تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخطأ عباس..وأصاب القرضاوي



زهراء المقدسية
03-03-2012, 08:02 PM
في ظل الجدال الدائر في الأوساط الفلسطينية حول فتوى الشيخ يوسف القرضاوي حول زيارة العرب للقدس ,وما تعرض له هذا الشيخ المجاهد من انتقادات لا تليق بشخصه الكبير وجدت في مقال للأستاذ عبد الباري عطوان ما يضع النقاط على الحروف, رغم أنها وضعت سابقا من قبل القرضاوي وأيده فيها علماء كبار من الأزهر الشريف إضافة إلى حركة حماس في فلسطين

أترككم مع المقال فتفضلوا مشكورين:
____________

عبد الباري عطوان: أخطأ عباس ..وأصاب القرضاوي


لا نفهم مبررات هذا الهجوم الشرس الذي يتعرض له الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعد الفتوى التي اطلقها وحرّم فيها زيارة القدس المحتلة، وتأكيده بأن المدينة المقدسة لن تعود الا بالمقاومة.

الدكتور القرضاوي كان يرد على دعوة اطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمسلمين بشد الرّحال الى القدس المحتلة، للتواصل معها وكسر العزلة الاسرائيلية، وهذا من حقه، لأن زيارة العرب والمسلمين للمدينة المقدسة ستصب في مصلحة التطبيع، وستخفف الضغوط على اسرائيل عبر الإيحاء بأنها دولة منفتحة على الأديان الاخرى، وأن المدينة يجب أن تظل موحدة تحت سيادتها.

الرئيس عباس ينطلق في دعوته هذه من رغبته في تحدي سياسة الأمر الواقع الاسرائيلية التي تريد عزل المدينة والاستفراد بها وقطع صلاتها مع العرب والمسلمين، وإظهار الدعم العربي والاسلامي لأهل المدينة من خلال دعم اقتصادهم وبما يؤدي الى تعزيز صمودهم.

نختلف مع الرئيس عباس في هذا التوجه، لأن الاسرائيليين لن يسمحوا للعرب والمسلمين بهذه الزيارة للمدينة المقدسة، اذا كانت تعتقد، اي اسرائيل، انها تتعارض مع مخططاتهم لتهويدها وهدم المسجد الاقصى لأقامة هيكل سليمان المزعوم على انقاضه. فقادة اسرائيل ليسوا على هذه الدرجة من الغباء، فإسرائيل هي التي تتحكم بمن يدخل او يخرج من الاراضي الفلسطينية المحتلة، والسلطة الفلسطينية ليس لها اي رأي في هذا الصدد، وربما يفيد التذكير بأنها سحبت تصريح التنقل الذي كان يستخدمه الرئيس عباس نفسه داخل مناطق السلطة او خارجها.

فإذا كان مئات الآلاف من ابناء الضفة الغربية، ناهيك عن ابناء قطاع غزة، ممنوعين من زيارة المدينة المقدسة، والصلاة في أقصاها، وهم يتواجدون على بعد امتار منها، فكيف ستسمح السلطات الاسرائيلية لمئات الآلاف من العرب والمسلمين بزيارتها؟
' ' '
زيارة العرب والمسلمين للقدس المحتلة ستخدم الاقتصاد الاسرائيلي اكثر من خدمتها لاقتصاد ابناء القدس، فأي زائر يلبي نداء الرئيس عباس سيضطر للذهاب إلى السفارات الاسرائيلية للحصول على تأشيرة الدخول مقابل رسوم مالية، والتخاطب مع المسؤولين الاسرائيليين فيها، وهذا تطبيع واضح.

وماذا لو قرر الفلسطينيون في مخيمات الشتات في لبنان والأردن والعراق ومصر التوجه إلى القدس المحتلة، تلبية لنداء رئيسهم بأعداد كبيرة، فهل ستسمح لهم اسرائيل بتحقيق هذه الأمنية، والأكثر من ذلك هل ستسمح لهم دول مجاورة مثل الأردن ومصر بالمرور عبر أراضيها؟

الدكتور القرضاوي لم يحرّم الزيارة بالنسبة إلى الفلسطينيين، بل عن العرب والمسلمين، ولكن إسرائيل لا تريد هؤلاء ولا زيارتهم، بل تريد العرب والأثرياء منهم خاصة، والرئيس عباس يدرك هذه الحقيقة، وإذا كان لا يدركها فهي مصيبة كبرى.

الزيارة الوحيدة الشرعية لهؤلاء للمدينة هي ان يذهبوا اليها فاتحين ومحررين، وان يهرعوا لوقف عمليات الاستيطان التي تخنقها، والحفريات التي تهدد المسجد الاقصى واساساته، اما الذهاب اليها كسياح او بغرض الصلاة فهذا قد يؤدي الى زيادة عمليات الاستيطان والحفر.

الحكومات العربية تستطيع دعم صمود أهل القدس بطرق عديدة، ولكنها لا تريد، وإن أرادت فلا تستطيع، لأنها تخشى الغضبين الامريكي والاسرائيلي معا. فلماذا لا تقيم هذه الدول مشاريع اقتصادية في المدينة المقدسة؟ ألم يكن 'الفيتو' الامريكي ـ الاسرائيلي هو الذي منع اعادة إعمار قطاع غزة طوال السنوات الثلاث الماضية؟ فإذا كانت اسرائيل وأمريكا تمنع اعمار قطاع محاصر مجوّع، فهل ستسمح بدعم عروبة القدس واقتصادها؟

الرئيس عباس ورجالاته يرددون دائما مقولة صلح الحديبية، ويضربون به مثلا للتطبيع، ومقارنة بيت المقدس بزيارة الرسول للمسجد الحرام وهو تحت سيطرة كفار قريش، وهي مقارنة في غير محلها على الاطلاق، فالرسول شيء والرئيس عباس والذين يفتون له شيء آخر، مختلف تماما، وهناك بون شاسع بين الحالتين، لا يمكن اساسا المقارنة بين الحالتين لانعدامها كليا.
' ' '
الرسول (ص) كان من ابناء مكة، وكفار قريش كانوا يمثلون قبيلته التي جاء ليهديها، اما في القدس فهذه المدينة محتلة ومهانة ومذلة من قبل غرباء لا يريدون خيرا للعرب والمسلمين.
فتوى الدكتور القرضاوي ليست مخالفة للسنة النبوية وكتاب الله عز وجل، مثلما قال السيد محمود الهباش وزير الاوقاف الفلسطيني، بل منسجمة معهما تماما، لأنهما يطالبان، اي السنة والقرآن الكريم، ببذل كل الجهود لتحرير الارض واستعادة المقدسات.

عندما يملك الرئيس عباس سلطة القرار بإدخال العرب والمسلمين الى المدينة المقدسة، فإن هؤلاء لن يحتاجوا إلى دعوته، وسيهرعون اليها لأداء واجباتهم الدينية وشدّ الرّحال إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين، أما غير ذلك فلا.

أخيرا نوجه سؤالا للرئيس عباس وهو عما سيفعل لو استغل بعض العرب والمسلمين دعوته هذه وذهبوا إلى الارض الفلسطينية المحتلة تحت عنوان زيارة القدس، ثم ذهبوا بعد ذلك الى تل ابيب سواء للعلاج او السياحة والاستمتاع بملاهيها الليلية، وصرفوا مئات الملايين من الدولارات مثلما يفعلون في العواصم الغربية؟

نتمنى على الرئيس عباس أن يراجع فتواه هذه،وليس الدكتور القرضاوي مثلما يطالبه ورجالاته، فالدكتور القرضاوي كان مصيبا، بينما أخطأ الرئيس عباس.



القدس العربي

كاملة بدارنه
03-03-2012, 08:40 PM
أخيرا نوجه سؤالا للرئيس عباس وهو عما سيفعل لو استغل بعض العرب والمسلمين دعوته هذه وذهبوا إلى الارض الفلسطينية المحتلة تحت عنوان زيارة القدس، ثم ذهبوا بعد ذلك الى تل ابيب سواء للعلاج او السياحة والاستمتاع بملاهيها الليلية، وصرفوا مئات الملايين من الدولارات مثلما يفعلون في العواصم الغربية؟

سؤال منطقي ومهمّ جدّا ... شكرا للصحفي اللّامع عبد الباري عطوان
وشكرا لك أخت زهراء على النّقل
تقديري وتحيّتي

زهراء المقدسية
03-03-2012, 10:17 PM
سؤال منطقي ومهمّ جدّا ... شكرا للصحفي اللّامع عبد الباري عطوان
وشكرا لك أخت زهراء على النّقل
تقديري وتحيّتي


بالتأكيد أوافقك في منطقية السؤال
فزيارة العرب للقدس تحت الإحتلال وبتأشيرة دخول
لها أبعادها الخطيرة والتي ستعمل اسرائيل جهدها لاستغلالها لصالحها العام


تحية تليق بك
وأهلا بك في الحوار السياسي

زهراء المقدسية
03-03-2012, 10:20 PM
رد مفتي القدس على الشيخ القرضاوي حول عدم جواز زيارة القدس

أصدر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين بياناً رد فيه على فتوى الشيخ يوسف القرضاوي بتحريم زيارة القدس لغير الفلسطينيين، جاء فيه، إن القدس وفلسطين أمانة في أعناق العرب والمسلمين، وينبغي القيام بواجب نصرتهما بكل السبل المتاحة والممكنة، منتقداً المواقف السلبية التي تشبه موقف القاعدين من قوم موسى إذ: {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ.

وقال إن من أبرز واجبات الأمة الإسلامية أن تعمل جهدها لتحرير هذه الأرض المباركة، ومسجدها الأقصى، حتى تكون مفتوحة لمن يشد الرحال إليهما، ومن المؤكد أن شد الرحال إلى المسجد الأقصى في ظل الاحتلال يختلف عنه في ظل الحرية والأمان، وأهل القدس أدرى بحالها وبما يخدم مصالحها ويعزز صمودها.



وأشار البيان إلى صدور فتوى سابقة عن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية جواباً لسؤال حول حكم الشرع في زيارة المسلمين للأراضي الفلسطينية بعامة، والمسجد الأقصى المبارك بخاصة، في ظل الظروف الحالية، جاء فيها، إذا أدرك المسلمون مدى مسؤوليتهم وواجبهم نحو الأرض الفلسطينية والقدس، فلا يوجد مانع من زيارتهما، ضمن الضوابط الواجب مراعاتها، ومنها، رفض تكريس الوضع الاحتلالي للأرض الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وتجنب الخوض في أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال، الذي يأسر أرضنا وشعبنا وقدسنا وأقصانا، والتنسيق مع الجهات الفلسطينية المسؤولة، التي تتولى المسؤولية عن زيارات الأرض المحتلة، وأن تكون الزيارة للأرض الفلسطينية تأكيداً لهويتها العربية والإسلامية، ورفضاً للاحتلال، وعوناً للمرابطين فيها على الصمود حتى التحرير

عايد راشد احمد
03-03-2012, 10:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذتنا الفاضلة

للأسف الحكام واصحاب الكراسي والساسة العرب نظرتهم عميقة جدا

نظرتهم تتركز في عوامل استرارهم في كراسيهم واماكنهم

وهناك من يسخروا الدين والفتاوي في صالحهم

اللهم ازح غمة هؤلاء عن صدرونا

شكرا لجهدك ومنقولك

تقبلي مروري وتحيتي

زهراء المقدسية
04-03-2012, 08:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذتنا الفاضلة

للأسف الحكام واصحاب الكراسي والساسة العرب نظرتهم عميقة جدا

نظرتهم تتركز في عوامل استرارهم في كراسيهم واماكنهم

وهناك من يسخروا الدين والفتاوي في صالحهم

اللهم ازح غمة هؤلاء عن صدرونا

شكرا لجهدك ومنقولك

تقبلي مروري وتحيتي

أهلا بك أستاذ عايد
أتشرف بك كما دوما

لو رأى زعاماتنا أبعد من أرجل كراسيهم لما ظل حالنا على ما هو عليه


تقديري الكبير

ربيحة الرفاعي
06-03-2012, 03:31 AM
ونحن مع عبد الباري عطوان في طلبه من عباس أن يراجع فتواه

لا حرم الله الأمة علماء مخلصون لم تبع ضمائرهم بعد للشيطان وأزلامه المتربعين على العروش
ولا حرمت الواحة من مختارارت الزهراء المميزة روعة ووعيا

شكرا لحضورك الباهر زهراءنا

تحيتي

زهراء المقدسية
06-03-2012, 04:41 PM
ونحن مع عبد الباري عطوان في طلبه من عباس أن يراجع فتواه

لا حرم الله الأمة علماء مخلصون لم تبع ضمائرهم بعد للشيطان وأزلامه المتربعين على العروش
ولا حرمت الواحة من مختارارت الزهراء المميزة روعة ووعيا

شكرا لحضورك الباهر زهراءنا

تحيتي

ولأنهم العلماء المخلصون للأمة نراهم يحاربون ويهانون
فلا أكاد أصدق ما نطق به أمس ضاحي الخلفان رئيس شرطة دبي وهو يتطاول
على العلامة الشيخ القرضاوي
ويهدد باعتقاله لقوله الحق وانتقاده للإمارات لطردها السوريين المتظاهرين ضد النظام

حكوماتنا العربية وللأسف تريد مشايخ مفصلة على مقاييسها لتضمن استمرارية بقاءها
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

شكرا للغالية ربيحة على حسن تقديرها
دمت وجمال إشراقاتك في صفحاتي

نداء غريب صبري
07-03-2012, 03:06 AM
الجميع سيحاربون القرضاوي لأنه عالم يخاف الله فيما يقول
وهذا يكشف علماءهم ويعريهم

ولم استغرب ما يتعرض له شيخنا الجليل يوسف القرضاوي ولا ما سيتعرض له في كل الدول العربية

شكرا لك أختي زهراء

بوركت

سامية الحربي
09-03-2012, 02:18 PM
أثبت الشيخ القرضاوي أنه من المشائخ الذين يفهمون بفقه الواقع للاسف كثيرا مايُهاجم بسبب عنصرية وهوى في النفس وتعصب لبعض من يخالفونه. لا شك أن شيخنا الجليل أدرك أن شد الرحال للمسجد الأقصى الذي تاقت النفوس للصلاة فيه وهو مازال تحت الاحتلال الصهيوني يحمل كثير من المخاطر اولها ضرورة التطبيع مع العدو وانعاش إقتصاده و سندخله فاتحين محررين بإذن الله . شكراً جزيلاً لطرح هذا الموضوع القيم أختي العزيزة.

زهراء المقدسية
11-03-2012, 10:17 PM
الجميع سيحاربون القرضاوي لأنه عالم يخاف الله فيما يقول
وهذا يكشف علماءهم ويعريهم

ولم استغرب ما يتعرض له شيخنا الجليل يوسف القرضاوي ولا ما سيتعرض له في كل الدول العربية

شكرا لك أختي زهراء

بوركت

وفعلا بدأت الحرب ضده
اليوم أقرأ خبرا لا أعلم مدى صحته أن الرئيس أبي مازن أوكل إلى المخابرات العامة شن حملة على المواقع الاعلامية المروجة والداعمة للقرضاوي .
وحسب ما ورد في صحف إماراتية فقد لوحظ أن موقع القرضاوي على الإنترنت بالفعل
لا يعمل وهو " qaradawi.net " .


ونظل مستميتين في إصرارنا على تعدد ساحات الحروب
والمصيبة أننا خاسرون في معظمها إن لم يكن في جلها


دمت بخير عزيزتي نداء

زهراء المقدسية
11-03-2012, 10:45 PM
أثبت الشيخ القرضاوي أنه من المشائخ الذين يفهمون بفقه الواقع للاسف كثيرا مايُهاجم بسبب عنصرية وهوى في النفس وتعصب لبعض من يخالفونه. لا شك أن شيخنا الجليل أدرك أن شد الرحال للمسجد الأقصى الذي تاقت النفوس للصلاة فيه وهو مازال تحت الاحتلال الصهيوني يحمل كثير من المخاطر اولها ضرورة التطبيع مع العدو وانعاش إقتصاده و سندخله فاتحين محررين بإذن الله . شكراً جزيلاً لطرح هذا الموضوع القيم أختي العزيزة.

عزيزتي
العرب في وضعهم الحالي ضعفاء ومشتتون
لا يمكنهم إلا التسليم بوضع القدس وأنها تحت الإحتلال
وبالتالي تأشيرة دخول اسرائيلية لا تعني عندهم شيئا
وسيكون التطبيع أمرا محتوما

تقديري الكبير
ودمت بألف خير

زهراء المقدسية
22-04-2012, 01:22 PM
حول زيارة مفتي مصر علي جمعة إلى القدس كتب عبد الباري عطوان :

مصر تستحق مفتيا أفضل

عندما تعلن الحكومة الاسرائيلية رسميا ان زيارة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية لمدينة القدس المحتلة تمت بالتنسيق الكامل مع وزارة الدفاع الاسرائيلية فإن هذا يؤكد ما قلناه ونقوله دائما عن مثل هذه الزيارات، بأنها تأتي في اطار مخطط اسرائيلي لزيادة وتيرة التطبيع، وتكريس الاحتلال ومباركة عمليات التهويد للمدينة المقدسة.

السلطات الاسرائيلية تريد شخصيات اعتبارية، ومرجعيات دينية للصلاة في المسجد الاقصى، مثل الشيخ جمعة، لإرسال رسالة مضللة وكاذبة الى العالم بأن عملية السلام والمصالحة بين العرب واسرائيل تسير في الاتجاه الصحيح، وان اسرائيل، بل وحكومتها اليمينية المتطرفة، دولة متسامحة تجاه جميع الاديان واتباعها بمن في ذلك العرب والمسلمون خصوصا.

الشيخ جمعة اما ان يكون جافى الحقيقة، او انه تعرض لعملية تضليل محسوبة عندما ادعى ان زيارته لم تتم بمباركة اسرائيلية، ولم يقابل اسرائيليا واحدا، ولم يحصل على تأشيرة دخول من اي سفارة اسرائيلية، فالترتيبات تمت في الخفاء او من وراء ظهره، وهو سيكون في حكم الساذج اذا اعتقد ان شخصا مثله، وفي مكانته الدينية والرسمية، سيذهب الى السفارة الاسرائيلية في مصر او الاردن لتقديم طلب للحصول على فيزا مثل المواطنين العاديين.

اسرائيل لا تريد مواطنين عاديين يتدفقون بالآلاف لزيارة الاماكن المقدسة، والاّ كان الاولى بها ان ترفع الحظر عن اربعة ملايين فلسطيني من ابناء الارض المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وانما تريد المسؤولين والاثرياء والامراء والوزراء والفنانين العرب، ومن اجل اهداف دعائية تضليلية محضة.

وربما يفيد تذكير هؤلاء الذين يقعون في مصيدة التطبيع الاسرائيلية هذه ويروجون لزيارة الاراضي المقدسة، والمتحدثين باسم السلطة خاصة، ان السلطات الاسرائيلية منعت المتضامنين الاجانب من الدول الاوروبية كافة، زرق العيون، من دخول مطار تل ابيب، بل وحاولت منعهم في بلدانهم من ركوب الطائرات اليها استجابة لنداء 'اهلا بكم في فلسطين'، واعتدت على هؤلاء بالضرب في قلب المطار واعادت معظمهم الى بلدانهم.

فلماذا تعيد اسرائيل هؤلاء بعد اعتقالهم، والاعتداء بالضرب على بعضهم، وتقبل بدخول ملايين المسلمين لزيارة الاقصى تلبية لنداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير اوقافه، اذا كان دخول هؤلاء يخدم القضية الفلسطينية ويفضح سياساتها العنصرية امام العالم؟

ما كنا سنعود الى هذا الموضوع لولا ان وزير الاوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش بشرنا بالامس، في غمرة احتفاله بزيارة الشيخ جمعة، ودفاعه عنها، بأن شخصيات اسلامية وعربية مرموقة ستحذو حذوه في الايام والاسابيع القليلة المقبلة، فمثل هذا التوجه يشكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية، وينقل التطبيع مع اسرائيل من جوانبه السياسية الى آفاق اسلامية ارحب.
' ' '
لا نعرف، بل لا نفهم، ما هي حكمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما يستعدي الغالبية الساحقة من رجال الدين والناشطين السياسيين، بل والمواطنين العرب والمسلمين، بتبني مثل هذه السياسات التطبيعية بدعوته هؤلاء لزيارة القدس المحتلة، وهو نفسه لا يستطيع زيارتها، مثلما لا نفهم دفاعه المستميت عن التنسيق الامني مع الاسرائيليين والقول بأنه يصب في خدمة الفلسطينيين، وهو الذي هدد بوقفه اكثر من مرة، مثلما هدد بحل السلطة التي يرأسها لأنها باتت اكذوبة كبرى.

السلطة الفلسطينية التي فشلت على مدى عشرين عاما في وقف الاستيطان، ناهيك عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة مثلما وعدت شعبها، يجب ان تكون الاكثر صلابة في معارضة التطبيع بأشكاله كافة، لا ان تكون داعية ومحرضة العرب والمسلمين للاقدام عليه.

الاسرائيليون يريدون زيارات العرب الاثرياء للقدس المحتلة ليس لتكريس التطبيع فقط، وانما للاستفادة اقتصاديا ايضا، لانها تعلم جيدا ان هؤلاء سيستخدمون هذه الذريعة، اي الصلاة في المسجد الاقصى، للذهاب الى تل ابيب للاستمتاع بمرابعها او العلاج في مستشفياتها.

واللافت ان حملات اعلامية مكثفة نرى ارهاصاتها بصورة بشعة في مقالات وبرامج تلفزيونية تقلل من خطر اسرائيل وتضخم من الخطر الايراني، وتحرض على التطبيع والتحالف مع الاخيرة بصورة غير مباشرة. ضخموا من الخطر الايراني مثلما تشاؤون وهذا حقكم، ولكن لماذا الايحاء بأن اسرائيل حمل وديع وصديق للعرب والمسلمين وهي التي قتلت في الانتفاضة الثانية اكثر من 4000 عربي مسلم وبالرصاص الحي، وحوالى 1400 من ابناء شعب مسلم سني مجوع محاصر في قطاع غزة؟

دعوة التطبيع المشبوهة هذه لن تمر، بل لا يجب ان تمر، طالما ان هناك علماء افاضل مثل شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي تبرأ من زيارة المفتي جمعة للقدس المحتلة، والشيخ العلامة يوسف القرضاوي الذي اصدر فتوى بتحريم مثل هذه الزيارات على جميع العرب والمسلمين باستثناء ابناء الاراضي المحتلة.

الدكتور الطيب، وهو طيب فعلا، اكد ان الازهر لم يوافق قط على زيارة القدس تحت الاحتلال، بينما قال الشيخ يسري حماد الناطق الرسمي باسم حزب النور السلفي ان الشيخ جمعة لوث منصب المفتي بزيارته المشؤومة هذه، وشدد الدكتور سليم العوا المرشح للرئاسة المصرية ان المسألة ليست مسألة ختم جواز سفر المفتي بقدر ما هي دخول مدينة مقدسة تحت الاحتلال. ودعا الى عدم زيارة القدس الا بعد التحرير الكامل لها.

ولا نستطيع ان ننسى في هذه العجالة الموقف المشرف لعلماء الشريعة في الاردن، الذين اصدروا بيانا وصفوا فيه زيارة القدس المحتلة، والصلاة في المسجد الاقصى، بأنها اعتراف بان فلسطين 'اسرائيلية'، وان هذه التصرف 'خيانة لله والرسول'. هذا ما نتوقعه من علماء الشريعة في كل انحاء العالم الاسلامي.

' ' '
انه امر معيب فعلا ان تتباهى السلطة الفلسطينية بزيارة الشيخ جمعة، وشيخ آخر اسمه علي الجفري للقدس المحتلة، بينما تمنع السلطات الاسرائيلية، وفي اليوم نفسه، شيخين فاضلين هما عكرمة صبري امام الاقصى، ورائد صلاح ابرز قادة الاراضي المحتلة عام 1948، ولو كان الشيخان من مؤيدي التطبيع، والصامتين على الاحتلال وجرائمه، ومحاولاته تقويض اساسات الاقصى وتهويد المدينة المقدسة لجرى فرش السجاد الاحمر احتفاء بهما وصلاتهما في المسجد الاقصى، ولما تعرض الاخير ،اي الشيخ صلاح، للاعتقال اكثر من مرة لحربه الضروس ضد الاحتلال وفضح مؤامرة هدم الاقصى.

فتاوى وعاظ السلاطين، وزياراتهم المشبوهة للقدس المحتلة تحت الاحتلال، هي دعم للاحتلال الاسرائيلي، وليس لصمود اهالي المدينة المقدسة، فالفتوى المطلوبة هي الدعوة لتحرير الاراضي المحتلة بالطرق والوسائل كلها، هذا هو واجب الدعاة المؤمنين السائرين على نهج الشريعة السمحاء والسنة المحمدية المشرفة.

مفتي حسني مبارك الشيخ علي جمعة ارتكب خطيئة كبرى، وخرج عن واجباته الدينية، بزيارة اولى القبلتين وثالث الحرمين وهي تحت الاحتلال. وعليه ان يستقيل من منصبه، وان لم يفعل يجب ان يقال منه، فمصر العظيمة التي انطلقت منها جيوش الفاتحين صلاح الدين، وقطز، والظاهر بيبرس، لتحرير القدس وطرد الصليبيين تستحق ان يكون المفتي الناطق باسمها غير هذا المفتي الذي يسيء لها ولتاريخها بفتاواه وممارساته المرفوضة من الغالبية الساحقة من ابنائها والمسلمين جميعا.

انه ينتمي الى عهد بائد سقط، سخّر نفسه لحماية اسرائيل وجرائمها، وتشريع التطبيع معها، ولذلك يجب ان تسقط معه جميع شخوصه وسياساته ووعاظ سلاطينه.