؟
تصور أن تجوع ولا تجد كسرة خبز ، أو يجوع طفلك ،!
تصور أن زوجك لا تملك ثوبا يسترها ولا سقفا يأويها.!
تلك قوارص و لدي المزيد.
لك الله يا شام لك الله يا أمة محمد ، لك الله
مرمر القاسم
17-02-2012, 08:12 PM
كي لا يُجسّم لنا الحزن أشياء وهمية مخيفة،و كي لا نرجم بالغيب أو نقرأ الرمل، مددوا "الأنا" بالقرب منكم كما السين ،و قولوا أيا أحاسيس تكاسلي كما الميم ، لا فرق إن أنتِ نهضتِ الآن أو غفوتِ فالحب في مثل هذه المواسم لا يُعرّب إلا بالأحمر.
ألقي يا نفس معاذيرك و ضمينا يا أرض ضما، لملمنا يا تراب لماً.
مرمر القاسم
19-02-2012, 12:42 PM
لو أنك الآن معي لكنت أموت على أطراف أصابعك كما تموت القُبل على سكة الانتظار ،إن لم تشتعل بين الشفاه أذوب كما ذوبان الحروف في فضاء نحاسي، لا شيء يشبهك لولا كلمة على مرمى اعتقال تقيّدك،رويدك قف نطال عناق.
مرمر القاسم
21-02-2012, 07:19 AM
أصبحت كما نمت على شهيق النداء.
بعض الذكريات اخترقت بثقوب الحماقات و جعلت تئن في مقتل.
أبصرت من بعيد أرواح ذكرى تناديني فراودتني فيك نفسي فتذكرت ، قاسمتك مساحة منسية،
وقاسمتني أوجاع العمر،شتان يا أنت بين مساحة لا يعرفها غيرك و ما بين أوجاع كان سببها غيري.
على قدرٍ ملمٍ بالشوق البارد صنعت قهوتي و هاذي أنا أحتسيها على مهل، بحوزتي حفنة أمل لسوف أنفقها في محو المساحة لعلك تخرج فارا من ضيق.
مثل أشجار البلوط أحترف الظل بشقاء الجبل.
مرمر القاسم
22-02-2012, 10:32 AM
كـعادتي صحوت قبل موعد العمل بساعات ، قاتل الله الساعة البيولوجية المنتقمة منا ، ليتها علمت أننا لم نختر أن نصحو قبل أن تصحو الميم .
صحوت لأجد الشغب في كل شيء حتى في ملامحي ، فللحظة لم أجدها في انعكاس المرايا ،
و للحظة أخرى أبانت لي أمرين ضاع الحزم بينهما، أهذا الوجه الحافي وجهي؟
أوحى لي هذا الصباح فانتقلت إلى الشتات تغلّفه أسماء لا تمسني لا من قريب و لا من بعيد إنما هي عبارة عن أفكار تدور داخل النفس.
نظرت إلى مكتبي، عشرة مفكرات قديمة لأعوام مضت ،ما أن أرسلت يدي إلى أحداهن حتى أمسكت بها اليد الأخرى موبخة : مالك و مال الهمّ العتيق ، مالك و مال الذكرى دعيها ترقد بسلام أيتها القبيحة.؟
إذا كانت يدي ترى يدي و أنا لا أرى إلا أحباري فماذا أنا؟
مرمر القاسم
22-02-2012, 11:21 PM
قممْ!
قمة الإفلاس أن لا تقدر على اغواء امرأة،
قمة النكران أن لا تعترف بقدر امرأة،
قمة اليأس أن لا تسقط امرأة ما في العشق،
قمة البخل أن تبيع لامرأة حبا بالتقسيط،
قمة القمع أن تمارس الهمجية على جسد امرأة،
قمة الإهمال إن أنت عدت إلى بيتك بيدين فارغتين من شوق و ردة،
قمة الفشل أن تبقي الحب قيد اشارات سخيفة،
و قمة الوفاء أن تتذكر كلما نسيت هي موعد الوعد.
مرمر القاسم
22-02-2012, 11:44 PM
قممْ!
قمة الرجولة أن تَشْعُرَ المرأة في حضورك أنها الأنثى الوحيدة،
قمة الرجولة ألا تُشاهد في نظراتها إلاك،
قمة الإحسان أن تحمل وزر ما اقترفت امرأة حمقاء،
قمة العطاء أن تساهم في اخراج امرأة من الجهل و الضياع،
فإن شئتِ أن تطالين بقية القمم أشعريه بصحبتك أنه سيّد الرجال .
مرمر القاسم
24-02-2012, 09:42 PM
قمة الرجولة إن أنتم حررتم الأحواز و فلسطين و العراق و سوريا
هذه هي الرجولة التي نعتقد و نؤمن بها.
مرمر القاسم
26-02-2012, 03:17 PM
تربينا لأنا خلقنا في حقبة الاختناق على الحفاظ على مسافة البعد،
كبرت يا ويلي و لازلت أحافظ على مسافة للبعد، ومع ذلك لست أجدها وسيلة موفقة لتجنب الاختناق.
برغم المحاولات الجدية التي بذلتها في أجواء مشحونة بالتوتر و الانقسام انفضّت أناتي ، و اعتبرن أن فضّ اللقاء بحد ذاته انتصاراً لمبدأ التجمع و هزيمة للانقسام.
و قد ألقت إحداهن خطاباً انتقدت فيه و بشدّة اسلوب التنظيم ، ومما قالته : السبب الرئيسي الذي جعل سياسة التنظيم تفشل هو تركيزها على الغاء التفرقة في المخدع.
تبا لهن ، فهن لا يتمسكن بدخول معترك الحياة ، و الجلوس جنبا إلى جنب ،أردن مقاسمتي حتى الحلم، أوفٍ للأنات كم هن أنانيات.
كان لابد أن تنشبّ أزمة عنيفة تهدد كيان أقوى منظماتي ،بسبب تخاذلهن السلمي بعد أن تضاعف نفوذ المنظمات و في طليعتها منظمة المساواة الداعمة للاختناق.
الآن اتسائل : هل فعلت من أجل أهدافي و في طليعتها "تنفس" كل ما كان بالإمكان و هل أنفقت في سبيلها كل ما أوتيت من سعة وقوة ،أم تراني ما فعلت شيئا يذكر؟
مرمر القاسم
27-02-2012, 09:37 PM
وحدنا على الرّصيف، لمّا وصلنا إلى ناصية الأمل انتقل كل منا إلى الرصيف المقابل.
كنت أجهل أنك أنت أيضاً جاهل .
كنت قد رهنت عقلي عند ذكرى في نحو الستين من عمرها ، تميل في ألوانها إلى البرزخ.
لها بريق كــبريق المعدن ، أنيقة الهندام ،لها مظهر من مظاهر السادة،
لها نظرة ثابتة ملحاح،مثل الحب المزَّمل بخبايا أقمصة التاريخ كــ لفافة تبغ فاخر في المساء ، لا يخلو من وسامة ،و إن لحدوثه نضارة لا يُرى مثلها،
مما يتيح لك السهر حتى آخر الليل ، لتسمع شهيق باب شقة مجاورة ينغلق على آخر الهمس، ويتيح لك اكتشاف أنك الجار الوحيد الذي لا ينغلق بابه على أحد سواه.
عند كل لحظة هاربة يشدّ العمر بما يشبه الكلاّبة، عند كل كلمة نقولها في الحب نوجعنا، بينما أعيننا تلتهمان بعض النظر،بدهشة و ذهول،
و حين يلتقي البصر يغادر منكَّس النظرات بلا مناقشة ولا تردد،باحساس بالخوف و الرعب،نحن البشر لا نحب أن نُحبّ دون الرغبة و نزعة العصيان ، و في النهايات دوما نلوذ بالهروب.
من هنا ، وحين نحب يجب أن نمعن في التنقيب ، هنا التحديق ضيّق لا يصلح للتعبير ،لو لم نفترق لساء حاله مزيدا من الفظاظة ،ما ينبغي أن نحنقه.
الآن و أنت تبدو صغيرا جدا، هل ذهب عقلك منذ مدة طويلة؟
سأقول لك فيما بعد :" إن توقف الحب برهةً لا يستأنف فيما بعد.
مرمر القاسم
28-02-2012, 10:12 AM
حلما حلما ، و حفنة شوق أخرى، بعض الدمع سكبنا ، به جبلنا الملح و بعد رّصف الأمنيات أقمنا بنيانا صلبا، يشدّ بعضه بعضا، على شفا قبلة شرسة توطد الشوق، و تكتّلُ الأحلام فوق بعضها حتى تترنح في تلاحم الأرواح و السقوط ليس مستثنى، يتسم بالصمت و الإطراق للأحاسيس فكلاهما يجعل اللقاء وليمة شهيّة قببيل الانفجار.
مرمر القاسم
29-02-2012, 10:21 AM
بعض الشوق لا دواء له، كما داء عصي على الشفاء.
كلمات الحب الركيكة المعتادة العادية الباهتة لا تفضّ اشتباك الشوق و الحنين بين أضلعي، مما ألزم اللسان أن يختلق لغة أخرى ، أكثر عمقاً و أكبر وسعاً ، أعنف شارسة ،تطوق الأعناق، تلثم الليل بهمسة تلتهمنا بشراهة فوق الاحتمال. لا أحد يشتاق إليّ مثلما يشتاق إليّ شيخي،الحامل بكل آلامي و لم يجهضها بعد.
عند أدراج الفلّ العتيق كم جلست أنظر إلى المارين عبورا لغرض الوصول إلى غايتهم لا يكترثون بعبير الفلّ ،لا يدركون رائحة خطاهم العالقة فوق الدّرج، لا يصل قرع كعوبهم طبلة السّمع،فإن سقط الفلّ أرضاً داسته قسوة مرورهم.
" كل دقة في قلبي بتسلم عليك يا واحشني من زمان"
صباح الخير يا بابل العشق، يا عطرا أكدي ملئ أوردتي.
مرمر القاسم
29-02-2012, 10:24 AM
مَن يَتصفّح المُجتمع الفلسطيني بشرائحه المُتعدِّدة، وفصُوله المُنوعة، يَجد أن أهم مَلمح يُمكن أن تَلتقطه العين، هو مَلمح السّقم، وتَكتُّل الهموم فَوق بَعضها، حتى بَدأنا نَتغنّى بالتّلاحم و نرقص حول نار أوقدها مجانين الزمن العاقل جداً، وأخشَى أن نَصل لمرحَلة لا يمكننا معها العيش دون الجنون ، والرَّاجي عَفو رَبه المواطن البَسيط علي لَيس مُستثنَى من قاعدة المهمومين، فهو أحد ضَحايا الوَلائم، وأسلحَة الدَّمار الشَّامل"السّقم". وطَالما أن الإنسان يعيش في فلسطين ، فهو يَتنقّل ما بين ثلاث عينات ،ما بين عرس"شهيد" ومسيرة و منفى، فما أن يدخل إلى عُرس حتى يخرج منه بدعوة إلى مسيرة تضامنية ، يَلح أصاحبها مُؤكّدين على الحضور، ومُشدّدين على أن من يَتخلَّف عن إجابة الدّعوة فهو خائن ، ومن شَذّ فهو شذّ في نار التخوين . وإذا انتهينا من المسيرة والعرس وجدنا أنفسنا أمام الجدار العنصري ، لا يَختلف كَثيراً عن العُرس والمسيرة ، فكلاهما يَتّسم بالكآبة والبؤس ، إلا أن العزاء يَسوده الصّمت والإطراق والتفكُّر ،و الجدار يسوده العجز و شعور مفرط بالقهر.
ونظراً لأن الناس تخلط بين مُسمّيات الدعوات والولائم ، فقد أحببتُ أن أدفع زكاة سعادتي، باستخلاص تَعريفات الوَلائم التي وَردت في مخزون الأمم و اللغة، حتى تَكون كثافة السّقم تُساوي الكَثافة الوطنية.
وأوّل مَا يُمكن التقاطه هو الحزن المستعجل، فهذه الوَليمة تُسمّى "تحت الحساب". أمّا المسيرة أو التي تُسمّى دعوة تضامنية ، والتي أنَا إحدى ضحاياها، لأنني مثل غيري دائماً مدعوة للمشاركة. لا تختلف كثيراً عن الأعراس، وهي إحدى المصائب الكُبرى لدينا لأنّها تَحرق الأعصاب، تسمّى دفعة زيادة" فوق البيعة".
أهل فلسطين أكثر شعوب الأرض يَحتفون بالسّقم ، ويُعدون له طعاماً خاصاً.
و إنني الآن مُتأكّدة أن آلَافا ممّن يَرتادون وَلائم "أعراس الشهادة" لا يَعرفون اسم الميت،أو من هي حبيبته ،أو ماذا كان يحب ،أو ماذا كان يكره ، أو بما كان شغله في دنياه قبل أن يتوفاه الله.
من "الرواية"
مرمر القاسم
03-03-2012, 12:09 AM
هكذا نموت شوقاً ،رجماً بالقبل أو احراقاً بالضّم.
بدأت بوادر تحفيز الاشتياق تُطلّ من النافذة فيما يشبه الرؤى و الأحلام ، بل تمادت لتطرق الباب فيما بعد !
لو كان الأمر يتعلق بالاشتياق لهانت المسألة ، المشكلة أنّني لا أستطيع النوم في أحيانٍ كثيرة جرّاء الحديث و سِلال الهمس التي بدأت أخاف وأخجل من سماع أناي لها ،
أنسل برفق محاولة أن أعرف أساس المشكلة والخلاف لعلّي أُصلح بينهما لكنّي فشلت ليس في الصلح و إنّما في معرفة سبب الخلاف ، فكلاهما مكابر و عنيد، و ما بينهما عتيد.
تبين أن تلك لعبة الشوق باحتراف !
تباً ألستُ حمقاء جداً؟
في النهاية قررتُ : أن سأغلق عليك و عليها باب مودة.
مرمر القاسم
06-03-2012, 04:42 AM
دمي المفتون بحلم أكسح مبتور اليدين،
مُقْعد دؤوب الزحف في ظلام الليل على طريقة الميل،
لا يأتي في ضوء النهار .
بعض من ريح صيّرت ضدي ،فصرت أراود نفسي عنه في النور.
فتنبه كثيرون من أوصافه إلى كيفية مواجهة تلك الأشباح.
بين العقل و القلب بيّنة لا يعقلها إلا العاقلون .
أليس ربنا يقول جلّ في علاه : "و قالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السعير". و هكذا نحن و الأحلام .
إن رأيتم رجلا يشبه الزئبق، له عطر بريّ يشبه الزنبق و قامة النخيل،
فأعلموا أن هذا الرجل مقيم في أعمق مكان بداخلي يمكن لبشر الوصول إليه.
لو ملأتم الدنيا عطراً ما عدلتم عَرَق حبيبي!
ساءني كثيراً أن تحول الشرقي عن أصالته فصار يستهلك المرأة مثلما يستهلك الصابون.
دنوت منه هامسةً حتى فإذا ما اقتربت منه أكثر اشتعل القلب عشقا : حتى أهيم فيك ،دع الارتباك جانباً إن مررن بك همساتي،
و اجلس في الظلّ مستفيدا من شبه حديقة رخامية للعابرين سبيلا ،و تأمل المشهد من جديد.
لو خيّرت العيش في زمان ،لكنت اخترت العيش زمن المناذرة . لأن هناك كانت المرأة حضارة و الحضارة أنثى، و الشرقي دكتاتورا ممزوجا بأزمنة أصيلة الطباع و الروح ،فَمَلَك الحيرة و عنق الغزالة ،فكان جناح رفقٍ يدنو من النساء بحنو ،مثل لون مضيء بعيني رّسام ساحرتين لا يفعلان سوى النظر، ولا ينتهكان حرمة البصر.
هناك حيث كانت المرأة بهجة و مهجة للروح لا تبتذل ، مثلما تبذل التماثيل في صالات العرض، و حيث كانت الرجولة فروسيّة نضرة بحجم نضارة النور،
و ما كانت أنثى لتشابه في قولها و فعلها الذكر.
مرمر القاسم
07-03-2012, 08:46 PM
نبت العشب بيننا كــ غابات، استأثر أكبر مساحات فؤادي،
ستر النظر هتكاً بالسهول و ما عدتُ رأيتك.
تكالبت عليّ الذكريات من كل حدبٍ وصوب، تشابهت في المضمون، و اختلفت في الشجون، أدمت الصدر ، أنفقت طول البال، و اتحدت في مجرى دمي، صرت أحتاج معها إلى أحاسيس فوق طبقية للاحتمال .
لا أملك من حطامي إلا شطر وجهك المزاجي، فيغمرني شعور بالخيبة و الألم و أنا استقرئ شطر وجهك الغائب خلف الغابات.
لا تسقط من عيني ، و لا تخرج من اصبعي ، فلا ألتقطك و تحرق يدي.
صار اليوم من العمر كــيوم الحشر، كل ذكرى معك تشغل نفسي عن نفسها.
ألا سامح الله التراب و جذور الأعشاب،
مرمر القاسم
11-03-2012, 12:53 AM
مؤلم هذا الصباح!
كأي كائن في هذا العالم ننتظر ،فلا مفرّ من الانتظار طالما صرت كائنا في العالم القبيح.
من قال أو يدعي الإقامة فهو إما يحاول خداع نفسه أو علينا يحاول أن يكذب، هذا المرور مؤقت ، و إن بدا للبعض إقامة كريمة.
ضجر و صخب و توتر و ارتباك ،كان الوطن يعج بالرّفاق ، صار مساحة مندوحة للوجع مصلوبة على جدرانها أسماء، دون عنوان واحد و بلا ميعاد.
خيالات سابحة في فضاء الاحتمال ، ربما اليوم ربما غدا فالأمس ماكان لنا، يأتي اليوم و ربما الغد و ربما شيئا لن يكون لنا.
في أمان الله أيها الرّفاق، موجع هو الفراق موجع يا عراق.
( صباح يوم الجمعة "أمس" قرأت خبراً مفاده أن الله توفى أحد الرّفاق، و كنت قد جعلت ومضة قصيرة جداً،
ويوم الثلاثاء الماضي ترك لي تعليق، فقلت لنفسي بما أني مشغولة ،أرد عليه يوم الجمعة و عندما عدت علمتُ أن ما أجّلته لن يعوض أبداً)
فلك يا ليث أقدم اعتذاري الشديد مع العلم أن الندم لن ينفع .
هنا النص " مرمر القاسم الأنصاري
هكذا نموت شوقاً ،رجماً بالقبل أو احراقاً بالضّم.
بدأت بوادر تحفيز الاشتياق تُطلّ من النافذة فيما يشبه الرؤى و الأحلام ، بل تمادت لتطرق الباب فيما بعد !
لو كان الأمر يتعلق بالاشتياق لهانت المسألة ، المشكلة أنّني لا أستطيع النوم في أحيانٍ كثيرة جرّاء الحديث و سِلال الهمس التي بدأت أخاف وأخجل من سماع أناي لها ،
أنسل برفق محاولة أن أعرف أساس المشكلة والخلاف لعلّي أُصلح بينهما لكنّي فشلت ليس في الصلح و إنّما في معرفة سبب الخلاف ، فكلاهما مكابر و عنيد، و ما بينهما عتيد.
تبين أن تلك لعبة الشوق باحتراف !
تباً ألستُ حمقاء جداً؟
في النهاية قررتُ : أن سأغلق عليك و عليها باب مودة.
أعجبني · · إلغاء متابعة المنشور · 3 مارس في 01:13 صباحاً
وهنا تعليق ليث" ليث النعيمي :بل أن اغلق باب مودة ,, لانك لهذه اللحظة لم تقرري ولم تضعي اجلا معلوم ,,حتى كدت تشابهين العرب في اجتماعهم ,,,!! يستخدمون السين كثيرا ,, شكرا جزيلا لشخصك وقد اعجبتني كثيرا هذه الومضة (هكذا نموت شوقاً ،رجماً بالقبل أو احراقاً بالضّم.) وسأحتفظ بها في كراستي ,, تحيتي
6 مارس في 06:22 مساءً · إلغاء إعجابي ·
" شوي بس شوي"
شوي و بيطل القمر،
شوي و بيهدا الليل،
شوي بس شوي
طل ولو مرة
اترك لي زهرة ولو صفرا،
خربش على حيطان الحيّ
اسمي و اسمك
بيني و بينك عمر الزّهر و أطفال صغار
شجر اللّوز و حفنة غار
و مدينة مدورا "مدورة" و اسوار اكبار
هيك خطر ع بالي
تكتب لي قصة ، تحكي لي حكاية .
شو بتمنى اسمع صوتك
افتح بابي ،لاقي وجهك قبالي
شو بتمنى تجي وما تروح
نسهر سوا ع مصابيح الزيت
هيك متل ولاد صغار
تبقى هون
ياخدنا الحكي حبيبي و يطلع نهار.
بعد شوي ، بتطلع شمس بكرا
و بيرحل طيفك عني
مر و لو مرة
هيك بس شوي،
لاحقاً ،متأخراً، لسوف تدركون أن كثيراً مما قررتم تأجيله لا يعوض ، و أن شيئا لن يتكرر ، لن يعاد كما الأعياد،
وجوه توحي بمنبع علمٍ و رزانة، في محياها حسن و أصالة،
إنني أراني الآن ، واقفة مسافة انغلاق عام ما بين الحضور و الغياب، و بينهما دهشة، فيها ملامح سليمة ، لم تغتصبها يد انسان ولا لسان.
ليتني أستطيع إرجاع ما أعطيت ،فلا أعطي إلا إذا أخذت.
تلك حكمة، لا يصل إليها إلا من مر عابثاً.
في داخلي صوت إذا ما نمت ليلا استيقظ ليكمل النداء، يتربّص بالعطر ، بأرواح المارين مصادفة خلف نافذتي،
إذا ما تعب من الترقب،أنقض مضجعي، و إذا ما أمطرت الدنيا أشواقا، بقي بالقرب يفتعل الشجارات ،
فإذا غادرني تركني أتنفس السكون ملء رئتي لأفضّ الخلافات التي خلّفها صدى النداء.
لن أتحدى العالم معك ،بل سوف أتحداه بك!
تواطؤ!
اروِ عطش أصابعي و املأ فراغ فمي، فلا شيء يروِ عطش الأصابع و يملئ الأفواه كــما يفعل "أنت".
أشتاق إليك ملء مخدعي حد توجعي،
أحبك ملء فمي ، ملء معتقدي و مذهبي
أحبك ملء يومي ، أمسي و ربما ، ربما ملء غدي
أحبك بتواطؤ ملء شوقٍ يجلو القلق ، بكامل الرّغبة بــ حبك.
إن أجمل ما في الأمر، أن نعلن الحب الكامل ليس الشامل في كتاباتنا، بتواطؤ كلينا ،أجمل منه أن تعلم بتواطؤ الآخر ، و يعلم بتواطئك دون أن يتعرض أي منّا لتواطؤ الآخر لِــ عدم الاعلان المباشر عنه
"بتواطؤ".
مرمر القاسم
12-03-2012, 02:39 AM
دونك الخطر،دونك الخطر...
مرمر القاسم
13-03-2012, 11:17 PM
لأنه أجمل الحب و آخر آخره،
منذ عقود اغتراب يجففه التوق إلى ساوة، رفعته في البدء ضامرة له خبراً بالكسر، ذهب القائلون الراسخون في علم الشهوة إلى التعارض مع الأدلة وما بينها،وذهب المتفائلون إلى أن، للبيت رب يحميه.
صرنا نشبه ظاهرة صوتية تصدّر الأصوات إلى المدى،ولا يرتدّ إليها غيرها،مثل النصاب الموجب بارتداد الشيء ذاته إلى ذاته لا أكثر.ولأنهم ما تعلموا النظر بشمول إلى الأشياء وما فيها ،ضيّق هو فضاء البصر، إنهم يثخنون في الغباء مما أثخن الأوطان بالوجع،أنصبني أمرك يا وطن.
برغم من ،أنني أشعر بالإحباط الشديد إزاء الحدث و إزاء العروبة المغتصبة على وجه الخصوص ،إلا أن الموقف كان أشد وقعا من أن أضمره جبناً في داخلي.
شكراً يا وطن !
مرمر القاسم
13-03-2012, 11:25 PM
اليوم مررتُ بالقرب من احدى حدائق حيفا ،استفزني عبير الورد الجوري"البلدي" فذكّرني بك.
لمَ يرتبط العبير دوماً بك ،لمَ يُخلُّ بمضمون الضوء ولا يزيد مساحة المقتل....لستُ أدري، لمَ أحتفظ بآخر العنب لك وحدك أيضاً لستُ أدري،
تتشعّب عروقا في عنقي مثل أطناب شجر طوال،
تسهبُ فتمتد إلى كامل كامل عروقي،
قبل أن آتيك،سوف أخلع عني حماقاتي وعن رأسي عقدة"كبرياء"،
فمعك لستُ أحتاج لأي نوع من الأسلحة سوى أنوثة، هكذا تُهزمُ وأَنْصُرُ كرامتي،
هل أخبرتك، بدأتُ بك ولسوف أنتهي إن شاء لي الرّب فقط بك.
بقي بحوزتي آخر قطعة شكولاتة فليتك ليتك ليتك الآن معي.
مرمر القاسم
15-03-2012, 09:21 AM
حين لا يجدي العتب ولا اللوم ، علينا أن نتفجر باطناً،وأن نجبر جلودنا على امتصاص شظايا الانفجار.
ثم نترك القهر يتبخّر من أعلى قبّة رؤوسنا ،ثم نعد،نتبختر ...تبختر... تبختر فوق الجروح..
تخيل معي..
ماذا لو خرجت الآن الآن من بيتي متجهة إلى بغداد مروراً بسامراء؟
ماذا لو قيل لك أنني الآن الآن أكتب آخر الحروف..ماذا لو فكرتَ معي بالخروج عن القانون و كسر القيد في ظرف عام....في مسافة شهقة قبر فتح فاه على الظلام.... ماذا ياترى نحقق..؟
لا تسقطني بين فكي التخمين وخمّان الأمور..ملعونة هي ذكرى الأمكنة،ففيها ذّل منتهى،يجهض حمل الجبل.
ألم أخبرك، أنني مثل البوم أرقب أن يسدل الليل ظلامه، كي أباشر الحنين و الألم... إلى أن يعلن الليل جحوده...
أدامك الرّب عصفوراً يحلّق فوق وسادة حلمي ،شقي يقضّ مضجعي وينهش النصف السليم مني.
لا ملاذ لي منك!
مرمر القاسم
17-03-2012, 03:47 PM
أعدو إلى صدرك الغابات ..اقترب .... اقترب أكثر ... جيد الآن صار بالامكان..أن أحجب الأوكسيجين من حولك،
بقي أمامك أن تتنفسني فقط، فتنفس ...خذني شهيقاً،تعتريني الآن رغبة في أن"أعربد" في دمك، فخذني شهيقا إلى الأعماق، يجول بي دمك وبحذر ،
أتحرك تحت جلدك كما يحلو له ولحمقاء مثلي،بي رغبة عارمة في معرفة من أين وكيف ولماذا،وبه أكثر مني،
خذني قليلا وصعلكاتي،رويدك لا تزفر،لا مخرج منك ولا مفترق، لا تزفر تروق لي فكرة الموت اختناقاً بك.
هل أخبرتك، لا تطف حولك بحثاً عني فأنا بداخلك أغني.
(هلا يمه وهلا يوم،هبّ الهوى و طاب النوم.)(سعدون جابر)
كانت أمي تحكي لنا حكايات عن الشاطر حسن،أذكر واحدة منها ،تحكي حكاية الشاطر حسن و زوجة أبيه الجنيّة ،وفي الجزء الثاني منها بالتحديد،كانت تقول:" كلما رأيت الدخان يعلو ويملأ الآفاق ،قولي: إنها تطبخ وهم يأكلون."
في سوريا مواكب جنائزية وفي العراق أكثر، في الأحواز مشانق معلّقة وفي غزة جوع مستورد، هم اليوم يشكلون الدخان فوق رأسي و غداً أنا سوف أعلق و أشيع في موكب عزاء لا مثيل له.
هم اليوم يحرقون فيشكلون الدخان في الآفاق ونحن الآكلون،وها أنا أرى دخان الدماء و أعلم يقينا أننا المجرمون.
الذين يأكُلون لحوم أبناء أمتي لا يقومون إِلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ ذلك بأنّهم قالوا إِنما الصمت مثل الشجب وأَحل الله الصمت وحرم الشجب.!!!
ويحكم كيف تحكمون ...
حتى و إن أغلقت السماء بالسحب، يبقى الحلم قيد اغماضة عين.
مرمر القاسم
18-03-2012, 09:51 PM
صباح اليوم ،بدأ من حيث أنهيت عملي،
لحظة جاءت أمي لتعيدني إلى البيت بدلا من أن أعود مستخدمة "الباص"
ليلة اليوم عملت على الاتصال بالرفيق الشاعر فريد مسالمة كي أبلغه بتحديد موعد لحفل توقيع"أوراق مهرّبة" و الذي شاء الله أن اتفقنا على أن يكون في 14-4 بحول الله في عمان،
إلا أنني اضطررتُ لقطع المحادثة معه لفض خلاف بين المرضى والذين علت أصواتهم مما حال بيني و بين السمع،
وبعد فضّ الخلاف عاودتُ الاتصال بفريد لأجده في حالة صعبة تم نقله على أثرها إلى المشفى لتلقي العلاج في السعودية حيث يقيم هناك للعمل،
بالطبع فريد مثله مثل العديد من الفلسطيين المهاجرين أوالمنفيين العامليين في دول "الخليج".ساءني حاله وهو وحيد في بلد يعد فيه غريب،
قيل لي عندما سألت عن أسباب حمل صفات غريبة من قبل بعض أولائك الفلسطينين ،قيل: إن من شروط العمل في دول الخليج والظروف التي يعملون تحتها تجبرهم على الاختيار ما بين وبين.
تساءلت بالطبع عن المراد من ما بين وبين؟ فقيل لي:" الكرامة أو الإقامة."
فعلت شتيمة "سحقاً"
قرأت في يوميات المربي الأديب ابراهيم جوهر ابن القدس، حديثا له حول وطن من ربّاطات العنق فتذكرت أمثال فريد،
ثم قرأت له حول وطن من الرمال و أيضاً تذكرتُ أحلام أمثال فريد بالعودة،
اتساءل مثل غيري من الحمقى:ما الذي قدّمناه لهم في المنفى،وما الفرق ما بين الوطن قبل العودة والفرق بعد العودة"أقصد عودة ما يسمى بقادة الأحزاب"
أين حق هؤلاء بالعيش بكرامة.؟ أم تراهم باتوا خارج الحسبة الضيزى؟
عرجت على صفحة الرفيق عدي حاتم فقرأت له : لا اريد لهذا الليل ان يجيء لا جدوى من الاشياء بوجود الظلام ، سوى انها تضفي الكثير من الظلال .. على الظلال.
أردت القول له :بقي صوت الظلام يرتفع و يهوي في الأعماق يا عدي. لكني ما قلتُ.
ثم حاولت جاهدة العودة للرد على جملة اسئلة أرسلها إلي الصحافي وحيد تاجا ،إلا أنني فشلت ..
ثم قلت لأمي الجالسة إلى جانبي الأيسر لتفسح لي المجال بالاقتراب من المدفأة أكثر منها "هكذا هنّ الامهات عطاء وترفع و تفاني بلا حدود " تمنيت لو أن لنا وطن يشبه في عطاءه الأمهات، قلت لها :سوف أكمل الإجابة إن شاء الله غدا تعبت تعبت....
ثم دخلت حائطي بعد عتاب شديد اللهجة وجهه إليّ أستاذ اعتز به ،فكتبت " مرّ الخريف و أخذ معه كل مقتنياتي الثمينة،أبقى لي لسان حال يقول: إذا تخلّف أحدهم عن الموعد ،فإن أمراً خارجاً عن الإرادة و قوة الرّغبة حال بينه و بين الحضور، و أحياناً كثيرة لا أجده لأمارس الكذب عليّ وحدي!
أكلت خفافيش الليل الحمراء أحلام البنات،و النسيان يرأس جلّ أفكار العجائر اللواتي يعانين وحدهن من إفراغ الذاكرة.
وحدها تقف إزاء شطّ مقفهرّ مقطّب الأمواج ،
وحدها من وقفت بمحاذاة وجه الرمال وجهً لوجه.
ما أرخص كرامة العرب!!!!
مرمر القاسم
24-03-2012, 12:33 PM
ذكرى تميّزت عن سواها،ووحدنا والليل،ومسافة شاسعة بيننا،تصلنا طرود البرد من كل وصوب.
تصير الذاكرة متربة إذا ما مررنا ذهابا وإيابا فوق جثث الذكريات المغبّرة،
ويفضي بنا إلى غير ما بدأنا وينتهى عقد ألفيّة الحب الفارطة.
حينها تندثر الأسماء ويمحى ذكرها،وكلّما حاولتُ تذكّرها تجذبنا بعنف الحقيقة المؤلمة.
إذا أردت أن تعرف الحب فأحدب عليه.
مرمر القاسم
25-03-2012, 03:57 PM
كنتُ أظنّ أنني أقبع في ذيل ترتيب المراتب، التي تحترم التَّقنية، وتُحاول الاستفادة من وجود أصحاب المراتب بصورةٍ فَعّالة.
حين تنشغل في هموم الحياة و تنسى تماماً من فتحت له بابك.
ما أن دخل أغلقتَ عليه كما تغليق الصناديق على أشيائنا الشتوية في موسم صيف،فإن انشغالك يفرز استراتيجية تخترق الهاجس الأمني لجدار القلب،واستراتيجية في فقء عين الباب.
كم مرةً مررتَ فوق الجرح دون أن تراعي الخطوط الحمراء والبيضاء وقوانين السير.. أخبرني،كم مرةً عبرتَ هذا النهر،أم أنك من أولئك الذين يحبون الوقوف على ضفّة،يرشقون ضفّة الآخرين بنظرات التمني.. مكانك كنت ألتحق بركب المودّعين.
انتشرت حمّى "الحب" ،
هنالك من هو على استعداد ليدفع الكثير من أجل لحظة حبٍ صادقة،وأنا أدفع كلّ ما لدي من أجل لحظة حبٍ واثقة.
أكره المحاربين مثل الدون كيشوت، وأحب الموت تلذّذاً، تماما مثل زوربا.
مرمر القاسم
27-03-2012, 10:34 PM
لو أمكن الاحتفاظ بالبعض في كمشة يد!
حتى إذا ما اشتقنا لهم،برفع يد نقبّلهم.
مرمر القاسم
30-03-2012, 08:58 PM
ليل طويل متمرد باذخ الوجع.
يؤرقنا مجرد التفكير بهم وبروعة أزقة كنا نلتقي بهم بعد عبورها،نشقى بطموحنا،وإذا عاندتنا الأيام،فقدنا نصف الإصرار وأبدنا نصف الرّغبة،
لا يغرنك السكون الذي طالما اشتاق إليه،والحضن الذي تطلع له ووقع فيه،أفضى إليه كل أسرار الخوف،تمرّغ فيه وزفر مباغضة.
كثيرا ما تحدثنا ذواتنا بأمور عديدة،فيها ما فيها من الأنانية ولهفة للأشياء الجميلة،تلك التي تتحين الفرص لتصطادك في دياجير الليل،تنقلنا من وكر ذاكرة إلى وكر آخر،وتنتقل بنا من ذكرى إلى أخرى،إلى أن تقف بنا حيث ذكرى ظننا أن فيها تحقيق لأحلامنا،فنتذكر اوقات طائلة أهدرت في غير وجهها،هل بقي فيها بقيّة؟
لن يكون أبداً كما نتمنى ونتوقع،فلندّعي موته إذاً.
تقول لك النفس: أيها المتسوّل مقعدا مستهلك أنت وعابر في حياة ملأى بمحطات عابرة،إن شئت خففت وإن لم فأبق متسوّلا عابراً تعدوك كل المحطات.
لم نفهم بتاتاً أن التدابير من شأنها أن تجتث الخللّ من الأصول، والذي أدرك ما ملك طاقة تكفيه السير بهذه التدابير حتى آخر النفق.
وجعك المشتق من فعلك، هو الخللّ،فإن شئت نهايته توقف عن فعلك.
وفي لحظات تأمل يشوبها شيء من الأمل ،لاح طيف ذكراك،ولكن،كل ما نحن بحاجته ،هو الإدعاء،أن ندّعي أنه ميت،ونقنع ذواتنا بما ندّعي،حتما سوف تميته الذاكرة!
أفتقد الأرواح الحقيقية.
مرمر القاسم
01-04-2012, 10:36 PM
تجاوز...
يتساءل وأتساءل في حرقة عن أسباب اجهاض حمل الحلم.
لا تسل ،فحين افترقنا كنتَ تعلم أن بين الجنبات ناراً تضطرم وحملاً يضطرب،لم تبالِ وفررتَ منك ومني.
هل رأيت حلماً ذليل النفس حزين القلب ،استثقل واستبطئ،أسبل أجفانه خوفا من العبث.؟ وإن تغيّرت الظروف فجأة وأصبحنا بلا مأمن،فمن يؤوينا إن لم نكن قد جعلنا لأنفسنا مسكن.
حين يكون السعي إلى ردم الفجوة وتعزيز أواصر المودة بين الأفراد في تفاني تام عن الذات واللذات،فإننا حتما سوف نتجازونا.
أرأيت..تهكم السنين،شربته من كأس شقاء طويل،فحين يبلغ منّا الشوق والحنين مبلغهما، فكلا اللذيذين حنظل.
لو تجاوزنا أنت وأنا حدود الفهم وآناتنا معاً..لكنّا الآن معاً،لكن أحلامنا من ورق مقوّى،بلله نفط التعب،فتهاوى على ذاته،ثم احترق.
وماذا يعني لو لعبنا..ماذا لو مارسنا طفولة متأخرة..ماذا لو صرنا أشقياء،ماذا لو مارسنا لعبة الاختباء بنصف عقل ونصف قلب،أخطيئة إن نحن حاولنا أن نكون"انسان"!
إذا خرقت القوارب..دعني أحب كما يحلو لي،وأموت كما يحلو للقدر..
تستوقفني قبل كل شيء تساؤلات لا يحتمل ايقاعها.
مرة أخرى بحثاً عن أطلال مغامرة،عن أثر الأماكن في الحديث،عن اكليل غار في مقعد الأمس،تُنْتَزعُ من لحظات غيهبة،لا تكُفّ عن تعكير صفاء الحاضر وتفاصيله،ليتها كانت ممحوة تلك الذكرى الجاثمة بصورها التي ترتدّ في زمنيتها على ماضٍ عصر دماء كرمة الرّحيل،
أبداً،تلك المبتزّة المتسولة على بابك،ماتت فاصفع الباب خلف روحها،كي لا تطاردك لعنة عاشقة حمقاء،لاتدرك من الدنيا،سوى أنها مارست الحب كــحق.
القلب المنهك حتى يتم تأمله وتناوله لابد من طرحه والتحديق في موقع الضربات فيه.
خطيئة نألم عليها بلذّة، وخطيئة قبيحة تقتلنا ندماً،ما أقبح الشعور بيتم الأماكن الميتة في الحديث.!
الشمس لا تشرق من جدار،وإذا ارتمى الضوء فوق حقول لا تنبتُ الأزهار،كذلك المطر لا يأتي بالسيول من وادٍ إلى جبل.
أرهقتني يا حلماً لا يفارق وسائدي ،كلا لم يصبح هذا الماضي ماضياً بعد!
وإذا كنتَ ترى في رجاء المحب كفراً،فإنني كافرة بالحب ذاته،حتى يثبت العكس.
مرمر القاسم
02-04-2012, 10:32 PM
في أواخر أيام الشتاء،في ردهات الأيام حيث نقيم فيها انعقادا يشبه انعقاد القمم،فيه يتم تداول الأمور الماضية والحاضرة وشيء عن الآت،
سنقذف من ربوعنا بعض المقيمين،ونجعلن بيننا وبينهم جدار وغى.
بعض الأصوات مثل غمغمة حرب،إذا سمعت كأنما كفر،وإذا قررت الصمت كأنما قتلت.
كـما يغمس الجرح بداء،كـذا مضارب عينيك،لو كنتُ أدري قبل أن ألقى عينيك تقتات الحروف،لمَا تعلّمتُ فك رموز النظر،فكلما قرأت فيهما جئت تمحو الضوء وتذيب لؤم الشوق في كأس علقم.
سوف يبعث النطق بعد حين،لكنه لن يأتي أبداً أبداً في حينه.
وإن جاء نكون تلقنا درسا في الصمت،وصرنا نتقنه بحرفة عالية،حيث لا ننطق بعد صمت طويل.
مرمر القاسم
04-04-2012, 10:00 AM
"بيني وبينك شجر البن ،حب الهال وزهر النوم،بيني وبينك تسع جبال ،عرب وصحراء وغيبة يوم،بيني وبينك ضربة رمح وفرس وسيف وهجم الصبح"
ليت محبرتي تفغو على نون وحاء ،هلكتني وحشة انتظار طمئنينة تجيء معه ولا تجيء.
من على الضفّة الأخرى متبلتع حاك مؤامرة ضدّ جبهتي،وانشق العسكر، تبارى الخطباء والفارون، تحذلق صلف وتفنن في استدعاء الذاكرة فانتصرت له رعيتي.
كم تمنيّتُ أن أعود يوما إلى وحدتي،لأجد منه حرف عطف تحنّى إلى وسائدي،مثل خيط أشدّ به تبعثري.
يرعى بيننا الجفاء أشواك الصّبار.
"اشتقتُ إليكِ"كانت لتكون كافية لتفتيت الصخر،وزمّ المسافات بيننا.
مرمر القاسم
06-04-2012, 08:48 PM
في البدء كنا،ثم صرنا روحا واحدة لأن العيون تخاطب وتستجيب،فتمنحنا غطاء المشروعية،من يقرر الفائدة والضرر؟
إنه الشخص المعني معتمدا على معاييره الخاصة كأداة لتقييم الأشياء والاحساس بها...هل تعمد أي منكم نسيان شيء منه هناك .... نسيت بعضي..بل تعمّدت نسيان كليّ هناك...
كان لقاؤنا الأول في الأثير،من حيث لا حدود للشعور،حيث تعجز اللغة،ويبطل فعل العقل.
كان هناك،كل ما أذكر أنه كان هناك.
مرمر القاسم
07-04-2012, 02:39 PM
نكاية بالجفاء سوف أواعيد كل المواعيد التي ترأّد الحدائق وتفيؤ الفناجين،
إن أنت مررت بالأماكن سوف يلتصق بك عطري حيث أترك بعضي في كل مكان فيه أقيم،وكن حذراً جداً إن أنت مررتَ بأخرى بعد مروك بي،لسوف يعلمن بأمر ما يخزنه قلبك.
نكاية بك لسوف أمر فوق الوريد أجتراراً وأجتز منك كل ذكرى،أقتلنك بها وأجعلن مكانك شيئا آخر لاشبهك ولا يذكرني بالبرد.
نكاية بالخوف الذي قادني إليك، لقاء واحد "رصاصة واحدة" قادر على قتل ما بقي منه في القلب،لن أدع لك فرصة تقرّبني إليك.
نكاية بالحب حرّمت الإيمان بوجود المحبين وبتفردهم بكلمات سحرية،احتجبت وأستترت عن لعنة السحرة.
مرمر القاسم
09-04-2012, 09:02 PM
دون منهج نتبعه في التنقل من مقصد إلى مقصد،لن نستطيع أن نبين كل جزء من أجزاء الوحدة،لذا فهي لن تكتمل.
ركلون المواعيد فعقروها،فأصبحت كأنما مجتلبة بأسباب غير ذي منفعة.
إلى أن أصبحت مشفقاً على من جافاك ،حنيّاً حانياً عليه ، رؤوفاً بيد غيابه الساقطة بالسوط على ظهر أيامك، توسلا إلى الله أن يهبه صحوة خشوع لثورة اشتياق،
ليس من المستطاع أن أحيط علما بفنون العذاب.
فقط لو يغدو بك رحيما،أو يرفعن عني سوط عذاب.
مرمر القاسم
10-04-2012, 04:27 PM
كلما قسوتَ وأوجعتَ،فتذكرتُ أنني مثل زوربا أتجرع كؤوسا مفرطات ،حتى إذا ما امتلأ جوف الخواء كرهتها دفعة واحدة.
من هنا ينتهي عقد الرجاء،ويبدأ عقد جديد،يستجد فيه صوت السوط الواقع على رقبة الانتظار،ويصلب فيه الوقت إلى جدار جلمد أصم أبكم، نبدأ ماذا نبدأ....؟
نبدأ نسيان برد شتاء عابر مع نيسان،ونبدأ ،نبتدع حكاية جديدة ،ليست مثلها حكاية،ولا جسر يمتد بينها وبين الجاهل بأمر القابع خلف جدار ،يبتلعه إلى دوامة حلزونية تظل تدور وتدور وتدور إلى أن تقذفك إلى موسم نسيان آخر،وكأنما ما كان ولن يكون.
أحببتك ملء الهمس،ملء عقلي المفرغ إلا منك،ملء مملكة حجبت عن فضائها الهوائي عن أنفي كل نسيم لا يحمل عطرك.
أما الآن وضعتها في زورق فتنسّمت وفكرة واحدة تنتعل عقلي وها قد بدأت بالسير به نحوها.
مرمر القاسم
11-04-2012, 04:21 PM
كي لا يسرق فرحي،تعال قبل موعد الفجر،أو قبل أن يزورني السهر،حتى تسنح لي فرصة أن"تفاجئني "وأحفل بك استجلاءا لبعض مفردات لم أقلها بعد، وحتى أفرح بك كما يليق بوليد سقط أرض قلب عطشى لرائحة الدم،وصوت يجيء وإن جاء صارخا صاخبا،وإن.
يا أنت ،يا من لا يشبهك في الأرض حي،قد بلغ مني الشوق مبلغا،يصيخ بي موعدك،فيستجيب لك وله حنين مخادع،يوهمني بأسراب حمام يحملن إليّ حفنة تراب مررتَ فوقها،بحذائك الحافظ للمواعيد،فكُفيت.
عمري الأربعة وثلاثون تفاحة قمرية توضأت بنور القمر،احتطبته لك حزم شوق،حتى إذا ما جئت أوقدتها لك نارا،
حينها سوف أعرف حقيقة إن كنتُ أنا أنا.
مرمر القاسم
22-04-2012, 09:00 PM
فهمت فهمت، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة غامضة،أدركتُ إذ ذاك أنني جاوزت حدود المرأة واعتديت على واجبات الأنوثة،فرأيتُ أن أعتاض بالصمت عن الاندفاع في اللمس أو الهمس.
وحدنا لمّا فرغنا من الانشغال بالاشتعال طفنا في كنان الخاطر نفتش عن حلم علاه الطحلب،بحثنا عن ثغرة ندخل منها في سبات عميق.
أومأ لي الأحمق جدي أنني غامرتُ على النعاس فاستغرقتُ في يقظة.
أومأ لي، وكأنني لستُ حفيدته الحمقاء!
يا جدي ليس أشهى من رجل وامرأة يقظة كل حواسهم يغشاهم النعاس.
مرمر القاسم
23-04-2012, 04:24 PM
تساقط يا آخر العنب،مثل الندى إذا ما تساقط على أعناق الزهور ذلّلت له وانحنت.
رافقني حتى آخر الممر،حتى آخر العمر،حتى آخر الليل،حتى أواخر الأشياء كلها،فما بين ضلع الخلف وضلع الجنب سكين نخرت آخر الأضلاع فوجب مواجهة الرحيل بصدر مكشوف ووجه لا ينباش.
لا تهمّش ذكرانا فليست عادية أبداً،ولا عابرة قسرا في الحشى،آنست أرواحنا ووجدنا ضمنها مراكب للنجاة.
حين تسفر ريح هيف أوراقنا وتقول: حرصا منها على نضارة الذكرى.،يتغلغل البرد في عظامي لأن الكذبة أعظم من الحرص، والهيف يجفِّفُ كل شيء.ناولني معطفي أشعر ببرد السفا وقبائل شتّى أذلّة تلهث خلفنا ضامرة لنا ضيم.
مرمر القاسم
24-04-2012, 07:29 PM
يأخذني الحنين إلى الجدار كلّما هبّ الهوى وحطّت نكهة الهال.
تجري له الطير كلّما في نافذتي أطلْ،وكلّما أدرتُ صندوق الموسيقى ترك العطر احتجاج الجوري والفلّ.
يا وفاء التراب للأجساد،ووفاء الآثار للأصحاب ما بيننا مسافة ألف شهقة وتوجّع،فلا تلوي أعناق الحنين ترفق به وتلطف لعل يأتيك منه قبس.
لستُ محاربة،ولا أجيد فنون القتال،لكنني أتقن أفانين اغتزال الشوق،إذا ما فاض وأغرق وسائدي غزلته أغطية تدركني في الشتاء.
التَوى وبقي مذاق العشق في فمي،فسّره لولاء الصنوبر للغابات إن أنت استطعت.
مرمر القاسم
25-04-2012, 09:01 PM
بين فكي الليل والحنين لا أتذكر إلا أنت،
ما عادت تحتفي بي قمم الجبال إذا زرتها بمفردي،ولا الشاطئ يُقَبّْلُ أطراف أصابعي إذا جئته أحتذي خطى ما مرت بعنوان موعد مضى،يرمقني بنظرات الحسرة،يتصدّرُ زاوية ألم فيوقعني في فخ أسوء من عقوق القلب،فلا يؤوب قلبي الحصين ولابوصلتة تدور باتجاهك.
برغم تذكري هذا اللحن لا يدغدغ وتر اندفاعي ولا ينازع ميتا في قبر.
مرمر القاسم
25-04-2012, 10:01 PM
ألسنا أشد قسوة على أنفسنا من غيرنا علينا؟
كم تمنيتُ لو أستطيع أن أكون أنا كاملة،كي أقول الحقيقة كاملة دون مواربة، وكي أمارس الحب دون الاكتراث بألم النهايات المرتبة سلفاً،
لكنني ابنة أبي،ذاك الذي كان يسافر كثيراً،سرقته مني الدروب،وحين عاد عاد بنصف أبوة ونصف ذاكرة خالية مني، وكم أكره أنصاف الأمور،حين كبرتُ،كم تمنيت ومازلتُ أريد رؤيتي في عينيه،تماما كما كنتُ أراني عندما كان يعود حاملاً إليّ قصص الأبطال وقطعة قماش بابلية،تماما كما لو كنتُ طفلته المدلّلة.
لكنه عملّني أن أحترف الصمت كلّما سافر،كما علّمني بأن لا جدوى من تكرار الطلب"ابقى ،لا تسافر"
مرمر القاسم
27-04-2012, 10:54 PM
حين أعود وحيدة فارغة إلا من أثر أصابعه التي مرّرَ ما بين العنق وحافة التّرقوة،
فتتقافز القُبلُ، تتشاجر معي قائلة،هنا تركني،وهنا أرخى على الوجنيتن همسة فاخرة بعطر الغجر،هنا قبّلك وألهبك،هنا وهناك،وتقولين عائدة وحيدة،قبّح الحب أمثالك،يا ناكرة لهيب لهفة وشبق فارس العرب.
كان هناك يُصلّي،الفرض وسنّة العشاق.
منذ عنوان المشهد الأول عرفتُ أن مؤامرة عشقية تحاك ضدنا،لكنني وبرغم معرفتي ويقيني تركت الحرية للمتآمرين مساحة ألف عام مضى والفا أخرى مستقبلية،ربما تروقني فكرة الموت أسطورة.
لذا أيها الأزف إنني أحذرك من الإقتراب منها،هذه ملحمة ،إن تجرأ أني أعدك بدق العنق،هي حبيبتي وكلانا نحبه.
عندما يسقط الضوء فوق الأجساد،قم توضأ لأداء صلاة الراحلين،وفي الدعاء بلّغ عني الملائكة أنني هنا أنتظر،ثم هاك قلبي به تسحّر،أبرق إلى الحناجر أن أدركوا أن أقصى ما سيتم القبض عليه"محبرة".
مرمر القاسم
29-04-2012, 04:39 PM
أخاف أن أهاجر إليك فأجدني كالريح أعصف بالخطايا ،وكجور الليل بالوحدة أقاتل.
أفهمتك أنني لا املك أجرة تصفية الأمر بمفردي،ثم أوضحتُ لستُ أنا،هي ورجولتك،فعلا كل شيء بمنتهى اللباقة وخرجا من اظفري،هذان شقيان يتقاتلان في كبدي، إذا حانت لحظة الاجترار،رغم أن مساحة الاقتراب لم تتجاوز عُشر اشتهائنا،وأنا وأنت لسوف ندفع فاتورة المغامرة.
من ذاكرة الليل تتلمس حقيقة الاقتراب،ليست بالضرورة رغبتنا في تناولنا، وقد نصير كمن يلتهم كمية مفرطة من حساء ساحرة،ومن لا يمكنه فضّ الشجارات بيننا،لا يقدر على عراك حمم الاشتهاء.
لجأ إلى جذوري لم يكن ينتوي اقتلاعي إنما الإنزراع إلى جنب الجذور،ثم يقاسمني التراب وماء البئار.
هب لي من لدنك عشقا يؤنسني فيؤمنني من رّماح عواذلي
ربي إني ظلمت نفسي إذ أحببته،وإذ على نفسي قسوت وإذ تركت باب الشريعة فلم يتغيب في إسقاء الهجرة. فهل من باب مفتوح إلى توبة من الحب؟ رحماك ربي إن الحب في الأرض علا وتكبر،فظلم من ظلم وجار جوراً،رحماك ربي إني نفسي ظلمت.
في مكان ما لازلت أحمل لك أنفاسا من تلك الدروب الوعرة،في غابات النخيل وحفنة من الدّقل.
ليس من حق من يعلم أنه يوشك على الوقوع في جريمة أن يجيء لاحقا وبعد وقوعها يدعي توخي الحذر،وفي الحقيقة إن فعلته تصغيرا.
سوف تحملنا رياح الغرب إلى حيث لا سهل ولا غابة.
ولسوف نلتقي ربما مصادفة وربما مؤامرة،لكن بتأجيل مسافة نسيان.
مرمر القاسم
30-04-2012, 12:31 AM
فنجان قهوة وفكرة،أجمل ما قد تحمله في النهايات المحتومة،كافية أن تمنحك عنوان انتظار تعيش فيه بدءاً من الآن.
تخيل،لا أحد يعرف اسمه ولا من يكون هذا الشخص الذي منحك عنوان فكرة تركها على طاولة إلى جنب منفضة سجائر امتلأت انطفاء،ثم مضى وحيداً،!
ثم تذكر بدقة لماذا تسأل هذا السؤال،وتمنى ألا تكون خسرت شيئا يضعه المغفل في حساب الغياب.
جرب ألا تضمني إلى قائمة المسجلين في عداد المفقودين حتى لا يحضرك الفقد.
مرمر القاسم
01-05-2012, 11:22 AM
في خطو على ايقاع الخطر أكتب إليك كتابي هذا لأجدد بك عهداً، فأنت أثمن علي من أشياء ما كنت لأبيعها ، إنني على باب خطر أخطو وفي القلب عذوبة اللعبة وشراستها، سعادتها وشقائي، فلا يغررك تقلّب القلوب، ولا ضلال خيبة، إنما كتبت إليك لأن لك عندي إثر يقصّ الأثر، فإن كان الذي ذهب من قلبك أبقى لك مني أثر، فأقبِل إليّ وخذها كاملة حتى لا يدركها من الشقاء ما أدركنا من قبلها.
أتممت القراءة حتى إذا ما نظرت إليّ رأيت!
مرمر القاسم
02-05-2012, 12:33 AM
تأثير جمال الغابات على الناظر إليه أكبر من تأثره بالنظر إلى الحدائق المعلّقة،وجمال الغجرية يسلب الناظر البصر ويبقي له مساحة خيال،بينما الناظر إلى امرأة تجمّلت وتهندمت يسلب الخيال ويبقي له البصر،فإذا ما غابت عنه فقد ملامحها وبقيت بعض صور فاضحة.
كذلك الحب إذا هذّب وشذّب صار مثل تمثال برونزي ،نقف إزاءه فقط لالتقاط الصور.
تعال نقشّر قشور الشجر،فلا شيء يعادل لذّة تجيء غفلة مثل وعكة ترديك قتيلا، تعال نمحو نصف الألفية بالقُبل،ونجزم أن لن تكون ألفية ثالثة،تعال ندّعي حد العناد أن ألفا وخمس مئة عام مضت كذبة كبرى وأن الزمن بدأ هناك في يوم ما كان للريب فيه مكان،جمعنا في أبدية سرمدية تظلنا بظل الأثير وربما يكون الأثير أنت...
يا كثير الغياب عن من كثر الشوق لديه جاءك المشتاق يرجو لقاء عن شوق،وأنا الضيف وللضيف جزاء، دافعتك شوقي حتى عييت.
إذا أحببت دع عنك أمر الأناقة واللباقة واللياقة،انسى ولو لحظة من هو ومن أنت.
ما يعنيني هو بداية النهاية ونهاية النهاية،وما بينمها أنفقه فيما وحيثما شئت،فمن عندي ليس ذا قيمة تصرف،نوباتك الكسلى تستدرجني إلى حيث لا أرغب،وأنت تعلم أنني لا أبخس الأشياء حقها،وهذا الريث مثل الرصاصة الباردة،كما الموت البطيء ،تارة تقول:هاقد حضر ملك الموت،وتارة أخرى ترتدّ إليك الروح لتقتلك من جديد.
ليس في الحب إبطاء وتسريع،إنما هو الدّفع بالتي هي مكر شديد،حنكة فروسية وكيد نون.
مرمر القاسم
03-05-2012, 08:13 AM
سِر عِرض الوقت وانصب شباك لقاء على حدود شفاه لا تخضع لقوانين الجاذبية،وتجرّد من اشتعالات الشهوة كي تكون قديسا في محراب الطهر.
ضمّ رعشة الكلمات من فضلك كورها تكويراً لنتوج بها الشفاه،نلقّنها الهمس تلقينا،
اختلس نظرة على يمينك وسوف أغض الدهشة إلى جوارك،لا مفر من اشتباك النظر حين يمطرنا عشقا خرافي الحلاوة كـــحبات سكّر أحمر،انثره على جسد الحكاية ليظفر بك وبي.
حاصرني بكل الثائرات العاديات تهيج اشتياقي ويقدحن قدحا أشواقي،حين ترى ناري توسّط بي جمعا.
صباحكم فنجان مشتهى
مرمر القاسم
03-05-2012, 02:34 PM
هدب كسائي كيفما هدبت النخيل،إذا لاحت الظلمة في الأفق تدلّيتُ بنظري حواليك.
فغداً تمضي كما مضت ذكرياتنا الظمأى،لم تُبقِ في أكفنا مغفرة راثية.
انتحب،حتى تطلع الشمس من مغربها ،فإن الذنوب تنتحب انتظاري، ويا ليتني من بعدك ما رأيت رحيقا مذنبا.
إجعل فؤادك إناءا،ضع فيه كل جرح،كيما ضاق اتسع فأحتواك.
مرمر القاسم
06-05-2012, 08:46 PM
لا أبالي بما كان من غيرك،فأبسط نظرك حتى تتوب العين عما أساءت،
فليس كل الحطأ سواء،وامنحني عبق السنديان،لنقف عند التلّ نحصي اللحظات الغابرات،تأبطنا كسل الميم على امتداد السين،وساعة الموعد غدت باردة برودة الجليد،في دقاتها النحاسية تحديق ويد كــالأساطير تمتد ولا تطال.
لن يلبث الحلم الهزيل حتى يرقد بسلام.
حين تنتصف الأشياء ندرك قيمة الآتي وحسرة على ما مر دون ادراك،فنحسر العمر ما بين فكي الانتظار"الآتي"وحسرة"الماضي".
لابد لنا من التوقف عن الانشغال بما لن نقبض عليه أبدا،حتى ندرك قيمة ما نحن عليه.
أطل عهد جديد وأصبحت الأماكن ناطقة،حتى أولئك الذين في أشد حالات الحذر والتوجس فقدوا امكانية التعبير أمام نطق الأمكنة.
إذا نطق الحجر وأخرجت الأرواح أثقالها فإن ثقلك في الروح يعاد أثقالي كلها،وإني ببعدي عنك لكفور.
هل أخبرتك،بعض السكر حلال في عينيك إذا ما رافقت الكأس نظراتك الرغيبة،وإذا ما عصف بي شوق فوق العادة، حلال حلال،ومحرّم على من لا يتقن فن ممارسة الحب نظرا.
إذا نطق الشجر وجيء يومئذ بمهراق الدّم،فتذكر وأنى تنفعنا الذكرى.
ما قلتُ انتهى ولن أقول ....معاذ الله أن أقول...
مرمر القاسم
08-05-2012, 08:50 PM
سنين عمر مطوية في صندوق أحكم ربطه بخيط أمل حد الوجع،فيه هلع وعربدة مواعيد مؤجلة،أصابه الطحلب.
استحضرت صعلكاتي وحماقاتي خصوما للنصيحة إذا ما ارتميت فوق صدرك العاري إلا من
سافرتَ بي إلى طيّات عطرك تراودني عن نفسي فأنساق وراءك أمزق الأستار،أخترق كل جدار علني أصل إلى قرار أعماقك،غير أنك وبعد جهد كبير فتحت الصندوق حاملا بين طيات ذاكرتك شظايا،مافتئت تنغل في الرأس ليل نهار لتجدني هناك.
ما وجدتُ في صندوقك إلا درراً كعين النبع الوحيد، لم أجد إلا تراتيل من أحمق تداعت الكلمات بين يديه،كلي منساق إليه كــسيمفونية تعزفها القلوب لايعرفها إلا الراسخون في البؤس والحاملون لجين التعاسة على امتداد أرض مذأبة،كيف لك أن تحاول بعد أن هجرت أرض الذئبة،تاركا لي صورة أنيقة بلون الفقد لتذهب بحثا عن خيبة أخرى تضاف لقائمة الإنكسار،كيف يا أنت تبحث عن قبر بعدما كفّنت الوطن.
فقؤوا أعيننا فكيف أكافئهم؟!وكيف لا أخشى الصحو إن أنا أيقنت رحيلك!
لعلّ الصعوبة لن تكون في ايجاد البديل،بل في البحث عن شبيهك.
مرمر القاسم
12-05-2012, 11:29 PM
يهمني القبض عليك ومحاكمتك محاكمة عادلة ليست ذات عوج مما كان لك من نفسك من نزواتها ومغامراتها ما أكلته منه ولم يك لك منه الشبع..
ياإلاهي كم أحبك!!،مازلت أسمع صوتك فتحتضر أوقاتي.
من الذي يجرؤ على القول أن السهر ينتهي بنتهائنا عند عتبة شقّة أو بوابة؟
لا السهر ينتهي ولا نحن، إلا بانتهاء شروطه وشروطنا،إذا بقي في كؤوسنا بقايا رشفات،وإذا طال سدول الليل ولم يأتِ الفجر بضيائه،فإن السهر ما انتهى وإن ما كان هو سهر مبتور القامة،وضبح عنق موعد منتظر.
تبا لنا تب..كيف شوهنا بحماقاتنا أجمل الذكريات دون إدراك!
دعني أجاهد فيّ حتى أغلبك أو تنتصر لي.
لا يعجب أحد حين أقف مشدوهة ناظرة إلى داخلي،ضع يدك في أذني وأغمض عينا على وجه الصباح الرقيق،سيبدأ الزهر في الغناء،وأسند رأس الفكرة إلى نوستالجيا حزينة.
عد قبل أن يبرد الحساء،لا أريد لوجه المطر الصهب أن يغيب عني.
على حوافِ شفاه كأس على وجهين نموت قرب تحطم زجاجة عطر،عراة إلا من وجه الأرض وأنشودة،ويكفينا.
فاجأني عطرك كــقبلة موت فدخل في عيني،وسافرتَ بعيداً في ثلاثة وأربعين آية ما غبت عنها لكنني متتُ فيها،
فررتُ منك حتى لا أحمّلك مؤونة صعلكاتي وذاك الخوف المتمرس على بابي مثل أوابد الوحوش،أويكفّننا الزجاج يا أنت؟ لا تذهب بعيداً كي لا تصاب بالمنفى،إنه الداء بلا دواء.
مرمر القاسم
16-05-2012, 11:24 AM
بعد الرحيل إن عدت ومررتَ بالحي تلطف بحجارة الرصيف، خطاي ماتت هناك تطارد عطرك الجبلي،
لعلّ أركان الحب تقتضي إتقان استخدامه،فإذا أسدل عليه ستارا من مفارقات كبيرة فلا أبصر ولا رأى ولا طال.
صحيح أن بتر عضو من أعضاء الجسد يخلف الألم،لكن الأمر يحمل أكثر من ذلك بكثير،فتصور كيف تعود بذاكرتك إلى ما قبل البتر لترى كم كنت ناقصا بكامل أعضاءك وغدوت متكاملا متساو مع جراحك.
مرمر القاسم
19-05-2012, 06:29 AM
قديسي المنتصب بقامته عاليا متسنّما مكانته لدي مثل سحابة تسنّمت قمم الجبال،زرّر أكمال الذكرى علقها على مشجب في سكون الصمت الجنوني ورحل.
تصل إلى مسامعي موسيقى آتية من شرفات البحر البعيدة مرافقة صوته" أين أنت يا دفئ حيفا..مؤلم هو الشوق أكثر مما كنت أتصور..كأني أتوق إلى ضمك ...تأخر ردك و آمل أن تكوني بخير ."
هبط الغسق سريعا،فهرعت الذكريات إلى مآويها قبل أن ينتشر عطره في ظلام الليل ليزداد الليل وحشة فتضمر الأحلام منها خوفا.
ظلّ الخوف يكمم أفواه اشتهائنا إلى حين لم يعد بمقدورنا السيطرة عليه،وها هي تفتح من تلقاء نفسها تبلل بريقها لحى الصباحات الدافئة،وها صار حجم الصراع بيننا أضخم وأكبر، حين لا تعانق يديه شيئا كما تعانق عينيه المسافة بيننا،يتهامسن دقيقة دقيقتين،يسكبن العطر فوق الجرح ويعدن هاربات إلى عمق الوجه خوفا من احتراق.
مرمر القاسم
21-05-2012, 03:02 PM
الليلة سوف أبايعك بيعة رحيل وأعلم يقينا أنني بذلك أقتل كل الاحتمالات في امكانية العود، لكنني أربح ربحا كبيرا حين أعفو عنك وعني من أخطر احتمال ، أن نسقط فريسة الحنين ومسؤولية الانتظار تجاه ذكرى كانت الأجمل على الاطلاق.
حتى نميّز مراسم البيعة سآكل الليلة حفنة سكّر وسلّة شكولاتة، سوف أشرب نخب الرحيل ركوة قهوة ونصف الركوة دفعة واحدة،فإن قهوة المغادرين تعادل كأس نبيذ مثلّج ونصف زجاجة براندي حتى نعطي يوم الرحيل بعده الخالد.
ذاكرة الأرض يا رفيق تحفظ أثر الخطو ألف عام على قدره وعدده ،وأنا أحفظها مسافة سقوط واندثار على بعده وقسوة ثقله.
مرمر القاسم
24-05-2012, 09:10 PM
ذهبتُ وعتمتي والجندي المجهول علّقته على غرّة السماء.
هناك صورة واحدة متكرّرة،تأتي معبأة بالعساكر يبدون مثل سكاكر الحلوى لكثرة عددهم،هناك صورة واحدة متكرّرة،سيل رصاص وانفجار القذائف مثل فقاعات الصابون،صورة واحدة متكرّرة، دماء أغرقت الشارع حتى طفح كما دوامة وسط البحر تظل تدور وتدور وتدور إلى أن تملأ خواء الحفرة،صورة واحدة متكرّرة،عيناه وقبري.
مرمر القاسم
28-05-2012, 08:46 PM
حين يتساقط الحب مثل أوراق الخريف على الطريق،حين تتسلق أشجار البسفلورا حوائط البيوت وتمتد إلى الشارع حتى لتظن للحظة انها تنتوي ابتلاعك كما في أفلام الرّعب،راقب سلوك الشارع وافرض عليه غرامة ضبط الوقت، لسوف تلحظ الأشباح وهم يمسدون بنظراتهم المرعبة أعشاش العصافير ويجمعون التوت الساقط أسفل الشجر،لم يعبِّورا كما لم يعلنوا عن كل ما دار في أذهانهم،بينما يلعنون الشارع في تحسسهم،
حين يغتسل الشارع فتتصاعد من التراب رائحة أول المطر،حين ينفتق الضوء من بين أغصان الشجر،ويغدو الشوق غذاء للطيور الجارحة،حين يدفعك الجهل بالحب وبالبرد إلى زقاق مدلهم يعطّل الوعي،
تأمل الشارع على ضوء مصباح عجوز شاخ وهرم،تهجأ تعابير المصباح وتوقف عند تعابير الشارع قليلا،حينها تزداد الصورة ترددا بغير انقطاع وتعابير وجه الشارع لم تبتر من ذاكرتي،ولسوف تحس إحساسا أقوى بما تقوم به أشجار البسفلورا،ولتعلم أنني حينها والآن أحبك أكثر....
هل عرفت الآن كم أحبك؟
ربما لن تعرف أبدا.
وجدت أن علي ترك الشعور أن يبحر في الخضم دون أن ينحرف أيّ انحراف ودون أن يجاري أي جفاء أي مجاراة،ما دام القلب كــالسفينة يحمل كل هؤلاء الأحبة وأن سلامة الشعور تقضي برمي جزء من الحمولة في بحر ماض.
كنت أتمنى ألا يكون الأمر بهذا القدر من الأسى،وتمنيت ألا يقام الحد بهذه اليد.
كيف أشكر لك...حقيقة وبصراحة واضافة إلى فقدان الأدوات واللغة فقدتُ فمي.سوف أعمل على ارسال قوافل الزهر من هنا من حيفا إلى حيث أنت وأكتفي بهذا كــحد.
مرمر القاسم
03-06-2012, 12:08 PM
إذا ما توحد الخوف ومال الألم عن انتصاف البكاء انتحب فلا شيء يعادل وجع صباح يجيء ولا يجيء،كأنما مر لا هو أدرك الشمس ولا هي كادت تضيء.
اذا ما سرت بالنظر لاهثا خلف مواكب جنائزية انتحب قبالة شواهد الموتى ليتوبوا ويؤوبوا إلى رشد أولي الألباب،وتقفّى أثر الحاضر ولا تمهل الغائبين فلهم ما اقترفوه ظاهراً وباطناً.
لا تكدّ ولا تتعب،هلمّ إليّ نضرم نار الفراق حتى إذا ما اشتعلت أحرقت يباس الشعور فتمطر من بعد علوّ الدخان لعلّ يخضوضر الإحساس.
مرمر القاسم
08-06-2012, 03:21 AM
مثل حبات كريستال أنثرها حفنة حفنة في فضاء زجاجي لا يرى،
تخيل معي كيف يكون انعكاس ارتطامها بزجاج المرايا وكيف يسمع دوي سقوطها إلى أرض افتراضية!
هكذا هي الأحاسيس التي توحي بالمجيء ولا تجيء.
مرمر القاسم
10-06-2012, 10:17 PM
مثل شبح يأتي قبيل الغفوة بلحظة واحدة فقط،وقبل القعود يحرك يده في أول الأمر حركة من لا يبالي بالأمر ولا يحفل به،ولكنه لا يلبث أن يقول أخيراً: كنتما قد اتفقتما،انفرط الماضي وتلاشى الوعد.
ثم يرحل تاركا أصداء خطاه المرعبة،يتركني في الليالي الظلماء غارقة في الملل والضّجر،أجلس إلى كتاب أقلّب صفحاته الأنيقة تارة وتارة أخرى أحملق في سقف الأفق الهادئ بثيابه الممزقة ومع ذلك يفرحني مشهد الظلام وأستعذب العذابات وما أجد فيها من منغّصات ،لأنني أعتقد أن كل منغّصة إذا ما بلغت الرّشد هي مُساهمة في تدشين لبنة لبناء فكرة جديدة.
مرمر القاسم
19-06-2012, 07:40 PM
جغرافيا
هَلَّ بندى عطره في صحراء قبيلة الحمقى،قاطعا كل الإشارات في خط استواء مارا ببساتين البرتقال وجز التوت، هابطا شلال اللهفة بمجداف رمل.
سياسة فيزيائية
مهجة القلب صعدَتْ من أعماق المحيط إلى أن بلغت أثير روحك فوزّعها بالتساوي على الليالي،ولها الحريّة إن كانت تريد الرحيل إليكَ،فلستُ أملك من أمرها وليس لي عليكَ سلطة.
مرمر القاسم
04-07-2012, 01:11 AM
مازلت أنا ما تغيرت،أكاشفك الحقيقة بفوهة البوح بكل مصداقية ممكنة،فأنا لست أشبه غيري،ما قلّمت أظافري لأنمّق اعترافاتي بأساليب الكيد المعسول،لا أطيق تعني لا أطيق،لا أحب تعني أكره،وأحب تعني أحب.
يا لشوقي المتمرد ما أوقحه أضاع اعترافاتي سدىً،طمع السادي
وجفّ ماء عيني.!
كم تمنيت لو أنك كنتَ بمستوى حمقي اللفظي وجرأته.
مرمر القاسم
09-07-2012, 09:04 AM
كما عود قرفة مغطّس بفنجان شاي صباحي،كما نرجس الشتاء ناصع البياض بلّله المطر قبل فتق ضوء القمر،كما تهليلة جدتي في مسائية صيفية،كما عودة غائب فُقد الأمل بشأن عودته.
ارسم ثلاث خطوط مائلة تربط بين ثلاث أركان من الروح المحلقة وبين نقطة التوثيق،وبين الحين وآخر حرر الخيوط قليلا،ثم شدّ وثاقي،فإذا ما فَجأتْ الجاذبية روحي فتق النرجس في أعماق توثيقي.
مرمر القاسم
15-07-2012, 07:48 AM
ذاك الضّم،مثل عطرك الشقيّ،مثل صعلوك الحانات تفوح منه رائح الخمر،يعربد في ياقة قميصك الأزرق والأبيض،كلما اقتربت لأهمس في أذنك"بحبك" ثار واشتعل كإني به يدفعني إلى هاوية الشبق،
ذاك الضّم عربيد في الدّم،كما الحشرات المزعجة تحط على جلدك تمتص دمك بشراهة،ثم ينتزع ذاته بعد أن يحقن دمك بسمّ العطر.
ذاك الضّم ذاك العطر ذاك أنتَ يا قصي في الدّم.
مرمر القاسم
18-07-2012, 01:34 AM
تعيسة هي اللغة التي لايمكنها وصف سطوة عطرك،وما أتعس محبرتي هذا المساء الذي غاب فيه الأديم، فرغبتُ في ايلامي أكثر،أرسلتُ يدي إلى الصندوق الخشبي في غفلة من الضوء،وإذا بها جلبت الزجاجة ودلقتها دفعة واحدة في وجه الورق. يالله كم أشفق على الورق منك ومن عصبة موالين للعطر.
من بعده،في أي ياقة قميص أهمس،بحبك.؟عليك الرّحمة كلّما تطاير الشوق،وكلّما طفل كبر،كلّما اهتز حبل غسيل لمراهقة يغازلها أبله،عليك الرّحمة، كلّما تذكرتُ أنني مسحوقة بالكامل ويخنقني العدم،عليك الرّحمة،وكلّما ملأت سلال التوت،عليك الرّحمة،كلّما أصبح وجه الصبح الطازج أكثر إغراءً من فنجان قهوتي،وكلّما شربتها دون لذّة عليك الرّحمة.
كلّما انتفى الخط الفاصل بين البقاء والرحيل،عليك الرّحمة.
مرمر القاسم
20-07-2012, 11:17 PM
"عيونك آخر آمالي وليلي أطول من اليم"
أقصى الآمال في عينيك،وليل الإنتظار أطول من اليم،تباً مفارقة رهيبة،ترعب لمجرد التفكر بدقائقها الحلزونية،وتدهشني إذا جعلتني في مواجهة مع حقيقة تطلّ عليّ كوميض يلوز بي إلى عينيك.
مرمر القاسم
21-07-2012, 04:48 PM
جميعهم لديهم أطفال أنجبوهم،إلا أنا لدي طفل كبير ينجبني طفلة كل يوم.
مرمر القاسم
22-07-2012, 10:13 PM
لاحقا. . .
بينما كان يرفعني فوق أرف الذاكرة،خرجتْ عليه قُبلي،كانت ما تزال في أكم القميص،أغلق الأبواب وراءه على حذر،وفي غير ضوضاء هبطتُ إلى الوسائد وانتشرت في دائرة صمت ثقيل فوق سرير الأمس.
مرمر القاسم
22-07-2012, 10:54 PM
كُنتَ هنا اليوم،كُنتَ هنا هذا المساء أقرب إليّ من ذي قبل،كُنتَ هنا.
لم أخبرك،لكنني أعْلَم أنك لَستَ أنت من غادرته قبل الأوان.
كُنتَ هنا بطيش تبغك،وبشقاوة عطرك،وغباء يديك،كُنتَ هنا.
قاتَلَتني يدي،وأصابع الميم الساكنة،وحرْفُ مدٍّ استَوجب أَن يكونَ ما قبلهُ مضموماً،تاركاً آثار أصابعك حول عنقي.
كُنتَ هنا لكننا لم نشرب القهوة.
مرمر القاسم
28-07-2012, 01:32 AM
امسح عن الأخاديد تعب الزمان حتى يتبلور بين يديك قلبي وأصير أنثى وحيدة أدور في مدار أفلاك بين ذراعيك،كأنني كوكب من بريق عينيك خلق ليكون لك النظر،كلما ابتعدتُ أو حاولت الإبتعاد،سقطتُ في كفّ عذّبت لذيذ اجتلاب.
يليق بك إكليل الغار.
مرمر القاسم
29-07-2012, 10:10 PM
سألني الأخ الأستاذ فرح عوض أمس"من تخاطبين.؟"
هو الذي إذا كان لي رجلا كنت له أنثى.
إذا ما مر بي اسمه ارتعشت أوصالي، وإذا ما غاب عني حينذ التف حول عنقي حبل من نار.
إذ ما جاء المساء ولم يمر بوسائد اشتياقي غادرني النعاس حتى يرضى.
هو في الشتاء موقدي،وفي الصيف برد الندى،هو سيدي وسندي،معه عزّتي،وبه أشدد عضدي،وفي غاباته أعلن توثيقي واحتراقي،رجل يشبه الرمال في الحضور والغياب،إذا حضر أربكني وعمي بصري،وإذا غاب،صرت كما خرقة معلّقة على غصن عار إلا من بقايا القُبل.
إذا أردت اسمه كما ذكرت في لوحتي"عند انتصاف التردّدِ أقطع اسمه آخرهما يشبهني جداً جداً.
هو قهوتي السمراء وقطعة الشكولاتة الأخيرة في جيب انتظاري،عطره وحده يشنقني،فكيف بكفّه تصفعني إن أنا اخطأت،ولا بأس بتأديب وتهذيب،لكنه يعلم أن السيادة على الأناث لا تكون بصفع الأخاديد لذا لم يفعل قط.
له حضور يشبه قامة الجبال،وله قلم يقض مضجعي
لا أحبه مثل بعضي،بل إن حبه كلي،لأنه يحملني محملا كليا ويضعني موضعا فرديا.
إذا نادى عليّ نادى بصفاتي مدللا وبقدسية مكانتي لديه،قد يوبخني ولكن بيني وبينه،أما مكانتي فلا تنازعني عليها إنسية ولا جنية.
وهو الذي مذ عرفته صار الكون أجمل،كأنه كرة بلورية أسقطها القدر بين يدي.
قد تجدني أدفع به عني وأدافعه جهادا،خوفا عليه من نار اشتياقي،فكلما نظرت إليه خفت عليه من عيني تحسدني.
ذاك الذي أخاطبه لا يشبههم،فقط إذا ضحك رأيتني.
مرمر القاسم
30-07-2012, 12:48 AM
يا أنت من يشبهك سوى السحلب،ذاك الشراب الناصع البياض اللزج المرشوش بالقرفة والجوز الهندي،ذاك اللذيذ في الليالي الباردة،إذا بدأنا به لا ننتهي إلا باندلاق آخر قطرة.
هاكَ سلّة التوت وحبة جوز بري،وبلا لاء.
إلى أين المفر وأين المستقر،ياويلتا إنه يتربص بدمي،إذا فرّت نبضة أوقف قلبي،وإذا استبان مستقرها صعق القلب بقبلة ملء فمي فأحيا فيّ النبض واحتكره إلى الغياب.تبا له كم يشقيني وأحبه.
ويل له إذا وقع فريسة بين يدي.
اللهم اجعل لي إمرة على جنيّ،يأتني به أو يأخذني إليه،ثم أجعل لي آية ألا تراه النساء من بعدي.وإن رأينه متن غيظا إذ أنا حبيبة السحاب ليست غيري.
أمسك عليك ثيابك،إني عزمت إليك الرحيل،وإذا ما جئتك مزّقتها من قُبل،فلست مثلهن،أنا أحب الغدر الجميل.
مرمر القاسم
02-08-2012, 07:20 PM
غاضباً وحاداً مزاج قهوتي،وسيجارتي نسيتها قرب المعبد.
حضوره مثل صلاة الأولياء،يفقدك الإحساس بالزمان والمكان،وينسيك متى بدأت التجويد.
رتّل معي:
إن حبك مثل عقد النّيّة على الصلاة،
ومثل أعواد زعتر البلاط،
ومثل الرّسالة تنزّل عليّ مبشّراً بنعمة التلاقي.
مرمر القاسم
07-08-2012, 09:14 AM
تبرم الصفقات مابين الليل والأغنيات المسكرة،يمتعض الإنتظار من مقعد مهترأ ومن قهوة جفّت في قعر فنجان مزركش الجنبات جوفه أبيض ممنوع من صرف النظر.
أريد طاولة أنيقة الهندام،شراشفها لا بيضاء ولا صفراء،تشبه بسحرها إلتماع الزُهرة في سماء رمادية ولا تشابه عليّ لون عينيك.
ذات يوم لسوف تفاجئ الحقيقة السائل عن المكحلة النحاسية،وذات يوم سوف أقبّل الجبين وأدقّ خلخال جدتي في الحناجر.
كلما اشتقت إليك لجأت فأطراف أصابعي إلى قرطِ أذني اليسرى،أتحسس موضع تألمي الأول وأتذكر...إني في الحزن مقيمة وفي انتظاري شقية وفي حبك أنثى خامرها وتر قيثارة الوجع في غيهب من جدل.
مرمر القاسم
07-08-2012, 10:24 PM
سيجارة للتعب،وقهوة ليل مغتصب،
أنفاس شديدة عداوة ما بينها وبين الرئة أبرحت الأوكسجين عن المدى،
بقي أن أتنفسك.
مرمر القاسم
08-08-2012, 01:43 PM
ما أحوجني إلى أصابع همس تداعب قلب النحرير القاس،وما أحوجه إلى نافذة ينفذ منها إلى نبع ماء صافي.
مرمر القاسم
09-08-2012, 09:50 PM
متى سنكسر حاجز الوهم الذي يقول أنّا أقوياء،وفي الحقيقة إنّا جبناء.؟
أشتاق إليك حد انفعال السكون،وحتى ثمالة الحركة،نكهة أول فنجان مازالت عالقة بأنف أوقاتي،وذاك الشتاء يقايضني العمر مقابلة همسة عطر.
زمان لا ألتقيك فيه معاق.
مرمر القاسم
10-08-2012, 11:09 PM
قهوتي باردة مثل قطرة نبيذ جفّت في قعر كأس كان يشتهي تقبيل الشفاه.
ثم أردف الليل قائلا: إلا هذه الأسرار،إلا هذه الأسرار." قالها ثلاثة ثم خفت ضوء القمر.
مر من هنا فأرتعشت النجوم ....تصبحون على فرح ومرح،وعطر خزامى،تصبحون على ضحكة تعربد بين الشفاه عربدة صعلوك خامره السكّر الأحمر يحرّض على القُبل،تصبحون على براءة تلهو بالقلوب كما يحلو لطفلة اللهو بالدمى،تصبحون على زهر الجبال والجوز البريّ،تصبحون على ملوّز التمر وأغنية خرافية وترف احساس،تصبحون على همس ياقة قميص ورشات عطر صحراوي آسر،تصبحون على جنّة قطوف دانية وتصبحون على سكّر أحمر.!
مرمر القاسم
14-08-2012, 10:35 PM
أول من سألني عنه المساء أنت :من يفضّ بكارة فنجان المساء إن لم تكن شفتاه.؟أيها الليل وقد سألتني أمر جوابي عنه: في بعضه شيء مني،وفي بعضه سر قهوتي وحمرة النبيذ منها ما يدخل في النفس فـــ تهلوس باسمه،ومنه ما يستعان به عليه.ومنه ما يدخل في فناجيني،ولست أرى لهذا السر على قدر منزلته أن يشارك فيه إلا من يفضّ بكارة الصمت إن لم يكن زهير اللهفة وشوقي إلى القروي المعمّرُ في القلب.؟!
مرمر القاسم
15-08-2012, 10:27 PM
هذا الحب منه تَرِرتُ،وتاراً منه ليلي،وفنجان قهوتي لا يحلو إذا ما سقطتُ بين ذراعيك وانكسرت نظراتي عند قدميك المغبّرة بالمواعيد.
ثم إن ركوتنا لم تزل تقص علينا تفاصيل حكاية لم تبدأ بعد.!
مرمر القاسم
17-08-2012, 08:22 PM
من وجد حبيبه ضعيفا ولم يبقه،قتله الندم إذ استقوى فغادره.
سوف أتوقف عن البحث عنك،فأنا لا أرتضي هذه الحياة دونك.
مرمر القاسم
30-08-2012, 09:44 PM
مائدة.
أفرأيتَ،إن متّعنا الحنين سنين،وإن سطوة العطر النديّ أدهى وأمر.
ما أغنى اللقاء ما كان يمتع،ولا أسمن من أنين،فما خطبُكَ إيها الرّاحل إلى حين.؟
مرمر القاسم
31-08-2012, 06:26 AM
هاكَ دمي،رشفة وليدة، رشفة،رشفة،مثل عصير التوت المُثلّج،كما كأس نبيذ معتّق في برميل حنين قديم.
لا يمكن دور الحب في تتبع الحركات والهمس لك،الواقع يكشف دور التكرار في اكتساب الحِس فلايمكن إنكاره أو التخلي عنه.
نسيت وما أنساني إلا الشيطان:لحظة السقوط حقنوا الوريد زمناً طويلاً بحمق
مرمر القاسم
14-09-2012, 10:30 AM
مزعجة هذه المقاعد،وبالأخص هذا الذي أجلس إليه والأكثر منه هذا الذي إلى يميني شاغراً خالياً منه ،من عطره،من مشاغبته،من القلب المتأهب للرحيل كل حين عنوةً بلا ترفّق فاضحاً أشواقي على الملأ.الصباح الذي يشرق عنوةً ويغادر عنوةً ينتزع في طريقه بقايا اللقاء والمواعيد التي أدركها النزاع لحظات قلّة قبيل الاحتضان ، تلك صباحات عمّان ،ذاك الحبل السُّري كزخّات معطر وسط الخريف،ذا ينادي على الرّيح أن هلمّي لمي كل العبير ثم انثريه ،وذا يراود الوقت أن توقف توقف تباً لدقات ساعة تدقُّ قبل نبضه أو بعده.
مرمر القاسم
16-09-2012, 11:32 AM
يا ظلَّ المنفى الجميل،وصوت التردّدِ في أعماق إرثِ،يا دهشة النظر إذا ما ارتطم بجليد المسافات الطويلة، يا حبيّ الصخريّ ومنتصف الضّياع المشرّد في دمي،يا فكرة صعلوكة تعربد في رأسي وشهقة تؤجل الموت ليمتدّ بنا الطريق إلى موعد أجهله وتجهل.
وجهك وجه الغياب ليت عطرك وجهاً لهذا الصباح لأوسعته قُبلا.
مرمر القاسم
23-09-2012, 08:37 PM
سرادق خوف وحرف مبنيّ على ركود،كل طريق يا بلاد تؤدي إلى مقصلة.
كيف يصير الصّخر أحن إلينا من التراب وغبار الأرصفة يتخذ له من شوارع الوجوه مضجعا في امتداد الألم، عمّان ضمّينا حيفا انتظريني،غارت منابع الحنين وطيف الأمل نحو اللاشيء يمشي رويداً،فتستوي على الوجدان غطرسة السكون.
مرمر القاسم
23-09-2012, 10:02 PM
حين يهدأ الليل يُثار ضجيج الحنين،إنه كيد الإشتياق ماينفكّ يشاغب بأطراف أصابعه عنق الرّكن القصيّ في الدّم،ثمّ تثاءب كــالذئب يطبّقُ خطّة قتلي...وشيّعناه إلى مثواه الأخير...!
تمدّد في صحن الليل ذات خطيئة جاهلية وتمطّى في عميق القلب، لا شيء يبعدني عن زنودكَ في رقصة الموت الأخير...!
مرمر القاسم
24-09-2012, 08:09 PM
كلّما سقطت ورقة خريف عريت أجزائي،وكلّما اقتربَ الشّتاء تورّطتُ فيك تجرّداً من عرواء القبيلة.فما الّذي يقرِّبني منك ويُبعدني عن طول العناق...؟
مرمر القاسم
25-09-2012, 11:05 AM
قهوة سكّر زيادة...
أشتاقه يغازل انثيالات غضبي،وينثال عليّ من علوّه فيتقزّم الغضب.
حيث تفوح رائحة القهوة بنكهة اللقاء الأول،حيث أتْقنَ فنّ المصافحة نظراً،وطلّ طلة جرحت الصمت الراكد بيني وبين تمدّد قامته فأعتراني نبض تسلّل إلى الوجود المسكون بعطرك.
يا وحياً أوحت إليه فناجيني لماذا يشتاقك الصباح وأنت المقيم بين الوريد والوريد...
شكراً لأنك دخلت لترسم خطاً بطول المتبقي من حياتي.
مرمر القاسم
29-09-2012, 09:23 AM
قهوة وسيجارة النعناع الفاخرة تغرقاني في عذوبة غيهب الجمال الفاحش المتوحّش لصباحات حيفا الجبلية،وعطركَ المتحرّش بإرهاق بأنف أغنية وأردان قميص الصباح يقايضني عطركَ القبلة تلو القبلة.
مرمر القاسم
29-09-2012, 05:50 PM
هل مازلتِ تحبينني...؟
نعم نعم مازلتُ،ولكن،لستُ أحبكَ بالطريقة التي معها كنتُ إذا ما نظرتُ إليكَ تلألأ اسمك في عينيّ كمن رأت قافلة من شُهب بيضاء ناصعة، فقد صرتُ أراك كأسراب ذكريات ثكلى تدهمني.
ولكنني مازلتُ أحبك بطريقة مثلى.
مرمر القاسم
30-09-2012, 09:57 PM
لمّا رحلتُ وكنتُ قد قررتُ مسبقاً بألّا أعود إليه ثانية،في أول لقاء أغلقت عليه قلبي.
مرمر القاسم
30-09-2012, 11:01 PM
وإني أحبك...
سآوي إليك الليلة كما يأوي اليتيم إلى عود ثقاب،وكما يحلو لأنثى الإندساس إلى صدر غابة مشتعلة لا تفتر ولا ينضبّ اخضرارها.
وإني أحبك،وإني أتمناك كــتمني اليتيم لرغيف الوالدين.
كوني أنثى فيكن رجلاً.
تصبحون على قرار كــقراري.
وإني أحبك...
مرمر القاسم
01-10-2012, 04:09 PM
تقلّبت في مكاني بالتّعب بالعطش بشوقي بنعومة الأردية فوق خشونة الوسائد بشخير الأحلام العجائز وذاك الطيّف الّذي ينام قربي ما حرّك ساكنا وما أيقظ بعضي.!
مرمر القاسم
01-10-2012, 10:05 PM
ثمّة وجوه الحب فيها مثل وجه الماء العريض.وثمّة وجوه الحب فيها مثل رقائق الصفيح.
في هذه الأثناء لمحني جدي وبين يديّ رقائق لازورديّة،وبّخني فعدتُ أدراج الوجوه وغربتُ في وجه الرّيح.
مرمر القاسم
04-10-2012, 01:52 AM
على عنق السنين أقف ويقف همسك على عنقي،
أجادلك ويجادلني العمر،
يحذّرني من الإغراق في الصمت،
يمتدّ الوجع بأناقة وشموخ التّحدي لبرد انتظاري،
كلّما تسلّل عطرك الخرافيّ إلى كمِّ معطفي
أنسلّ مني إليك سراً مناكفة بالصبر،
وأهرب من ورطة تجرحني ببعض الكلمات،
مثل طاحونة تطحن تحمّلي،
وحيث تلتقي التّرقوتان،بغمزة منهما
يحتضر الشوق ويبلغ الحب التّراق...!
مرمر القاسم
04-10-2012, 04:51 AM
خمّنت نهاية قبيحة، كفرار شاب من عشيقته بعد سماع خبر حملها، كـكومة هموم،كــتراص بيوت القشّ والطّين،كــترامي الأكفان،كــانهيار الجبال الصّخرية،كــكُفر بعد يقين،ويح هذه النهاية العنيفة كم تزعجني فكرة المتابعة،لأنني لن أنال شرف التوجع باللحظات الأخيرة
مرمر القاسم
04-10-2012, 04:53 AM
التّراق= التّراقي.
تعديل
مرمر القاسم
05-10-2012, 05:45 PM
مساء غيّوم وغيم يفترش له من فضاء أفكاري سجّادة ملوّنة،غيمة واحدة حبلى أشد ما أخشاه أن تلد الليلة عطرك.
مرمر القاسم
08-10-2012, 11:26 PM
نحن بحاجة إلى حفنة مطر وزخات حبق لنهذّب المسافة ولنحدّد معالم المتبقي من الطريق إلينا ورضوخها لخطانا،
لكنك تعلم مثلما أعلم أن طريقنا ملوّث بالذّنوب والتوبة لا تزاورنا،
لذا أرجوك حتى أظلّ أحبك بطريقة مثلى لا أرغب في الاختناق،فلنفتح لنا نافذة في الغياب نتنفس من خلالها لون الخريف،لأنني ببساطة فاخرة القساوة مللتُ الانتظار وتسلّلت إلى نفسي وحشة الغابات الخالية من عشب صدرك لأن الاوكسيجين يتسلّلُ إلى رئتي من خلالك.
خمّنت أن الحقائب نبّهتك إلى وجودي في محفظة جيبك على مقربة من أقصى الجهة اليسرى،حَفِظَتِ السّرّ وخاب ظني،!
مرمر القاسم
09-10-2012, 10:40 AM
الحب جرأة على الصّد،وعلى بطء خفق سراب،كي يستوي القلب واقفاً على دفق نبض فيتمدّد الاحساس ويتنفّس.!
هل أخبرتك كم أنا مشتاقة إليك.؟
شوقي إليكَ،شوق محبرة لريشة تمتلئ منها فتفضح كل أسرار حاملها،شوق برعم تأهب للتفتّح ويراودها الصِّغر عنه فتغيب الشّمس قبل أن تشمّ نسيم الصّبح.
يودّ الشوق أن لو نهبه فرصة يلتهمنا فيها دفعة واحدة أو أن يتكرر ويتكاثر في كلّ كرّة كثيراً،ولكنّا موبوؤون بعقدة ستوكهولم نعشق قاتلنا ونودّ لو أن يبقي قبضته محكمة على أعناقنا طويلاً.
كم أحب انتحار الكلمات على ساعديّ ورقة خريفية،فما أن تنتحر الأولى حتى تشهق الثانية،كأنهنّ تواعدنا فواعدنَ الثانية الأخيرة، ويستهويني شنق الحبر على ورق،فأعصره شراباً أمزجه بقهوتي فأعتّقها مطولاً مطولاً،وإذا ما هبّت ريح البعيد وهطل المطر أتجرّعها دفعة واحدة فأنتحر بها ،فأسقط وتسقط حروفي على سواعد أوراق الخريف لنموت معاً في الثانية الأخيرة.
مرمر القاسم
10-10-2012, 11:56 PM
في بعض الحالات يمكن وصم الحب بــالـ مُعذِّب أو القاتل،والمُعذِّب أو القاتل عدو الآخر...تباً إننا مصابون بالمازوخية.
إنها مواسم الخبز الأخيرة،حينما القلوب للتبارز حاضرين،
كيف يختزل الصّراع والخلاف بيننا في قُبلة.؟
إنها مواسم لا تصلح سوى لتقبيل الأحلام.!
مرمر القاسم
12-10-2012, 03:34 PM
وإن أحببتُ،وإن باعدتِ المسافات بيننا،تبقى أنت الّذي عطره يذبحني،،،
أمسك،فأمسك عليّ الحنين في مستوى الموت احتراقاً وأربطه ربطاً محكماً،فقد ملأ حاضري الرّعب من غد لا تكون فيه سيّدي.
فأمسك بيميني وشدّ حبل المشنقة.
مرمر القاسم
13-10-2012, 05:04 PM
كمنجا...
وظروف الرّسائل القديمة تراودني عن فتحها،تباً لي إن أنا فعلت،ففيها مما يميت اللّحن ويدمي أصابعي،هل أخبرتك بأنني كسّرت قيثارتي وما عادت أطراف أصابعي قادرة على اللعب بأوتارها كما في السابق،كما كنا عند أدراج الفلّ نرقب العابرين تحطيما فوق أجساد الحكاية القديمة زلفى من الجدران العتيقة.؟
هل أخبرتك بأن صوتك الّذي كان يأتي في المساءات الناعمة مازال يصدح في أقبّية الأوضة المنسيّة..؟
هل أخبرتك بأن حدائق حيفا وشوارعها المظلّلة بأشجار الكينا الشاهقة تسأل عنك وعني وعن خطانا الطفولية،وأرجوحتي في الكرمل قطّعوا حبالها.؟
هل أخبرتك بأن الغروب عند شواطئنا صار يجيء مرتدياً رداء الغياب وعيونه ملأى بالتراب.؟
الم أقل لك بأن اللّوز بعدك لن يزهر.؟!
"من عمل قادم"
مرمر القاسم
15-10-2012, 11:23 AM
يشترط الحب وجعاً يا رفيقي،فإذا صار الشّوق عصفورا،فقد جناحيه،تصير الساعة رهينة دقائق ممزّقة.!
كم يشبهك هذا الحزن،يشبه باب خيمة هرم في الضّباب،وأميرة نائمة إلى سرير شيخوخة في فناء.
مرمر القاسم
15-10-2012, 02:03 PM
لأنني أعلم أننا لن نلتقي،أسست لي معك حياة أخرى،وأعيشك حقيقة مثلى.
فلو تلاحظ،فأنا كل مساء أضع كامل زينتي وأرتدي كامل أناقتي وأخرج لموعدي معك في المقهى المجاور لمخيّلتي.
مرمر القاسم
15-10-2012, 07:28 PM
مشيت في الممرات الجانبية أتحاشى اقتحامه خشية أن يشعل قنديل الزّيت المعلّق في حلق الجدار،ويقايضني مسافة الضّوء بألف قبلة وضم،
انطلق ينعرج مع الأنهج الضيّقة داخل الأحلام ،ثم استدار ذاهباً نحو الضباب.
مرمر القاسم
15-10-2012, 08:01 PM
دعني اقرأ عليك شيئا من تراتيل نصح ،أيا عصفور سليمان الغائر في المغيب القرمزيّ لا تجوز الإصابة بالشّدة أو التّعب،إنه إذا حصل لا يجوز لك أو عليك الحب.
ألا تعزم الرّقص خلال أول المطر فهذا يعني أنك لن تراقصه أبدا.
أول النّهج ضيق،والزّيتونة لا تحزن،وإن هرمت جذورها تبقى خضراء طيلة أوقات التّعب،كذا نحن في فلسطين نساؤنا إناث كالرّيحان يانع وإن هرمت قلوبهن من طول انتظار.
أما آن أن تأتوا.؟
مرمر القاسم
17-10-2012, 12:21 PM
حب تكلّم في المهد،أمرنا وأوصانا،ما عصى أمره وما استولى على عهده قوم ،أنت وأنا،مغلوب على أمرنا،أيطمع مجنون فينا ونحن على العهد؟ حرام عليهم حبنا،حرمة دم المسلم على المسلم.
ألا تعزم الرّقص خلال أول المطر فهذا يعني أنك لن تراقصه أبدا.
أول النّهج ضيق،والزّيتونة لا تحزن،وإن هرمت جذورها تبقى خضراء طيلة أوقات التّعب،كذا نحن في فلسطين نساؤنا إناث كالرّيحان يانع وإن هرمت قلوبهن من طول انتظار.
أما آن أن تأتوا.؟
خرج،ولكن سمعت صدى قهقهاته،كان يردّد على مدى الرواق"قصيدة"،فجأة سمعت وقع أقدام تتسارع،خرجت لأنظر،فأقبلت المحابر:لا بأس لا بأس سقط الطّبال.!
دعني اقرأ عليك شيئا من تراتيل نصح ،أيا عصفور سليمان الغائر في المغيب القرمزيّ لا تجوز الإصابة بالشّدة أو التّعب،إنه إذا حصل لا يجوز لك أو عليك الحب.
لا أحد يستحق،حتى زجاجة العطر،سوف أكسرها،ليس زوربا بأبرع مني في احتساء الألم،وليس فيكتور هيجو ببائس أكثر مني،
لاجدوى يا صغيرتي لا جدوى لا أحد يستحق لا أحد.
معطوب هذا الليل،
لنتصوّر،أن عقوبتك مثل عقوبتي،
إن المصيبة إذا عمّت خفّت.
هذا غير صحيح.
ضجّت الدقيقة الملآنة بالشجون متعبة تردّد كفى.
وصاح القلب الرّاكع يا أنتِ إني أحبه إني أحبه.
مسنّة هذه الليالي الملأى بالضرر والتحريض والهلاك.
يا ويلتي...
يصير مقيماً في ذاك القفص،يصوم ويفطر على أنفاسي
إن حبه خطيئة لا يستحقها عاص فكيف أستحقها أنا.!
إذا ما قبّلني السعف يوماً،نزّت الدّماء من جرح فمي،فأركل هذه الساعات بقدميك،إذا ما أعانتك على التّلاحم والإنضباط.
وفسّر للآسى لِما البؤس شاحب،ولِما إذا بكى الصّخر بكى ملح العينين،وقل لجدي:إني انتظرت حتى شاخ إنتظاري،ليس ذنبي،إنهم كشفوا عورة التّراب.
جدي،
كم تمنيت أن أدس أنفي بين عشب صدره،أو أروح أتأمله وهو يتوضأ،له عينان يتلألأ فيهن الضوء كقطرات النّدى عند بزوغ فجر.
إني أحمل إليه دائماً حنيني وشوقي،حيث ينام تنام ظفائري،فأغرق في النوم قبلي،ويغرق فيه قلبي.
تباً،جحد الشتاء.
مرمر القاسم
17-10-2012, 04:06 PM
أشعر بأن ذاكرتي متحف للزخرف،وأنت فيه أجمل زخرفة.
أنا لا أغازله،إنما أراوده عن نفسه فقط.
مرمر القاسم
22-10-2012, 05:29 PM
كنتُ أخشى أن تمطر ولستَ معي،لكنني اليوم صرت عاشقة لكل ما يذكّرني بالخيانات الكبرى،!
تباً لبيت لستَ له قوارير الآس والصدر ونواسم الشرفة،وتباً لفراش لستَ فيه سيّداً.!
تباً لي،لكم صبرت على وسائدي المحشوة بأحلامك.!
ذاك الرّجل لا يغريني،إنما في قلبه ضريحي،وفي شماله اللحد.!
سوف أظل أحتفظ لك بآخر التوت وعنقود كرز،فلا تتأخر،لأن الفاكهة البرّيّة سريعة الهلاك،والبرّيّة لا تعترف إلا بمن يحترف قطف المواسم الجبليّة.!
مرمر القاسم
22-10-2012, 06:19 PM
أن توجد لكي تصبح كلّ حماقاتي أسلوباً عبقرياً من أساليب الحب،فهذا يعني أن ضرباً
من العشق أصاب كينوتة الشتاء بيده المغلولة على أعناق النخيل ينهر الفجر ويستبقي على حصاري تفخيماً لحدّ السيّف وطول الرّمح،!
مرمر القاسم
23-10-2012, 06:06 AM
كل صباح شتائي تهجر أسراب الحمام بلادي مع رحيل القمر،لتأتي مكانها الغربان بنعيق منذر بالخطر."هكذا علّمتنا الجدات".
قد يتّهمني بالشّماتة كل صاحب ذوق مزعج إلا أنني أحب شكل الغراب الشتائي وتشكّل أسراب الحمام المهاجر.
فأنا أريد تصديق إنذار الغربان كي لا يُكَذّبَ اليقين جدتي،وأريد أن أُكَذِّبَ الفصول كي أصدّقك.
في بلادي كلّ شيء مختلف،فدخّنوا بنهم حتى التخمة وأحتسوا فناجين القهوة وكؤوس الشاي بالنعناع،وبالنعناع لأنهم في بلادي لايدركون قيمة الحبق.
مرمر القاسم
24-10-2012, 06:47 PM
سَافَرَتْ فِيهِ أَحْلَاَم سَافْرَات فَاكْتَحَلَ اَلَّليْل بِمِروَد اَلحِكَايَات اَلْعَتِيقَة،فَأَشْتَعَلَ اَلنِّقَاشُ بَيْنَ اَلنُّجُوم لِيُصْبِحَ اَلفَضَاءُ وَشِيجَاً يُضَيّق اَلْخِنَاق عَلَى مَهَمَّةِ تَعْويْذَات جَدَّتِي،لِيُصْبِحَ اَلِلقَاء بِكَ إِحْدَى مُعْجِزَاتِ اَلسّمَاء.!
مرمر القاسم
25-10-2012, 07:46 AM
قهوة قهوة قهوة...هل مَلَلْتُم مَذَاقَ الْهَال.؟
مَوُال مِنَ "اَلصّبُوحَة" عَاطِفَة خَلّاَبَة وَيَزْمُر مِزْمَار اَلرّاعِي بِقَصَب أَضْلُعِ فَيَخْفِقُ اَلفُؤاد بِخِفّة،ثَمَّ تَنَبّهَتِ النَّفْس خِشْيَة اَلتَعْليل سُقْيَا حُنَيْن قَبَائِل هَلاَك وَاِنعِقَاد لِسَاَن أَظَافِرِي.
حَبِيْبِي مِثْلُ شُهٌودِ قَضِيّة أَمْر وَنَهيْ،كُلُّ اَلْقَهْوَة مَا أَزَاحَت مَذَاقَه مِنْ فَمِي،حَتّى لُفَاَفَةُ اَلتَّبْغِ لَمْ تَعْدِل طَعْمَ اَلْعَسَل مِنْ بَعْدِه.!
مرمر القاسم
25-10-2012, 11:26 PM
يَا غَائِب وَلَيلُ اَلشَوْقِ فَضفَاض يُزَخْرِفُهُ سِحْرُ اَلِقَاء اَلْأَوَلِ،،
مَطَرٌ... مَطَر...وَلُفَافَةُ تَبْغٍ وَتَرَاتِيل،تُوقِظُ الحُنَين اَلْوَسْنَانَ،تُحَرٍّضهُ ضِدِي،ضِدَّ هَذِهِ اَلَليْلَة وَتَشَفّ،وَأَشْمَتَهُ سَيل اَلْكُحْلِ مِنْ عَيْنَيَّ،،
قَهْوَة سَادَة،عــ الرّيِحَةَ.يَاسَمْرَا سُكَّرْ زِيَادَةَ،
أَشْعَلْتُ آخِرَ شَمْعَةٍ بِنَكْهَةِ تشولي كَانَت فِي حَقَائِبِي،وَبَيْنَ جُدْرَانِ غُرْفَتِي أَشْعَلْتُهَا،وَيَالِهَوْ لِ مَا رَأَيْتُ،يَاوَيْلَتِي،إِن َّهُ يَلْعَقُ بِشَرَاسَةِ اَلجَائِعِ دَمِي،!
مرمر القاسم
26-10-2012, 10:04 AM
تَغَيَّمَت اَلسَّماء،مِثْلُ أُنْثَى حَمْقَاء بَالَغَ اَلشَّوْقُ فِي تَعْذِيبِها،تَرْغَبُ حَبِيْبهَا اَلْآْنَ اَلْآْنَ لِتُمْطِرَهُ بِالْقُبَل،تَغَيَّمَت اَلسَّاَعَةُ بِالذِّكْرَيَات لِتُسْقِطَنَا فِي فَخِّ اَلْأَنِيْن حَتّىَ آخِر عَقِبِ كِبْرِيْت،بَيْنَ غَيْبُوبَة اَلسَجَائِر وَوَعْيَ اَلدُّخَانِ اَلدَّاَفِئ.
مَتَى تَسْتَقِيْلُ قَطَرَاتُ اَلمَطَر مِنَ اَلشِّتَاء يَسْتَقِيْلُ حَبّي لَك.
مرمر القاسم
31-10-2012, 08:36 AM
يَأْتِي ثَانِيةً قَبْلَ اِنْتِصَافِ اَلْحُلُم بِمَلَامِحِهِ اَلشَهْبَاءُ،وَقَدْ أَطْبَقَ شَفَتَيْهِ بِحَنَان فَوْقَ جبِيْنِي،لِيَطْبَعَ أَوْلَ قُبلة شَهِيّْة عَلَى مَلَامِحِي اَلسّمْرَاءْ.
وَيْلَاهُ وَيْلَاه،كَيْفَ أُمَرِّرُ اَلوَقْتَ دُوْنَهُ.؟وَيْلَاه..
مرمر القاسم
31-10-2012, 09:06 AM
يحدّثني جَدّيَ عَنْ مِحْوَرِ دَائِرَةٍ تَدوُرُ حَوْلَ نَبْضَة،تَنْبِضُ وَسِرُّ نَبْضِهَاَ أَنْتِ
مرمر القاسم
31-10-2012, 09:22 AM
لِحُضُورِكَ رَهْبَة اَلْقِدّيْس،وَلِصَمتِكَ رَيْبَة اَلْعَتْمَة.
مرمر القاسم
01-11-2012, 06:00 AM
دلال،
تشرقُ شمس الشتاء بدلال ذكرى كأني بها تهمس للصباح:ليت الفجر ما جاء وليتني بقيت خلف المدى نائمة في حضن الجبال.
بدلال كــقطّة شاردة تأتيك بالبلل تغنّج،تقطر حبات لؤلؤ من أعلى الجبين لتسقط في فنجانك الصباحي،على أخاديد الجوري المعذّب بالأحمر والفل أشقاه عبيره،بين وريقات الحبق والنعنان العراقي الفاجر،كلّها تُذكرني بأحراش الرّعب،بلعبة الخطر الشديد،بعواء "الواوي" الخبيث يرقب رعشة ارتباكي بانتظاري الطويل بالخوف الّذي رافقني إلى عمق غابات مظلمة ضببها الغيم،إلى دوي انفجار قنبلة مسيلة للدموع،إلى صوت الرّصاص لعلع كــالذّئب في سمائنا الرّمادية.
تغيّرنا وبقيت الغابات في انتظار لعبة الخطر.!
مرمر القاسم
01-11-2012, 06:13 AM
عَلَى وَتَرِ اِنْتِظَارِي نَبْضُكَ يَقِفُ مِثْلُ ذِئْبٍ تَرَصَّدَ دَوِيَّ السُقُوْطِ مِنْ عَيْنَيَّ فِي كَفَّيْكَ إِوَاَءَ نَبْضِي.
مرمر القاسم
09-11-2012, 05:14 PM
عباءة من غيوم لطيفة تغطي سمائي فتعكس أضواء المدينة أصوات أشتياقي وعطرك يأتي من بعيد وكأنه استغاثات امرأة تتلو تحت ذراعيك والحب كأنت رائحة هواء تعبر عن اِحياء التّراب.
مرمر القاسم
09-11-2012, 06:35 PM
يا دين الحب، إن اِضطراب السكون إذا تخلله نقرات مطر تتقاطر من فم السماء أو حشرجة غيمة تلقي بوليدها على كتل الحنين المختبئ بين أزقة المدينة،أحسب أن سرّ الحياة في قلبك يا دين الحب.
إنه حبيبي والمطر.
مرمر القاسم
10-11-2012, 11:50 AM
مطر مطر،وغيابك لا يفرق عن الفقد،حيث يصبح لون السماء رماديا داكنا وأسطح البيوت حمراء كثوب غانية مخمورة في حانة للغرباء،ونظراً لتكرار الرؤيا تكون كــالرحى التي ترحي سنابل الذكرى،ولطالما طلبت منها أن تنتزع هذه الأردية السوداء عن كاهل المدينة،والحي المجاور امرأة حزينة تبكي بصمت يغلّف وجهها ولا يرفع ستره إلا كف ميت والبرد،وما نفع قرب الماء الساخنة إذا ما تفرّد بي البرد.
عادة عندما نستخدم برامج المحادثات مثل"الماسنجر أو السكايبي" ننسى عند تسجيل الخروج بعض الحديث،ومن عاداتي السيّئة حفظ المحادثات،لعدة أسباب أولها أن أحتفظ بذكرى أخرى فذاكرتي مازالت تتسع كلّما دغدغتها،وثانيا،يروقني إيلامي في غيابهم.
دخلت ملف المحادثات اليوم لرسائل قديمة قريبة،دار الحديث فيها باللغتين العربية والانجليزية.كنت أعتقد بأن محدثي فيها لم يقل لي يوما "أحبك" فوجدت أنني كنت مخطئة ووجدت اعترافه الذي سهوت عنه حتى الآن:" :
[10/01/2012 18:25:31] قصيّ في الدّم: BY THE WAY I LOVE THE SONG YOU ARE PLAYING
[10/01/2012 18:25:59] مرمر القاسم: انو وحدة فيهم
[10/01/2012 18:26:02] مرمر القاسم: بالقلب
[10/01/2012 18:26:06] مرمر القاسم: والا ريحالك روحي
[10/01/2012 18:26:14] قصيّ في الدّم: BOTH AND YOU
مازلتُ كما أنت أعتقد بأن ألقي بنفسي في النار أرحم من أن ألقى فيها،ومازلت أتعذّب وأستمع إلى "أحبك سيدة لانتظاري""وصباح الخير" ومعاذ الله أن أحبك أكثر،ولكن هو يستحق وأنت لا يليق بك المنفى،كما أعلم بأن جرحك القديم ما برأ ولكن،توقف عن جلد الذات،فأنت لا تعاقبني إنما تنتقم من نفسك ليس إلا.
مرمر القاسم
10-11-2012, 11:07 PM
أكاد أخرج مني إليكَ،وكيف آتيك ببعضي وبعضي لديك.؟
- أشعر أني انسان الآن يستحق أن تراق له الدماء من دون الدون.عطرك يثيرني،كنت أنتحب كصبي تائه،للمرة الأولى أدرك أن بالمآقي بقية دموع تبا لك
- أحبكِ يا دين الرب،ولا أسمعك،لكني أشعر أنكِ تكلمين صنماً من تمر.
- تلك مصيبة أخرى.
- كأسلافنا،نعبد الصنم ثم نلتهمه قطعة قطعة.
مرمر القاسم
11-11-2012, 01:02 AM
يا لكِ من امرأة مذهلة.
يا لكَ من رجل سادي.
لا تبق في حيرة من أمرك ما بين إرث الصحراء و الأرياف،ففي الذاكرة التقاطات جديدة للشوارع ونمط بدأ يتشكل.
كم كنت أتمنى لو كنتِ أقل روعة،كنت أريد ذلك جبنا من نبض يفلت من الرقابة.
تباً لك من رجل،كل ما فيكَ موروث.
مرمر القاسم
11-11-2012, 04:57 PM
شِتَاَء،
مَدْفَأَةٌ صَغِيْرَة وفِي عَيْنَيْكَ كَسْتَنَاءْ،لَا يَرْتَعِشُ فِيَّ إِلَا اَلنَّبْض وَتَسْقُطُ أَحْرُفُ اَلْهِجَاء اَلمَألُوفَة اَلَّتي نَسِيْتَ كَيْفِيَّة لَفْظِهَا حِيْنَ خَذَلَتْكَ شَيَاطِينك وَدَارَت بِكَ كَـــالْبَرْق عَلَى اَلمَدى بِقَامَةِ اَلرّيح اَلْفَارِعَة فَأَفْلَتَ قَلْبِي جَمْرَاً مَذعُورَاً وَسَقَطَ فِي اَلْمَدْفَأَة.
لَا أُحِبُّ اَلْآْفِلِين.
مرمر القاسم
12-11-2012, 10:29 PM
برشاقة سلمة ابن الأكوع يصعد إلى أعلى أقبّية غرفتي المكتظة بالأوراق والكتب،يلغي جميع ما قرأت وجميع الكتب المنتظرة،ويجري مستقيماً إلى آخر رف دون أن يحني قامته المنتصبة تذاؤباً بوجعي،وبرغبة ملحة يفتح الصندوق الخشبي المزركش ينسكب فيه فيتدفّق كدافق نضج للتو، شهيّ العطر تباً له.!
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir