المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بمعروف



د. سمير العمري
24-02-2012, 12:11 AM
أَشعَلَتِ الشَّمعَةَ المُعَطَّرَةَ العَاشِرَةَ أَمَامَهَا ثُمَّ انْثَنَتْ فِي رِقَّةٍ تُلَمْلِمُ أَطْرَافَ شَالِهَا المُخْمَلِيِّ عَلَى ثَوبِهَا الحَرِيرِيِّ ، وَأَسنَدَتْ خَدَّيهَا عَلى رَاحَتيهَا تَتَأَمَّلُ فِي صَمْتٍ تِلكَ الثُلُوج التِي تَهْطلُ بِرِفقٍ وَهُدوءٍ مِن خَلْفِ نَافِذَتِهَا ، تَتَرَقَّبُ بِشَوقٍ ظَاهِرٍ وَقَلَقٍ بَادٍ لا يَمْنَعُ بَسْمَةً هَادئَةً أَنْ تَسْكُنَ أَطْرَافَ شَفَتَيهَا. كَانَتْ قَدْ أَعْتَدَتْ لَهُ مُتَّكَأً عَلى أَرِيكَةٍ وَثِيرةٍ ، وَزَيَّنَتْ المَائِدةَ بِمَا يُحِبُّ مِن طَعَامٍ ، وَأَطْلَقَتْ مِن زَاوِيَةٍ بَعِيدَةٍ رَجْعَ مُوسِيقَى هَادِئَةٍ يَرُوقُ بِهَا. أَجَالَت النَّظَرَ مَرَّةً أُخْرَى لتَتَأكَّدَ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ عَلَى مَا يُرامُ ثُمَّ عَادَت تُسْنِدُ وَجْهَهَا عَلَى رَاحَتيهَا وَتَتَرَقَّبُ فِي هُدُوءٍ وُصُولَهُ.

عَشْرُ سَنَوَاتٍ مَرَّتْ مُنْذُ التَقَتْهُ ، وَمَا زَالَ هَذَا الوُدُّ يَكْبُرُ حَتَّى بَاتَ حُبًّا بَنَى لَهُمَا بَيتًا أَسَاسُهُ المَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ وَالاحْتِرَامُ المُتبَادَلُ. ابْتَسَمَتْ وَهِيَ تَسْتَعِيدُ ذِكْرَياتِ السِّنِين الدَّافِئَةَ وَالعِشْرَةِ الطَّيِّبَةِ وَالآمَالَ وَالآلامَ. قَدْ أَسْعَدَنِي هَذَا الرَّجُلُ وَوَفَّرَ لِي حَيَاةً أَحْبَبْتُهَا وَمَا مَسَّنِي بِسُوءٍ قَط حَتَّى وَإِنِ انْزَعَجَ أَو تَبَرَّمَ. هُوَ مَا انْفَكَّ مَعِي سَمْحًا كَرِيمًا وَلَسْتُ أَدْرِي لِمَ أَشْعُرُ بِهَذَا الفَرَاغِ فِي صَدْرِي وَهَذَا القَلَقِ يَعْتَرِينِي مُنْذُ شُهُورٍ.

التَفَتَتْ نَحْوَ صُورَتِهِمَا حَيثُ ابْتَسَامَتُهُ وَابْتِسَامَتُهَا وَمَدَّتْ يَدَهَا تَرْفَعُ الصُّورَةَ وَتُقَبِّلُ ابْتِسَامَتَهُ تِلكَ ، تُناجِيهِ بِبَعْضِ وَلَهٍ وَوَجْدٍ ثُمَّ تُعِيدُهَا إِلى مَكَانِهَا. لِمَ هَذَا الوَجْدُ يَجْتَاحُنِي؟؟ وَلِمَ أَشعُرُ بِهِ حَائِرًا وَأَرَاهُ وَجِيدًا تَهْرُبُ نَظَرَاتُهُ مِنِّي وَبَعْضُ دَمْعٍ حَبِيسٍ فِي عَيْنَيهِ يُفْصِحُ؟ لَيتَهُ يُصَارِحُنِي بِمَا يُؤْلِمُهُ فَأُهَدْهِدَ رُوحَهُ وَأُلَمْلِمُ شَتَاتَ مَشَاعِرِهِ. لَيتَهُ يُفْصِحُ لِي عَمَّا يُتْعِبُهُ فَلَيسَ ثَمَّةَ مَنْ يَهْتَمُّ لَهُ وَلِرَاحَتِهِ مِثْلِي!

انْتَبَهَتْ مِنْ خَيَالِهَا إِذْ وَصَلَ فَسَارَعَتْ وَهِيَ تَمْسَحُ بَقَايَا دُمُوعٍ بَرِيئَةٍ وَتَرْسِمُ بَسْمَةً كَبيرَةً تَسْتَقْبِلهُ بِهَا تُغَالِبُ وَجْدَهَا . قَبَّلَ جَبِينَهَا وَضَمَّهَا بِحُنُوٍّ ثُمَّ ابْتَسَمَ شَاكِرًا مَا يَرَى مِنْ حَفَاوَةِ اللِقَاءِ ونَسَائِمِ العِطْرِ فِي الأَجْوَاءِ. أَمْسَكَتْ يَدَهُ بِرِقَّةٍ بَعْدَ أَنْ تَنَاوَلا الطَّعَامَ تَتْبَعُهُ إِلى حَيثُ المُتَّكَأِ وَهِيَ تَهْمِسُ بِدَلالٍ:
- اشْتَقْتُ لَكَ يَا جُوزِيفُ.
- وَأَنَا أَكْثَرُ يَا مَارِيَّا.

جَلسَ وَجَلَسَتْ ، وَعاَد الصَّمْتُ يَسُودُ المَكَانَ ؛ عَيناهَا تَبحًثُ عَن عَينيهِ الهَارِبتينِ حَتَّى اصْطَادَتهُمَا بِنَظْرَةٍ وَدَمْعَةٍ. تَنَحْنَحَ مُرْتَبِكًا ثُمَّ قَالَ:
- هِيَ زَمِيلَتِي فِي العَمَلِ. لَسْتُ أَعْلَمُ كَيفَ تَسَلَّلَتْ إِلى قَلبِي الذِي يُحِبُّكِ حُبَّا جَمًّا. حَاوَلْتُ الهَرُوبَ وَحَاوَلَتْ فَلَمْ نُفْلِحْ. تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحِبُّكِ وَأُرِيدكِ وَلَكنَّنِي مُتَعَلِّقٌ بِهَا أَيضًا بِشَكلٍ يَستَولِي عَلَيَّ وَأَشعُرُ بِحُبِّهَا وَحَاجَتِي لَهَا. هِيَ لَيستْ أَجْمَلَ مِنْكِ وَلا أَرَقَّ وَلَكنْ بِينَنَا مِنَ الاهْتِمَامَاتِ والمُيُولِ مَا يَجْعَلُنِي لا أَسْتَطِيعُ إِلا أَنْ أُحِبَّهَا وَأُرِيدَهَا.
- ....
- أَنَا أُصَارِعُ مَشَاعِرِي هَذِهِ مُنذُ حِينٍ وَأَهْرُبُ مِنْ كُلِّ شِيءٍ إِلَيكِ ؛ أَنْتِ التِي لا مِثلكِ حُنُوًّا وَرِقَّةً وَوَفاَءَ ، وَلَكِنِّي أَفْشَلُ وَأَتَأَلَّمُ بَينَ رَغْبَتِي بِكِ وَرَغْبَتِي بِهَا.

مَالَ عَلَيهَا - وَقَد خَذَلَتْهُ عَينُهُ - وَضَمَّهَا بِرِفْقٍ:
- سَامِحِيني حَبيبَتِي ، مَا قَصَدْتُ أَنْ أُؤْذِيَكِ بِشَيءٍ وَأَنْتِ مَنْ أَغْدَقَ عَلَيَّ بِحُبِّهِ وَاحْتَمَلَ مِنِّي نَزَقِي وَشَارَكَنِي الحَيَاةَ بِحُلوِهَا وَمُرِّهَا.
- لا تَعْتَذِرْ حَبِيبي! لا كُنْتُ وَلا كَانَ مَنْ يَضْطَرُّكَ لأَلَمٍ أَو اعتِذَارٍ!

غَالَبتْ تَمْسَحُ دُمُوعًا ثُمَّ أَرْدَفَتْ:
- أَنْتَ عِنْدِي كُلُّ هَذِهِ الحَياةِ وَمَا أَرَدْتُ يَومًا سِوَاكَ ، وَلَيتَ فِي القَانُونِ مَا يَسْمَحُ فَأَظَلُّ زَوْجَكَ مَا عِشْتُ ، وَتَكُونُ هِيَ لَكَ زَوجًا أحْتَرمُ وُجُودَهَا في حَيَاتِكَ ، لَكِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مِمَّا لا يَسْمَحُ بِهِ قَانُونُ الدَّولَةِ وَلا حَتَّى الكنِيسَةُ ، وهَا بَاتَ عَلَيكَ أَنْ تَخْتَارَ بَينَنَا غَيرَ مُذَمَّمٍ ، وَإِنِّي لَولا أَنْ تَظُنَّ بِي غَضَبًا مِنْكَ أَو نُفُورًا عَنْكَ لَسَارَعْتُ أُفْسِحُ لَهَا المَكَانَ الذِي يَسْعَدُ بِهِ قَلْبُكَ وتهْنَأَ بِهِ نَفْسُكَ.

اتَّصَلَتْ بِهَا بَعْدَ أَيَّامٍ تُعَدِّدُ مَنَاقِبَ جُوزِيفَ وَتُوصِيهَا بِهِ خَيرًا وَتَتَمَنَّى لَهُمَا السَّعَادَةَ وَالسُّرُورِ وَتَسْتَأْذِنُهَا فِي أَنْ تَكُونَ صَدِيقَةً لَهُمَا تَطْمَئِنُ عَلَيهِمَا بَينَ الحَينِ وَالحِينِ
.
أَغْلَقَتِ الهَاتِفَ وَالتَفَتتْ إِلَيهِ تُغَالبُ دَمْعةَ فِرَاقٍ بَابْتِسَامَةِ وُدٍّ وَقَالَتْ:
- أَتَمَنَّى لَكُمَا السَّعَادَةَ ، وَسَأَكُونُ لَكَ دَومًا حَيثُ وَضَعْتَنِي لا يَكُونُ مِنِّي إِلا مَا تُمْلِيهِ فُرُوضُ الحُبِّ الصَّادِقِ. هَلْ تَسْمَحُ لِي بِالاحْتِفَاظِ بِهَذِهِ االصُّورَةِ ذِكْرَى عَهْدٍ مُحَبَّبٍ جَمِيلٍ؟

عَانَقَهَا وَقَبَّلَ رَأْسَهَا وَاخْتَلَطَتْ بَينَهُمَا دُمُوعُ الشَّوقِ وَالفِرَاقِ.

**************


لَمْلَمَ يُوسُفُ بَقَايَا أَورَاقِهِ بَعْدَ يَومٍ جَامِعِيٍّ طَوِيلٍ ، وَأَسْرَعَ يَلْبسُ مِعْطَفَهُ الثَّقِيلِ مُحَدِّقًا عَبْر النَّافِذَةِ يَنْظُرُ لِنَهَارٍ شُتْوِيٍّ تَكَادُ تَتَفَطَّرُ مِنْ بَرْدِهِ أَكْبَادُ الصُّخُورِ. كَانَ عَليهِ أَنْ يُسْرِعَ لإتْمَامِ بَعْضَ أَوْرَاقٍ عَلَى مَكْتَبِهِ فِي عَمَادَةِ الكُلِيَّةِ ثُمَّ يَنْطَلِقُ لِتَسجِيلِ بَرْنَامَجٍ مُهِمٍّ لإِحْدَى القَنَواتِ الفَضَائِيَّةِ.

- هَذَا مِلَفُّ طَالبٍ يَرْجُو فِيهِ إِعْفَاءَهُ مِن الرُّسُومِ الجَامِعِيَّةِ لِظَرفِهِ الصَّعْبِ ، وَهَذَا مِلَفٌّ جَهَّزْتُهُ لَكَ حَولَ دِرَاسَتِكَ "تَأثِيرُ الحَالَةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ عَلى مُسْتَوَى التَّحْصِيلِ". سَأُجَهِزُّ لَكَ الآنَ فِنْجَانًا مِن القَهْوَةِ وَأُحَضِّرُ لَكَ بَعْضَ أَورَاقٍ تَخُصُّ لِقَاءَكَ التِّلْفَازِي بَعْدَ قَلِيلٍ.

ابْتَسَمَ لَهَا مُمْتَنًّا ثُمَّ أنْهَمَكَ فِي إِنْهَاءِ المِلَفَّاتِ سَرِيعًا قَبلَ أَنْ يَدْهَمَهُ الوَقْتُ. هِيَ زَمِيلَتُهُ أَسْتَاذَةٌ تُشَارِكُهُ تَخَصُّصَهُ وَبَعْضَ مَسؤُولِيَاتٍ جَامِعِيَّةٍ أُخَرٍ ، لَكِنْ كَانَ لِلقَدَرِ مَسَارُهُ وَلِلقَلْبِ قَرَارُهُ فَقَدْ شَغَفَهَا حُبَّا بَدَمَاثَتِهِ وَوَقَارِهِ وَرُقِيِّ هِمَّتِهِ. وَمَا زَالتْ تُؤْثِرُهُ عَلَى نَفْسِهَا وَتَتَفَانَى فِي رِضَاهُ وَرِعَايَتِهِ بِرِفْقٍ وَصِدْقٍ حَتَّى وَجَدَ قَلْبَهُ يَنْسَاقُ إِلَيهَا بِلا تَكَلُّفٍ وَنَفْسَهُ تُنَازِعُهُ مَيلَهُ إِلَيها وحِرْصَهُ عَلَى زَوْجٍ يَودُّهَا وَيَسْعَى فِي سَعَادَتِهَا وَرِضَاهَا لا يَرُدُّه عَنْ ذَلِكَ مَا يَجِدُ مِنْهَا مَن كَدَرِ مُغَالِبٍ وَجَدَلِ مُجَاذِبٍ.

لَمْ يَنْسَ مَا كَانَ مِنْ كَدَرٍ أَثَارَتَهُ البَارِحَةَ فَاشْتَرَى طَاقَةَ وَرْدٍ أَنِيقَةٍ فِي طَرِيقِهِ لِلبَيتِ بَعْدَ لِقَاءٍ نَاجِحٍ. لَقَدْ أَحَبَّهَا وَتَوَدَّدَ لَهَا رَغْمَ زَواجِهِ التَّقْلِيدِي وَألْزَمَتْهُ أَخْلَاقُهُ أَنْ يَحْتَمِلَ مِنْهَا وَأَن يَجِدَ لَهَا العُذْرَ تلوَ العَذرِ ، وَاحْتَوَاهَا فَلَمْ يَضِقْ يَومًا ذَرْعًا بِمَا سَاءَهُ مِنْ نَزَقِهَا وَتَجَاهُلِهَا لِمَشاعِرِهِ بَلْ وَاسْتِخْفَافِهَا بِقَدْرِهِ الذِي يَوَقِّرُهُ الجَمِيعُ.

دَخَلَ البَيتَ بِابْتسَامَةٍ عَرِيضَةٍ يَبْحَثُ عَنْهَا حَتَّى وَجَدَهَا تَحْتَسِي القَهْوَةَ بِعُبُوسٍ ظَاهرٍ زَادَ فِي أَثَرِهِ شَعَرٌ لَمْ يُسَرَّحْ وَمَلابِسُ لَمْ تُهَنْدَمْ. جَلَسَ إِلَى جِوَارِهَا يَحْتَضِنُهَا فَدَفَعَتْهُ عَنْهَا. قَدَّمَ لَهَا طَاقَةَ الوَرْدِ مُبْتَسِمًا فَأَمْسَكَتَهَا تَنْظُرُ باسْتِخْفَافٍ وَقَالَتْ:
- أَهَذَا كُلُّ مَا قَدِرْتَ عَليهِ؟
- لا شَيءَ فِي الكَونُ أَثْمَنُ عِنْدِي مِن ابْتِسَامَتِكِ يَا مَرْيَمُ ، وَلَمْ يُسْعِفُنٍي وَقْتِي اليَومَ لأَكْثَرِ مِنْ هَذَا ، وَالوَرْدُ جَمِيلٌ عَاطِرٌ كَشَوقِي وَعِشْقِي.
- هَذَا مَا أَجِدُ مِنْكَ دَومًا ؛ كَلامًا رَقِيقًا تُخَاتِلنِي بِهِ ، وَحَدِيثًا عَنْ شِوقٍ وَعِشْقٍ لا أَجِدُهُ مِنْكَ ، وَوَرْدًا لا قِيمَةَ لَهُ تَظُنُّ أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ رِضَاي.
- هَلْ سَتَبْدَئِينَ مُجَدَّدًا؟ عَشْرُ سَنَواتٍ عِشْناهَا سَوِيَّةً لَمْ أحْرِمْكِ مِنْ شَيءٍ مَادِّيًّا كَانَ أَو مَعنَويَّا ، أَمْسَكْتُكِ بِمَعْرُوفٍ وَحَفِظْتُكِ فِي نَفْسِي ، وَاحْتَمَلتُ مِنْكِ الجَورَ حُكْمًا وَالكَدَرَ عاَدَةً وَالجُحُودَ استِزَادَةً ، وَحَرِصْتُ جَهْدِي لأَكُونَ لَكِ نِعْمَ الزَّوْجِ الحَافِظِ وَالشَّرِيكِ الحَانِي ، وَلَستُ .....
- أَأَنَا مَنْ يَبْدَأُ أَمْ أَنْتَ؟؟ عَشْرُ سَنَواتٍ وَأَنَا أَحْتَمِلُ مَعِيشَتِي مَعَكَ وَمَا عُدْتُ أُطِيقُ هَذَا. أَنْتَ لا تُقَدِّرُ قِيمَة ما عِندِك أَمْ تُرَاكَ نَسِيتَ كَمْ تَقَدَّمَ لِي مَنْ هُمْ خَيرٌ مِنكَ ، وَكَانُوا قَادِرِينَ عَلَى أَنْ يُوَفِّرُوا لِي حَيَاةً أَفْضَل مِنْ حَيَاتِكَ المُقْرِفَةِ هَذِهِ. وَيحِي كَيفَ رَفَضْتُهُمْ وَقَبِلْتُ بِكَ! سَامَحَ اللهُ أَبِي.
- وَسَامَحَ اللهُ أُمِّي ، وَلَكِنِّي أُوَفِّرُ لَكَ حَيَاةً كَرِيمَةً وَأُسْرَةً مُحْتَرَمَةً وَأَحْفَظُكِ بِالمَعْرُوفِ.

حَاولَ أَن يَضُمَّهَا إِليهِ بِوُدٍّ فَدَفَعَتهُ عَنْهَا بِغِلْظَةٍ. صَمَتَ قَليلا يَبْتَلِعُ أَلَمَهُ ثُمَّ أَرْدَفَ:
- تَعْلَمِينَ يَا مَرْيَمُ أَنَّكِ مَنْ يَبَادرُ غَالبًا إِلَى الكَدَرِ وَالجَدَلِ والتَّأَفُّفِ ، وَمَا أَتَيتُكِ دَومًا إِلا بِوُدِّي وَوَرْدِي ، فَمَا الذِي لا يُرْضِيكِ فِي حَيَاةٍ يَحلُمُ بِهَا الكَثِيرُ؟ هَلْ قَصَّرْتُ بِحَقِّكِ يَومًا؟؟ هَلْ قَسَوتُ عَلَيكِ يَومًا؟؟ هَلْ ...؟
- لا أَعْلَمُ ، لا أَعْلَمُ! كُلُّ ما أَعْلَمُهُ أنَّكَ مُقَصِّرٌ مَعِي وَقَاسٍ في حُكْمِكَ عَلَيَّ.
- التَّقْصِيرُ وَالقَسْوَةُ مَعَانٍ تَخْتَلِفُ بِحَسْبِ وُجْهَاتِ النَّظَرِ وَمَآرِبِ النُّفُوسِ ، وَإِنَّمَا يَحْكُمُ فِيهِمَا التَّجَرُّدُ وَالصِّدْقُ مَع النَّفْسِ ، وَأَنَا أُحَاسِبُ نَفْسِي تَهذِيبًا كُلَّمَا تَجَاوَزَتْ فَمَا مِنْ أَحَدٍ بَلَغَ حَدَّ الكَمَالِ فَهَلْ بَلَغْتِ؟
- يَكْفِينِي جَمَالِي هَذَا وَكَانَ عَليكَ أَنْ تَكُونَ شَاكِرًا أَنِّي زَوجُكَ. مَنْ كَانَ سَيَقْبَلُ بِكَ إِلا حَمْقَاءُ مِثْلِي؟.

ابْتَسَمَ بِمَرَارَةٍ وَهُوَ يَنْظُرُ بِهُدُوءٍ إِلَى لِبَاسِهَا وَشَعَرِهَا وَعُبُوسِهَا. تَنَهَّدَ عَمِيقًا بِينَ حَيرَةٍ وَأَسٍف. كَانَ كَثِيرًا مَا يُرَاجِعُ أَمْرَهُ مَعَهَا مُنْذُ تَزَوَّجَهَا ؛ يَأْسَفُ مِنْ تَبَرُّمِهَا وَجُحُودِهَا وَيَتَأَلَّمُ مِنْ إِصْرَارِهَا عَلى أَنْ تَحْشُرَهُ فِي زَاوِيَةِ الاتِّهَامِ بِظُنُونَ لا تُوجَدُ إِلا فِي مُخَيِّلَتِهَا ، وَاليَومَ وَجَدَ نَفْسَهُ أَكْثَرَ إِلحَاحًا فِي أَنْ يوَاجِهَ حِيرَتَهُ وَتَرَدُّدَهُ وَأن يَرحَمَ نَفْسَهُ التِي لَطَالمَا آثَرَ عَلَيهَا ، وَقَرَّرَ.
- حَسَنًا يَا مَرْيَمُ ، فَهُنَاكَ مَنْ تَقْبَلُ بِي وَهِيَ رَاضِيَةٌ رَاغِبَةٌ فَخُورَةٌ ، وَلَعَلَّهُ قَد حَانَ الوَقْتُ لأَتَزَوَّجَ بِهَا.
- مَاذَا؟ هَا أَنْتَ تكْشِفُ عَن غَدْرِكَ وخِيانَتِكَ ، وَسَأَعَلِّمُكَ دَرْسًا لَنْ تَنْسَاهُ إِنْ لَمْ تَتَرَاجَعْ عَنْ قَرَارِكَ هَذَا وتَعْتَذِرْ لِي.
- كَلا لَنْ أَتَرَاجَعَ. وَأَنَا لم أَغْدُرْ وَلَمْ أخْدَعْ وَإِنَّ الذِي أَبَاحَكِ لِي هُوَ مَنْ أَبَاحَ غَيرَكِ. أَنَا لَنْ أَتَخَلَّى عَنْكِ ولَنْ أَهْضِمَ حَقَّكِ ، وَلَكِنِّي أُرِيدُهَا أَيضًا وَأَحْتَاجُهَا.

أَسْرَعَتْ إِلى صُورَتِهِمَا المُعَلَّقَةِ فِي زَاوِيَةٍ مُهْمَلَةٍ عَلَى الجِدَارِ وَنَزَعَتْهَا نَزْعًا ثُمَّ أَلْقَتْهَا عَلَى الأَرْضِ بِنَزَقٍ لِتُحَطِّمَهُ بِهَا إِلى شَظَايَا مِنْ هَشِيمٍ. أَمْسَكَتْ الهَاتِفَ وَهِيَ تُزْبِدُ بَحْثًا عَنْ أَرْقَامِ أَهْلِهَا:
- سَتَنْدَمُ ، وَسَتَدْفَعُ الثَّمَنَ غَالِيًا!

أَمْسَكَ الصَّحِيفَةَ وَهُوَ يَتَحَسَّسَ جُرْحًا فِي رَأْسِهِ وآخَرَ فِي قَلْبِه يَقْرَأُ بِحَسرَةٍ عُنْوَانًا رَئيسِيًا "أُسْتَاذٌ جَامِعِيٍّ يَتَعَرَّضَ لِهُجُومٍ هَمَجِيٍّ مِنْ قِبَلِ مَجْهُولِينَ" ، ثُمَّ التَفَتَ إِلى وَرَقَةٍ وَصَلَتْهُ صَبَاحًا مِنْ مُحَامِيهِمْ تُطَالِبُهُ بِالمُثُولِ أَمَام المَحْكَمَةِ لِدَفْعِ النَّفَقَةِ وَالمُقَاضَاةِ فِي طَلَبِ مُخَالَعَةٍ.

ربيع بن المدني السملالي
24-02-2012, 12:22 AM
- التَّقْصِيرُ وَالقَسْوَةُ مَعَانٍ تَخْتَلِفُ بِحَسْبِ وُجْهَاتِ النَّظَرِ وَمَآرِبِ النُّفُوسِ ، وَإِنَّمَا يَحْكُمُ فِيهِمَا التَّجَرُّدُ وَالصِّدْقُ مَع النَّفْسِ ، وَأَنَا أُحَاسِبُ نَفْسِي تَهذِيبًا كُلَّمَا تَجَاوَزَتْ فَمَا مِنْ أَحَدٍ بَلَغَ حَدَّ الكَمَالِ فَهَلْ بَلَغْتِ؟
ما شاء الله
قصّة رائعة جدّا وهادفة ..
بارك الله فيك وفي قلمك وفكرك النّيّريْن ، كم هي ممتعة نصوصك أستاذنا الكريم د . سمير العمري ، حقّا تمتلك قلماً رائعاً وفكراً خصباً ، زادك الله من فضله
دمتَ ودام هذا الفيض البياني الأدبي أخي الكريم
ولي عودة بإذن الله لأعيد قراءتها مرّات ..
واعذرني أستاذي كنتُ أودّ أن أقول للتثبيت استحقاقاً ولكن للأسف وجدتُ نفسي في قسم القصة وليسَ في قسم النّثر :004:
تحياتي والمودة مع فائق الاحترام

عايد راشد احمد
24-02-2012, 02:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله

دكتورنا الفاضل سمير العمري

تركتنا مع اقصوصتين كلا منهما تحكي واقعة بطرح يختلف عن الاخري في الفهم والحب

الاولي اثنان يعطيان مشاعر لكن الرجل لم يكن علي مستوي عطاء زوجته الا انهما افترقا بمعروف

والثانية جحود من زوجة يقابله تفاني من الزوج لكن النتيجة كانت لا تسر وافترقا بمحكم

نحن امام موقفين متناقضين ونتائج مختلفة

لا اجيد المدح لكن العمل يمدح نفسه

تقبل مروري وتحيتي

نادية بوغرارة
24-02-2012, 02:44 AM
جوزيف و يوسف و عشر سنوات زواج و حب جديد في حياة كل منهما ،

هل يستويان ؟؟

دين مختلف و قوانين مختلفة ، لكن للنفوس كلمتها عند الخطوب .

سألت نفسي :

لمَ تعاطفت مع زوجة جوزيف و لم أتعاطف مع زوجة يوسف ؟؟

و أجبت :

لأنني ملتُ حيث وجدتُ أثرا للمعروف .

قد تبدو القصة الأولى مثالية ، و الثانية واقعية ، لكن مثالية الأولى

لا تعني أنها لا تحدث إلا في الخيال ، و واقعية الثانية لا تعني أنها تعبّر عن السلوك الصحيح .

فمن عرف الحبّ الحقيقي ، تجد التضحية إلى قلبه طريقا معبّدا ،

و يعلم أن الإمساك لا يكون إلا بمعروف ، و ليس بالإجبار و الإكراه ،

و يعلم أن الفراق لا يعني الإنفصال و العداوة .

ذكرتني حالة زوجة جوزيف و هي تستبقي الصورة للذكرى ، بقصيدتي

" عزمت على الرحيل " حين قلت :

مَنِ الهَيْفَاءُ قُرْبَكَ ؟؟ مِنْ حَلاَها = كَإِنّي خِلْتُها دُرَّ اللآلي

سَقَتْكَ بِحُسْنِهَا الفَتَّانِ حَتَّى = رَأَيْتُكَ قَدْ أُسِرْتَ بِلاَ نِزَالِ

هَمَمَتُ بأَنْ أَسِيرَ إِلَيْكَ لَكِنْ = عَدَلْتُ عَنِ المَسِير لِمَا بَدَا لي

سَكَبْتُ مِنَ الفُؤادِ دُموعَ حُزنٍ = فَقَدْ صَارَ اللِّقاءُ مِنَ المُحَالِ

و عُدْتُ إلَى دِيَارِيَ فِي انْكِسَارٍ =و جَمْرُ الوَجْدِ يُلْهِبُهُ اشْتِعَالي

وَمَا غَيْر التَّفّكّرِ لِي أَنِيسٌ = يُعَالِجُ لَهْفَتي وَ بِهِ انْشِغالي

إلَيْكَ أحِنُّ فِي سُهْدِ اللَّيَالِي = كَمَا حَنَّ اليَبيسُ إلَى الطِّلال

أما زوجة يوسف فرأيت أنها تستحق أن يقول لها بعد أن كسرت صورتهما بكل عنف : " أنا لا أراك "

آثَرْتِ نَـقـْضَ عُهُودِنا = فِي طُهْرِهَا شَبّتْ لَظاكِ ؟؟

أَمْـعَـنـْتِ فِي ضَـرْبِ الخَنَاجرِ = و احْتَمَلْتُ ، وَمَا كَفَاكِ

أَذْكَـيـْتِ حِقْدِكِ في دَمي= وَ مَضَـيـْتِ نَاظـِرَةً هَلاكِي

سَـقَـطَ الـقـِنَاعُ، تَكَشَّفَتْ = عَوْرَاتُ قَلْبِـكِ يَا مَلاَكِي

مَا أضْـيـَعَ العـُمـْرَ الـذِّي = أَنْـفـَقـْتـُهُ أَبْـغِي رِضَاكِ

=======

قصتان رائعتان تفرضان على القارئ النظر في أدق جزئياتهما ،

و إجراء المقارنة ليستخرج الفارق بينهما .

الدكتور سمير العمري ،

لنصوصك النثرية و القصصية عبق مختلف قريب من النفس ،

يلمس أعمق أفكارها و يحرّك أبعد تأملاتها .

شكرا لك على ما أتحفتنا به من مشاعر إنسانية ، لا تخلو من زفرات مؤلمة ،

لكنه ألمٌ موَجِّه ، يرسل إشارات تربوية ، فضلا عن الإشارات الأدبية الفنية التي عنوانها :

المدرسة العمرية لفنون الكتابة .

عذرا عن الإطالة فأدبك يثير شجونا ، و مازال هناك الكثير مما يمكن أن يقال .

بوركت و دمتَ بكل خير .

نداء غريب صبري
24-02-2012, 03:36 AM
لن أطيل التعليق على القصة الرائعة التي قرأتها ، وسأكتفي بالدرس التربوي الذي تعلمته منها، والدرس الأدبي الذي نلته بقراءتها
وهل يخرج قاريء من قصة للأمير أو قصيدة من دون فائدة أدبية وفكرية يجد أثرها في لغته وتفكيره؟

أعظم الأدباء من يقدم مع المتعة المنفعة
وهو ما ننال في أدبك أيها الأمير

بوركت

آمال المصري
24-02-2012, 09:19 AM
نموذجان لزوجين كلاهما بلغ من المثالية مداها رغم اختلاف الأديان
انتهت الأولى بالمعروف الذي أمر به سبحانه وتعالى وذكرى عطرة محببة
أما الثانية فرغم الجفاء الذي أودى به لخصاصة العاطفة وتوفير مستنهضات الفرار في وقت لم تُقْدح مكانته في بيته كزوج وقيِّم
بل غض طرفه عن تجاوزاتها , واحتواها حتى أزهق الكأس إلى أصماره فأباح بمكنون قلبه تجاه الأخرى لتكون المعضلة الكبرى
كمن فتح على نفسه باب الجحيم
نهايتان بالفراق نعم .. ولكن الاختلاف كبير بين هذا وذاك
فالأولى نشفق على الزوجة ونقول أن ماسمي القلب إلا لتقلب أحواله
والثاني ننعي الزوج من غوارب امرأة ضغنته رغم ماأفرده لها من مشاعر محبة واحتواء
سيدي الفاضل د. سمير
ماقرأت هنا قصة ..
بل هي مدرسة في التأديب والتهذيب وحسن المعاملة .. مدرسة عُمرية عهدناها دائما في نصوصك شعرية كانت أو قصصية أو نثرية
تترك لنا نهجا نتكئ عليه في حياتنا الاجتماعية
ودرسا قيما نتبع خطاه علنا نحظى ببعض محاولة لاقتفاء آثاره
أمير واحتنا ..
كل حروف الثناء لاتفي
دمت بالخير والرضا
ولكم جل التقدير والاحترام

رشدي مصطفى الصاري
24-02-2012, 11:59 AM
الفاضل د.سمير العمري
يتسمر المرء أمام هذه الشاشة البراقة حينما يتنوع الإبداع...وتنتفض كل حواسه
بل ولابد له أن يستجدي الحاسة الأخرى علها تسعفه فيما يعوزه لفهم بعض المكامن الأدبية هنا وهناك...
ولعمري في ذلك قمة النجاح في هذه الواحة..
وبعد.
سيدي الفاضل
كلما قرأت لك في قصائدك أيقنت أنني في عصر عنترة...لغة قويمة ومفرادت طيعة تنساب بقلم عذب وفكر نير
ولكن أرجو أن يتسع صدرك لشيْ في نفسي..؟!
وأرجو أن تمنحنا بعض الديمقراطية التي نبحث عنها نحن العرب ونبذل الغالي من أجلها...راجياً أن تتوفر في هذه الواحة الرائعة..
وهنا أتوجه للسادة أعضاء المنتدى الموقرين وأقول المديح والتغني الدائم والمغالاة لاتخدم المقصود والهدف
وعندما نقرأ يجب أن نقرأ بتجرد ونحكم ونحلل بواقعية وهدوء ومعاذ الله أن أقصد الإساءة لأي كان
ولكن ياأخوتي ماأوصلنا إلى مانحن فيه هو المغالاة ووو..!!!!
ونعود للقصة.. لغة بديعة ولكن هل ماورد معيار للعلاقات الإنسانية..؟أم حكم على بعض الأشخاص وعلاقاتهم الناجحة أو الفاشلة..
يخلق ميزات وتفاوت في التعبير عن الشرائع السماوية..؟!
والحقيقة لم أقرأ نمطأ قصصيأ مشابهاً كتلك المقاربة...ولاأدري إن كانت تلك المقاربة تخدم القصة القصيرة كما يجب
مع احترامي وتقديري لإبداعكم وسموكم الأدبي

مرمر القاسم
24-02-2012, 02:16 PM
سأضع نقطة عند الأسماء و أضعها نصب عيني " القارئ "
جوزيف = يوسف .
ماريا= مريم .

و لي عودة بعون الله

تحية دكتور سمير

كاملة بدارنه
24-02-2012, 03:13 PM
السّلام عليكم أخ رشدي
وددت التّعليق إن سمحت لي على كلماتك ...

وهنا أتوجه للسادة أعضاء المنتدى الموقرين وأقول المديح والتغني الدائم والمغالاة لاتخدم المقصود والهدف
وعندما نقرأ يجب أن نقرأ بتجرد ونحكم ونحلل بواقعية وهدوء ومعاذ الله أن أقصد الإساءة لأي كان
التّعليقات من قبل الإخوة ليست نقدا، هي آراء تعبّر عن إعجاب أو عدمه بعد قراءة نصّ ما، وأغلبها لا تعتمد على معايير وقوانين نقديّة، حيث لا يعقل أن يكون كلّ القرّاء ناقدين! والمسألة مسألة أذواق أدبيّة، وآراء شخصيّة.

ونعود للقصة.. لغة بديعة ولكن
أنقل تعريفا للقصّة القصيرة :

"سرد قصصي قصير نسبيًا يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن، ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد
في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجّه لها. والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية (أو مجموعة من الشخصيات)
تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائي في موقف. وهذا الصراع الدرامي ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية
للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.

ويقول ( روبرت لويس ستيفنسون) - وهو من رواد القصص المرموقين..
ليس هناك إلا ثلاث طرق لكتابة القصة:
1_ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها.
2_ أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية.
3_ أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.

ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة، تجسدت بأروع صورة في قصص ربّ العالمين في كتابه الكريم مثل قصص الملك داوود، وسيدنا يوسف ، وإبراهيم ومحمد عليهم الصّلاة والسلام.
فكان القرآن الكريم كثيرا ما يحتوي على الأسلوب القصصي ..

وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة
القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة
لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت دور البطولة في السرد القصصي القديم."
والقصّتان المعروضتان أمامنا لم أجد فيهما ما لا يخدم هذا اللّون الأدبيّ من الإبداع .. مع أنّي كنت أفضّل نشر كلّ قصّة على حدة

هل ماورد معيار للعلاقات الإنسانية..؟أم حكم على بعض الأشخاص وعلاقاتهم الناجحة أو الفاشلة..

زوّدتني القصّتان - إن كنّا نبحث عن معايير للحياة الإنسانيّة الاجتماعيّة - بمعرفة أنماط سلوكيّة فرديّة- للرّجل والمرأة - متناقضة، ومن خلال هذه الصّور يمكن التّعرّف على صفات اجتماعيّة، وإن كانت الأحداث متعلّقة بفرد من الأفراد ... فالشّخصيّة في القصّة الأولى ذكرت القيود الكنسيّة في مجتمعها مع أنّها فكريّا وعاطفيّا ضدّ تلك القيود، لكنّها احترمتها. هذا لا يعني أنّها تمثّل مجتعا كاملا، فهناك الكثير من العلمانيين والإباحيين الذين لا يهمّهم أيّ ارتباط بالدّين ... هنا عرض خاصّ من خلال شخصيّة وأحداث جاءت مترابطة، وبمبنى يلائم ما يعرّف بالقصّة القصيرة، ولا أظنّ أنّ الهدف عرض حياة شخصيّة فاشلة أو ناجحة فقط ... هي حالة موجودة وقد تكون بالآلاف ...
والقصّة الثّانية ، أحداثها وشخصياتها ليست غريبة عن مجتمعنا، مع أنّ المرأة صوّرت بصورة سلبيّة جدّا، لكنّها لا تعتبر نموذجا للمرأة العربيّة عامّة، بل نموذجا لشخصيّات موجودة وبكثرة
لهذا، ما ورد هو معيار لحياة خاصّة وعامّة، لكنّها ليست شموليّة وتنطبق على مجتمع بأكمله! ...

والحقيقة لم أقرأ نمطأ قصصيأ مشابهاً كتلك المقاربة...ولاأدري إن كانت تلك المقاربة تخدم القصة القصيرة كما يجب
المقارنة او المقاربة ، جاءت برأيي لتعكس لنا صورتين مختلفتين تظهران في مجتمعين مختلفين لنفس الحالة، ولا أجد غرابة في الأسلوب؛ لأنّي كتبت قصّتين قصيرتين جدّا بنفس العنوان" انسجام زوجين" ولم يعترض النّاقدون ... تقبّله كأسلوب جديد!
أرجو ألّا أكون قد أثقلت
تقديري وتحيّتي

محمد ذيب سليمان
24-02-2012, 03:15 PM
قرأت القصتين
ورأيت انك ما اوردتهما معا وعلى ذات الصفحة
فقط لتجعل القاريءيقارن بين الزوجتين اما الزواجين
فقد كانا يحملان ذالت المواصفات الأخلاقية
من المؤكد اننا سوف نتعاطف مع الزوجة الأولى
وربما نلقي بلائمة كبيرة على الزوج في فعلته بحب اخرى
أما الثانية فنرى اننا فرحنا لقراره بالزواج من اخرى
والحمد لله ان الإسلام قد منح الزوج ان يتزوج باخرى حيث
يستطيع ان تكون له أخرى تمده بشيءمن السعادة المفتقدة مع الأولى

في القصتين عبرة لكل من الرجل والمرأة
ولعل القصة الثانية موجودة بكثرة في مجتمعاتنا والغريب ان الزوجة لا تنتبه
لزوجها ولا تتعظن سلوكها الا بعد ان يتزوج بالثانية وهذا مشاهد بكثرة

لك الألق ودمت مشرقا

مرمر القاسم
24-02-2012, 03:42 PM
هنالك عدة مفارقات في النص " بمعروف" :

المفارقة الأولى جاءت في تبديل الأسماء من الأعجمية إلى العربية.

المفارقة الثانية كانت في الأديان ،و هذه شملت تعدد الزوجات في ديننا الحنيف و الرّحمة في تبيان حق الزوجة في "الطلاق"أولا على عكس الأديان الآخرى و ثانيا على حق الزوج في الاحتفاظ بالزوجة الأولى مع تعدد أزواجه.

المفارقة الثالثة جاءت في الأضداد المثالية و الواقعية ، حيث بيّن الكاتب"دكتور سمير" جمال العلاقة "المثالية" من جوانب عدة مع القليل من "الخيال" حيث أنها بعيدة جدا عن أن تكون قريبة من المجتمع الآخر " المسيحية " فالطلاق و تعدد الزوجات ممنوع في الديانة، لأن الكاتب لم يحدد أي الطوائف المقصودة من تلك الديانة و عليه فإن التعميم هنا أصح و لا يحق لهم الطلاق فقط من الممكن الحصول على وثيقة "هجر" أو شبه طلاق من خلاله يتم وصم المرأة ب "زانية " و الرجل ب " زاني " و عليه فإن المثالية التي أراد الكاتب أن ينقلها إلينا سقطت هنا في هذه النقطة. فلا يمكن لعقل أن يعقل أن تقبل امرأة أن توصم ب"زانية" أو رجل حتى.

المفارقة الرابعة أن القصة الأولى بدأت بــ مريم ، و الثانية بدأت بــ يوسف.

و المفارقة الخامسة جاء على ذكر الوالدين في التعرض إلى استقلالية القرار الشخصي لدينا في الديانة الإسلامية او لدى المجتمع الإسلامي.

لو كان غير الدكتور سمير لسارعت في اطلاق الأحكام على النص و ربما لكنت أتهم الكاتب محاولته لتشويه الصورة الاجتماعية للمسلمين وتجميل المجتمع الآخر،
و لكن لأن الكاتب الدكتور سمير و الذي أكن له الاحترام و اؤمن بأن من وراء النص رسالة لم أقبض على كلها بعد فقد توقفت كثيرا قبل الرد .
و ربما أعود إليها .

دكتور سمير أرجو ألا يغضبك مروري الصريح

تحايا

نادية بوغرارة
24-02-2012, 07:10 PM
لو كان غير الدكتور سمير لسارعت في اطلاق الأحكام على النص و ربما لكنت أتهم الكاتب محاولته لتشويه الصورة الاجتماعية للمسلمين وتجميل المجتمع الآخر،
و لكن لأن الكاتب الدكتور سمير و الذي أكن له الاحترام و اؤمن بأن من وراء النص رسالة لم أقبض على كلها بعد فقد توقفت كثيرا قبل الرد .
و ربما أعود إليها .

دكتور سمير أرجو ألا يغضبك مروري الصريح

تحايا

=========


الغالية مرمر

لولا أن غير مرمر هو من كتب الفقرة المقتبسة لسارعتُ إلى اعتبار كاتبها

ممن يضطهدون الفكرة و قائلَها ، حين تكون نقدا لمجتمعنا ، ويعتبرونها ضربا غير مبرر للإسلام و المسلمين ،

أو يعدونها مؤامرة على تاريخنا وكياننا و مقوماتنا ..

إن ما قام به الدكتور سمير يشبه ما يسمى بجلد الذات ، ليس بغرض تشويهها ،

و لكن بغرض النقر على الأفهام ، و إيقاظ النائمين .

هب أن الدكتور كتب عن أحوال السير و قوانينه في شوارعنا ، و قارن بين شوارع مدن أوروبا

و شوارع مدننا العربية ، أو أنه قارن بين نظام إداري عربي و آخر غربي،

هل سننظر إليه على أنه يتصيد سوءات واقعنا ليقول أن الآخرين أفضل منا و كفى .

و للنظر فيما كان يثيره الأستاذ أحمد الشقيري في برنامجه " خواطر " ،

هل نقول مثلا أن الشقيري يوجه رسالة سيئة عن الإسلام في برامجه ، و هذا هو هدفه ؟؟

أم نقول أنه يعرض واقعا و ينتقده بغية الإصلاح و العودة لما ينبغي أن نكون فيه

أفضل من غير المسلمين ، لأننا أولى بكل خير و معروف ؟؟

الأخت الغالية مرمر ،

لست هنا لأدافع عن نص الدكتور سمير ، بل هي وجهة نظري التي لا أعرف

إن كان الدكتور سمير نفسه يوافقني عليها أم لا .

أعتقد جادة أن قصة الدكتور سمير " بمعروف " تستحق أن تفكك عناصرها التربوية و الإنسانية ،

و أن يتم النقاش حولها ،و الاستفادة من الحوار ، لأنها فعلا نموذج القصة الرسالة .

و هي أيضا نموذج طالما بحثت عنه ، للإجابة عن السؤال التالي :

هل نقرأ النص أم نقرأ كاتبه ، أم هما معا ؟؟؟

سأنتظر عودتك فربما نستفيد جميعا من حوار يثيره الموضوع ، فيثري رصيدنا في أبواب عدّة .

تحية لك و للدكتور سمير و للجميع .

ماهر يونس
24-02-2012, 07:31 PM
دكتورنا النبيل سمير،‏
كيف لتلميذ أن يعلق على أستاذه؟ جمال وتقنيات وخبرة كتابية نحتاج إلى ضعف عمرنا لنصل إلى طرف ثوبها..‏
نموذجين واقعين جدا جدا..وموجودين في عالمنا العربي والإسلامي..وموجودين في العالم الغربي المسيحي أيضا..وربما هذا دفع الأديبه مرمر للتساؤل لما تم إختيار النموذج الأول لامرأة أنيقة غربيا، ولما تم إختيار نموذج المرأة غير الأنيقة ليكون شرقيا؟ لما؟
محبتي وتقديري ال تعرف

مرمر القاسم
24-02-2012, 08:07 PM
=========


الغالية مرمر

لولا أن غير مرمر هو من كتب الفقرة المقتبسة لسارعتُ إلى اعتبار كاتبها

ممن يضطهدون الفكرة و قائلَها ، حين تكون نقدا لمجتمعنا ، ويعتبرونها ضربا غير مبرر للإسلام و المسلمين ،

أو يعدونها مؤامرة على تاريخنا وكياننا و مقوماتنا ..

إن ما قام به الدكتور سمير يشبه ما يسمى بجلد الذات ، ليس بغرض تشويهها ،

و لكن بغرض النقر على الأفهام ، و إيقاظ النائمين .

هب أن الدكتور كتب عن أحوال السير و قوانينه في شوارعنا ، و قارن بين شوارع مدن أوروبا

و شوارع مدننا العربية ، أو أنه قارن بين نظام إداري عربي و آخر غربي،

هل سننظر إليه على أنه يتصيد سوءات واقعنا ليقول أن الآخرين أفضل منا و كفى .

و للنظر فيما كان يثيره الأستاذ أحمد الشقيري في برنامجه " خواطر " ،

هل نقول مثلا أن الشقيري يوجه رسالة سيئة عن الإسلام في برامجه ، و هذا هو هدفه ؟؟

أم نقول أنه يعرض واقعا و ينتقده بغية الإصلاح و العودة لما ينبغي أن نكون فيه

أفضل من غير المسلمين ، لأننا أولى بكل خير و معروف ؟؟

الأخت الغالية مرمر ،

لست هنا لأدافع عن نص الدكتور سمير ، بل هي وجهة نظري التي لا أعرف

إن كان الدكتور سمير نفسه يوافقني عليها أم لا .

أعتقد جادة أن قصة الدكتور سمير " بمعروف " تستحق أن تفكك عناصرها التربوية و الإنسانية ،

و أن يتم النقاش حولها ،و الاستفادة من الحوار ، لأنها فعلا نموذج القصة الرسالة .

و هي أيضا نموذج طالما بحثت عنه ، للإجابة عن السؤال التالي :

هل نقرأ النص أم نقرأ كاتبه ، أم هما معا ؟؟؟

سأنتظر عودتك فربما نستفيد جميعا من حوار يثيره الموضوع ، فيثري رصيدنا في أبواب عدّة .

تحية لك و للدكتور سمير و للجميع .


مرحبا بالأستاذة العزيزة نادية
كما تعلمين و يعلم الجميع انني لا أمر على نص مرور الكرام ، و إني لأكرم النص بعدة قراءات ،ليس لمحاولة فهم المقصود منه فقط إنما من أجل حق الكاتب علينا و الحق العام "الأدب " و كي لا نظلم أحدا فنظم أنفسنا ، و تعليقك هذا أبدا لا أراه دفاعا عن الدكتور سمير بل هو اثراء للحوار الجاد ،و أتمنى أن نستمر فيه لتصل إلينا و إلى بقية القرّاء الكرام فكرة رسالة الدكتور التي أراد .

و عذرا إن انا تأخرت في تعليقاتي و المتابعة ،الحقيقة أن أوضاع العمل هذه الفترة صعبة جدا،

تقديري و احترامي الكبيرين للجميع

نادية بوغرارة
24-02-2012, 08:18 PM
مرحبا بالأستاذة العزيزة نادية
كما تعلمين و يعلم الجميع انني لا أمر على نص مرور الكرام ، و إني لأكرم النص بعدة قراءات ،ليس لمحاولة فهم المقصود منه فقط إنما من أجل حق الكاتب علينا و الحق العام "الأدب " و كي لا نظلم أحدا فنظم أنفسنا ، و تعليقك هذا أبدا لا أراه دفاعا عن الدكتور سمير بل هو اثراء للحوار الجاد ،و أتمنى أن نستمر فيه لتصل إلينا و إلى بقية القرّاء الكرام فكرة رسالة الدكتور التي أراد .

و عذرا إن انا تأخرت في تعليقاتي و المتابعة ،الحقيقة أن أوضاع العمل هذه الفترة صعبة جدا،

تقديري و احترامي الكبيرين للجميع
========


كنت أراهن على أنني أحاور أديبة متميّزة ، و مفكرة رشيدة و قارئة (سوبر) جيدة ،

و كنت واثقة أنني سأكسب الرهان .

فمثلك يغنم من يحاوره ، و أنا من سيغنم متى تيسر لك ذلك .

أعانك الله و أنار دربك .

مرمر القاسم
24-02-2012, 09:13 PM
-عَشْرُ سَنَوَاتٍ مَرَّتْ مُنْذُ التَقَتْهُ ، وَمَا زَالَ هَذَا الوُدُّ يَكْبُرُ حَتَّى بَاتَ حُبًّا بَنَى لَهُمَا بَيتًا أَسَاسُهُ المَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ وَالاحْتِرَامُ المُتبَادَلُ. ابْتَسَمَتْ وَهِيَ تَسْتَعِيدُ ذِكْرَياتِ السِّنِين الدَّافِئَةَ وَالعِشْرَةِ الطَّيِّبَةِ وَالآمَالَ وَالآلامَ. قَدْ أَسْعَدَنِي هَذَا الرَّجُلُ وَوَفَّرَ لِي حَيَاةً أَحْبَبْتُهَا وَمَا مَسَّنِي بِسُوءٍ قَط حَتَّى وَإِنِ انْزَعَجَ أَو تَبَرَّمَ. هُوَ مَا انْفَكَّ مَعِي سَمْحًا كَرِيمًا وَلَسْتُ أَدْرِي لِمَ أَشْعُرُ بِهَذَا الفَرَاغِ فِي صَدْرِي وَهَذَا القَلَقِ يَعْتَرِينِي مُنْذُ شُهُورٍ.

- هَلْ سَتَبْدَئِينَ مُجَدَّدًا؟ عَشْرُ سَنَواتٍ عِشْناهَا سَوِيَّةً لَمْ أحْرِمْكِ مِنْ شَيءٍ مَادِّيًّا كَانَ أَو مَعنَويَّا ، أَمْسَكْتُكِ بِمَعْرُوفٍ وَحَفِظْتُكِ فِي نَفْسِي ، وَاحْتَمَلتُ مِنْكِ الجَورَ حُكْمًا وَالكَدَرَ عاَدَةً وَالجُحُودَ استِزَادَةً ، وَحَرِصْتُ جَهْدِي لأَكُونَ لَكِ نِعْمَ الزَّوْجِ الحَافِظِ وَالشَّرِيكِ الحَانِي ، وَلَستُ .....




ربما قد عثرت بضالتي التي كنت انشدها و ربما لم يقصد الدكتور سمير هنا تبيان شكل العلاقة الإجتماعي بين الرجل و المرأة ، ففي الأولى بدأها بقوله "التقته" و الثانية عشناها و الفرق كبير وقد ينفي ما كنت قد ذهبت إليه في جوابيتي السابقة إلا أن وصلت بالقراءة إلى هذه الفقرة "وَلَيتَ فِي القَانُونِ مَا يَسْمَحُ فَأَظَلُّ زَوْجَكَ مَا عِشْتُ ، وَتَكُونُ هِيَ لَكَ زَوجًا أحْتَرمُ وُجُودَهَا في حَيَاتِكَ ، لَكِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مِمَّا لا يَسْمَحُ بِهِ قَانُونُ الدَّولَةِ وَلا حَتَّى الكنِيسَةُ،" والتي أوضحت شكل العلاقات في كلا النموذجين

عودة إلى جواهر النص و قلت جواهر و هي بالفعل جواهر دون مجاملة.

عادة في النص القصصي أو الرواية تكون الثيمة واضحة أو واحدة ،و على غير العادة في هذا النص الثيمة كانت أكثر من واحدة .
الأولى كانت حول الحقوق الإنسانية لكل من المرأة و الرجل التي نص عليها الدين كــحق .
و الثانية دارت حول طرق و أساليب الحوار بما نسميه في لغة التخصص " ادارة العلاقات العامة و البين شخصية"
ففي القصة الاولى وجد"جوزيف ضرورة المصارحة كــحق وواجب عليه أدائه، بينما يوسف لم يشعر بانه حق ولا واجب فقط لأنه حُشر في الزاوية ،فلو لم تحشره فيها لأبقى العلاقة الأخرى قيد"سره"


للجميع تحايا و ربما أعود ثانية

أماني عواد
24-02-2012, 09:58 PM
الدكتور سمير العمري

مفارقة ذكية ربطت كلا من العوامل النفسية بالعقيدة وتركتنا أمام صورتين متقابلتين تجمعهما ثورة التغيير وتفرقهما طريقة المعالجة والامكانيات
فبين راغب بابقاء الوصل تمنعه عقيدته. وبين راغب بهجر وتمنعه انسانيته

تقديري الكبير

أحمد عيسى
24-02-2012, 10:43 PM
بمعروف

الصورة الأولى :
جوزيف الذي يعيش مع زوجته ماريا ، عشر سنوات ، يقرر أخيراً أن يتزوج أخرى ، ولأن القانون والدين لا يبيح ذلك ، سيضطر أن يتخلى عن الأولى ، ليختار الثانية ، رغم حبه للأولى
الرجل يتمنى لو جمع بينهما ، والزوجة تتمنى لو ظلت على ذمته ، وجمع بينها وبين الثانية ، لكن القانون لا يسمح ، هنا مبرر التعدد كان : الحب ، وما القلوب الا بيد الله يقلبها كيف يشاء ، والزواج لهو خير من الزنا والوقوع في الحرام .
هنا نجد العبرة الأهم في القصة : النظرية خاطئة ، لكن الأشخاص قابلين لنظريات جديدة ، قادرين على تطبيق التعدد ، ومؤهلين نفسياً لتحمله ، لأنهم جربوا معنى أن تحرم منه ، ومعنى أن تضطر له ، فلا تجد السبيل الى ذلك .

الصورة الثانية : يوسف وزوجته مريم ، عشر سنوات أخرى ، لكن الزوجة لم تحفظ المعروف ، وكان مبرر التعدد حاضراً ، فهي سليطة اللسان ، نكدة ، عنيدة ، جمعت كل مواصفات المرأة التي نتمنى ألا نقابلها .. والدين يبيح التعدد ، والمشكلة الوحيدة في التطبيق
هنا نجد العبرة المقابلة : هنا أشخاص يبيح لهم دينهم ذلك ، لكنهم لا يفهمون ذلك ولا يستوعبونه ، فيلجؤون لليد ، معتدين بذلك على شرع الله الذي أباح ذلك
النظرية صحيحة ، لكن المشكلة فيمن يطبقها ، مشكلة في التفكير وضيقه وفي الأخلاق وضياعها

ذلك التناقض وحتى الأسماء الغربية وتعريبها ، والمدة التي تشابهت في الحالتين ، كانت كلها وسائل لنا ، لنصنع المقاربة ، ونفكر في تلك الجدلية
ولم يكن الأمر اطلاقاً ، اساءة للدين ، وانما تمجيداً في الدين الذي كانت تعاليمه محكمة ، وكانت الاساءة للفهم الخاطئ ، والنفسيات المريضة
(إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
وأزمة الأمة ولا شك ، هي الأخلاق وضياعها ، والبعد عن الدين ، واستخدام الدين بتصرف ، حسب الأهواء ، نأخذ منه الصلاة والصيام ، ونترك أحكام وآيات الميراث ، كأنها لم توجد ، وتحفظ الرأة القرآن كله ، الا آيات التعدد ، فتنسى كلمة مثنى وثلاث ورباع ، وتبرع في معايرة زوجها وكأنها ما عاشت معه يوما جيدا ..

اللغة كالعادة بديعة متقنة ، والسرد هادئ ينساب في دعة ليجعل من يقرأ السطر الأول يهرول عبرها ليصل الى النهاية
قصص تستحق الدراسة والتأمل

وأنا مع رأي الفاضل رشدي الصاري
في أن نقرأ بتجرد ، ورغم سحر نصوص العمري القدير
الا أننا يجب أن نقرأ ونحلل ، لنستفيد ونفيد

مودتي كلها
والتقدير لهذا النص الجميل

نورة العتيبي
24-02-2012, 11:00 PM
د.سمير دمت سامقا للواحة
سعدت جدا في هذه الرائعة
تقبل مرور تلميذتك
دمت خير

معروف محمد آل جلول
24-02-2012, 11:16 PM
الأخ المحترم..سمير العمري..
نقرأ هنا الأثر الثقافي في سلوك الإنسان..
ماريا المرأة الغربية التي تقدس الحب ..وتجعله مصدر سعادة إنسانية ..
فتملي عليها فطرتها البشرية أن تنسحب بحنان وتترك الأثر الطيب في قلب الحبيب المنقلب..
وهذا السلوك سيبقى مؤثرا في نفسه طيلة حياته..
لقد استبدلها بغيرها ..
فهو"جوزيف" منقاد لهوى نفسه دون مراعاة مشاعرها..
ودون علل دافعة إلى فعل حب جديد..بحكم الاختلاط الدائم..
والحالة الثانية نجد "مريم "منبهرة في صورتها ..معجبة بجمالها..
جاعلة إياه مصدر خضوع إليها..
تشكل شخصية معارضة تماما لمشروع "يوسف" الحضاري في مجاله العملي..
وتتكشف البواعث والدوافع التي دفعتها إلى مسلك هذا السلوك..فهي بضاعة معروضة في زمن الخصوبة ..يقدمها الوالدان لمن بشاءان ..
وكأن الاختيار المتغاضى عنه في القصة الثانية هو سبب تعاسة الزوجين..
هذا سرد بلغة بسيطة ،وأسلوب رصين،وعرض واضح ..
مما يتيح للقارئ البسيط فرص الفهم ..والتأثر ..والانفعال..والتفاعل..
تحياتي..

وليد عارف الرشيد
25-02-2012, 12:12 AM
في الحقيقة المدح ليس أمرًا مرغوبًا دائمًا ولا أمرًا سيئًا أيضا
قد يكون المدح في غير مكانه مضرة ... وقد يكون دافعًا إذا كان ضمن الحدود ... أما إن كان لكبيرٍ مستحق فهو أقل الواجب
وصلني من القصتين الرائعتين الزاهيتين معنى ومبنى أكثر من فائدة ونتيجة ... وإن كنت أعلمها لكن تقديمها بأسلوبٍ راقٍ مؤثر .... هو الفرق
سأذكر منها : فضل تعدد الزوجات في ديننا الحنيف ... وإن كنت من أهل الواحدة مستمسكًا بها ... والقيمة تتضح بالتجارب
والثانية فضل المعروف بين الزوجين حتى في الخصام وفي الفراق
والثالثة فضل ما تفعله الزوجة في المحافظة على زوجها والعكس
أحييك أستاذي الكبير على وجبتك الدسمة الراقية
دمت لنا بهذا الحضور الرائع
ومودتي وتقديري

د. سمير العمري
25-02-2012, 05:54 PM
- التَّقْصِيرُ وَالقَسْوَةُ مَعَانٍ تَخْتَلِفُ بِحَسْبِ وُجْهَاتِ النَّظَرِ وَمَآرِبِ النُّفُوسِ ، وَإِنَّمَا يَحْكُمُ فِيهِمَا التَّجَرُّدُ وَالصِّدْقُ مَع النَّفْسِ ، وَأَنَا أُحَاسِبُ نَفْسِي تَهذِيبًا كُلَّمَا تَجَاوَزَتْ فَمَا مِنْ أَحَدٍ بَلَغَ حَدَّ الكَمَالِ فَهَلْ بَلَغْتِ؟
ما شاء الله
قصّة رائعة جدّا وهادفة ..
بارك الله فيك وفي قلمك وفكرك النّيّريْن ، كم هي ممتعة نصوصك أستاذنا الكريم د . سمير العمري ، حقّا تمتلك قلماً رائعاً وفكراً خصباً ، زادك الله من فضله
دمتَ ودام هذا الفيض البياني الأدبي أخي الكريم
ولي عودة بإذن الله لأعيد قراءتها مرّات ..
واعذرني أستاذي كنتُ أودّ أن أقول للتثبيت استحقاقاً ولكن للأسف وجدتُ نفسي في قسم القصة وليسَ في قسم النّثر :004:
تحياتي والمودة مع فائق الاحترام

بارك الله بك أخي الحبيب ربيع ، وأشكر لك رأيك الكريم وحسن ظنك بأخيك!

ويكفيني أن تثبت تلك المقولة في قلبك أيها الراقي ، وأهلا بعودتك ما شئت فهو شرف للنص ولصاحبه.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
25-02-2012, 06:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله

دكتورنا الفاضل سمير العمري

تركتنا مع اقصوصتين كلا منهما تحكي واقعة بطرح يختلف عن الاخري في الفهم والحب

الاولي اثنان يعطيان مشاعر لكن الرجل لم يكن علي مستوي عطاء زوجته الا انهما افترقا بمعروف

والثانية جحود من زوجة يقابله تفاني من الزوج لكن النتيجة كانت لا تسر وافترقا بمحكم

نحن امام موقفين متناقضين ونتائج مختلفة

لا اجيد المدح لكن العمل يمدح نفسه

تقبل مروري وتحيتي

بارك الله بك أخي عايد ، وأشكر لك قراءتك الكريمة!

أحترم رأيك بالقطع ، ولكن لعلني لم أجد أن الرجل لم يكن على مستوى عطاء زوجه ، وهذا الأمر في ذاته أحد عناصر القراءة لجانب لا يغفل من مقاصد القصة. وللا أنه لا يحسن بي شرح الأمر لكنت أوضحت أكثر.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تحياتي

ربيحة الرفاعي
25-02-2012, 07:03 PM
لماذا كان على ماريا أن تفقده؟
وإذا كانت تحبه لدرجة تجعلها تتركه لأخرى اختيارا لسعادته بغيرها على سعادتها به، فهل سيكون لحياتها معنى بدونه؟
ولماذا لم تجد فرصة أخرى وهي المحبّة الحنون؟

ولماذا حظيت مريم القاسية الناشز بالفرصة تلو الفرصة ؟
لماذا كان لها أن تحتفظ بحقها فيه حتى اللحظة الأخيرة، وأن تظلمه حتى الفكرة الأخيرة؟
ثم لماذا وجدنا جوزيف قاسيا مع عاشقة آثرته على نفسها، بينما يوسف ليّن حدّ الاستسلام مع أنانية متمردة؟

ولماذا كان جوزيف\يوسف واحدا برغم اختلاف الصورة جذريا فشرّع أبواب القلب لأخرى في الحالتين؟

أسئلة تنطلق مواكبة قراءة نص قصّي يتحدى القراءة الواعية المتمعنة بلغته المترفة ودلالاته العميقة المرامي، وقدرة الكاتب الملفتة على طرق أبواب غير مطروقة لجدلية الأنا والآخر

ليست الأنا الجَمْعية التي ينطق بها ظاهر النص ليبدو مجرد قراءة سطحية لفروق دينية أو اجتماعية، بل هي تجنيد لتلك الفروق في تكريس المفارقة وتأكيد التمايز بين الأنا المحبّة المعطاءة المتفانية، والآخر الطفيلي الذي يعمل ممصاته في جسد المضيف حد إنهائه، ويبقى على القاريء أن يحدد هذا الطفيلي في القصتين

لقد تطابقت المعطيات الأولية للقصتين، زواج مضت عليه عشر من السنوات، وزميلة في العمل تتسلل لقلب الزوج وحياته حتى تتغلب حاجته للارتباط الرسمي بها كل الموانع المتعلقة بزوجه وحياته معها، فهل كان جوزيف كيوسف في إيثاره واحتماله؟ وهل كان في مريم شيء من سمو ماريا؟

لم تكن متعلقات الدين والمجتمع في النص بأكثر من خطوط إضافية للوصول بصورة السلوك والانطباعات التي يخلفها في القارىء إلى أقصى مداها فيتعاطف مع ماريا حد الدمعة ، ويشمئز من مريم حد تكوير قبضتيه وابيضاض مفاصلهما، أو أن تغلب عليه شرقيته فينتفض غضبا من سلبية يوسف وأنانية جوزيف .

تشابه الخطوط الرئيسية للصور لا تعني بالضرورة تشابه الصور ودلالاتها، والمشهد الذي يصور الأفق محمرا شاعريا ليس بالضرورة تصويرا لفجر يعد بيوم مشرق، فقد يكون وداع الشمس قبل حلول الظلام.

ويبقى أني عشت أمام سحر اللغة وبراعة التعبير هنا متعة لا تدانيها متعة

نص عمريّ من الدرجة الأولى
دمت للغة أميرنا

تحاياي

ماهر يونس
25-02-2012, 07:59 PM
الآن فهمت..ماريا/مريم و جوزيف/يوسف ولكن..

ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ
ﻣﻤﺼﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ ﺣﺪ ﺇﻧﻬﺎﺋﻪ

أيعقل أن ترى الربيحة الثورية في شخصية ماري الأنا المحبة المعطاء!!‏
ربما لجأ العمري لأقصى التناقضات لإيصال رسالة ولكن أليس من طبيعة المحب -مهما كان معطاءا- التملك والغيرة؟ ولن أبدأ في سرد قصص أمنا عائشة ورميها لطعام إحدى زوجات الرسول والسخرية من طول الأخرى و و و! وتقبل الرسول لهذه الطبيعة وعدم نهيه عن الغيرة وإن نهى وشدد على السخرية..كما لم يحاول أن يفرض على إحدى زوجاته تقبل الأخرى فناهيك عن الإتصال والمباركة! نعم ديننا سمح وأدرك قدرة الرجل على حب أكثر من امرأة فحلل الزواج الثاني وبضوابط مشددة غابت عن كثيرين. لكن ديننا فهم طبيعة الأنثى ولم يطالبها بتقبل الأخرى. لا أخفيك أحببت كبرياء ماريا وفتحها الباب له على وسعيه ولكنها فقدت تعاطفي عندما اتصلت بغريمتها لتخرج من باب الحنان والعطاء وتدخل في باب الماسوشية وحب إذلال الذات..ومثلها كان يوسف..أما مريم فهي نموذج المرأة المسترجلة ولجوءها إلى العنف الجسدي بما يخالف طبيعة الأنثى- والتي تلجأ للسم في حالة رغبت بالقتل -دليل قاطع على ذلك.
النموذج السوي الوحيد في هذه القصة كان جوزيف. أحب ولم يجد من دينه السماحة واختار..ولن أناقش اختياره فمن الواضح أن نسبة صوابه المنطقية 50% ‎أما سبب إختياره للثانية فتدخل بها عوامل بشرية لا تخضع لمنطق الصحيح والأصح..
محبتي وتقديري ‏‎

فاطمه عبد القادر
25-02-2012, 10:06 PM
السلام عليكم أخي العزيز د سمير العمري
قصتان من الواقع جميلتان ,كل واحدة تضيء على الأخرى ,وبقاسم مشترك
ماريا ,,كان حبها يشبه حب الأم لإبنها ,,وهو العطاء الذي لا يملّ دون انتظار المقابل
وهذا حب نادر جدا وربما غير موجود ,لأنه يرتقي لدرجة أسمى بكثير من الحب بين الأزواج
أما مريم ,فهي أنانية جدا ,لا تعرف إلا الأخذ دون العطاء ,وهذة لعمري امرأة يحلّ طلاقها فورا ودون أدنى أسف ,وخاصة أنها استعملت لغة الإنتقام
هل يريد د سمير أن يقول أن الرجل هو الرجل,, يهوى تعدد الزوجات بدوافع من التكويين الخلقي ,,وليس لظروف زواجه دخل بالموضوع ؟؟
هل يريد د سمير أن يقول ان الزواج التقليدي بموافقة الأهل فقط ,, هو السبب بخراب العلاقة الزوجية وتدهورها للحد الأدنى ؟؟؟
هل يريد أن يقول أن العطاء للآخر والحنان الكبير لدرجة التطرف وإنكار الذات , يأتي بنفس النتيجة التي تأتي بها الأنانية وحب الذات ؟؟
وأن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على التبادل بالأخذ والعطاء ؟
على كل حال فالسرد كان رائعا ,والقصص جميلة ,والهدف ساميا
شكرا لك أخي
ماسة

د. سمير العمري
26-02-2012, 08:24 PM
جوزيف و يوسف و عشر سنوات زواج و حب جديد في حياة كل منهما ،

هل يستويان ؟؟

دين مختلف و قوانين مختلفة ، لكن للنفوس كلمتها عند الخطوب .

سألت نفسي :

لمَ تعاطفت مع زوجة جوزيف و لم أتعاطف مع زوجة يوسف ؟؟

و أجبت :

لأنني ملتُ حيث وجدتُ أثرا للمعروف .

قد تبدو القصة الأولى مثالية ، و الثانية واقعية ، لكن مثالية الأولى

لا تعني أنها لا تحدث إلا في الخيال ، و واقعية الثانية لا تعني أنها تعبّر عن السلوك الصحيح .

فمن عرف الحبّ الحقيقي ، تجد التضحية إلى قلبه طريقا معبّدا ،

و يعلم أن الإمساك لا يكون إلا بمعروف ، و ليس بالإجبار و الإكراه ،

و يعلم أن الفراق لا يعني الإنفصال و العداوة .

ذكرتني حالة زوجة جوزيف و هي تستبقي الصورة للذكرى ، بقصيدتي

" عزمت على الرحيل " حين قلت :

مَنِ الهَيْفَاءُ قُرْبَكَ ؟؟ مِنْ حَلاَها = كَإِنّي خِلْتُها دُرَّ اللآلي

سَقَتْكَ بِحُسْنِهَا الفَتَّانِ حَتَّى = رَأَيْتُكَ قَدْ أُسِرْتَ بِلاَ نِزَالِ

هَمَمَتُ بأَنْ أَسِيرَ إِلَيْكَ لَكِنْ = عَدَلْتُ عَنِ المَسِير لِمَا بَدَا لي

سَكَبْتُ مِنَ الفُؤادِ دُموعَ حُزنٍ = فَقَدْ صَارَ اللِّقاءُ مِنَ المُحَالِ

و عُدْتُ إلَى دِيَارِيَ فِي انْكِسَارٍ =و جَمْرُ الوَجْدِ يُلْهِبُهُ اشْتِعَالي

وَمَا غَيْر التَّفّكّرِ لِي أَنِيسٌ = يُعَالِجُ لَهْفَتي وَ بِهِ انْشِغالي

إلَيْكَ أحِنُّ فِي سُهْدِ اللَّيَالِي = كَمَا حَنَّ اليَبيسُ إلَى الطِّلال

أما زوجة يوسف فرأيت أنها تستحق أن يقول لها بعد أن كسرت صورتهما بكل عنف : " أنا لا أراك "

آثَرْتِ نَـقـْضَ عُهُودِنا = فِي طُهْرِهَا شَبّتْ لَظاكِ ؟؟

أَمْـعَـنـْتِ فِي ضَـرْبِ الخَنَاجرِ = و احْتَمَلْتُ ، وَمَا كَفَاكِ

أَذْكَـيـْتِ حِقْدِكِ في دَمي= وَ مَضَـيـْتِ نَاظـِرَةً هَلاكِي

سَـقَـطَ الـقـِنَاعُ، تَكَشَّفَتْ = عَوْرَاتُ قَلْبِـكِ يَا مَلاَكِي

مَا أضْـيـَعَ العـُمـْرَ الـذِّي = أَنْـفـَقـْتـُهُ أَبْـغِي رِضَاكِ

=======

قصتان رائعتان تفرضان على القارئ النظر في أدق جزئياتهما ،

و إجراء المقارنة ليستخرج الفارق بينهما .

الدكتور سمير العمري ،

لنصوصك النثرية و القصصية عبق مختلف قريب من النفس ،

يلمس أعمق أفكارها و يحرّك أبعد تأملاتها .

شكرا لك على ما أتحفتنا به من مشاعر إنسانية ، لا تخلو من زفرات مؤلمة ،

لكنه ألمٌ موَجِّه ، يرسل إشارات تربوية ، فضلا عن الإشارات الأدبية الفنية التي عنوانها :

المدرسة العمرية لفنون الكتابة .

عذرا عن الإطالة فأدبك يثير شجونا ، و مازال هناك الكثير مما يمكن أن يقال .

بوركت و دمتَ بكل خير .

أشكر لك رأيك اللطيف وتفضلك الندي بالثناء والتقريظ ، كما أمتدح لك القراءة الواعية لأهم جوانب ما حملت القصة فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان هو منهج رباني نسيناه أو تجاهلناه حتى لقد فسدت النفوس وتفككت الأمسر وضل النشء.

وللحق فقد غطى ردك جوانب تمدح ولكنه استوقفني كثيرا عند وصفك القصة الأولى بالمثالية والثانية بالواقعية ، فهل ترى الأديبة الكريمة أن اتباع الحق والالتزام بالخلق والترفع عن الصغائر والصدق في المشاعر مثالية لا واقعية؟؟ وهل ترى في عكس ذلك واقعية نقبلها؟؟

سؤال يفرض علينا أن نتوقف أمامه كثيرا وأن نسعى لفهم أبعاد الإجابة عليه ففيه ما يسهم في تحقيق مقاصد هذه القصة.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نادية بوغرارة
26-02-2012, 08:49 PM
ولكنه استوقفني كثيرا عند وصفك القصة الأولى بالمثالية والثانية بالواقعية ، فهل ترى الأديبة الكريمة أن اتباع الحق والالتزام بالخلق والترفع عن الصغائر والصدق في المشاعر مثالية لا واقعية؟؟ وهل ترى في عكس ذلك واقعية نقبلها؟؟

سؤال يفرض علينا أن نتوقف أمامه كثيرا وأن نسعى لفهم أبعاد الإجابة عليه ففيه ما يسهم في تحقيق مقاصد هذه القصة.

تحياتي
=========

الدكتور سمير العمري ،

لي الشرف أن أشارك في الوقوف أمام السؤال الذي تفضلت بطرحه ،

فهل تسمح لي أن أوضح فكرتي ؟؟

عندما ذكرتُ أن القصة الأولى مثالية و الثانية واقعية ،

كنت أقصد النظر إليها بمعيار اليوم بمعيار العامة ،

بمقاييس الميزان المختل الذي يسود مجتمعاتنا .

فالأولى مثالية لأن المعروف أصبح بضاعة نادرة ، و الإحسان فأندر و أندر ،

و أما الثانية فواقعية لأن اللاّ معروف أصبح هو البضاعة السائدة ،

و لم أفصح عن معاييري الشخصية ، إلا بإشارة عابرة إلى تعاطفي مع زوجة جوزيف .

فمن تتصرف كما فعلت ماريا ، تعتبر حالة نادرة ، و العكس فيما يتعلق بزوجة يوسف .

كلنا نطمع حين يثبت الميزان و يعتدل . أن تكون تلك المثالية ، امرأة عادية لم تتصرف إلا بالمعروف .

في زمن الرداءة يكون اتباع الحق والالتزام بالخلق والترفع عن الصغائر والصدق في المشاعر مثالية ،

ينظر لصاحبها كأنه من عالم آخر .

و المقارنة التي أتيتنا بها تجعلنا أمام نموذجين أحدهما يعبّر عن تحقق معاني الآية الكريمة ،

و نموذج معاكس يعبّر عن غياب ما دعى إليه الوحي ، و تلفت المقارنة انتباهنا لنسأل أنفسنا

أين نحن من روح الشريعة و الإنسانية و الفطرة السليمة .

هذا رأيي المتواضع ،

ترى هل أوضحت المقصود مما استوقفك في ردي ؟؟

و هل وجدتَ لي عذرا في ذلك ؟؟

أرجو ذلك .

دمتَ و الواحة .

ربيع بن المدني السملالي
26-02-2012, 11:22 PM
أشكر لك رأيك اللطيف وتفضلك الندي بالثناء والتقريظ ، كما أمتدح لك القراءة الواعية لأهم جوانب ما حملت القصة فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان هو منهج رباني نسيناه أو تجاهلناه حتى لقد فسدت النفوس وتفككت الأمسر وضل النشء.

وللحق فقد غطى ردك جوانب تمدح ولكنه استوقفني كثيرا عند وصفك القصة الأولى بالمثالية والثانية بالواقعية ، فهل ترى الأديبة الكريمة أن اتباع الحق والالتزام بالخلق والترفع عن الصغائر والصدق في المشاعر مثالية لا واقعية؟؟ وهل ترى في عكس ذلك واقعية نقبلها؟؟

سؤال يفرض علينا أن نتوقف أمامه كثيرا وأن نسعى لفهم أبعاد الإجابة عليه ففيه ما يسهم في تحقيق مقاصد هذه القصة.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

اسمح لي بهذه الكلمة أميرَ واحتنا الكريم ، فإنّي رأيتُ المقام مناسباً لها :
إن الشرائع التي شرعها البشر ناقصة كنقصان البشر، فإما أن تميل إلى المثالية التي لا تتحقق، وغالبا تميل إلى الواقعية التي فرضت نفسها بالحق أو بالباطل، فتجد الشرائع تشرع على حسب حالة الناس الراهنة، فعلى سبيل المثال، تجد أن القوانين البشرية أباحت الربا والخمر؛ لأنه أمر واقع بل وأباحت الزنا والفواحش بما تبيحه أعراف وعادات البشر؛ ولهذا تجد العجب أحيانا، فالقانون الذي يبيح الخمر هو الذي يحرم المخدرات، والذي يبيح الزنا يقيده بأمور منها الرضا بين الطرفين، بل تجد القوانين تتغير على حسب واقعية المجتمع وعاداته وتقاليده بعيدا عن أي دين، وأما الشريعة الإسلامية، فإنها شريعة واقعية ومثالية في نفس الوقت، فواقعيتها في أن أحكامها تخالط سلوك الناس يوميا، وأما مثاليتها في أنها تهدف إلى إصلاح المجتمع ولا ترضى بالتعايش مع الخطأ والرذيلة، وواقعيتها تتضح في أنها تناسب فطرة الإنسان، فمثالية الشريعة في جعل الوازع الديني أو الأخلاقي سببا في صيانة الحقوق لم تمنع واقعيتها في تقرير نظام العقوبات....
إن الشريعة الإسلامية ممتزجة بالأخلاق الحميدة امتزاجا شديدا، فالأخلاق هي الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية هي الأخلاق؛ لأن الأخلاق في الإسلام موصولة بتقوى الله ومراقبته، فالشريعة الإسلامية تُوجب مراعاة الأخلاق في كافة العلاقات الدولية والفردية في جميع الظروف والأحوال مع الصغار والكبار والمسلمين والكافرين والرجال والنساء والآدميين والحيوانات.

دمتَ في حفظ الله

د. سمير العمري
28-02-2012, 07:17 PM
=========

الدكتور سمير العمري ،

لي الشرف أن أشارك في الوقوف أمام السؤال الذي تفضلت بطرحه ،

فهل تسمح لي أن أوضح فكرتي ؟؟


ترى هل أوضحت المقصود مما استوقفك في ردي ؟؟

و هل وجدتَ لي عذرا في ذلك ؟؟

أرجو ذلك .

دمتَ و الواحة .

ما سألتك أيتها الفاضلة لتبرير نفسك ، وما سألتك من عتب ولا غضب ، بل كان سؤالا عاما يفرضه السياق من وحي ما تفضلت به.

أقصد أن اعتماد مصطلحات المثالية والواقعية هو مما أراه يشكل أحد أساليب التأثير السلبي على وجدان الأمة وأخلاقياتها من خلال اعتبار أن الصواب والأصوب أمر مستحيل وغير منطقي ، وأن الواقعية "التي هي هنا قبول الخطأ واعتماده صوابا" هو الممكن ويجب على المرء اعتبار فن التعاطي مع الممكن. وأنا تعمدت في القصة أن أرسم تلك الصورة الجميلة باعتبارها الصورة التي يجب أن تكون لا الصورة التي ترى كحلم جميل مستحيل.

وما سألتك إلا لتثري الموضوع وجميع الكرام هنا بتناول هذا الأمر كأحد جوانب ما أردته من هذه القصة ، وإلا فليس عليك من تثريب ولا عتب فردك واضح وتعاطفك يبرز توجهك الكريم ، ونحن هنا لا نتناول الأمور بشكل شخصي بل بشكل فكري وأدبي وبتعميم الفائدة والهدف.


أشكرك مع التحية

د. سمير العمري
28-02-2012, 07:25 PM
اسمح لي بهذه الكلمة أميرَ واحتنا الكريم ، فإنّي رأيتُ المقام مناسباً لها :
إن الشرائع التي شرعها البشر ناقصة كنقصان البشر، فإما أن تميل إلى المثالية التي لا تتحقق، وغالبا تميل إلى الواقعية التي فرضت نفسها بالحق أو بالباطل، فتجد الشرائع تشرع على حسب حالة الناس الراهنة، فعلى سبيل المثال، تجد أن القوانين البشرية أباحت الربا والخمر؛ لأنه أمر واقع بل وأباحت الزنا والفواحش بما تبيحه أعراف وعادات البشر؛ ولهذا تجد العجب أحيانا، فالقانون الذي يبيح الخمر هو الذي يحرم المخدرات، والذي يبيح الزنا يقيده بأمور منها الرضا بين الطرفين، بل تجد القوانين تتغير على حسب واقعية المجتمع وعاداته وتقاليده بعيدا عن أي دين، وأما الشريعة الإسلامية، فإنها شريعة واقعية ومثالية في نفس الوقت، فواقعيتها في أن أحكامها تخالط سلوك الناس يوميا، وأما مثاليتها في أنها تهدف إلى إصلاح المجتمع ولا ترضى بالتعايش مع الخطأ والرذيلة، وواقعيتها تتضح في أنها تناسب فطرة الإنسان، فمثالية الشريعة في جعل الوازع الديني أو الأخلاقي سببا في صيانة الحقوق لم تمنع واقعيتها في تقرير نظام العقوبات....
إن الشريعة الإسلامية ممتزجة بالأخلاق الحميدة امتزاجا شديدا، فالأخلاق هي الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية هي الأخلاق؛ لأن الأخلاق في الإسلام موصولة بتقوى الله ومراقبته، فالشريعة الإسلامية تُوجب مراعاة الأخلاق في كافة العلاقات الدولية والفردية في جميع الظروف والأحوال مع الصغار والكبار والمسلمين والكافرين والرجال والنساء والآدميين والحيوانات.

دمتَ في حفظ الله

فالأخلاق هي الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية هي الأخلاق

صدقت حدا أسعدني أيها الرائع الحبيب فإن ديننا يقوم اساسا على المنهج الأخلاقي يؤكده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، وأنا في رسالتي الفكرية الخاصة التي أحمل وأدعو لها وسأنذر حياتي لها هو "ثورة أخلاقية سلمية" تعيد تصحيح المفاهيم وتأكيد السلوك السوي في النفس وإعادة قيمة مكارم الأخلاق في النفوس. هذه القصة تتناول هذا الجزء من جوانب عدة أشرت أنت لها في ردك الأخير هذا إلى أمرين الأول هو أن الخلق الإسلامي هو في أساسه راق حدا يفوق حتى المثالية التي طرحت في القصة وهو يعتبر هذه "المثالية" منتهى الواقعية والتي ينطلق منها كل فضل وفضيلة وليس منتهى الأمل والحلم الذي لا يتحقق.
والأمر الثاني الذي أشرت إليه هنا هو أن الجانب الخلقي أساس للتعامل بل وأساس للشرع ، وأن الخطأ والخطل لا يسوغ بما يسميه البعض الواقعية وفن الممكن.


دمت بخير وبركة


تحياتي

د. سمير العمري
28-02-2012, 07:30 PM
لن أطيل التعليق على القصة الرائعة التي قرأتها ، وسأكتفي بالدرس التربوي الذي تعلمته منها، والدرس الأدبي الذي نلته بقراءتها
وهل يخرج قاريء من قصة للأمير أو قصيدة من دون فائدة أدبية وفكرية يجد أثرها في لغته وتفكيره؟

أعظم الأدباء من يقدم مع المتعة المنفعة
وهو ما ننال في أدبك أيها الأمير

بوركت

بارك الله بك أيتها الراقية الكريمة والأديبة الواعية ، وأشكر لك تقريظك وكريم رأيك!

وأقول كما أقول دوما ... لا قيمة للأدب بدون أرب.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نادية بوغرارة
28-02-2012, 07:37 PM
ما سألتك أيتها الفاضلة لتبرير نفسك ، وما سألتك من عتب ولا غضب ، بل كان سؤالا عاما يفرضه السياق من وحي ما تفضلت به.

وما سألتك إلا لتثري الموضوع وجميع الكرام هنا بتناول هذا الأمر كأحد جوانب ما أردته من هذه القصة ، وإلا فليس عليك من تثريب ولا عتب فردك واضح وتعاطفك يبرز توجهك الكريم ، ونحن هنا لا نتناول الأمور بشكل شخصي بل بشكل فكري وأدبي وبتعميم الفائدة والهدف.


أشكرك مع التحية
=========


لم يكن عندي شك في ذلك ، و أنا أيضا أحببت أن أستفيد من الحوار ،

و لم يكن ما أضفته إلا توسّعا في الفكرة و ربما طرقا لنقاط لم أذكرها في ردي الأول ،

و تفضّلتَ بإثارتها في سؤالك .

بارك الله فيك ، و دمتَ و الرسالة التي تتميّز بها نصوصك .

د. سمير العمري
29-02-2012, 07:44 PM
نموذجان لزوجين كلاهما بلغ من المثالية مداها رغم اختلاف الأديان
انتهت الأولى بالمعروف الذي أمر به سبحانه وتعالى وذكرى عطرة محببة
أما الثانية فرغم الجفاء الذي أودى به لخصاصة العاطفة وتوفير مستنهضات الفرار في وقت لم تُقْدح مكانته في بيته كزوج وقيِّم
بل غض طرفه عن تجاوزاتها , واحتواها حتى أزهق الكأس إلى أصماره فأباح بمكنون قلبه تجاه الأخرى لتكون المعضلة الكبرى
كمن فتح على نفسه باب الجحيم
نهايتان بالفراق نعم .. ولكن الاختلاف كبير بين هذا وذاك
فالأولى نشفق على الزوجة ونقول أن ماسمي القلب إلا لتقلب أحواله
والثاني ننعي الزوج من غوارب امرأة ضغنته رغم ماأفرده لها من مشاعر محبة واحتواء
سيدي الفاضل د. سمير
ماقرأت هنا قصة ..
بل هي مدرسة في التأديب والتهذيب وحسن المعاملة .. مدرسة عُمرية عهدناها دائما في نصوصك شعرية كانت أو قصصية أو نثرية
تترك لنا نهجا نتكئ عليه في حياتنا الاجتماعية
ودرسا قيما نتبع خطاه علنا نحظى ببعض محاولة لاقتفاء آثاره
أمير واحتنا ..
كل حروف الثناء لاتفي
دمت بالخير والرضا
ولكم جل التقدير والاحترام

أشكر لك مرورك وتقريظك أيتها الكربمة ، لا عدمناك!

ولعلني أوضحت في الردود السابقة أنني أتحفظ على أن يوصف الموقف بالمثالية بل إن ما وصفت هو الأمر المعتدل للتصرف الإنساني الصادق بين محبين ، وأما المثالية فهذا أكثر من هذا بكثير.

ولست ألوم غير حرفي إن صور لك من عليك أن تتضامني معه ومن عليك أن تتحاملي عليه فما كان مقصدي إلا أن أبرز الضد بالضد وأؤكد على معالم الخلق القويم الذي يجب أن تكون عليه النفوس ، والتضامن والتحامل في ظني يحدد رأيا ويؤكد موقفا ولكن من المؤسف أن نجد أن القوم يحكمون ويتضامنون مع الموقف السوي حينا ولكن بعيدا عنهم فإذا أصابهم الأمر نكصوا وعادوا إلى ما يناقض هذا ، ومنهم من يحكم بهوى النفس أو بقصد وغرض لكن يظل الصواب صوابا والخطأ خطأ.

أشكر لك إثراء النص بهذه القراءة راجيا أن يصلح الله نفوس الأمة وأن يعيد إليها شخصيتها وعدالة منطقها.


دام دفعك!

ودمت بكل الخير والبركة!


تحياتي

آمال المصري
29-02-2012, 08:15 PM
بعد ردي وقراءتي لما ورد بعده من ردود أفصحت عن الفكرة وأفسحت الطريق لاستيعاب وتفهم ماغاب عني خلال قراءتي للنص
ولكن ماأثار دهشتي هو أن فاتني تثبيت النص استحقاقا يوم قرأته
واليوم أعود لتعليقه على مشجب القصة لينهل من ألقه العابرون
دمت بالخير سيدي
تحاياي

د. سمير العمري
01-03-2012, 01:04 AM
الفاضل د.سمير العمري
يتسمر المرء أمام هذه الشاشة البراقة حينما يتنوع الإبداع...وتنتفض كل حواسه
بل ولابد له أن يستجدي الحاسة الأخرى علها تسعفه فيما يعوزه لفهم بعض المكامن الأدبية هنا وهناك...
ولعمري في ذلك قمة النجاح في هذه الواحة..
وبعد.
سيدي الفاضل
كلما قرأت لك في قصائدك أيقنت أنني في عصر عنترة...لغة قويمة ومفرادت طيعة تنساب بقلم عذب وفكر نير
ولكن أرجو أن يتسع صدرك لشيْ في نفسي..؟!
وأرجو أن تمنحنا بعض الديمقراطية التي نبحث عنها نحن العرب ونبذل الغالي من أجلها...راجياً أن تتوفر في هذه الواحة الرائعة..
وهنا أتوجه للسادة أعضاء المنتدى الموقرين وأقول المديح والتغني الدائم والمغالاة لاتخدم المقصود والهدف
وعندما نقرأ يجب أن نقرأ بتجرد ونحكم ونحلل بواقعية وهدوء ومعاذ الله أن أقصد الإساءة لأي كان
ولكن ياأخوتي ماأوصلنا إلى مانحن فيه هو المغالاة ووو..!!!!
ونعود للقصة.. لغة بديعة ولكن هل ماورد معيار للعلاقات الإنسانية..؟أم حكم على بعض الأشخاص وعلاقاتهم الناجحة أو الفاشلة..
يخلق ميزات وتفاوت في التعبير عن الشرائع السماوية..؟!
والحقيقة لم أقرأ نمطأ قصصيأ مشابهاً كتلك المقاربة...ولاأدري إن كانت تلك المقاربة تخدم القصة القصيرة كما يجب
مع احترامي وتقديري لإبداعكم وسموكم الأدبي

أهلا ومرحبا بك أيها الحبيب رشدي ، وصدري يتسع لكل ما تقول وقلبي يتسع لمثلك أديبا مؤدبا وصاحب رأي ايا كان ، فلا تخش يوما في الواحة أن تطرح رأيا ما كان فلك الحق في التعبير لا نصادره ولنا الحق في التوضيح والتفنيد لا يصادره أحد.

وإنني إذ أشكر لك ردك الكريم وتقريظك اللطيف لشعري ولغتي لأقدر لك أيضا رايك وأحترمه كما أسلفت ولكني لست أقع على أمر محدد أرد عليه بخصوص رأيك العام غير محاولة القول تأدبا بأنك لا ترى نصي يستحق التوقف عنده بمدح أو بقراءة وتحليل ، وها أنت قلت رأيك واحترمناه ولا يزعجنا أن ترى ما ترى ، وثق بأننا نرحب بالرأي المختلف الذي يقدم إثراء وإفادة ، بل وحتى المختلف من أجل التمايز بالمخالفة ولكننا لا نرضى لأحد أن يتناول الشخص بل النص.

أما بخصوص تساؤلاتك المطروحة حول القصة فهي إن كانت استفهامية فعليك أن تتابع قراءة الجمع هنا ومحاولة استجلاء المقاصد العديدة التي يحملها النص ، وأما إن كانت استنكارية فهذا رأيك لا يزعجنا ولا يلزمنا أو يلزم غيرنا.

وأما بخصوص النمط القصصي فإني أخبرك بأني أحرص في كل مرة على أن أقدم أسلوبا مختلفا وفكرة مختلفة وربما حتى لغة مختلفة ، وأعتمد فن القص لتناول فكري يتجاوز ظاهر الأحداث إلى الإسقاط والتأويل ، بالمناسبة ، هناك قصة بعنوان سقوط اعتمدت نمطا مختلفا بثلاثة أحداث تقود لنفس النتيجة ، وهنا جئت بنمط مختلف أيضا أرجو أن يروق لك ولكل محب للقصة القصيرة فإن لم يرق فدعه ولا عليك.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

زهراء المقدسية
01-03-2012, 08:51 PM
قصة كبيرة أبدع الدكتور سمير في إرباكنا ونحن نحاول الوصول لكنه فكرته ورسالته التي يريد أيصالها
تحليلات رائعة وحوارات ولا أجمل نتمنى مثلها في سائر أقسام الواحة

سأبدي رأيي بشخوص القصة من منظار كوني أنثى
تعاطفت مع ماريا ولكن تفريطها السريع لم يكن طبيعيا ولم أتقبله حتى لو عقلنت كل مشاعري
إن كان للمشاعر عقل أصلا.

بالمقابل نرى مريم رغم كل السلبيات التي تتصف بها متمسكة بزوجها
وهنا رد فعلي رأيته طبيعيا لأنثى حتى وإن لم يروق لي

أما بالنسبة لبطلي القصة
هناك الرجل المحكوم لنزواته الغير وفي لحب كبير بادلته إياه زوجته
المفرط بعشرة جميلة رائعة ...وهو نموذج أمقته جدا

وهناك الرجل العقلاني المتمثل بيوسف الوفي لميثاق الزواج رغم كل سلبيات الطرف الآخر
ورغم القدرة على التعدد صبر حتى طفح به الكيل فقرر الزواج بأخرى.

القصة الثانية ربما نراها في كل بيت شرقي
ولكن مركب الزواج يسير بتضحية يقدمها أحدهم بصبره الطويل من أجل الأسرة والبيت والأولاد

و هنا رد على من يعيب على الدين الإسلامي في التعدد
فقد كان الإسلام عظيما احتوى جل القضايا الإجتماعية ولم يهمل ضعف النفوس حين أحل تعدد الزوجات
وقد وجدت هنا مفارقة رائعة بين من يعتبر الزواج ملكية مادية وبين من يعتبره ملكية روحية

تقديري واحترامي الكبيرين
ودمت بألف خير

ربيحة الرفاعي
02-03-2012, 01:53 AM
سيدي الفاضل
كلما قرأت لك في قصائدك أيقنت أنني في عصر عنترة...لغة قويمة ومفرادت طيعة تنساب بقلم عذب وفكر نير
ولكن أرجو أن يتسع صدرك لشيْ في نفسي..؟!
وأرجو أن تمنحنا بعض الديمقراطية التي نبحث عنها نحن العرب ونبذل الغالي من أجلها...راجياً أن تتوفر في هذه الواحة الرائعة..
وهنا أتوجه للسادة أعضاء المنتدى الموقرين وأقول المديح والتغني الدائم والمغالاة لاتخدم المقصود والهدف
وعندما نقرأ يجب أن نقرأ بتجرد ونحكم ونحلل بواقعية وهدوء ومعاذ الله أن أقصد الإساءة لأي كان
ولكن ياأخوتي ماأوصلنا إلى مانحن فيه هو المغالاة ووو..!!!!

أهلا بالقاص والأديب الدمث رشدي الصاري

أعادتني جولة في الردود اليوم لردك الكريم على القصة، وأخشى انني فهمت منه أنك تتهم الكرام هنا بأنهم مادحون ومغالون في مدح ما لا يستحق من أدب ، ولكن ألست ترى معي أيها الفاضل أن هذا في حد ذاته تعسف مخالف للديمقراطية التي تطالب بها باعتبار مصادرة حق الآخر في التعبير عن رأيه؟؟
وليس مثلك من يفوته ذلك ...
أعذرني فقد وجدت من غير اللطيف اتهام الآخر بمثل هذه الأمور ناهيك عما سواه مما لا يصح بين الأحبة في واحة الخير والحب والجمال
سيما وأنت تخاطب نخبة أدبية من شعراء وقاصين كلهم يعي ما يقرأ وما يقول

تحيتي

رشدي مصطفى الصاري
02-03-2012, 09:48 PM
أهلا ومرحبا بك أيها الحبيب رشدي ، وصدري يتسع لكل ما تقول وقلبي يتسع لمثلك أديبا مؤدبا وصاحب رأي ايا كان ، فلا تخش يوما في الواحة أن تطرح رأيا ما كان فلك الحق في التعبير لا نصادره ولنا الحق في التوضيح والتفنيد لا يصادره أحد.

وإنني إذ أشكر لك ردك الكريم وتقريظك اللطيف لشعري ولغتي لأقدر لك أيضا رايك وأحترمه كما أسلفت ولكني لست أقع على أمر محدد أرد عليه بخصوص رأيك العام غير محاولة القول تأدبا بأنك لا ترى نصي يستحق التوقف عنده بمدح أو بقراءة وتحليل ، وها أنت قلت رأيك واحترمناه ولا يزعجنا أن ترى ما ترى ، وثق بأننا نرحب بالرأي المختلف الذي يقدم إثراء وإفادة ، بل وحتى المختلف من أجل التمايز بالمخالفة ولكننا لا نرضى لأحد أن يتناول الشخص بل النص.

أما بخصوص تساؤلاتك المطروحة حول القصة فهي إن كانت استفهامية فعليك أن تتابع قراءة الجمع هنا ومحاولة استجلاء المقاصد العديدة التي يحملها النص ، وأما إن كانت استنكارية فهذا رأيك لا يزعجنا ولا يلزمنا أو يلزم غيرنا.

وأما بخصوص النمط القصصي فإني أخبرك بأني أحرص في كل مرة على أن أقدم أسلوبا مختلفا وفكرة مختلفة وربما حتى لغة مختلفة ، وأعتمد فن القص لتناول فكري يتجاوز ظاهر الأحداث إلى الإسقاط والتأويل ، بالمناسبة ، هناك قصة بعنوان سقوط اعتمدت نمط مختلف بثلاثة أحداث تقود لنفس النتيجة ، وهنا جئت بنمط مختلف أيضا أرجو أن يروق لك ولكل محب للقصة القصيرة فإن لم يرق فدعه ولا عليك.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي


الأب الروحي في واحة المبدعين الفاضل د.سمير العمري
سيدي الفاضل
بداية أشكر لكم كريم خلقكم..ورحابة صدركم، ورفعة ذوقكم ،وعميق إحساسكم..
وبعد
استميحكم عذرأ بهذا الاستطراد
جاء أحد الرسامين إلى فرويد وقال له:
أنت تفسر الأحلام وأنا أعلم الناس كيف يحلمون
وعودة إلى القصة..
ماقرأته هنا هو لوحة فنية فكرية رسمت بريشة معدنية ..؟خطها أديب محترف يملك كل ألوان الأدب...
ولكني هنا أملك نظرة معينة للقصة القصيرة..؟
القصة التي تأجج مشاعري شخصيأ هي التي تكون ردة فعل أدبية يعبر عنها مبدع لحدث أولحظة هزت مشاعر ه
أما مايساق بقلم متمكن لهدف منشود أجده لايملك حرارة التاثير ودغدغة المشاعر كسابقه
أما النقطة الأخرى فقد قرأ بعض الأدباء شيئأ فيما ورد وقدمته خلال ردي الأول
بالإضافة وأعتقد سيدي الفاضل أنك توافقني في هذه النقطة.
إذا كان ثلة من الأدباء والشعراء قد اختلفوا في ماوراء هذه السطور من أفكار عميقة وأهداف بعيدة فما بال القارئ العادي..؟!
امتناني وتقديري وودي

د. سمير العمري
03-03-2012, 09:24 PM
سأضع نقطة عند الأسماء و أضعها نصب عيني " القارئ "
جوزيف = يوسف .
ماريا= مريم .

و لي عودة بعون الله

تحية دكتور سمير

نقطة مهمة كمفتاح للقراءة الواعية ولكن التشابه لم يقف عند الأسماء فقط بل الأحداث أيضا فلعل هذا يفيد في تقديم صورة أكثر شمولية.

شكرا على المرور.


تحياتي

د. سمير العمري
03-03-2012, 09:29 PM
السّلام عليكم أخ رشدي
وددت التّعليق إن سمحت لي على كلماتك ...

التّعليقات من قبل الإخوة ليست نقدا، هي آراء تعبّر عن إعجاب أو عدمه بعد قراءة نصّ ما، وأغلبها لا تعتمد على معايير وقوانين نقديّة، حيث لا يعقل أن يكون كلّ القرّاء ناقدين! والمسألة مسألة أذواق أدبيّة، وآراء شخصيّة.

أنقل تعريفا للقصّة القصيرة :

"سرد قصصي قصير نسبيًا يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن، ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد
في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجّه لها. والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية (أو مجموعة من الشخصيات)
تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائي في موقف. وهذا الصراع الدرامي ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية
للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.

المقارنة او المقاربة ، جاءت برأيي لتعكس لنا صورتين مختلفتين تظهران في مجتمعين مختلفين لنفس الحالة، ولا أجد غرابة في الأسلوب؛ لأنّي كتبت قصّتين قصيرتين جدّا بنفس العنوان" انسجام زوجين" ولم يعترض النّاقدون ... تقبّله كأسلوب جديد!
أرجو ألّا أكون قد أثقلت
تقديري وتحيّتي

أشكرك كثيرا أيتها الأديبة الكبيرة على إثرائك النص بهذه المعلومات القيمة وأقدر لك حرصك على توضيح الصورة لمن غمت عليه.

دمت بخير وبركة!


تحياتي

د. سمير العمري
03-03-2012, 09:37 PM
قرأت القصتين
ورأيت انك ما اوردتهما معا وعلى ذات الصفحة
فقط لتجعل القاريءيقارن بين الزوجتين اما الزواجين
فقد كانا يحملان ذالت المواصفات الأخلاقية
من المؤكد اننا سوف نتعاطف مع الزوجة الأولى
وربما نلقي بلائمة كبيرة على الزوج في فعلته بحب اخرى
أما الثانية فنرى اننا فرحنا لقراره بالزواج من اخرى
والحمد لله ان الإسلام قد منح الزوج ان يتزوج باخرى حيث
يستطيع ان تكون له أخرى تمده بشيءمن السعادة المفتقدة مع الأولى

في القصتين عبرة لكل من الرجل والمرأة
ولعل القصة الثانية موجودة بكثرة في مجتمعاتنا والغريب ان الزوجة لا تنتبه
لزوجها ولا تتعظن سلوكها الا بعد ان يتزوج بالثانية وهذا مشاهد بكثرة

لك الألق ودمت مشرقا

أشكر لك إثراءك للنص أخي الحبيب ولكن دعني أسألك بود بضعة أسئلة.

1- لماذا التحامل على جوزيف والتعاطف مع يوسف؟؟ ولماذا التضامن مع ماريا والتحامل على مريم؟؟

2- لماذا نتحدث عن تعويض سعادة مفتقدة رغم أنها لم تفتقد في حالة جوزيف وماريا؟؟

3- هل ترى أن الزواج والانفصال تحكمه قضايا الفقد والتعويض؟؟ ماذا عن أمر القلوب؟؟ ماذا عن أمر الظروف والحاجة؟؟ ماذا عن أخريات لا يجدن الزوج؟؟

دام دفعك!

ودمت بخير وبركة!


تحياتي

د. سمير العمري
04-03-2012, 09:26 PM
دكتور سمير أرجو ألا يغضبك مروري الصريح

تحايا

ولم يمكن لرأي في النص أن يغضب؟؟ لكل امرئ حقه في التعبير الحر عن رأيه طالما التزم الحوار الجاد وأدب الخلاف وعدم التطاول على الشخص ، ولا أراك هنا فعلت أيا منها بل على العكس كنت تمثلين حالة راقية للحوار أشكرها لك.


هنالك عدة مفارقات في النص " بمعروف" :

المفارقة الأولى جاءت في تبديل الأسماء من الأعجمية إلى العربية.


سررت بوقوفك على المفارقات التي تعددت وكان يلزمها في المقابل التشابهات التي تكررت فهي تمثل في ظني مفتاحا مهما ومدخلا اأساسيا لقراءة القصة فكريا.
أما مفارقة الأسماء فليس إلا تأكيد حالة التشابه الإنساني في الجبلة الأساسية التي تقوم على ما فطر الله عليه العباد ، والأسماء هنا كناية عن هذا في تشابهها وإن اختلف قليلا نطقها.


المفارقة الثانية كانت في الأديان ،و هذه شملت تعدد الزوجات في ديننا الحنيف و الرّحمة في تبيان حق الزوجة في "الطلاق"أولا على عكس الأديان الآخرى و ثانيا على حق الزوج في الاحتفاظ بالزوجة الأولى مع تعدد أزواجه.


يسرني أن تختصري أحد أهم مرتكزات القصة الفكرية وإدراك أهمية التعدد ومعناها باعتباره رحمة وإكرام للمرأة قبل أن يكون للرجل.


المفارقة الثالثة جاءت في الأضداد المثالية و الواقعية ، حيث بيّن الكاتب"دكتور سمير" جمال العلاقة "المثالية" من جوانب عدة مع القليل من "الخيال" حيث أنها بعيدة جدا عن أن تكون قريبة من المجتمع الآخر " المسيحية " فالطلاق و تعدد الزوجات ممنوع في الديانة، لأن الكاتب لم يحدد أي الطوائف المقصودة من تلك الديانة و عليه فإن التعميم هنا أصح و لا يحق لهم الطلاق فقط من الممكن الحصول على وثيقة "هجر" أو شبه طلاق من خلاله يتم وصم المرأة ب "زانية " و الرجل ب " زاني " و عليه فإن المثالية التي أراد الكاتب أن ينقلها إلينا سقطت هنا في هذه النقطة. فلا يمكن لعقل أن يعقل أن تقبل امرأة أن توصم ب"زانية" أو رجل حتى.


أما المثالية والواقعية فقد تحدثت بشأنها مرارا وقلت بأن الأمر هنا نسبي يعتمد على طبيعة المرء وخلقه وعلى همه وهمته وقد يكون الواقعي عند البعض مثاليا عند آخر وخياليا عند ثالث ومستحيلا عند رابع.

وأما تعليقك هنا على الديانة عموما والمسيحية خصوصا فإني أريد أن أوضح بأن النص هنا ليس مقالا دينيا أو بحثا ميدانيا بل هو قصة أدبية يمكن الاستقراء منها بالشكل الذي يوافق الشخص وهواه ، وعليه فليس تحديد الطائفة هنا محل طرح بل وليس التوجه الديني أيضا فالقصة لم تحدد تبعية دينية لهما ، وهناك في الغرب طرق مختلفة للارتباط أقلها الزواج من خلال الكنسية ربما تهربا مما ذكرت في بعض الطوائف وحرصا على أن لا يقيد أحدهم بهذا الأمر "الغبي" وهذا مما يحسب للإسلام ويؤخذ عليهم ، وأشهر الطرق في الغرب هو الزواج المدني الذي يقوم على علاقة شخصية بين اثنين يتم تسجيلها في السجل المدني باعتباره بيت وعائلة ولا يلزمهم قوانين الكنيسة ولا أمور الميراث وغيره. والفكرة الأساسية كانت اساسا موجهة للعلاقة الإنسانية وليس للتناول الديني المحض.

أما قولك بأنني سقطت في النقطة التي اشرت إليها فأقول لك لا لم أسقط فليس فيما ذكرت ثمة ما يقود إلى ما رأيتِ.


المفارقة الرابعة أن القصة الأولى بدأت بــ مريم ، و الثانية بدأت بــ يوسف.



هذه لمحة ذكية أقدرها لك ، وكان ذلك طبعا لتسليط الضوء على المثال المطلوب والمقصود وتقديمهما ليكونا هما من نرجو أن يسود في المجتمع أمثالهما.


و المفارقة الخامسة جاء على ذكر الوالدين في التعرض إلى استقلالية القرار الشخصي لدينا في الديانة الإسلامية او لدى المجتمع الإسلامي.


هذا أمر يحقق واقع المجتمعين ، وأنا مع وجود الوالدين طبعا بل ورأيهما ولكن دون تسلط أو قهر فالذي يعيش حياته هو الابن أو الابنة وهما غالبا من يدفعا الثمن وينتجا مجتمعا غير قوي أو متماسك.



لو كان غير الدكتور سمير لسارعت في اطلاق الأحكام على النص و ربما لكنت أتهم الكاتب محاولته لتشويه الصورة الاجتماعية للمسلمين وتجميل المجتمع الآخر،
و لكن لأن الكاتب الدكتور سمير و الذي أكن له الاحترام و اؤمن بأن من وراء النص رسالة لم أقبض على كلها بعد فقد توقفت كثيرا قبل الرد .
و ربما أعود إليها .


أولا أهلا بعودتك متى شئت فالحوار مع أمثالك من المتأملين لعمق الأشياء مثري ومفيد ، وأما مسارعتك في الأحكام فليس مما يناسب الحكيم الفيلسوف ، والذي قمت به هو في الحقيقة عكس ما فهمت فهو في النهاية انتصار للإسلام بحكمته وعظمة تشريعاته ، ولكن هذا لا ينفي أن نقول ما نعرفه حقا فأغلب المجتمعات المسلمة لا تلتزم بمنهج الدين إلا ظاهرا وبقصور كبير في الفهم لأخلاقياته ، في حين أن عموم المجتمع الغربي يكاد يطبق الأخلاق الإسلامية باعتبارها أخلاق إنسانية وليتنا نعود لمفهوم ديننا الحنيف في اتباع الخلق القويم في كل المستويات لنكون خير أمة بحق واستحقاق.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
07-03-2012, 12:23 PM
دكتورنا النبيل سمير،‏
كيف لتلميذ أن يعلق على أستاذه؟ جمال وتقنيات وخبرة كتابية نحتاج إلى ضعف عمرنا لنصل إلى طرف ثوبها..‏
نموذجين واقعين جدا جدا..وموجودين في عالمنا العربي والإسلامي..وموجودين في العالم الغربي المسيحي أيضا..وربما هذا دفع الأديبه مرمر للتساؤل لما تم إختيار النموذج الأول لامرأة أنيقة غربيا، ولما تم إختيار نموذج المرأة غير الأنيقة ليكون شرقيا؟ لما؟
محبتي وتقديري ال تعرف


بارك الله بك أيها الأديب الكريم الماهر ، وأشكر لك من القلب ردك الحسن وتقريظك الكريم.

لم يكن الاختيار هذا إلا جزءا من مجموعة معطيات توصل للمرجو من الوعي ، وأنا كنت أجبت الأديبة مرمر على تساؤلاتها ، وكما تفضلت أنت فالواقع والحقيقة يجب أن نقر بها ونصفها كما هي بلا مكابرة أو مداورة فالذي ورد يصف العلاقة في المجتمع الغربي في عمومه ويصف العلاقة في المجتمع الشرقي في عمومه ، وفي إظهار هذه الحقيقة تعرية للمشكلة وتوضيح انقلاب الصورة حين يكونون هم أقرب لما يجب أن نكون عليه نحن.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
08-03-2012, 11:42 PM
مرحبا بالأستاذة العزيزة نادية
كما تعلمين و يعلم الجميع انني لا أمر على نص مرور الكرام ، و إني لأكرم النص بعدة قراءات ،ليس لمحاولة فهم المقصود منه فقط إنما من أجل حق الكاتب علينا و الحق العام "الأدب " و كي لا نظلم أحدا فنظم أنفسنا ، و تعليقك هذا أبدا لا أراه دفاعا عن الدكتور سمير بل هو اثراء للحوار الجاد ،و أتمنى أن نستمر فيه لتصل إلينا و إلى بقية القرّاء الكرام فكرة رسالة الدكتور التي أراد .

و عذرا إن انا تأخرت في تعليقاتي و المتابعة ،الحقيقة أن أوضاع العمل هذه الفترة صعبة جدا،

تقديري و احترامي الكبيرين للجميع

الحوار دوما مفيد ومثري للفكر سواء للمتحاورين أو للمتابعين. وللحق فإني أرحب بكل رأي مهما كان وأسعد بأي حوار هادف في اي وقت.

وها أنتما أضفتما الكثير للنص ومعانيه فلكما الشكر أزجي.

دمتما بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بكما دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

كاملة بدارنه
12-03-2012, 05:09 PM
السّلام عليكم

قصّة أثارت الكثير من الأفكار والرّؤى، وحرت فيها كثيرا، وقرأتها أكثر من مرّة ؛لأتعاطف أحيانا مع المرأة، وأغضب على تصرّفات الرّجل أحيانا أخرى وبالعكس
وفي الأخير قرأتها قراءة أدبيّة أهديك إيّاها أخي الدّكتور الأديب سمير على الرّابط التّالي في قسم النّقد
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=674544#post674544
دمت مبدعا
تقديري وتحيّتي

أسماء منصور
12-03-2012, 05:59 PM
د.سمير
اشكر ابداعك سيدى الذى يتيح لنا الكثير من قيم مهدرة فى بحور حياة ما بقى منها غير الذبد
مودتى

د. سمير العمري
13-03-2012, 06:32 PM
ربما قد عثرت بضالتي التي كنت انشدها و ربما لم يقصد الدكتور سمير هنا تبيان شكل العلاقة الإجتماعي بين الرجل و المرأة ، ففي الأولى بدأها بقوله "التقته" و الثانية عشناها و الفرق كبير وقد ينفي ما كنت قد ذهبت إليه في جوابيتي السابقة إلا أن وصلت بالقراءة إلى هذه الفقرة "وَلَيتَ فِي القَانُونِ مَا يَسْمَحُ فَأَظَلُّ زَوْجَكَ مَا عِشْتُ ، وَتَكُونُ هِيَ لَكَ زَوجًا أحْتَرمُ وُجُودَهَا في حَيَاتِكَ ، لَكِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مِمَّا لا يَسْمَحُ بِهِ قَانُونُ الدَّولَةِ وَلا حَتَّى الكنِيسَةُ،" والتي أوضحت شكل العلاقات في كلا النموذجين

عودة إلى جواهر النص و قلت جواهر و هي بالفعل جواهر دون مجاملة.

عادة في النص القصصي أو الرواية تكون الثيمة واضحة أو واحدة ،و على غير العادة في هذا النص الثيمة كانت أكثر من واحدة .
الأولى كانت حول الحقوق الإنسانية لكل من المرأة و الرجل التي نص عليها الدين كــحق .
و الثانية دارت حول طرق و أساليب الحوار بما نسميه في لغة التخصص " ادارة العلاقات العامة و البين شخصية"
ففي القصة الاولى وجد"جوزيف ضرورة المصارحة كــحق وواجب عليه أدائه، بينما يوسف لم يشعر بانه حق ولا واجب فقط لأنه حُشر في الزاوية ،فلو لم تحشره فيها لأبقى العلاقة الأخرى قيد"سره"


للجميع تحايا و ربما أعود ثانية

بارك الله بك أيتها المكرمة ويسرني وضوح هذا الجانب لك ، كما أشكر هذه القراءة الفكرية دوما والتي تستند عادة للمنطق الذي يفرضه السياق.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
01-04-2012, 06:26 PM
الدكتور سمير العمري

مفارقة ذكية ربطت كلا من العوامل النفسية بالعقيدة وتركتنا أمام صورتين متقابلتين تجمعهما ثورة التغيير وتفرقهما طريقة المعالجة والامكانيات
فبين راغب بابقاء الوصل تمنعه عقيدته. وبين راغب بهجر وتمنعه انسانيته

تقديري الكبير


ردودك تستوقفني دوما بما تحمل من بلاغة في الطرح المقتضب بالكثير من العمق والوعي والوصف.

هنا وجدتك بسطر واحد لخصت جوانب القصة جلها ورصدت معاني كثيرة بذكاء وعمق.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تحياتي

د. سمير العمري
14-04-2012, 08:40 AM
بمعروف

الصورة الأولى :
جوزيف الذي يعيش مع زوجته ماريا ، عشر سنوات ، يقرر أخيراً أن يتزوج أخرى ، ولأن القانون والدين لا يبيح ذلك ، سيضطر أن يتخلى عن الأولى ، ليختار الثانية ، رغم حبه للأولى
الرجل يتمنى لو جمع بينهما ، والزوجة تتمنى لو ظلت على ذمته ، وجمع بينها وبين الثانية ، لكن القانون لا يسمح ، هنا مبرر التعدد كان : الحب ، وما القلوب الا بيد الله يقلبها كيف يشاء ، والزواج لهو خير من الزنا والوقوع في الحرام .
هنا نجد العبرة الأهم في القصة : النظرية خاطئة ، لكن الأشخاص قابلين لنظريات جديدة ، قادرين على تطبيق التعدد ، ومؤهلين نفسياً لتحمله ، لأنهم جربوا معنى أن تحرم منه ، ومعنى أن تضطر له ، فلا تجد السبيل الى ذلك .

الصورة الثانية : يوسف وزوجته مريم ، عشر سنوات أخرى ، لكن الزوجة لم تحفظ المعروف ، وكان مبرر التعدد حاضراً ، فهي سليطة اللسان ، نكدة ، عنيدة ، جمعت كل مواصفات المرأة التي نتمنى ألا نقابلها .. والدين يبيح التعدد ، والمشكلة الوحيدة في التطبيق
هنا نجد العبرة المقابلة : هنا أشخاص يبيح لهم دينهم ذلك ، لكنهم لا يفهمون ذلك ولا يستوعبونه ، فيلجؤون لليد ، معتدين بذلك على شرع الله الذي أباح ذلك
النظرية صحيحة ، لكن المشكلة فيمن يطبقها ، مشكلة في التفكير وضيقه وفي الأخلاق وضياعها

ذلك التناقض وحتى الأسماء الغربية وتعريبها ، والمدة التي تشابهت في الحالتين ، كانت كلها وسائل لنا ، لنصنع المقاربة ، ونفكر في تلك الجدلية
ولم يكن الأمر اطلاقاً ، اساءة للدين ، وانما تمجيداً في الدين الذي كانت تعاليمه محكمة ، وكانت الاساءة للفهم الخاطئ ، والنفسيات المريضة
(إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
وأزمة الأمة ولا شك ، هي الأخلاق وضياعها ، والبعد عن الدين ، واستخدام الدين بتصرف ، حسب الأهواء ، نأخذ منه الصلاة والصيام ، ونترك أحكام وآيات الميراث ، كأنها لم توجد ، وتحفظ الرأة القرآن كله ، الا آيات التعدد ، فتنسى كلمة مثنى وثلاث ورباع ، وتبرع في معايرة زوجها وكأنها ما عاشت معه يوما جيدا ..

اللغة كالعادة بديعة متقنة ، والسرد هادئ ينساب في دعة ليجعل من يقرأ السطر الأول يهرول عبرها ليصل الى النهاية
قصص تستحق الدراسة والتأمل

وأنا مع رأي الفاضل رشدي الصاري
في أن نقرأ بتجرد ، ورغم سحر نصوص العمري القدير
الا أننا يجب أن نقرأ ونحلل ، لنستفيد ونفيد

مودتي كلها
والتقدير لهذا النص الجميل

بارك الله بك وأكرمك أيها الأديب الفاضل وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك!

وإني لجد مسرور من إضاءاتك الرائعة على الجوانب الأساسية في النص ، وأنت بصراحة قارئ رهيب لفن القصة وهذا ما جعل منك قاصا متميزا.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تحياتي

د. سمير العمري
30-04-2012, 06:40 PM
د.سمير دمت سامقا للواحة
سعدت جدا في هذه الرائعة
تقبل مرور تلميذتك
دمت خير

بارك الله بك وأكرمك ، وأشكر لك تقريظك الكريم!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
14-07-2012, 11:01 PM
الأخ المحترم..سمير العمري..
نقرأ هنا الأثر الثقافي في سلوك الإنسان..
ماريا المرأة الغربية التي تقدس الحب ..وتجعله مصدر سعادة إنسانية ..
فتملي عليها فطرتها البشرية أن تنسحب بحنان وتترك الأثر الطيب في قلب الحبيب المنقلب..
وهذا السلوك سيبقى مؤثرا في نفسه طيلة حياته..
لقد استبدلها بغيرها ..
فهو"جوزيف" منقاد لهوى نفسه دون مراعاة مشاعرها..
ودون علل دافعة إلى فعل حب جديد..بحكم الاختلاط الدائم..
والحالة الثانية نجد "مريم "منبهرة في صورتها ..معجبة بجمالها..
جاعلة إياه مصدر خضوع إليها..
تشكل شخصية معارضة تماما لمشروع "يوسف" الحضاري في مجاله العملي..
وتتكشف البواعث والدوافع التي دفعتها إلى مسلك هذا السلوك..فهي بضاعة معروضة في زمن الخصوبة ..يقدمها الوالدان لمن بشاءان ..
وكأن الاختيار المتغاضى عنه في القصة الثانية هو سبب تعاسة الزوجين..
هذا سرد بلغة بسيطة ،وأسلوب رصين،وعرض واضح ..
مما يتيح للقارئ البسيط فرص الفهم ..والتأثر ..والانفعال..والتفاعل..
تحياتي..

تناول مميز كعادة قراءاتك الدقيقة أخي الحبيب معروف ، ولقد سرني أن رأيت أثر القصة في نفسك فجاء هذا الرد الكريم وهذا التقريظ الطيب!

أشكرك من القلب ، وأثني على ما تفضلت به!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. سمير العمري
22-09-2012, 10:30 PM
في الحقيقة المدح ليس أمرًا مرغوبًا دائمًا ولا أمرًا سيئًا أيضا
قد يكون المدح في غير مكانه مضرة ... وقد يكون دافعًا إذا كان ضمن الحدود ... أما إن كان لكبيرٍ مستحق فهو أقل الواجب
وصلني من القصتين الرائعتين الزاهيتين معنى ومبنى أكثر من فائدة ونتيجة ... وإن كنت أعلمها لكن تقديمها بأسلوبٍ راقٍ مؤثر .... هو الفرق
سأذكر منها : فضل تعدد الزوجات في ديننا الحنيف ... وإن كنت من أهل الواحدة مستمسكًا بها ... والقيمة تتضح بالتجارب
والثانية فضل المعروف بين الزوجين حتى في الخصام وفي الفراق
والثالثة فضل ما تفعله الزوجة في المحافظة على زوجها والعكس
أحييك أستاذي الكبير على وجبتك الدسمة الراقية
دمت لنا بهذا الحضور الرائع
ومودتي وتقديري

نعم أيها الحبيب ، هذه قصة اجتماعية ترتكز في طرحها على الجانبين الإنساني والشرعي في الرؤية وفي القياس.

والحقيقة أنك أشرت بشكل رائع للعديد من الوجود التي يمكن قراءة القصة منها ولكن ربما ستجد وجوها أخرى لو قرأت ما بين السطور أيضا أو لنقل الإسقاطات التي يحملها مباشرة النص.

يسرني دوما تفاعلك الواعي مع نصوصي ونصوص الجميع وهذا يضيف إليك إلى جانب شاعريتك ورقيك أديبا معالم ناقد حصيف.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تحياتي

لانا عبد الستار
04-12-2012, 03:01 PM
كم يشبه جوزيف مريم أنانيان متجبران ظالمان
لكن يوسف لا يشبه ماري
ولا أحد يشبه ماري ولا توجد في الحياة الحقيقية هذه الملاك
ولا يوجد حب كحبها الوهمي
الحب أخذ وعطاء زوال أخدهما يزيل الآخر

الدكتور سمير العمري
قصة جميلة ومفارقاتها تجعلنا نتذكرها طويلا
أشكرك

د. سمير العمري
13-01-2013, 07:03 AM
لماذا كان على ماريا أن تفقده؟
وإذا كانت تحبه لدرجة تجعلها تتركه لأخرى اختيارا لسعادته بغيرها على سعادتها به، فهل سيكون لحياتها معنى بدونه؟
ولماذا لم تجد فرصة أخرى وهي المحبّة الحنون؟

ولماذا حظيت مريم القاسية الناشز بالفرصة تلو الفرصة ؟
لماذا كان لها أن تحتفظ بحقها فيه حتى اللحظة الأخيرة، وأن تظلمه حتى الفكرة الأخيرة؟
ثم لماذا وجدنا جوزيف قاسيا مع عاشقة آثرته على نفسها، بينما يوسف ليّن حدّ الاستسلام مع أنانية متمردة؟

ولماذا كان جوزيف\يوسف واحدا برغم اختلاف الصورة جذريا فشرّع أبواب القلب لأخرى في الحالتين؟

أسئلة تنطلق مواكبة قراءة نص قصّي يتحدى القراءة الواعية المتمعنة بلغته المترفة ودلالاته العميقة المرامي، وقدرة الكاتب الملفتة على طرق أبواب غير مطروقة لجدلية الأنا والآخر

ليست الأنا الجَمْعية التي ينطق بها ظاهر النص ليبدو مجرد قراءة سطحية لفروق دينية أو اجتماعية، بل هي تجنيد لتلك الفروق في تكريس المفارقة وتأكيد التمايز بين الأنا المحبّة المعطاءة المتفانية، والآخر الطفيلي الذي يعمل ممصاته في جسد المضيف حد إنهائه، ويبقى على القاريء أن يحدد هذا الطفيلي في القصتين

لقد تطابقت المعطيات الأولية للقصتين، زواج مضت عليه عشر من السنوات، وزميلة في العمل تتسلل لقلب الزوج وحياته حتى تتغلب حاجته للارتباط الرسمي بها كل الموانع المتعلقة بزوجه وحياته معها، فهل كان جوزيف كيوسف في إيثاره واحتماله؟ وهل كان في مريم شيء من سمو ماريا؟

لم تكن متعلقات الدين والمجتمع في النص بأكثر من خطوط إضافية للوصول بصورة السلوك والانطباعات التي يخلفها في القارىء إلى أقصى مداها فيتعاطف مع ماريا حد الدمعة ، ويشمئز من مريم حد تكوير قبضتيه وابيضاض مفاصلهما، أو أن تغلب عليه شرقيته فينتفض غضبا من سلبية يوسف وأنانية جوزيف .

تشابه الخطوط الرئيسية للصور لا تعني بالضرورة تشابه الصور ودلالاتها، والمشهد الذي يصور الأفق محمرا شاعريا ليس بالضرورة تصويرا لفجر يعد بيوم مشرق، فقد يكون وداع الشمس قبل حلول الظلام.

ويبقى أني عشت أمام سحر اللغة وبراعة التعبير هنا متعة لا تدانيها متعة

نص عمريّ من الدرجة الأولى
دمت للغة أميرنا

تحاياي

قراءة تحترم ، ووقفة تفاعلية رائعة أشكرها وأقدرها فلله درك أديبة وناقدة وقارئة!

أما تساؤلاتك فهي مشروعة ومنطقية ولكن لا أرى أن أجيب عليها بنفسي ففي النص ما يجيب على كل تلك الأسئلة ويوصل الرسائل التي يحملها النص.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
04-03-2013, 10:30 PM
السلام عليكم أخي العزيز د سمير العمري
قصتان من الواقع جميلتان ,كل واحدة تضيء على الأخرى ,وبقاسم مشترك
ماريا ,,كان حبها يشبه حب الأم لإبنها ,,وهو العطاء الذي لا يملّ دون انتظار المقابل
وهذا حب نادر جدا وربما غير موجود ,لأنه يرتقي لدرجة أسمى بكثير من الحب بين الأزواج
أما مريم ,فهي أنانية جدا ,لا تعرف إلا الأخذ دون العطاء ,وهذة لعمري امرأة يحلّ طلاقها فورا ودون أدنى أسف ,وخاصة أنها استعملت لغة الإنتقام
هل يريد د سمير أن يقول أن الرجل هو الرجل,, يهوى تعدد الزوجات بدوافع من التكويين الخلقي ,,وليس لظروف زواجه دخل بالموضوع ؟؟
هل يريد د سمير أن يقول ان الزواج التقليدي بموافقة الأهل فقط ,, هو السبب بخراب العلاقة الزوجية وتدهورها للحد الأدنى ؟؟؟
هل يريد أن يقول أن العطاء للآخر والحنان الكبير لدرجة التطرف وإنكار الذات , يأتي بنفس النتيجة التي تأتي بها الأنانية وحب الذات ؟؟
وأن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على التبادل بالأخذ والعطاء ؟
على كل حال فالسرد كان رائعا ,والقصص جميلة ,والهدف ساميا
شكرا لك أخي
ماسة

لنقل أن النص يقول لا العمري. ثم إن النص في تقديري لا يقول مما طرحت من أسئلة إلا أقل القليل ، وما أردته من النص أشمل وأعمق وأهم من أن يكون الطرح تعدد زوجات أو زوتج تقليدي وآخر غير تقليدي.

النص يتناول الناحية الإنسانية والنفسية والاجتماعية في قالب متكامل ويظهر الضد بالضد ... ولن أقول أكثر لأترك للقارئ فهم النص وفق ما يراه دون إملاء.

كل ما أؤكده لك بعد شكري الكبير على ما تفضلت به هو أن القصد كان عاليا وساميا لتوصيل عدة معاني لعل أهمها ما حمل عنوان النص.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

ربيحة الرفاعي
03-04-2013, 12:36 AM
حادثة في بيت إحدى معارفي اطلعت عليها مصادفة اليوم أعادت لذاكرتي ماريا
لكنها لم تكن بانصهار ماريا المفرط في جوزيف ولا كان جوزيفها بذلك التجاهل لكينونتها ومشاعرها
كان وعيا منها بأنها ليست بملئها قلبه أهلا لملء عالمه تماما، فقبلت بشريكة لها فيهما تهبه ما يعجزها من حاجاته ، وكان ساميا بحرصه على احتوائها وتقدير تضحيتها وسحرنا برقته معها وما أبدى من امتنان وإكبار

ووجدتني أعود إلى هنا أتأمل اللوحتين وأبحث عنهما فيهما

ما أكثر ما تعيدنا أمور الدنيا من حولنا لحرفك أميرنا

دمت بألق

تحاياي

د. سمير العمري
21-05-2013, 08:52 PM
=========

الدكتور سمير العمري ،

لي الشرف أن أشارك في الوقوف أمام السؤال الذي تفضلت بطرحه ،

فهل تسمح لي أن أوضح فكرتي ؟؟

عندما ذكرتُ أن القصة الأولى مثالية و الثانية واقعية ،

كنت أقصد النظر إليها بمعيار اليوم بمعيار العامة ،

بمقاييس الميزان المختل الذي يسود مجتمعاتنا .

فالأولى مثالية لأن المعروف أصبح بضاعة نادرة ، و الإحسان فأندر و أندر ،

و أما الثانية فواقعية لأن اللاّ معروف أصبح هو البضاعة السائدة ،

و لم أفصح عن معاييري الشخصية ، إلا بإشارة عابرة إلى تعاطفي مع زوجة جوزيف .

فمن تتصرف كما فعلت ماريا ، تعتبر حالة نادرة ، و العكس فيما يتعلق بزوجة يوسف .

كلنا نطمع حين يثبت الميزان و يعتدل . أن تكون تلك المثالية ، امرأة عادية لم تتصرف إلا بالمعروف .

في زمن الرداءة يكون اتباع الحق والالتزام بالخلق والترفع عن الصغائر والصدق في المشاعر مثالية ،

ينظر لصاحبها كأنه من عالم آخر .

و المقارنة التي أتيتنا بها تجعلنا أمام نموذجين أحدهما يعبّر عن تحقق معاني الآية الكريمة ،

و نموذج معاكس يعبّر عن غياب ما دعى إليه الوحي ، و تلفت المقارنة انتباهنا لنسأل أنفسنا

أين نحن من روح الشريعة و الإنسانية و الفطرة السليمة .

هذا رأيي المتواضع ،

ترى هل أوضحت المقصود مما استوقفك في ردي ؟؟

و هل وجدتَ لي عذرا في ذلك ؟؟

أرجو ذلك .

دمتَ و الواحة .

نعم صدقت ، بات الصواب مثالية ، والمعروف عملة نادرة في نفوس البشر.

المعضلة أن كل فرد يرى في نفسه الحق ويرى رأيه الصواب ويحكم على غيره قبل أن يحكم على نفسه ، وأنا هنا إنما أردت أن أقدح الضد بالضد ليظهر أصل الأشياء فعند الصهر يعرف التبر.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

نداء غريب صبري
29-06-2013, 04:39 PM
المفارقة الكبيرة بين الخير والشر، وبين الجمال والقبح، وبين الحب والرغبة في الامتلاك
كلها صور يقراهال في هذه القصة العميقة من يبحث في النصوص عن المعاني الراقية
مقارنة رائعة في قصتين كل شئ فيهما متشابه إلا المشاعر في الصدور

قرأتها أكثر مرة وما زلت أقرأها كلما شعرت بالرغية بتنقية قلبي من أنانية المحبين

شكرا لم أيها الأمير ولأدبك الرائع

بوركت

د. سمير العمري
31-08-2013, 02:02 AM
اسمح لي بهذه الكلمة أميرَ واحتنا الكريم ، فإنّي رأيتُ المقام مناسباً لها :
إن الشرائع التي شرعها البشر ناقصة كنقصان البشر، فإما أن تميل إلى المثالية التي لا تتحقق، وغالبا تميل إلى الواقعية التي فرضت نفسها بالحق أو بالباطل، فتجد الشرائع تشرع على حسب حالة الناس الراهنة، فعلى سبيل المثال، تجد أن القوانين البشرية أباحت الربا والخمر؛ لأنه أمر واقع بل وأباحت الزنا والفواحش بما تبيحه أعراف وعادات البشر؛ ولهذا تجد العجب أحيانا، فالقانون الذي يبيح الخمر هو الذي يحرم المخدرات، والذي يبيح الزنا يقيده بأمور منها الرضا بين الطرفين، بل تجد القوانين تتغير على حسب واقعية المجتمع وعاداته وتقاليده بعيدا عن أي دين، وأما الشريعة الإسلامية، فإنها شريعة واقعية ومثالية في نفس الوقت، فواقعيتها في أن أحكامها تخالط سلوك الناس يوميا، وأما مثاليتها في أنها تهدف إلى إصلاح المجتمع ولا ترضى بالتعايش مع الخطأ والرذيلة، وواقعيتها تتضح في أنها تناسب فطرة الإنسان، فمثالية الشريعة في جعل الوازع الديني أو الأخلاقي سببا في صيانة الحقوق لم تمنع واقعيتها في تقرير نظام العقوبات....
إن الشريعة الإسلامية ممتزجة بالأخلاق الحميدة امتزاجا شديدا، فالأخلاق هي الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية هي الأخلاق؛ لأن الأخلاق في الإسلام موصولة بتقوى الله ومراقبته، فالشريعة الإسلامية تُوجب مراعاة الأخلاق في كافة العلاقات الدولية والفردية في جميع الظروف والأحوال مع الصغار والكبار والمسلمين والكافرين والرجال والنساء والآدميين والحيوانات.

دمتَ في حفظ الله

شكرا أيها الفاضل على الإضافة ، وهذا ما أردنا أن نؤكده من خلال هذا النص وبأن الصواب أن يتبع المنهج الرباني في مثل هذا فحكم اللع هو الأعدل والأرشد والأبقى.

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
09-10-2013, 03:19 AM
بعد ردي وقراءتي لما ورد بعده من ردود أفصحت عن الفكرة وأفسحت الطريق لاستيعاب وتفهم ماغاب عني خلال قراءتي للنص
ولكن ماأثار دهشتي هو أن فاتني تثبيت النص استحقاقا يوم قرأته
واليوم أعود لتعليقه على مشجب القصة لينهل من ألقه العابرون
دمت بالخير سيدي
تحاياي

بارك الله بك وأكرمك ، وأشكرك على التثبيت ثبتك الله على الحق والخير!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
17-03-2014, 01:05 AM
قصة كبيرة أبدع الدكتور سمير في إرباكنا ونحن نحاول الوصول لكنه فكرته ورسالته التي يريد أيصالها
تحليلات رائعة وحوارات ولا أجمل نتمنى مثلها في سائر أقسام الواحة

سأبدي رأيي بشخوص القصة من منظار كوني أنثى
تعاطفت مع ماريا ولكن تفريطها السريع لم يكن طبيعيا ولم أتقبله حتى لو عقلنت كل مشاعري
إن كان للمشاعر عقل أصلا.

بالمقابل نرى مريم رغم كل السلبيات التي تتصف بها متمسكة بزوجها
وهنا رد فعلي رأيته طبيعيا لأنثى حتى وإن لم يروق لي

أما بالنسبة لبطلي القصة
هناك الرجل المحكوم لنزواته الغير وفي لحب كبير بادلته إياه زوجته
المفرط بعشرة جميلة رائعة ...وهو نموذج أمقته جدا

وهناك الرجل العقلاني المتمثل بيوسف الوفي لميثاق الزواج رغم كل سلبيات الطرف الآخر
ورغم القدرة على التعدد صبر حتى طفح به الكيل فقرر الزواج بأخرى.

القصة الثانية ربما نراها في كل بيت شرقي
ولكن مركب الزواج يسير بتضحية يقدمها أحدهم بصبره الطويل من أجل الأسرة والبيت والأولاد

و هنا رد على من يعيب على الدين الإسلامي في التعدد
فقد كان الإسلام عظيما احتوى جل القضايا الإجتماعية ولم يهمل ضعف النفوس حين أحل تعدد الزوجات
وقد وجدت هنا مفارقة رائعة بين من يعتبر الزواج ملكية مادية وبين من يعتبره ملكية روحية

تقديري واحترامي الكبيرين
ودمت بألف خير

لك كل الحق أيتها الأديبة الكريمة في فهم النص بالشكل الذي تريدين والتعليق عليه بما ترين بكل حرية ، وليس في الأمر قصد لحيرة أو لإرباك.
وردك الكريم هنا يعبر عن رأيك الذي نحترمه حقا لك أوافق أم خالف فشكرا لك على ما تفضلت به وبارك الله بك وبتفاعلك الراقي!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

خلود محمد جمعة
18-03-2014, 10:15 PM
قصتان متشابهتان في الاجواء من حيث مدة الزواج واخلاق الزوج وتفانيه
فرق كبير بين شخصية المرأة الاولى والثانية من بداية السرد ومن المنطق ان تكون ردة الفعل مختلفة
ردة فعل المرأة الاولى مبالغ فيها مهما بلغ العشق وردة فعل الثانية مبالغ فيها مهما كان الشر داخلها
ولا اعلم هل هناك من هدف لربط الدين في الموضوع ، فمن الواضح اختلاف الدين في القصتين
يتفوق ويتألق السرد واللغة والصور والموسيقى الأدبية في جميع ما تكتب أديبنا الكبير
دمت بخير
مودتي وتقديري

د. سمير العمري
04-05-2014, 03:23 AM
أهلا بالقاص والأديب الدمث رشدي الصاري

أعادتني جولة في الردود اليوم لردك الكريم على القصة، وأخشى انني فهمت منه أنك تتهم الكرام هنا بأنهم مادحون ومغالون في مدح ما لا يستحق من أدب ، ولكن ألست ترى معي أيها الفاضل أن هذا في حد ذاته تعسف مخالف للديمقراطية التي تطالب بها باعتبار مصادرة حق الآخر في التعبير عن رأيه؟؟
وليس مثلك من يفوته ذلك ...
أعذرني فقد وجدت من غير اللطيف اتهام الآخر بمثل هذه الأمور ناهيك عما سواه مما لا يصح بين الأحبة في واحة الخير والحب والجمال
سيما وأنت تخاطب نخبة أدبية من شعراء وقاصين كلهم يعي ما يقرأ وما يقول

تحيتي

بارك الله بك أيتها الأديبة الكبيرة ، وشكر لك كريم خلقك وعظيم أدبك في الرد على ما تفضل به الأديب الصاري وله أن يعبر عما يريد بكل أريحية ولكن دون أن يسيء لغيره كما تفضلت!

دام دفعك!

ودمت بكل خير وبركة!

تقديري

د. سمير العمري
01-06-2014, 02:11 AM
الأب الروحي في واحة المبدعين الفاضل د.سمير العمري
سيدي الفاضل
بداية أشكر لكم كريم خلقكم..ورحابة صدركم، ورفعة ذوقكم ،وعميق إحساسكم..
وبعد
استميحكم عذرأ بهذا الاستطراد
جاء أحد الرسامين إلى فرويد وقال له:
أنت تفسر الأحلام وأنا أعلم الناس كيف يحلمون
وعودة إلى القصة..
ماقرأته هنا هو لوحة فنية فكرية رسمت بريشة معدنية ..؟خطها أديب محترف يملك كل ألوان الأدب...
ولكني هنا أملك نظرة معينة للقصة القصيرة..؟
القصة التي تأجج مشاعري شخصيأ هي التي تكون ردة فعل أدبية يعبر عنها مبدع لحدث أولحظة هزت مشاعر ه
أما مايساق بقلم متمكن لهدف منشود أجده لايملك حرارة التاثير ودغدغة المشاعر كسابقه
أما النقطة الأخرى فقد قرأ بعض الأدباء شيئأ فيما ورد وقدمته خلال ردي الأول
بالإضافة وأعتقد سيدي الفاضل أنك توافقني في هذه النقطة.
إذا كان ثلة من الأدباء والشعراء قد اختلفوا في ماوراء هذه السطور من أفكار عميقة وأهداف بعيدة فما بال القارئ العادي..؟!
امتناني وتقديري وودي

أكرر لك أيها الفاضل أننا لا نفرض على أحد أن يعجب بما نكتب ، ولا أن يفهم الأمر بالشكل الذي نريد ، ولك حق في ذائقتك.

وبارك الله بك وأشكر لك ردك ورأيك أيا يكن!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
09-07-2014, 02:09 AM
السّلام عليكم

قصّة أثارت الكثير من الأفكار والرّؤى، وحرت فيها كثيرا، وقرأتها أكثر من مرّة ؛لأتعاطف أحيانا مع المرأة، وأغضب على تصرّفات الرّجل أحيانا أخرى وبالعكس
وفي الأخير قرأتها قراءة أدبيّة أهديك إيّاها أخي الدّكتور الأديب سمير على الرّابط التّالي في قسم النّقد
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=674544#post674544
دمت مبدعا
تقديري وتحيّتي

بارك الله بك أختي الكريمة والأديبة الراقية ولا حرمني الله من تفاعلك الراقي وحسك الواعي وأدبك الجم.

وإني أشكر لك هذه القراءة الراقية وأمتن لها كثيرا.

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

رويدة القحطاني
05-06-2015, 12:25 AM
اتَّصَلَتْ بِهَا بَعْدَ أَيَّامٍ تُعَدِّدُ مَنَاقِبَ جُوزِيفَ وَتُوصِيهَا بِهِ خَيرًا وَتَتَمَنَّى لَهُمَا السَّعَادَةَ وَالسُّرُورِ وَتَسْتَأْذِنُهَا فِي أَنْ تَكُونَ صَدِيقَةً لَهُمَا تَطْمَئِنُ عَلَيهِمَا بَينَ الحَينِ وَالحِينِ
.
أَغْلَقَتِ الهَاتِفَ وَالتَفَتتْ إِلَيهِ تُغَالبُ دَمْعةَ فِرَاقٍ بَابْتِسَامَةِ وُدٍّ وَقَالَتْ:
- أَتَمَنَّى لَكُمَا السَّعَادَةَ ، وَسَأَكُونُ لَكَ دَومًا حَيثُ وَضَعْتَنِي لا يَكُونُ مِنِّي إِلا مَا تُمْلِيهِ فُرُوضُ الحُبِّ الصَّادِقِ. هَلْ تَسْمَحُ لِي بِالاحْتِفَاظِ بِهَذِهِ االصُّورَةِ ذِكْرَى عَهْدٍ مُحَبَّبٍ جَمِيلٍ؟

عَانَقَهَا وَقَبَّلَ رَأْسَهَا وَاخْتَلَطَتْ بَينَهُمَا دُمُوعُ الشَّوقِ وَالفِرَاقِ.

أَسْرَعَتْ إِلى صُورَتِهِمَا المُعَلَّقَةِ فِي زَاوِيَةٍ مُهْمَلَةٍ عَلَى الجِدَارِ وَنَزَعَتْهَا نَزْعًا ثُمَّ أَلْقَتْهَا عَلَى الأَرْضِ بِنَزَقٍ لِتُحَطِّمَهُ بِهَا إِلى شَظَايَا مِنْ هَشِيمٍ. أَمْسَكَتْ الهَاتِفَ وَهِيَ تُزْبِدُ بَحْثًا عَنْ أَرْقَامِ أَهْلِهَا:
- سَتَنْدَمُ ، وَسَتَدْفَعُ الثَّمَنَ غَالِيًا!

أَمْسَكَ الصَّحِيفَةَ وَهُوَ يَتَحَسَّسَ جُرْحًا فِي رَأْسِهِ وآخَرَ فِي قَلْبِه يَقْرَأُ بِحَسرَةٍ عُنْوَانًا رَئيسِيًا "أُسْتَاذٌ جَامِعِيٍّ يَتَعَرَّضَ لِهُجُومٍ هَمَجِيٍّ مِنْ قِبَلِ مَجْهُولِينَ" ، ثُمَّ التَفَتَ إِلى وَرَقَةٍ وَصَلَتْهُ صَبَاحًا مِنْ مُحَامِيهِمْ تُطَالِبُهُ بِالمُثُولِ أَمَام المَحْكَمَةِ لِدَفْعِ النَّفَقَةِ وَالمُقَاضَاةِ فِي طَلَبِ مُخَالَعَةٍ.

لا تعليق على النموذجين فالمقطعان الذان اقتبست يختصران الصورة ويحق لكل قارئ ان يرى فيهما ما يرى
لكن تعليقي على هذه القصة ثنائية المشهد ، على السرد الرائع واللغة القوية والقدرة على إحكام الحبك وانتقاء التفاصيل اللازمة والمهارة في العرض القصصي بوضع النموذجين أمام القارئ بعد مشاهد هيئته لاستلام رأي الكاتب وما أراد توصيله

د. سمير العمري
29-10-2015, 02:01 AM
د.سمير
اشكر ابداعك سيدى الذى يتيح لنا الكثير من قيم مهدرة فى بحور حياة ما بقى منها غير الذبد
مودتى

بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري