المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري



سامح عسكر
01-03-2012, 11:07 PM
في البداية أعتذر عن هذا العنوان..فقد تكرر معي الخطأ التقني للمرة الثانية فلم أستطع طرح العنوان كما هو..وأهيب بالأخ الإداري المحترم تعديل العنوان كما هو في قلب المقال..

بقلم/ سامح عسكر

دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري

تمر المنطقة العربية والإسلامية بأحداثا جساما تفرض واقعا من التحدي أمام النُخبة لفهم التجارب- قصيرة الإجل- لاستنتاج فكرة تنهض بتلك الاحداث الثورية وتنقلها من الإنفعالية إلي النهضوية ، فالإنفعالية حالة غضب تجتاح الطبقات الدنيا المعرفية والإجتماعية علي حد سواء ،تلك الطبقات تُمثل تقريبا الغالبية العظمي من سكان المنطقة..وبناءا عليه يَنتج رأي عام يؤثر بالتبعية في عقول النُخبة وينقلهم من موقع الدليل الحكيم إلي موقع آخر يرتبط بالمشاهدة أكثر من التأثير...ومنهم وبحُكم الأيدلوجية قد يكون مؤثرا لأثر غير عقلاني وغير أيدلوجي..وهو انتقال عجيب من الأيدلوجيا إلي حالة أقرب إلي البراجماتية تتعثر بخلفيات ووهميات لم تجرؤ تلك النُخبة علي التخلص منها أو مراجعتها..

في ظل هذه الحالة كان التوق لعقلانية إسلامية عربية راشدة تنقل الشعوب من مصاف الإنفعال الفوضوي إلي مصاف الإنفعال النهضوي، فالإنسان كائن عقلي والعقل لديه هو سلطان وجوده كما قال الإمام محمد عبده-رحمه الله..وبدون العقل يفني الإنسان بفنائه لنفسه..فهو ميزانه ودليله..وليس أسلم للإنسان من حِكمة بالغة ووعي راشد خاصة في هذا الوقت..ليس هذا تأليها للعقل..فالعقل مرتبط بمصادره المعرفية التي تضم مصادر أخري كالنقل والوحي..وعليه فبرهان العقل ليس شرطا أن يُحمل علي تصور ذِهني تنظيري غير تجريبي..فكفاية الوحي والنقل تجعله متحد مع نفسه وبالتالي يَخلُص إلي نتائج –في هذه الحالة- هي عبارة عن حلول عملية لمشكلة ظن البعض أن لا ملجأ منها إلا إليها...

المبدأ في هذه الحالة يتطلب الوقوف علي مقدسات لا يَخرقها انفعال أو فِعل أيا كان مصدره..وأري أن أولي واجبات النُخبة هو الوقوف علي ماهية تلك المقدسات وإعادة صياغتها وطرحها علي الشعوب بشكل يتناسب مع طبائع الشعوب وثقافتهم..فعلي سبيل المثال هناك بعض المقدسات كالإصلاح والوسطية وقضيتي فلسطين والمقاومة وقضية التعايش وقضية السلام وقضية الوحدة وما إلي ذلك من قضايا جوهرية لا خِلاف علي قًُدسيتها بين جميع الفُرقاء...فالبراجماتية النفعية والميكافيللية التبريرية قد تقضي علي بعض هذه المقدسات فيما لو تم التعامل مع هذه المقدسات كفكرة جامدة معروفة الأبعاد والثوابت فكان العجز عن مطابقتها مع الواقع والفشل الذريع بتكييفها مع المستجدات..

هذا مُدخل مهم لرصد الواقع العربي والإسلامي بأسلوب أكثر دقة عما تقوم به النُخبة المثقفة في هذه المرحلة..فيبدو أن التجارب -قصيرة الاجل-بَدَت وكأنها نَجما يُهتدي به في ظلمات القهر والتعسف..ولو كان ذلك صحيحا لجاز لنا القول بنهضوية ثورات العرب في القرن العِشرين سواءا كانت تلك التي كانت في النصف الاول أم تلك التي كانت في النصف الثاني..فالواقع العربي والإسلامي لم يشهد تطويرا نهضويا حضاريا بفِعل هذه الثورات سوي بصيص من ثورتي يوليو المصرية والخوميني الإيرانية مع حِفظ الفارق الشاسع-التبادلي- لصالح كلا الطرفين في بعض الأمور..وهو ما يضعنا في مواجهة صريحة مع أنفسنا حول ماهية ثورات العرب تلك الأيام ..خاصة في هذا الواقع الإعلامي التي انصهرت فيه الكينونة الإنسانية في بحر الإعلام فغرقت فيه ولم تعد لها ملا مح تُذكر..

فالثوريّ الوحيد والحقيقي ليس هو ذلك الشعب الذي لم يتحصل علي فرصته في العيش الكريم..بل الثوري الحقيقي هو الإعلام..فهو بطل المرحلة وهو الموجه الأول..وفلسفة هذا الثوري تقوم علي عاملي الحشد والحسم بأدواتهما..في دلالة واضحة صورية علي استعجال للإصلاح..أما الدلالة العملية فهي الشيطان الأكبر الذي يُهدد تلك الشعوب بالفناء الفِكري والحضاري..تلك الدلالة التي تتمثل في انعدام فكري موجه للثورات..وبحسب نظرية الفراغ نجد وقد ملأتها فلسفة الغرب في استغلال لضعف الإمكانيات العقلية العربية في الرصد والإستنتاج..وعليه فليس مُستغربا أن نجد ذلك الفيلسوف الصهيوني برنارد هنري ليفي وكأنه شخصية العام يتنقل بين البلدان رافعا شعارات الحرية والكرامة والعدالة..أرفض تضخيم حجم هذا الرجل..ولكني مُجبر علي الإعتراف بدورة كدليل للثورات العربية وسياسي لا ينفصل عن مراكز صناعة القرار في الغرب-وإن لفظته الشعوب..

الثورة كحدث ليست بجهة واحدة تنشد قيما ومبادئا مُتعارفا عليها..فما يرفعه ذلك المفكر هو مطلب الشعوب ابتداءا وانتهاءا..وبالنظر إلي مواقفه من العدو الصهيوني ومجازر الغرب الأوربي والأمريكي..وازدواجية معاييره في التعامل مع مماثل شعبي كل هذا يفيد بأن الشعارات-لديه-ليست إلا كحصان طروادة لغزو العقل المتحصن أو الأقل تفكيكه وصَهره تمهيدا لإعادة صياغته من جديد..فمن كبري الدلالات التي توضح صدق هذه التصور هو انتقال الرأي العام العربي من حالة إلي حالة في مسافة زمنية قصيرة..تمثلت في رفع صور حكاما عرب كأبطال كانوا في الماضي مثالا علي التخاذل وبيع المقدسات..وظهرت أيضا في الإعتراف بأفضال عدو الأمس والذي كان شيطانا أكبر فأصبح بُقدر قادر مُخلّصا شجاعا ندين له ونحفظ جميله..لم تأتِ هذه العقلية اعتباطا..فالمحرك لو كان عالما حكيما ثاقب الفكر وعظيم الرؤية..لكان سهلا عليه التخيل والإفتراض والعمل للنتائج..

دور العقلانية العربية والإسلامية لا ينحصر في التخيل والتخطيط ..فتقريبا لايوجد لدي العرب من يُترجم الافكار إلي واقع عملي سوي كفاءات هَجَرت مواطنها منذ بداية عصور الإنفتاح التي تسببت في بيع العقل العربي بثمن بخس لا يساوي قيمة الهواء الذي استنشقه..فالعقول العربية أصبح الكاهل عليها عظيما وهي مُطالبة ليست فقط باحتواء الأزمة بل بالتخطيط للمستقبل ورفع أهلية الشعوب لاستقبال الحلول العصرية لمشاكلها، تلك الحلول التي تراعي السُنن الكونية وسِيَر التاريخ وأسباب التقدم والإنحطاط في المجتمعات

المصدر/ مدونتي ميدان الحرية والعدالة (http://ascooor.maktoobblog.com/1593845/%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%D 8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D 8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%BA/)

نادية بوغرارة
01-03-2012, 11:46 PM
صحيح أن الثورات تقودها الشعوب دون تخطيط مسبق و دون دراسات مستقبلية ،

لكن من الضروري وجود نخبة نابعة من جسد الثورة ،

تقود التوجهات العامة للتحرك الشعبي الجماهيري ، و تعمل على ترشيدها ، و النأي بها عن المزالق

القاتلة و المصائد الفتاكة ، هذا من أجل أن تكون الإنجازات على مستوى التضحيات .

من دون هذه النخبة المفكرة الواعية ، توشك الثورة أن تموت في مهدها ، إذا تلاطمت

أمواج مدّها و ارتفع فيها منسوب الإشكاليات و الخلافات و الصراعات .

الأخ سامح عسكر ،

شكرا لك على طرحك للموضوع ،

و مرحبا بك في واحتك .

سامح عسكر
02-03-2012, 07:16 PM
صحيح أن الثورات تقودها الشعوب دون تخطيط مسبق و دون دراسات مستقبلية ،

لكن من الضروري وجود نخبة نابعة من جسد الثورة ،

تقود التوجهات العامة للتحرك الشعبي الجماهيري ، و تعمل على ترشيدها ، و النأي بها عن المزالق

القاتلة و المصائد الفتاكة ، هذا من أجل أن تكون الإنجازات على مستوى التضحيات .

من دون هذه النخبة المفكرة الواعية ، توشك الثورة أن تموت في مهدها ، إذا تلاطمت

أمواج مدّها و ارتفع فيها منسوب الإشكاليات و الخلافات و الصراعات .

الأخ سامح عسكر ،

شكرا لك على طرحك للموضوع ،

و مرحبا بك في واحتك .


بارك الله فيكم أستاذة نادية بو غرارة

زهراء المقدسية
02-03-2012, 08:39 PM
وللأسف يا أستاذ سامح ما زلنا شعوبا تحكمها العاطفة ويعطل فيها العقل
ولذلك ما زال أمامنا مشوار طويل لنكون كما يجب أن نكون

مقال كبير أحييك عليه
واسمح لي بنقله الى منبر الفكر والحوار المعرفي
واحة إعادة الصياغة

تقديري الكبير

علال المديني
18-03-2012, 09:40 PM
مقال جيد ومتميز
الأمر الجيد في هذا المقال أنه يناقش العقلانية في جانبها التطبيقي العملي والتخطيطي لا العقلانية التي غرقت في نقد التراث ومناقشته ونقلت المثقف إلى عوالم مضت وعزلته عن الواقع فتحولت من عقلانية الفعل والعمل إلى عقلانية الصالونات ، فأصبح المثقف بعيدا عن الواقع يمارس تارة هروب إلى الوراء في نقده لي التراث وتحميله مسؤولية الفشل، وتارة الهروب إلى الأمام بتبخيسه للفعل الشعبي والحدث الآني والإيمان بالحتمية التاريخية .
بالفعل الثورات العربية لم تكتمل وبالفعل الإعلام هو الثائر الوحيد وهو من يوجه ويؤجج لكن لحد الساعة لم أعرف على من يثور هذا على الإعلام .هل يثور على الثورة الشعبية التي كانت قادمة لا محالة ؟أم يثور على الحاكم ؟أم يثور لأنه يريد أن يجرب دوره؟

سامح عسكر
19-03-2012, 11:47 PM
وللأسف يا أستاذ سامح ما زلنا شعوبا تحكمها العاطفة ويعطل فيها العقل
ولذلك ما زال أمامنا مشوار طويل لنكون كما يجب أن نكون

مقال كبير أحييك عليه
واسمح لي بنقله الى منبر الفكر والحوار المعرفي
واحة إعادة الصياغة

تقديري الكبير

المشوار معقود بنواصي الأمل والتحدي أستاذة زهراء المقدسية..وألا ننساق ونكن من التابعين..بارك الله فيكم وأشكركم علي مروركم الكريم

سامح عسكر
19-03-2012, 11:52 PM
مقال جيد ومتميز
الأمر الجيد في هذا المقال أنه يناقش العقلانية في جانبها التطبيقي العملي والتخطيطي لا العقلانية التي غرقت في نقد التراث ومناقشته ونقلت المثقف إلى عوالم مضت وعزلته عن الواقع فتحولت من عقلانية الفعل والعمل إلى عقلانية الصالونات ، فأصبح المثقف بعيدا عن الواقع يمارس تارة هروب إلى الوراء في نقده لي التراث وتحميله مسؤولية الفشل، وتارة الهروب إلى الأمام بتبخيسه للفعل الشعبي والحدث الآني والإيمان بالحتمية التاريخية .
بالفعل الثورات العربية لم تكتمل وبالفعل الإعلام هو الثائر الوحيد وهو من يوجه ويؤجج لكن لحد الساعة لم أعرف على من يثور هذا على الإعلام .هل يثور على الثورة الشعبية التي كانت قادمة لا محالة ؟أم يثور على الحاكم ؟أم يثور لأنه يريد أن يجرب دوره؟

مرحلة النقد لابد وأن تتوازي مع مرحلة التجريب والتطبيق...بتوازي يُخلق العقل الراشد الذي يبعث الفكرة من خمولها إلي نشاطها..بالنسبة للإعلام فثورته ليست مِلكا للشعوب..لا توجد نهضة..النهضة الحقيقية في الاستقلال والتصميم علي إنشاء حضارة متمايزة خاصة بالشعوب وليست خاضعة لتأثيرات العولمة..

ربيحة الرفاعي
14-08-2012, 01:33 AM
اعتبارا من المقدمة وجدت في القول اتهاما للأحداث الثورية العظيمة على الساحة العربية بغلبة الانفعالية وهذا غير عادل، واتهام للنخبة بالانسياق وراء العوام متعثرة بوهميات مترسبة في فكرها، وهذا في حد ذاته إجحاف بحق الشارع بكل فئاته قيادة وقاعدة
وأخشى أني لم أجد في المقالة حديثا دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري، بل حديثا عن الحاجة لهذا الدور انطلاقا من الاتهام المتقدم، مما يجعلنا أما عنوان لا يستقطب لمضمون ليس محتوى في المقالة

كانت الدعوة إيجابية وددت لو اخترت لها عنوانا لا يهيء لغير ما يجد المتلقي هنا
ولو لم تغلفها بإجحاف الثورة والثوار حقهم

أهلا بك ومرحبا في واحتك

تحاياي

خليل حلاوجي
01-10-2012, 10:00 PM
أخي الحبيب :

أظن أني وضعت هنا تعليقاً سابقاً ... وهو الآن مفقود وأجهل سبب ذلك ؟

المهم :

لن أعيد طرح رؤيتي ولكن سأضع مقالتي المنشورة هنا في الواحة ..

وليتقبل الجميع مودتي ... العامرة بالصدق.


ابجدية النور /24

الربيع العربي: مشكلات فكرية


--------------------------------------------------------------------------------


1- نمر اليوم بحالة انقلاب وثورات تبشر بالعدل وهزيمة الباطل .
ورغم أن فكر الثورة مازال لايستوعب التحول المفاهيمي للثوار ، وهو امتحان مصيري مقلق في "جدول القيم"

2- في مصر أصبح "هرم أولويات الثورة " في وضع مقلوب ، فهل القائد العادل سيوجد المجتمع العادل أم العكس ؟ ومعلوم أن تاريخ (القائد) قد مر بثلاث أطوار : في السبعينيات مارس دوره من فوق منابر المساجد يعرض الخطاب الشرعي ، ثم وجدناه دخل سجون الدولة في الثمانينات ، ثم وضع في قفص الاتهام بعد أحداث سبتمبر .. وهو اليوم يتزعم قيادة مؤسسة الدولة محاولاً نزع آثار الظلم الذي وقع عليه....
الشيخ حسن البنا أكد على أن طرائق الإصلاح تتم من داخل النظم السياسية ذاتها، أما الشهيد سيد قطب فاعتبر أن نظام (الحكم) الناصري نظام جاهلي، وأن الحديث عن إصلاح من داخله هو استنبات للبذور في الهواء، وأنه لا بد من تغيير النظام تغييراً جذرياً، باعتباره ينازع الله أخص خصوصياته وهو حق التشريع . بينما لازال الفكر السلفي والجهادي يقف اليوم خارج صلاحيات السلطة ..
هل يستطيع الرئيس مرسي رسم خارطة تستوعب كل تلك المواقف ؟

3- الموقف من تراث الشريعة الفكري واسقاطاته على ما يمس واقعنا المعاصر ونحن نتلمس بناء الدولة الحديثة التي تنص على أنها شرعية... يستفز وعينا ويحتم واجب التخلص من التنظير اللاواقعي والتخلص من التطبيق اللاشرعي.
بعض الشباب يمارس قراءة "نصوص الوحي وتراثها" قراءة نهضوية وهو أمر محمود . ولكن عند التطبيق نجده يبحث داخل هذه النصوص عن مفاهيم تدعم " المدنية " ولن نخرج من هذه الإشكالية إلا بتحديد دور مؤسسة الفقهاء ..
هل يأخذ الفقيه دوره داخل حركة التصحيح فهو كــ( ولاية الفقيه ) كما في إيران ؟
أم هو الفقيه الذي يشرف على كتابة الدستور لضمان شرعيته الدينية ؟
أم هو الفقيه الراصد لمنتجات الثورة الناصح في خطب الجمع الذي يفضح الزور في مؤسسات الدولة الفتية. وبمعنى أدق :
ماهي شروط السيادة لهذا الفقيه وما مدى صلاحياته في الدولة المدنية ؟ أسئلة تحتاج إلى تمحيص !!
اليوم في العراق يدور حديث عن (فيتو لفقهاء الشريعة) للتحكم بفقهاء القانون في المحكمة الاتحادية وهي أعلى سلطة في الدولة !!


4- الموقف من الغرب :
كيف نضبط تاريخنا في علاقاتنا مع الغرب تصحيحاً ثورياً ؟
الخطورة تكمن في مدى مساهمتنا الحقيقية التي سنحاول أن نقدمها للعالم ونحن نحمل مفهوم ( عالمية الإسلام ) وبنفس الوقت نصطدم بعواقب مخيفة عن فكرتي (التسييس) للعولمة و(المديونية) لصندوق النقد الدولي ...
آن الأوان لتصحيح تقسيم فقهائنا الأقدمين الدنيا إلى دارين : دار الإسلام ودار الكفر. باشتقاق الوصف من عقيدة أهلها، فطبيعة النظم السياسية الحاكمة اليوم هي التي تحدد القواعد المسيطرة على علاقات بلادنا مع غيرنا من البلاد ، وهي قواعد لا علاقة لها بالعقيدة لا من قريب ولا من بعيد.

5- تفسير ماحصل ، وكيف خنقتنا الدكتاتوريات ؟ توجب تمحيص ظاهرة الطغيان السياسي الذي أسقطته الثورة ، ما الذي حدث بالضبط ؟ وهل الثورة انقلاب قيمي معياري ؟
ولسنا هنا بصدد حجم انتهاكات الرؤساء الذين اطاحت بهم الثورات لحمى الشريعة والفضيلة ، بل تفسير صمت الجمهور لسنوات طوال من الخضوع ! كل ذلك بغرض تجنب تكرار تلك المأساة .

6- الظرف الأمني واستعادة بوصلة العدل هو مطلب فكري قبل أن يكون إجرائي ، فمفاهيم الرشوة والمحسوبية والتواكل في النسب لم تزل تحكم الواقع حتى بعد الثورة.

ومن أجل مستقبل الثورات : لابد من منهج فكري شديد الوضوح يقود الثوار الأبطال ..