المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إخوانيــات ( 2 ) ـ أرفــضُ طلبــكَ، لأنــها صــديقتي ( ق.ق)



محمد محمود محمد شعبان
05-03-2012, 11:18 PM
بقلم محمد محمود شعبان ( حمادة )
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
--------------------------------------------



إخوانيات ( 2 ) ـ أرفضُ طلبكَ، لأنها صديقتي ( ق.ق)



أعطتْهُ الفرصة كاملة حتى التقطتْ منه طرف الحديث، فبدأتْ تتساءل :

 كيف ستلتقي عينانا بعد، تُراهما ستتعانقان كعادتهما أم ستهربان خلف الأحداق حتى تتجاوز إحدانا الأخرى ؟

 أتعلم كم سنةً أظلتنا ـ أنا وهي ـ لم نفترقْ خلالها، لم ينْثنِ عنَّا يوم واحد دون لقاء ..، دون اتصال ؟ حتى الأعوام الأربعة التي أخذتني عنها بـ ( لندن ) للدراسة ، لم ينَمْ فيها ( النِّتُّ ) ليومٍ واحد ، لم تزل رسائل ( الجوَّال ) تتعاقب تعاقب الليل والنهار دون كلل ، أو ملل ، حاملة هدايا المحبة مغلفةً بالأشواق ، والحنين ، ولا يزال العطاء بيننا دِيمةً لا يكف هطولُها عن وديان علاقتنا الخصبة المورقة اليانعة .

 كم أغفلتُ صداقاتٍ حتى ذبلت في بستان معارفي ، لكنْ ـ أبدا ـ لم أغفل عن نبتةِ صداقتنا ، فهي ريحانتي التي لن أجعلها تذبل أبدا .

 أنا متيقنةٌ أن الخبر سيلتهمها كما تلتهم النار الهشيم .. هي لن تتحمل ، فمشاعرها فراشة رقيقة ناعمة حساسة ، لا تملك ـ أمامها ـ إلا أن تتأملها وهي تغازل الأزهار الندية ثم تسبح معها في جوها اللطيف الآسر ..، خجولةٌ لن تُبديَ لي ردَّ فعل يؤلمني ، أو يشعرني بالذنب لأنني أخطف حلمها ..، لأنني أبتر أملها ، بل أمل كل فتاة ..، أملًا لطالما أحبَّتْه وتباهتْ به أمامي ، أملًا قد تحقق بين يديها واقعًا ملموسًا.

 وأنت .. ألا تحاول لمَّ ما انفرط من عِقْدِ المحبة بينكما ؟ وأعتقد سهولةَ ذلك على عصفورين جمعا قشَّ عُشهما من روضة السعادة ، والألفة ، والتفاهم ، حتى صارا مثلا يُضرب .

 ثم إني لستُ نعامةً لأدفنَ رأسي ريثما تتجاوزني موجةُ غضبها ، أنا لا أشعر بالأمن إلا في خضم اليمِّ المهتاج ، أظل أشقه بزورقي ، وأضربه بمجدافي حتى يهدأ ، ويستقر ، أما معها فلا أملك تلك القوة ، سأموت فَرَقًا أمام غضبها الهادئ ، وسكونها الهادر ، وهذا ما لم أتحمله منها أبدا .

 جل حديثها في الفترة الأخيرة كان عنك أنت ، عنك أنت فقط ، عن عينِ حنانٍ يرويها ، من سقم دوما يشفيها ، عن حادٍ دوما يؤنسها ، وينوِّرُ ليلَ مراسيها .


آسفةً .. مضطرةٌ أنْ أرفض طلبكَ ..، لأنها صديقتي


( التليفون ) يرنُّ .. يرنُّ بنغمتها ، وشاشة الإظهار تظهر رقمها .. تردَّدَتْ بالردِّ عليها ، امتدتْ يدُها نحو ( الجوَّال ) ببطءٍ شديدٍ ، وكأنها يدٌ بلا قفازٍ تمتدُّ لتلتقط إناءً في ( فُرْنِ الموقد ) ، تراجعتْ .. ،أسكتتْ النغمةَ فأمْست صامتةً ، لكنَّ الرقمَ مازال ينبض ويلوح .. تراجعت .. وأخيرا .. قررت الرد :
.................................................. .....
:ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
.................................................. .
:ـ الحمد لله ، وكيف أنتِ ؟ منذُ أمسِ لم أسمعْ صوتَكِ .
.................................................. ......
:ـ مَنْ تقصدين ؟!
.................................................. ...
بلى .. إذن أنتِ على علم بالأمر ؟ !
..................................................
:ـ وأيضًا تحدثتما عني ؟!
.................................................. .
:ـ ومنذ متى تمَّ ذلك ؟
..................................................
:ـ فما السببُ إذنْ ؟!
...............................................
:ـ وتُرى رغبةُ مَنْ هذه ؟!
.................................................
:ـ وهل تظنين أنكِ بذلك تُسهِّلينَ الأمرَ عليّ ؟
.................................................
:ـ بل أنتِ مَنْ تستحقُّ تلك السعادة .
.................................................
:ـ سأحاول .
====================================
انتهت بحمد الله ، والله من وراء القصد
إلى لقاء مع إخوانية أخرى
تحياتي [/COLOR][/B][/CENTER][/FONT][/FONT][/SIZE]

احمـد عبد الفتاح الشهيبى
06-03-2012, 03:42 PM
قصة تحمل مشـاعر مجنحه
صداقـة على مائد المناقشـات
ومثالان للتضحية والوفاء
يبارز كل منهمـا الأخر لينتصـر
وحكم يفصـل بينهم بطلب فى منظره امنيـة وفى داخله كابوس مفزع
أستاذى / حماده الشاعر
أجدت رسم الصورة بحرافية رائعة
والمشهد الأخير كـان ملئ بالأثارة
وأظنهـا لن توافق ...
فمن تحمل كل هذه الصداقة بين طياتهـا
لا تستطيع ان تلقيهـا جانبـاً
دومت بروعة الحرف المبرم
قلمكـ ثاقب
لروحكـ المحبة والود

آمال المصري
07-03-2012, 01:17 AM
آسفةً .. مضطرةٌ أنْ أرفض طلبكَ ..، لأنها صديقتي

وسترفض حتما أن تقتل بيدها زهرة نبتت وترعرعت في حوضها يانعة
نص جميل بفكرته ولغته جاء الاستهلال فيه شيقا بمنحه الفرصة كاملة للحديث وحوارية جميلة أسلوبا وصورا
وخاتمة شاركتنا في الحوار معها كطرف آخر على الهاتف لتدع كل منا يضع استفتاء ورؤية لنهاية الحكاية
رائع وأكثر أديبنا الفاضل
تحاياي

وليد عارف الرشيد
07-03-2012, 01:47 AM
جميلة سردًا وتشويقًا ونهايةً شبه مفتوحةٍ للتأويل
قصة ارتدت ثوبًا مختلفًا وزهت بالحداثة
مودتي وتقديري كما يليق أيها المبدع الجميل

محمد محمود محمد شعبان
07-03-2012, 10:35 PM
قصة تحمل مشـاعر مجنحه
صداقـة على مائد المناقشـات
ومثالان للتضحية والوفاء
يبارز كل منهمـا الأخر لينتصـر
وحكم يفصـل بينهم بطلب فى منظره امنيـة وفى داخله كابوس مفزع
أستاذى / حماده الشاعر
أجدت رسم الصورة بحرافية رائعة
والمشهد الأخير كـان ملئ بالأثارة
وأظنهـا لن توافق ...
فمن تحمل كل هذه الصداقة بين طياتهـا
لا تستطيع ان تلقيهـا جانبـاً
دومت بروعة الحرف المبرم
قلمكـ ثاقب
لروحكـ المحبة والود

============================================

والله لقد تيبست الكلمات مني خجلا من سحر كلماتك أيها الأديب الجميل ... لقد زينت المقدمة وكنت تاجا فوق رأسي .. فشكرا لك أيها النبيل .. تحاياي أيها الحبيب .

ربيحة الرفاعي
08-03-2012, 01:55 AM
مشهد بحوارين كلاهما أحادي وباب فتوح أما القاريء ليرسم للحوار مدى يتسع أو يضيق بما يرى
ونهاية أقر انها فاجأتني بملاك على الجانب الآخر من الهاتف

فكرة النص جميلة وموضوعه قيّم

أهلا بك أيها الكريم

تحيتي

عايد راشد احمد
08-03-2012, 02:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا واديبنا واخي الاضل

تجلي الابداع فيما قرأت لك ولن امدح في العمل لانه يمدح نفسه

نثرية حوارية سرقتني من عالمي وعشت بين اسطرها

سعدت هنا كثيرا

سلم القلم ودام الفكر المحرك له

تقبل مروري وتحيتي

محمد محمود محمد شعبان
09-03-2012, 10:10 AM
آسفةً .. مضطرةٌ أنْ أرفض طلبكَ ..، لأنها صديقتي

وسترفض حتما أن تقتل بيدها زهرة نبتت وترعرعت في حوضها يانعة
نص جميل بفكرته ولغته جاء الاستهلال فيه شيقا بمنحه الفرصة كاملة للحديث وحوارية جميلة أسلوبا وصورا
وخاتمة شاركتنا في الحوار معها كطرف آخر على الهاتف لتدع كل منا يضع استفتاء ورؤية لنهاية الحكاية
رائع وأكثر أديبنا الفاضل
تحاياي


الأخت الفاضلة / آمال المصري ، مرحبا بك ، ودائما أحب تعليقاتك الفلسفية الواعية ، لا حرمني الله مرورك العطر ، دامت المودة، تحيتي لك .

محمد محمود محمد شعبان
13-03-2012, 10:13 PM
جميلة سردًا وتشويقًا ونهايةً شبه مفتوحةٍ للتأويل
قصة ارتدت ثوبًا مختلفًا وزهت بالحداثة
مودتي وتقديري كما يليق أيها المبدع الجميل

أشكرك شكرا من أعماق قلبي أيها الأديب الكبير / وليد عارف الرشيد .. تحيتي لك أيها الحبيب .. ولا حرمني الله قربك .. مودتي كما تليق وأكثر .