المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يبطئ النصر



د عثمان قدري مكانسي
26-02-2012, 05:02 PM
قرأت لك

اللهُمَّ اجْعَلِ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي

اللهُمَّ هَبْ لنا من لَدُنْكَ نصراً مُؤزَّراً على أعدائِك أعداءِ الدِّين

سُئِلَ سفيان بن عُيَيْنه عن غمٍّ لا يُعرَفُ سَبَبُه.. قال: هوذنبٌ همَمْتَ به في سرِّك ولم تفْعلْه.. فجُزِيت هماً به.

قال شيخ الإسلام: فالذنوب لهاعقوبات.. السر بالسر، والعلانية بالعلانية.

قال سيد قطب.. يرحمه الله في تأخر النصر:

قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقيةً من خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصاً، ويذهب وحده هالكاً، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار!

قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماماً.. فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعدُ بفساده وضرورة زواله؛ فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة.. فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عارياً للناس، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية!

قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعدُ لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة.. فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار، فيظل الصراع قائماً حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر، ولاستبقائه!

من أجل هذا كله، ومن أجل غيره مما يعلمه الله، قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات، وتتضاعف الآلام.. مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية.

نادية بوغرارة
27-02-2012, 12:56 AM
إنما النصر من عند الله وحده ، و ما نراه نحن بعيدا هو عند الله قريب ،

و لكننا لا نصبر ـ و أيضا لا ندرك الحكمة من تأجيل النصر ، إلا بمقدار نسبي .

الدكتور عثمان مكانسي ،

كان لي موضوع حاولت فيه التطرق لأسباب النصر تحت عنوان : صفات الجند الغالبين ،

و هذا رابطه أعرضه عليكم مع الشكر الجزيل على ما تقدمونه لنا من فوائد :

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=25319

ربيع بن المدني السملالي
27-02-2012, 01:07 AM
من هنا يأتي النصر

كلمة قالَها صلاح الدِّين وهو يتفقَّد أحوال الجند ليلاً، فوجد خيمة بِها عددٌ من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فسجَّل له التاريخ هذه القَوْلة: "من هنا يأتي النصر"، ومرَّ على أُخْرى، فوجدها نائمة، فقال: "من هنا تأتي الهزيمة".

خيمة تَقُوم اللَّيل، تتبتَّل لِخَالقها، تأخذ من الزَّاد الإيماني ما تستطيع به أن تقاوم جند الباطل وأعداء الحق، جند يعلمون أنَّهم إذا تساوَوْا مع أعدائهم في المعاصي فاقهم عدوُّهم بالعُدَّة والعتاد، فكان ذلك سبب هزيمتهم، جند يتمثَّلون قول أمير المؤمنين عمر حينما أرسل تعليماته إلى سعد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - في جبهة فارس، قال له: إنِّي آمُرُك ومَن معك أن تكونوا أشدَّ احتراسًا من المعاصي منكم من عدوِّكم، فإنَّ ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوِّهم، جندٌ باعوا أرواحهم فداءً لدين الله، ولِتَمكين الإسلام في الأرض بعدَما كانت أمَّة الإسلام ترزح تحت نير الاستبداد والظُّلم، والقهر والاحتلال، جند علموا أن الأُمَم عندما تُسِفُّ وتَخْلد إلى الأرض تستجمع الخصائص التي تستحقُّ بِها الهزيمة كما هو حال الأُمَّة في هذا الزمان، وأنَّها عندما تصعد إلى أعلى، وتطير بأجنحة من الشَّوق إلى مستوًى من الكمال الرفيع، فإنَّها تستحقُّ الفوز والتمكين.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((مَن لقي الله بغير أثَرٍ من جهاد، لَقِي الله وفيه ثُلْمة))، إذًا هؤلاء استحقُّوا فعلاً أن يُنصروا؛ لأنَّهم تحمَّلوا في ذات الله الكثير، واستنفدوا كلَّ أسباب الأرض، فجاء نصر الله لهم رغم عدد وعتاد عدوِّهم، يقول الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يوسف: 110]، فلن يأتي النصر إلاَّ بعد استنفاد أسباب الأرض من الاستعداد والتجهيز، والإرادة والإصرار على رَدِّ الحق المَسْلوب بالقُوَّة بعد ما أُخذ منهم بالقوَّة؛ قال تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60]، وهنا نلحظ أن النَّصر الذي ساقه الله للمسلمين في حطِّين كان فضلاً وعطيَّة من الله تعالى، ليس لعمل الناس فيها إلاَّ الدَّخل المحدود بإذنه، بالتجهيز والاستعداد، والأخذ بالأسباب، والأسباب لا تبلغ نتائجها إلاَّ بِقَدَر الله وفِي حمايته ورعايته.

قيل لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في غزوة الأحزاب: يا رسول الله، إنَّ قريشًا جاءت ومعها فلول العرب، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((أوتَحزَّبوا؟)) قيل: نعم، قال: ((إذًا أبشِروا بِنَصر الله))، وكأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يبيِّن لنا القانون الإلهيَّ أنَّه إذا تحزَّب أعداء الله ضدَّ دين الله والمسلمين، واتَّخَذ المسلمون من الأسباب ما يُواجهون به هذا التحزُّبَ أكرَمَهم الله بالنَّصر المبين، ودَحْر عدو الإسلام والمسلمين.

وهذا مِصْداق قوله تعالى: ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 17].

ما أحوجَنا اليوم إلى تلبية نداء الله تعالى في سورة الأنفال! قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ﴾ [الأنفال: 15].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 29].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[الأنفال: 45].

هذه هي مقوِّمات النَّصر وأسبابه، فما أحوجَنا إليها اليوم! فأين أُمَّة الإسلام من هذه النِّداءات حتى تستجمع مقوِّمات النصر على أعدائها، وتَخْرج من مرحلة الذُّلِّ والهوان والغُثاء، وتسحب رأسها من تحت أقدام أعداء الله، وتستفيق من ثُباتها حتَّى يعود للإسلام سيادته ومجده، فإنَّ الزمن الذي تتكوَّن فيه أمَّة إنَّما يرجع إلى مقدار الجهد الذي تبذله هذه الأمَّة؛ كي تنتقل من الظُّلمات إلى النور، ومن الهزيمة إلى النصر، وبمقدار ما ترسَّخ في قلبها من العقيدة والأخلاق والقِيَم الرَّفيعة التي هي شرايين الحياة في كيان جسم يريد أن ينطلق إلى آفاق النَّصر والسيادة.


محمد مصباح مسلم

ربيحة الرفاعي
27-02-2012, 03:20 AM
قد يبطيء النصر لألفق سبب وسبب تقع تحت عناوين رئيسية ذكرت بعضها أستاذنا منقولا عن سيد قطب رحمه الله
لكنه مهما أبطأ متحقق بوعد الله " إن تنصروا الله ينصركم .."

موضوع كبير القيمة والأثر
تحيتي

عايد راشد احمد
28-02-2012, 02:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله

دكتورنا الكريم

اكيد الله اوجد لنا الاسباب وعلينا ان نعمل بها وبعد ذلك نتوكل علي الله

يقينا هناك كثيرا من الاسباب التي نجهلها ومنها ما ذكرت لكن العلم الكامل عند المولي عز وجل

بارك الله لك وفيك

تقبل مروري وتحيتي

سامية الحربي
28-02-2012, 04:09 PM
لماذا يبطيء النصر؟
نعم هذا السؤال الذي نردده سواء علناً أو سراً وليس ذلك إعتراضاً على أقدار الله سبحانه وتعالى بقدر ماهو تسائل تسائل به حتى الأنبياء خشية أن يكون التقصير منا .وقد كنا وما زلنا مقصرين ولنسأل أنفسنا سؤال بسؤال هل نحن أهلا للتمكين؟؟ هل نصرنا الله حتى ينتصر لنا الله ؟ هل أقمنا الغاية التي خلق من أجلها البشر وأرسلت لها الرسل ؟ أم أننا فتنا في الدنيا وتخاذلنا عن إقامة دينه تارة بإسم القوميات وتارة بإسم الحزب وجاهلية جديدة ما أنزل الله بها من سلطان.
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران : 165]
اللهم أكتب لأمتنا من أمرها رشداً يعز به دينك وأوليائك ويمكن للموحدين منهم في الأرض برحمتك وعفوك يا رحيم ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين.
شكرا جزيلاً على التسائل الذي لطالما تبادر على الأذهان.

د عثمان قدري مكانسي
28-02-2012, 05:00 PM
أختي نادية
سلام الله عليك ورحمة منه وبركات
دخلت الموقع الذي نوّهت إليه وقرات المقال : هو أطروحة تربوية قوامها سورة الأنفال العظيمة ، كان الطرح ممتازاً يدل عاى فكر وفهم عميقين
شكر الله لك

د عثمان قدري مكانسي
28-02-2012, 10:10 PM
لا شك يا أختُ ربيحة أن النصر حليف المؤمنين ، ولكن لا بد من الابتلاء بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات ... اللهم اجعلنا من الصابرين ..
أما العودة إلى الله تعالى يا أخت غصن الحربي حفظك الله فبيت القصيد في حياتنا ,,
ولا بد يا أخت عايد سلمك الله من الأخذ بالأسباب .. وأذكر أن الله تعالى علم السيدة مريم الأخذ بالأسباب حين قال لها : "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا "
ولن يكون النصر لنا يا أخي ربيع حتى تكون آيات الله ربيع القلوب ومهوى الأفئدة
شكر الله لكم جميعاً

بهجت عبدالغني
03-03-2012, 06:36 PM
موضوع قيم

وهناك أسباب أخرى ذكرها الاستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله

بهجت عبدالغني
03-03-2012, 06:39 PM
ويقول سيد قطب رحمه الله في ظلاله :

ـ قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها ، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات . فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً!
ـ وقد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة ، وآخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً ، لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل الله .
وقد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر . إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله .
ـ وقد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، وهي تعاني وتتألم وتبذل؛ ولا تجد لها سنداً إلا الله ، ولا متوجهاً إلا إليه وحده في الضراء . وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله . فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله .
ـ وقد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه ، أو تقاتل حمية لذاتها ، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها . والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله ، بريئاً من المشاعر الأخرى التي تلابسه .
ـ وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى . فأيها في سبيل الله . فقال : « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله » .
وللنصر تكاليفه وأعباؤه حين يتأذن الله به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه ، وتهيؤ الجو حوله لاستقباله واستبقائه :
{ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر؛ ولله عاقبة الأمور } ..




الاستاذ العزيز عثمان قدري مكانسي

موضوع رائع في مكانه المناسب ..

لأن المرء يسأل لماذا هذا التأخر في النصر وقد نهضت الشعوب وثارت ..

والانسان خلق عجولاً



دمت مبدعاً ..

د عثمان قدري مكانسي
04-03-2012, 03:21 PM
بارك الله فيك أخي الكريم بهجت وجزاك خيرا
سررت من مداخلتك القيمة