تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بكت السماء



أحمد حسين أحمد
30-09-2004, 07:30 PM
بكتْ السماء
أحمد حسيـن أحمد
إليها أينما كانت ، نزيفي بيوم مولدها

١
بكتْ الســـماءُ تأسفــاً
واسـتقـطبتْ آهاتي
من ألفِ عامٍ والسماءُ حزينةٌ
لمــــّا هــجرتُ سماتي
فارقتها
في يومِ مولدها السعيد مودّعاً
ثمَّ استـــخرتُ شتاتي
وأنا الذي أسكنتها قلمي
لهيباً حارقاً
وأنا الذي أحببتها
كالـطيرِ للشجراتِ
واليوم أوقدتْ السماء بريقها
وهَمَتْ بغيثٍ
لاهب القطراتِ

٢
سفرٌ ، وشرخٌ في الوجيعِ الدامي
ما أزهرتْ أحلامنا
بلّ أينعت آلامي
لا توقدي الشمعاتَ هذا اليوم
لا تتزيني
بلْ أوقدي أكوامي
إنّــي رحلتُ الى السرابِ
أظنّــهُ غيثاً هما
فتيـبّــستْ أقدامي

٣
عيدُ التشرّدِ كانَ عيدي العابسُ
عيــــد الشروخِ الُمرتجى
عيــــــدٌبهــيٌّ يابسُ
لوتعلمي أيُ السرارات انتشتْ
بدواخلي
و أنا أموتُ كما يموتُ الفارسُ؟

٤
عـودتُ نــفسي أنْ أباتَ على الطوى
حبساً وسجنا
ما زالتْ الاشواق من نفسي ولا
شابتْ وشبنا
قطّــعتُ أوصالَ الهوى حتْى البقايا
ما زالَ من قلبي الهوى
وازدّدتِ حُســنا
لــو إنَّ في هجري دواءً يُرتجى
ما متُّ وهْنا

٥
من قبـــلُ عيدكِ ذا قد مرًّ عيدي
إنْ تـــسألي كيفَ انقضى
خـلفَ الحدودِ؟
مــرّي على قبري الذي أودعتهُ
سـرَّ الخلودِ
بــمكانِ لقيانا وكنتُ أضمّكِ
ضـــمَّ البوارج للحديدِ
تجــديــنني أسقي المكانِ مجدّداً
بدمي وجودي

٦
إنْ متُّ واستلمت يداي كتابها
مسكَ اليميـنِ
لن أدخـل الجنــّاتَ منتشياً ولن
أســعى لنيلِ الخلدِ
في اليومِ المبيـنِ
حتّـى أراكِ هناكَ تستبقيـنَ
أو فامضي بدوني

٧
بـــكتْ الـــسمـاءُ تودّداً وترحمّـا
لا لستُ أعرفُ كيف أفرحُ عندما
تتودّديـنَ وتختبي بمشاعري
أنا أرفـضُ أنْ تــدّسي البلسما
في جنــحِ حلمٍ خافتٍ لا ينبغي
أنْ يــحتوي قلقي ويوقدُ أنجما
عيدي هو اللقيا ولستُ أرومها
بالحلمِ تأسرني وما
أحببــتُ إيقادَ الشموعِ تفائلاً
لكنّها غيثي
وذاغيثــي هما

٨
جودي
فعصفـي راقـدٌ بيـنَ الزنودِ
إنْ أيـقضتهُ احتقنتْ أصولي
واستفاقَ تألقي عبقَ الجدودِ
لا تفرحي
عيدي أتى بســفيـنِ أعداءٍ لنا
سحقوا وجودي
لما استفــزَّ قريحتي خطبٌ
وحـطَّ على قرى بلد الرشيدِ

٩
والله لو وضعوا سروري
في مطـــنفـســةٍ يطالُ سرورها
الملكُ القديرُ
ما عفتها تحبو بأرضٍ
داسها الاغرابُ
وافترشوا حصيري

١٠
أقحمتها شرخي
وكنتُ أحبُّــها
حـــبُّ البساطــةِ للفقيرِ
ما همّـــهاالإعياءُ ، لا
لمْ تبتغِ الاسفارُ
فهيَ حبيبتي وحبوري
مُــذْ خانَهــا الاعرابُ
واحتقروا مصــيري

١١
بكـتْ الــسماءُ فمزّقتْ أكبادي
هلْ يُبتلــى بالضيمِ إلاّ
مَـــنْ يطوف سُهــادي؟
أحببتها
كانــتْ مواقدسهرتي وعمادي
وقتَ الشتاءِ
وبـرّدها يأتي إذا
مــا قدّرتْ أبعادي
لا تسّتحمّوا
والخريفُ مجنــّدٌ بعتادِ
هذا الذي قــدْ دجــّجَ الاجنادَ
ليسَ مسالماً
لا ليــسَ نــعرفهُ وتلكَ بلادي
لا تقبلَ المحروم من إرثٍ
ولا مَــنْ نسـلهُ رجسٌ أتى بفسادِ

١٢
فلتوقــدي شـمعاً ولا تتبسمي
إن نحـنُ قتّلنا العدو السادي
هي فرحتي
يومَ الجلاء سنلتقي
والموتُ للأوغادِ

ألمانيا ١/١٠/٢٠٠٣

نعيمه الهاشمي
02-10-2004, 06:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الفاضل المبدع احمد حسين احمد


نص شعري عميق

غرقت فى بحر هذا الوجع والحيرة


الى ان اعود من غرقي

انتظرنى ساعود لهذه التحفة العميقه

رعاك الله ودمت فى أمانه

أحمد حسين أحمد
18-10-2004, 10:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الفاضل المبدع احمد حسين احمد


نص شعري عميق

غرقت فى بحر هذا الوجع والحيرة


الى ان اعود من غرقي

انتظرنى ساعود لهذه التحفة العميقه

رعاك الله ودمت فى أمانه


الفاضلة نعيمة الهاشمي

حضورك البديع هنا أمتعنا وبتنا نطمع بحضور دائم
شكرا لك واعتذر عن عدم الرد منذ مدة بسبب سفري

تحياتي الخالصة لك

أحمد حسين أحمد
18-10-2004, 11:07 PM
كتب مروان الغفوري بضعة أبيات ردا على قصيدتي بكت السماء بعد أن استشهد منها بهذه الأبيات

جودي
فعصفـي راقـدٌ بيـنَ الزنودِ
حتــــــــــماً إذاأيـقـــضتهُ
نهضت أصولي
واستفاقَ تألقي عبقَ الجدودِ
لا تفرحي
عيدي أتى بســفيـنِ أعداءٍ لنا
سحقوا وجودي
لما استفــزَّ قريحتي خطبٌ
وحـطَّ على قرى بلد الرشيدِ
فقال
جــودي بـــقلبكِ للغريبِ ودمعتيه
لا تتركي وجعيـن من سفر المساءة في يديه
قــــــــولوا لـــه : لا البحرُ يقدرُ أن يجيئكِ حافياً
كلا
ولا الســـلطانُ في »العلمِ« الجديدِ

من قال : آخر ســـلّة الوطنِ المسجّى قصعةً ملئت بأوردة الثريدِ
أو أن شمعتـــــنا التي سهرت لرأب الريحِ شاختْ في الظلالِ
من السهودِ
من قال أن مرافئي غرقتْ، وأن سفينتي حبلى بموجٍ من جديدِ
كلا
فدونكِ أذرعي
غــنّـي بهـــا وجع الغريبِ إلى الغريبِ
لا تدفنــيني عند داركِ أصبعاً أخصتها بائعةُ العبيدِ
جودي بسيفكِ، واصعديني عند مفترق الحديدِ

فقلت
جــــــــودي بــــحقدكِ قد سئمتُ قصائدي
جــــــــودي بناضحةِ الصديدِ
لا تتركي نزفيـن يعتلجان في حرفي
وفي برد الحديدِ
أقصيـتُ ذاكرتي عـــن الأحداثِ وانصهرتْ شواردُ لوعتي
بعد العراق بباكيةِ القصيدِ
أوَ تـــــــذكريـن البـحرَ في دوامة العبّاب كيفَ يكــرُّ كالإعصارِ
يلهثُ بالجنودِ
وخمــــيلتي السمراءُ يسحرها جنونُ البحر
والشــفقُ المطـرّزبالبروقِ
وبالرعودِ
نامــتْ على الأوهامِ وهي مريضةٌ
فعــــــــسى وتلهبُ كالجليدِ
جودي إذن بالقيحِ والنزف الشديدِ
ما أينعــتْ أشـــجارنا إلاّ بصلصلة القيودِ

فقال مروان
جودي فقد أفل الهلالُ على الضفافِ المتعبات
لـمّـا يعد مــــن ظلّـنا غير الحديثِ
تكـوّمت أوصالهُ
بيـن الجنودِ

ولقد أتوكِ
وليس ثمة عاشقٌ يخفيكِ من حقد النفوس النازلات
أو من يردّ بســيفه عيناً تدلّت كالصديد
قولي لهم
ما فـــــات يرجعُ مرّة أخرى على حرّ القيودِ
مــــن فـــات يبعثُ من جديدِ

ورأيـــتُ بابـكِ أوصدتهُ سلاسلُ العمر الممـزّعِ
علّقـــــتهُ سـنابك الخيل المغيرةِ في الجريدِ
و كـــأنّ قـــــــلباً كـالترابِ، وأنّ عيناً كالمواتْ

سقطت على خدرِ الحياء، بأمر »سلطانٍ « مريدِ
ـمن قال : يكفي أن تموتي مرّة
كلاّ
فــدونكِ ألـــــف زارعةٍ على عينيكِ إسورةُ الشهيدِ
جودي بربـــكِ يا ( صديقةُ ) للبلادِ .. وللفراتِ .. وللأماني المتعبات
مــــــــن أجــــل طمرٍ مـزّقتهُ رياحهم
ولأجـل عاشقةٍ تكسّــر نايها بيـن الورودِ
جودي

فقلت

جودي بصبـــحٍ يكشطُ الظلمات من سطحِ الوجوهِ المنهكاتْ
تلـــــــــك الــــوجوه تصحّــرتْ سحناتها
وبــــــــنى الــــــعناءُ شحوبهُ تحتَ الجلودِ
مـصَّ الثرى لَبناتها
وانــدسَّ ما بيـن النهودِ
ثديُ الفناء يــدرُّ قهقهة الذئاب العاوياتْ
من آخر الأرض التي بسطتْ رحاها
فاستقـرَّ مدارها فوق البيوتِ
وأطــلَّ ( عزرائيل ) من بيـن القبور المقفرات
وسْــــــنانُ يــــفتكُ بالعبادِ مشـرّعاً بابَ الرقودِ

جودي بصخطكِ واستضــيفيني شعاباً في شراييـن التراب
لم يبـقَ لـي غــير التوغّل في سراديب العذاب
لا مــــأملٌ في ناظريَّ يلوحُ
أو قبسٌ تلألأ من نجومٍ ساهمات
صـــبّي عــلــى قدري ثمالات الكؤوس وحطّمي دنّ الشراب
فــــات الأوان لكي أنادمُ بازغاً
لفـــضتهُ أفواهُ اللحودِ

جــــودي عـــليَّ بأيّ شئٍ تكرهيـن
بالـخوفِ بالإخفــاقِ بالحمّــى وبالوجهِ الحزيـن
هذا البلاءُ أتى إلينا تحت جنح القاصفات
ثم استدارَ على قرانا والنخيلُ كما الممات
وهوت مدائننا فلا تتوهميـن
أن الـــحياة تعودُ للموتى
وقد شبعتْ مقابرنا من اللحم السميـن
جـــودي إذن بالـــموتِ، حــسبكِ أن تجودي

د. سمير العمري
26-10-2004, 08:17 PM
رائعة جداً أخي أحمد.

معبرة وقوية ولا أراني إلا أثبتها تقديراً.


لا زلت أرجو أن تراعي التدوير قليلاً فهو سيعطي القصيدة جمالاً وبعداً ومعنى أفضل.
ثق بما أقول.


تحياتي وتقديري
:os:

عبد الوهاب القطب
29-10-2004, 04:23 AM
فارقتها
في يومِ مولدها السعيد مودّعاً
ثمَّ استـــخرتُ شتاتي
وأنا الذي أسكنتها قلمي
لهيباً حارقاً
وأنا الذي أحببتها
كالـطيرِ للشجراتِ
واليوم أوقدتْ السماء بريقها
وهَمَتْ بغيثٍ
لاهب القطراتِ


اخي الشاعر الجميل

احمد


لله انت ما اجملك

همساتك دغدغت روحي ووجداني

تحيات معجب بشعرك الم}ثر

الي بالمزيد

المخلص

عبدالوهاب القطب

د.جمال مرسي
29-10-2004, 08:59 PM
رائعة جديدة لك أخي أحمد
اقف أمامها مقدرا منبهرا
شعرك في التفعيلة بالفعل شعر راق
فإلى الأمام دائما
د. جمال