عــــطر الصــمت

[عايدة عبد الله]

كن ما/من تشاء لكن دعني أكون أنا





إلى كل من مر من هنا و قرأ

[عايدة عبد الله]

نـزف امرأة

جميلة هي
كتمثال إغريقي
كلماتها حكم الأجداد
ضحكاتها براءة الأطفال
ابتساماتها تخلب الألباب
يداها
من مرمر
من حرير
من ديباج مطرز بالبياض.
و أنا امرأة
على جليـد الآلام غفت
و على أشواك الأحزان مشت
يداي
خشنتان، جافتان
مزق الألم أوصالها
لا ألوم يداك
إن اختارتا
يوما
أن تعانقا يديها.

[عايدة عبد الله]

السيـدة الفـاتنة

سيدتي الفاتنة
حين يضع
– رجل ما –
خاتما في يمناك
و يهمس لك
أنا و انتِ للأبد
إعلمي أن الأبد
لديه
قد يكون أسبوعا
أو بضع أيام
أو ربما ساعات
سيدتي الفاتنة
حين يضع خاتما في يسراك
و يقول لك
بصوته الدافئ
سنعيش معا
سنشيخ معا
و نموت معا
إعلمي أنه في منتصف الطريق
سيودعك أنت
و يهجر أطفاله معك
و يوقع لك انت
شهادة وفاته
ليولد من جديد
مع امرأة اخرى
يهديها خاتما آخرا
ربما أجمل و أكبر
و يهمس لها بصوته الدافئ الحنون
سنعيش معا
سنشيخ معا
و سنموت معا.

[عايدة عبد الله]

لا تسألوني من قتلني فتشوا بين أصابعكم فربما وجدتم بعض دمي.

[عايدة عبد الله]

أصدقاء و أعداء


من يراقصني؟

تمتد الأيادي

أصدقاء و أعداء

يبتسمون، يضحكون بانتشاء


و ذات ليلة....

تزهر في سمائي الغيمات

ترحل عن دربي البسمات

و أسأل باستجداء

من يمسح دمعي المنهمر؟

من يسمع همسي المحتضر؟

تتفرق الأيادي

أصدقاء و أعداء

يبتسمون، يضحكون بانتشاء

[عايدة عبد الله]

...مرة أخرى يجبرني الليل لأنام بين عينيك لأتمرجح بين أهدابك لأجهر بضحكاتي

الطفولية المدثرة بخجل عشق أنثى.

مرة أخرى، أسحب يدي من كف الوحدة، أسل جسدي من حضن الألم، لأنام بين

أحلامي معك.

و ها أنت تجبرني مرة أخرى لأحلم بك معك و لك.

و يومض الخوف بين جفني بسؤال يذبح فرح الأماني المزهرة على جنبات الروح،

أيموت حلمي مرة أخرى مشنوقا على أبواب قلب من جليد؟

أحبس دمعاتي أطرد السؤال الصارخ الصامت في داخلي، و أعود لأرتمي بين أحضان

الحلم.

يا سيداً ملكته قلبي هو بيمينك إن شئت فارحم و إن شئت فاقسو.

فحبك قاتلي و هجرك ذابحي و إني بين الجرحين أحلم بك و معك و لك.

[عايدة عبد الله]

طرق الباب

كانت تعرف أنه هو و كانت على يقين أنه أتى ليبثها حبه

و بلهفة الأنثى العاشقة أسرعت لتفتح له الباب

سألها بهدوء: هل لديك عود ثقاب لسيجارتي؟

أعطته ما أراد.

أشعل السيجارة ببطء و رمى بعود الثقاب، رفسه بدون رحمة أمام عينيها. ثم رحل بهدوء

لم يقل أحبك

فقط رحل بهدوء

[عايدة عبد الله]

في كل مرة كنت تسألني أن أختار بينك بين شيء من أشيائي

كنت أختارك

و تكررت الأسئلة و بقي الخيار واحداً

و عندما خسرت كل شيء

أيقنت أني خسرتك

[عايدة عبد الله]

وعدْتني يوما

أن نصعد جبل الأمنيات معا

يدك تمسك كفي

هكذا بدأنا

في منتصف الطريق

تعب جسدي الهزيل

قلت لي : " سأسبقك "

غادرت يدك كفي

فسكنه الصقيع

طيفك يختفي شيئا و فشيئا

و أصوات حجارة صغيرة تحتضر

حولي

و صرخة شقت الصمت.

و في قعر الوادي

سكنت جثتي

رائحة الموت تعم المكان

و جثت كثيرة لنساء كثيرات

عجباً

كلهن ضحاياك.

[عايدة عبد الله]

أتأمل وجهي في المرآة، تمتد يدي لتعانق يداه نرحل إلى البحر سوية،

تغازلنا أمواجه، نهرب منها حينا، و نعدو إليها أحيانا أخرى، نلعب بالرمال،

نجلس على الصخور، نراقب الصيادين نتعلم الصبر منهم بصمت...

يداعب رذاذ البحر وجهي و شعري الأسود الطويل، أشعر بماء مالح يغزو شفتي،

يرتعش جفناي، افتح عيني بكسل شديد....

أرى طيفك على المرآة لازال طعم المياه في حلقي


هكذا تنتهي الأحلام


مذاق مالح

[عايدة عبد الله]

سؤال محير

لم كلما ازددت حبا لك ازددت خيانة لي؟

[عايدة عبد الله]

يجلس في نفس المكان، أراقبه في ذهابي و إيابي بصمت، لم أكن أدرك انه يلاحظ وجودي،

لكني بعد أن غبت أياما، لمحت في عينه تلك النظرة المتسائلة،

أدركت انه يعتبرني جزءا من المكان كما أعتبره ملكا على تلك الدرجات،

اختفى منذ فترة تمنيت لو أسال عنه، اشتقت إلى وجهه الحزين و إلى صمته الحكيم،

عساك بخير صديقي الغريب.


ترى ما الذي يجمعنا؟

لعلها المعاناة التي ترسم على وجهينا خيوط الألم، لعله ذلك الشحوب المقيت الذي يشبه شحوب الموتى،

أو ربما هو ذاك الحزن الصامت...


اشتقت لك حقا أيها الغريب

[عايدة عبد الله]

عاد ملكا على عرشه، كان هناك جالسا، يفترش الأرض يلتحف السماء،

لمحته من بعيد، رفع عينيه باتجاهي كانت تلمعان ببريق غريب، لعله الفرح،

تمنيت أن أقول له كم سعدت بعودته لكني ابتسمت ككل مرة و مضيت

صديقي الغريب لازال الحزن الصامت يجمعنا...

[عايدة عبد الله]

أجبرتني تصاريف الحياة أن أرحل بعيداً لأكثر من سنتين،

مرات كثيرة تمنيت أن أمر من المكان نفسه لأرسل لك تحية صامتة لكني لم أفعل.

و مرة أخرى أُجبرت على تمشيط تلك الدرجات يوميا.

و كان أن التقيت

و أنت ما زلت ملكاً متربعاً على عرش تلك الدرجات و كأن الأيام لم تمر.

سألتني بلهفة

كيف حالك ابنتي؟

بخير أجبتك و ابتسامة خجلى على وجهي

صديقي الغريب لازال الحزن الصامت يجمعنا...

[عايدة عبد الله]

في طريقي إليك


توجني الكثيرون ملكة


لكني أبيت إلا أن أكون أمتك

[عايدة عبد الله]

ألا زالت ملكة أحلامك؟

سألته بينما كان ينظر بتركيز إلى اللاشيء

ودون أن يستدير ليواجهني " هي حلمي و أنت واقعي "

لم يستطع أن يلمح نظرة الألم في عيني

ربما يوما يضيع الواقع بين ثنايا اللامبالاة

حينها ستملك حلما و ذكرى

[عايدة عبد الله]

قال لي أنتِ متطرفة

قلتُ أجل

لا أومن بكذبٍ أبيض أو رمادي أو حتى وردي

فإني أراه أسوداً كسواد ليل بلا نجوم

أنت يا سيدي

من حيث لا تدري

قد أطريتني

[عايدة عبد الله]

نهاري ليـل دامس

و نور العين أمسى ظلاما

و طريقي طويـل بائس

أمد يدي

أتحسس الفراغ

أسمع صوتك آت

آت من بعيد

ابتسم

أحث الخطى باتجاهك

تمر بجانبي

أسمع الضحكات

و في عالمي المظلم

أراها تتأبط ذراعك

أراها تهمس لك

أتعثر و أسقط

أتـألم و أصرخ

و تموت الابتسامة

[عايدة عبد الله]

أحزان الليل ترمي بوشاحها الأسود

عينان ذابلتان من أثر السهاد

و دمعات مستقرة على الأهداب ترفض أن تنتحر على الوجنات

و شمس الصباح تهدي البسمات

و شيخ يتوسد عصاه

يبحث بين البقايا عن فتات

نسيت حزني و غرقت في حزنه

[عايدة عبد الله]

و حزن الحزن لحزني

ذات ليلة

فسألني

و موج دمعتي

يغتصب وجنتي

هل أرحل عنك؟

كلا، روحي فارغة بدونك

[عايدة عبد الله]

هل يمكن لدمع المطر

أن يحيي ورق الخريف المنسي على أروقتي

هل يمكن لنور القمر

أن يمحو ظلام الحزن المرسوم على خارطتي

[عايدة عبد الله]

نظرت إلي باستهـزاء

أنت امرأة حمقـاء

لا تجديـن ألاعيـب النسـاء

تتدثريـن بالحيـاء

تتنعميـن بالغبـاء

أنت يا امرأة

عـار

على كل النسـاء

[عايدة عبد الله]

حديث ذو شجون



حدثونـي

و هـم يبتسمـون

عـن الصبـر

عن الأمـل المزروع على أرصفة الشوارع

عـن شروق الشمس

عـن نجوم السمـاء

عـن أمواج البحـر



حدثونـي

و هـم يبتسمون

يرقصـون

عـن الحـب

عـن العشـق

عـن الجمال



و بوجه جـامد كالصخر

قلت

فـي قـاموسـي كلمة واحدة

الألـم.

قالوا أنت ضعيفة

هشـة كالقشة



صرخت بصمت

أنـا امـرأة

وشمت بخيـوط من الألـم

لونت بأطيـاف من العذاب

أنـا امـرأة

قـاتلت

و حـاربت

و ناضلت

وفشلت

أنـا امـرأة

ودعت كـل الأحـلام

و أعلنت الاستسـلام.

[عايدة عبد الله]

اترانا حين نفقد ذاكرتنا نفقد أحلامنا؟ أوجاعنا؟

[عايدة عبد الله]

تعودت كلما زارني الألم – و كثيرا ما كان يفعل – أن أختبئ عن كل العيون لأمارس بعضا من طقوس الجنون تعودت أن أصرخ أن أهذي أو أتقوقع قي زاوية ما و أذرف الدمع السخي

لقد تعلمت أن حزني لي وحدي و أن فرحي مشاع للناس جميعا

و هكذا كنت أشارك الجميع أفراحي الصغيرة وأنزوي وحدي لأشارك نفسي أحزانها الكبيرة و حدها نفسي كانت تقبل أن ترافقني في ليل الدمع و الآهة، و حدها كانت تقبل أن تركض خلفي في دهاليز الحزن الأسود.

و حين التقيتك يوما جربت أن أقاسمك بعضا من حزني


توسلت إليك أن تبقى لتسامرني في ليل الألم لكنك جمعت أفراحك و مضيت فما حاجة الفرح لظل الحزن

[عايدة عبد الله]

يأخذني الوهم بين مسارات ذاكرة مفجوعة صورها تتمايل على ايقاعات صامتة فيهديني حزنا أكبر..

يسألني و هو متكئ على جدار الزمن الباهت

- ما اسمك؟

- حزن

يرفع أحد حاجبيه استفسارا

فأجيب على سؤاله الصامت

ما ملكت حرية الاختيار و لو كان لي أن أولد من جديد لاخترت اسم فرح.

[عايدة عبد الله]

لو كان لي القوة

لأمزق هذا الحزن المرسوم على وجهي

لمزقته

أو مزقت وجهي

فكلاهما ظل لصاحبه

[عايدة عبد الله]

على ناصية الطريق

جثث متفحمة

و جماجم

و دماء

و أشلاء


على ناصية الطريق

فقر يصرخ

متسولون

متشردون

و باعة متجولون


على ناصية الطريق

ظلم يتجدد

طفل يدهس

شيخ يصفع

و سيدة تقتـل


على ناصية الطريق

أمال تموت

و أحلام تحتضر

[عايدة عبد الله]

لازال كما هو، لامباليا أحيانا، تلمع في عينيه نظرات كراهية حارقة،

تصيبني شذرات منها أحمي وجهي بيدي في حركة طفولية

و لازلت كما أنـا

أذوب حزناً كلما التقت عيناي عينيه

أذوي كشمعة وحيـدة

في ليلة شتوية طويلـة.

[عايدة عبد الله]

في مرآتي الصدئة

تختفي ملامحي شيئا فشيئا


و تنحت قسمات وجهك

أغمضت عينـي

حطمت المـرآة

لا سبيل لقتل طيفك داخلي

[عايدة عبد الله]

الصمت لغة لا يفهمهـا

إلا الأشقيـاء

مثلـي

كمموا فمـي

كبلـوا يـدي

ورموا بالمفتـاح

في فوهة بركـان

[عايدة عبد الله]

فـي طفولتـي

علمونـي ثلاثـة ألـوان

الأزرق لـون كدماتـي

الأحمر لـون دمائـي

الأسود لـون أحزانـي

[عايدة عبد الله]

فـي صبـاي

علمونـي الرقص

رقصت كالفراشـات

صفقـوا لـي

لـم يعلمـوا

أن بيـن الرمـال جمرات

[عايدة عبد الله]

فـي شبابـي

علمونـي الصدق

قـالـوا كـوني مجاملـة

قلت بل منـافقـة تريدون

لا و ربي لا أكـون

[عايدة عبد الله]

وأنـا عجوز شمطـاء

علمونـي القضـاء

قـالـوا كونـي عـادلـة

اجلدي الأطفـال و النسـاء

قلت بل ظـالمـة تريدون

لا وربي لا أكـون

[عايدة عبد الله]

قـالـوا

أنت يا امـرأة

كـافـرة سـاحـرة

احرقوهـا

هذا هو القصاص

[عايدة عبد الله]

الموت خير من حياة

بلا لون

بلا صدق

بلا عدل...

[عايدة عبد الله]

استفقت، سحبت نفسـي خـارج السرير

نظرت إلـى المرآة

غريـب!

لا وجود حتـى لانعكاسـي.

[عايدة عبد الله]

يسألني

و في زاوية شفتيه تولد ابتسامة ساخرة

لم لا تضحكين؟

و بهدوء الموتى

أجبت

لأني أحب حزني

[عايدة عبد الله]

جمـال الصمت

كـان وسيمـا كتمثـال إغـريقي

تكلـم أخيـرا

كلمـة كلمتيـن، ثـلاثـة

و انهـار الجمـال

[عايدة عبد الله]

متكئ على الباب بلا مبالاة

يلوك عقب سيجارة فانية

يمسك بيده اليسرى حقيبة مهترئة

و بيده اليمنى يلوح لي

وداعا

سألته

ألست ضياء الشمس؟

نور القمر ؟

وهج النجوم؟

أجابني

الضياء يموت

و النور يتلاشى

و الوهج يخبو

أفيقي

ولى زمن الأحلام.

[عايدة عبد الله]

حنيــن عـاشقـة

أنـا وأنـت

و دمـوع السمـاء

و زمهريـر الشتـاء

و يـدك تدثـرنـي

تحمينـي مـن بـرد المسـاء

و طـريـق طويـل

تحت ضـوء القمـر



و هـذا المسـاء

وحــدي

على درب الحيـاة أمضي

يدي بـاردة

فـارغـة

وهمـس الليـل

يذكرنـي بـك

و عطـر الليمـون

ونقـش اسمـي واسمـك

علـى شجـرة الزيزفـون



و هـذا المسـاء

وحدي أنـا

وسط أكوام الذكريـات

أناجيــك

أتذكُـر؟

قصيدتك "أحلـى النسـاء"

وقمـر في السمـاء ينـام

و نجـوم تحرسنـا من الأنام

وأرجوحتـي تغـازل الأغصان



هـذا المسـاء

يرحــل

وفجـر جديـد

و أمـل وليـد

و ربمـا اليـوم أراك

و يسعد قلبـي بلقـاك

[عايدة عبد الله]

لم كلما التقينا تدس بين حنايا جسدي خفية جرحاً و ترحل؟

[عايدة عبد الله]

سيـدة المحبـة

كنت ابتسامة تتلألأ على الشفاه

كنت أملا يصحو كل صباح

كنت شمعة تحترق لتنير دروب الحياة

و ذات صباح رحلت

قالوا إنك مت و تحت الثرى دفنت

قالوا إنك لن تروي لي حكايات المساء

قالوا إنك لن تمشطي جدائل شعري الذهبية كل مساء

قالوا إني لن أغفو على ركبتيك

قالوا إني لن أنعم بدفء يديك

قالوا إني لن ارسم الفرحة في عينيك

قالوا إنك لن تزغردي في عرسي

قالوا إنك لن تلعبي مع أطفالي

لكني أقول

أنت معي في صحوي و منامي

أنت معي في قلبي و وجداني

[عايدة عبد الله]

وصيتـي

بين أشلاء ذكرياتي

زجاجة عطـري القديمة الفـارغة

ملأتها بقطرات من دمي

أكتبوا بها على قبري

هنا يرقد رفـات سيدة

ذاقت من العذاب ألـوانا

و ارتشفت من الألـم أشكالا

فيا أيها المـارون

ادعوا لها بالرحمة

[عايدة عبد الله]

ظـل

عينـاكِ بحـر ترسو فيه سفني
طيفـكِ حلـم يداعب مخيلتي

كنت أبحـث عن ظلـي
فـوجدتـكِ
فكنتِ ظلـي و كنتُ ظلـكِ

ركبتُ سفينة الحيـاة
أمشـي
ضائعـا......هائمـا

و جدتُ ميناءكِ
فرسـوت
و وجدتُ ظلـكِ
فغفـوت

[عايدة عبد الله]

هواجـس امـراة

أحبـك وحـدك

تقـول لـي

وتتركنــي

تسـافر بعيـدا

تجوب الصحـارى

والجبـال والوديـان

وتلتقـي كـل مسـاء

ملاييــن النسـاء

و أنـا هنـا وحـدي

بانتظـارك

تسكننـي الوسـاوس

تجتاحنـي الهواجـس

وصرخة بيـن جوانحـي مكتومة

و دمعة بيـن أجفـانـي مسجونة

وتعـود

أحبـك وحـدك

تقـول لـي

صوتـك يرتجـف

نظراتـك ترتعـش

وعلى قميصك خصلة شقراء

وشذى عطـر النسـاء

وتتركنـي

بين احتراق شكـي

و احتضـار يقينـي

أحقا كنت لـك أغلـى النساء

أم مجـرد كذبـة بيضـاء

[عايدة عبد الله]

أحبـــك

برغــم
الذكريـات الصغيـرة
و الأيــام القليلـة
و اللقاءات القصيـرة
أحبــك

برغــم
الـورود الذابلــة
و الموسيقى الحزينـة
و المروج الموحشـة
أحبـــك

برغــم
حـزن الأيـام
و شجـن الأقلام
و كثـرة الآلام
أحبـــك

برغــم
كلماتـك القاسيـة
و صفعاتـك المتتاليـة
و سخريتـك القاتلـة
أحبـــك

برغــم
العذابـات المتكـررة
و الآهـات المحتـرقة
و الزفـرات المتمـردة
أحبـــك

برغــم
الجسـور المقطوعـة
و الكلمـات الممنوعـة
و الحوارات المفقـودة
أحبـــك

برغــم
صمتك المقيـت
و تجاهلك المريـر
و ظلمك الكبيـر
أحبـــك

برغــم
قهـر الحــب
و ظلـم الحــب
و ذل الحــب
أحبـــك.

[عايدة عبد الله]

عندما تشرق الشمس

يعدو ظلي حولي

تشق وجهي شبه بسمة

أخيرا

لست وحدي

[عايدة عبد الله]

أيها السائلون

أيها الهازؤون

أيها المارون فوق جثتي

اصمتوا جنبوني آلام سؤالكم

و جروح كلماتكم

و ارحلوا عن دربي

أو

اصمتوا

[عايدة عبد الله]

رسالة إلى بطل


-1-
سيدي البطل
تمتطي صهوة أمانيك
كغيمات المطر
و تغني أناشيد
العشق في السحر
و تمشي منتشيا
كجندي منتصر
و تعمى أن ترى
في أفق الفجر
غيم مزدحم
و فوق رصيف القهر
دمع منهمر

-2-
سيدي البطل
في ركن قصي امرأة
تلوك ماضيها المندثر
و شرفا على كتفيها يحتضر
من يستر عورتها؟
و أوراق التوت جفت في مهدها
و الأرض تعرت من وردها
و الأشجار اجتثت من ربيعها
و العنكبوت يأبى أن يبني بيتا لصغارها
من يستر عورتها؟
و الأفعى تمشي مختالة توشك أن تلدغها

-3-
سيدي البطل
في آخر الرواق
طفل هناك يرتعش
يتصبب خوفا، يرتعد
و وحش يغتصب دميته
يرقص على أشلاءها
يرتشف شهد شفتيها
لا يدرك الوحش
أن سما زعافا
على الشفتين ينتشر
دميته ترفض العار
مزقت نفسها
و مزقته

-4-
سيدي البطل
تلك الطفلة هناك
بيدها بندقية و حجر
تلوك بين شفتيها
أغنية ثورية
" صامدون نحن هنا
سواعدنا سمراء
جباهنا مرفوعة للسماء
نتحدى الموت
بكبرياء
لا يفصلنا عن الأجداث
سوى حفنة تراب
و حذاء
صامدون نحن هنا
صامدون نحن هنا
صامدوووووووووو
و يخرص الصوت
طلقة بندقية
و تموت الصبية

-5-
سيدي البطل
شيخ
هناك على رصيف النهاية
يروي الحكاية
كانت هنا أشجار الزيتون
و معول جدي
و سنابل قمح
و حظيرة
....

-6-
سيدي الرجل
العربي
البطل
لم يتبقى من البطولة
سوى
نياشين صغيرة
لم يتبق من الرجولة
سوى
ذكريات الطفولة
أوراق التوت مزقها
الأوغاد
فوق الجزيرة.

[عايدة عبد الله]

حين لمحت سكينـا تقطـر دمـا، تحت ضوء القمـر، دهشت و صدمت...

لكني دهشت و صدمت أكثر، حين رأيت السكين في يد صديقي...

تحمل دمي.

[عايدة عبد الله]

كل كلمات الاعتذار لا تكفي لتسترد سهما طاش في لحظة غضب

[عايدة عبد الله]

ركضت وراءه هتفت باسمه و صلت إليه أخيرا، ربتت على كتفه،

استدار نفس الملامح، نفس الوجه،

لكنه لم يكن نفس الشخص

نظر إلي باستغراب

و تابع طريقه.

[عايدة عبد الله]

رجـل رحيـم


لم يذبحني

بدأ السلخ

توقف فجأة

تطلع إلى وجهي ببراءة شديدة

لم الحزن في عينيك صغيرتي؟

لم الألم يرتعش في جفنيك حبيبتي؟

لم ينتظر ردا

استمر بالسلخ

رجـل رحيـم !

[عايدة عبد الله]

ارتشفت ظلـم الآخـر سمـاً

نبت فـوق عظامي

أشواكاً

لم أتعذب

فروحي ألفت الظلـم

و جسدي اعتاد الأشواك

و الألـم مات

[عايدة عبد الله]

شــوق

عاد بعد غياب قصيـر ارتميت في أحضانـه

سألته بشوق أيـن كنت؟

قـال هدمت مدن الأفراح هنـاك

وعدت إليك لأدفن مـا تبقى من الفرح لـديك

قلت لـم يعد في روحي بقـايـا فـرح

هـي روح فـارغة، اشتـاقت لـوجودك

فيـا أيهـا الحزن اسكني ولا ترحل

[عايدة عبد الله]

هؤلاء الذين يمرون بجانبنا قيد خطوة، و يزرعون بين صدورنا في منطقة القلب تماما نصل سكين...هل يدركون أي وجع يتركون و اي جرح و أي ذكرى...

[عايدة عبد الله]

كلما اقتربت من الفرح قيد بسمة ...أجدني أمام أكبر أحزاني

[عايدة عبد الله]

تتبعثر الرؤى تنقطع خيوط اللغة

و تضيع وسط زحمة الكلمات مشاعر شتى

تموت الأحلام

تحيى من جديد كطائر الفينيق

تعانق وردة الحياة

ترتسم بسمة لا تلبث أن تذبل

و يتغلغل الألم داخل جدران الروح

يلونها بالسواد

فتتساقط الدمعات سخية

و تقترب الروح من حافة الاحتضار

رويدا رويدا

فيصير الجسد مجرد وعاء فارغ المحتوى.

[عايدة عبد الله]

يقولون

زمن أغبر

و ينسون

أنهم من ينثرون الغبار عليه

[عايدة عبد الله]

حين أبصرت قدميه تدوسان قبعتي التي سقطت سهواً و أنا أنحني احتراماً له...

أدركت أنني ارتكبت جريمة في حق نفسي

[عايدة عبد الله]

وطــن الشهــداء



صامدون انتم هنـاك

سواعـدكـم سمراء

جباهكـم مرفوعـة

للسمـاء

تتحـدون المـوت

بـكبريـاء

لا يفصلكـم عـن الأجـداث

سوى حفنـة تـراب

وحـذاء.

صامدون انتم هنـاك

و جماجم على قـارعة الطريق

وجثت

ودم يسيـل

و مدفـع يطوف الأزقـة

يقتــل العـدل

يمزق الطفولـة

وبندقية تشق صمت السكـون

بطلقـة.

يـا وطنـا يصنع الشهـداء

جيـلا بعد جيـل

رجـال انتـم في زهـرة الصبـا

صـامد حلمكـم

ثـائـر دمكـم

صادق وعـدكـم

لا الموت يرهبكـم

ولا الاعتقـال بثنيكـم

صامدون انتـم هنـاك

وصمت يعم الأرجـاء

و أجسـاد الأطفـال أشلاء

وزغـاريد النسـاء

تـزف الشهـداء

صامدون انتـم هنـاك

وان طـال الليــل

خفـافيش الظلام تموت

بخطوات شمس

تمزق حلكـة الدجى

بفجـر مشرق

يدك جدران الطغيـان

ويصرخ

النـور آت

النـور آت

النـور آت

[عايدة عبد الله]

يا امرأة تجيد فن التعذيب

ماذا بعد أن نفثت سمك في جسدي

ماذا بعد أن رأيتني أتلوى ألما،

أحتضر

ماذا بعد

يا امراة تجيد فن التعذيب

ماذا بعد؟

[عايدة عبد الله]

أنت يا امرأة

مكبلة بأصفاد من سواد

ألا تملين؟

ألا تتعبين؟

حتى لو جلدتني ألف جلدة و جلدة

حتى لو أبكيتني ألف ليلة و ليلة

حتى لو سالت دمائي قطرة قطرة

سأمشي – رغما عنك- بكبرياء

[عايدة عبد الله]

حتى الرمق الأخير

سيبقى كبريائي

إكليلا على راسي

ربما تحرقين الجسد

يا امرأة تحترف الظلم كل يوم

لكنك أبدا لن تلمسي عزة نفسي

[عايدة عبد الله]

حين التقيتك أدركت أنك بعض مني و أني بعض منك، طريقي إليك كان ملتوياً مزهراً بالجمرات، مشيت إليك كأني أمشي لأعانق حلمي الابيض، لم تحرقني نار الجمر و لا جرح الدمع ....و حين وصلت إليك لم تلحظ قدمي المتورمتين تنزفان دماً أحمر، نظرت في عيني وقلت بهدوء البحر تأخرت عن موعدنا نصف ساعة وانصرفت، برحيلك اجتاحني وجع البحر و دمع السواقي ... ومات، مات حلمي الابيض.

[عايدة عبد الله]

هذا الألم الذي أهدتني إياه في آخر لقاء بيننا، هذا الحزن الذي وهبتني إياه لازال يسكن قلبي......أذكر أني حين التقيتك بكيت فرحاً و حين رحلت أبى الدمع ان يشاركني رحيلك.. وحده الصمت عانقني و أهداني كتفه....

[عايدة عبد الله]

...أنتم يا من تحاكمونني سراً و جهراً، أنتم لا تعرفون مني سوى وجها يخونني علناً و تاريخا علاه صدأ الأكاذيب.

[ناديه محمد الجابي]

بوح وجداني شاعري جميل ، وحرف مميز قادر على التعبير
كم راق لي هذا الحرف الراقي الرقيق النابض بالحب والألم
نثرت بعمق وإحساس فوقعنا أسرى جمال الحرف
نبض رائع رفرف بأجنحة من بهاء وألق
شكرا لحرفك الماتع أيتها الراقية.
:v1::nj::0014:

[أسيل أحمد]

خواطر معطرة بألم الفراق ـ وبوح نسج بعفوية مطلقة وبتعبيرات ساحرة ورقيقة
ما أجمل ما قرأت هنا من بديع صور وشاعرية محلقةبفيض من المشاعر الرقيقة
تعبر عن فكر راق ومشاعر عذبة وأحاسيس شفافة.
دمت وجمال حرفك.