المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى روح الشهيد القائد ثابت ثابت مع الإعتذار



ناصر ثابت
02-10-2004, 01:23 AM
استشهد عمي الشهيد القائد ثابت ثابت بتاريخ 31-12-2000 اغتيالا، وكان قائداً وطنيا يحظى باحترام الكثيرين في فلسطين.. وقد رثيته بالقصيدة التالية متأخراً.. لذلك اعتذرتُ له.. راجيا أن تنال إعجابكم:

إلى روح الشهيد القائد ثابت ثابت مع الإعتذار
24 شباط 2004

http://kataebaqsa1.com/modules/4nAlbum/album/shohada/thabet.jpg



(1)

لا زلتُ أذكرُ كيفَ باغتَه الجنودْ

لا زلتُ أذكرُ كيفَ كفَّنه رفاقُ الدربِ بالحناءِ

و اتجهوا إلى صمتِ اللحودْ

"ظنوا عيونَك قد تغيبُها اللحودْ"

لا زلتُ أذكرُ صوتَه

وعيونَه..

آهٍ من العينينِ

تنطلقان في كلِّ الزوايا والحدودْ

هذا هو البطلُ الشهيدْ

يعتاشُ في عليائِه من روعةِ الأحلامِ
يكبرُ في رياضِ اللهِ

تذكرُه ارتعاشاتُ الفؤادِ..

ورقةُ الأملِ السعيدْ



(2)

لا زلتُ أذكرُ كيفَ كفَّنَه الرفاقُ بباقةٍ من دمعِهم

كانت أناملُه تتمتمُ بالقصيدْ

لا زلتُ أذكرُ كيفَ كانَ معطراً..

من أغنياتِ اللهِ

حتى قبلَ أنْ يغتالَه حقدُ الجنودْ

لا زلتُ أذكرُ بعضَ قدرتِه على صُنعِ البُطولَةِ

دونَ أن يحتاجَ يوماً للكلامْ

لا زالتِ الأفراحُ تخرجُ منه شامخةً

وصوتُ الكبرياءِ يطيرُ من عينيهِ

والعشقُ المعتقُ يرتمي في حضنِه

بين الكرامةِ والزنودْ

عينان رائعتان ترتكبان ألوانَ الشهامةِ

كانت الأيامُ تحسدُه على لغةِ الأسودْ

كان الذين يحاولون خصامَه

يتطايرون بلا دمٍ

ويفكرون بكل ما في الأرضِ من عَبثٍ

ويعترفون للبحرِ العظيمِ بذنبهم

في كل يومٍ خاصمَ الإنسانُ بحراً

كان يحلمُ أن يعودْ



(3)

لا زلتُ أذكرُ صوتَه

ذاكَ المُحيَّا في صلاة الفجر لا يرضى السجودْ

هذا الفلسطيني ماتت فوق كفيه السلاسلُ

والزنازينُ الحقيرةُ

والقيودْ

لا زالت الأشجارُ تحملُ روحَه

بعد الرحيل

إلى السماء

وتزورُها في كلِّ أيامِ الشتاءْ

حتى الطيورُ تعلمتْ

أن الشهيدَ يصيرُ مِسكاً

عندما يأتي المساءْ



(4)

لا زلتُ أذكرُ كيفَ عاشَ الناسُ ساعاتِ الذهولْ

والديرةُ اتشحتْ بلونِ الظلمةِ السوداءِ

عدتَ إلى قصائدِنا لترشدَنا

إلى فن الرحيل

"لا يرحلُ الشهداءُ في فن الرحيل"

لا يعرفُ الشهداءُ غيرَ العشقِ

والميلادِ

والتحليقِ في كل الفصولْ

لا زلتُ أذكرُ يا حبيبَ الأوفياء

كيف التزمتَ بما تحاولُ أن تقولْ

كانتْ حَكايا المرجِ عائدةً إلى أفعالِك الحُسنى

من السفرِ الطويل

هذا الفلسطينيُّ أعظمُ من تفاصيلِ الغزاةْ

هذا الفلسطينيُّ يعرفُ كيفَ يهزمُ خصمَه

هذا الفلسطينيُّ لا يرضى بأنصافِ الحلولْ



(5)

لا زالت الأزهارُ رائعةً على شفتيكَ

كنتَ حكايةً للراغبين بنشوةِ النصرِ الأكيدْ

كانت قصائدُ وجهكَ العصماءُ

مشفقةً علينا

خذنا إلى عينيكَ يا أسدَ المواقفِ

إننا نهوى الأُسودْ

عبد الوهاب القطب
02-10-2004, 01:36 AM
اخي الحبيب

والشاعر الصادق ناصر

رحم الله الشهيد البطل عمك رحمة واسعة

وادخله فسيح جناته.

هذه من اجمل ما قرأت من الشعر الصادق الآتي

من الأعماق .. حقا انت شاعر مبدع ورائع.

دمت لنا معطاء

تحياتي وحبي واعجابي

المخلص

عبدالوهاب القطب

ناصر ثابت
02-10-2004, 02:45 PM
اخي الحبيب
والشاعر الصادق ناصر
رحم الله الشهيد البطل عمك رحمة واسعة
وادخله فسيح جناته.
هذه من اجمل ما قرأت من الشعر الصادق الآتي
من الأعماق .. حقا انت شاعر مبدع ورائع.
دمت لنا معطاء
تحياتي وحبي واعجابي
المخلص
عبدالوهاب القطب

أشكرك على هذا الإطراء أخي العزيز.. الحمد لله أن القصيدة أعجبتك.. لقد كتبتها فعلا وأنا متأثر جداً لفقدان هذا الشهيد..

الشاعر المبدع الصادق هو أنت... فشكرا لك أنك أشركتني معك في هذه الصفة.. آمل أن أكون مستحقا لها فعلا
اسمح لي يا صديقي أن أرفق صورة الشهيد هنا.. وأكون شاكرا لك لو أضفتها الى القصيدة ذاتها...
http://kataebaqsa1.com/modules/4nAlbum/album/shohada/thabet.jpg
كل الاحترام
ناصر

د.جمال مرسي
05-10-2004, 07:25 PM
أخي الحبيب ناصر

أقسم لك أنني من قبل أن أقرأ رد ابن بيسان كنت سأقول لك نفس الكلام

كنت سأقول أن هذه القصيدة فيها من صدق المشاعر و العاطفة ما يغنينا

عن قول أشياء كثيرة .

و هكذا يأتي دزما شعر الرثاء

فما بالك إن كان في شهيد

و ما بالك إن كان الشهيد عمك

و ما بالك ان كان مدرستك و قدوتك

رحمه الله

و جميع شهداءنا

و بارك بك و بمشاعرك النبيلة

تقبل ودي

د. جمال

عبد الوهاب القطب
05-10-2004, 08:14 PM
ايها الاحبة

اسمحوا لي تثبيت هذه الرائعة

فهذا الشعر من أصدق ما قرأت

تحياتي وحبي

ابويوسف

د. سمير العمري
06-10-2004, 03:29 PM
أخي الكريم ناصر:

رحم الله عمك رحمة واسعة وغفر له.

قصيدة حملت الصدق والتألم بخطاب مباشر وفخر ظاهر.

أرى حاجتها إلى تدوير العديد من الأسطر.

دمت بخير ورحم الله عمك الشهيد
:os:

ناصر ثابت
07-10-2004, 09:25 AM
أخي الكريم ناصر:
رحم الله عمك رحمة واسعة وغفر له.
قصيدة حملت الصدق والتألم بخطاب مباشر وفخر ظاهر.
أرى حاجتها إلى تدوير العديد من الأسطر.
دمت بخير ورحم الله عمك الشهيد
:os:

أخي العزيز سمير.. شكرا لك على هذه المشاعر اللطيفة.. رحم الله جميع الشهداء...

بخصوص التدوير.. ما رأيك بقصيدة محمود درويش التالية:

أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي..
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا مت،
أخجل من دمع أمي!

أرى ان التفعيلات لم تكتمل في السطر الواحد إنما في الذي يليه في أكثر من موضع...

شكرا لك مرة أخرى.. يشرفني هذا الحوار الراقي معك أيها الشاعر الفذ..

ناصر

د. سمير العمري
08-10-2004, 01:15 AM
محمود درويش ليس ممن يعتد به ولا أراه من المقدمين في الشعر.

تحياتي وتقديري
:os:

ناصر ثابت
08-10-2004, 01:55 AM
يا هلا بالدكتور سمير... ليلتنا أنس:v1:
ولا تزعل نفسك أخي العزيز..ما رأيك بسميح القاسم؟

من هنا
من مطهر الأحزان في ليل الجريمة .
أيها العالم ، تدعوك العصافير اليتيمة .
من هنا من غزة الموت،
ومن جينين ، والقدس القديمة ...

أيها العالم ندعوك
فرد الغاز ، والنابالم ، والأيدي الأثيمة !

إذا ما عجبك القاسم بنجبلك غيرو D: .. إنتا تؤمر أمر :010:

المعجب بك وبشعرك..
تلميذك..
ناصر

بندر الصاعدي
13-10-2004, 05:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
ناصر
رحم الله عمك والمجاهدين من هذه الأمة وتقبلهم شهداءَ أحياء عنده سبحانه وأسكنهم فسيح جناته

لاشكَّ في أنَّ الرثاء من أصدق الأغراض خصوصاً إذا كانت الصلة بمن يُرثى قوية وقريبة وكان في مرتبةٍ عالية سامية ..

بخصوص التدوير :
القصيدة جاءت مدورة في مجمل مقاطعها وكان التدوير موفق عدا سطيرن هما :
عينان رائعتان ترتكبان ألوانَ الشهامةِ ..

كانت الأيامُ تحسدُه على لغةِ الأسودْ

لاحاجة للتدوير هنا خصوصاً أن الفكرة في السطر انتهت بنهايته فلا بدَّ من الابتداء بسطر جديد لا يحتاج إلى التدوير , كأنْ نقول " عينان والأيام تحسده .... " .
وأشير هنا إلى " ترتكبان " لم أستسغها بما يناسب المعنى فوددت لو كانت " تحتويان " .

-والديرةُ اتشحتْ بلونِ الظلمةِ السوداءِ ..

عدتَ إلى قصائدِنا لترشدَنا
وهنا نفس ما سبق , فلو قلنا " بِدِماكَ عدتَ إلى ... " لكان أسلس من التدوير وأجمل من حيث المعنى "
- لا زالت الأزهارُ رائعةً على شفتيكَ ..

كنتَ حكايةً للراغبين بنشوةِ النصرِ الأكيدْ
نفس ما سبق
..
هذا فيما يخص التدوير أما بعض الملاحظات عليها سأوردها للحوار وهي :
- يعتاش .. ما مدى صحة تصريفها على هذا النحو ؟
- أغنيات الله .. ما هي هذه الأغنيات ؟
- لا يرضى السجود .. من , ولمن ؟

لك التحية والتقدير
دمت بخير
في أمان الله .

ناصر ثابت
17-10-2004, 10:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
ناصر
رحم الله عمك والمجاهدين من هذه الأمة وتقبلهم شهداءَ أحياء عنده سبحانه وأسكنهم فسيح جناته

لاشكَّ في أنَّ الرثاء من أصدق الأغراض خصوصاً إذا كانت الصلة بمن يُرثى قوية وقريبة وكان في مرتبةٍ عالية سامية ..

بخصوص التدوير :
القصيدة جاءت مدورة في مجمل مقاطعها وكان التدوير موفق عدا سطيرن هما :
عينان رائعتان ترتكبان ألوانَ الشهامةِ ..

كانت الأيامُ تحسدُه على لغةِ الأسودْ

لاحاجة للتدوير هنا خصوصاً أن الفكرة في السطر انتهت بنهايته فلا بدَّ من الابتداء بسطر جديد لا يحتاج إلى التدوير , كأنْ نقول " عينان والأيام تحسده .... " .
وأشير هنا إلى " ترتكبان " لم أستسغها بما يناسب المعنى فوددت لو كانت " تحتويان " .

-والديرةُ اتشحتْ بلونِ الظلمةِ السوداءِ ..

عدتَ إلى قصائدِنا لترشدَنا
وهنا نفس ما سبق , فلو قلنا " بِدِماكَ عدتَ إلى ... " لكان أسلس من التدوير وأجمل من حيث المعنى "
- لا زالت الأزهارُ رائعةً على شفتيكَ ..

كنتَ حكايةً للراغبين بنشوةِ النصرِ الأكيدْ
نفس ما سبق
..
هذا فيما يخص التدوير أما بعض الملاحظات عليها سأوردها للحوار وهي :
- يعتاش .. ما مدى صحة تصريفها على هذا النحو ؟
- أغنيات الله .. ما هي هذه الأغنيات ؟
- لا يرضى السجود .. من , ولمن ؟

لك التحية والتقدير
دمت بخير
في أمان الله .

أستاذي الكريم بندر الصاعدي..
أنت لا تدري مدى سعادتي بتشريفك لقصيدتي المتواضعة
أنت أخ كريم وأستاذ رائع..

بخصوص التدوير.. لقد أشبعناه (سمير وأنا) نقاشا وحوارا من قبل.. ولكن لكثرة الإلحاح في الحديث عنه سأضع هنا وعدا أن آخذه بعين الاعتبار في القصائد التالية إن شاء الله... المهم عندي أن أحوز على رضاك ورضى الدكتور سمير :005:

بالنظر إلى أسئلتك التالية.. أقول:
إن الفعل "يعتاش" فعل مزيدُ على وزن يفتعل.. أصله عاش.. مضارعه يعيش... ووبالزيادة يصبح يعتاش... مثل باع يبيع يبتاع...
والزيادة هنا تفيد الاتخاذ : وهو اتخاذك الشيء أصله ، بمعنى ألا يكون ذلك الأصل مصدرا ، وإنما يكون من باب اتخاذك أصل الشيء لنفسك .
نحو : اختدم الرجل . أي : اتخذ لنفسه خادما

ومع ذلك لم أجد الفعل اعتاش في المعجم... لذلك لا بد أن نستشير أهل اللغة إن كان هذا الفعل يقبل هذه الزيادة.. سأسألهم وسأقوم بموافاتك بآخر التطورات أولا بأول.. وإن كان لا بد من التصحيح فسأصحح وأنا شاكر لك على تنبيهي لهذه المسألة...:v1:

اغنيات الله: هنا أقصد كل شيءٍ جميل في رحاب الله.. وهو تعبير رمزي ممكن أن تستبدله بنعم الله ... برحمة الله أو ملكوت الله... أو ما شابه...

وأخيرا فإن قصدي ب "لا يرضى السجود" لا يقبل الشك أنه لا يرضى الخنوع والذل والانكسار وقد كان عمي رحمه الله هكذا... الالتباس حدث لأنني استخدمتُ (في صلاة الفجر) وأنا قصدت بها في الطريق إلى الحرية لأن الشعر هنا رمزي...

سأصححها إلى (في دروب الفجر)...

ربما تستطيع أن تغيرها لي في القصيدة هنا.. وأكون لك من الشاكرين..

تحياتي الحارة لك.. والسلام عليكم
ناصر

ناصر ثابت
19-10-2004, 08:48 AM
أخي العزيز بندر حفظه الله
رأي أهل اللغة هو صواب استخدام اعتاش كفعل مزيد حتى لو لم يكن موجودا في المعجم.. لأن أصله عاش (وهو موجود في المعجم) والزيادة التي حدثت جعلته على وزن افتعل...
لكنهم في ذات الوقت قالوا إن استخدامه قليل جدا.. فكأنه فعل غريب..

أنا شخصياً أسمعه بكثرة... نقول فلان عنده حقل يعتاش من محصوله وفلان يعتاش من مهنة الطب... الخ

أرجو أن تكون هذه الملاحظات كافية لإثراء النقاش... ولدعم استخدام "يعتاش" في القصيدة..

كل التحية والتقدير
ناصر